عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-12-2021, 09:02 PM
مريم غير متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل : Sep 2021
 فترة الأقامة : 1129 يوم
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 27,943 [ + ]
 التقييم : 126278
 معدل التقييم : مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي من مريم إلى الإنسان ..













مريم الإنسان



خطاب غير هام لمن لا يهتم !
ولأني صديقة الرسائل الحرة الخجلى، أزرع في ضلوعكم رسالتي الأخيرة قبل المغيب..



إذا لمْ يكتبُ الشعراءُ
من سيقولُ للمعنى
كُنِ المعنى؟

.
وكيفَ تضيءُ بالأعلى
حقولٌ من ملائكةٍ
إذا قالت طيورُ الحبِّ
قد جُعْنا؟

.
إذا لم يكتب الشعراءُ،
كيفَ تشبُّ موسيقى على فَمِنا
إذا يومًا توجَّعنا؟

.
ومن سيحوِّلُ الدنيا ضماداتٍ
وطبطبةً إن اشتقنا لأمنية
وإن فيها تلوعنا؟

.
إذا لم يكتبِ الشعراءُ، كيفَ نقولُ
للزمَّارِ خذ ناياتِ هذا القلبِ
واعْصرها وأسمعْنا؟

.
إذا لم يكتبِ الشعراءُ كيفَ
سينبتُ العشاقُ كالنعناعِ
أوَّل صفحةِ الديوانْ

.
ومن سيغيِّرُ الدنيا لأجلهمُ
ويكشفُ بالمجازِ المحضِ سرَّ
تولُّهِ الأكوان.

.
وكيفَ تقولُ عاشقةٌ لمن عشقت:
دعِ الكلماتِ للشعرا، وعانقْ أغنياتي
الآن.

.
وكيفَ ستبدأ اللحظاتُ
كيفَ تدورُ ثانيةً كواكبُ قلبنا
الورديِّ باطمئنانْ

.
إذا لم يكتبِ الشعراءُ كيفُ يسيرُ
إنسانٌ على أرضٍ
ويشعرُ أنهُ إنسان؟!


.



ثم إنَّ الكتابةَ كالصيام
فلا تكن بلا نية ..


غداً عندما تصبحون عجائز، وينساكم الرفقاء والأطفال وعجائز حيّكم الرمادي وأشجار التوتِ وزملاء الجامعة السطحيين والشمس الحزينة وأزهار الجوري في نيسان، وقمر تشرين الحزين.
عندما يصبحُ مثواكم الأخير أريكةً لعينة وشاشة تلفازٍ أبيض وأسود أو كرسيّاً وراء مكتبٍ مُغبرّ؛ عشرات الجرائد تنتظر منكم فكّ كلماتها المتقاطعة..
عندما تتغير وجوهكم، فتغدو حادة الملامح، قاسيةِ العريكة والانقياد، وتضيع آثار ابتسامتكم التي اختطفتْها تجاعيد السنين الظالمة.

غداً عندما تبدؤون بالتفكير بأشياء لا فائدة منها من الذي دلّ كريستوف كولومبوس على الاتجاهات أثناء اكتشافه القارة الأمريكية أو لماذا سمّيت جائزة نوبل بهذا الاسم.

غداً عندما يصعدُ دخان الذكريات المُحترقة من صمام قلوبكم فلا يجد ولو نافذة فرحٍ واحدة للطوارئ ليخرجَ منها مسرعاً ..
تذكروا تلك الفتاة العشرينية الشغوفة الميّاسة ذات الجديلة الطويلة والخيبات التي لا تُحصى التي قدّمت لكم قلبها على طبقٍ من زمرّد من بلاد الحرب.. الفتاة التي كانت عدداً فردياً إلى جانب عددٍ لا متناهٍ من الفتيات، تلك التي أطعمتكم قلب كلماتها كي تكبر الأحلام في منافيكم، والتي رأت في ظلالكم نوراً يُضاهي شموساً. وفي أوجاعكم ألف نكبة ومئاتٌ من صرخات الثكالى والأيتام.

غداً عندما تفقد ذاكرتكم البلورية أمنياتها ذاهبة أدراج النسيان، عندما يستوطنكم شبح الزهايمر ويسلبكم ما أشقيتم أنفسكم للحصول عليه. أيها النرجسيّون تذكروا مريم التي ظُلمت، مريمُ التي خُذلت.

عندما أغدو رقماً في حفرة صغيرة ضيّقة اعلموا أنكم مهما كنتم منسيين في ذاكرة كل ما عشتموه، ولأجل كل من رآكم وعرفكم أو لم يعرفكم، لأجل من أحبتهم مربم ولم يهتموا، لأجل كل من كنتُ معهم ولم يكونوا ولو للحظة حقيقة مع كلماتي المسفوك دمها على الأرصفة الحزينة بل واتهمومها ووصموها بالعار..
مهما كنتم منسيين بينكم وبين ذواتكم حتى، ستبقون أحياءً في ذاكرة فتاةٍ عشرينةٍ أحبّتكم بكل جوارحها حتى ولو تحول شبح الزهايمر ذاك إلى شبح الموت الأخير.

"نحن النساء معجزاتٌ بقواميس لا تجد فيها للنسيان معنى ولا مرادف "
نحن النساء نترك أثراً منّا في كل روحٍ نزورها إنه أثر الخلود السرمدي ّ
"أثر المرأة لن يزول"


إلى أهل المدائن، البلاد التي أحببت، وأنا بلا بلد
جدرانها.. زواياها.. بوح أرواحٍ حامت في ديارها.. إلى كلمات شعرائها، إلى حروفِ كلِّ خاطرة دقت براويزها على كلّ دقةٍ من دقاتِ ساعاتنا.. إلى أحلامِ عابريها، تناهيد ساكنيها،
إلى ألحان مقهاها ورسوماتها والصور المركونة فيها..
إلى لحظات ألتقطتها عدساتها ووثقتها بكل الحب الممكن والمتاح.. إلى الأيادي التي امتدت، والتي أفلتت، إلى الأشجار التي غنت والأحاديث التي وُإدت..
إلى الأحلام التي أُسِرت والرسائل التي نُفيتْ، إلى الكمان الذي نُحر، والصوت الذي قُتل والقلم الذي ذُبح

إلى أحمد (شاهد قبر) بلغه يا "صنديد" سلامي وأصدقه حُلو الأماني
إلى البنفسج الصبية التي أحببت دون أن أعرف. إلى النقاء الفراشة والأخت، إلى سقيا بنت البلد الغريق .. إلى إلهام والفيصل.. إلى نبيل محمد وعصي الدمع والغيث والرواد.. إلى عطاف ويحيى.. إلى حرف وفرح والصولجان، إلى علي وزائر الفجر وعابد.. إلى غصن وشمس والسفير والمستشار وعبدالله الصقري، إلى بشرى إلى بشرى إلى بشرى
ولا أنساك يا هادي والروح التي احتضت، ولن أنسى محمد حجر والقلم الذي حاور، والقصيدة التي كُتبت والألحان التي خُذلت..

ولا أنسى إلى مريم
ولا أنسى في ساحة حرب
من أحمد إلى مريم
ومن مريم إلى أحمد
ولا أنسى أشباحها مريم
ولن أنسى مريم يا مريم
ولا أنسى ساحة حرب ولا المنفى
ولا أنسى على الهامش ولا الدمعة ولا البسمة،
ولا فيروز ولا الكعكة ولا شجرة المنفى ولا تشرين ولا الصورة
لأني أعشق الهمسة وإني أقدس اللحظة و أطير بالكلمة

أنشدوا بعضكم السلام، وليخبر حاضركم غائبكم
هنا كانت مريم وإن عدتم لتسالوا من مريم
أقول لكم من مريم

عيناي أحجيتانْ
صدري شبابيكٌ عتيقةْ
ولديَّ جوريٌ يجفُّ على الأريكةْ
صمتٌ رماديٌ ،
ومرآةٌ بألبومٍ من الأحزانْ
ولديَّ تاريخٌ يُفسّرَ كلّ أحلامِ الحدائقِ
حين يغفو لوعةً عِذْقٌ من الرمانْ
فيرى انحساركَ
وارتباككَ
واعتلالكَ عالياً
ويرى صراخَ النارِ والطوفانْ !
عيناي أحجيتانْ !


في النهاية..
أنتَ لا تصبح مقاوماً فجأة، أنت مقاوم منذُ البداية !

همسة /
قلبي الأخضر باقٍ على حبكم
ثم قلب ووردة بحانب كل اسم من أسمائكم،
بل وردتين .. وردة واحدة لا تكفي
ولا تعتبروا هذا القلب
غزلاً صريحاً أو حتى مستتراً أو لعوباً
فنحن أقلام محترمة من عائلات كريمة نسكن بلداناًً مغدورة


على الهامش الأخير :
والسلام عليكَ يا مريم.. والسلام على الكلمات يومَ أُسرتْ ويومَ أضربتْ ويوم خُذلتَ ويومَ انتصرتْ وحيدة.


ختاماً
" ابقو إتزكرونا "



للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : من مريم إلى الإنسان ..     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : مريم





 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"





آخر تعديل مريم يوم 11-12-2021 في 09:07 PM.
رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47 49 49 49