رد: سكن بلا وطن..
ماذا قال أبو فراس الحمداني عندما أسر
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ لدى الوغى ولا فرسي مهرٌ ولا ربهُ غمرُ !
ولكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء ٍ فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ ولا بحرُ!
وقالَ أصيحابي: "الفرارُ أوالردى؟" فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ أحلاهُما مُرّ
وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ
يقولونَ لي: "بعتَ السلامة َ بالردى" فَقُلْتُ: "أمَا وَالله مَا نَالَني خُسْرُ"
وهلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ؟
هُوَ المَوْتُ فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكرُ
ولا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍ كما ردها يوماً بسوءتهِ "عمرو"
يمنونَ أنْ خلوا ثيابي وإنما عليَّ ثيابٌ من دمائهمُ حمرُ
و قائم سيفي فيهمُ اندقَّ نصلهُ وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَ الصّدرُ
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ "وفي الليلة ِ الظلماءِ يفتقدُ البدرُ"
فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه و تلكَ القنا والبيضُ والضمرُ الشقرُ
وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّتٌ وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ وَانْفَسَحَ العمرُ
ولوْ سدَّ غيري ما سددتُ اكتفوا بهِ وما كانَ يغلو التبرُ لو نفقَ الصفرُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا لَنَا الصّدرُ دُونَ العالَمينَ أو القَبرُ
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ
أعزُّ بني الدنيا وأعلى ذوي العلا وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ
هذا الشاعر دفع حياته رخيصة من أجل الوطن ووقع في الأسر ونسيه قومه وأحبابه وعشيرته وأهله ولكن
هو لم ينس وطنه ولا أهله ولاأحبابه
طرح جميل
شكراً لك
|