كتبتُ اليك رسائلَ ثم أحرقتُها بزفرة، ومضيتُ إلى هاوية الفصول الرتيبة، ومساحاتِ الوهمِ تَبَرَجَت بألوان اللهيب..فغدتْ كومةَ زيفٍ عارية ..!
ولأنكِ تلك الشهقة التي توَرَدتْ بها صباحاتي ولأنكِ أكثرُ التفاصيلِ المندسة بين تلافيف الذاكرة..
والمرأة التي تمتهن تسخير الشوق أفواج عطرٍ تملأ مسافاتِ البعد التي خَلّفها النسيان..
ولأنك الأكثر شغباً في قلبي....
المتمردة على دروب العشقِ المستقيمة، والمسافرة على أجنحة المستحيل، الفاتنة مثل مواعيد الاشتياق حينَ ترسمُ خُطى القلب داخل مدارات اللهفة دون أدنى حيود يخنقُ النبضَ ببعثرة الغياب..
ولأنكِ ولأنكِ...ياأنتِ
فماتركتِ للقلب حَق تمحيصِ أفكاره ليركلَ الظن الآثم على أرصفة نوايا الحُمقْ.
فكانت السُبل نحو قلبك بلاعودة..حين مَزّقتُ هويةَ الشوق الملطخ بكبرياء الرجوع..و وأدتُ وساوسَ التردد وأسدلتُ ستائرَ البقاءِ على نُدَب الخيبات..
فـَعاقرتُ التمادي في النزوحِ نحو قلبكِ...كروحِ مُحاربٍ، أبى أن يسقطَ في منتصفِ المسافة بين الموت والموت..!...
لكنني على لسان الذاكرة كنت ألفظكِ يقيناً أحتمي به..من تلصص الغياب أن يسرقَ صباحي،أصابعي،كأسَ الخيال الذي يُسكرُ الفُقد أو يسرقكِ أنتِ؛ فيموت الوَطن وتلفظني المنافي..!
..
مازلتِ حاضرةً رغم مساحات الخواء، تَرُصّين خطوات النبض..وتتعاقبين كمواسم الورد،تنهمرين كَالودَق
وعلى صدركِ قوافلُ الرحيل أنفاسٌ تمزق صَبري..حين تُعلنُ الشهيق..!




ثم...مازلتِ عالقةً على أهدابي ..كقطرة مطر..!