شرفة الحنين للغيم .
هناك من شرفة بعيدة تبدت صور امكنة اختزلت ذاكرتي بأنسام عطرها الباذخ الذي يتسلل للروح عند الاشراق وللغيمات التي تمر فتتخلل ملامح المكان في سكون يشوبه تغريد الطيور وطواريق ذلك الشامخ العذب الذي يتغنى بجمال تلك الفاتنة التي سكنت روحه ويمضي في عجل لمصارف حميل السيل ليزيل منها تساقط من اغصان الشجر هناك في لمعة الودق المتساقط على الصخور الملساء وصوته الانيق في السواقي الذي تجعل المكان يتحول الى لوحة نابضة عبقة بعطر التراب والزهر المتهدج حين تكفف واحتضن قطرات الوبل فوهن من شدة التعلق .
هناك تستعيد ذاكرتي ملامحك وضحكاتك والغرق في بحر عينيك في مشاكساتك في هروبك حين أناديك بغيمه وديمه فيصيبك الخجل فتتوارين خلف النافذة واقف هناك أرتب حروفي واشعاري ومشاعري ثم أغلق دفتري وأمضي للنسيان وألوح بيدي في فضاء الوهم ولا أجدك .
عفواً لم أخبرك أنني رأيت من ذات الشرفة تلك الطريق التي تمر بالبيت العتيق الذي لايزال يصارع الزمن بالرغم من رحيلك منه ونسيانك ترتيب افنيته التي قد اثال العشب فيها وامسك بذرات التراب التي شهدت شقاوتك لعبك وفرحك وتلويحت يديك عند الوداع الذي جلعتك فاكهة محرمة علي وحملوك لرجل آخر لم يعرف قيمة الجواهر الثمينة لترحلي بلاعودة واتبعك بدعائي اللهم كن بها رحيما .
عدت بذاكرتي للمكان .
فلم أجد غير أطياف مضت سكنت غريق يقتات السراب ويحدث الغيم
تباً لقلبي لم يعد أبداً طليق
تباً لتلك الذكريات كيف تجعل الوجع يمخرنا
تبقى وتشعل في روحي أحاسيس متعبة ..
الشتات يلفني والغربة الحمقاء تلفح وجهي وتجعلني اتوشح الشحوب
وتنتهك سكينتي دمعات لم استطع كبتها في روحي
ناديت للنسيان أقدم إلى عاجلاً بعثر فكرتي
علني أفيق علني أفيق .
وامضي دونما شيء .