عجز كل شيء عن الكلام
الدموع لم تتجرأ أن تتجاوز حارسيْها
وحده المختبئ خلف أضلعي يعتصره الألم
والصمت هو اللغة التي عقبت دعوات الرحمة
أشعر أني لم أفيق بعد.!
لم أستوعب حكايات الرحيل
غافلة عن الذين أحبهم آمنة ببقائهم.
ليفاجعني خبر موتهم بين ليلة وضحاها دون تمهيد
الألم أكبر من أن ينطق عنه حتى الدمع.!
إنني لم أبكيك رغم أن حزني عليك أخذني
من نفسي و عن الجميع
أشعر أنني لم أفيق
أن أحدهم سيوقظني وأن هذا الخبر تذكرة..
لأبحث عنك في صباح الحقيقة وأهاتفك.
يا الله يا فاطمة.!!
كم كان عمر المسافة بيننا بعد مغادرتك جيرتنا
رحلتي والتفاصيل تسكن مجلسنا
الجدران تحمل أحاديثتنا
المقاعد تذكرك.. الدفاتر والأقلام ومعلمتك التي تكبرك بعام لازالت تذكر تفاصيل الدرس...
وفرحة نجاحك حين إجتزتي عائق الرياضيات
معها واحتفلنا..
منذ ذلك الحين كنا رفقة لم نفترق
رغم مغادرتك الحي..
كانت الشوارع حافلة بنا بينما نافذتك تطل علينا بين حين والآخر
عينيك تود أن تطير معنا ويكسرها الحزن حين تلحظ عجز ساقيها..
فاطمة رفيقة الطفولة.. حتى هذا اليوم
وما دمت فوق هذه الأرض
جسر الدعاء ممتد نحو السماء
يا فقيدة حينا و فقيدة قلبي
صديقتي التي لم تغير قلبها المسافات
في ذمة الله
رحمها الله رحمة واسعة
ولقلب أم وأب انفطر حزنا عليها ثبات يا الله