منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   سحرُ المدائن (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   تركني وســـــادةً ورحـــل! (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=2034)

جابر محمد مدخلي 01-06-2021 02:30 AM

تركني وســـــادةً ورحـــل!
 

تركني وسادةً ورحل!

ممدّدةٌ أنا على الإرث المتبقي بعده، أشياؤنا الكبرى، سهراتنا الليلية، أمسيات (الروج) مساحات اللعب التي كنّا نفرشها للفرح. غليونه الذي كان يدخنني به. كل شيء تحوّل إلى إرث، كلها أحلام، أحلام كبرى أشاهدها بمفردي.
وحدها الوسائد تلك التي لا تنسانا، لا تتجاهل مشاعرنا، وحدها من نرتمي عليها وتحتفظ بالدموع.
القطن له قدرة هائلة على امتصاص آلامنا أكثر من البشر.
البشر قساة، وليس كل عاشقٍ قادر على استيعاب مشاعر معشوقته. هو كان رحيماً، كان حليماً، كان به ولهٌ لو طاف بالأرض كلها لما أحاطه أحد. كنت ألمسه كل الفرح، وكل الوله، كنت متناقضة مع الدنيا ضده. كنت أتصالح به مع أحزاني. كان النافذة الوحيدة لأملي، كان المتاع الجميل، والفاكهة الحلال التي هبطت من السماء دون منِّ ولا أذى. ما اشتهيتُ غيره من الحياة، وحين كتبه الله لي، سلبه القدر ذاته الذي أعطانيه.
ليلتذاك جئته العروس، والمهر، والدنيا كلها. خجلة كنتُ ، وكان كل شيء فيَّ يتمتّعُ بلياقة حنين كبرى لأن أكون له، له فقط ، له الحلال الذي يمارس معه الحرام الذي مانعه وامتنع عنه طوال شبابه. الحلال الذي وقّع عليه الشهود، ودُقّت له الدفوف، وفرح له كل الحضور. ليلتذاك كنت وسادته، سلّمتُ نفسي له ونسيتُ أننا زائلين. أخذني بأكملي. وتركني بعد أن مسّني بأنامله فقط ؛ بحجّة أني لست عذراء، ولست تلك الأنثى التي أرادها .. نسيَّ أني ضحية عشقه. للحظةٍ ما ارتعبتُ من طوفانه الخارج من تحت أهدابه!.
نسيَّ أنه هو الذي سلبني أنوثتي، سلبني حريّتي، سلبني مفتاح الإثبات الوحيد الذي يبقيني(عذراء). تمسكتُ به، وارتميتُ بين قدميه سائلة عن ما تبقى لي عنده من عشقنا الوفي. أو من رجولته الخارجة من تنور أنفته المشتعل.
أمسك يديَّ، رفعني إليه حتى قاربني إلى أحضانه، وقادني حتى العناق.. وبعدها صنعني امرأة من جديد قائلاً:
- أنا أعشقك يا رفيف، أعشقك حدَّ الجنون، أتفهمين ؟
كنت فقط أروّضُ اختبارات الوفاء بيننا، أردت أن أشاهد كيف تريني! أكنت تتوقعينَ أني سأقتلك مرتين؟ ما كنتُ أنا لأمارسكِ حلالاً إلا بعد أن جئتُ بك، تلك الحالة القديمة نسيتها وها نحن الآن معاً كل الحلال، فلن تبأسي بعد الآن يا حبيبتي.
العشقُ الأطهر ينسينا كل أفعالنا القديمة. أنت حلالي، وأنا حلالك، فمارسيني كما شئتِ.
ركضنا تجاه الفرح، تجاه الليل، تجاه الأحلام الكبرى، والمدن. سافرنا، وعدنا حاملين وسادة جديدة تشبه تلك التي مزقها بيننا الحنين في عشقنا الأول.
العشق قبل زواجه يمرًّ سريعاً، وبعد زفافه يمر أسرع. يركض بيننا دونما شعور، ولا تفكير بالنهايات. العشاق لا يحسبون الزمن، ولا يفكرون بالمفاجآت أبداً؛ لأن صدق مشاعرهم تمنحهم متعة الحياة.
شهر وليلة ونحن على ذات السرير نمارس الحلال، بعقد من السماء، وفجأة سلبه القدر .. ومات .. مات وتركني من بعده وسادة عشق...

جابر محمد مدخلي

هادي علي مدخلي 01-06-2021 02:58 AM

رد: تركني وســـــادةً ورحـــل!
 
:eek:

القطن يمتص أوجاعنا
أكثر من البشر
ما هذا يا رجل
استوقفتني هذه العبارة طويلاً
القطن يمتص الأوجاع الخارجية فقط يا صديقي
هناك جروح لا تداويها إلا صدور الأحبة والأوفياء
جابر الذي أحبه
حرفك ديدنه الجمال أينما حط واينما رحل
قصة حُب وكأنها صفحة قٌطعت
من صفحة ما جدولين عندما فقدت الأمل
في عودة ستيفين كتبت
إن الذين يعرفون أسباب آلامهم وأحزانهم
غير أشقياء . يعيشون بالأمل ويحيون بالرجاء
أما أنا فشقية لأني لا أعرف لي داء فأعالجه .
ولا يوم شفاء فأرجوه ....
تماماً كانت وسادتها الخالية
وصفك الدقيق يا جابر
يزيل نمش الحزن من القلب
حُب كريم صافي
إحساس مفعم بالجمال والدهشة
دمت بهذا البهاء وهذه المشاعر السامية
ودام نبض قلمك الذهبي يثري الذائقة

فهمي السيد 01-06-2021 03:09 AM

رد: تركني وســـــادةً ورحـــل!
 
جابر مدخلي
حرف بهي
وخيال يرتب المرادفات تباعا
دمت بروعتك
تقديري

عواد الهران 01-06-2021 08:12 AM

رد: تركني وســـــادةً ورحـــل!
 
بارك الله فيك .

والله يعطيك العافيه...

ماعرض يستحق المتابعه.

ولك الشكر والامتنان...

مسك الخواطر 01-06-2021 09:06 AM

رد: تركني وســـــادةً ورحـــل!
 
:eek:

قصة جمعت كل التناقضات
ولعبت بمشاعرنا
وكأن الموت مكتوب على رفيف
في كل أحوالها
ونصيبها من الفرح شهر واحد
الأديب الكبير جابر صباح الخير ...
هنا على نبض فقيد الحب
تتوالى احداث الغياب
و تستريح مفردات الكلم بين ضجيج الصمت ..
رحل فارس رفيف وترك لها الوسادة الخالية
القدير جابر جسدت لنا من خلال
هذا العمق الإبداعي ملحمةً استثنائية .
تحاول البحث عن أرضٍ أو حلم
النص يفرض ايقاعه بأسلوبه الخاص
لسنا بحاجة ٍ لموت آخرٍ كي نستريح
حماك الله
flll:

الحكيم 01-06-2021 09:22 AM

رد: تركني وســـــادةً ورحـــل!
 
:eek:

تصليح الخطأ
كان أول الشمس المضيئة
في حياة رفيف
وكم من رفيف دفعت الثمن
فليس في كل مرة تكتمل الحكاية
بزواجه منها أغلق جرحاً
وبرحيله فتح جرح آخر
الوافر جابر
قلمك معجم كلام
لحرفك عمق يضرب في ثنايا الروح ...
ولكلماتك جمال يسم الذاكرة بألق لا ينسى
راقت لي تلك الحميمية في النص
والتوحد بين أرواح أبطال الحكاية
تقديري واحترامي

البنفسج 01-06-2021 02:41 PM

رد: تركني وســـــادةً ورحـــل!
 
:eek:

بعض الحكايا في حياتنا
مهما أكتملت تظل مبتورة
تظل في رحيل دائم
ربما كان عليها السير في كل اِتجاه
واحتمال الوحدة والبرد وحمى العشق
وتيه الأماني وشق الوسادة ،!
ربما كان عليها أن تغنّي
كلما اشتد الأسى
أن تداري رغبةَ النّوم على صدرٍ حنون
رغبة البوح إلى أن يتماهى حُلمها فيه
وصهيل الأنين على وسادة خالية

المتفرد المختلف / أ.جابر مدخلي
يفيض حرفك حتى نفيض معه
فله نبرة مدهشة في الإلقاء
وكأن أذن حرفي تلتقطه وتميزه
باسطٌ كفيك تغمسنا في وطنك الرحب
ونحن لانرجو المغادرة

هذا الحرف نقتطفه من عُلِيْ


flll:flll:

هادي مهجري 01-06-2021 08:36 PM

رد: تركني وســـــادةً ورحـــل!
 
:eek:


صديقي العزيز
جابر مدخلي
الموت أجمل من الخيانة ..
مع الموت نحيا مع كل ذكرى
ولكن مع الخيانة نموت مع كل ذكرى
يموت وفيّا ..ولا يرحل خائنا ..
ربما بعد موته تعيش مع كل ذكرى
في سعادة ولو في الخيال ..
ولكن مع الخيانة ..
الواقع مؤلم ..
والذكريات أشبه بالموت ..
دع العشاق يموتون أوفياء ..
ولكن لا يرحلون وآثارهم ملطخة بالخيانة
جابر مدخلي
نص باذخ
يعتلي قمة الجمال
ونحن نقرأ بدهشة ..
ولم نفق بعد ..
لك ألف باقة من زهور القلب ..
هاي مهجري

أحمد عدوان 01-06-2021 08:52 PM

رد: تركني وســـــادةً ورحـــل!
 
:eek:

،،

نصٌّ حافل بالإشارات الخفيّة ككاتبه الجميل ،
العشق مساحة ضلال واسعة لا تستقيم سوى بالحلال ..
مفارقة عجيبة رسمتها لنا بطريقة تستدرج الدهشة من مخادع الاعتياد يا صديق
لهذا الحرف أكاليل تقدير لا تخبو ولا تزول .
flll:

عطاف المالكي 01-06-2021 09:25 PM

رد: تركني وســـــادةً ورحـــل!
 
النص كأنه فيلم سينمائي
لقصة واقعية تحدث في بيئتنا العربية
القاص والقدير جابر
لقد كنت بارعاً في تسلسل الأحداث من مقدمة وعرض وخاتمة
فالقارئ لم يشعر بتوهان أو تشتت
أثناء القراءة ..فالصدق والعفوية كانت حاضرة وبقوة في هذا النص
الرائع ..مرور على عجالة وربما لي عودة لأني لم أعطِ هذه القطعة الأدبية حقها
من الرد ..ودي وتقديري لك


الساعة الآن 09:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47