منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   قبس من نور (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟ (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=10388)

مصطفى معروفي 08-12-2022 03:48 PM

هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟
 
هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟
بقلم مصطفى معروفي
يبدو أن ظهور العباقرة من شعراء وكتاب ومفكرين لم تعد موجودة عندنا في العالم العربي بالشكل الذي كانت عليه في بدايات القرن الماضي ،ونحن هنا لا ننكر أن عندنا حاليا أفذاذا في مختلف مجالات الفكر والأدب،لكنهم ليسوا على مستوى الشهرة والصيت اللذين كانا لدى أسلافهم،فنحن لم نعد نرى أفذاذا عباقرة كما هو الشأن بالنسبة لمفكرين وأدباء مثل :الرافعي والعقاد وطه حسين وشوقي وحافظ والجواهري وقاسم أمين وجبران ونعيمة والقائمة تطول...ولا أدري ما هو السبب في اختفاء هذه الظاهرة ،أوعلى الأقل السبب في خفوتها خفوتا ظاهرا جليا.فلا شك أن ثمة أسبابا ذاتية وأخرى وموضوعية عملت على حجب الظاهرة أوعلى ضمورها ضمورا باديا للعيان..
ويجدر بنا هنا أن نسرد بعض العوامل التي أراها كانت دافعا أساسيا لبروز تلك الظاهرة ،والتي ساعدت على تلميعها وتأطيرها،وأجملها في الآتي:
الثقافة:
إن أولئك الأفذاذ اتسموا بامتلاك رصيد ثقافي واسع ومهم، حتى أننا لنكاد نقول بأنهم كانوا موسوعيين - حسب علمي فإن آخر الموسوعيين كان هوالشاعر الألماني جوته-،فالأديب أوالمفكر منهم كان لديه ما يقوله للناس،بمعنى أنه كان يتكلم ويعلم ما يقول ،ومعنى يعلم ما يقول هو أنه كان يعرف المواطن التي تحتاج إلى البحث فيها والتحدث عنها،أي أن المفكر والأديب كانا يضيفان الجديد،وفي اعتقادي الشخصي أن الإضافة النوعية هي التي تميز المفكر والأديب من غيرهما.ثم إنه كانت لديهما قناعات وأفكار يؤمنون بها ويدافعون عنها ،تارة باستعمال المنطق ،وتارة بإيراد الحجة والدليل.
وسائل الاتصال:
كان لوسائل الاتصال دور حاسم في ذيوع صيت أولئك الأفذاذ ،كما كانت سببا في شيوع فكرهم وأدبهم،و هذا العامل وإن كان على درجة من الأهمية لا تخفى فإنه لا يصدق على كل من كانت له به علاقة من كتاب ،فكم من أديب وكم من مفكر لم يبق منه شيئا ،مع العلم أنه في وقته كان من الوجوه الدائمة الظهور في المنابر الإعلامية ،والأمثلة عن هذا تجِلُّ عن الحصر.
وضوح الفكرة والهدف:
بالنسبة للمفكرين فقد كانت لديهم أفكار واضحة وأهداف يحاولون الوصول إليها ،ففي أدمغتهم كانت تلك الأفكار واضحة على ما تتسم به من تخمر ونضج لما لأصحابها من بعد نظر و اتساع أفق، وقد بسطوها للناس بشكل سليم في كتاباتهم،وقد امتاز أسلوب هؤلاء بثلاث ميزات لا بد منها للأسلوب كي يكون أسلوبا ناجعا وراقيا ،وهي:الوضوح والدقة والمتانة. فأسلوبهم لا غموض فيه ولا لبس ،وتبعا لذلك فقد جاءت أفكارهم ساطعة واضحة ،تجد من الناس المناصر لها والمناوئ والمعادي حتى ،ومن هو دون ذلك ،وقد كنا نرى المعارك الأدبية والفكرية محتدمة ،وعلى أشدها بين كاتب وآخر،وبين القراء المناصرين وغير المناصرين،فكان الحقل الأدبي والفكري يعرف حركة دؤوبة ،ويعج بالحركة والنشاط،والمهتم لا بد أن يخرج من ذلك بالفائدة الجمة والتنوير المغذي للعقل والمنعش للروح.
ويبدو أن عامل الاحتكاك بالغرب كان له أثره في وجود هذه الظاهرة ،فكثير من المثقفين الذين كانوا طرفا في هذه المعارك هم من أولئك الذين اتصلوا بالغرب اتصالا مباشرا ،أو من الذين تأثروا بثقافته الوافدة ،مقابل المثقفين المحافظين الذين وقفوا ضد التيار منافحين عن القيم المتوارثة ،مبينين خطورة الأفكار المستوردة على هوية الأمة.
إن ظاهرة بروز العباقرة أو الأفذاذ هي ظاهرة عالمية ، وخفوتها أو انعدامها هو ظاهرة عالمية كذلك،إلا أنها تختلف في الدرجة قوةً وضعفا من مكان إلى مكان ،ومن مجتمع إلى مجتمع.
وإذا كنا قد سردنا بعض العوامل التي كانت حسب رأينا وراء ظهور بعض عباقرتنا العرب ،فلا بد أن نعطف على ذلك ببعض العوامل التي قللت منها أو جعلتها تكاد تكون منعدمة،فنقول:
ضغط الجماعة على الفرد:
إن الجماعة لها سلطة معنوية على الفرد ، سلطة قاهرة لا تلين لها عريكة ولا يهن عزم،فالمفكر أو الأديب يجد نفسه محاطا ومحاصرا بالجماعة ،لأنها تمثل القيم المحافظة على التقاليد والأعراف التي بموجبها هي محافظة على كيانها ومستمرة في الوجود،فأي كاتب أو مفكر هو مدعو لأن يكون منسجما في طروحاته وفي استخراجاته مع ما يتماشى مع القيم السائدة في مجتمعه ،وإلا سيتلقى صنوفا من الأذى والجفاء لا تتصور.
الشخص العادي:
إن الشخص العادي يرى في ما يقوله المفكر العبقري شيئا متطرفا،إما لأنه لا يفهمه ،وإما لأنه متشبع بأفكار مغايرة يراها هي الصواب وغيرها خاطئ.ولذا فهو يهمله ويحاربه على مستويات منها:
-أن لا يحفل بأفكاره.
-أن يشنع فكره ،وينشر ذلك في الملأ.
-أن يؤلب عليه العامة والخاصة.
-أن لا يقدم له الدعوة لتقديم أطروحاته والتعبير عن وجهة نظره في محاضرة أو ندوة أو في لقاء عاد.
الأفذاذ وشعور الآخرين بالنقص:
إن الأفذاذ يجعلون الناس العاديين يشعرون بالنقص،ويدخلون علي أنفسهم الضيم،فكم من عظيم أو زعيم قدم أعمالا جليلة عادت بالنفع العميم على وطنه أو على الإنسانية قاطبة،ولكنه في نهاية المطاف لم يجد من الناس ما يستحقه من إجلال وإكبار وتقدير لما قدمه،فسقراط مثلا كان سبب تقديمه للمحاكمة هو العامة،وقد مات وهو حانق على الديموقراطية التي أدت به إلى مصير سيئ،وشارل دوجول محرر فرنسا تنكر له الناس فصوتوا لمنافسه في الإنتخابات..الخ..الخ...
وأخيرا نقول :هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟أم هل سيظهر عمالقة آخرون جدد؟
وإذا ظهروا هل نستطيع تخمين وتحديد الطريقة والكيفية اللتين سيظهرون بهما؟
أرجو أن أكون قد وفقت في طرح وجهة نظري في مسألة من المسائل لها علاقة بالوضع الثقافي العربي عموما،وأعتقد أنه بالنقاش من طرف إخواني وأخواتي ستتضح أمور أخرى لا شك أنها غابت عني وأنا أحاول قدر ما استطعت أن أكون واضحا في طرحي ،ومسفرا عن قناعاتي.

ندى الحروف 08-12-2022 04:09 PM

رد: هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟
 
قطعًا انتهى زمنُ العمالقةِ والأدبِ
نحنُ الآنَ في زمنِ التفاهاتِ وما يسمونه
بالانفتاح الغربي الدخيل علينا
فأينَ نحنُ من الأمسِ..
لاشيءَ سوى حروبٍ وصراعاتٍ
وتفاهاتِ الانفتاح الخارجي
هجروا الثقافةَ والقراءة
والقران الكريم غذاء الروح
اصبحنا الآن في زمن الشهرة
الذي يرفعُ الجاهلَ الفاسدَ
ويحطُّ قدرَ المتعلمِ العابدِ

...
شكرًا جزيلاً لهذا الفكرِ المُتزنِ
تمَّ الوشم والنشرُ والتقييم والمكافأة من الإدارة

النقاء 08-12-2022 04:14 PM

رد: هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟
 
مكاني هنا لعودة تليق بسموك

محمد عبدالله 08-13-2022 05:38 AM

رد: هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟
 
🍃 مقال رائع وطرح ثمين … فعلًا في وقتنا المعاصر أصبح الأدب سلعة بائرة لا تشترى وفي اعتقادي أن البيئة التعليمة ومناهجها الحديثة سبب رئيسي في تخريج أجيال بعيدة عن عالم الأدب والأدباء.

ابدعت أديبنا القدير الأستاذ مصطفى معروفي … دمت بود وسعادة 🌷🌷

الفيصل 08-13-2022 10:12 AM

رد: هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟
 
جميل هذا الطرح:
لماذا سُمي بعض الأدباء بالعمالقة؟
لأن التواصل معهم من خلال كتبهم فقط, فيظن القارئ أن هذا الشخص مكتمل الجوانب ويُطبق كُل ما يكتب فكسبوا هذا النوع من التصنيف الذي يكاد يكون الكمال, لكن لو كان أحدهم مشاركًا في التواصل الإجتماعي وهو على طبيعته لأنكشف الكثير عن شخصيته بمحاورته وما يطرح وأتضح أنه لا يزيد ولا يقل عن بقية البشر الا ببضع خبرة وقِدم وترتيب لغوي وحسنه وما أكثرهم في وقتنا الحالي,
ولا علاقة للتعليم بإنتاج أدباء فعباس العقاد, مصطفى الرافعي = ابتدائي, والكثير,,,

مصطفى معروفي 08-14-2022 02:51 PM

رد: هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى الحروف (المشاركة 236866)
قطعًا انتهى زمنُ العمالقةِ والأدبِ
نحنُ الآنَ في زمنِ التفاهاتِ وما يسمونه
بالانفتاح الغربي الدخيل علينا
فأينَ نحنُ من الأمسِ..
لاشيءَ سوى حروبٍ وصراعاتٍ
وتفاهاتِ الانفتاح الخارجي
هجروا الثقافةَ والقراءة
والقران الكريم غذاء الروح
اصبحنا الآن في زمن الشهرة
الذي يرفعُ الجاهلَ الفاسدَ
ويحطُّ قدرَ المتعلمِ العابدِ
...
شكرًا جزيلاً لهذا الفكرِ المُتزنِ
تمَّ الوشم والنشرُ والتقييم والمكافأة من الإدارة

حتى أولئك العمالقة كانت قي عهدهم الراصعات والحروب على أشدها،كما كان احتلال لبلداهم من طرف دول استعمارية غاشمة.
طه حسين كان منفتحا على الغرب بل إنه تأثر به فكريا ،ونحن نرى ذلك واضحا مؤلفاته وخاصة في كتابه(في الشعر الجاهلي).
شكرا جزيلا على الحضور الكريمالأستاذة ندى الحروف.

مصطفى معروفي 08-14-2022 02:53 PM

رد: هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النقاء (المشاركة 236868)
مكاني هنا لعودة تليق بسموك

تحية طيبة لك أستاذة النقاء

مصطفى معروفي 08-14-2022 02:59 PM

رد: هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالله (المشاركة 237096)
🍃 مقال رائع وطرح ثمين … فعلًا في وقتنا المعاصر أصبح الأدب سلعة بائرة لا تشترى وفي اعتقادي أن البيئة التعليمة ومناهجها الحديثة سبب رئيسي في تخريج أجيال بعيدة عن عالم الأدب والأدباء.
ابدعت أديبنا القدير الأستاذ مصطفى معروفي … دمت بود وسعادة 🌷🌷

تحية طيبة لك أخي الأستاذ محمد عبد الله،
معك حق في كون المناهح التعليمية ساهمت في هذا الواقع بقدر كبير،ولكن هناك من العمالقة من لم تتح له الظروف متابعة الدراسة ومع ذلك استطاع أن يتألق نجمه في عالمي الفكر والأدب ،العقاد مثلا.
محبات وافرات مولانا.

مصطفى معروفي 08-14-2022 03:10 PM

رد: هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفيصل (المشاركة 237125)
جميل هذا الطرح:
لماذا سُمي بعض الأدباء بالعمالقة؟
لأن التواصل معهم من خلال كتبهم فقط, فيظن القارئ أن هذا الشخص مكتمل الجوانب ويُطبق كُل ما يكتب فكسبوا هذا النوع من التصنيف الذي يكاد يكون الكمال, لكن لو كان أحدهم مشاركًا في التواصل الإجتماعي وهو على طبيعته لأنكشف الكثير عن شخصيته بمحاورته وما يطرح وأتضح أنه لا يزيد ولا يقل عن بقية البشر الا ببضع خبرة وقِدم وترتيب لغوي وحسنه وما أكثرهم في وقتنا الحالي,
ولا علاقة للتعليم بإنتاج أدباء فعباس العقاد, مصطفى الرافعي = ابتدائي, والكثير,,,

لو كان الأمر كما جاء في الرد الكريم فلماذا برز هؤلاء دون غيرهم ؟
العيوب الشخصية لا تنقص من قدر الأديب أوالمفكر إلا إذا كان صاحب مواقف متاقضة،فلو كانت العيوب والمثالب الشخصية تحط بالأديب لسقط أبو نواس مثلا ولو يبق له أثر.
وسائل الاتصال الحالية ساهمت كثيرا في التقارب ونشر المعلوبة إلا أنها أيضا ساهمت في تمييع الأدب فقد نجد شخصا لا يمتلك حتى اللغة يسمي نفسه شاعرا رغم أنف الشعر ويجد في وسائل الاتصال إياها من يصفقه له ويشجعه.
تسلم أخي الأستاذ الكريم.

ماهر 09-21-2022 12:15 AM

رد: هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟
 
أعتقد أن الحكم على أن زمن العمالقة قد انتهى ليس دقيقا
فكل زمان له عباقرته حتى وإن كان الوهج والعطاء قليلا


الساعة الآن 05:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47