إنحناءة ..
إيييييييييييه "كيف سأبدو في العام القادم ، في مثل هذا التوقيت ، إن أصر الغياب أن يبقيك على ذمته " لم يتغير شيء كثيراً صدقيني ، ها هي أربعة أعوام إنقضت منذ تلك الرسالة الذي كان هذا سطرها الأخير ، وشائت الأيام أن يشاركني بها الفيسبوك اليوم كذكرى ، لا زلت كما ودعتك آخر مرة ،لم أهرم ، وسيماً مثل إنطباعكِ الأخير عني ، جذاباً كما كانت ترمقني عيونك ، الساذج الذي يلوذ عن شلة الرفاق كثيراً لكي يحدثك ، ثمة إنحناءة فقط تشكلت في إستقامتي ، من الإنثناء أسفل غصن الشجرة النابت على باب الحديقة التي تذكرين ، تلك الوعورة لم تثنيني عن إرتيادها جيئة وذهابا ، بل آثرت إلا أن تنقش وشماً على ظهري يخبرني بأنها لم تستقم بعد أُمنياتي ، وها هي تحملني الأمكنة الموحشة معها ، أكتبها وتكتبني نتوحد معاً ، دون أن تنبس بآهة ، نتبادل أحاديثاً موجعة ، تدُسها الوحدة وننزف إلى آخر المدى ، كل يوم أذهب عند ذلك المنحدر ،أجلس طويلاً , أُلقي الحصى كما كنتِ تفعلي ،أردت أن أُخبرك، يوم أمس تدحرجت حصاة حتى إستقرت في القاع ، ليتك كنتِ هناك قد فرحت كثيرًا والله ،، مؤلم عندما أسترق النظر لنفسي بالمرآة ،ولا أغدو في عيوني أكثر من طيفٍ لصورة سقطت سهواً من برواز لوحة سريالية ، لونها رسام أتقن نحت الخيبة في معانيها..! هذه الأثناء بدأت ملامح العام الرابع لغيابك تكتمل ، أربعة مواسم كاملة من الإنتظار والدعوات أناء الليل وأطراف النهار ، وحده الله يعلم نجواها في صدري ، لم تكن كافية على لملمة حضورك ،تلك الدعوات النافلة أّبيت عليها و أستفيق صباحاً كل يوم أجتَر بقايها وأَلوك آثارها بفمي ،وحشرجة تغرغر في حلقي بنبرة إشتياق تتوق لسماع همسك هُم لا يُدركون معنى الغياب وحجم تلك العَذابات التي تتناسل في الركن القريب من وَجعي فقط أنا الذي أُمارس مع نفسي لغة البكاء الداخلي فيمتصني الصمت لأكثر من قطعة ألم ذاوية لا تعدو مقدار خيبة من حزن مرحبا يا صديقي ، ما أخباري لديك ؟ أهلا يا صاحبي ، لا شيء تغير صدقني ، منذ اعوام تقريبا وأنت على حالك هذه كما زجاجة كولا , تنفعل كلما هَزها الحنين ، ثم تعود مخدعك ، إلى أن نضبت آخر ذرة غاز تحفزك ،أصبحت مفرطاً في البلادة غارق في اللاشيء .. أعلنت الإكتفاء لا بد أن تنتفض ، لا بد من التضحية ،الأقدار لن تعطف عليك ، وتمنحك ما تريد دون سعي عندما كانت تلوح في الأفق تباشير خجولة ، غير واضحة التفاصيل، كان قلبي يباغتني سائلاً ، هل تملك قوة متاحة ، عندما يكون الفرح سانحاً ، تصرخ بوجه هذا الحزن الذي لا يستسلم أبدا ، أن تنحى قليلاً أرجوك ، فصمت بعدها ، دون أن أمنحه حقه في إستيعاب الإجابة كان عليك في ذلك اللقاء الأخير ، أن تغمض عيونك ، وتضع سدادة في أُذنيك وتدخن كثيرًا ، حتى لا تعلق في ذاكرتك رائحة الأجواء، ثم تقفل راجعاً دون الإلتفات ورائك ربما تطهرت ذاكرتك من اللحظات الموؤودة ، وكان لك سببا وجيهاً ، أن لا تصبو لشيءِ كان في الماضي ، فاض بي عجزك وقلة حيلتك ، ضقت ذرعاً من مواربة نفسك خلف أبواب الغياب ويحك ،إعتق ذاتك ، قد صبأت عنكَ والله ، ألم تسأم جلدها وتوبيخها ؟ هكذا تخبرني في رسالتها السابقة التي لم تصل ،بعد هذه الأعوام ، كأنها كانت ناطعة، تقرأ السطر الاول بإقتضاب ، ثم تُغادرها القراءة عنوة ، ويحكِ ،بعض الآلام لا تدركها الُّلغة، ويبقى الصّمت نديماً لخيبات، تتنقل بنا كبالون هواء ،تتحكم فيه الرياح ،لا يملك قراراً نافذاً بتحديد مصيره ،بعيداً عن الفواجِع ، هذه المناطيد التي تغطي وجه السماء كل يوم تُقلع من قلبي . ..,, |
رد: إنحناءة ..
أهلابك يارائع
تنبيه + ختم ../ |
رد: إنحناءة ..
.
. أظنُّ والله أعلم أن كتاباتك محكومٌ عليها بالدّهشة ..!!! وغيماتها ماطرة .. وكل الحروف معتكفة في رواقها من أجلنا .. مصلوبةٌ للمعنى .. أزليّة الأثر ... أحببتُ التفاصيل التي جئت بها عن انحناءة نبضك لها .. عن الحصى الذي تشكّل في يديك وردة .. عن شقاوةٍ أنجبت ذكرى لا يغيّبها امتداد العمر .. الكابتن .. الكااتب الذي أقرأ له النص مرارا وتكرارا .. أمارس الكر والفرّ عندما أتواجد في نصوصه .. لأجد كلمات تطوّق عظيم نثره .. وهيبة قلمه .. لله درك يا رجل .. ما تكتبه ليس عاديّا ... والأسلوب .. احتلّ رقما صعباً في ذائقتي هنيئا لك ..مرارا .. إلى الخلود في ذاكرتي هذا النص !!!!!!!!!! |
رد: إنحناءة ..
.
. مكافأة النص .. والله تستحقها ...flll:flll:flll:flll:flll:flll: |
رد: إنحناءة ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شتاء.! https://www.boohalharf.com/vb/booh/buttons/viewpost.gif أهلابك يارائع تنبيه + ختم ../ مرحبا بك يا صاح ..,, |
رد: إنحناءة ..
"(
يالا هذا الغياب كيف يقتلنا بصمت ويأخذنا بصمت ويثور بنا حنينا بصمت لا تضج به غير الدواخل إنحناء.. نحو الروح.. وما ارتدته من ملامح لاتشبه إنكساراتها بل تحميها من عيون المارّة ومن عبثية العابرين.. ومن أسئلة متطفلة عن الإنطفائة من بعد وهج هذا الحنين إشتعال يوقد فينا كل ما حسبناه نسيا منسيا لنعيد تفاصيله وحدنا وربما أنعشنا في طريق الذكرى شيئا من نبض وشعور المرة الأولى والحضور واللقاء. الكابتن نص آسر قادر على إنطاق الصمت.. وأن يخرجك من حالة الإنصات لحالة الصراخ التي تحتاجها. شكرا يا وافر اللغة والوصف البديع تحية وتقدير |
رد: إنحناءة ..
اسمح لي كابتن
هذا ليس نصّ هذا حرف حاد انغرس في صدري الى هذا الحدّ كُنتَ مُدهشاً وعميقاً اييييييه يا مبدع هكذا تُصاغ الحروف والا فلا |
رد: إنحناءة ..
القدير الكابتن
نعم والله إنك أنت تملأ حضورك بحروفك الفارهة وفيضها المثقل بالجمال تتنوع معانيك ومفرداتك بسلاسة جذابة وإسترسال مدهش أحييك وهذا النص الفاخر ولغتك الأدبية الفيعة سلم القلم والبنان مودتي وإحترامي |
رد: إنحناءة ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بُشْرَى https://www.boohalharf.com/vb/booh/buttons/viewpost.gif . . أظنُّ والله أعلم أن كتاباتك محكومٌ عليها بالدّهشة ..!!! وغيماتها ماطرة .. وكل الحروف معتكفة في رواقها من أجلنا .. مصلوبةٌ للمعنى .. أزليّة الأثر ... أحببتُ التفاصيل التي جئت بها عن انحناءة نبضك لها .. عن الحصى الذي تشكّل في يديك وردة .. عن شقاوةٍ أنجبت ذكرى لا يغيّبها امتداد العمر .. الكابتن .. الكااتب الذي أقرأ له النص مرارا وتكرارا .. أمارس الكر والفرّ عندما أتواجد في نصوصه .. لأجد كلمات تطوّق عظيم نثره .. وهيبة قلمه .. لله درك يا رجل .. ما تكتبه ليس عاديّا ... والأسلوب .. احتلّ رقما صعباً في ذائقتي هنيئا لك ..مرارا .. إلى الخلود في ذاكرتي هذا النص !!!!!!!!!! صدقيني يا بشرى إن بعض الردود والقراءات تخلد في الذاكرة وبعض الأشخاص يأتونك بالفرح أفواجا أفواجا من كل فج عميق ملهمة أنتِ للحد الذي جعلني اتخيل تفاصيلك وأنتِ تضربي بأصابعك على لوحة الكيبورد ، كيف تتسلل لكِ هذه الذائقة وتربت على كفيكِ أي كاتب محظوط ذلك الذي يحظى بمثل هذه الردود من لدن فخمة كأنتِ التي ، ممتن لهذا الكثير الذي أضفتيه تقديري واكثر ..,, صفحات الموقع |
رد: إنحناءة ..
اقتباس:
. منصتة لكل حرف تكتبه هنا أو هناك أتتبع الحرف وعطره بعناية .. أنت اكتب واترك الباقي للبشرى فوالله تتصببُ في هذا العطر flll: |
الساعة الآن 06:50 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
مجتمع ريلاكس