منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   الكلِم الطيب (درر إسلامية) (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الولاء والبراء (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=6007)

سلطان الزين 09-17-2021 06:52 PM

الولاء والبراء
 
بعض الأمور التي يجب التنبه إليها في الولاء والبراء

https://www.alukah.net/images/conten...42_180x180.jpg
إبراهيم بن أحمد الشريف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/8/2021 ميلادي - 25/12/1442 هجري



أمور هامه يجب التنبه إليها في الولاء والبراء


الأول: هناك فرق بين الولاء والمعاملة:
بمعنى أن الولاء معناه المحبة والنصرة والتأييد للمؤمنين في كل مكان. والمعاملة: هي صورة المسلم الحسنة الطيبة المنعكسة على الواقع.


فعندما يتعامل المسلم مع غير المسلمين يتعامل وهو مشفق على ما هم عليه من الكفر والضلال والبعد عن هذا الدين، فيحاول بكل أسلوب دعوي أن ينتشلهم من هذا المستنقع الآسن وينقذهم منه.


فالمعاملة لا تنقض أصل البراء، والواقع خير شاهد من دخول الناس في الإسلام بسبب أخلاقيات المسلمين ومعاملاتهم الطيبة.



الثاني: دعوة الكفار والحرص على هدايتهم:
فالدعوة إلى الله تحتاج إلى مزيد من اللين والرفق واللطف، وانتقاء الألفاظ والجمل الطيبة؛ رجاء استمالة وتليين القلوب للدخول في الإسلام؛ قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل: 125].


قال الشيخ السعدي: أي ليكن دعائك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح ﴿ بِالْحِكْمَةِ أي: كل أحد على حسب حاله وفهمه وقبوله وانقياده[1].


وهذا ما فعله سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون أنه قال له قولًا لينًا، قال تعالى: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه: 44].


قال الشيخ السعدي: أي سهلًا لطيفًا برفق ولين وأدب في اللفظ من دون تفحش ولا صلف ولا غلظة في المقال، أو فظاظة في الأفعال، ﴿ لَعَلَّهُ بسبب القول اللين ﴿ يَتَذَكَّرُ ما ينفعه فيأتيه ﴿ أَوْ يَخْشَى ما يضره فيتركه فإن القول اللين داع لذلك والقول الغليظ منفر عن صاحبه[2].


فالقول اللين ضروري في مصاحبة الداعي.


وقد أجابت اللجنة الدائمة عن حكم التزاور بين المسلمين والكافرين من السؤال الثالث من الفتوى رقم: (8097):
س3: لدينا في منطقة العمل بعض المسيحيين العرب يصادف أن يوجهوا إلينا الدعوة أحيانًا لزيارتهم فهل تجوز زيارتهم وهل تجوز دعوتهم لزيارتنا؟
ج3: إذا كان القصد من زيارتكم لهم في مساكنهم ودعوتكم لهم لزيارتكم دعوتهم إلى دين الإسلام ونصيحتهم فالدعوة إلى الإسلام غاية نبيلة، ودعوتهم وزيارتهم في محله وسيلة لتحقيق هذه الغاية النبيلة والوسائل لها حكم الغايات[3].

الثالث: الإشفاق عليهم واللين معهم والبر بهم والصلة:
قال تعالى: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة: 195]، وقال تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة: 8].


قال الشيخ السعدي: أي: لا ينهاكم الله عن البر والصلة والمكافأة بالمعروف والقسط للمشركين من أقربائكم وغيرهم[4].


فالتعامل معهم يكون بسلوك المسلم المميز المرتفع القامة المستعلي بالإيمان فيبذل كل طريقة من أجل دعوتهم إلى الله، مثل عيادة مرضاهم إذا رجا دخول أحد منهم في الإسلام، وإهدائهم وقبول هدياهم وهذا كله من أجل استمالتهم وتأليف قلوبهم، مع انتفاء أي مودة قلبية وحب إلا إذا أسلموا لله رب العالمين فهم إخواننا في الله.


وقد تجاور بعض المسلمين مع النصارى في السكن والعمل والمدرسة وما يترتب على هذه الخلطة من أحكام شرعية فهل للمسلم أن يزور النصراني بحكم الجوار أو تهنئته بعيده أو اتخاذه صديقًا، وقد أجابت "اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" عن حكم التعامل مع الجار النصراني من السؤال العاشر من الفتوى رقم (8691):


س10: ما كيفية التعامل مع النصراني المجاور في السكن أو في المدرسة، وهل أزوره وأهنئه في أعيادهم؟
ج10: يجوز التعامل مع النصراني المجاور بالإحسان إليه ومساعدته في الأمور المباحة والبر به وزيارته لدعوته إلى الله تعالى، لعل الله أن يهديه للإسلام، وأما عن حضور أعيادهم وتهنئتهم بها فلا يجوز ذلك، لقول الله سبحانه: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة: 2]، لأن حضور أعيادهم والتهنئة نوع من الموالاة المحرمة، وهكذا اتخاذهم أصدقاء[5].


مما سبق يتضح أن:
1- من مقتضيات لؤلؤة التوحيد (لا إله الا الله) الولاء والبراء، الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، والبراء من الشرك والمشركين.


2- الله جل وعلا يحب المؤمنين وينصرهم ويؤيدهم على أعدائهم ويسدد خطاهم ويستجيب لدعواهم.


3- المؤمنون يحب بعضهم بعضًا ويوالى بعضهم بعضًا لا من أجل الوطن ولكن في الله ولله. والكفار بعضهم أولياء بعض.


4- المؤمنون يتنافسون لمحبة الله لهم من أجل رضا الله عليهم.


5- عدم التشبه بالكفار في زيهم ومأكلهم ومشربهم، مع عدم الإقامة معهم إلا لضرورة شرعية ملحة.


6- الذي يحب أعداء الله وينصرهم ويؤيدهم ويقف في صفوفهم لتقوية شوكتهم لا تنفعه لؤلؤة التوحيد التي نقضها.

[1] تيسير الكريم الرحمن(ص:452).

[2] تيسير الكريم الرحمن(ص:506).

[3] فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، المجلد الأول - المجموعة الأولى ص: 436.

[4] تيسير الكريم الرحمن(ص:857).

[5] فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجلد الأول - المجموعة الأولى ص: 439.

بُشْرَى 09-17-2021 08:24 PM

رد: الولاء والبراء
 
.
.

حياك الله أيها الزين
سلم نبضك
وبارك الله في طرحك
عميق تقدير

فرح 09-18-2021 04:37 AM

رد: الولاء والبراء
 
جزاك الله خيراً ..

احمد الحلو 09-26-2021 10:51 PM

رد: الولاء والبراء
 
جُزيت خيرا

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو

نزف القلم 10-29-2021 07:46 AM

رد: الولاء والبراء
 
الف شكـــر لك
على الطرح الرائع
اثابك الله الاجروالثواب
وجزيت خيرا
وجعله في ميزان حسناتك
نزف القلم

واجدة السواس 10-31-2021 12:40 AM

رد: الولاء والبراء
 
اسأل الله العظيم
ان يرزقك الفردوس الأعلى من الجنات
وان يثبتك الباري خير الثواب
على هذا الطرح القيم والنافع
دمت برضى الرحمن

آنوثة طاغية 11-05-2021 01:40 AM

رد: الولاء والبراء
 
باقَة ورد جوُرية أهديك اياهَا
يعَطيك العافيه عَلى طرحك الرَائع https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif





سلطان الزين 05-21-2022 08:21 PM

رد: الولاء والبراء
 
كل الشكر لمروركم العذب الجميل..


الساعة الآن 09:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47