منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   سحرُ المدائن (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أعْرِفُني .. لكنكَ لن تفعل ! (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=6377)

مريم 10-12-2021 08:25 PM

أعْرِفُني .. لكنكَ لن تفعل !
 








https://up.boohalharf.com/uploads/163405874156941.jpg

لستُ جنيّةً او ملموسة
و لا حتى موجودة
الطائرُ الحرُّ يحلقُ في سماءِ الوجود
و هذا المنظر يُزين لوحة
في سماءِ خياليّ الخالية
لمستُ به غصناً
فطار
لمستُ بهِ صخرةً فتحركتْ
أعطي بقيودي حريةً مُطلقةً للأشياء
أستطيعُ بالشعرِ -وحده-
أنْ أكسرَ عجزي الذي يُشَكِلني
فأختفي من عينٍ
وأظهرُ في عينٍ أخرى
فأطيرُ
فأصبحُ
فأكونُ
وفي لحظةٍ خاطفةٍ
ساميةٍ
عاليةٍ
لا تصلها فرحةُ الكتابةِ
و لا دهشةُ الموسيقى
سأُرى بعين الوضوحِ
بطريقةٍ حقيقيةٍ
خاليةٍ من نظرات الوهم
و هناكَ.. لأولِ مرة
سأعيشُ جميعَ كتاباتي .




لطالما خانتني البدايات حين أرغبُ في الكتابة، وحين أهمُّ بكتابةِ أيّ نوعٍ أدبيٍّ سواء أكان مقالة أم قصيدة أم رسالة، أجدُّ نفسي حائرة كمن يبحثُ عن رأسِ الخيطِ في سلّةٍ مليئةٍ بلفائفِ الخيطِ المُبعثرة، لذا غالبًا ما أبدأ هكذا:

أكتبُ لكم الآن بينما أجلسُ قُربَ النّافذةِ وبيدي قدحٌ من البابونجِ السّاخنِ، أُراقبُ النجومَ وهو تتثاءبُ بكسلٍ وسطَ السماء، أنظرُ إلى عجوزٍ تسكنُ في المنزلِ المُقابلِ، أعتقدُ أنّها توجستْ مني فهي تزيحُ السِّتار كلّ دقيقتين، تنظرُ إليَّ ثم تُطفئ الضوءَ لتعودَ بعد دقيقتين لاحقتين، أنا بدوري خفتُ منها لعلّها تفكّر في قتلي، كما نُشاهد عادةً في أفلام الرُّعبِ لذا قررتُ أن أغيّر مكاني بينما أخطُّ لكم سطوري، كما أنني سرحتُ بخيالي قليلاً وفكرتُ في جعلِ هذه الكلمات -إذا ما نشرتُها- دليلاً يُدين تلكَ العجوزُ إنْ قامتْ بقتلي، أكتبُ لكم هذا وأضحكُ كثيراً كونها جعلتني أفكرُ في كتابة روايةٍ بوليسيةٍ مُرعبة بينما في الحقيقة ربما تكونُ مجرد امرأةٍ طاعنةٍ في السِّن أصابها الزهايمر أو الوسواس القهري...

سأحدثكم اليوم عن الحبِّ قليلاً، عمن يبحثون عن الحبّ، وأولئك الذين يتمنون أن يعثر الحب عليهم، لو أنني مثلاً أردتُ أنْ أُقومُ بتعريفهِ لكم يا سادة فسأقول: أنْ كلَّ شخصٍ يُولد بنقصٍ فادحٍ في رُوحهِ ذلكَ النّقصُ لا يسدُّهُ سوى شخص آخر خُلق لأجله، ولأنني أُؤمن جداً أن الأرواح تتعارفُ وتتآلفُ قبل أنْ تسكنَ أجسادنا، فإنني أُؤمن بالضرورةِ أننا نجدُّ الحبَّ فيمن عانقتْهُ أرواحنا بحرارةٍ سلفًا، قرأتُ شيئًا ما عن هذا عند (ضي رحمي) تُسميه بالتوين فلايم أو توأم الشعلة..


ستمرُ ربما بعلاقاتٍ كثيرةٍ إحداها ستكونُ إعجاباً، وأخرى ستكونُ مجردُ رغبةٍ في الحبّ، وأخرى ستشعرُ فيها أنه تم استغلالك أو استهلاكك حتى صرتَ غيرَ صالح، فيتم رميكَ كما لو أنكَ غطاء زجاجة - لا أحد يحتاجه أليس كذلك؟- وفي مراتٍ كثيرة ستبكي وتُقهر وتشعرُ أنْ الحبَّ الذي ظننتَهُ مرَّ على قلبك قد خلّف آثار غيلان ضخمة فتقفُ حائراً تُبعثرُ أوراق ذاكرتك وتُأرشف الأحداث بأسى شديد، وفي هذه الحالة ستقفُ أمام سبورةٍ كبيرةٍ تُدعى "حياتك" عليها سطرين لا أكثر:
- لقد منحتُ له قلبي وأعجزُ عن استردادهِ" سيلفيا بلاث"
-قافلة الماضي لن تؤدي بك إلى أي مكان" مكسيم غوركي"

ووحدكَ ستكونُ المُخوّل لمحوِ إحدى العبارتين، لكنّكَ في كلتا الحالتين ستعيشُ ألمًاً مُبرحاً، لا أحد يُمكن أن يلحظهُ، فالقلوبُ حين تتحطمُ لا تُصدر أصواتاً مع الأسف، لكنني أضمنُ لكَ أنْ الحبَّ ضيفٌ خفيف الظِّل يعودُ ليطرقَ بابكَ وإنْ طردتَهُ سابقاً، ولكَ حريةُ استقبالهِ مرةً أخرى..أم لا !
أتمنى أنْ تحصلَ على القصةِ التي تتمناها، فالحبُّ وحدهُ كفيلٌ باجتثاثِ جُذورِ التّعاسةِ من صدركَ.

على الهامش:
أضع ما كتبه الشاعر جداً عبد العظيم فنجان
" أنا الذي هربتُ من أمان البيت إلى اضطراب وقلق الكتابة، ولمّا التقيتكِ أيقنتُ، تماماً، أنني التقيتُ بالمصير الذي لم يكتبْهُ إلا الحب على جبيني، فلم أتردد في قبولكِ كمعجزة، لا جدوى من حدوثها، لأنني ـ أثناء ذلك الطواف حول مركز الخفّة ـ تدرّبتُ على الألم، و تسمّمتُ بفكرة أنْ يكونَ الحب قاتلاً باطلاقةٍ طائشةٍ تُطلقينها، فلا تصيب أحدً من قاتليكِ، وتذبحني "

تحيتي ومحبتي وريحان
الثلاثاء ١٢ أكتوبر ٢٠٢١
الساعة: ٢٥ : ٨ م



زائرُ الفَجر 10-12-2021 08:30 PM

رد: أعْرِفُني .. لكنكَ لن تفعل !
 
حجز مقعد في هذا الجمال

واجدة السواس 10-12-2021 08:32 PM

رد: أعْرِفُني .. لكنكَ لن تفعل !
 
حجز لي عودة تليق بك حبيبتي

نبيل محمد 10-12-2021 10:03 PM

رد: أعْرِفُني .. لكنكَ لن تفعل !
 

الكاتبة كتبت حروفها بأصابع تمسك قلم الجمال
تحلق في فضاءات خاصة
كما هي بكل ما مرت به من أزمات في حياتها
وصمودها في وجه الريح والعواصف
ويستمر الحلم في ظل لذكرى تضيفُ خطوة
ترشدُنا إلى الدرب المجهول
وفي نفس الوقت تأخُذْ بيدينا لتنهي ابتكارَ الحلم
بلغة اليقين
رائعة أنتِ بكل ما تعني الكلمة
خالص تقديري وتقيمي



الختم وللتنبيه ومكافأة المنتدى

النقاء 10-13-2021 01:04 AM

رد: أعْرِفُني .. لكنكَ لن تفعل !
 
كاتبتنا الجميلة مريم


:eek:

نص يشحذ نصل النفس المهزومة
لتقطع رؤوس الخيبة و تؤمن من جديد بأن الأرض لها القدرة أن تحضن كل أوجاع الخلق
و حتى سرد الخيال كأنها واقعية
و يبقى لحظة صمت يزهر ورداً من وصفك ربيع غير الذي اصنعوه
يتقبل العائدين لصوابهم من غربتهم و ذهولهم المؤقت
معرفة بذواتنا جميلة
ووشوشت الذات أكثر مصارحة
تلك الأرض تحبك كثيرًا
فلك النصيب الأوفى من الإكتفاء
هنا هيئة الحرف يتقاطر منه الشجون
كم أنتي عميقة التوصيف لنزعة موجعة
شَطرت منك روح الثبات
فكان من بعضها يحكينا حيناً ويبكينا
ويبيح للمآسى ما أراقت
لله أنتِ ما أجملك ما أبلَغَكِ بياناً
وما أشجاكِ بوحاً

راق لي سردك الممتع للروح



شكرًا تتكاثر لروحك الجميلة هناااا


snabil:

فرح 10-13-2021 07:15 AM

رد: أعْرِفُني .. لكنكَ لن تفعل !
 
:eek:
حين قرأتكِ قلت : يدي ، يدي
حرف حملني لمدى ازرق فيه تناهييد خفيه
واغاني امنيات تضيء ظلمة الليل وابتهال بهي

( أعرفني ) قطعه موسيقيه
أمسكتِ بجميع اصابعها بلطف وحنان بالغ
وتحدتثتي معها ،، مددتي احساسكِ وشعوركِ
على بيانو صُنع بتاريخ ( لكنك لم تفعل )
الحب : طفل يامريم
لكنني رأيته في سماءكِ بالغاً صالحاً ونبيلاً
قبعته شراع يصمد في وجه الريح
ربطة عنقه من مطر ، يحمل الدفء في معطفه

معجزة اللغه والحرف مريم
لديك القدره على لمس الخلايا النائمه
انكب على وجهي في نصكِ بروح واهنه و اترك الخيلاء
يضيع في السُبل في الخارج
مؤمنه بأن كل الايادي الممتده في بئر روحكِ
سيصعد اليها الماء صافياً نقياً ..
لقلبكِ الفرح يا نقيه



snabil:

الفيصل 10-13-2021 08:09 AM

رد: أعْرِفُني .. لكنكَ لن تفعل !
 
:eek:

هلابك أستاذة مريم:

أسال:
كيف يكون الإنسانُ ناقصًا من شيء وفي نفس الوقت يستطيع أن يستحضره, أشياءٌ كثيرة خفية في أرواحنا نكتشفها بسبب, أليس الإنسان هُنا كاملًا يكتشف بعض كماله ويفنى وهو لازال غامضًا مع نفسه بحثًا عن خفاياها, فالكمال تام لله وحده سبحانه, ليس معنى أنني لا أعي كُل شيء أنني ناقصًا, بل مقصر,
أليس الحُب موجود فينا, يتنوع ويكبر اللهث وراءه, ثم كيف يكون الحُب مرتبطًا بشخص من أحببت؛ أنت تحُب لأنك تحُب أن تحُب وليس أن تُحَب, وأن غادرك من أحببت فلازال جمال الشعور به موجود تتمتع بلحظات التأمل فيه بذكرياته التي أصبحت جزءًا منك؟ تأكلُ وجبتك المُفضلة ثم تتحسر بأنك أكلتها !



snabil:

مريم 10-13-2021 09:02 AM

رد: أعْرِفُني .. لكنكَ لن تفعل !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زائرُ الفَجر (المشاركة 127697)
حجز مقعد في هذا الجمال

زائر الفجر
مقعدكَ دائماً في الصفوف الأولى
أسعدك الله وحفظك

مريم 10-13-2021 09:11 AM

رد: أعْرِفُني .. لكنكَ لن تفعل !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واجدة السواس (المشاركة 127699)
حجز لي عودة تليق بك حبيبتي

أهلاً كبيرة عزبزتي واجدة
مكانك دائماً محفوظٌ بالقلب
بانتظاركِ

مريم 10-13-2021 10:08 AM

رد: أعْرِفُني .. لكنكَ لن تفعل !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل محمد (المشاركة 127714)

الكاتبة كتبت حروفها بأصابع تمسك قلم الجمال
تحلق في فضاءات خاصة
كما هي بكل ما مرت به من أزمات في حياتها
وصمودها في وجه الريح والعواصف
ويستمر الحلم في ظل لذكرى تضيفُ خطوة
ترشدُنا إلى الدرب المجهول
وفي نفس الوقت تأخُذْ بيدينا لتنهي ابتكارَ الحلم
بلغة اليقين
رائعة أنتِ بكل ما تعني الكلمة
خالص تقديري وتقيمي



الختم وللتنبيه ومكافأة المنتدى



و نعود لحيث تقودنا أحلامً صغيرة تقلبنا ذات يمين وذات شِمال .. لا شيء يسيطر علينا مثل أنفاس أملٍ ملتهبة بالرضا والانتظار ..
نبيل.. عاجزةٌ ُجدا ً حروفي لتوفي الشُكر وبهاء الحضور
لك بالغ التقدير والاحترام






الساعة الآن 11:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47