منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   الكلِم الطيب (درر إسلامية) (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   لتجمل وإظهار النعمة (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=2759)

بوح القلب 02-28-2021 01:27 AM

لتجمل وإظهار النعمة
 
امتنَّ الله على عبادِه بنعمةِ الإيجاد، كما امتنَّ عليهم بنعمة الإمداد، ابتداءً منه وفضلًا، فما من مخلوق إلا وقد شمِلَتْه نِعَم مولاه، وما مِن أحد يستطيع أن يحصيَ هذه النعم، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]،فحقيقٌ بكلِّ عبدٍ لله أن يقابل النعمةَ بالشكر لا بالكفر، وبالطاعة لا بالعصيان، قال تعالى: ﴿ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].



وقد وعد الله عباده الشاكرين لنعمه بالزيادة، كما أوعد الجاحدين لها بالسلب والفقدان، فقال تعالى: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، فالشكر كما قالوا: قَيد الموجود، وصيد المفقود[1].



ومِن عظيم فضلِ الله على عباده أن يُنعِم عليهم بنعمه، ثم يجازي الشاكرين ويُثيبهم على شكرهم، قال تعالى: ﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144].



والتجمُّل وإظهارُ نِعَم الله هو مِن الشكر الذي أمرنا الله به، سواء كان ذلك في الملبس أو المطعَم أو المركَب، فالله يحب أن يرى أثرَ نعمته على عبده، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب أن يرى أثرَ نعمته على عبده))[2]، وعندما أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ سيِّئ الهيئة، قال له: ((أَلَك مالٌ؟))، قال: نعم، مِن كل أنواع المال، قال: ((فليُرَ عليك، فإن الله عز وجل يحبُّ أن يرى أثرَه على عبده حسنًا، ولا يحب البؤس والتباؤس))[3].



وعن أبي الأحوص عن أبيه: أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فرآه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أشعثَ أغبر في هيئة أعرابي، فقال: ((ما لك من المال؟))، قال: مِن كل المال قد آتاني الله، قال: ((إن الله إذا أنعم على العبدِ نعمةً أحب أن تُرى به))[4].



ولا بد أن يكون إظهارُ النِّعم بعيدًا عن السرف والكِبْر المنهي عنهما، مقرونًا بالتواضع لله، قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((كُلُوا واشرَبُوا، وتصدَّقوا والبسوا، في غير مخيلة ولا سرف، إن الله يحب أن تُرى نعمته على عبده))[5].



وإن أولى الناس بالتنعُّم وإظهار النِّعمة هو صاحبها، ثم الأقربون من أهل بيته، ثم الأقرب فالأقرب، فعن جابر بن سَمُرة رضي الله عنه قال: سمِعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا أعطى اللهُ أحدَكم خيرًا فليَبْدَأ بنفسه وأهل بيته))[6].



وليس التجمل وحسن الهيئة من الكبر المذموم، فالله جميلٌ يحب الجمال، ولذلك لَمَّا أَشكَل على أحدِ الصحابة رضي الله عنهم قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنةَ مَن كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كِبْر))، قال هذا الصحابي: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مُزِيلًا لهذا الإشكال، ومبيِّنًا حقيقة الكبر: ((إن الله جميل يحب الجمال، الكِبْر: بطر الحق[7] وغَمْط الناس[8]))[9].



فنسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، المُثْنِين بها عليه، وأن يعرفنا عليها بدوامها لا بزوالها.


[1] انظر: تفسير البغوي 4: 337.

[2] أخرجه الترمذي في الأدب، برقم 2819، وقال: هذا حديث حسن.

[3] أخرجه الطبراني في الكبير 5: 273 عن زهير بن أبي علقمة الضبعي؛ وذكره الهيثمي في المجمع 5: 232، وقال: رجاله ثقات، وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لحسنِه.

[4] أخرجه النسائي في السنن الكبرى 6: 481؛ وابن حبان في صحيحه12: 235، بسند صحيح على شرط مسلم؛ كما قال الشيخ الأرنؤوط، وذكره الهيثمي في المجمع 5: 233، وقال: رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح.

[5] أخرجه أحمد في مسنده 11: 312 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4: 135، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

[6] أخرجه مسلم في الإمارة برقم 3398، وأحمد في مسنده 5: 86 و87، والطبراني في المعجم الكبير 2: 198.

[7] بطر الحق: هو أن يجعل ما جعله الله حقًّا من توحيده وعبادته باطلًا.

وقيل: هو أن يتجبَّر عند الحق، فلا يراه حقًّا.

وقيل: هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله؛ انظر: النهاية في غريب الحديث 1: 156.

[8] غَمْط الناس - بفتح الغين المعجمة وإسكان الميم ثم الطاء - وفي رواية: ((غَمْص)) بالصاد، وهما بمعنى واحد، ومعناه: احتقارهم؛ انظر: شرح مسلم للنووي 11: 113.

[9] أخرجه مسلم في الإيمان برقم 91، عن ابن مسعود، وأبو داود في اللباس برقم 4091، والترمذي في البر والصلة برقم 998، وابن ماجه في الزهد برقم 4173.


احمد الحلو 02-28-2021 08:34 PM

رد: لتجمل وإظهار النعمة
 
جُزيت خيرا

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو

البنفسج 03-01-2021 11:38 AM

رد: لتجمل وإظهار النعمة
 
نتجمل ونظهر النعم لكن في حدود
لا إسراف فيها ولا إمساك عنها

جزيتِ خيرا عزيزتي

flll:

واجدة السواس 03-01-2021 02:28 PM

رد: لتجمل وإظهار النعمة
 
الحمد لله على نعمه

بوركت وبورك طرحك القيم

وجزاك الله خير الجزاء والحسنات

النقاء 03-01-2021 02:33 PM

رد: لتجمل وإظهار النعمة
 
تسلم الايادي من كل شر

جلب طيب وقيم. ربي يسعدك

شكرا لهذا الحضور والكرم. بالعطاء.

همس الروح 03-01-2021 06:40 PM

رد: لتجمل وإظهار النعمة
 
جزاك الله خيرا ولا حرمك الأجر
بوركت وطرحك الطيب

سليدا 03-01-2021 10:28 PM

رد: لتجمل وإظهار النعمة
 
بارك الله فيك ونفع بِك ..
على طرح موضوعك القيم
وأسلمت الايادي ويعطيك العافيه
تقديري مع احترامي.

هادي علي مدخلي 03-02-2021 12:01 PM

رد: لتجمل وإظهار النعمة
 
بارك الله فيك
ورفع الله قدرك

واجدة السواس 03-07-2021 12:34 PM

رد: لتجمل وإظهار النعمة
 
جزاك الله خير الجزاء والحسنات

وبورك طرحك القيم

واثابك الجنة

بُشْرَى 03-09-2021 05:49 PM

رد: لتجمل وإظهار النعمة
 

.



.

جزاك الله خير جزاء وجعله بميزان حسناتك
طبت ياألق ..


بوركت ..


الساعة الآن 04:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47