|
الجزاء
أحضرَ ورقاً وقلما ، قرر الكتابة في ذلك المساء الجميل ، الجو غائم ، والنسمات تتراقص على أهداب المكان ، وأطياف التجلي تتراقص في مخيلته .
استعد لذلك أكملَ استعداد ، حضَّرَ كوبا من الشاي الأخضر ؛ كي يروق له الأمر أكثر ، رمى قليلا من أوراق النعناع في الكوب ؛ لتمتزج نكهة الشاي مع شاعرية الجو المحيط به ، قال باسم الله ، ثم ارتشف رشفة من الشاي وقال : الآن نبدأ . أمسك ( عبد الرحمن ) بالقلم ، ثم تردد واحتار في أي موضوع يكتب ، فالمواضيع كثيرة ، والأفكار متزاحمة ، والخواطر متواردة ، وسأل نفسه ترى عمَّ أكتب ؟ ! : غلاء الأسعار ! التستر التجاري ! الغش ! قيادة المرأة للسيارة ! ...... وبينما هو في حيرته رنَّ جواله ، ثم سمع صوت منبه سيارة من الخارج ، ثم صراخ ونداءات ، صاح : يا إلهي ما هذا كله ؟ ولم الآن ؟! لكنه انتبه وقال : إنها نغمة ( باسم ) ، وتلك طريقته الخاصة به عندما يطلق منبه سيارته ، ولكن صوت المنبه يختلف عن المعتاد !! . عاد الجوال إلى الرنين مرة أخرى ، لكنه رد عليه هذه المرة وهو يقول : نعم ، نعم باسم . انْتَظِر سأخرج إليك حالا ، وخرج في الحال يبحث عن صديقه وهو ينادي : أين أنت يا باسم ؟ ــــــ أنا هنا عبد الرحمن ! ــــــ أووووووه ما هذا ؟ إنها سيارة جديدة ، ومن ماركة فخمة . ــــــ من أين لك هذه ؟ ومتى اشتريتها ؟ وبكم ؟ و..... و ...... تسارعت العديد من الأسئلة في رأسه وهو يهم بالصعود إليها ، وأخذ يمطره بأسئلة واستفهامات كثيرة بغية التوصل إلى شيء يقنعه . رد عليه باسم : لقد حصلت عليها مكافأة من مديري المباشر في الجهة التي أعمل بها ؛ وذلك نظير ما قدمتُ له من جهود عادت على إدارته بالنفع والازدهار ، كذلك لإخلاصي وتفانيَّ في العمل ومثاليتي مع زملائي . ــــــ ماذا قلت ؟ إخلاص ! . أي إخلاص ومثالية يكون ثمنها هذه السيارة الفارهة ؟ ! . ــــــ صدقني هذه هي الحقيقة . ـــــ هل أنت لاعب كرة قدم في أحد الأندية المشهورة يا باسم ؟ ! وهل أحد من زملائك حصل على مكافأة ؟ ! . ـــــ لا ، أنا الوحيد الذي حصلت على ذلك . المهم يا أخي اصعد ؛ كي نقوم بنزهة شيقة على شوارع المدينة وأحيائها . تحركت بهما السيارة ، وعبد الرحمن مستغرق في تفكيره تارة ، ومتفحص كل جزء منها تارة أخرى ، يمنِّي نفسه بامتلاك واحدة مثلها ، ويثني على الجهة التي يعمل بها صديقه باسم وعلى مديرها الشهم المتميز ، ويخطط للانتقال إلى تلك الإدارة ؛ للعمل بها طالما أنها تعطي المجتهد نصيبه . في صباح اليوم التالي ذهب عبد الرحمن إلى تلك الإدارة لتقديم طلب لمديرها للانتقال إليها وقبل أن يدخل للمدير أراد أن يسلِّم على باسم فلعله يساعد على دفع الموضوع إلى الأمام ، دخل إلى مكتب صديقه فلم يجده ، ووجد في المكتب شخصين يقومان بتفحص بعض الملفات والأوراق ، وعندما سأل عنه لم يرد عليه أحد منهما ، ثم عرج إلى مكتب المدير ؛ لتوقيع الطلب منه ولكنه لم يجده ، ووجد شخصين آخرين يقومان ــــ أيضا ــــ بتقليب بعض الأوراق ، حار في الأمر ، لكنه لم يجد جوابا من أحد . عاد عبد الرحمن إلى منزله واتصل على جوال صديقه باسم ليستطلع الأمر ، لكن الذي رد على الاتصال هي أم باسم ، يسبقها نحيبها في الكلام ، فعرف أن من كان في المكتبين هم حرَّاس الوطن . *** الغيث حصري >::>::>:: |
رد: الجزاء
يبدو أن صاحبنا هنا قد وقع في مطب كبير
تحت مسمّى السيارة الفارهة والإخلاص.. ولم يدرِ أنه كان للخَلاص منه بأقرب .. تجارة غير مشروعة .. مخدرات .. علامات استفهام ودائرة لا متناهية من الايادي الخفيّة ! قصّة ناطقة بحبكتها والأحداث والصفعة دمتَ راقي الفكر والمداد يا محمد الخير .. |
رد: الجزاء
كثير من يمتلكون هذه السيارات والسبب ان المدير او المسؤول راضي عن افعاله الغير مشروووعه!!
تحياتي لك ياجميل |
رد: الجزاء
.
. هذا النبض كمسامات الضوء . يتسرب إلينا ومضة تبقى في مخيلتنا قصة هادفة .. واقعية .. تفاصيلها ماتعة .. متسلسلة غيثنا الأديب ..دام حبرك الثمين الوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة flll: |
رد: الجزاء
وقع في شر أعماله
وكم مثله الكثير يبقلون الرشوة ويبيعون الضمير ما أجملك يا غيث وأنت تكتبٌ عن الحقائق بكل تجرد ونزاهة وتكتبُ بصوت الوطن كاتب ماهر تجيد العزف في كل الاتجاهات دمت بكل الود تحياتي |
رد: الجزاء
هذه النهاية تصيب ولا تخطئ احترامي |
رد: الجزاء
الظاهرة السوداء في الثوب الأبيض,
نال جزاءه العادل... .. سلمت أيها الغيث وسلم فكرك |
رد: الجزاء
اقتباس:
هناك طرق ومسالك يعرفها المدراء ويعرفون كيف يشترون بها المتفانين في العمل من أجل كسبهم إلى صفهم لتمرير صفقات غير مشروعة فيما بعد وهذا ما حصل مع أخينا المحترم شكرا لحضورك الجميل وتفاعلك مع القصة أسعدك الرحمن >::>:: |
رد: الجزاء
اقتباس:
نعم كما قلت وقد وضعت يدك على الجرح وربما أحيانا باشتراك بين المسؤول والموظف شكرا لحضورك الجميل بوركت ودام النبض الجميل >::>:: |
رد: الجزاء
اقتباس:
وحضور مميز كالعادة تفوح منه روائح المسك والعنبر وأريج الياسمين ألم يطلق عليك مملكة الياسمين فشكرا بحجم الكون لروحك الجميلة وشكرا لقلبك النابض بالحياة أسعدك الرحمن >::>:: |
| الساعة الآن 07:09 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
مجتمع ريلاكس