منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   سحرُ المدائن (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   ليبيا (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=5121)

تيم الله 07-19-2021 01:12 AM

ليبيا
 
في مهب الريح، كل شيءٍ آيل للرحيل وللريح، حديثاً خاصاً في سكون طريقهم، و حكايةٍ بعمر الشمس، وساعة فراق تأجلت حين أفترس الحنين أضلاعه، إلى سيدةُ باقية معي هذه اللحظة ولكل لحظة: نامي بهدوءٍ أزلي.
ونحن في أحشاء اللقاء، كل شيءٍ أتى بإنتظام، الصدفة والحب و أصواتنا المخضبةِ بالخجل وبالتوتر الذي يشبه أشهر المطر، من قاع فنجان قهوتك حتى شعرك كان الليل إستثناء. كنتُ أشعر بإلتفات المارة رغم لهث الضجيج، كنتُ أتربص في عطرك.. هارباً من كل إلتفات، يا سيدةُ هاربة من فلول الجنة
في الليلة نفسها كان أقاصي المدى ينتهي على رؤوس أصابعك، أمان محقّق يا جميلة، لا منعطف سحيق لا أحلام لا تتحقق.
ونحن كبار، لا ينقصكِ سوى الأمومة ولا ينقصني سوى قلقُ نقي لدفءِ بيت، كان العمر عيون والجزءُ الباقي على متن سفر النوارس، أشعلُ الحنين وأبقى و وصالي لكِ إلى سابع جرح فيكِ، هذا الخوف ادخرهُ لقلبك، لساعةٍ لظن بأن لا احداً هنا ..بجوارك، لا احداً هنا يسبقك لذات المقهى لكي يحجز لكِ مقعد وأن لم تأتين وضع فوق المقعد إكليل من الحنين، وعاد لمهب الريح.
ادخر لكِ في قلبي نافذةُ في كل مرة تشعرين بدوّار الضيق ..بخسارةٍ ..بمعركة تغلب فيها الألم، هذا القلب.. هذا الضماد لجروحٍ مؤجلة
لا أنتظر شيء من الأيّام وأنا مكللُ بالعيون ..بعيونك.
بقايا قهوة الصباح تملأ علي الليل، تملأ صدري بهمهمة أنفاسك، يا تفاصيلك التي تغور في قاع ذاتي، كتفي ..بكتفك، يدكِ لامست يدي، وآهٍ يا يدُكِ التي أن لامسها غريب استدل إلى طريقه الفرح، استدل ولملم الحزن من على ملامحه.
عيونك المنسوجة من قصيدة حزن، المنسوجة من خطوات الذين يرحلون دائماً وللأبد، حزينةُ ومن فرط الأسى تشبه صديقٌ قديم.. يترنحُ في أحلامي ولا يسير بمحاذاة ندائي، لعيونك جمعٌ وفضاء واحد.
مشهد لا يتكرر، هذا الحب لا يتكرر، في جوفي أجيال شربتها أنفاسك نفساً ..نفساً، كان الود عاصف، وكان الكلام ضياع، وكل الصمت مكيدةُ لقيدٌ عيونك، يا جميلة يجرفني القميص الأبيض ولفرطْ هذا الحب والموعد والصمت، خفت كثيراً، كثيراً بأن تطول لمسة واحدة منكِ بوهج دمائي، أن تطول وتحملين في عام موعدنا الأول بطفلٍ يشبه صوتي وكل سبيل في وجوده كانت باحتمالات الحب.
بحّارُ أنا من هذه العين للأخرى، أسرجُ في صدركِ قُبلة وأبقى، وتجرفني الريح، في مهب الريح ..أي ريح! رِيحُ أنفاسك.
أعرف بأن للعصافير أوطان، وللحنين مُدن، كما أعرف بأن للموسيقى جلبابُ في حلقك!
أنتي والموت سيّان، قادمين من الجهات البعيدة، من درب الصدفة ولأجلكما تشهق الذوات في وجع " لا " ..في سكون "لا"
كي يصير الموت " موت "، وكي تكونين في جسدي آثر مأساة أخرى، مأساة ليست لي، للعيون التي لا ترحم تعبي

أذكر عطرك وحبل أفكاري الذي أنقطع، بيني وبين الغريب مسافة إنتظار حقيبةٍ ما، بيني وبينه مسافة تحسسه لدربُ جديد، لمرايا لا تعكس صورته، تعكس شوقه لتلك العيون، علّقني عطرك، لم أعد أعرف ملامح من حولي، هذه أمي ..تذكرني لمسة يدها بأموّمتكِ المؤجلة إلى يومٍ ما، كل الأشياء التي أقول عنها لن تتكرر ..أصبحت تتكرر، كل شيء يبدأُ من جديد، طفولتي بدأت، عمري بدأ، خجلي في قصيدة لم تكتمل ..إكتملت وبدأ، لأول مرّة أراني بعد هذا اللقاء، إني أحبك، إني أسافر مع أغنيّة صوتك ولا أعود، أنا الذي أشتاق لا القمر، وأنا الذي يمتد هنا " في قلبك " لا الهواجيس، أنا السخي بأيادي على الطراز القديم تمتد ولا تعود، كلّي يعيشك مرتين، رجلاً أحبكِ بغتةً، ورجلاً تعرفينه منذ زمن.

لازلتني أتضرع لولع الوله في العيون، وأنا محصور كرجاء، ستأخذني العيون وسيرفُّ غصنَ قلبي، سأختار كتاباً للشتاء، وسأسافر كنجمة في منافي الصباح، الآن حيث لا يلمَّ شتات وجهتي سوى عيون مواتيةٌ للسفر ..
مات قلبي دون الرمال، دون الصحراء، دون بدويتي الأولى، مات في الشذى، دون ضواحي قافلتي!
أيتها المرأة الممتدة إلى طيّب خاطري، كيف لمباهجي معنى للناس؟، يا حبيبتي، أيها الحب الطازج في الدم القديم، أيها الخليط اللذيذ،
تنهضين من / إلى غيرتي، يأتِ إليكِ الـ " الصباح المتأجّج " من فم مفخخ: من فمي.
أعلم الآن بأن رائحة النوم تغفو على تفاصيلك، هذا هو الطوفان الذي لا يعرف موسم نهاية، هذا هو الحبّ من مخاض عيونك،
لأن كلماتي بعيدةُ ستصلك في الحلم، صوتك يفتك بي وأصبر ولا أصبر.
يا لون الوضوح
يا ضوء ينفذ للعيون، ويمر مرور التأويل
أخذتك، مسكتك، وبكيت، يا لحقيقة أحققها في يدي، أخذتُ مني ورقةً وقلم ومنكِ عيون، يجدونها مذهلة، هذا الحديث مذهل!
لا يعرفون الظلُّ في أثرك، لا يعرفون الفخاخ في هويّة صوتك، حين يلتقي الجمعان.. صوتكِ والأفق، كلُّ الشِعر من نسيج شَعرك، كلُّ الترقب قميص، غزلناه خيطاً خيط حتى نتلاشى، حتى لا نبقى في هذا العالم، لا يعرف آلام صوتي غيرك، تحسسي الناي في صدري.. يئنُّ تقرعه يدُّ المرض، يتشبثُّ في لحنّك ..أكثر وفاءً من وردةً وآبدي كفتنة العيون.
كيف والله لم أموت؟ ويدي تصطدم في يدكِ!، إنَّ الموت حق، والمُتوهجة في البنفسج حق، أيتها النازلة كظل شجرةٍ ..و زائغةُ كشهوة ..أيتها المتدليةُ كحلمٍ وردي ..أيتها الساقطةُ صدفة كمقابض السيوف ..أحبكِ، وأنا متورطُ جدّاً ولا لي حيلة للنفاذ من عنق وردة!
بين الليل والشمعة: همّة فتيل، وبينكِ وبين النساء: وريد، أركضي في مداه حتى تكونين في البعيد نجمة ضئيلة بالعيون، كوني كما أنتِ العيون الزرقاء
في قصائد الشعراء، الوريد شاسع وصبري لكِ ذُخراً، للعالم نسوةُ وليَ امرأةُ، للناس وداع، وليَ أيادي أعرفها، للناس قبلة.. وليَ شفتان وإعصار،
للناس رحيل يحلُّ فجأة ..وليَ لحظةُ أخرى زائدةُ كقرط، أدخرها لكي دائماً ..لكي أقول: كنتُ سعيداً،
ولا يهم بأن أكتب لأكتب، الذي يهم بأن ليَ عيون أستردّها لأنظر .. ليَ قلب يتجدّد ليحب .. ليَ فنجان مخضبّ بجديلتك!
وكما يقول حظُّك: أنا حظُّك.
وإن عاد اللقاء مقدار كَف، مقدار حرف، سوف أكون كما كنتُ فاحش بالصمت مملوء بالبقاء، ولا ليَ حيلة للنفاذ من عنق وردة!
.

النقاء 07-19-2021 01:24 AM

رد: ليبيا
 
هلا بالكاتب الألق الرائع/ عابد


ختم ورفع للتنبيهات ومنح المكافاة تستاهل اكثر واكثر


عودة تليق بسموك

علي آل طلال 07-19-2021 02:16 AM

رد: ليبيا
 
يا الله ياعابد..!
لغة مضمخة بالصور الرمزية والاستعارات التي تفتح باب التأمل لظلال الألفاظ من خلال صور متلاحقة..
نحن نرى أرواحنا هنا في سطورك "الرسالة"..
لاجف لك مداد يامبدع..

النورس 07-19-2021 02:18 PM

رد: ليبيا
 
جمعت كل. الاحاسيس في نص واحد
فكان هذا البوح تحفة أدبية فاخرة معلقة على جدران المدائن
يومي جميل بمعية حرفك يا أنيق

صالح عبده إسماعيل الآنسي 07-19-2021 05:04 PM

رد: ليبيا
 
أحسنت وأبدعت أيها الـ عابد البهي
وانت والإبداع صنوان، بورك لك ولنا
في حرفك وقلم، وإلى المزيد من التألق
تحياتي ومحبتي الخالصة
أيها الشقيق الليبي الأبي

الغيث 07-19-2021 08:10 PM

رد: ليبيا
 
بوح جميل اخي عابد
تسطرت فيه لغة اللإبداع جلية على بيان الفكر
أتت منغمة مع أنغام روحك المضيئة
شكرا لهذا الألق\ ودي وتقديري
>::>::>::>::

تيم الله 07-20-2021 11:55 PM

رد: ليبيا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النقاء (المشاركة 92470)
هلا بالكاتب الألق الرائع/ عابد


ختم ورفع للتنبيهات ومنح المكافاة تستاهل اكثر واكثر


عودة تليق بسموك

يعيشك يا طيبة

تيم الله 07-24-2021 12:48 AM

رد: ليبيا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ‏علي آل طلال (المشاركة 92482)
يا الله ياعابد..!
لغة مضمخة بالصور الرمزية والاستعارات التي تفتح باب التأمل لظلال الألفاظ من خلال صور متلاحقة..
نحن نرى أرواحنا هنا في سطورك "الرسالة"..
لاجف لك مداد يامبدع..

هنا كان ثمة جرح وأدرك الان كم هو عاجز امام ضمادتك

تيم الله 07-24-2021 12:50 AM

رد: ليبيا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النورس (المشاركة 92552)
جمعت كل. الاحاسيس في نص واحد
فكان هذا البوح تحفة أدبية فاخرة معلقة على جدران المدائن
يومي جميل بمعية حرفك يا أنيق

حضورك هنا يطبع على وجهي تعابير الدهشة الأولى

تيم الله 07-24-2021 12:54 AM

رد: ليبيا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح عبده إسماعيل الآنسي (المشاركة 92573)
أحسنت وأبدعت أيها الـ عابد البهي
وانت والإبداع صنوان، بورك لك ولنا
في حرفك وقلم، وإلى المزيد من التألق
تحياتي ومحبتي الخالصة
أيها الشقيق الليبي الأبي

ليبيا هنا أسم لسيدةً ما فتأت تربت على كتف خيباتي وترفع يدي علامة للنصر حتى وان كنت خاسراً
ياصاح لو لم أكن بدوياً من الحجاز لتمنيت ان أكون ليبياً


الساعة الآن 03:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47