مرفـــأ ..
على رسلك .. أيها العابر توخّ الحذر ، ليس هنا ما يغري بالمجازفة .. إنْ هي إلا : أشياءٌ باهتة ، توحّشتْ لفرط ما أُهملتْ ، و كي لا تؤذي صاحبها تركها مُلقاةً على هذه القارعة . |
رد: مرفـــأ ..
كل ما في الجمر : إني أشتاقكِ . أسرقُ ابتسامةً من وجه طفل و أطرق بها نافذتك ، فلا تجيبين ، لأعود بُخطىً متخاذلة كما لو أني أتوكأ على عكازٍ لا يُرى . سنلتقي عمّا بعيد .. غداً أو بعد غدٍ على الأرجح : تتلعثمين بعذرٍ ركيك ، و على الفور أقبله .... بـ قُبلة . |
رد: مرفـــأ ..
الباب يسأل العتبة : منذ متى لم تلعقي حذاءً آخر ؟ فترد بأسف : مُذ فارق العطر مقبضك!. |
رد: مرفـــأ ..
الوعود الرطبة لا تنفع حطبًا لمن يشتكي البرد!.. و الذي يقايض قلبه بأملٍ مؤجل .. عليه ألا يتذمر في نهاية المطاف من وجوده بين الأشياء المهملة . هناك من يخيط للحب حُلةً جميلة و يجعلك ترتديها في الحلم - فقط - و عندما تفيق على عُريّك متأخراً .. لن تجد غير وسادةٍ مبللة تواري بها خيبتك . هناك - أيضاً - من يحاصرك باختيارك ، يعزلك عنك و عمّن سواه ، يجردك من عينيك ليرى بهما في دروب رغبته ، و بعدما يستنزفك ... يرحل ، و قد وَضَعَ في صدرك حنينًا مكتملاً ، و في ذاكرتك بوصلةً مؤشرها - دائمًا - باتجاهه |
رد: مرفـــأ ..
تقولين : قلبكَ شقةٌ عاطفيةٌ مشبوهة ، في كل زاويةٍ منه ثمة أشياء لنساء عابرات أو عاريات . حسنًا .. سأبتلع هذه التهمة ، و حين غصّة .. سألفظها على هذه الشاكلة : لكِ طُهر ما يعلق على الجبين بعد سجودٍ طويل ، و لي نوايا الجوارح و الفضاء سربُ طيورٍ مُتعبَة ، بهكذا غضاضة .. نكون معًا قد نكأنا الجروح ، بهكذا فظاظة .. نكون قد أجهزنا على الضمير . |
رد: مرفـــأ ..
الشك : عقيدةٌ حُرّة ، تمنح العقول أجنحة، لكنها لا تضمن الوصول . |
رد: مرفـــأ ..
حزينٌ هذه الليلة .. أفكر في الغد : أمسٌ جديد ، أغوص في نفسي أبحثُ عن ضوءٍ لا يكون مبعثه شرر ، تتنامى في الأعماق صرخةٌ فيُحيلها الكبتُ مرارةً في الحلق ، أتضوّر وجعًا ، فأسأل الهزيع الأبكم : أما من بلسم ؟ فيرتد الصدى وئيدًا ... : بل سم!. |
رد: مرفـــأ ..
لفرط غبائي ، أتخيّلكِ بعد هذا الأذى : تأتين و على محيّاك الندم ... فـ تنمو أصابعي ، تحملين زهراً ، فأنبّهكِ : الأشياء في يدكِ مبخوسةٌ .... لن ينتبه لها أحد!. يفتر ثغركِ عن ابتسامة ............ فيتجهّم حزني . لكنكِ مأخوذةٌ بالغياب ... تتركين له ذراعك .. بانصياعٍ مطلق ، ثم تطارحينه الأيام . حبيبتي : أنا على سهر ، بتُ شيئاً مثل السواد .. من لوازم الليل ، تنتابني العتمة فـ تتقد ذكراك ، يدفعني اليأس لأسأل الستائر بازدراء : سيانٌ ما هو خلفك .. فلمَ كل هذا الاحتشام؟ تندُّ عن الجدار ضحكةٌ طفيفة .. فأعتبره صديقاً ، أما الباب ... فأخاله نادلاً مؤدباً ينتظر بصبرٍ رغباتي المؤجلة . أترضيكِ لوثة عقلي؟ إنْ : نعم ، فالمجد لغبائي إنْ : لا ، فاقبضيها كـ رشوة : غيابكِ يجعلني أشعر بأشياء كثيرة ... ليس من بينها الحياة . |
رد: مرفـــأ ..
كيف تمكنتِ - في وقتٍ وجيز - من جعل وقاري في هشاشةِ زجاجةٍ مُهشمة .. تحتفظ بشكلها و لا تحتاج لأكثر من نقرة خائف لـ تتداعى ، و أنتِ الصبية اليانعة كـ زهرةٍ لم يُحسن شوكها الوخز بعد ؟! |
رد: مرفـــأ ..
: أين أنت؟ : في الركن المقابل لـ طيفك . : مَن معك؟ : نديمٌ يعرف عنكِ أكثر مما يعرف عني . : مثل ماذا؟ : مثل أنه .. لـ رقّتكِ لن تُفلحي في إيقاظ أحدٍ من نومه . : و .....؟ : و أنكِ في ليلةٍ من نيسان - منذ الأزل تحديدًا - قلتِ وداعًا ، عانقتِ حطامًا ، ثم تأبطتِ ظل رجلٍ آخر .. و مضيتِ . منذها و أنتِ المستحيل الجميل . |
رد: مرفـــأ ..
العبث : جهودٌ حثيثة ، يبذلها الغبار .. لـ يبدو نظيفًا . |
رد: مرفـــأ ..
نـــو..ن : لم تُخلقي للانتظار ، إنما هي إرادة الله .. ليجعل هذا العالم مقبولاً رغم فظاعته . لو لم تكوني .. لكان هناك سطوةٌ للظلم و الظلام، لو لم تكوني .. كيف يمكن لكائنٍ ألا يفكر في النجاة من الحياة؟ يكفي أن يُذكر إسمكِ على الأرض اليباب .. ليتكاثف - على الفور - سحااااب . يا حلمًا لا يموت و لا يتحقق .. أنتِ نبعُ شفاء .. و أنا سقيمٌ لئيم ، لا يبالي بالحشود المتدافعة على الضفاف ، تعالي .. و ارتمي على صدري - حينها فقط - يصبح الوجود بما فيه فائضًا عن الحاجة ، ثم هاتي يدكِ أتحسس بها ملامحي كيما أعرفني ، و بأطراف أناملك أزيحي ركامًا ثقيلاً عن صدري هو ما تبقى من حطام الأمنيات ، إذّاك ستدركين على استحياء .. معنى الحاجة و الإكتفاء . |
رد: مرفـــأ ..
اهتزاز الجدار جعل اللوحة تطمئن للمسمار، وهي التي لطالما ارتابت في نواياه!. |
رد: مرفـــأ ..
: هل جربتَ السقوط يومًا ؟ : جربتُ النهوض دومًا . : !! : في غسق الاحتياج لا نحفل إنْ جاء العون من نورٍ أو نار ، كذلك عندما نسقط : لا نفكر بشيءٍ آخر سوى النهوض ، لذا .. فـ نحن - دومًا - مُهيّؤون للسقوط مرةً أخرى . |
رد: مرفـــأ ..
الرجل الذي يشتكي من ألمٍ في ظله ، و يُصرّ على كسْبِ تعاطف الآخرين ، وجدته اليوم في فحوى أغنيةٍ رائجة ، تصدح في الأرجاء و لا ينتبه لها أحد . كانت تقول : للحطام قداسته ، و قد دنّستْه محاولاتُ الإنقاذ . |
رد: مرفـــأ ..
هدية الله .. أقتفي أثركِ ، أبحث عني صراحةً . تترائين لي في بواكير الأشياء ، و فيما يرويه التيه عن أحلام العائدين . إهمالكِ صيّرني كـ تمثالٍ بليد .. تناوب على نحته مجنونٌ و رياحٌ و حشرةٌ حقيرة ، و أقصى ما أتمناه لكِ من سوء : تتعثرين و في يدكِ ما تخشين اندلاقه . محاولات الفكاك و انتزاعكِ مني ، لو لم تبوء بالفشل .. سأبوء بالشلل - أكاد أجزم - فقط : هو رجاء ... إذا كان إسمي رمزًا في دفاتركِ ، إياكِ أنْ تجعليه كذلك عند حديثكِ مع غريبٍ ما . |
رد: مرفـــأ ..
إلى سادرة : حبيبتي ... ما أجملكِ لولا قُبحُ صنيعكِ ، و ما أعذبكِ لولا أجاج دمعي . كيف تنطلي عليكِ خدعة التعقّل ؟ و حتّامَ تُصيّريني منذورًا لاحتمالاتٍ لا تَصدُق ؟ كنتُ من الكثافة بحيث تُضحكني فكرةُ التبدّد ، فصرتُ ركيكًا أجاهدُ كي أبدو !. تفعلين النأي .. تدريبَ تحمّل ، بـ صفاقةِ مَن يُجرب النصل في كائنٍ رخو ، و تنتظرين ما يُسفر عنه فعلكِ .. آن لي مصارحتكِ ... يا ثمرةً على هيئة امرأة ، تمنّيتُ لو أقضمها أمدًا و تبقى على هيئتها أبدًا : مشاعري خليطٌ من المقت و التوق ، يتنازع عليكِ في داخلي طرفا نقيض ..لهما نفس الإصرار و الصرامة . تجفل من يأسي عصفورةُ أملٍ مذعورة .. و الكمينُ يسأل : هل المكافأة الرديئة .. مُداراةُ فشل؟! يُعاودني على الدوام .. قول صديقي المتهكم : ( الصياد لا يُطعم الطريدة بعد صيدها ) ، فـ أكمن ... كما لو أنّ المُتربّص بي مترامي الأطراف . أحيانًا تُقاربُ ذكراكِ شيئًا يبعث الاشمئزاز و لا يؤذي .. كـ التجشؤ مثلاً ، و أخرى .. تُشابه أمرًا جللاً يحدث فجأةً في الصميم ......... يعقبهُ الصمم . |
رد: مرفـــأ ..
تميمة أو تتمّة معنى : في هذا الويل الطويل ... شاردٌ عمّا أنا ... مُنغمسٌ في التوافه ، في الرتيب المُحتقر ، وما لا يثير الانتباه عادةً . صوتُ ساعة الحائط - للتوّ تعرّفتُ عليه - : لعناتُ عجوزٍ حانقة . أرافق الأرق في رحلة شكٍٍ بين مقعدٍ و شبّاك ، و أفكر في حبيبةٍ تخونني مع كتاب . ما أشد الخيانة! لمَ هذا التحاشي؟ و أنا المأمون جانبه - بعد انكسار - كـ عود ثقابٍ مبلول . ما الجدوى فيما أفعله ، في حزنٍ أزخرفه بالكلمات؟ ويكأني أجتهد مليّاً لأبدو أنيقاً بثياب رثة . لقد رحلوا ... أولئك الأوغاد ، بعدما تركوا في رأسي أفكاراً مشبوهة ، و في كأسي مرارةُ حقيقةٍ مُشوهة . إنه الصداع ، العصف ، و ذهنٌ غدا موئلاً .. تمارس فيه الأشياء عاداتها السيئة . يا حبيبةً في الشمال .. إني أرهف السمع لهذي الرياح ، لحفيف الأشجان ، لثمرةٍ تنوس في طور السقوط ، لكل ما يشبه صوتك ، ثم أغلق الشباك لتواتيني الشجاعة كي أتحدث بلهجةٍ تجهلينها ... عن شاردٍ يخونكِ مع التوافه . |
رد: مرفـــأ ..
توارثوا حزني … أصيبوا بعدوى الامتعاض من كل شيء، هذوا بكلماتي مليًا وتركوا لي مهمة تنظيف أذني ، كانوا يشبهونني أكثر مني ، حتى أن (ألف) إسمي تلتفتُ حين يُنادون !. اجتمعنا على تخوم طاولةٍ يحرسها الضجر، بدوتُ كـ أعزلٍ وقد حمي الوطيس ، لكنهم أخبروني بأن فلول أفكاري .. لم تُمس بأذى ، فلأسهر قرير العين . يرون مثلي أن أحقر الأرق صنيعةُ صنبورٍ لم يُغلق جيدًا، وأن المشاجب الخاوية ليست دليلاً كافيًا للإدانة بالعزلة ، و أن " سيوران " أخطر الأوغاد على الرفّ القريب . أغلقتُ الباب خلفهم ، أغلقته بإحكامٍ .. كما لو كنتُ لن أفتحه مرةً أخرى ، ثم استدرتُ نحو الفراغ الكثيف ، وبخطواتٍ لا تشبه بعضها ، عبرتُ وحيدًا إلى غربتي . |
رد: مرفـــأ ..
أولئك الصعاليك ، الواقفون عند منعطف الليل .. يتوكؤون على أقلامهم السوداء كما لو أنهم نابشوا قبور… يغرسون الفكرة في رأسك ، فتنمو شجرةٌ سامقة .. ثمارها شوكٌ و شكوك . |
الساعة الآن 05:25 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
مجتمع ريلاكس