"إن أنت استطعت التعبير عن حبك العميق، فإن حبك العميق يكف ساعتها عن الوجود".
هذا ما قاله أحدهم، وهذا ما صدقته في أحايين كثيرة،
وكأن اللغة وحين ترتكب نفسها تقتل شيئا ما، وكأن حرارة الشعور تكمن في سريته، فكلما قلنا الأشياء بتفاصيلها أنطفأ وهج ما..

كان يريحني يا ماري أن أقول عن حزني بشكل مفرط لأبدده وأتخفف منه، وكانت هذه هي طريقتي في تطبيب بعض مواجعي، غير أن مشكلتي كانت مع الأشياء التي كانت تنال من قلبي محبة وسكنا، لقد جربت لمرات عديدة أن أستفيض بالقول عنها وكنت أبوح صدقا لا كذبا لكنني لاحقا وكلما عدت لاستحضار عاطفة قلبي الأولى اتجاهها لم أجدها كما كانت، إنها لا تزول لكنها فعلا لا تعود كما كانت قبل البوح!

عزيزتي ماري..
أنا لا أجد تفسيرا منطقيا لذلك حتى أن هذا الأمر جعلني أتناوش مع نفسي وأتهمها كثيرا:

هل كانت محبتي خدعة؟

هل كانت مشاعري مزورة؟

أم أن كل ما نستطيع تأطيره بكلمات ونحن نعتقد بأنه شاهق وكبير هو من الأصل ليس شاهقا ولا كبيرا!؟

إن الشيء الوحيد الذي كان يهون من محاكمتي لمشاعري هو أنه لم تكن لي غاية... لم أكن أعول على مصلحة ما أنتفع بها لذاتي ..

فهذا يا ماري الذي كان، وهذا الذي يكون.. فما قولك؟

نص يجبر على الغوص وقراءته أكثر من مرة للتمعن با حواه بين السطور
فهذا النص كما فهمته ووصلني هو صراعٌ بينَ التعبيرِ والكبتِ

ويُطرحُ تساؤلاً حولَ فلسفةِ الحبِّ وعلاقتهُ بالتعبيرِ عنهِ.. حيث يُعبّرُ عن صعوبةِ التعبيرِ عن المشاعرِ العميقةِ، خاصةً الحبِّ
كما أشأرُ هذا إلى أنّ التعبيرَ عن المشاعرِ قد يُؤدّي إلى فقدانِها
مستخدماً التعبيرُ عن المشاعرِ أحيانًا للتخفيفِ من الألمِ.
ويُثيرُ النصُّ تساؤلاتٍ وجودية حولَ طبيعةِ المشاعرِ ومعنى الحياةِ
الوارفة نجود
نصُّك حقاً مُؤثّرٌ ويُعبّرُ عن صراعِ الإنسانِ مع مشاعرهِ
وفلسفتهِ في الحياةِ
وكان باسلوب مُقنع ومؤثر
تحاياي والتقدير