منتديات مدائن البوح - قراءة في كتاب [ رسالةُ الغفرانِ لأبي العلاء المعريّ ]

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)

- المكتبة الأدبية ونبراس العلم (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=10)

قراءة في كتاب [ رسالةُ الغفرانِ لأبي العلاء المعريّ ]

رسالة الغفران :

هي عمل أدبي مهم ويُعتبر من أهم الأعمال الأدبية النّثرية للشّاعر والفيلسوف العباسي أبي العلاء المعري، كما يعتبرها النقاد من كتب التراث العربي النقدي، وهي رسالة تحكي تصورًا للحياة في الجنة، والنار، وجاءت هذه الرسالة على شكل جواب طويل على رسالة لابن القارح

سببُ التسميةِ :

أمّا تسميتها فجاءت من ذكر الغفران المتكرر، والسؤال المتكرر الذي طُرح على كل الأدباء، والشعراء في الرسالة

ملخصُ الرسالةِ :

وتلخيصها فيما يأتي: ابن القارح في أرض المحشر بدأت قصة الرسالة بوضع بطلها (ابن القارح) في أرض المحشر، دون الالتفات إلى ذكر تفاصيل المكان، فجعله يقف ستة أشهرٍ ليُحاسب على أعماله، في مكانٍ شديد الحرارة أشبه بالصحراء، حتى جاءه الغفران، ودخل الجنة بشفاعة موكب السّيدة فاطمة رضي الله عنها.

دخول ابن القارح الجنة :

حين دخل الجنة، وبعد أن تعمق الكاتب في وصف نعيمها، جعل البطل على مقربةٍ من مجلسٍ لعلماء في اللغة العربية، ذكر منهم (المبرد، وسيبويه، والكسائي، والأصمعي، والخليل بن أحمد الفراهيدي وغيرهم)

تابع بطل قصتنا طريقه في الجنة ليرى من العجب الذي لم يظن أن يراه، وهم بعض شعراء الجاهلية، مثل: الأعشى، وزهير، والنابغة الذبياني وغيرهم، وعرضت الرسالة نقاشاتٍ أدبية بين البطل وكل شخصية يلتقيها، وكان المشترك بين جميع الشخصيات هو سؤال البطل الموحد: كيف غفر الله لك؟ فكان هناك توضيح لسبب دخول كل واحدٍ منهم إلى الجنة، وكيف غُفِر لبعضهم ببيتٍ من الشعر.

زيارة ابن القارح للنار

ينتقل ابن القارح وهو بطل الرسالة بعد جولته المطولة في الجنة، ويدخل إلى النّار ليرى من فيها ممن يعرفهم، فيجد بعض شعراء الجاهلية، مثل: امرؤ القيس، وبشار بن برد، وعنترة العبسي، وعمرو بن كلثوم، وغيرهم، فينظر في أحوالهم، وما الذي أوصلهم إلى هذه النهاية، ثم يعود مرةً أخرى إلى الجنة، ويختم المعرّي رسالته بإجاباتٍ لكل استفسارات ابن القارح، وأسئلته.

سبب تأليف كتاب رسالة الغفران وأهميتها

كتب أبو العلاء المعري رسالة الغفران وهو في فترة عزلته، وكانت جوابًا على رسالة وجهها له ابن القارح، وهو علي بن منصور أحد كبار أدباء مدينة حلب، الذي كان له مأخذٌ على بعض الأدباء والشعراء، وأراد رأي المعري فيهم، وفي بعض القضايا الأدبية، والفقهية، وعن النّحل المنتشر في زمنه، فأجابه بجوابٍ مطولٍ وهو رسالة الغفران.

بدأ أبو العلاء رسالته مشيدًا برسالة ابن القارح، وما تركته من أثرٍ جميل في نفسه، ثم ما كان من أبي العلاء إلّا أن أرسل ابن القارح في رحلةٍ من نسج خياله، جعله فيها في أرض المحشر، ووصف كيف حصل على الغفران، وأُدْخِلَ الجنة، وهناك بدأ يلتقي مع الأدباء، والشعراء، ويُجري معهم حوارًا في مجالات اللغة، والشعر، والأدب.

لم تكن رسالة الغفران مجرد ردٍ على تساؤلات ابن القارح وحسب، بل كانت خلقًا لنوعٍ أدبيٍّ جديد، قوامه السّرد، ويتردد بين الوصف، والحوار، كما أنّه جعل الشخصية الرئيسية واضحةً ومتنقلةً، وتُحاكي باقي الشخصيات على اختلافهم، فمن البشر الموزعين على الجنة والنّار، إلى الجن، والحيوانات، مع الاهتمام بجانب الوصف، وخاصةً حين وصف نعيم الجنة، والنّساء التي تخرج من ثمار أشجارها .