( فن التغافل)
 

( فن التغافل)
في إحدى المدارس وفي أول يوم دراسي وأثناء صعود الطلاب
للدور الثاني شتم تلميذ زميله والتفت للخلف
وإذا به يشاهد أحد المعلمين الجدد خلفه تماماً خجل
الطالب وأسرع في العدو إلى فصله
ليتجنب الحرج ومواجهة المعلم ومن سوء حظ الطالب أن المعلم دخل فصله
بدء المعلم بالتعرف على الطلاب وكان كلما عرف طالب باسمه طلب منه المعلم
أن يقترب منه ويرفع صوته لأنه لا يسمع جيداً في حين أن المعلم يتمتع بسمع جيد
لكنه أراد أن يوصل للطالب رساله أنه لم يسمع ما حدث منه
إنه فن التغافل الذي لا يتقنه إلا قلة قليلة من الناس
والتغافل: هو إظهارك الغفلة عن عيب أو نقص مع علمك به واطلاعك عليه
تفضلاً على المتغافل عنه وترفعاً عن صغائر الأمور وتوافه العقول.
إخواني الكرام أعضاء مدائن البوح لقد
وصلت إلى قناعة أن معظم المشاكل والخلافات
التي تنشأ بين الأفراد والأصدقاء والأهل والأقارب هو التركيز في صغائر الأمور
نحنُ نعلم علم اليقين أن الجميع لديهم جوانب نقص
ومن المستحيل أن يجد كل ما يريده أحدنا في الطرف الآخر كاملاً..
ومن الطبيعي جداً أن تشعر أحياناً بالضيق من تصرف الأخرين تجاهك
ولهذا كان لزاماً على كل واحد منا تقبل الطرف الآخر والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات ، أو طبائع ،
العلاقة الحقيقة المبنية على محبة ومودة أن تتقبل صديقك أو شريكك كما هو لا أن تغيره كما تريد ثم تحبه ....
للأسف الشديد البعض يبحثُ عن زلات الأخرين
وينشغل بعيوبهم ونقائصهم ولا يمنح نفسه فرصة
تلمس مواطن الجمال والخير فيهم
بل تعدينا ذلك فن البعض يعيش في كبرياء مزيف عندما يقع أحدنا في خلاف
مع صديقه أو يقع صديقه في زلة لا يعطيه فرصة حتى للدفاع عن نفسه
ولا سماع رأيه بل يحاول أن يثبت بكل قوة للأخرين أن هذا الشخص أخطأ في حقه
وأنه على صواب متناسياً ما كان بينهم من مودة وكأنهم لم يكونوا أحبتنا
يؤلمهم ما يؤلمنا ويحزنهم ما يحزننا
لا نصدقهم بل نضغط على أعصابهم ونجرح كبريائهم
فيقرروا التأقلم مع جراحهم والاستغناء عن حبنا لهم إلى الأبد
وعندما يتعودون على العيش ونحنُ خارج حساباتهم فمن الصعب استرجاعهم
فاتنا القطار لأنهم قد جرحوا في قلوبهم جراح دامية لا تداويها الأيام

رد: ( فن التغافل)
 

بلاشك كلنا نقع تحت تأثير لحظة ما نراها بعين التقصير في حقنا
سواء كانت مقصودة أو عفوية
وفي معظم الحالات نندفع دفاعا
بلا روية أو إنتظار لمعرفة الأسباب وراء ذلك
وعندما نشعر
بإننا تعدينا الأصول في أمر ما
منا من يندم ويراجع نفسه سريعا
ومنا من لايهتم حتى وإن
أحرج الآخر أو تصرف تصرفا غير لائق
ولم يتراجع وهذا يؤثر بلا شك
على روح الإنتماء وألفة الجمع
الذي أجدها هنا من الأخوة والأخوات الكرام
القدير الهادي
لايخلو مكان من إزعاج أو ماشابه
فلننظر في كل الصورة لا جانب منها
ولنكبر لإنفسنا ونغفل عن صغائنا قبل الآخريين
أحييك وطرحك المتميز الحريص
علي كل ما هو قيم ومفيد للجميع
ولرفعة هذا الصرح الجميل
سلم القلم والبنان
مودتي وإحترامي

رد: ( فن التغافل)
 

هو أدب عظيم
وخلق كريم
يدل على سلامة الصدر
والترفع عن سفاسف الأمور
قال الله تعالى: (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ)
وكما قال الحسن البصري –رحمه الله-: "ما استقصى كريم قط!"

وماأحوجنا أن نتعلم ونمارس هذا الفن
مع القريب والبعيد مع الصغير والكبير
فالتغافل لايجيده إلا ذو عقل رشيد
وقال الشافعي -رحمه الله-:
"الكيّس العاقل هو الفطن المتغافل".

شكرا حتى لا انتهاء
خرجت من هنا وأنا مرتوية
قوافل من نور لتغذيتنا الروحية والقلبية

flll:

رد: ( فن التغافل)
 

.
هذا الخلق من أسياسيات دوام العلاقات وأحد أهم قوانينها
وعلينا مجاهدة النفس وتزينها بهذا الخلق الرفيع
الذي هو من شيم الكرام وأهل الأخلاق الذي لا يتحلى به إلا أهل المروءة
وأهل المكرمات
وهو دليل على سمو النفس وارتفاع مكانتها
فضلاً عما يجده المتغافل والمتغاضي من سعة الصدر
وراحة البال ونقاء النفس والسريرة وصفاء الروح
هادي علي مدخلي
شكراً و أرقى التحايا
.
/

رد: ( فن التغافل)
 

يكفي أنه من خلق الأنبياء والمرسلين
طرح مميز

رد: ( فن التغافل)
 

احيان الكلمة يكون وقعها وقع السهام

والاستغفال ايضا قد يهدم ويكسر

جميلة القصة وجميل هو المقال

ابدعت في الطرح

الختم والاعجاب مع التقيم

تقديري

رد: ( فن التغافل)
 

فتحي عيسي
أخي الشهم النبيل
تواجد سعدتُ به وشرفني كثيراً
ولولا التغافل
لسادت الفتن والمشاكل
وساءت العلاقات بين الناس
فهو فن لا يجيده إلا الكبار
>::

رد: ( فن التغافل)
 

البنفسج
الصمت هو أبلغ تعبير
إجلال لمقام حرفك
ومهابة لقامة تواجدك
تقديري لكِ بحجم السماء
>::

رد: ( فن التغافل)
 

أنين ليل
غمرتي قلب هادي
بجميل كلامك وعذب حرفك
اشكركِ كل الشكر
ولكِ تقديري واحترامي

رد: ( فن التغافل)
 

السفير
أهلاً بك أخي الكريم
تواجد سعدتُ به
وفقك الله وأنار دربك