منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   قناديـلُ الحكايــــا (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=31)
-   -   ما بالُ أقماري ؟! (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=10225)

عبدالعزيز 07-27-2022 04:46 PM

ما بالُ أقماري ؟!
 


كان يراها البدر المضيء لدجنته ، والسرور لشجنه ، والأمل بين أرتال القنوط ، والوردة المتفتحة الأذكى عبيرًا في البستان ، وكانا يلتقيان عند النبع فيتناجيان إلى قرب الفجر !
كان ينسجُ خيوط الأمل ، ويمضي مع أحلامه وأمانيه ، ولم يعلم بأن الأقلام جفتْ ، والصحف رفعتْ بغير ما صبا إليه وتمناه !
في إحدى الليالي رأى في بنصرها خاتمًا وعندما استفسر منها أنبأته أنه تقدم لها شابٌّ وحددوا موعد الزفاف في منتصف الشهر القادم !
أظهر السرور ، وأخفى شجنه ، وعندما عاد إلى منزله ، اتجه إلى المنضدة وأخرج منها مغلفًا ، وبدأ يكتبُ ما يشعرُ به من حنينٍ إليها ، وحسرةٍ على ذهابها ، وفي الليلة المحددة للزفاف ، اتجه إلى مكان لقائهما عند النبع ، وطاف حوله عدة مرات ، ثم قال : ما بال قلبي اليوم على غير عادته يَجِبُ وجيبًا شديدًا كأن زلزالًا زلزله ؟!
وما بال عيني كالسماء إذا أرختْ عزاليها ؟!
وما بال أقماري تأفلُ واحدًا إثر واحدٍ ؟!
يا لله من هذا الهوى ، الذي ما إن يتمكن مني حتى يعلن صاحبه الرحيل ، أو الهجر – لتقييد ذلك الأمر لي ، وعدم قدرتي على تجاوزه - ! ويتركني في سراديب المتاهة وحدي ! لا أفرق بين ليلي ونهاري ، أتجرَّعُ الغصص والحسرات ، وأذرف العبرات حنينًا لما فات ، وفرَقًا مما هو آت !
ثم رفع ناظره إلى السماء ، وأطال النظر إلى البدر المكتمل ، ثم أطرق برأسه ، ثم رفعه أخرى إلى جهة القرية ، وقال : حبيبتي : كم آلمني الفراق ، وأسعدني في ذات اللحظة ، لأن لكِ فيه أملًا طال انتظاركِ له –لم أستطعْ تحقيقه ، لما بُثَّ بجسدي وقلبي- ، ولئن توارى بدركِ خلف غيوم الفراق ، فقد بزغَ بدرٌ آخر لا يقلُّ عنه ضياء ، وما كان لرحيلكِ أن يحول دون صبوة قلبي إليكِ !
يا لله ! أكلما أضاء بدرٌ دربي ، وبعث الطمأنينة فيه ، اغتالته أيدي الأفول ، ومزقته سيوف السِّرار !
ثم نظر إلى منتصف القرية متذكِّراً الصبية التي عادتْ مع أهلها إلى القرية بعد ظعونٍ دام أكثر من عقد من الزمان ، وقال : ربِّ : أسألكَ برحمتك ، ألا يأفلَ هذا البدر ، وأن ينير حياتي بقية عمري يا رحمن يا رحيم !
وفي الصباح ، مضى صوب ذلك المنزل ، واضعًا نصب عينيه : إذا أحببتَ فتقدَّم ، ولا تُحجم ، فما تيسَّرتِ الأمورُ وتحقَّقَتْ لمؤمِّلٍ !

بُشْرَى 07-27-2022 04:58 PM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 
.

.

ذات أمنية أغتالها القدر
وأفل نجمها بين عشية وضحاها ..
هذا ديدن العشّاق
قدرهم يتأرجح على كفّ النصيب ..
دربهم عثرات ..
وقلوبهم في احتراق .
الكاتب الكبير ..
ذهبت مع نصك الغزير شعوراً ..
حيث النبع ..
والذكريات التي ألمت به ..
عدنا .. بدمعٍ وابتسامة خيبة .
لله درك.
تقاسيم الحرف لديك ..جميلة
flll:
للوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة

الدّانة 07-27-2022 05:08 PM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 
ما بين هجر ورحيل
تتعالى الأصوات ما بين أنين واختناق دفين
فيعتلي الغيم صهوة الشتات لعل البصيرة تناغيه..
دمتَ وخير الخير أيها النبيل عبد العزيز
وطاب النبض وطاب القلم

عبدالعزيز 07-27-2022 05:21 PM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 
ابنة الضاد : مرورٌ أبهى من تباشير الربيع (امتناني الجم) .

عبدالعزيز 07-27-2022 05:22 PM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 
الكاتبة الدانة : مرورٌ أفاض السرور (امتناني الجم) .

النقاء 07-27-2022 11:31 PM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 
هلا وغلا بطلت البدر أديبنا عبدالعزيز

هنا نثرية معبرة وتسأل عن هذا البدر المنير
حروفك لها طابع خاص وجدآ
يفوح الورد من كل نبض ..
لأنك في الأصل روض لا ينفك يعبق بجمال الروح
تسامى الحرف يقيناََ علي مرافيء العطر
حين نطق بظلال الخفق ومازال يلاحقنا شذى مداه
هنا الورد والهديل توأمة سحر آمنة

لروحك الورد أيها الرائع
شكرًا لروحك الجميلة هنا

إلهام 07-28-2022 08:30 AM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 

هذا القدر، والنهر لا يملك تغيير مجراه
نتوحد وظلنا مكسور، والعين تمتلئ بدمعٍ مالح يذرفه القلب معذور

لك تميز خاص بالكتابة، والعنوان جميل أحسنت اختياره
أتمنى لك السعادة وأهلاً بالعودة


عطاف المالكي 07-28-2022 11:57 AM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 
التاريخ بعيد لنا القصص التي تتشابه بين العشاق ونهايتهم غير السعيدة
والسؤال هل البطل كان يعاني من الفاقة والفقر
أم العادات والتقاليد منعته من التقدم لخطبة فتاته
مع أن الحب الصادق يفعل المعجزات
والحب الصادق والعفيف يغير كل شيء في الحياة
ولا أجمل ولا أسمى من حب جمع بين قلبين
وعليه يجب أن يتمسك العاشق بحبه حتى النهاية .!!
ولا يستسلم وبعد ذلك يندم يوم لاينفع الندم
ويتمنى العودة بعد فوات الأوان
مايؤخذ على البطل أنه تباطأ ولم يفعل شيئاً مما
اضطر للمحبوبة أن تقبل بأي طارق تقدم لخطبتها
وما يميز الحكاية أن يطلها قدّم لنا قصة من واقع
البيئة فالحب الصادق يتوج بزواج ونهاية سعيدة
استطاع الكاتب والأديب عبد العزيز أن يعبر عن
ألم العاشق ويدخل لأعماق مشاعره
ويكتب عما يجوش في خاطره من حزن وندم
بأسلوب جذاب قريب من القلب
الأديب عبد العزيز كنت وما زلت الكاتب الشامل
الفخم الذي يطربنا ويشدنا بأسلوبه الجذاب ولغته العميقة
وحكاياته الأنيقة الرائعة
__________
تحليل مختصر لقصتك أرجو أن تعجبك
ودي وتحياتي:)

عطاف المالكي 07-28-2022 12:10 PM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 
العنوان كان جذاياً ولوحده حكاية ..!!!

عبدالعزيز 07-28-2022 02:39 PM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 
النقية النقاء : مرورٌ سالتْ له أنهار السعادة ، وجرتْ جداول الأنس (ممتنٌّ) .


الساعة الآن 04:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47