منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   الصحة والجمال،وغراس الحياة (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   على مائدة التعامل (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=11840)

مُهاجر 02-22-2023 10:35 AM

على مائدة التعامل
 
يقول صاحبي :
بصدق لا أتذكر صاحب الكلمات ،
ولكن أثارت فضولي ،
إذا أردت تقييم أحد فأنظر إلي تعامله مع النادل ،
أو مقدم الطعام .

بمعنى ...
إذا كان لك صديق ، أو صديقه ، أو علاقه بدأت قريبا ،
فأنظر إلي كيفيه تعامله مع من هو أدني منه ،
فمن هذا الموقف ستري إنعكاس لداخله سيئا او جيدا كان ،


شخصيا :
جربتها ونجحت وتأكدت أن معامله الانسان
الذي ادني منه منزله ،
إن كانت غير جيده وهو يتظاهر امامي
بالمثاليه الأيام تثبت لي أنه شخص مخادع ،
ولا تصلح صحبته وعندما تنتهي مصلحته
سيتغير تماما معي فالطبع يغلب التطبع .



قُلت :
أخي الكريم /
فيما ابديتموه في موضوعكم ،
والذي لامس واقع البعض الذين نُخالطهم
في لحظاتنا " الحياتية " ،


وعن تلكم التعاملات والمعاملات التي تترجم
مكنونات ما تُخفيه بواطنهم
_ هكذا فهمت منكم _ .


كمثل :
تلكم الأمثلة التي سقتموها لنا ،
من تعاملهم مع من دونهم ممن نالوه من حظوظ الحياة ،
ومع هذا لا يفتر تفكيري من التفكر في ذلك الشأن ،
حين يتسور عقلي ذاك التساؤل
في ذاك السلوك من تعامل لمن نصاحبهم مع غيرهم ،
لأننا لا يمكننا التجاهل من ذلك الظن
بأن تعاملاتهم تأتي وفق المجاملة لمن معهم ،
ليُظهروا نقاء معدنهم ،
وبذلك يخفون حقيقة معدنهم !



ولا أعني بقولي ذاك :
أن علينا امعان سوء الظن بهم ،
ولكن عنيت بذلك عدم اغفال الاحتمال الآخر ،

أعجبتني حادثة وقعت في عهد الخليفة العادل
" عمر ابن الخطاب " ،

والتي تكشف بعض
المعايير التي بها نُقيم من نُخالطهم ،



فدونكم الحادثة :
وكان لسيدنا عمر بن الخطاب طريقة غريبة
في معرفة أثر الرجال ومعادنهم،

فقد اشترط شروطًا في ذلك الشخص
الذي يحظى بالثقة ، فعن خرشة بن الحر قال :
شهد رجلٌ عند عمر بن الخطاب ،


فقال له عمر :
إني لستُ أعرفك ، ولا يضرّك أني لا أعرفك،
فائتني بمن يعرفك.


فقال رجل :
أنا أعرفه يا أمير المؤمنين، قال عمر:
بأيّ شيءٍ تعرفه؟ فقال: بالعدالة .


قال عمر :
هو جارك الأدنى تعرف ليله ونهاره
ومدخله ومخرجه ؟


قال الرجل :
لا.


قال عمر :
على عاملك بالدرهم والدينار الذي
يستَدلّ به على الورع ؟


قال الرجل :
لا.


قال عمر :
فصاحَبَك في السفر الذي يُستَدَلّ به
على مكارم الأخلاق ؟


قال الرجل :
لا .


قال عمر :
فلستَ تعرفه !


ثم قال عمر للرجل :
ائتني بمن يعرفك .



ومن هنا :
كشف عمر بن الخطاب أن معرفة معدن الرجل ،
تكون عن مجموعة من الطرق :
- أن يكون جارك فتعرف عنه الكثير وعن أخلاقه
وتصرفاته وسمعته .


- أن تتعامل معه ماديًا ، أي بالمال،
من خلال التجارة أو العمل حتى تستدل
على مدى ورع نفسه وكرمها ،
أو مدى شُحها وبخلها .


- أن تكون قد سافرت معه لفترة ،
أو مكثت معه لفترة ، فيتبين لك مدى أخلاقه ،
وتعامله مع الآخرين ، وحسن العشرة من عدمها .


ومع هذا كله :
يبقى الانسان متقلب ومُنقلبٌ على ذاته ،
تتناهشه الإغراءات المادية ،
وتلكم المصالح الآنية ،

فكم من مخلص تبدل حاله ،
وكم من خائن اصطلح حاله !.



ويبقى الظاهر :
" هو الذي استعبدنا المولى عز وجل
أن نسدد عليه الحُكم ، وما دون ذلك نكل
أمره لرب البريات
".

بُشْرَى 02-22-2023 01:06 PM

رد: على مائدة التعامل
 
.
.

لا حكم لنا إلا على الظاهر
ونترك الباطن لرب العباد
سلمت أخي وحياك
حرفٌ يستحق المتابعة
كل التقدير

النقاء 02-22-2023 01:09 PM

رد: على مائدة التعامل
 
ومع هذا كله :
يبقى الانسان متقلب ومُنقلبٌ على ذاته ،
تتناهشه الإغراءات المادية ،
وتلكم المصالح الآنية ،



نعم مثل ماتفضلت متقلب بمزاجه وتصرافته

وعدم الرد والمبلاة بالغير أسلوب غير سليم



شكرًا لطرحك المثمر

فاطمة 05-08-2023 02:45 PM

رد: على مائدة التعامل
 
باركك الرحمن ومنحك الخير
ريحانة لقلبك

إلهام 05-11-2023 06:17 PM

رد: على مائدة التعامل
 

صحيح قد يصدق التقييم غالبًا بتعامل الشخص مع من هم أدنى منه
الإنسان بداخله حب للسيطرة أو السلطة على حسب حجمه

سلمت

الفيصل 05-11-2023 07:30 PM

رد: على مائدة التعامل
 
كلام جميل يا جميل
في ظني البسيط ؛
أن من ينشغل في مراقبة غيره في تصرفاته وردود فعله لكي يحكم عليه, يُشغل نفسه عن مراقبة نفسه بالشكل الذي يفهم نفسه كما يجب ولا يرى ما قد يُحكم عليه من غيره بوضوح,
وهذا يعني أن تطمئن لتصرفات الغير أو لا تطمئن؛ ممارسة تبعدك عن بُعد النظر, فالوقوف بعيدًا عن الثقة أو عدمها, هو أن تُعطي بقدر ما تأخذ بغض النظر عن شخصية الأخر في تعامله معك أو مع غيرك.
,

النقاء 05-11-2023 07:47 PM

رد: على مائدة التعامل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفيصل (المشاركة 283364)
كلام جميل يا جميل
في ظني البسيط ؛
أن من ينشغل في مراقبة غيره في تصرفاته وردود فعله لكي يحكم عليه, يُشغل نفسه عن مراقبة نفسه بالشكل الذي يفهم نفسه كما يجب ولا يرى ما قد يُحكم عليه من غيره بوضوح,
وهذا يعني أن تطمئن لتصرفات الغير أو لا تطمئن؛ ممارسة تبعدك عن بُعد النظر, فالوقوف بعيدًا عن الثقة أو عدمها, هو أن تُعطي بقدر ما تأخذ بغض النظر عن شخصية الأخر في تعامله معك أو مع غيرك.
,

ياسلام يالفيصل كلام من ذهب ودرر
أحسنت الرد والمعنى
هكذاا أنت دومًا تحملنا لفكرك القيم
أسعدك ربي وحفظك للمدائن


وشكرًا لصاحب الموضوع…..


الساعة الآن 01:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47