دراسة أدبية في الأدب الشعبي 6
أما الدكتور ( عبد العزيز المقالح ) فقد قال في مقدمة بحثه المعنون بــــ ( الجناس الشامي في الشعر التهامي ) والمنشور في صحيفة ( 26 سبتمبر ) اليمنية إذ قال : (( وينبغي ـــــ قبل أن تجذبنا البقية الباقية من أطلال البيت الشامي ـــــ أن نتوقف قليلا عند توصيف هذا النوع من الشعر أو تسميته بالشامي ، فهو ليس من بلاد الشام التي كانت إلى وقت قريب من بداية هذا القرن تضم سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ، ولا هو من الأشكال الشعرية المجتلبة من تلك الديار شأن الموشح الذي أثبتت كل الدراسات العلمية أن الأندلس هي مهده الأول ، وإنما هو ثمرة فنية يمانية ، نشأ وترعرع في ربوع مناطقها التهامية ، وقد تكون تسميته بالشامي نابعة من التسميات الجغرافية المحلية التي يطلقها أبناء هذه المنطقة السهلية من اليمن على الجهات الأربع ، فالشمالي شامي ، والجنوبي يماني ، والشرقي جبلي ، والغربي بحري )) .
وقد أشار الدكتور المقالح في مقدمته تلك إلى بعض الملاحظات حول هذا الموضوع سأذكر منها أولا وثانيا إذ يقول : (( أولا : أن المربع أو المربعات كالمخمسات والمسدسات شكل من الشعر يتألف من عدد من الأشطار المتساوية ، ويتألف المربع من أربعة أشطار متساوية قد تكون لها قافية واحدة ، وقد تكون لها قافيتان كما هو الأمر في المربع الشامي حيث تكون للأشطار الأولى قافية وللأشطار الأخيرة قافية أخرى )) . (( ثانيا : "أن المربع الشامي مجهول المؤلف أو بالأصح مجهول المؤلفين ، والنماذج التالية لا يمكن بأي حال أن تكون من تاليف شاعر واحد ، وهناك وجهة نظر تتردد في الأحاديث ـــــ وما زال يعوزها السند التاريخي ـــــ وتذهب إلى القول بأن هذا النوع من الشعر قد كان يخضع للتأليف الجماعي والفوري أو التلقائي ، وأن أحد الشعراء قد كان يبدأ بشطر ، وآخر يجيب عليه بشطر آخر ، ثم ثالث وهكذا حتى ينتهي المربع ، وقد يدخلون في مربع أو مربعات أخرى بنفس الطريقة ، ووجهة النظر هذه التي تعوزها كل الأسانيد لا يمكن أن تقبل ؛ لأن نوع البديع المستخدم فيها لا يصطاد ولا يلتقط بسهولة ، وشعر الارتجال الفردي أو الجماعي معروف ، وهو شعر فكرة أكثر منه شعر صورة )) . ثم يورد الدكتور ( المقالح ) بعض النماذج لهذا النوع من الشعر الشعبي موضحا بها مواضع الجناس التام نذكر منها ما يلي (( : يا قصــــــرْ عــــــــــاليْ شوَّقَتْــــــــني مناظِـــــــركْ وأرى المدافـــــــعْ من حيــــــــــالَك ترامــــــــى الرد جســمي انْتَحــــلْ وأنا بحــــالي مناظِــــركْ وكيف يقوى امْظمْآنْ ، وعينُهْ ترى ماء القصر العالي في الشطر الأول هو المعادل الرمزي للحبيب الذي يشتاق الشاعر إلى رؤيته بالرغم من المدافع التي تطلق قذائفها من حوله ، وهو كناية عن الصعوبة والمنعة ، وفي الشطر الثالث والرابع يشكو الشاعر نحول جسمه من طول الانتظار ومن فراغ صبره وشدة ظمائه والماء أمام عينيه ، والجناس في ( مناظِرك ) الشطر الأول ، و ( مناظِرك ) الشطر الثالث ، والأولى تشير إلى المناظر العالية من البيت ، والثانية مشتقة من الانتظار ، ثم في ( ترامى ) و ( ترى ماء ) ، الأولى من الرماية ، والأخرى من رؤية الماء )) . يا بيـــشْ وبلادَكْ جَحيـــــرهْ تِشـــــا نَــــوْ يسقيكْ من قلصْ السَّما نَوْ رَعْـــــــدا الرد واثنيـــــــنْ من بعــــــــدَ المحبَّــــــه تِشــانو واثنينْ من بعدَ الصَّحبْ نوَّروا اعْدا بيش وادي من وديان تهامة ، والشاعر يتحدث عن الجفاف الذي تعاني منه أرض ذلك الوادي ، وهو يدعو بأن يسقيه من سحب ( قلص ) السماء مطر راعد ، وفي الشطرين الثالث والرابع يتحدث عن حبيبين اختلفا بعد محبة ، وعن صديقين صارا عدوين بعد صداقة ، والجناس في ( تشا نو ) و ( تشانو ) ، والأولى تعني تريد سحبا ممطرة والثانية اختلفوا أو تخاصموا )) . *** >::>::>:: ......................................... = صحيفة 26 سبتمبر اليمنية ، عدد 130 ، ص 11 ، 24 جمادى الثاني 1405ه الموافق 21 مارس 1985م . = النواحي التهامية اليمنية عندما كانت ضمن المخلاف السليماني . = المرجع السابق . = المرجع السابق . = المرجع السابق . = المرجع السابق . = المرجع السابق . |
رد: دراسة أدبية في الأدب الشعبي 6
.
. محتوى غني عن موضوع الجناس الشعبي .. دراسة رائدة ومستفيضة سلمت روحك غيثنا وشكرا للجهود التي تبذلها في رفعة القسم دام عطرك وأكثر مكافأة الدراسة تقديري |
رد: دراسة أدبية في الأدب الشعبي 6
اقتباس:
وحضور رائع زاد من جمال هذه الدراسة بوركت عمرا وفكرا وروحا ولروحك الضياء >::>:: |
رد: دراسة أدبية في الأدب الشعبي 6
جميل ماوجدته هنا
لك الورد |
رد: دراسة أدبية في الأدب الشعبي 6
اقتباس:
>::>:: |
الساعة الآن 07:15 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
مجتمع ريلاكس