إلى عينيه اللاتي وُلدتُ ببحرهما..

أحُبك.. رُغم ما قيل ويقال..
عن مُر أيامك وشقاوة سياساتك..
لازلت هُنا بقلبي.. تروح وتجيء

مثل نسيمٍ هب بالفؤاد..
فأرداه مُشتاقًا..

ليدك الحنونة..
تُربت الصبر على رأسي..
مُقبلًا وجنتي..

قائلًا.. إن الغد أجمل..
مُقسمًا .. بطمأنينة قلبه المُتعب..

إن الشمس سترقص..
على لحن الفرج..
والوحوش ستُحشر..
قبل يوم المحشر..

تتفائل وتتأمل..
مع انسياب يدك
على أطراف جسدي..

تقول..
أنا بهذا الوطن..
أصدق الخرافات..
أؤمن بجمال الحياة..
معك.. أعرف أني بخير..

ويأتي الغد.
وتمضي..
مُخلفٍ ورائك..

وطنٌ خرب..
وطفلا..
ميت.

.


لكنني لم أعد شيئًا. أو شخصًا.
أو لا أحد.
فقدتُ نفسي. عندما كُنت أوضب لحاضرًا ليس أنا.
تركتها. هكذا. مُغبرة.
و هذا الغُبار لا يضر احدًا: عداي.

ماذا لو... رجع كُل شيء.
كُل شيء لما قبل خمس سنين..
أمسك طرف حلمي و ألوح به.
أكون: أنا. أنا.
بأحلامٍ. لنقل واهية: وهمية..

إلا أنك كُنت تهز راسك بصدق. كُنت تصدقني عند ملاحقتي للبحر.
و تركض معي... ايضًا.
كُل شيء لم يعد شيئًا. أعني مُذ سنوات.

كان الكُل شيء أبيض. قاربي لوح بشراعًا أبيض..
قبل أن يغزوه القراصنة. واحدًا تلو الاخر.
جميعهم يا صديقي نهبوني. ثقوبٌ كبيرة جعلت البحر يسبقني. و لا يسبقك.
لمَ تتغير. أقول لك الأن. أنك لم تتغير.

مثل دق باب السخرية كُلما "بالغت" على حد قولك.
مثلها مثل اظافر الاستفزاز التي تخدشني بها.عند ازعاجك...
كُل شيء فيك لم يتغير. أو هذا ماظننت.

أسالك بالله. لمَ لا نعود اصدقاء؟
لمَ لا نعود لتلك السنون. أو لمَ لا أعود أنا: أنا.. أقول لك شيئًا؛ انا معك. اذن انا موجود.
حاولتُ. لنقل ركنك..
مع نفسي السابقة. هُناك.
بعيدًا وسط ارفف الماضي. لكن لا شيء.
لاشيء فيّ يأبى وضعك فملفات النسيان.
أنا فقدتُ نفسي. و لم أفقدك.
قُل لي بحقك أكُنت أنا فعلٌ ماضي؟ اسمًا ناقص؟ لا أفهم.
كُل شي اختلف. اعرف. و اصبح من الغرابة. كُل الغرابة. أن نتكلم..
لكن.. لازلنا نفهم. لايزال كلانا أن غرق احدانا يُمسك بطرف ثوبه؛ يسمعه.
يكون معه. بكيت. بكيتُ كثيرًا لو تعلم.
لا أعرف لَم لم اهاتفك ليلتها.
كان أول نهب للقراصنة. على كرامتي ربمًا؟
لا أعرف. تألمت. و ازداد الامر..
كُنت اغرق شيئًا شيئًا.
آلمني انك لم تشعر. أنت الذي قُلت يومًا إن لو ابرة تثقب أذني لسال الدم من قلبك..
مضت السنونٌ بعدك. لا تذكرني و لا اريد تذكرها.
لتأتي الأن. مُعيدًا نفسي إلي: مُجددًا.
لكن. غائبًا عن نفسك. واضعًا غرابة. بيني و بينك. أنت لم تتغير.
لكني أنا. تغيرت ..

.


مساء الخير. مضى هذا اليوم. دون همسك
دون طرقة باب أو التفاتة.
ها أنت تُشرع أبواب الغياب:مُجددًا.
فهل قُدر عليك ان تكون كشمس الشتاء؟
دافئة. سريعة. لا أدري..
كان في مجيئك. على اقل تقدير ليومين متتابعين.
اثر كبير في قلبي. أبلغ تعبير في الحياة أنك فيها. أنك موجود.
أعرف. رغم كُل شيء. إلا أني لازلتُ أحبـ ..
عُلقم الاستفزاز منك. لازلتُ احب النقاشات السريعة البديهية.
احبُ كُل شيء. منك و إليك. لكن الامر مؤلم. أعني..
افتقادي لنفسك القديمة. التي لا تكف عن اخباري كم أنا مُميزة.
أو اني املك أوسع خيال في الدُنيا. أبكي.
كثيرًا فتخبرني انني استطيع فعل كُل شيء. كُل شيء حتى القفز على وحل ضغوطاتي.
قُل لي انني أنا. لا ازال انا. فكُل شيء بعدك تكالب عليّ.
جدران الحياة سقطت عليّ. و أنت بعيد.
تُدخن الماضي محاولًا نزعه او هكذا اظن؛
هل لازلت تصدق إن الناسٌ ألوان مثلما أخبرك؟
لا اظن..
اتعرف. شاهدتُ اليوم فيلمًا، دار حوار ابطاله مثل حوارنا تمامًا

.لكنكِ لم تخبريني-

. لكنك لم تسأل –

. لكنكِ كُنتِ تعرفين أنني لا أعرف-

. لكنني لم أعرف انك لن تسأل –

كان هذا مؤلمًا. شعرتُ بغصة المُمثلة لحظتها.
حملقتُ في عينيها. جيدًا. لابصرني أنا التائهة..
بين ماضيك اللامع و حاضرك البارد..
أفارحل. أم ابقى بانتظار شمس الشتاء مُجددًا