عجاج ق ق ( أيقونة القصة)
 

✍️ " عجاج"
يعود أبي منتصف الليل ثملاً ، يصرخ في وجه أمي بصوته الخشن، يحمّلها ذنب كل شيء.
سألتها مرةً، عن تلك الدوائر الزرقاء حول عينيها؟
التزمَتْ الصمت بوجهٍ بالغ الشحوب.
استيقظُ أحيانا واجهش بالبكاء ، يخيل إليّ أنّه يضربني.
لم أستطع كُره أبي، فالعواطف غلبت على الخوف.
ذات مرة ، في الطريق إلى البيت عثرتُ على عصفور صغير، أسقطته الريح من عشّه.
لاشيء يدل على حياته، سوى خاصرته ونبضات قلبه.
بلّلتُ فمه بالماء، ثم عمدتُ إلى قطعة من القماش، لففته بها
، ووضعته في زاوية مُعتمة من المطبخ. طلبتُ من أمي الاعتناء به.
سمّيته "عجاج"، تيمناً بأخي المتوفى صغيراً .
حين حلّ الفجر، أسرعتُ إلى المطبخ، فتحت الباب بهدوء، فسمعتُ سقسقة خفيفة.
لازال على قيد الحياة.
التفتُ، وإذا أبي ورائي، يقف في الباب! .
لمّا دخل خيّم الصمت المطبق، لم ينطق أحدنا بشيء.
في خضم الرعب، تبولتُ على نفسي! .
أخذ عجاج بين يديه، ظلّ يرقبني بثبات.
اقترب ليمسح على رأسي، ناولني العصفور مبتسماً...!

محمد علي مدخلي

رد: عجاج ق ق ( أيقونة القصة)
 

:eek:


محمد .. لايزال " حرفك الرحمة " يسقط داخلي
حتى يلامس أقوى شعور
في أضعف نقطة من المشاعر
حين أمضي من هنا
تأكد بأنني تركتُ ابتسامة ونصف تنهيدة
ولعجاج قُبلة على جبينه
فقد حرك الحنان المغلف بقسوة

كم أنت مبدع
غارق بالجمال

flll:

رد: عجاج ق ق ( أيقونة القصة)
 

هلا ومرحبا بالنور هناااا / محمد مدخلي

حروف من ذهب تتلبس بالرحمة والشفقه والحنان

ما أروع حديثك بكل سطر يشد الانتباه

قمة متمكن بالسرد

راق لي هذا الأسلوب الممتع

تقييم وختم ويمنح لك المكافأة تستاهل

رد: عجاج ق ق ( أيقونة القصة)
 

جميل يا حبيبنا فقد امتعتنا بقصتك القصيرة ذات المغازي والعبر
سلم الفكر

رد: عجاج ق ق ( أيقونة القصة)
 

لقد أستطاع أن يحول
قسوة والده إلى رقة
وعرف المفتاح السحري لذلك
في القصة مواقف كثيرة
أجملها أنه لم ينسى أخوه عجاج
وعطفه على العصافير يدل
على بذور الخير في قلبه
القدير محمد علي
مرورك بهذه الروح العميقة المتأملة المتأنية
دليل على حسك القصصي المرهف
ورؤيتك الجمالية المتعالية العميقة
بكل تفاصيلها ، أعجبني جداً
ولولوجك في عوالم الحياة المجتمعية
وتعمقك في المعاني
بكلمات بسيطة غير معقدة

رد: عجاج ق ق ( أيقونة القصة)
 

ياااه يامحمد
بأي إحساس تكتب؟
مشهد عظيم ، عظيم وجداً
الحبكة مُذهلة
والنهاية تركت اثر هائل بالنفس


يعود أبي منتصف الليل ثملاً ، يصرخ في وجه أمي بصوته الخشن، يحمّلها ذنب كل شيء.

^
هنا أثرت حنقي رغم أنها صورة مألوفة مثال حي من الواقع وأن اختلفت المسببات..


استيقظُ أحيانا واجهش بالبكاء ، يخيل إليّ أنّه يضربني.
في خضم الرعب، تبولتُ على نفسي! .
^
مشهد للأثر النفسي الذي يتركه العنف والصراعات الأسرية أدمعت به العيون يامحمد.


اقترب ليمسح على رأسي، ناولني العصفور مبتسماً...!
^
هنا رددت المثل الشهير ( يزأر الأسد و لكنه لا يلتهم صغاره )

أنها عظمة الأباء في خضم القسوة !!

رد: عجاج ق ق ( أيقونة القصة)
 

ق ق ج بإمتياز
جميلة ومكتملة الأركان
والعقدة تدل على موهبة ناضجة


محمد علي هادي
شكرا لهذه الجوهرة
تحيتي وسلامي

رد: عجاج ق ق ( أيقونة القصة)
 

وقفة متأملة غاصت فيما وراء
الكلم وبإحساس امير القصة
محمد علي مدخلي
وهنا فكر نحترمه لنقائه وجماله..
فهي قصة اجتماعية بحته
تقع في الكثير من الأسر
لكن الفرق أنك محترف في الوصف
وقراءتك للواقع
تجعل من القصة
اكثر روعة
لجمال الرؤية وعمقها الدلالي.
الف شكر

رد: عجاج ق ق ( أيقونة القصة)
 

رد: عجاج ق ق ( أيقونة القصة)
 

.
.

وانقشع العجاج عن روحه ..
واندثر من نفسه ..
أرى أن عجاج هنا ..
وليد القسوة من أبيه ..
وحال أمّه الحزين ..
ونفسه الواقعة ما بين الشفقة على حال أمّه .. ومشاعر الأبوّة التي تعنيه

محمد ..يا محمد ..
أمسكت خيوطاً كثيرة في الأدب وعقدتها في نصّك ..
تناولت .بُعدا انسانيا
نفسيا
تربويا
أدبيا في تصوير الحال لكل بُعدٍ منها ..
التسمية .. في كل مرة أخذت معنى مختلف ..

عنوان النص \ غبارُ دخانُ مخيّمٌ على واقعه الأسري والنفسي .. لسلطة الأب ..
اسم أخيه المتوفى \ له مغزى .. حتى في انتقاء مسمّاه ...

العصفور .. واختيار الاسم له .. رمز لوفائه وتأكيداً على أن هذه النفس البريئة .. تحمل في عمقها عجاجاً
تُشوهه قسوة الواقع ...

نصّك لامع بكل ما جاء به .
همسة أخيرة ..
الـــ ق.ق. هنا
خرجت عن المألوف وماهو متوقع من النهايات ..
أغلقتها بأفق جميل ..
للّه درّك
حتى الصباح ابتسم من أجل هذا الإبداع ...
صحيح يا محمد ... ما اسمه هو في النص ؟! إن كان اسم أخيه عجاجا !!!!!

flll: