شَمْسُ الأحبابِ !
كنتُ قبل بضعة أيامٍ أتحدثُ مع أخي وصديقي العزيز سعيد إبراهيم (ابن البادية) ، وفي هذا اليوم 25/5/1444 هـ أتاني نعيه ، فلم أملكْ عيني وقلبي ، ومرَّتْ أمام ناظري أحاديثه ، وأمانيه ، التي كان يُفضي بها إلي ، فكانتْ إفاضةُ الشجى هذه : ما انسلخَ يومٌ من أعمارنا إلا وزُوي من الدنيا وتباعدتْ عنا ، ولاح لنا بداية خط النهاية إلى أن نبلغه حين يحين الأجل ، وقد كنا نمضي مع أحبابنا ، فسبقنا من سبقنا ، وتباطأ من تباطأ ، وإنا على إثرٍ ماضون ! وفي هذا اليوم سبقنا إلى رحمة الله ورضوانه أخي وصديقي العزيز ابن البادية –رحمه الله وغفر له- ! مضى من دار النصب والوصب ، إلى دار الطمأنينة والسعادة الأبدية ، في كنف رحمة أرحم الراحمين -بإذنه- تتقدَّمهُ دعواتُ أحبابه ، وذكرهم له بكل جميل ! امضِ ! –فوالذي نفسي بيده- أنَّكَ ممن لا يُنسى ، ولا يبرح القلبَ ، وممَّنْ يُشجى لرحيله ويُبكى ، ويُفقدُ مكانه ، وتُحمدُ سيرته ! امضِ بنقائكَ وطهركَ ! لم تتَنَطَّفْ بأدران الدنيا ، وسخائمها ، وأضغانها ! امضِ بكلِّ ما فيكَ من نقاءٍ ، وصدقٍ ، وإخاءٍ ، ووفاءٍ ! مضيتَ يا أخي وصديقي ، وفي قلبي الكثير مما لم أبُحْ لكَ به ، فلم يجمعنا القلمُ والأدبُ ! بل جمعنا الحبُّ في الله ، والأخوة فيه ، والتناصح ، لم يبدر منكَ ما يسوءُ أو يُشجي ، كنتَ دمثَ الخلق ، سبَّاقًا لإسداء المعروف والخير ، نقي القلب ، شريف النفس ، لا تأبه لسفاسف الأمور وصغائرها ، مترفِّعًا عما يخرم المروءة ، وفيًّا مع أصحابكَ ، وأحبائك ! اللهم اجعل أخي آمنًا في قبره مطمئنًّا ، واجعله ممَّنْ فُرشَ له من الجنة ، وأُلْبسَ منها ،( وفُتِحَ له بابٌ إليها) ، واجعله ممَّنْ يتوقون إلى تعجيل النشر لما بُشِّرَ به عند احتضاره ! أرجو إغلاق الموضوع ، مع وافر الشكر والتقدير ! |
الساعة الآن 02:44 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس