قصّتي مع ... / ندى الحروف
 

رد: قصّتي مع ... / ندى الحروف
 

اختي الحبيبة الـدانة

وها أنتِ دومًا تُبهريننا بأفكارٍ أدبيةٍ نادرةٍ واستثنائية
ويسعدني أنني كنتُ أولَ ضيوفِكِ في هذه الفسحةِ
الروحيّة التي فسحتْ المجال واطلقت العنان لاقلامنا للتعبير عن مكنونات الذات وتداعيات الروح التي مهما تكلمنا عنها
لم نجد مَن يفهمها

وها انا ذا اكتبُني بين السطورِ كروايةٍ حزينةٍ لم تكتمل فصولها بعد بانتظار كتابة فصلِها الاخير برحيلٍ أبديّ
...

شابةٌ طموحةٌ حالمةٌ كثيرًا ما أشعرُ أنني ولدْتُ في زمانٍ غيرَ زماني ومكانٍ غيرَ مكاني ومجتمعٍ لا يلاءمُ أفكاري ومبادئي وعنواني التي طالما جاهدْتُ للحفاظِ عليهم في زمنٍ أصبحْنا نفتقر فيه لسمةِ الانسانيّة.
اتشرنقُ على ذاتي.. مبتعدةً عن العالم لا تغريني الحياة خارج حجرتي وأجدُ البقاءَ بمفردي خيراً من الارتطامِ بـ
" قلوبٍ متصخّرة "

أصمتُ حتى يخرس لساني وتنكسر أسناني.. ويتلاشى فمي
عندما لا أثقُ بالوجوهِ الآفلةَ من حولي فالصمتُ زادي حين يطعمُ أحدُهم قلبي جراحا.. أنا طالبةٌ منهكةٌ تبحثُ في مدرسةِ الحياة عن فسحةٍ هادئةٍ* او انصراف* !!

أنا زهرةٌ نبتَتْ فوقَ الخراب.. انا أنثى أعيشُ مع صغارُ أحلامي في بيتٍ يباب.. أنا أنثى كُسرَتْ.. خُذلِتْ فتوارَتْ ما بين عُزلةٍ وكتاب .. في كلِّ ذكرى لعيدِ ميلادي أكسرُ مرآةً لي لانها مسرفةٌ في تزييف ملامحي لا تجرؤ تلك الحمقاء سوى على إظهار ابتسامة مزيفة أُواسي فيها ملامحي المنكسرة وبقايا كحل اسودً نامَ في عيني واستيقظ خافتا من الدمع لأنها لن تجرؤ على قول الصدق واظهار القشور فقط

كان لليتمِ والحرمانِ وحوادثِ الزمنِ في حياتي نصيبٌ لكنّي رغم ذلك لم افقد أملي في اللهِ دائمًا اشعرُ أنّ الله معي ولولاه ما وصلتُ لهذه الدرجة العلميّة وأحمدُ الله دومًا


كان للادب واللغة العربيّة اثرًا بالغًا في حياتي حيث كان والدي شاعرًا اديبًا مهتمّا بالشعر والكتب والمجلات والصحف وتنشر له قصائد وقبلَ أن ترى قصائده النور كانَ يليقها عليَّ ولولا والدي لما احببت اللغة العربية وتخصصتُ فيها

اُحبُّ شراءَ المفكرات فكلَّ ما طرقتني قصيدة أو مقالة دونتها في مفكراتي فبعدَ ان انتهي من اعمالي اجلسُ ليلا اكتبُ كثيرًا حتّى اسمعُ صوتَ الآذانِ فاقومُ أصلي فأنا قليلةٌ النوم حتى وجدتُ انني كتبتُ ثلاثةَ كتبٍ موضوعها المرأة فأنا من أشدّ المدافعين عنها حين كنتُ ناشطة طلّابيّة في الجامعة

كتبتُ مجموعة نثريّة في المرأة الاول « خواطر حوائيّة» وهي عبارةٌ عن خواطرٍ للمرأة بحسبِ الحروفِ الابجديّة والثاني
« افتخرُ بأنني انثى» خواطر حوائيّة بطريقةِ النثر المقفّى
والثالث « عزاءُ النوارس» مجموعة تجمعُ بين الشعر والنثر
وهي عصارة مفكراتي التي اكتبها ليلا لم ترَ النورَ للنشر بسبب ظروف خاصة اتمنى أن ترى النور مستقبلا

أُحبُّ الكتابةَ في شتّى صنوفِ الأدب وليس بالضرورة أن اكونَ عاشقة أو امتلكَ حبيبًا لأنّ الادبَ فنونٌ والأُدباء يطرقون كلَّ فنونِ الادب لأنني على ثقةٍ وقناعةٍ أن لا احدَ يستحقُّ الحُبَّ والتعبَ والمشاعرَ سوى أمي.

مؤمنةٌ أن كلَّ دمعةٍ سقطَتْ أمامَ الاخرين ولم تسقط على سجادتي امامَ الله لهي استثمارٌ خاسرٌ لا يمحق الحزن بل يربيه
أعشقُ الاجواءَ الهادئة ومنطويّة على نفسي لانني أجدُ راحتي في الهدوء . املكُ مشاعرًا فائضةً لا حدّ لها لدرجة انني أجهشُ بالبكاء أمامَ الجميع. حين أرى طفلا باكيا او شخصا متسولا او شيخا كبيرا او مريضا متألما أشعرُ انّ لا حياةَ ولا سعادةَ تستحقّ العيشَ وهذه العادة تُحرجني في زمن القساة لأنهم يعتبرون المشاعرَ الفائضة ضعفًا بينما نسوا ان رسولنا الكريم كانَ هيّنا ليّنا لا يؤذي ولا يجرحُ أحد فأين‌َ نحنُ من نهجِ نبينا الكريم وقد اصبحَ بعضُنا يأكلُ بعضًا.

امّا في مضمارِ مواقفِ الحياةِ فكثيرةٌ منها الحزينة حينَ كنّا ذاهبين الى الدوامِ الجامعيّ وحدثَ أمامي حادثًا لمجموعةِ طلّابٍ شبابٍ كانتْ صرخاتُهم كافيةً للشعورِ بأن الموتَ بينه وبينَ وتينِ القلبِ شعرةٌ حينَ وجدتُ الكلَّ عاجزين عن انقاذِهم تخيّلتُ نفسي معهم كيف سأواجه الموت؟!

وأمّا الفكاهيّةَ فكنا في المحاضرةِ حين سألَتْ الدكتورةُ عن معنى كلمةِ « شَنِبُ» في قصيدةِ غزلٍ معينّةٍ فانبرى طالبًا معروفًا في الفصلِ بفكاهتِه مستقتلاً للإجابةِ فسمحَتْ له الدكتورة. فاجاب أن معنى «شَنِبُ» هو لحيةُ الرجلِ في اللهجةِ المصريَّةِ الدَراجةِ وهنا ضحِكَتْ الدكتورةُ من إجابتِه الفكاهيّةِ فليسَ معقولاً أن يصفَ الشاعرُ حبيبتَه بأنّ لها لحيةً فأجابَـتْه بفكاهةٍ* : الظاهر انتَ متأثر بالافلام العربيّة :)
لقدْ اقحمَ نفسَه في ورطة !!
وعلِمْنا بعدَها من الدكتورةِ أنَّ معنى كلمةِ « شَنِبُ» في وصفِ الشاعرِ للحبيبتِه هو « جمالُ ثغرِها وشدّةُ بياضِ الاسنانِ » هنا ضجَّ الجميع بالضحكِ في ذلكَ الحينِ

هذه انا في سطورٍ أفصحَتْ عني بهدوء..

شكرًا جزيلا لكِ غاليتي الـدانة
موفّقة في رحلتكِ الرائعة هذه
وبانتظار قصص اعضاء اخرى #

رد: قصّتي مع ... / ندى الحروف
 

ما شاء الله
شخصية تستحق منا كل الاحترام لمبادئها و أفكارها و شفافيتها
ممتن للسماح لنا في التعرف على تفاصيل مبهرة
للأنيقة ندى كل الاحترام
و للأنيقة دانة كل الشكر

رد: قصّتي مع ... / ندى الحروف
 

أيا ندى الحروف ونبضها الرّاقي
كم سعدتُ بشفافيتكِ وفكركِ ونبضكِ وبيان البيان
شكرًا وتلبية الدعوة ومشاركتنا والمدائن بما يختلج
والندى من مشاعر إنسانيّة
محطات .. صفحات .. ذكريات... همسات
ونوافذ حقيقة وموائد فصول ...
جل تمنياتي لكِ بسعادة تتجدد كل حين
وإشراقة حياة .. وأزاهير فكر لا تغيب همساتها
والبوصلة ..

رد: قصّتي مع ... / ندى الحروف
 

أهلاً بالنورس النبيل
ونبض الفكر الأصيل
دمتَ حتمًا و الذّوق الرفيع

رد: قصّتي مع ... / ندى الحروف
 

رائع مانقراء هنا من شمعة المدائن وفراشة المدائن

متابعه لكم
وحرف يستحق ذلك

شكرًا لروحكم الجميلة

رد: قصّتي مع ... / ندى الحروف
 

رد: قصّتي مع ... / ندى الحروف
 

شكرا للأديبة القديرة الدانة على هذة الفكرة الرائعة
المتميزة وإستهلالك بأديبة مدهشة القديرة ندى الحروف
بارك الله فيكِ وفي هذا المجهود الرائع
سلمتِ والنبض
مودتي وإحترامي

رد: قصّتي مع ... / ندى الحروف
 

القديرة إبنة الأدب الفاخر
الأديبة السامقة ندى الحروف
صراحة لا أدري ماذا أقول في حضرة هذا الجمال والأدب الرفيع
وكل حرف ومعنى له مكان يستحق الوقوف عنده طويلا
مابين الأمس والوالد وغرس محبة اللغة العربية الأصيلة التي تتمتعين بها بجدارة وتمكن
والروح التي غلبتها قناعة الإكتفاء بوحدتها والإنطواء على ذاتها طمعا في راحة نفسية
والرؤى التي جعلتها ناقدة بصيرة بمايجري حولها في تتابع مستمر كونت لديها عدم الرضا
وتلك الآحاسيس الجميلة التي تشبعت بها والدموع التي تنهمر لرؤية مايحدث من ظلم
وحرمان وفقر ومعاناة يالها من آحاسيس لايملكها إلا من حباه الله بقلب سليم حنون رؤوف
ما أروعك ياسيدة الأدب الفاخر والنبض الأصيل
شكرا لهذة اللحظات التي تشرفت بها في حضرة هذا الجمال المعنوي والنفس والروحي
سلم القلم والبنان
مودتي وإحترامي

رد: قصّتي مع ... / ندى الحروف
 

أهلاً بالنقاء الرّقيقة الرّاقية ونبض البيان
والذوق الرّفيع وياسمين الياسمين