ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ظ…ط¯ط§ط¦ظ† ط§ظ„ط¨ظˆط - تحليل ( عصي الدمع ) لنص ( نبيل محمد ) نســــيت أن أنــــــام

- "بقعة ضوء" (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=41)

تحليل ( عصي الدمع ) لنص ( نبيل محمد ) نســــيت أن أنــــــام

نســــيت أن أنــــــام

فهبني ذاكرة لا تشي بمن ناموا

خذ الضوء من عيني

ما كففت به طرق الهذيان

وهبني في الانتظار ميلادا آوي إليه

إلى درب العابـرين..

إلى مهد الطامحين..

الذاهبون لحدائق الشمس..

فلا جدوى من السكوت في حضرة النسيان

ولا جدوى من أن تتفتح العروق في الطرقات

وحيدًا أشرب دمعتي..

وأصطدم بعطرك الجذاب..

و يذوب الجسد في ارتعاش الريح الحنونة

وجهي الأن أَشهى من صيف يحترق من غير لهب

يضربُ من الغُبرة إلى الحمرة..

إلى الأبحار في الخيال...

فيا أيها النائح على تأبين الروح..

أخرجني من قسوة عنادك..

وارميني بالغيب على غصن التراخ

فمن قال لك أن للشوق سبب للتوضيح

وأَن الحب مشى في طريق السهد كي يستريح

أنت من أخذني أبعد من السماء

ورماني في جرار السراب..

كما لو أن الأرض سويت من ثمار فاكهتك

إذا ما جاع أهلوها قسّموها على الغرباء والمارة

فهموا بالسكينة وذبحوا راحة البال

لا شأن لك بأرض الأحباب..

ولا شأن للهاربين خفافا في زقاق الحرية

النهر أدرى إلى أين يكون المصب

هي البلاد حين تخلع العباد..

تعلقهم على جذوع الطين التي ما نبتت

فأفزع إلى راحلتي لتسير بي حيث طريق الأمل

يَا هَيَاهُ..

مالت بنا الطريق إلى غير ذي طريق

فشربنا مواويل البحار المالحة

ورعاة المنارات ما انتبهوا للغريق

هي لغة العيون تراقص الجفون

تفضي إلى ترف الأحباب..

فلا سبيل لفجر الضياء..

فالسهد طريق مستبد مبهم

يتساقط كالرعد المجهول

في الغيب...

في الريب...

في الدفاتر...

تتكاثر الفواصل

تفج الغلاف فجاجا للريح

فتتمرغ الظنون من مغزلها إلى منزلها

كم قريبا أيها البعيد..

وكم بعيدا أيها العنيد..

إذ تحنو أو تسود نحونا..

نمشي على هون أصابعنا..

ما أثمرت الحياة من رحم يديك

وما أتم الحب اكتمالك

بقلمي نبيل محمد

وحصري

رد: نســــيت أن أنــــــام

الصور الجمالية بالنص ..

العنوان نسـيت أن أنــام وهو مدهش في استخدام مفرداته
حين نسب النسيان إليه وهي الأفكار التي فعلت ذلك .
1-( لا تشي بمن ناموا)
استهلال السهرة بحديث الوشاة والوشاية ويطالب
ليل أفكاره أن لا يهتك ستر النائمين وله حديثه
وهذا التوقيت الغالب لدى العشاق والمحبين حين يسكن
كل شيء حولهم يستفيق فيهم كل شيء ...
2-( خذ الضوء من عيني )
صورة مذهلة وفي قمة الأناقة والجمال فالضوء لا يرى
ويطالب بأخذه من عينيه ولها كل الابعاد في القراءة
حسيا ومعنويا وإن كنت أميل للمعنوي أكثر فهم نظر
العين وضوء الحياة .
3-( وهبني في الانتظار ميلادا آوي إليه )
في رحلة ليله شرع أمنيته واشتراطها أن يوثق انتظاره ولحظته
بما يجعلها ميلاد روحي له يأتي إليه ويرتبط به دوما ..
4-( الذاهبون لحدائق الشمس )
صورة أنيقة في الذهاب للضوء والضياء والوضوح ونسب الحدائق
مكان السكينة والجمال للشمس فجمع الجمال والدفء فكان السياق جميلا
في التوظيف ..
5- (وحيدًا أشرب دمعتي )
سياق يخالف الصورة الذهنية للمتلقي يهدف منها شد القارئ
وتسليط ال ضوء على الألم حيث قرن الوحدة باحتساء الدمع
وهي تلبس للحزن ولا تكون الوحدة غالبا إلا حين يخترقنا الحزن
ويوغل في أرواحنا ويؤكد هذا الجمال الصورة الأنيقة المشابهة في
قصيدة الأمير عبدالله الفيصل ( من أجل عينيك عشقت الهوى )
( وأنا أحتسي مدامع قلبي حين لم تلقني لتسأل ما بي ) ونلاحظ كلها
في سياق الوحدة وتوحد الحزن بالمحب ..
6- ( وأصطدم بعطرك الجذاب )
صور الكاتب اصطداما معنويا في غاية الأناقة والجمال فرائحة
من يحب تعبق في كل اتجاهاته فأين يهرب منها فصور تنفسه
لها بالاصطدام كناية عن الشجن وما يصاحب الذاكرة وقتها
من صور تسوقها إليه ..
7- ( وارميني بالغيب على غصن التراخ )
في سياق العناد من المحبوب يطلب أن يرميه بحسن الظن
فيصنع له العذر والاعتذار واستخدم مفردة تناسب ما يطلبه
منه وهو التراخ واللين ..
8- (ولا شأن للهاربين خفافا في زقاق الحرية )
هنا تورية عميقة ورمزية عالية يتركها الكاتب
لفكر من يقرأ وهو تعبير معنوي
يريد أن يشير فيها ضعف الحرية وعبر عنها
بالزقاق وهو المدخل الضيق
ليوصل رسالة من خلال هذا التعبير .
9- (هي البلاد حين تخلع العباد)
استعارة جميلة فالبلاد لا تخلع الاشخاص ولكن هنا يرمي الكاتب
لا يصال صورة ذهنية وتأكيدها من خلال استعارة الخلع للبلد .
10-( تعلقهم على جذوع الطين التي ما نبتت )
معاكسة للصورة الذهنية المألوفة وتهدف
لشد الانتباه فالجذع يستخدم للشجر
والاشجار ولكن رسمها في جريرة وذنب تجعلهم
ذلك الطين كناية للمعنى الذي بسببه تعلقوا ..

نبيل محمد ..
نص فخم استمتعت بالالتقاط
وما قطفته من صور أنيقة وجميلة هي من تذوقي
الشخصي ..
شكرا لك بحجم السماء على هذه المتعة ..
دمت جميلا ...

كان هنا ومضى .