منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   قناديـلُ الحكايــــا (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=31)
-   -   الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة ) (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=4222)

علي المعشي 05-28-2021 08:54 PM

الغريب .. 🍃 ( عناقيد متسلسلة )
 
الغريب.. 🍃 ( 1)

بقلم / علي معشي

كانت ليلة حالمة تلك التي تراقصت فيها مشاعر السعد ، وطربت لها مسامع الأنس ، وأضيئت فيها أنوار الفرح ، حتى بدا القصر المخصص للزفاف وهو مرصع بعقود الإنارة كالعروس المرصعة بالذهب، وأضيئت الممرات المجاورة له، حتى بات المكان تحفة من جمال، وعلا صوت الموسيقى وازدهت الوجوه جمالاً وابتهاجاً ، وتوافدت المدعوات الأنيقات لحفلة زواج "شيماء" الفتاة الجميلة التي لم تكد تبلغ الثامنة عشرة من عمرها حتى تقدم لها شاب من أبناء أحد أعيان المدينة .
كل شيء كان ينبض بالسعادة ويتلألأ بالفرح ، حتى لكأن الأرجاء تصفق فرحاً وبشراً،

"سعاد" الصديقة المقربة لشيماء تكبرها ببضع سنين وهي لم تحظ بجمال فاتن كصديقتها ، ولم يطرق أي خاطب باب أبيها ليطلبها منه ، ولطالما تمنت أن يصادفها القدر يوماً ، فتلتقي بنصفها الثاني ، فهي تحلم بمولود يملأ عليها حياتها ، تفرغ فيه عاطفتها الطاغية والتي تفيض منها على من تلقاه من أهلها وأقاربها وصديقاتها، وهاهي تستعد لحضور مناسبة صديقتها "شيماء " ، وتحرص أن تكون في أبهى حلة وأجمل صورة ، وتضع أفضل مساحيق وجهها وتمتص أحمر شفاهها ليكتمل اتزانه على ثغيرها الحاد ، وتداعب بعض حليها ليتربع على عروشه من جسدها ، ولكنها متوترة بعض الشيء ، فمنذ شهور حدث لها موقف في أحد الأسواق ، وتعاطف معها أحد الشباب وساعدها في الخروج من مأزقها ، ونظراً لتمتعها بعاطفة كبيرة وإحساس مرهف ، فقد بالغت في شكره والثناء عليه ، مما جعله يطمع بها ويستغل سذاجتها ، حتى تمكن من الحصول على رقم هاتفها النقال ، وظل يراسلها ويتصنع لها بكلام معسول غاية في اللطف، ويوهمها أنه منبهر بها وبلطفها ورقتها، وقد حاولت مراراً ردعه عن ذلك، والابتعاد عن مسارٍ لا ترغب الولوج فيه رغم أنها كانت تجد راحة كبيرة في حديثه المعسول عبر الهاتف إلى أن بلغت حداً لم تعد تستطع معه الامتناع عن محادثته ومراسلته ، فارعوت لطلبه وظلت تراسله وتستقبل مكالماته التي تداعب مشاعرها الحالمة ، واستمر هو في صناعة الجُمل والكلمات المنمقة للإيقاع بها في حبائله ، وبلوغ منها ما يبلغ الرجل من زوجته ، حتى أظهر لها حبه الشديد، وتعلقه بها ، وظل كذلك إلى أن وعدها بالزواج ، وكان ذلك هو أكثر ما تتمناه لتدرك قطار الحياة قبل أن يشيب مفرق رأسها، ولتأنس بحياتها في كنف رجل يحبها وتنجب منه طفلاً يعوضها عن كل ما أصابها من تعب وشقاء وحرمان في حد ظنها.
كانت سعاد قلقة جداً تلك الليلة التي تزف فيها صديقتها لزوجها من القصر الجميل إلى حياة أسرية مستقرة ، ومصدر قلقها هو طلب ذلك الشاب مقابلتها لأول مرة والذي ادعى أنه متلهف لرؤيتها وهي في كامل زينتها وفي ليلة فرح صديقتها ، وقد حاولت الاعتذار منه ولكنه هددها بالغضب منها وأنه سيهجرها ولن يعود ثانية ، ونظراً لحبها الشديد له ، وتعلقها به فقد رضخت لطلبه ووافقت شريطة أن تذهب معه لوقت يسير في السيارة ثم يعيدها إلى القصر مجدداً ، فوافق على الشرط كي يضمن خروجها معه ، لكن القلق كان يربكها كثيراً داخل القصر ، فهي تتحدث مع صديقتها شيماء ومع بقية صديقاتها وأقاربها ، بينما يرجف قلبها بنبض متسارع ويشرد ذهنها في كل زاوية من المكان، وهي تراقب ساعة يدها ، مما لفت نظر صويحباتها اللاتي بادرن بسؤالها عما يشغل تفكيرها وعن سبب ارتباكها الواضح.
لم تكن تحر جواباً لتلك الأسئلة التي زادتها خوفاً وارتباكاً ، حتى أنها لا تكاد تجرع جرعة ماء أو عصير مكتملة حتى تعيد الإناء إلى مكانه كما هو ، ولا تكاد تحكم غلق قنينة الماء التي أهريقت من يدها غير مرة .

إنها المرة الأولى التي تتجرأ على مواعدة شخص غريب عنها ، لكن هاجساً يزين لها الأمر ويرسم لها أحلاماً وردية ومستقبلاً جميلاً مع الحبيب الذي أغدق عليها بكلماته العذبة ، وهاجس آخر يحذرها من مغبة هذه المغامرة وخطورة ذلك المسلك .

****
في الحلقة التالية ..! إن شاء الله
هل ستذهب سعاد مع حبيبها وتترك الفرح أم ستتراجع في آخر لحظة عن ذلك القرار المتهور ..؟!

تابعونا..

سلطان الزين 05-28-2021 09:24 PM

رد: الغريب .. 🍃 (1)
 
قصّة معبّرة ولها في حياتنا شواهد وننتظر تكملة القصّة

لك الورد اخي الغالي علي

سليدا 05-28-2021 09:37 PM

رد: الغريب .. 🍃 (1)
 
قصة رائعة وجد مشوقة

احداث تجعلك تتابعها بكل شوق ومتعة

ننتظر بقية تفاصيل القصة

وفي الانتظار أسجل اعجابي الشديد

مع التقيم والختم وارسالها للنور

واكرامك بهدية

محبتي

سليدا 05-28-2021 09:38 PM

رد: الغريب .. 🍃 (1)
 
تمت الاضافة

مبروك

علي المعشي 05-29-2021 07:27 PM

الغريب .. 🍃 ( 2 )
 
الغريب.. 🍃 ( 2 )

بقلم / علي معشي

كانت المدينة بأكملها منتشية تلك الليلة، تزامناً مع فرح شيماء الجميلة وزوجها الثري ، حتى تراقص عابرو الطريق مع نغمات الموسيقى الصادحة في جنبات المكان ، وبينما ينثر الفرح عبقه في زوايا القصر السعيد وتتمايل الأجساد الطرية على نغمات الغناء وتتماهى نبضات القلوب مع زغاريد النساء تحت سحائب البخور الفاخر المتغلغل في الأردان الندية ، والصدور الفتية ، كانت سعاد متشبثة بهاتفها النقال ، تراقب وميضه كل دقيقة خشية ألا تسمع رنة اتصال حبيبها الموعود وسط الصخب الموسيقي العالي .

في تمام الساعة 12 من منتصف الليل رن هاتف سعاد رنتين سريعتين لتخرج على عجل تفوح عطراً ندياً وبخوراً زكياً ، وقد ارتدت عباءتها لتختبئ عن الأنظار وتتوارى عن الصفوف متسللة إلى مواقف السيارات في الخارج، حيث ينتظر وضاح الشاب الذي تواعده سراً .
وصلت سعاد إلى السيارة ، تعتريها مشاعر خوف وارتباك ، وترتعد فرائصها حتى أنها لم تستطع فتح باب السيارة وكادت تسقط من شدة الخوف .
فتح لها الباب أخيراً و.

صعدت سعاد إلى جوار حبيبها الذي أمسك يدها مباشرة ليهدئ من روعها وهي صامتة لا تكاد تنطق بحرف ، وانطلقت السيارة مبتعدة عن مكان الاحتفال وغابت وسط أرتال السيارات متجهة إلى أطراف المدينة.

قلبت العروسة شيماء بصرها في كل زوايا القصر علها تلمح صديقتها سعاد التي عادةً لا تغيب عنها كثيراً ، بل هي في الغالب ملتصقة بها ، ومن الغريب أن تبتعد عنها في ليلة كهذه ، لقد بنتا كل أحلامهما سوياً وتقاسما كل الظروف والمواقف ، إلا أن شيماء لاحظت بحدس الصديقة والأخت المقربة أن سعاداً ليست على ما يرام ، وأنها تخفي عنها شيئاً ما .

عائلة سعاد ، عائلة ميسورة الحال متوسطة الدخل تحت كنف والد غليظ الطباع شديد الغضب، وأم مريضة ، واخوة سادرين غافلين في لهوهم ، وسعاد هي البنت الوحيدة لتلك الأسرة المشتتة .

تعبق رائحة عطر سعاد وبخورها الأخاذ في سيارة وضاح الذي يحاول التخفيف من وطأة القلق الذي سرى في أطراف الفتاة الساذجة، ويوهما أنه حريص عليها ولا يريد منها سوى أن تشعر بالأمان معه ، ولن يطلب منها أكثر من قبلة يسجلها في تاريخ الحب الذي يدغدغ به مشاعرها كلما ندَّت منه خوفاً أو حياءً .
ازداد قلق سعاد عندما أدركت أن ساعة كاملة مضت من الوقت وهي بعيدة عن قاعة الفرح وبدأت تفكر فيما ستقوله لمن يبحثن عنها هناك..! فطلبت من وضاح أن يعيدها سريعاً قبل أن ينتهي حفل الزفاف وتصعب عليها الأمور..!

تلكأ وضاح قليلاً وهو يحاول إغراءها بالبقاء معه وقتاً أطول وأنه لم يشبع من الحديث معها ، لكنها أصرت على أن تعود حالاً .
وافق وضاح أن يعيدها لكنه اشترط عليها أن تواعده مرة أخرى وتمكث معه وقتاً أطول للحديث الغرامي فقط.
وتحت إلحاح شديد من وضاح قبلت سعاد اللقاء مجدداً وطلبت منه أن يعيدها سريعاً ، وبالفعل اتخذ وضاح طريقاً مختصراً للعودة إلى القصر وعاد بها سريعاً .

دخلت سعاد إلى القصر تحت عباءتها واتجهت مباشرة إلى دورات المياه ، لتتفقد وجهها وملابسها ، وفوجئت عند أول مرآة وقفت أمامها ، أنها بحاجة إلى عناية جديدة بمساحيقها التي اغتالتها شفاه حبيبها ، في الظلام.
فتحت حقيبتها لتصلح ما أفسده الحب ، وعندما مدت يدها إلى الحقيبة وقعت على صورة لأمها المريضة ، وهي تحتفظ بتلك الصورة في حقيبتها دائماً.
ألقت نظرة على الصورة فانحدرت من عينها دمعة ندم حزينة ، وكأنها تعاتبها على ما فعلت رغم تربيتها لها وتحذيرها من الهفوات والأخطاء القاتلة.
أعادت سعاد الصورة إلى موضعها ومسحت دموعها، وأصلحت من شأن نفسها، ثم خرجت على أصوات زادت صخباً وطرباً ، فعرفت أنه وقت الزفة للعروسة فأسرعت نحو صديقتها شيماء تساعدها في رفع أطراف فستانها الذي يخط في الأرض في زفة الوداع إلى عش الزوجية .

لمحت شيماء صديقتها سعاد وهي تحاول مساعدتها مع رفيقاتها ، ورمقتها بنظرة حادة تعاتبها على غيابها عنها كل ذلك الوقت دون أن تنطق بكلمة .

اخترقت تلك النظرة قلب سعاد ، وفهمت مغزاها ، ولكنها لا تملك الوقت لتبرير الموقف لصديقتها .

مضت شيماء في طريقها وزفت إلى زوجها في سيارة فارهة قد زينت بأكاليل من الورد وأشرطة الزينة الملونة اللامعة في قاقلة طويلة من السيارات وسط هتاف وغناء ومفرقعات احتفالية كبيرة أمام الملأ ، بينما تنظر سعاد لهذا المنظر وتتذكر ما اقترفته هي من خطأ فادح حين ذهبت لواذاً مع رجل غير محرم لها ولا تدري هل يتم زفافه عليها في فرح معلنٍ كفرح شيماء أم لا.

خرج الجميع من القصر باتجاه منازلهم بعد انتهاء مراسيم الزفاف ، ومضت سعاد باتجاه منزل عائلتها الذي لا يبعد كثيراً عن موقع القصر، وبينما هي تمشي في طريق العودة إذ رن هاتفها وإذ بها تلمح اسم وضاح في شاشة الهاتف ، فبادرت بالرد عليه لتطلب منه أن يتقدم لخطبتها وأنها لن تخرج معه مجدداً حتى يتم زواجهما شرعاً .
صمت وضاح طويلاً بينما هي تناديه وتتساءل إن كان يسمعها ..! وبعد مضي وقت ليس باليسير جاءها الرد صاعقاً من وضاح ..!
****
في الحلقة التالية ..! إن شاء الله
ستعرف ماهو الرد الصاعق يا ترى ؟
وماذا سيتبعه من أحداث مثيرة ..؟!

تابعونا..!!

النقاء 05-29-2021 09:25 PM

رد: الغريب .. 🍃 ( 2 )
 
هلا بالكاتب الأديب / علي المعشي

وسرد جميل كجمال وجودك بيننا تزهر المكان بالتنوع بين قصص وحكاية وخواطر مشرقة

نتابع ولي عودة للمتبقى للقصة الرائعة

النقاء 05-29-2021 09:26 PM

رد: الغريب .. 🍃 ( 2 )
 
تم الختم والرفع ومنح المكافأة

مبارك لك تستاهل

سليدا 05-29-2021 09:45 PM

رد: الغريب .. 🍃 ( 2 )
 
تفاصيل ممتعة كاتبنا القدير

لازال اسلوب التشويق والانتظار لما هو قادم

متعة انتظار التفاصيل القادمة

لما قاله وضاح لسعاد .....
في انتظار ذلك

اعجابي وتقيمي

مع محبتي ....

هادي علي مدخلي 05-29-2021 10:56 PM

رد: الغريب .. 🍃 (1)
 
بدأت حبال الفكرة تتأرجح
ووقعت فب حبائل الشيطان
واستطاع أن يستغل جوانب الضعف فيها
سرد قصصي رائع من كاتب متميز
يعرف من تؤكل كتف اللغة
ونحنُ نتعلم منه دوماً
ولنا لقاء مع الجزء الثاني
وكم أتمنى أن يحالفها الحظ
وتنجو من شره

هادي علي مدخلي 05-29-2021 11:20 PM

رد: الغريب .. 🍃 ( 2 )
 
وتستمر الأحداث عاصفة
ويأبى وضاح إلا أن يدمر
كل شيء جميل
ويخدش حياء العروبة
ويأبى على معشي
إلا أن يلعب بالأعصاب
ويجعلنا ننتظر نهاية
هذه المغامرة
مواصلين معك يا صديقي :)flll:


الساعة الآن 07:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47