منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   قبس من نور (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   مُدعو الثقافة (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=11092)

مُهاجر 11-02-2022 12:47 PM

مُدعو الثقافة
 
هي :
تلك الهلاميات الزئبقية من العبارات التي تحاول الانفلات من قبضة التساؤلات
- البوليسية - ، لتكون السلامة في ذلك ، وإن كان انفلاتا لا يتجاوز الخارج
من حوزة الذات ناهيك عن ذات الذات !

المصيبة :
عندما تختزل الحقيقة ، وتصنف أنها الحق المُنزّل من عقل المرء على قلبه ،
ليكون الإيمان القطعي على ما جاء به الوحي من عند النفس المنظرة ، التي تجعل من دليل الصدق على رسالتها
ذلك التشكيك والتكفير لكل ما جاء ليخالفها !

من :
هنا كان الجهاد فرض عين على المعتنق لذاك الفكر
يقلّب نظره يحاول رؤية من يشاطره الرأي ،
ويدخل في دينه ليكونا طلائع التنوير !

تلك :
المصطلحات التي توضع في غير محلّها ، وما هي الا انعكاسة
تترجم ما يكتنف دواخل ذلك الفرد - اتكلم بشكل عام لا أقصد بذلك الشخصنة -
يحاول التحرش بمن حركت فيهم شهوة الفضول لمعرفة مغزى ومعنى ذلك المنطوق ،
ليبدأ مراجعة ما اختمر في العقل والذي كان ثمرة البحث بالأخذ والرد بما يترافق مع المناظرة
أو الحوار ،

وما :
كان لكل من امتطى صهوة البحث عن التي هي خلف الظواهر أكانت معنوية أو مادية ليصيبها
مشرط التنفنيد والتشريح ، " ويوضع المقصل على المفصل " ، ليكون النطق بالحكم عن مدى فاعليتها
في هذا الوضع من الوقت في ظرفه الزماني !

إلا :
أن تكون تكون لديه مرجعية معرفية يستند ويقف عليها ، وبغير ذلك يجد أن كل ما في الكون من ذرة
إلى المجرة مجرد فوضى عبثية تعيش على التنافر ، والتشتت ، والتباين !

وهذا :
بعيد عن الحقيقة ! فالخلل هنا في الاستنباط الناقص الذي لا يقف على الحقائق ،
أو لنقل النظريات التي يصعب مشاغبتها بالعنتريات أو الكلام المفرغ الممجوج
البعيد عن الواقعية ، وأقرب ما يقال عنه أنه من بنيات الأوهام !

لكل :
فرد في مجتمع ما ثقافته التي يستقيها إما عن منطوق ،
أو مكتوب ، أو مطبق على أرض الواقع كفعل ممارس ،

ولكون :
العالم والعوالم التي نتنفس معها من ذات الهواء لابد ان يصلنا شرر
ما يأخذوه ويذروه ليكون من ضمن السلوكيات والممارسات، حتى ولو
سلمنا جدلا أنها من غير وعي منا ، وإنما يحركنا ما اختمر في العقل الاواعي !

قد :
يكون الاستقلالية الفكرية والنفسية تطرق باب عقل احدنا ومن ذاك
يسعى جاهدا أن يمحّص ما يتراما ويطفو على سطح الواقع محاولا البحث عن حقيقة ذاته ،
ولكن على المنصف أن يبحث بتجرد من غير أن يسارع في تحقير كل ما تربى عليه ،
ليتمرد ويتنمر عليه من معان وقيم ، ويرى الاشخاص فيما دونه وفكره مجرد امعات تقلد وتناغي
ما يقال لها من غير تفكر ولا تدبر ، لأن منها ما هي من شعائر الدين التي لا يختلف عليها اثنان ،
ولا يتمارى فيها عقلان ،

وعلينا :
أن لا ننظر لذلك المثقف بأنه المعصوم الذي يرى الأشياء بحجمها الطبيعي ،
وأنه لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في قوله وفعله ! وكأنه نبي يوحى إليه !
لكونه متجرد من المؤثرات الجبرية التي تخرج من رحم الكيان الفلسفي الديني !

الفيلسوف :
ما كان ذلك المسمى له معنى ملاصقا لمن تلفّع ، وتسرّبل بمقتضاه المعرفي ،
لكون ذلك الحكيم لايركض خلف الألقاب البراقة ، فالعاقل هو من يعرض بضاعته
تاركا لمن يمر عليها تقييمها وتمحيصها تاركا لهم الخيار والحكم عليها .

ما يهم في هذا الأمر :
لابد على المرء أن يكون مثقفا ثقافة يستمدها ويتكىء بالأخلاق الحميدة ،
وما التدين إلا ذلك الداعم والمحرك والباعث لروح المنافسة ، لا نتحدث في هذا المقام
عن الخامل منهم ممن ينتسبون للالتزام ، لأنهم اهتموا بالمظهر ليكون التزاما صوريا شكليا ،

من هنا علينا معرفة :
أنه لا يوجد هنالك تضاد ، ولا تقاطع في مزاوجة الثقافة والتثقيف ،
وبين أن يتلفع المرء بالاخلاق والقيم النبيلة ،

الثقافة :
تبقى ربيبة توجهات الفرد على
وجهته وتوجهه .

وللأسف الشديد :
نجد ذلك الجمود الفكري عندما يكون الإنسان حبيس ما يؤمن به من غير البحث
عن مساحات أخرى تُعمل عقله ، وتوسع مداركه ، لتكون نظرته شاملة وشاسعة ،
ليحيط بعوالم الأشياء ، وليكون موسوعة علمية وفكرية شديد المحال .


أجد :
في تلكم الكلمة _ المثقف _ في عصرنا الحالي ترادف كلمة " الكهنوت " !
على قياس بعض الذين لا يروق لهم تفرد المختص في صميم اختصاصه !!

مما :
أوقعهم في ذلك الخلط الذي لا يبدأ حتى يبدأ ،
ولا ينتهي حتى يبدأ !!!!

للأسف الشديد :
بتنا اليوم نسمع جعجعة ولا نرى أثرا لذاك المثقف في معناه الحقيقي _ إلا ما رحم ربي _
بل ما نجده هو ذاك الذي يزيد العامة تيهاً ، ويدخلهم في امتحان يختبر فيهم مدى انتمائهم ، وتشبثهم بالمبادئ
التي عاشوا عليها .

لنجد :
ذاك المُثقف يأخذ دور المغرّب للجمهور حين يتجاوز " المكان " ويخرج عن البيئة التي يعيش فيها ،
ليستورد لنا ما لا يتناسب معنا ، ليدخلنا في اضطرب نفسي ، وعقلي ! و يخلق فينا ذاك الشقاق ، و الخلاف !

مع أني :
لا أجد تلك المؤهلات والخصائص المطلوبة في المثقف قد تضافرت فيمن يدعون
بأنهم من جملة المثقفين ! _ في غالبهم - لأن منهم من أغرته " شهوة الشهرة " !
ولكي ينال نصيبا منها دخل من باب " خالف تُعرف " !!

لأني أرى :
الشطحات تتساقط من بعضهم حينما اختاروا أن يكونوا مهاجمين للقيم التي كان الواجب منهم
أن يكونوا داعين للتمسك بها ، والعض عليها بالنواجذ !

وما نراه اليوم :
هو تسور بعض المحسوبين على المثقفين على ما يتقاصرون الولوج فيه ، لكونهم ينفصلون وينقطعون عن تلكم الإمكانيات ،
والمفتقرون لتلكم الأدوات التي تعينهم على الوقوف على قاعدة صلبة ، وأن تكون لهم مرجعية ثابتة لا تتقاطع مع المتفق عليه ديناً
وعرفا ، ناهيك علماً ، ومعرفيا !

كنت :
في زيارة لعدد من أساتذة الجامعات الذين يختصون في الأدب وعلم المنطق ،
وهم من بني جنسنا ، ومن تفخر البلاد بهم ،

دار :
حوار بيننا في شأن ما حدث من جلبة وردات فعل على ضوء تلك الردود
على ذلك الهجوم على كتاب :

أستاذي
و
شيخي
و
صديقي
و
أخي
الذي أسماه " خلاصة المنطق " .

الذي :
ما كان ينبغي أن يكون على ذلك الحال من السجال !!

هنا :
يتبين ضيق الأفق لتقبل الآخر ، ويتبين ذلك التعجل في النقد ، وذاك الشطط والجهل في التعاطي مع النقد !!
حين يأتيك النقد معتلاً ، وليس له دافع غير الشخصنة الخالية من الموضوعية ، و بعيدة عكل البعد عن الحرفية ، والعلمية .

ما نعانيه :
هي تلك " الأنا " حين تتمكن من صاحبها لتجعله يرى نفسه أنه فوق الجميع ،
وأن قوله هو القول الفصل !!

حين :
يتعجل في رده من غير تبين الأمر ، كي لا يحدث في الساحة شقاقا وافتراقا ، و هناك تلكم " التعصبات "
والتكتلات ونصرة " المخطئ " بدل أن تكون المراجعة للحساب والاعتذار على " سبق القلم " والتعجل في الحكم قبل الإطلاع
على حيثيات الأمر ، كي لا تكون لتلك الانجذابات لذاك الانتماء عاملاً يخرجنا عن الصواب .

قلت لذلك الأستاذ :
للأسف الشديد أننا نجد اليوم ذاك الانكفاء على الذات من قبل المفكر والأكاديمي ،
الذي اختار الانزواء وبالمشاهدة كان له اكتفاء !!

و نتاج ذاك :
هو ما نشاهده اليوم من اعتلاء " الأغمار " لتلك الهامة والقمة ليكون منهم " العطاء" ،
الذي يرسم في مخيلة العامة تلك الخطوط العريضة لمعنى الحياة ،لنرى ذاك الخبال وتلكم السقطات الفاضحة
التي تنهش في عضد العقيدة وتؤثر في معارف الناس !

حين :
يسكبون في قلوبهم وعقولهم تلكم المعلومات القاصرة التي يرفضها
العلم والمنطق ، والتي تُعبر عن ضحالة ما تشربوه من معلومات !

فقال :
ماذا نفعل إذا لم يريدوا سماعا غير أنفسهم ؟! فقد بادرهم بالنصح ، وبين لهم مواطئ الخطأ
فلان وفلان ، ولكن بدون جدوى ، تشجع على التكرار ومعاودة البيان !

قلت له :
عندما تتحدثون فإنكم تتجاوزونهم حين توجهون البيان لهم إذ عيونكم - في ذات الوقت -
على العامة تبينون الجانب الآخر ، ليكون منهم الخيار و القرار ،

فمن جملة ما نعانيه اليوم هو :
تمادي أولئك " المعظمين لأنفسهم " ، والذين تطرقوا وخاضوا في بحور لا يستطيعونها ولا يحسنون السباحة فيها
و لا الغوص في بطونها لقصر وشح الأدوات التي تعينهم على ذلك ، لتكون منهم تلكم الشطحات والسقطات
، والشبهات التي تدحضها الحقيقة الشماء .

أنا لا أقصد :
بدعوتي هذه الحشد والتهييج للمواجة التي وقودها " العصبية ، والردات العاطفية " ،
و " تكميم وإقصاء " من يبايننا التوجهات والفكر ، لنصرة ما لدينا من مبادئ " بقدر "
ما أريد بذاك توضيح المسائل ، ووضع النقاط على الحروف ، ليكون الحوار حواراً علمياً ومنهجياً ،
لا أن يكون الحوار مبنيا على عواطف ، وردات فعل وعصارة ما تشربه الفريقان ، وكأنه وراثة من غير
تمحيص ولا تمريض !

ما أتعجب منه :
هو ذاك الحاجز الذي ضربه الفريقان على بعضهما !!

أتساءل دوماً :
لماذا لا تُعقد اللقاءات بين المثقفين ليكون بذلك تبادل الأفكار وبلورة الرؤى _ مع تباين التوجهات _
ليكون التكاتف والتعاون لرسم خارطة الطريق لأفراد المجتمع ، ليكون بذلك التنوير والإرشاد الذي يزرع المحبة واللحمة
بين مكوناته " بصرف النظر " عن توجهاته واعتقاداته ، فالمكان يتسع للجميع لا أن نمارس " الإقصائية والتحقير ، والتقزيم " ،
ونقضي على حقيقة وجود ذاك الذي يخالفنا ما نؤمن به ونعتنقه .

" المجتمع يحتاج للتعددية ، ليكون المسير إلى المصير " .

فقط :
" نحتاج لذاك الإقرار و الاعتراف بحجم وقدرة الواحد منا ومعرفة الحدود التي يجب الوقوف عندها ،
الذي عندها يكون مبلغ علمنا ومعارفنا لنتوقف على أعتابها ، لا أن نُقحم أنفسنا في متاهات
لا نُحسن الخروج منها " .


مُهاجر 11-02-2022 12:51 PM

رد: مُدعي الثقافة
 
قال لي أحدهم بعد أن كتبت مقالي السابق :
كيف لكم أن تبدو لسان حرفكم ؟! وتخوضوا غمار الأدب والثقافة برصيد جهلكم !!
وأنتم عن العلم مبتور سندكم !!!

أما كان الصمت أولى لكم ؟!
به تصان كرامتكم ، ويسلم به حالكم !

قلت :
أعترف بأن البادرة مني خرجت من روع المشاهد ، من عقيم المعطيات ،
وتلك النتائج المعلقة في مشاجب الهوان !!

ما :
اقتحمنا ميدان العلم والثقافة والأدب قاصدين بذاك التعامي عن معرفتنا بحقيقة أنفسنا ،
وبأن العلم الذي عندنا لا يجاوز آلاف الأصفار التي عن يسار الواحد من الحساب !!

ولكن :
هي انتفاضة في وجه ذاك الخبال الذي صار ديدن البعض ممن امتهنوا حرفة الإغراق والإستغراق في ذاك
" التزييف والمجاهرة " بطعن كرامة التراث و الرموز ، الذين أفنوا حياتهم ليقدمو لنا علما صافياً من أكدار الشبهة
على طبق من ذهب !!

ولكن للأسف :
كانت البادرة منا عندما توارى أرباب الحكم ، وأرباب العلم ، والثقافة ، والمعرفة بحجاب النأي بالنفس ،
والتواضع الذي أخفق البعض منهم عن معرفة " مكانه وزمانه " ليخلطوا بذاك الأمور ، فيكونوا مذبذبين بين بين متباينين ، ما بين إقدام وإحجام ،
فأدخل البعض أدوات القياس والاجتهاد فيما يُقدم عليه في قادم الأيام ، فكان الترجيح أن يسكن في بيت الانتظار ، يفترش الرجاء والأمل ،
وينام على حصير التسويف ، ويطارد أحلام اليقظة التي يصعقُها الواقع المُعاش !!

بُحّ صوتنا :
ونحن نحاول تحريك الساكن منهم !! وقد بينا لهم بأنا لا نريد منهم جر ألسنتهم وأقلامهم من أغمادها ليبيدوا الآخر !
وإنما عمدنا لذاك من أجل خلق التوازن ، ولنخلق ذاك الواقع المتدافع الذي به نقف على خطوة واحدة والتي بها " يُراجع الحساب " ،
ونخرج بها من غُرف " التوجس والخوف " التي نتهامس فيها ، وتعترينا في أثنائها تلكم الرعشة المتمخضة عن ذاك الخوف من
المستقبل الذي يُجلّي " ماهيته " قادم الأيام .

من هنا :
لا زلنا نُعوّل على أولئك المخلصين أن ينبرو ليحملوا راية العلم ، والثقافة ،
والمعرفة ليوصلوا الناس بذاك إلى معين الحقيقة ، وليبينوا لهم الحق ومعالم طريقه .



قالت :
أرى أن الحديث طويل والحقيقة في هذا الوضع أن الحقيقة نفسها ذات غور عميق , وسحيق بدون مُبالغه
من وجهة نظري ببساطه جدا , المثقّف هو الشخص الذي يوجد ثُقب في فكره , العقل والقلب معا
يتسرّب عبر هذا الثقب نظريات وحقائق , والحقائق متجدّده بشكل عام , فيقبلها الفرد بناءا على زمان المرء وقناعاته و وعيه وتأثيرها بشكل ما
فهو منفتح على الآخر فيأخذ أو يردّ وفقا لمعطيات ثابتة ومطلوبه , أو متغيره وممنوعه والعكس أصحّ
أما الشخص الذي لا يوجد ثقب لديه فهو شخص يعتبر نفسه تثقّف واكتفى , وثقافته قديمه ولا تصلح لزمن سواء وقته الذي مضى وانقضى
هذا تثقّف ويعتبر أنه الوقت الحالي وقت توزيع ثقافته البالية التي لا تسمن ولا تغني , الله الغني عنها .




قلت :
عن ذلك الحديث :
عن ذلك الموضوع يحتاج لنفس طويل ، ومحاصرة الشارد من الأفكار
المتشابكة ، المتدافعة ، المتدفقة ،

كيف لا :
وهي القضية المفصلية التي بها تقوم أمة ، وفي ذات الوقت توأد أمة ،
وإن كنت لا أعول على المثقف في هذا الزمان _ لا أعمم _ ، لكون البعض منهم
يعيش في عالمه الخيالي ، ليكتب عن حال الأمة من برجه العآجي !

للأسف :
ما يقع فيه الكثير اليوم ممن يُنسبون وينتسبون " للثقافة " أنهم يلهثون
خلف " الظهور " ، و" الشهرة "، ولا يهمهم " الكيف " ! لأن همهم هو الوصول للاضواء ،
حتى وإن استدعى الأمر منهم التنازل عن القناعات ، والمبادئ !

متجاهلين :
أو لنقل متلفعين بالجهل عن حجم المسؤولية الملقاة على كاهلهم ،
حتى تجاوزوا بذلك الحدود والخطوط الحمراء !.

وليتهم :
كما قلتم أختي الكريمة يكون الواحد منهم منفتح على الآخر ، بحيث
يتبادل الحديث ، وابداء الرأي في كل أمر قد يقع ،

لا :
أن يحتكر الحقيقة لنفسه ، ليكسر أقلام مخالفيه ، ويكمم أفواه
مباينيه !.

الحقيقة :
أن الحياة تحتاج للتدافع ، ومن ذاك ذلك التلاقح الذي تأتي به الأفكار
من عقولٍ متعددة المشارب والأفكار .

أعجبني :
ذلك التشبيه لذاك المثقف حين قلتم :
" المثقّف هو الشخص الذي يوجد ثُقب في فكره , العقل والقلب معا
يتسرّب عبر هذا الثقب نظريات وحقائق , والحقائق متجدّده بشكل عام , فيقبلها الفرد بناءا ع
لى زمان المرء وقناعاته و وعيه وتأثيرها بشكل ما فهو منفتح على الآخر فيأخذ أو يردّ وفقا لمعطيات
ثابتة ومطلوبه , أو متغيره وممنوعه " .

لكوننا :
في حاجة لذاك المثقف الذي يحتوي النظريات ، والحقائق ونحوها ، ولكن _ في نظري _ لابد أن تخضع للتمحيص ،
كي نُخرج الشائب منها مما قد يتقاطع مع ديننا ، وهويتنا ، وتقاليدنا الصافية ،
" من غير تجاوز الخطوط المرسومة على دفتر الهوية " .

أما عن :
ذاك الشخص الجامد الذي اكتفى بما لديه من مادة معرفية ، فأغلق بعد ذلك عقله ،
لينكفئ على ذاته ، بعدما توهم أنه قد بلغ منزلة " الاكتفاء " ، وأنه صار من الذين
لا يُشق لهم غبار ، وأن ما بلغه من علم ومعرفة لن يأتي بعده جديد قد يغير ما لديه
فيُعيد !

فهو :
في عداد الأغمار الذين تلفظهم " الثقافة " كونها لا تعترف بالجمود والتكلس ،
ولكون الثقافة والمعرفة ليس لهما أمد ، ولا ساحل ،

بحيث :
" يسير ويبحر المثقف في بحارها ، حتى ينقضي أجله
وهو لا يزال في بداية سعيه " .

مُهاجر 11-02-2022 12:54 PM

رد: مُدعي الثقافة
 
قال:
الاماني وحدها هي التي تبقى حبيسه المنطق واما ما دونها فهي سراب كالاحلام والكوابيس سريعا تاتي وسريعا تذهب لكنها تاتي في كل الاحوال لهذا لا يجد المرء شيئا ما ليحتفظ به امام الحقيقة التي يراها فهي محببه الى معتقدها ومبغوضة من اتجاه الظانيين وليس امام الجميع سوى التثقف في احوال يرونها مناسبه كلا على هواه وامزجته ، هي معقدات لن تروغ عنها ولن تتبخرفهي راسيه كما لو انها جبلا على ارض واسعة ولانها رست في عقول مختلفه فستبقى هكذا لا تبدل ولا تتبدل بزوبعات من هناك وهناك فانت معتقد في غيرك بانه على غير صواب كما انه يعتقد فيك قلة الصواب لا نقول ظنا لانها ظن بل هي اعتقاد كما يعتقد الجميع انهم الجميع الا انهم يعتقدون في احيانا كثيرا انهم غير معنين بما يلقوه ويتلقوه ما لم يلامس الوان اقلامهم ولغة السنتهم ، واذا كان مبدا الحوار سيدا للمتحاورين فالتحاور ذاته سيكون خاضعا لمن من الجهات وايا منها انها ستبدا في سن سنن وتشريعات المحاوره ولان واحدا فقط سيبدا في هذا البدء فان الجميع لن يرضى الا بما يقنعه هو لا ما يقتنع به الاخرين وهنا لابد من وجود الطرف الثالث الذي لا يبغي عنها ولا يغوى ، ولاختصار كل شيئ فانا اكتب ما يحلو لي وانت تكتب ما يحلو لك وهذا كله على نحو ما افهم وتفهم وهي هذي الافكارذاتها فلولاها ما كتبت كتاباتك بالوان عدة ولولاها ايضا ما كتبت كتاباتي بلون ازرق .



قلت :
الأماني :
لعل في الأماني رئة يتنفس الواحد منا الأمل على أن يصل به للمأمول من البحث
في مظان القنوات التي توصل لتلكم الحقيقة ،

ولا :
يختص بذلك إلا ذاك الجاد الباذل الجهد ، المتلفع بالهمة ،
صادق العزم على ادراك تلكم الحقيقة ،

أما :
من يخوض غمار الثقافة من أجل الشهرة ، وحجز مقعده مع
مقاعد المعروفين ، فسرعان ما يقف على أول قنطرة من
قنطرات التمحيص التي منها انكشاف حقيقة أمر ذلك
الساعي لتلكم المواطن .

ولابد :
للساعي أن يتجرد عن تلكم الأحكام المسبقة ، كي لا تكون
قيودا تُقيد اعترافه بالخطأ ، وبأن ما قابله هي الحقيقة المحضة
التي لا تقبل المراء والجدل ، بعدما سطعت شمس الحقيقة
فاستقرت في كبد السماء في عزّ الظهيرة .

لا أن :
يكون حبيس المكابرة ، ومنساقا لما يمليه له داع
الهوى من حظوظ النفس الحقيرة .

بذلك :
تنجلي تلك المناكفات ، وتُصبح الساحة حاضنة لكل
الأطياف ، بعدما علم كل واحد منها طريقه ،
ومساراته الدقيقة .

ذاك اليقين :
بتلكم القناعة _ التي ابديتها _ أن الواحد منا يمتلك الحقيقة ،
وأن الآخر فاقدا لها ،

هي :
من أشعلت فتيل الحرب ، وحفرت حفرة البين ،
ووأدت كل محاولات التقرب والقرب ، ونحرت
رقبة الود !

وما :
نشاهده اليوم من تناحر ، ومن التشنيع بالآخر ، أحد نتائج
ذلك الفكر " الاقصائي " الفج !

وليتنا :
تعلمنا من تلكم الكوكبة من العلماء الأوائل من أولي الفضل ،
حين يخوضون غمار العلم ، متسلحين بالتجرد البحت ،
وهم في لجج البحث في المسائل ، سفينتهم الاجتهاد
والرصد ،

وفي :
ختام مجهودهم وبحثهم يختمونه بقولهم :
" رأيي صَوابٌ يَحتَمِلُ الخَطأ، و رأيُ غَيري خَطأ
يَحتَمِلُ الصَّوابَ " .

في :
ختام تعقيبك أخي الكريم ذكرت ذلك " المُسلّم " به أن لكل واحد منا
أفكاره وعالمه الذي يعيشه ، باختلافاته ، وتبايناته .

وأختم بقولي :
أننا في هذه الحياة نعيش لنتعلم ، ونتسلح بالمعرفة ، بحيث
نبتعد عن الانكفاء الذي يوصلنا للاختناق في ظل افكارٍ نظنها
أنها الحقيقة المطلقة ، بينما الحقيقة بخلاف ذلك !

وما :
منعنا عن الوصول للحقيقة غير طرق أبوابها بأصابع السؤال
عنها للوصول إليها .



سألتم :
وهل من السهل ادعاء الثقافة..؟

جوابه :
غالبا الكثير ممن يدعي الثقافة لا يُصرّح بلسان المقال ، بل يكون بلسان الحال ،
حين يستفيض انتفاخا ! بصولاته وجولاته بتحقير هذا ، وتسفيه فكر ذاك ،

مبيّنا :
أنه فارس الميدان ، وبأنه لا يُشق له غبار !
وهذا ما ابتلت به الأمة في حقيقة الحال !

سألتم :
وان حصل فعلا..ما الهدف منه..؟

جوابه :
الهدف بالطبع من ذلك الادعاء لفت الانتباه ، كي يسحب البساط من أحدهم ،
لتكون له الحظوة ، والحظ الأوفر من الاستهلاك الاعلامي!

سألتم :
اليس هو افضل ولو بقليل من عدم المعرفة بـ اي شئ..؟

جوابه :
الحديث هنا عن أولئك المتشدقون الذين يحشرون انوفهم
في مجالات لا يُحسنون التعاطي معها ،

فالمسألة :
ليست مسألة التثقف ، لكون التثقف هو استنارة الطريق ، وفتح
مغاليق ، واقتحام مجاهل ، ليسطع بذلك عقل الواحد منا بنور العلم
والمعرفة ، وهذا الذي دعانا إليه ديننا الحنيف ، بأن يكون المسلم
ضاربا في الأرض يسعى لجني الفائدة بالتأمل ، والتدبر ، واعمال
العقل .

قلتم :
ثم اذا كان الشخص سيقابل بوابل من الاتهامات بـ انه مدعي
للثقافة ..اليست هذه الخطوة بحد ذاتها ستجعل الشخص
يحتفظ بـ معلوماته لنفسه ولا يقترب من المثقفون الذين
يعتبرون انفسهم مثقفون حقيقيون..؟
الن يولد هذا قمع للتفكير والبحث..؟

جوابه :
اعجبنتني هذه المقولة كثيرا ، وهي تبين الكثير :
" لا خير في علم يُقصد به مجاراة العلماء ، ومماراة السفهاء " .

ما نحتاجة :
هو تهذيب النفس ، وترويضها على التواضع ، وعدم الانصياع
لداع الغرور والعجب ، لكونهما ينزعان من صاحبهما التوفيق ،
ويحرمانه الغرف من بحر العلم المزيد ،

لم أقصد :
فيما ذكرته _ كما اسلفت ذكره _ تكسير الأقلام ، وتكميم
الأفواه ، وانما عنيت هو الوقوف مع المخالف لنا بالرأي وقفة احترام ، من غير
تحجيم لشخصه ، وتسفيه لما قدح برأسه ، إذا ما كان الموضوع يسع
ويتسع لبسط الرأي .

من هنا :
على الواحد منا سلك طريق المعرفة متسلحين بالتواضع ، وحريصين
على أن ننهل من المعين الصافي الذي لا تُكدره شُبه ، وأن نجعل الازدياد
نأخذه من أصحاب الفنون المتخصصون بذلك الفن ، لا أن نُعمل أفكارنا ،
ونفسر ونُحلل الأمور ونحن لا نملك تلك المادة العلمية المعرفية التي تؤهلنا لخوض
غمار تلكم العلوم .


ملحوظة :
هذا الموضوع سبق نشره ، وفيه نقاش طويل ،
في أحد المنتديات ، فأحببت مشاركتكم اياه .



مُهاجر


النقاء 11-02-2022 01:02 PM

رد: مُدعي الثقافة
 
جميل كجمال وجودك كاتبنا المتألق مهاجر

تم الختم ويرفع للتنبيهات
ويمنح لك المكافأة تستاهل اكثر واكثر


وعودة تليق بسموك

بُشْرَى 11-02-2022 03:19 PM

رد: مُدعي الثقافة
 
.
.

رائع في عمق العمق
لي عودة لهالة الإبهار هذه
دمت بود

عطاف المالكي 11-02-2022 06:34 PM

رد: مُدعي الثقافة
 
مقال جميل جداً ومفصّل بدقة فائقة
صيغ بلغة عميقة و سلسة
ومفردات رائعة
المهم أذكر أني كتبت مقال سابقاً في
إحدى الصحف الألكترونية وهو قريب
بالمجمل من مقالك وفيه تحدثت عن مثقفي هذا العصر
وكان بعنوان
سماد القيم
وقلت
لنأخذ راحة من الوقت للترويح عن النفس ونمضي مع القيم ولانطيل
فخير الكلام ماقل ودل ؟!!
ولنغض الطرف عن مناقشة بعض القضايا التي بلا مضمون ولا جوهر
المتداولة بين المتفيقهين .. ديدنهم الإستعراض فقط وإصدار كتب ملونة لاقيمة لها
ولذلك نجد مواضيعهم الزائدة عن الحاجة تتكاثر كزبد البحر !!
وحتى لاندخل في منعطفات المعترضين منهم
ونُتّهم بالمثل العامي (ماعندك ماعند جدتي )
فنحن العرب (نقول مالا نفعل ونفعل مالا نقول )
جملة اعتراضية
تذكرتها وأعتذر لسياقها هنا
(مدحرجو الكلمة هم كائنات متناحرة يتقاتلون في
سبيل إلغاء بعضهم فهم يتعاونون على الإثم والعدوان أو
أكتب لأنقد الآخرين وأدخل في نواياهم !!
ومضة فكرية
يبدو أن الترف الفكري عند المثقف الغربي
يختلف عن الترف الفكري عند المثقف العربي !
فالأول يحاول أن يستفيد ويحسن الإستفادة فنراه
ينتقل من البنى الفوقية إلى موظف لدى الجماهير
الواسعة بينما الثاني كلما فقه معلومة
ارتفع بها وتظهر جليّة بفرد عضلاته على البنية الجماهيرية ليتسلق بها إلى اللامحدود!
والخاسر الوحيد القارئ في خضم أحداث الشارع العربي
الذي أحوج مايكون قريباً لمناقشة مشاكله من الغوص في مسائل تافهة
وسفسطائية عقيمة الهدف منها الجدال والعناد.!!
والاقتناع برأي الآخر(غصباً) بصرف النظر عن صحته !
نعود للقيم
ونملأ دلاة منها ونروي بها مزرعة الحضارة ولنرى النتيجة !؟
هل ستكون فتاكة ! وتزيد من نمائها !وتوسع مساحتها!
إذا اعتبرناها جزءً لايتجزأ منها !
وهل الحضارة تستقيم من غير قيم أم العكس صحيح
حقيقة القيم تصنع الحضارة وتخترعها إن لم تكن موجودة على الأرض
أما الحضارة مهما بلغت من رقي و بريق لابد
وأن تنهار وتزول لإنها هشة عارية دون قيم.. !
فكن عزيزي القارئ صاحب قيم حتى لو كنت بسيطاً وجاهلاً بلا ثقافة
رأي لايضر أحداً
أسلوب حوارك معي للإقتناع والإقناع
هو سلامة قلبك من الحقد والكراهية والضغينة وتصيد الأخطاء
فمن كان حاقداً لن يتمكّن بأي حال إقامة حوار ناجح
مع الطرف الآخر والتوصّل إلى نتيجة.
استخدام الألفاظ المهذبة واللغة الرقيقة اللطيفة بعيداً
عن الشتائم، فالكلمة الجارحة تهدم الحوار.
فالمحاور سليط اللسان المتوتّر والمتشنّج يُوحي بضعف رأيه ثمّ سيهزم في الحوار
حتّى وإن كان الحقّ إلى جانبه.!!
حكمة منقولة عن أمي وأمي نقلتها عن منقول :)
أترك فى كل طريق تمر به حديثا لطيفاً ...ابتسامةً بيضاء... أثراً جميلاً:

إلهام 11-02-2022 08:21 PM

رد: مُدعي الثقافة
 

لا توجد حقيقة مطلقة، وكل ما يُظن أنه مطلق لا يمكن أن يُقال
صعب جدًا تعريف المثقف، ذلك أن الثقافة ليست بالرأس والعقل فقط
إنما فكر وسلوك ناتج عن هذا الفكر

ثري جدًا ما كتبته، رعاك الله وأرضاك

ندى الحروف 11-04-2022 01:25 AM

رد: مُدعي الثقافة
 
ليسَ الأمرُ بالثقافة مطلقًا
فقدْ نجدُ عاملاً بسيطًا تفوقُ أخلاقَه المثقفين
واساتذة الجامعات والاطباء حتّى
فعن عليٍّ بن ابي طالب كرم الله وجهه قال :
كم من كبيرٍ عقله فارغ، وكم من صغيرٍ عقله بارع
ليستْ المسألةُ مجردَ شهادةٍ يمنحونها
فكمُ الشهاداتِ لا خيرَ فيه مع عديمي المبادئ والاخلاق
وهل كانَ نبيُنا الاكرم عليه الصلاة والسلام الا راعيَ غنما
وهل كان سيدُنا نوحٍ عليه السلام الا نجارًا
وهل كانَ سيدُنا ابراهيم عليه السلام الا تاجرَ اقمشةً
ولو كانت المسألةُ مجردَ قلمٍ
لما كان ثمن القلمِ ارخصَ من شراءِ عطرٍ باريسي
وكما تفضلتم أصبحَ همّ مدعيّ الثقافة تمجيد الأنا
وهذا ما رأيته طوال دراستي الجامعيّة
نقاشٌ ذو اهمية
جعلتنا نسبرُ أغوارَه..
دام الفكرُ نيّرًا


الساعة الآن 03:50 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47