منتديات مدائن البوح - أواه إبراهيم

أواه إبراهيم

رثاء في فقيدنا الغالي إبراهيم حمود مهدي رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

ربَّـــــــاهُ لا منْـــــــجا سِـــــــــواكَ ومرْجِـــــــعا
إلاَّ إليـــــــــكَ إذا المُفَــــــــرِّقُ قـــد دعـــا

ربَّـــــــــاهُ إنَّــــــــــا مُؤْمِنــــــــــــونَ وإنْ أتــــــــى
خَطْـــبٌ شديـــــــدٌ أو تَبَــــادَرَ مُسْـــرِعا

سُبْحـــــانَكَ اللهمَّ يا مَــــنْ في العُــــلا
تقْضـــــي بِأمْـــــرِكَ والخَــــــلائِقُ طُيِّـــــــعا

فالمَــوْتُ مَحْتــــــــومٌ علـــــى آجـــــــــالِنا
خُتِمَـــتْ بِــــــهِ أعمـــــــارُنا يا مَنْ وعـــى

خبَــــــــرٌ أليـــــــــمٌ لامَسَـــــــتْ أصْــــــــداؤهُ
أطْــــــرافَ ســــمْعي إذْ يَهُـــــزُّ الأضْلُـــعا

يا ليـــتَ سمْــــعي لـــم يُحِــــطْ بِمَفـــادِهِ
فاضَ ارتِبـــاكي مِنْـــــــهُ ســــــاعَةَ إذْ نَعـى

والـــرُّوحُ ضاقَــــــتْ فجْــــــــــأةً بِرِحـــــــابِها
والقَلْــــــبُ أمْســــى خـــــــافِقاً مُتَــــــــرَوِّعا

والعيـــــــنُ تجْـــــــري بِالأســـــى أنْهـــارُها
أمْسَــــتْ لِأودِيَـــــــــةِ المَدامِــــعِ مَنْبَــــــعا

يا هــــــــادِمَ اللَّـــــــــذاتِ مَهْـــــــلاً إنَّ لـــي
خِـــــــلاًّ بِــــــهِ قلبـــــــــي يعيــــــــشُ مُوَلَّعــــــــا

فاضَــتْ على كَـــــفِّ المَنــــايا رُوحُــــــهُ
زاهـــــي المُحَيَّــــــــــــا باسِــــــــماً مُتَطَلِّــــعا

هـــذا أخـــــي يا مَــــوْتُ بـــلْ هـــذا أبي
قــــــدْ سَــــلَّمَ الأنْفـــاسَ فيـــــنا مُوَدِّعـــــا

فارْفِــــقْ بِــــهِ رِفْـــــقَ الكَريــــــمِ فمَوْتُــــــهُ
مَــــــــلأَ الحَنـــــــــايا كُرْبَـــــــــــــةً وتَوَجُّـــــــعا

مـــــاتَ الحَبيـــــبُ فراعَـــــنا بِرَحيــــــــلِهِ
حُــــــزْنٌ شديــــــــدُ والثَّبـــــاتُ تزْعْـــــزَعا

مـــــاتَ النَّبيــلُ ولم يكُــــــنْ بِرَجائِــــــــنا
غيرَ الشِّـفاءِ . وكُـلُّ قلْــبٍ قد دَعـــا

أنْ يسْتَجيــــبَ اللهُ فيْـــــــضَ رَجائِــــــــنا
وبِفَرْحَــــــــةٍ في عيـــــــــدِنا أنْ نُجْمَـــــــعا

لكِـــــــــنَّ أمْـــــــــرَ اللهِ شـــــيءٌ نافِــــــــــــدٌ
بِرِقـــــــابِنا مهْـــــــــما أتــــــــــــانا موجِــــــــعا

ولقَـــــدْ رَضيـــــــنا بِالقَضَـــــــــاءِ وقولُــــــنا
قــــولٌ يســــودُ الحامِديــــــنَ الخُشَّــــعا

إنٍّــــــــا إلــى رَبِّ العِبـــــــــــــــادِ لراجِعـــــــــو
نَ .. وفِعْلُــنا يُثْـــري النُّفــوسَ القُنَّـــعا

يا عيــــدُ عُـذْراً إن أتيتَ وقـدْ غـدَتْ
أحْـــداقُنا ثكْـــــلى تَفيــــــضُ الأدْمُعـــــــا

أَوَّاهُ إبراهيــــــــمُ يـــــا بــــــــــدْرَ الدُّجــــــــى
يا ســـامياً تُثْــــــــري النُّجـــــــومَ اللُّمَّــــــعا

أَوَّاهُ إبراهيــــــمُ يـــــــا طيـــْـــــفَ السَّــــــــنا
وأبــــا الجميــعِ علــى القلـــوبِ تَـــربَّعا

أَوَّاهُ إبراهيــــــمُ كــــم عيـــــــني بكَـــــــتْ !
ومســـائيَ المَكْلــــومُ أمْســــى مُفْزِعــــــا

يا بِنْ ( حمودُ ) . الجودُ فيكم بِذْرَةٌ
أضحَتْ جميــلاً في الجُـــــذورِ ترَعْرَعا

ومناقِـــــــــباً مطَــــــــــرُ الشَّـــــمائِـلِ غيْثُــــــــها
كـــــمْ كانَ لِلأرواحِ ودْقـــــــــاً نافِــــــــــعا !

وتفَـــــرَّعَتْ خضْـــــــراءَ زاهِيَــــــــةَ المَــدى
إذ أزْهَـــــرَتْ عِطْـــــــراً يفــــــــــوحُ تضَـــوُّعا

كُنْتُـــــمْ رفيـــــــقَ الصَّبْـــــرِ والإيـــــمانِ يا
مثَلاً مــــــــدى الأزْمـــــــانِ يبْـــقى رائِعـــــا

كنتــــمْ دليــلَ الرِّفْــــــقِ والإحســــانِ يا
نَجْمَ العطــــــاءِ على الدَّنايــــــا ساطِــعا

تبـــدو مـــع الأحبــــــــابِ دومــــــاً باسِماً
ومــــع الجميــــــعِ بشاشَـــــــةً وتواضُــــــعا

يا بن ( حمودُ ) الصَّفْوُ يا روحَ الوَفا
وأخا الصِّـــلاتِ إلى الأقـــاربِ جامِعا

يا مــن بكَتْـــــكَ الخافِقــــــاتُ بِحُـــــرْقَةٍ
ولكُم دعَــــتْ كـــلُّ النُّــــفوسِ تضَـــرُّعا

نبْكيـــــكَ جمْــــــعاً يـــا حبيــــــبُ وكُلُّـــــنا
قلـــبٌ لِحُبِّــــــكَ قد غـــــــــدا مستودعا

نبكيـــــــكَ أرْمَـــــــــلةً وشيْـــــــخاً طاعِــــــناً
وشبيــــــــبَةً وصِــــــــــــــغارَ سِـــــنٍّ رُضَّـــــــــعا

أبنــــــــاؤكَ الأفْـــــــــــذاذُ نـــــــــــــورٌ بعــدَكم
قد شيَّـــــــدوا بِشِغافِهم لكَ موضِـــــعا

طَيِّــــــبْ ثَــــــــــــراهُ إلهَـــــــنا واجْعَـــــــلْ لَهُ
قبْــــــــــــراً يفيـــــــــضُ تَنَــــــــــوُّراً وتوَسُّــــــــعا

يا ربُّ وامْنَـــــــحْهُ بِأسبـــــــــــابِ الرِّضا
فِرْدَوسَكَ الأعْلـــى تُخَــلِّدُ مَن سعى

***

الغيث

*