المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة تاريخية ... بندر جازان 6


الغيث
07-01-2022, 05:23 PM
في سنة 945ه / 1538م بدأ الوجود العثماني في الجزيرة العربية بعد أن استولت تركيا على مصر في عهد السلطان سليم الأول سنة 924ه ، وفي عام 929ه / 1522م أمر السلطان العثماني ( جوبان مصطفى باشا ) واليه في مصر بإنشاء ٍأسطول بحري في البحر الأحمر ، وتشكيل حملة عسكرية بحرية لمحاربة البرتغاليين ، وإرغامهم على إعادة الطريق التجاري إلى مصر ، وحين وصول تلك الحملة إلى عدن في السابع من ربيع الأول سنة 945 / 3 أغسطس 1538م قام قائدها سليمان باشا الخادم بالاستيلاء عليها ، مستغلا ترحيب واليها عامر بن داود به ، وإبداء استعداده لتزويد الأسطول بما يلزمه من مؤن ، وربما كان ترحيب السلطان عامر بالحملة معطوفا على طلبه من سليمان باشا مساعدته ضد الإمام الزيدي شرف الدين يحيى ، ورغم أن شعار الحملة كان مجابهة البرتغاليين في السواحل الهندية إلا أن هناك هدفا آخر غير معلن هو الاستيلاء على موانئ اليمن وتهامة ، هنا قام سليمان باشا بإنزال مجموعة من عساكره في ساحل عدن موعزا لهم بالاستيلاء عليه ، ثم استدرج أميرها ( عامر ) إلى إحدى سفن الأسطول ، واحتفى به وأكرمه ، وحين تأكد من تنفيذ أصحابه للمهمة أمر بشنق الأمير عامر ومن معه على أحد صواري السفينة ، وتركهم ثلاثة أيام معلقين على الصاري ، ثم عين على إدارتها أحد ضباطه المسمى ( بهرام ) وأبحر بأسطوله إلى الهند ؛ لتنفيذ مهمته الثانية فوصلها في 4سبتمر 1538م ، غير أنه فشل في تلك المهمة لأسباب لا مجال لذكرها هنا ، فكَرَّ عائدا إلى عدن في نفس السنة ، هنا أرسل له سلطان ( الشِّحْر ) بطلب انضمامه إلى السلطة العثمانية ، وبذلك دخلت بلاد الشحر في طاعة العثمانيين ، ثم توجه سليمان باشا نحو ميناء ( المُخا ) وطلب من ( الناخوذة أحمد ) أمير زبيد الدخول في طاعة العثمانيين فلم يستجب له ، فأبحر نحو ميناء ( الصليف ) ، وهناك أنزل قسما من جيشه وسلم قيادتهم لأحد ضباطه المدعو ( سنان باشا ) وأمره بالاستيلاء على زبيد ، فالتقاه الناخوذة أحمد ووقع القتال بين الطرفين وانهزم الناخوذة ، وقام القائد سنان بإعدامه والاستيلاء على زبيد ، وقام الباشا بتعيين مصطفى غزة ( النشَّار ) واليا على زبيد والمناطق التهامية بعد أن أخضع الموانئ اليمنية لطاعته ، وفي طريق عودته لمصر مر على مينائي جيزان وجدة فأخضعهما للسيادة العثمانية ، مواصلا إبحاره إلى مصر .

الغيث
حصري
>::>::>::
..............................................
العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1 ، ط2 ، ص 291 ؛ سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 160 .
السطان سليم الأول خوجة مصطفى باشا ، ولد سنة 872ه / 1470م ، وصل إلى عرش السلطنة بعد انقلاب قام به على والده ( بايزيد الثاني ) ، تحولت الفتوحات العثمانية في عهده من الغرب الأوروبي إلى الشرق العربي ، دخل في معارك طاحنة مع طومان باي ( المماليك ) واستولى على مصر سنة 923ه / 1517م ، وقيل في سنة 924ه / 1518م ، توفي السلطان سليم الأول في التاسع من شوال سنة 929ه / 22 سبتمبر 1520م . موقع ( المعرفة نت ) .
محمود شاكر ، التاريخ الإسلامي : 8 العهد العثماني ، ص 323 .
العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1، ط2 ، ص 291 ؛ سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 160 ؛ محمود شاكر ، التاريخ الإسلامي : 8 العهد العثماني ، ص 323 ؛ أحمد حسين شرف الدين ، اليمن عبر التاريخ ، ص 260 ؛ النهرواني ، البرق اليماني ، ص 80 ؛ يحيى بن الحسين ، غاية الأماني ، ص 684 .
سليمان باشا الخادم : قائد الحملة العثمانية التي أمر بها السلطان سليم الأول لمحاربة البرتغاليين وإرغامهم على إعادة طريق التجارة الذي يمر عبر البحر الأحمر ، وقد وصلت هذه الحملة إلى مدينة عدن ــــــ في طريقها إلى سواحل الهند ــــــ سنة 945ه / 1538م . موقع ( المعرفة نت ) .
عامر بن داود الطاهري : والي عدن ممن تبقى من الطاهريين بعد سقوط دولتهم على أيدي الجراكسة والمتحالفين معهم ، حيث قام من تبقى من الطاهريين بتنصيب عامر بن داود الطاهري واستقروا في عدن . انظر العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1 ، ص 259 ، 281 ؛ محمد عبدالعال ، بنو رسول وبنو طاهر ، ص 526 ـــــــ 541 مع اختلاف في بعض الروايات ؛ الدبيع ، الفضل المزيد ، ص 288 ؛ قرة العيون ، ص 466 ؛ العرشي ، بلوغ المرام ، ص 54 ـــــــ 58 ؛ يحيى بن الحسين ، غاية الأماني ، ج2 ، ص 650 ، 651 ؛ أحمد حسين شرف الدين ، اليمن عبر التاريخ ، ص 238 ، لكنه ذكر أن السلطان الطاهري عامر بن داود استطاع الفرار من الجراكسة حين التقوه ، ثم وقع أسيرا في يد رجل من ( سعوان ) حيث اجتز رأسه ؛ ابن لطف الله ، روح الروح ، ص 43 ـــــــ 47 .
العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1، ط2 ، ص 291 ؛ سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 160 ؛ محمود شاكر ، التاريخ الإسلامي : 8 العهد العثماني ، ص 323 ؛ أحمد حسين شرف الدين ، اليمن عبر التاريخ ، ص 260 ؛ النهرواني ، البرق اليماني ، ص 80 ؛ يحيى بن الحسين ، غاية الأماني ، ص 684 .
سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 160 ؛ محمود شاكر ، التاريخ الإسلامي : 8 العهد العثماني ، ص 323 ؛ أحمد حسين شرف الدين ، اليمن عبر التاريخ ، ص 260 .
سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 159 .
العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1 ، ط2 ، ص 291 ؛ سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 161 ؛ النهرواني ، البرق اليماني ، ص 80 ؛ يحيى بن الحسين ، غاية الأماني ، ص 684 .
سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 161 ؛ محمود شاكر ، التاريخ الإسلامي : 8 العهد العثماني ، ص 323 ؛ العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1 ، ط2 ، ص 291 . أحمد حسين شرف الدين ، اليمن عبر التاريخ ، ص 260 ؛ النهرواني ، البرق اليماني ، ص 80 ؛ يحيى بن الحسين ، غاية الأماني ، ص 684 .
سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 162 ؛ النهرواني ، البرق اليماني ، ص 81 ؛ يحيى بن الحسين ، غاية الأماني ، ص 684 .
سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 16 ؛ العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1 ، ط2 ، ص 291 ؛ النهرواني ، البرق اليماني ، ص 82 ـــــــ 84 ؛ يحيى بن الحسين ، غاية الأماني ، ص 684 .
الشحر : ناحية معروفة من ساحل حضرموت ، قال الأصمعي : هو بين عدن وعمان ، وقد نسب إليه بعض الرواة العنبر الشحري ، وقال ابن مخرمة : سميت الشحر بذلك لأن سكانها كانوا جيلا من المهرة يسمون الشحراء بفتح السين وسكون الحاء المهملة وفتح الراء . الحجري ، مجموع بلدان اليمن وقبائلها ، ج2 ، ص 447 .
العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1 ، ص 291 ؛ سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 165.
الناخوذة أحمد : من قدماء الأتراك الذين وصولوا إلى جنوب الجزيرة العربية ، تقلب في وظائف كثيرة ، واستطاع جمع أموال طائلة ، حتى أصبح من كبار القوم في تهامة اليمن ، وحين تولى الأمر ( الاسكندر موز ) تقرب منه حتى أصبح وزيره ومشيره ، وقد أوصى الاسكندر موز أن يتولى الحكم بعد وفاته ابنه القاصر تحت وصاية الناخوذة أحمد . العقيلي ، تاريخ المخلاف ن ج1 ، ط2 / ص 290 .
العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1 ، ط2 ، ص 292 ؛ سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 165. مع ملاحظة اختلاف الرواية حول نهاية الناخوذة أحمد ؛ النهرواني ، البرق اليماني ، ص 86 . مع ملاحظة اتفاق رواية النهرواني مع سيد مصطفى ، ويبدو أن مصطفى نفل عن النهرواني ؛ يحيى بن الحسين ، غاية الأماني ، ص 684 ، 685 ، مع ملاحظة اختلاف الرواية .
الصَّليف : شبه جزيرة من تهامة مقابل لجزيرة كمران وفيه معدن الملح ، وقد ذكر في ناحية الزيدية إذ هو من أعمالها . انظر الحجري ، مجموع بلدان اليمن وقبائلها ، ج2 ، ص 483 .
العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1 ، ط2 ، ص 292 ؛ سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 165؛ يحيى بن الحسين ، غاية الأماني ، ص 684 ، 685 ، مع ملاحظة اختلاف الرواية .
العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1 ، ط2 ، ص 292 . سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 165؛ يحيى بن الحسين ، غاية الأماني ، ص 684 ، 685 ، مع ملاحظة اختلاف الرواية .
العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1 ، ص 291 ؛ سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 166 .
سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 167. وقد ذكر الدكتور سيد مصطفى أن ميناء جيزان قد خضع من قبل ذلك ــــــ نتيجة لبعض المنازعات ـــــــ لأشراف مكة ص 173 .
العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1 ، ص 291 ، 292 ؛ سيد مصطفى سالم ، الفتح العثماني الأول لليمن ، ص 160 ــــــ 167 .

بُشْرَى
07-01-2022, 07:59 PM
.
.

عاش فكرك وعلمك
جهود معطاءة وارفة ..تثمر فينا كثيرا
نثمن لك هذه الجهود ...
بوركت أيها المختلف


التقييم والنشر مع منح المكافأة
>::

مجرد قلم
07-01-2022, 11:26 PM
يتضح جلياً بأن المنطقة الجنوبية وخاصة اليمن وجازان وأجزاء من عسير لما فيها من الخيرات بأنها مهمة بالنسبة لكل من حاول أن يستولي عليها وضمها .
ويتضح أيضاً بأن الدولة العثمانية قد فرضت سيطرتها عليهم إلا أنها قد فشلت في أحتواء المنطقة بسبب الأراضي الوعرة لما فيها من الجبال والأودية, لذلك استغلت الدولة العثمانية في فرض سيطرتها بالحيلة والغش والخداع إلا أنها فشلت في السيطرة عليها.
أضف إلى ذلك بأن الدولة العثمانية كانت تأخذ جميع خيراتها.




شكرا لك أخي الكريم

الغيث
07-02-2022, 03:25 PM
.
.

عاش فكرك وعلمك
جهود معطاءة وارفة ..تثمر فينا كثيرا
نثمن لك هذه الجهود ...
بوركت أيها المختلف


التقييم والنشر مع منح المكافأة
>::
وعشتِ ودمتِ بشرانا الجميلة
وعسى أن تكون في هذه الدارسات
بعض الفوائد اللدارسين والباحثين في المنطقة
التهامية الجنوبية الغربية من الجزيرة العربية
شكرا لحضورك الجميل وتفاعلك الأجمل
بارك الله فيك وأسعدك

>::>::

الغيث
07-02-2022, 03:29 PM
يتضح جلياً بأن المنطقة الجنوبية وخاصة اليمن وجازان وأجزاء من عسير لما فيها من الخيرات بأنها مهمة بالنسبة لكل من حاول أن يستولي عليها وضمها .
ويتضح أيضاً بأن الدولة العثمانية قد فرضت سيطرتها عليهم إلا أنها قد فشلت في أحتواء المنطقة بسبب الأراضي الوعرة لما فيها من الجبال والأودية, لذلك استغلت الدولة العثمانية في فرض سيطرتها بالحيلة والغش والخداع إلا أنها فشلت في السيطرة عليها.
أضف إلى ذلك بأن الدولة العثمانية كانت تأخذ جميع خيراتها.




شكرا لك أخي الكريم

مرحبا أخي مجرد قلم
وشكرا لحضورك الوارف والفعال
بما أضفت إلى هذه الدارسة من إيضاحات مفيدة
بارك الله فيك وأسعدك
ولك تحياتي وودي ووردي

>::>::