المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة تاريخية 3 .. بندر جازان


الغيث
06-02-2022, 08:15 PM
من الطبيعي أن تكون مدينة جيزان قد تعرضت لأحداث ووقائع كثيرة انبثقت عن أحداث المنطقة ووقائعها ؛ لارتباط المدينة بالمنطقة الأم ، وإن برزت تلك الأحداث من نهايات القرن التاسع الهجري ( فترة حكم الأمراء القطبيين وبالتحديد فترة حكم الأمير أحمد بن دريب ) ، وسوف نستعرض ـــــ هنا ـــــ أهم تلك الأحداث التي دارت رحاها على مسرح المدينة كما يلي :
ـــــ في سنة 882ه قام أمير جازان أحمد بن دريب القطبي المعروف بــــ ( أبي الغوائر ) بإيواء الشريف علي بن بركات بعد أن خرج من مكة مغاضبا لأخيه الشريف محمد ، ولم يكتف بذلك بل سهل له الخروج إلى مصر عن طريق جزيرة ( سواكن ) ؛ للالتقاء بالسلطان المملوكي ( قاتيباي ) في مصر ، وطلَبْ مساعدته ضد أخيه ، ومن البديهي أن يكون خروج الشريف علي عبر ميناء مدينة جيزان الطبيعي ، وهو أول حدث من أحداث المدينة تتحدث عنه المصادر التاريخية بصورة جلية ، وكان نتيجة لذلك الإيواء أن قام الشريف محمد بن بركات بغزو المخلاف السليماني على رأس جيش كبير .
ــــــ في سنة 910ه / 1505م وصل الرحالة البرتغالي ( لود فيكو ذي فارتيما ) ـــــ المعروف بالحاج يونس المصري ـــــ إلى مدينة جيزان ووصفها بقوله :" فبعد مرور ستة أيام وصلنا إلى مدينة جيزان ، وهي ميناء جميل جدا ، وقد وجدنا فيه خمسا وأربعين سفينة لبلاد مختلفة ، وهذه المدينة تقع على ساحل البحر ، وهي تابعة لحاكم مسلم ، وهي تمثل منطقة مثمرة جدا ذات منظر خلاب ، كالمناطق المسيحية ( في أوروبا ) ، ويوجد هنا عنب وخوخ وسفرجل ورمان وثوم له رائحة نفاذة جدا ، وبصل طيِّب وجوز وبطيخ وورود وأزهار ، وخوخ ( دراق ) وتين ويقطين وأترج ، وليمون وبرتقال حامض ، ولكل هذا فهي فردوس ، وسكان هذه المدينة يسيرون شبه عراة ، ويسيرون في حيواتهم على طريقة المسلمين ، واللحوم والذرة والغلال والشعير والذرة البيضاء ـــــ التي يصنع منها خبز جيد ـــــ كل أولئك موجود هنا وبوفرة ، وقد مكثنا ــــ هنا ـــــ ثلاثة أيام للتزود بالمؤن اللازمة للرحلة ".
........ يتبع
***
الغيث
حصري
>::>::>::
.................................................. .............
= هو الأمير أبو الغوائر أحمد بن دريب بن خالد بن قطب الدين بن أبي بكر بن محمد بن هاشم ، وهو ثالث أمراء آل قطب الدين ، تولى الإمارة بعد وفاة والده دريب بن خالد بن قطب الدين سنة 876ه ، وتنتمي هذه الأسرة إلى الشريف قطب الدين أحد أحفاد الأشراف السليمانيين الأوائل المعروفين بآل أبي الطيب بن داود . انظر أبي محمد علي بن محمد بن أحمد أبو الخير المعافا ، العقود الذهبية في ذكر أمراء وبعض أعيان الأشراف السليمانيين ، ص 113 ، 114 ؛ أحمد بن عمر الزيلعي ، الأوضاع السياسية ، ص 157 ؛ العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1 ، ط2 ، ص 261 .
= الزيلعي ، الأوضاع السياسية والعلاقات ، ص 173 ، 174 ؛ ابن فهد ، إتحاف الورى ، ج4 ، ص 613 ؛ محمد عبد العال ، بنو رسول ، ص 465 غير أنه ذكر أن من التجأ إلى أبي الغوائر هو ( إبراهيم ) ، وأعتقد أنه نقل عن بامخرمة ؛ العقيلي ، تاريخ المخلاف ، ج1 ، ط2 ، ص 262 حيث تناول أبرز الأحداث في فترة الامير أحمد بن دريب .
= محمد بن بركات بن محمد بن بركات ، أبو نمي ، ولد سنة ( 907ه ) ، ونشأ تحت رعاية والده ، وبعد وفاة والده سنة ( 931ه ) خلفه في الإمارة ، وكان من أقوى أشراف مكة ، حيث بلغت إمارة مكة في عهده أوج اتساعها ، فبلغت من خيبر إلى المخلاف السليماني ( جازان ) جنوبا ، وكانت وفاته سنة ( 992ه / 1584م ) ؛ أحمد زيني دحلان ، خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام ، ص 75 ــــــ 80 ؛ عمر صالح الهاشمي ، التبر المسبوك ، حاشية المحقق الرفاعي ( 1 ) ، ص 74 .
= سواكن : جزيرة تقع في شمال شرق السودان ، تبعد عن العاصمة الخرطوم بحوالي 642 كيلو متر ، كانت سابقا ميناء السودان الرئيسي ، وتعد من المناطق التاريخية في السودان . انظر تاريخ جزيرة سواكن ، موقع على الانترنت ؛ كما عرفها ياقوت الحموي بأنها بلد مشهور على ساحل بحر الجار قرب عيذاب ، ترفأ إليه سفن الذين يقدمون من جدة ، انظر ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ج3 ، ص 314 .
= قاتيباي المحمودي الأشرفي : أحد سلاطين المماليك في مصر 1468م ، من أصل جركسي ، ولد سنة 815ه / 1412م ، وهو مولى السلطان ( جقمق ) اشتراه غلاما بخمسين دينارا ، ولأنه كان فارسا مغوارا فقد قرُب من البلاط السلطاني ، تولى عرش السلطنة من وظيفة أتابك ، كان حاكما شجاعا قادرا حيث استطاع تكوين حاشية مخلصة حوله من المماليك ، ترك كثيرا من الآثار العمرانية أبرزها قلعة قاتيباي في الاسكندرية ودمشق والحجاز والقدس ، وفي أيام قاتيباي الأخيرة غزا مصر وباء الطاعون ، توفي بالقاهرة سنة 901ه / 1496م . انظر السير وليم موير، تاريخ دولة المماليك في مصر ، ترجمة : محمود عابدين ، وسليم حسن ، ط1 ، ص 170 ـــــــ 176 ؛ جمال الدين بن تغري ، النجوم الزاهرة ، ص 394 ـــــــ 396 .
= بامخرمة ، قلادة النحر ، ج6 ، تحت عنوان ( حوادث السنة الثانية والثمانين ) ، ص 419 ، حيث يقول :" فأركبه صاحب جازان من بندوه إلى سواكن " وأرجح أنه يقصد ( من بندره ) وهو بندر جازان ، وربما ( حرف الواو ) جاء كخطأ مطبعي ، كذلك ذكر أن أخا الشريف محمد بن بركات الذي وصل إلى جازان هو ( إبراهيم ) ، ويقول في حديثه عن المعركة أن الشريف محمد بن بركات كاد أن ينهزم أمام أمير جازان ، لولا أن الأول لجأ إلى إفساد عساكر أبي الغوائر بمنحهم عملة مطلية بالذهب ، ونلاحظ أنه نقل ذلك عن بغية المستفيد للديبع .
= الزيلعي ، الأوضاع ، ص 174 ؛ محمد عبد العال ، بنو رسول وبنو طاهر ، ص 465؛ ابن فهد ، إتحاف الورى ، ج4 ، ص 613 .

بُشْرَى
06-02-2022, 08:28 PM
.
.

غنيٌّ بحثك بكل تاريخ يشهد لجازان بعراقتها
سطور تفيض بالأصالة ..والمجد
سلم فكرك ..ودامت جهودك ..

متابعين لكل التفاصيل

بورك في علمك وأدبك ..

flll:
تقييمي والنشر ومنح المكافأة

الغيث
06-02-2022, 10:47 PM
.
.

غنيٌّ بحثك بكل تاريخ يشهد لجازان بعراقتها
سطور تفيض بالأصالة ..والمجد
سلم فكرك ..ودامت جهودك ..

متابعين لكل التفاصيل

بورك في علمك وأدبك ..

flll:
تقييمي والنشر ومنح المكافأة
الله يبارك بعمرك سيدة الذوق الرفيع بشرانا ابنة الضاد والفكر العميق
سعدت بقراءتك الرائعة ومتابعتك للبحث
الذي ستكون حلقاته متسلسلة
شكرا ملء السماء والأرض
ولروحك الضياء

flll:flll: