المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "كلاكيت"


زهير حنيضل
03-30-2022, 11:37 PM
{ وإني لأفكّر مليّاً:
ماذا لو سُمح لأحدنا بأحد الخيارين؛ إما استراق النظر فترةً زمنيةً معينةً من المستقبل، بحيث يطّلع على بعض أحداثه المرتبطة بتلك المرحلة دون أن يملك خيار تغييره في أوانه، وإما العودة لمرحلة ما من الماضي، مع إمكانية تغيير حدث واحد فحسب..!
ما الذي سيختاره؟
عن نفسي أقول:
ما كنت لأختار أياً من كليهما؛ فالعبور إلى المستقبل دون القدرة على التأثير، يعني أن تكون شاهد عيان -طيلة الفترة الفاصلة ما بين حاضرك وتلك المرحلة المستقبلية- على ألم مضاعف.

قد يستغرب أحدكم قولي هذا، غير أني سأبدد استغرابه بالآتي:
الانتظار -بحد ذاته من أنواع الألم- سواءً انتظرت سعادةً أم حزناً، فانتظار السعادة يجعلك تتقمص دور السعيد ظاهراً، في حين قد يكون داخلك حزيناً؛ وعليه سيختلّ ميزانك الروحي، فتجد نفسك مشتتةً ما بين سعادة تعيشها في انتظار، وحزن كنت قد تصالحت وإياه قناعةً بالحال ومقتضاها، لتجد نفسك وقد ثرت عليه رفضاً حين انفتاح منك على خطى السعادة التي تنتظرها.
وانتظار الحزن حزن أعظم، فلو كنت سعيداً لأفسد عليك لحظات سعادتك؛ لأنك تدري أنها إلى انقضاء، فالفصل للخواتيم لا للبدايات، وإن كنت حزيناً، فتلكم مأساة لا حدود لها؛ لأنك ستفقد الأمل الذي تحيا عليه بانفراج الحال.
والعودة للماضي، مع قدرة التغيير في حدث واحد، تفتح عليك – من أوسع الأبواب – مدخلاً لمتاهة لا قرار لها من الاحتمالات.
ذلك التغيير كالعبث بشريط للحمض النووي لكائن ما، فاستبدال مكون بآخر قد يقود لفواجع لا حسبان لها، فأنت كمن يمشي معصوب العينين على شعرة تفصل بين جبلين شاهقي الارتفاع، وأدنى خطأ منك يعني السقوط، ولك أن تتخيل مقدار الشد العصبي الذي ترزح تحت وطأته.
وعليه، فالقناعة بما سلف وبما سيأتي، تضمن لك – بوازع الإيمان باليقين – أن تحيا تحت سقف مشيئة الله النافذة على الأكوان جميعاً، دون أن تهمل أنك أنت الراسم لدربك بخطاك باختيارك، لا فرضاً عليك، فقد هُديت النجدين فشئت تحت سقف مشيئة الله}.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


و اتكاءً على هذا المقال الذي كتبته عام (2017) تحت عنوان" الحمض النووي للحياة", أجد المدخل إلى سطور الحرف_ هنا_ حيث الأمنيات و تناقضاتها, و المشاعر و الأهواء و سجالها, و الحروف و أحوالها..
و ما منا من لم يكتب_ يوماً_ ليأتي عليه يومٌ ؛ فيتمنى لو أنه لم يكتب, أو _ على أقل تقدير_ لو أنه يستطيع تغيير بعضاً مما كان من حرف!
من هنا, يأتي " كلاكيت" ليتيح الفرصة للممحاة, لتمارس هوايتها في التعديل _الجزئي أو الكلي_ لما كان من أمر الحروف حينها.
ليس ردّة عمّا كان؛ بقدر ما هو استدراكٌ أو إضافة, و من يدري؛ لربما تأكيدٌ يزيل عن لحن الحديث ما قد التبس حينها من تأويل فشرود بين دهاليز المعنى.
حصرية الحرف لصاحبه, كتابةً فممحاةً فتعديلاً, و لا مجال للاستعانة بما كان من نتاج الآخرين.
و الضمير رقيبنا على الحصرية, و هو أعلى سلطة رقابة قد تواجه الإنسان.

زهير حنيضل
03-30-2022, 11:42 PM
يا حاديَ العيسِ عرّجْ, ما نودعهم
يا حادي العيس في ترحالك الأجلُ

عاندْ خطاهم بما نادوك في عجلٍ
عرّج إلينا و قل: يا صاحِ ذا الأملُ

للعينِ إتيانُ صدٍّ في تمنعهَا
و الروح تعصي و إن رضيتْ به المقلُ

للبينِ خطوٌ و للوصلِ اتباعُ خطى
كالمزن فيما هَمَتْ ما زارها الوجلُ

أبلغتُ و استوقفتْ رجلاي من نزلٍ
للحيّ من نوح قلبٍ, و الهوى رُسُلُ

https://h.top4top.io/p_2280vaw721.jpg (https://top4top.io/)



يا حادي العيس ما ريّـمتَ إذ نزلوا
دوني بدارٍ فما تُنعا و لا طَلَلُ

و العرفُ عند الأكارمِ في تواجدهم
هجرٌ جميلٌ يصونُ الودَّ ما رحلوا

دعني لحزني فإنّي مُتبعٌ ألمي
ندماً مريراً على آثارِ ما فعلوا

يا ويحهم, جحدوا بالودّ مُتَّكَأً
للروحِ منزلةً و حديثهم سَمَلُ

لا فرقَ بينهما و الحالُ مسغبةٌ
علموا بحالٍ لنا يا صاحِ أم جهلوا

دعني و جُدْ من حداءٍ علّهم خجلاً
بستذكرون الهوى سرّاً بما خجلوا

يا حادي العيس عجّل لست أبصرهم
يا حادي العيس لا بَرَكَتْ بك الإبلُ

هادي علي مدخلي
03-31-2022, 12:56 PM
الله الله
مٌتابع لهذا الجمال

زهير حنيضل
03-31-2022, 11:17 PM
الله الله
مٌتابع لهذا الجمال

أهلاً بهادي
حيّاك الله
شكراً لكرم الحضور و المتابعة
كن بخير.

بُشْرَى
03-31-2022, 11:28 PM
.

.

كلاكيت ..

رددّت هذه الكلمة كثيرا في نفسي
ووقفت تحت ظلّ الكلمات .. محدقة في عمقها ..
فقرأت فاتحة الكلاكيت .. فلسفة أثارت حفيظة الفكر ..
أي حديث تأتي به .. يجب المثول بين سطوره .. والتأمل في مكنوناته ..
حتى ننال الحظ الوفير من خيرك الوارف أدباً ..

أمّا عن معارضة الكاتب .. قصيدة قيلت في العصر العبّاسي ..
فهذا الشيء أذهلني بقوة .

يا حاديَ العيسِ عرّجْ, ما نودعهم
يا حادي العيس في ترحالك الأجلُ

عاندْ خطاهم بما نادوك في عجلٍ
عرّج إلينا و قل: يا صاحِ ذا الأملُ

للعينِ إتيانُ صدٍّ في تمنعهَا
و الروح تعصي و إن رضيتْ به المقلُ

للبينِ خطوٌ و للوصلِ اتباعُ خطى
كالمزن فيما هَمَتْ ما زارها الوجلُ

أبلغتُ و استوقفتْ رجلاي من نزلٍ
للحيّ من نوح قلبٍ, و الهوى رُسُلُ

https://h.top4top.io/p_2280vaw721.jpg (https://top4top.io/)



يا حادي العيس ما ريّـمتَ إذ نزلوا
دوني بدارٍ فما تُنعا و لا طَلَلُ

و العرفُ عند الأكارمِ في تواجدهم
هجرٌ جميلٌ يصونُ الودَّ ما رحلوا

دعني لحزني فإنّي مُتبعٌ ألمي
ندماً مريراً على آثارِ ما فعلوا

يا ويحهم, جحدوا بالودّ مُتَّكَأً
للروحِ منزلةً و حديثهم سَمَلُ

لا فرقَ بينهما و الحالُ مسغبةٌ
علموا بحالٍ لنا يا صاحِ أم جهلوا

دعني و جُدْ من حداءٍ علّهم خجلاً
بستذكرون الهوى سرّاً بما خجلوا

يا حادي العيس عجّل لست أبصرهم
يا حادي العيس لا بَرَكَتْ بك الإبلُ




حي على الجمال كلما لاح ..
هنا .. ملحمة أدبية في سطورك الشعرية ..

هذا الأدب .. علينا الاصطفاف حول مائدته باهتمام بالغ ..

اسمح لي ..

بمكافأة هذا النسيج الأدبي الراقي ..

سيّد البلاغة ..
وضاد الحرف ..

شأنك الكبير .. يستحق كل الحفاوة ..

دامت الرفعة في أدبك ..

لله درّك !!

زهير حنيضل
03-31-2022, 11:57 PM
يا حاديَ العيسِ عرّجْ, ما نودعهم
يا حادي العيس في ترحالك الأجلُ

عاندْ خطاهم بما نادوك في عجلٍ
عرّج إلينا و قل: يا صاحِ ذا الأملُ

للعينِ إتيانُ صدٍّ في تمنعهَا
و الروح تعصي و إن رضيتْ به المقلُ

للبينِ خطوٌ و للوصلِ اتباعُ خطى
كالمزن فيما هَمَتْ ما زارها الوجلُ

أبلغتُ و استوقفتْ رجلاي من نزلٍ
للحيّ من نوح قلبٍ, و الهوى رُسُلُ

https://h.top4top.io/p_2280vaw721.jpg (https://top4top.io/)



يا حادي العيس ما ريّـمتَ إذ نزلوا
دوني بدارٍ فما تُنعا و لا طَلَلُ

و العرفُ عند الأكارمِ في تواجدهم
هجرٌ جميلٌ يصونُ الودَّ ما رحلوا

دعني لحزني فإنّي مُتبعٌ ألمي
ندماً مريراً على آثارِ ما فعلوا

يا ويحهم, جحدوا بالودّ مُتَّكَأً
للروحِ منزلةً و حديثهم سَمَلُ

لا فرقَ بينهما و الحالُ مسغبةٌ
علموا بحالٍ لنا يا صاحِ أم جهلوا

دعني و جُدْ من حداءٍ علّهم خجلاً
بستذكرون الهوى سرّاً بما خجلوا

يا حادي العيس عجّل لست أبصرهم
يا حادي العيس لا بَرَكَتْ بك الإبلُ



" كلاكيت ثانٍ "

يا حادي العيس عذراً منكَ في زَلَلِ
ما نابَ خفقٌ جرى و العمرَ عن سُؤُلِي

ما للقصيدِ اعتناقٌ غيرُ تذكرةٍ
داراً بدارٍ و دارُ الحيّ من طَلَلِ

عرّجتُ شوقاً على أمسٍ و ناصيةٍ
كم كان فيها و فيه الحرفُ من أملِ

فيما تداعتْ فُرادى حين مألكةٍ
جمعاً بلا موعدٍ في غايةِ الأجلِ

هل كان يرضيكَ أنّي ثالثٌ لهما
حزنٌ و ليلٌ بلا سَبَلٍ على السَّبَلِ

أم كان يرضيكَ أنّي الفردُ دونهما
قلبي و روحي لذاتِ العهدِ في السُّبُلِ

يا حادي العيس حدّثهم بما صنعت
تلك الحداقُ التي سَبَلُوا على عجلِ

ما تبصر العينُ و الحالُ اتّقاءُ سنا
ما يبصرُ القلبُ و الأحزانَ من وَجَلِ!

ها قلتُ ما في وريدِ البوح من لغةٍ
فإليّ ما شئتَ من عُمرٍ و من نُزُلِ


زهير حنيضل
31/03/2022

زهير حنيضل
04-01-2022, 12:12 AM
.

.

كلاكيت ..

رددّت هذه الكلمة كثيرا في نفسي
ووقفت تحت ظلّ الكلمات .. محدقة في عمقها ..
فقرأت فاتحة الكلاكيت .. فلسفة أثارت حفيظة الفكر ..
أي حديث تأتي به .. يجب المثول بين سطوره .. والتأمل في مكنوناته ..
حتى ننال الحظ الوفير من خيرك الوارف أدباً ..

أمّا عن معارضة الكاتب .. قصيدة قيلت في العصر العبّاسي ..
فهذا الشيء أذهلني بقوة .






حي على الجمال كلما لاح ..
هنا .. ملحمة أدبية في سطورك الشعرية ..

هذا الأدب .. علينا الاصطفاف حول مائدته باهتمام بالغ ..

اسمح لي ..

بمكافأة هذا النسيج الأدبي الراقي ..

سيّد البلاغة ..
وضاد الحرف ..

شأنك الكبير .. يستحق كل الحفاوة ..

دامت الرفعة في أدبك ..

لله درّك !!

مرحباً بشرى
أبدأ بما ختمتْ به القول حروفك, فأقول:
و اللهِ, و تاللهِ, و أيمَ اللهِ, إنّها_ لغة الضّاد_ لعصيةٌ على كلّ دعيّ, و ما يجرؤ على ادّعاء معرفتها فسيادتها فاعل, و ما كنتُ لأجرؤ على إتيانِ ما هرب منه و عنه فطاحل الأوّلين, إنّما طلاب معرفةٍ, نحاول أن نستميلها إلينا بما أوتينا من شغفٍ فودّ, لعلها ترضى عنّا؛ فجوداً من خزائنها بما اكتنزت من النفائس..
للحروف سُبُلٌ و مشارب, و ما أحبّ إليّ من القصيد, فإني لأرى فيه من القِرى؛ ما يكفي لكلّ راغبٍ و مجتهد.
لحرفك وافر التقدير و الشكر, لكرم حضورٍ و قراءةٍ و أثرٍ يا ابنة الكرام..
شكراً لكرم خلقك, و أسأل الله لكِ الخير الوفير.

الدّانة
04-03-2022, 03:58 PM
وهنا لا بد من تحيّة
فدمتَ وخير الخير يا زهير الخير
ورمضان مبارك

زهير حنيضل
04-09-2022, 02:38 AM
{ لا عزاءَ للأمسِ, سوى أنّه أمس}!

"كلاكيت"

ليست مفارقة, كما أنّها ليست صدفة, و كذلك فهي ليست عن نيّة مسبقة, إنّما هي مقولةٌ: رسمتْ ذاتها بذاتها عبر الإيعاز لصوت " اللاوعي" ليطغى على صوت " الوعي", ليحيّد كلّ ما في الجوار من جلبة و صخب, و يجعل الحروف في مرمى بقعة ضوء شعوريّة, لا حدود لأخيلتها, لا فضاءَ يمسك بذراتها المتناثرة بهيئة الكلم, وحدها تلك التي تسبح في ملكوت الله _بأمره و تحت سقف مشيئته_ تملك حصريّة فكّ رموزها ؛ و ما هي برموز, بيد أنّها حين أعجزتِ اللسان؛ لم تجد بُدّاً من اللجوء إلى القلب, حيث لا نبأ يشاع_ من صدق و في كذب سواء_ على الأسماع خلا نشيده الأوّل, على الحد الفاصل بين حجرة الأمس و حجرة أمس, ذاته الفاصل ما بين " أنا " التي برفقتي, و " أنا" التي غادرتني إلى حيث وجب, دون اعتراض مني, و دون مساءلة, إقراراً بأحقيّتها في وجهة ارتضتها.

فاتهم_ و هم أبناء تلك البديعة, ذات ضاد_ أن الأمس منكّرٌ بما عُرّفَ و معرّفٌ بما نُكِّر!
و ما اضطراري إلى سطرٍ فحديث, سوى من عتب على ما فاتهم أن يلتقطوه خلف ذاك السطر اليتيم!
عودةً لمفردة " أمس" , فما تعريفها تنكيراً لها في أولاها سوى للتعميم رمزاً إسقاطياً للزمان المخاطب دون النداء, بل لربما من تلقاء ندبة, و لربما استغاثة!
ليأتي تنكيرها تعريفاً لها؛ ليبقيها في ثانيتها, كغيم و إن تبدّد جمعه؛ فإلى لقاءٍ في مسير, بغض النظر عن الأرض التي تنتظر العبور فالسقيا.
سأكون كريماً_ كعادتي و إيّاهم_ حين يكون الحديث عن لغة العرب, و لا أحسبهم ينكرون!
ارتسمت الأولى _ كما أسلفت شارحاً_ معرّفةً رسما, منكّرة معنى و توظيفا, خيطاً واصلاً بين بداية" اللانهاية" و نهايتها, تلك التي لا ندركها, فلا وجود لها سوى افتراضاً غير قابلٍ للحدوث, إنما لئلا تسأم البداية من كونها الوحيدة في نواميس حياة الكائنات بغير نهايةٍ ترافقها انتظاراً لها.
و جاءت الثانية المتمّمة, منكّرةً رسماً, معرّفةً لمن قرأ, و لا تكون القراءة بالعين بل بأمّ القلب, و ما أم القلب إلا تلك الخفقة الحرّة الطليقة التي لا سلطة عليها, تأتمر بمسرى الروح في الملكوت, تتبعها حيثما طافت و حلّت.

فمن قرأ بعينه؛ تاه عن الجواب, و لعلّه يتساءل: و هل من سؤال ليكون جوابٌ فأتوه عنه؟!
بلى, فالسؤال راحلة التساؤل, و التساؤل متن الروح في حلها و ترحالها, و لولاه لما كان الإدراك فاليقين فالتسليم.
و أمّا من قرأ بأم قلبه, فهِدايةٌ لجوابِ قسم العمر, بغير " لامٍ" و توكيد, فلا حاجة للمؤكد إلى ما يؤكد وجوده.

"لا عزاء للأمس, سوى أنه أمس"
متكأ للحديث, بما دانيته فعل, و للخطى؛ ما ازدلفت و ما زافت و ما ألّت و ما اخلولقت و ما طرّتْ و طَرَتْ!
و لست من المتبرجين, و حاشا أن أتبع حداء المتسترين بالمفردات ابتغاء رمزٍ, بلا رمز, همزٍ على رسل همز, و الحال:
إنّي حين أخاطبها_ أي المفردة_ فلي الحقّ في اختيار ما يناسبني و الخطاب نحوها من لغة, تضمن التواصل المباشر الحيّ ما بين الفكرة المتشكلة في خلايا القلب و بين سمتٍ مرصودٍ بالحواسّ _ جميعها_ جمعاً و فُرادى.
هو ذا الأمس, و كذلك أمس؛ و بينهما حياةٌ و موت, و موتٌ و حياة, و عزاءٌ لم يُقَم, و مأتمٌ دون عابري السبيل, تمّ بسريّة علنيّة, و أما سرّه؛ فالحال كحال " أمس", يحتاج قراءة بأم القلب لإدراك كنهه, فللعين ما رأت من رسم للحرف, و للروح _ في طوافها_ مراتبُ في رفقة بداية" اللانهاية", و أمّا السّر؛ فمنها و عنها, و للمسير غطاءٌ؛ يكشف عن تفاصيله لمن يشاء, فإبحارٌ في دائرةٍ؛ و دائرةٍ عن نائرة, و نائرةٍ عن بصيرة.

زهير حنيضل
04-09-2022, 02:44 AM
وهنا لا بد من تحيّة
فدمتَ وخير الخير يا زهير الخير
ورمضان مبارك

حياك الله يا ابنة الكرام
مبارك علينا و عليكم و على أحباب الله.
شكراً للدانة.
دمت بخير وفير.

زهير حنيضل
04-11-2022, 02:15 AM
{ لا عزاءَ للأمسِ, سوى أنّه أمس}!


عودةً لمفردة " أمس" , فما تعريفها تنكيراً لها في أولاها سوى للتعميم رمزاً إسقاطياً للزمان المخاطب دون النداء, بل لربما من تلقاء ندبة, و لربما استغاثة!





"كلاكيت"
المشهد الأول/ الالتقاطة الثالثة/ الثانية/ الأولى.
عادة ما يكون التعداد لسرد التتابع, في تواصل أو انقطاع سواء, و التتابع؛ يعني الترتيب الزماني أو المكاني للأحداث و الخطَّ اللحظي المنسكب على جزيئات الفراغ الممتلئ بما لا يُدركُ بالحواس, إنما يُستشعَرُ بالحدس, استباقاً و ترقّباً, و بين خيبة و إصابة؛ فللحدس موعد و محتوى زاخر بالتساؤل.
و الحديث عن التعداد فالتتابع, مدخلٌ لا غنى عنه, لتفسير عملية احتواء الالتقاطة الثانية في الأولى قبل حدوثها, و كذلك الثالثة في الثانية قبل الشعور بها.
أما الالتقاطة الثانية؛ فهي محور التفسير لما التبس في " النداء" و " دُونَ" من صخبٍ تدافع حشده فيما بينهم, لأجد أني أقفز إلى الالتقاطة الثالثة؛ لأفسرها, فأعود إثر ذلك نحو الثانية فالأولى.
أما الالتقاطة الثالثة؛ فهي بعضٌ في كلٍّ ,و كلٌّ في بعض, فالالتقاط أن تعثر على شيء بغير قصد أو طلب, أن يحضر إليك, أو يجلبك إليه, أو تجمعكما المسافات الزمانية و المكانية و الشعورية بميعاد لم يُدرج على لائحة التوقعات, حيث لا سلطة للوعي, و لا سلطة لما يسمى" اللاوعي", إنما هامشٌ للحدس, يوفّره الحيز الفاصل بين الحاضر الذي نحسبه حاضراً, و الماضي الذي هو الحاضر _ ذاته_ و الذي استغرق وقتاً زمنياً معيناً ليصل إلينا تفسيره على أنه الآن.
و من الحدس ما كان وليد التمني, بل أبعد من ذلك, فظنّك بالشيء يقربك منه فيقربه منك, و لا أجمل و أصدق من قوله تعالى في الحديث القدسي:
" أنا عند ظن عبدي بي"
و عليه, فالالتقاط, بعضه عن حدس, والحدس بعضه عن التمني في ظن يقارب اليقين, و اليقين _كلّه_ من الإيمان, لنصل إلى كون الالتقاط _ في حالات بعينها_ من إيمانك بالشيء.
و قد فرغت من الثالثة, فأدراجي إلى الثانية:
و في رحاب الثانية؛ فإن لمفردة " دونَ" _بفتح النون على الظرفية, احتمالات, أجد أني إلى تفسيرها لتبرئتها.
يكون النداء لغايات مختلفة, ما بين دعوة للحضور أو للخطاب, و للخطاب _ ما للخطاب_ من مآثرَ و مآبرَ, كان لا بدّ لي من تجاوزها _ جميعها_ باختصاص ما أعقب " دون النداء", رِفعةً في الوجدان من منزلة, فلا تكون الندبة إلا لعزيز قلب, و لا تكون الاستغاثة إلا بعزيز قدر, ذلك الذي أحسنت به الظنّ عن يقينٍ بإجابةٍ فإغاثةٍ فصدق حدس دون خيبته.
و أما الأولى:
فهي من الثانية باجتزاء, علق بها فانتقل إليها, فالنداء قد يحط من قدر المنادى إن هو ارتسم بأدواته المبسّطة المتعارف عليها, ليكون بليغاً في أثره, عميقاً في تأثيره؛ إن هو نحا إلى القصد دون أن ينحوه_ و أن ينحا إليه فمسير, و أن ينحوه فتحريف, و لا مجال لرابعة تثقل على السمع, و مؤجلة لموعد يأتي حين تمامه_ فحفظاً لجمعه دون تقسيم, إكراماً لكينونته, و ابتعاداً عن إتيان ذنب اجتزائها بما ينقص من قيمتها, و محورها_ هنا_ في جزئية:
"لا عزاء للأمس"
فالأمس, كلٌّ؛ يبدو منادى, في حين أنه مندوب مستغاث به, فغابت أدوات النداء, وحضرت الآثار الدالة على الفعل, بإلباس المخاطب ثوب الغائب الحاضر, فكان الأمس, بما عُرِّفَ منه و ما نُكِّر.

زهير حنيضل
04-11-2022, 11:59 PM
و طلَّ القلبِ, طلٌّ دونَ طلِّ ......... نحا يطري الطّلولَ بغير طلِّ
و من شيم القلوب على التمني .........قرى للعين وصلاً حين بذلِ
فما تُقرى السنينُ و يومَ صَعْدٍ ..........و ما يُقرى الفؤاد بغير هطلِ
و ما هطلٌ و في عينيكَ منّي ..........و ساقيةَ الحنين ذنوبُ وَسْلِ!
لأتبعتُ الطوافَ طوافَ روحي ..........بناصية الضحى عذلاً بعذلِ
و لكنْ من هنا مرّتْ بصمتٍ ..........و أردافَ الوجوه سحاب محلِ
فما ناءت "لأجلك" في سُراها .........بأمسٍ جادها سَغَبٌ " لأجلي"
رويدكَ, للحديثِ نقيعُ حرفٍ ..........فتبيانٌ لنافلةٍ و قولِ

زهير حنيضل
11/04/2022



"كلاكيت"

و ما كنتُ الذي يقريك نسياً......... كزُهْرٍ ما تنوءُ بركبِ غَطْلِ
و ما كنتَ الذي في الحيّ ألْكَاً..........كأمنيةٍ فما جِدٌّ بِهَزْلِ
سبلتُ العاكفَينَ, و قلتُ: أنَّى ......... لعاكفةٍ بهَملٍ دونَ هَمْلِ
و من عدلٍ صفحتُ فلستَ تدري......... و أدري, لستَ تصفحُ حين عدلِ
و عدلُ الروحِ أن تهفو سِرَاعاً..........و عدلُ القلبِ أن يُشفَى بوصلِ
بربّكَ هل لهذي الحال وصفٌ.......... سوى ظلٍّ لظلٍّ دونَ ظِلِّ!

زهير حنيضل
11/04/2022

زهير حنيضل
04-12-2022, 12:22 AM
"كلاكيت"

و ما كنتُ الذي يقريك نسياً......... كزُهْرٍ ما تنوءُ بركبِ غَطْلِ
و ما كنتَ الذي في الحيّ ألْكَاً..........كأمنيةٍ فما جِدٌّ بِهَزْلِ
سبلتُ العاكفَينَ, و قلتُ: أنَّى ......... لعاكفةٍ بهَملٍ دونَ هَمْلِ
و من عدلٍ صفحتُ فلستَ تدري......... و أدري, لستَ تصفحُ حين عدلِ
و عدلُ الروحِ أن تهفو سِرَاعاً..........و عدلُ القلبِ أن يُشفَى بوصلِ
بربّكَ هل لهذي الحال وصفٌ.......... سوى ظلٍّ لظلٍّ دونَ ظِلِّ!

زهير حنيضل
11/04/2022



"كلاكيت"

و ذا بعضي شريدٌ ليس يدري........ أمن دَهَشٍ لحالٍ أم تسلِّ
و ما سلوى الفؤاد و أنت فيهِ.......... مقيمٌ دون أوردةٍ و نصلِ
و ما دَهَشِي و لحظكَ ثم لحظي.......... غياباً عند نافذة التّجلّي
فما قولي و من صمتٍ كلانا.......... على درب الحياة بغير سُؤلِ
و قد ساررتُ طيفكَ دون كلّي.......... على رسل الوسيلةِ حين دَمْلِ
و بعضُ الدّملِ تنزيهٌ لحدسٍ.......... فقُلْ لي كيف أحيا اليومَ, قلْ لِي!

زهير حنيضل
12/04/2022

الغيث
04-19-2022, 08:38 PM
ابتسم فالحياة لا تستحق الغضب

flll:flll:

زهير حنيضل
04-26-2022, 01:10 AM
ابتسم فالحياة لا تستحق الغضب

flll:flll:

مرحباً بالغيث..
لا فارقتك الابتسامة..flll:

زهير حنيضل
04-26-2022, 01:24 AM
بينما هما في مشادة حادة جدا, دون إشهار أي أسلحة لفظية أو قتالية, إنما محاكمة عقلية-وجدانية بحتة, تدور أحداثها فيما بينهما, أما الساحة؛ فجسد أنهكت التساؤلات, و روحٌ أعياها التأويل.
فما بين " أنا " الباحثة عن "ترف" الأمس شعورا, و " أنا " الناظرة إلى الغد من اليوم عبورا؛ تدور الأحاديث بكل ما أوتيا من فطنة و خديعة و مكر و دهاء و إنصاف أيضا!
يحاولان الوصول إلى صيغة مشتركة, تفض الاشتباك الجاري بينهما, حيث يتشبث كل منهما
بقراره, بينما أراقبهما بصمت يصحبني إلى مدن ليلية, لا تفتح بواباتها إلا كلّ رويّةٍ مرّة, و لا تغلق
إلا كلّ قرارٍ مرّة, و بين الرويّة و القرار؛ أقيم مُواطناً يتمتع بحق الإقامة الحرة, إقامة لا حدود لزمانها, حيث المكان
مقيدٌ بما يكون من نتيجة المفاوضات الشاقة الجارية بيني و بيني..
على امتداد الماضي و الحاضر.
و ريثما تصلني نسخة موثقة عن الاتفاق المرتقب فيما بينهما, فلي الحق أن أكون أنا دون كليهما.



أما و قد كان القرار_ و ما أجمله من قرار_ في تمام أوانه و في أوج بريقه؛ فالشكر لله حمداً
لا ينقضي, بما أنار البصيرة و البصر, و بما هدى إلى طريق سويّ, فالطرقات ببدايتها, و ما أثقل عليك أوّله, فعافته
نفسك بما اجتبته, فلا خير يُرجى في آخره.

زهير حنيضل
05-06-2022, 02:09 AM
https://www11.0zz0.com/2022/05/05/23/674830138.jpg (https://www.0zz0.com)



كلاكيت {1}

حين نراقب قطة, نراها تخفي مخالبها إن هي أرادت مداعبة صديق, و تفعل ذلك_ بالفطرة_ لئلا تتسبب مخالبها بإيذاء من تحبّ, لتبرز تلك المخالب_ ذاتها_ حين دفاع عن النّفس تجاه عدو أو خطر!
و للأماني مخالب, تداعب أرواحنا و هي بارزة, نراها و ندركها, و نصمت عن أذاها إيماناً منّا بقيمة تلك الأماني, حتى يفصل بيننا و بينها البرهان, فإما وصولٌ يليق بالطريق, و إما ندمٌ بغير فائدة, و تلك شرعة الأماني, فما ظَلَمت, و لنا ما اخترنا؛ و علينا ما جنينا.



كلاكيت {2}

للأمنيات عورة _واجب سترها_ و ما عورتها سوى جمع الأصداء المتداخلة فيما بينها, على مرأى التفاصيل و مسمعها.

سليم
10-16-2022, 10:17 PM
موحش الليل بغيابك 💔
فاقدك وكل مافيني يبيك قلب وروح وعيون

زهير حنيضل
08-04-2023, 12:06 AM
"كلاكيت"
المشهد الأول/ الالتقاطة الثالثة/ الثانية/ الأولى.
عادة ما يكون التعداد لسرد التتابع, في تواصل أو انقطاع سواء, و التتابع؛ يعني الترتيب الزماني أو المكاني للأحداث و الخطَّ اللحظي المنسكب على جزيئات الفراغ الممتلئ بما لا يُدركُ بالحواس, إنما يُستشعَرُ بالحدس, استباقاً و ترقّباً, و بين خيبة و إصابة؛ فللحدس موعد و محتوى زاخر بالتساؤل.
و الحديث عن التعداد فالتتابع, مدخلٌ لا غنى عنه, لتفسير عملية احتواء الالتقاطة الثانية في الأولى قبل حدوثها, و كذلك الثالثة في الثانية قبل الشعور بها.
أما الالتقاطة الثانية؛ فهي محور التفسير لما التبس في " النداء" و " دُونَ" من صخبٍ تدافع حشده فيما بينهم, لأجد أني أقفز إلى الالتقاطة الثالثة؛ لأفسرها, فأعود إثر ذلك نحو الثانية فالأولى.
أما الالتقاطة الثالثة؛ فهي بعضٌ في كلٍّ ,و كلٌّ في بعض, فالالتقاط أن تعثر على شيء بغير قصد أو طلب, أن يحضر إليك, أو يجلبك إليه, أو تجمعكما المسافات الزمانية و المكانية و الشعورية بميعاد لم يُدرج على لائحة التوقعات, حيث لا سلطة للوعي, و لا سلطة لما يسمى" اللاوعي", إنما هامشٌ للحدس, يوفّره الحيز الفاصل بين الحاضر الذي نحسبه حاضراً, و الماضي الذي هو الحاضر _ ذاته_ و الذي استغرق وقتاً زمنياً معيناً ليصل إلينا تفسيره على أنه الآن.
و من الحدس ما كان وليد التمني, بل أبعد من ذلك, فظنّك بالشيء يقربك منه فيقربه منك, و لا أجمل و أصدق من قوله تعالى في الحديث القدسي:
" أنا عند ظن عبدي بي"
و عليه, فالالتقاط, بعضه عن حدس, والحدس بعضه عن التمني في ظن يقارب اليقين, و اليقين _كلّه_ من الإيمان, لنصل إلى كون الالتقاط _ في حالات بعينها_ من إيمانك بالشيء.
و قد فرغت من الثالثة, فأدراجي إلى الثانية:
و في رحاب الثانية؛ فإن لمفردة " دونَ" _بفتح النون على الظرفية, احتمالات, أجد أني إلى تفسيرها لتبرئتها.
يكون النداء لغايات مختلفة, ما بين دعوة للحضور أو للخطاب, و للخطاب _ ما للخطاب_ من مآثرَ و مآبرَ, كان لا بدّ لي من تجاوزها _ جميعها_ باختصاص ما أعقب " دون النداء", رِفعةً في الوجدان من منزلة, فلا تكون الندبة إلا لعزيز قلب, و لا تكون الاستغاثة إلا بعزيز قدر, ذلك الذي أحسنت به الظنّ عن يقينٍ بإجابةٍ فإغاثةٍ فصدق حدس دون خيبته.
و أما الأولى:
فهي من الثانية باجتزاء, علق بها فانتقل إليها, فالنداء قد يحط من قدر المنادى إن هو ارتسم بأدواته المبسّطة المتعارف عليها, ليكون بليغاً في أثره, عميقاً في تأثيره؛ إن هو نحا إلى القصد دون أن ينحوه_ و أن ينحا إليه فمسير, و أن ينحوه فتحريف, و لا مجال لرابعة تثقل على السمع, و مؤجلة لموعد يأتي حين تمامه_ فحفظاً لجمعه دون تقسيم, إكراماً لكينونته, و ابتعاداً عن إتيان ذنب اجتزائها بما ينقص من قيمتها, و محورها_ هنا_ في جزئية:
"لا عزاء للأمس"
فالأمس, كلٌّ؛ يبدو منادى, في حين أنه مندوب مستغاث به, فغابت أدوات النداء, وحضرت الآثار الدالة على الفعل, بإلباس المخاطب ثوب الغائب الحاضر, فكان الأمس, بما عُرِّفَ منه و ما نُكِّر.



كلاكيت 2

قد لا يتعدى السرد في سمت عابر:
" و فسر الماء بعد الجهد بالماءِ"
و يحتمل الأمر ضروب تفسير عدة, فالعابر محقّ استناداً لسوية ثنائية " التأثير / التأثّر" التي رسمت حدود التقاطه, ما دنا منها و ما علا, إذ لا يمكنك أن تطلب من الأصم الاستمتاع بعذوبة صوت يعبر أسماعه, و لا لوم عليه, و لا لوم على الصوت, فالحال كفاف, لا بغي و لا ضرر.
و صاحب السرد محق, إذ نظر إلى الماء على أنه رمزية أبعد من تفاعل كيميائي لجزيئات اثنين من الغازات, ولوجاً إلى دلالته الأزلية, حضارات للشعوب حيثما وجد, و مشهداً لا غنى عنه في تفاصيل رحلة الأولين و اللاحقين, وصولاً إلى أنواعه؛ فماء القلب لا يشابه ماء العين, و ماء العين لا يشابه ماء السماء, و ماء السماء يشابه كليهما في كونهما بين نعمة و نقمة!
و الأمر أكثر تعقيداً من جهد و تفسير, و أشد بساطة من فلسفة الإسقاط اللغوي ما بين الدلالة و الكناية و الرمز و المعنيين القريب و البعيد.
ذا السرد حالة, أقرب ما تكون للمادة الرابعة التي تسبح في البعد المنفصل عن سابقاته الأربع, و انتماءً للخامس الذي يختلف من عين لأخرى و من قلب لآخر و من لسانٍ لآخر, و جميعها متفقة على رباعية المعاني, ثنائيات متضادة لا تنفصل عن مكونَيها, بل تتماهى و إياهما على تأرجح :
زمانيّ/ مكاني
زمانيّ/ بغير مكان
مكانيّ في برهة توقف الزمان, عمراً بلحظة و لحظة بعمر
لا مكان / لا زمان, بل حلماً يمزج بين مشاهد الأمس و اليوم, و في مرحلة متقدمة؛ استباقاً للغد, اطلاعاً على مشهد قلبي المنشأ, عيني السمت, مبتدأه بغير منتهاه, و منتهاه بغير مبتدأه, لا يملك له تفسيرا سوى صدفة_ هي في حقيقة أمرها تدبير إلهي عظيم_ تقود كل ما سبق من ثنائيات و مواد و أبعاد و رباعيات إلى النقطة الصفرية بحلة اللقاء التي تجسد_ هي ذاتها_ النقطة الصفرية بحلة التقاطع, و ذاتها لا سواها الدالة على الفراق.
فما للماء أن يكون سوى راحلة لقدرة العابر على مزج الواقع بالحلم, استخلاصاً لعبرة مخبأة خلف ظلال الحرف.

زهير حنيضل
12-25-2023, 11:16 PM
غير أني لو أراك؛ يبسِمُ القلبُ الحزين..!

و لبعض الأحاديث أرواح؛ تكبر و لا تهرم, بل تسبح في ملكوت التجلّي تسبيحاً لعظمة من بث الروح في الأجساد, فاللهم سبحانك سبحانك, إذ خلقت و أبدعت بغير نقصان, بيد أنها النفس البشرية و طباعها, ما بين هلع و جزع, رغبة بالمأمول, سعياً إليه, ما بين خطو و دعاء, لتصل حيناً و تضل أحياناً أُخَر..
غير أني لو أراك.. يبسمُ القلب الحزين!*
يا لاتساع هذا القلب الحزين, يا لعذوبة هذه الحروف التي أكملت حولها العاشر, و كأني بها خلاصة استشراقية لحدس قلب مؤمن, أرسل الله إليه إلهامه, فظل متمترساً خلف حزنه رغم ما اعترضه من سحب غيث محملة بالفرح, عبرت بما عبر الزمان, و انجلت_ على غير عادة الطبيعة_ ليعود المشهد إلى مبتداه..
عمّ الحديث يا صبية!
عمّ الحديث, و ذا القلب الحزين يجوب الوجوه والأسماء و العناوين و الأرقام, يغمض بصره خشية ما يستدل به على أثر لتلك الحروف, كأمٍّ تفتش في جموع العائدين عن ابنها, تتفحص الملامح بعينين شاردتين حيث هو, و بقلب غادرها من خلاف خفق لا إرادي يبقيها على قد الحياة سهوا, لا تجد من أثره علامة, لترتعد في أوصالها كل الدراب و المسميات, ما بين ثنائية " الأمل و اليأس", و كلاهما قاتل صامت, لا فرق بينهما سوى من تلقاء أفضليةٍ زمنية, تعطي الأمل مهلة تطول عمراً و لا تنقضي بما انقضى, و ذي الروح معلقة بحبل الأمل يا صبيّة!
عمّ الحديث! و ما نفع الأحاديث يا صاحبة القلب الحزين!
ليتها تكون فأكون فتكون بغير تهمل:
غير أني إذ رأيتكِ أفلح القلب الحزين!
يا فتنة الياسمين, يا زهرة تشرين, يا من تحرسين عتم الليل نجمةً لا يحرسها أحد سوى نصف روحٍ استودعتكِ إيّاها حين حل القضاء, تعالي فأكمليه أو ردّيه, فما أنا لأحيا بنصفي دون نصفي, و ذا العدل في الإنصاف, إلا امتثالاً لقضاءٍ؛ أسأل الله _ ليل نهار_ أن يكون بعيد الأجل, مؤجلاً إلى ما بعد اتكاءٍ على تلك العصا, و ما أخالك تنسين, و لك بها و لها عهد متين..
أعيتني الحروف حين صمت, و حين كتابة, و حين قراءة, و حين عودة إليّ دونكِ يا ابنة الزيتون!
بلّغوا.. و لو بشقِ نبوءةٍ يا صبية!

زهير حنيضل
01-28-2024, 02:08 AM
و تقول لي نفسي :
أشعل الضوء لئلا تعتاد الظلمةُ عينيك, فإن اعتادت عينيك اعتادت قلبك, و إن اعتادت قلبك اعتادت روحك, و الاعتياد في غير مكانه و زمانه و ضرورته؛ وجعٌ لا انقضاء له!
كلاكيت:
و تقول لي نفسي:
لا تشعل الضوء فتوغل في الأمل عيناك, فإن أوغلت عيناك أوغل قلبك, و إن أوغل قلبك أوغلت روحك, و الأمل في غير مكانه و زمانه و ضرورته؛ ألـمٌ لا انقضاء له!

26/04/2020



و بينهما؛ تمضي الحياة يا صبية, فرض عين أشبه بالكفاية, عينٌ على الجسد, و كفاية للروح, فما اتفقا بما التصقا, و ما اهتديا إلى هدنة, يختصمان صلحاً, عتباً على رسل الغياب, و لقاءً على شرف الوداع, و رحيلاً في ثنايا لقاءٍ لم يأتِ بعد!
و كأن بي إنما استدركتها قبل أوانها, بسنين لم تبح بها, بل تركتها مشهداً ختامياً بنهاية معلقة, كرواية حار كاتبها في نهايتها, فتركها للأيام في تداولها, لعلها تجد إلى الختام سبيلا..
" و يحدث أن يداهمنا الرحيل و لـمَّا نلتقِ بعد"!