مشاهدة النسخة كاملة : حجرة الذكريات والهروب
https://up.boohalharf.com/uploads/162396488803981.gif (https://up.boohalharf.com/)
لكل منا ذكريات،،،
جميلة كانت أم مؤلمة ،!!
وللناس مذاهبهم المختلفة في تذكرها، فمنهم من يتسلى ويفر من حياته، ومنهم من يسخر ولا يظهر شفقة ولا رحمة، ومنهم من يذهب غير هذه المذاهب كلها بالكتابة ، ليتخفف من بعض الهموم الثقال والخواطر الحزينة التي اتخمت داخل أعماقهم،
ولو عرف أهل الذكريات كيفية فهم الأشياء على حقيقتها ما اعترتهم آفة العزلة الموحشة ؟!!
وما أعجب من أن يرى المرء الذكريات بين الساعة والساعة ، فيعرف أنها زاد الروح ، وحنين النفس إلى النسيان بالتذكر ، فيسر ويحزن ، ويغتم ويطمئن ، ويبكي ويضحك .
كانت على شفا حفرة من الجنون حين رأتهم يعدمون كل شيء في الحال ،
كيف يشعرون بالتحسن وهم يلتهمون قلبها على العشاء ؟
كانت على يقين بأنها ستموت كمدا ،
تتمتم في خفوت وبقلب منكس : إذا مس الفراق القلب التوى وتحطم ،
وخرج منه الدم وعاد إليه، وكأن في القلب معنى من معاني الموت ،
وماذا تعرفون يا سادة عن الجرح ؟
أخبرتهم أن الجرح سيد نبيل ،
ويجب أن يكون كما خلقه الله مأوى للحزانى والحيارى ،
والذين صفعتهم الحياة على قلوبهم بدم بارد ،
أخبروها بأنها نذير شؤم عليهم ، "ما لكم كيف تحكمون" ؟
كان جل ذنبها أنها خلقت من طين الغضب وماء الحقد ،
أي لعنة أصابتك يا شقيقة الموت ؟
لم يكن الكبر مذهبها ولا عقيدة تتشبث بها ،
تؤمن حد السكين أن الغرور مجلبة للشر ،
لطالما استهزؤوا بقولها : الاقتراب يعني الاحتراق ،
كذبوها وعقروا روحها واستباحوا حتى ظلها ،
أي جرم هذا يا حمقى ؟ علمت بأن على قدر الجرم يكون العقاب ،
انزوت ككنفذ ملعون وقالت : لا مساس ،
وقالت : لا مساس .
عار على الأيام ماذا تفعل ؟
الله هذا الظلم كيف يطاق ؟!!
تشعرين أنك معلقة بين القلق وبين الطمأنينة ،
بين حزنك الأسود وبين امتصاص حياتك كأكبر جذور تحت الأرض ،
بين تحرير روحك وانطلاقها دون قيود وانحصار وبين مساحة لا يتعداها أبدا جناحك العاجز عن الطيران ،
تلتمسين شروق من غروب وتشتاقين ،،،
أو تحاولين ،
تمشين في متاهات خيبة الأمل حيث الصدى يرجع الأفكار ويستثير الحنين ،
تصلين إلى حياة مجهولة حيث كل النواقيس كلها تقرع للموت ،
تقولين الأشياء بصورة غير مباشرة بحجة استبدال قلب مهترئ بمشكاة ،!!
تمضخ عينك بدمع من السخط ، من العجز الحانق ،
تحسين بالهزيمة ، بالألم ؛ لعدم حصولك على تغير مسار التاريخ ومخالفته ، تلحقين الأذى بنفسك ولقد بلغت الحدة التي تلفظين بها كل مبلغ ،
تقولين : لا تزعجوني إنني مشغولة ،
تجلسين مجددا بين يديه ،
تأملين في أن تلقيه بوجه طلق لا يرى عليه أثر من حزن أو هم ،
تنظرين أن يحمل عنك كل الذي أثقلك ،
تتعلقين بأسباب واهية وتمسكين بحبل منكسر ،
هو يا مسكينة يعصر قلبك عن آخره .
وما قيمة الأشياء إلا من أثر القلب ومعاني الجمال فيه ،
وهذا توافق النفس على ما يلائمها من تراكيب الحب وسر الخلود،
- ولكن - هذه الفلسفة تنقصها الفلسفة ، لأن النفس يقود بعضها بعضا ،
ولأن المعاني لا تصف روح المعاني،
ولأن الفكر محبوس في معاني الخوف والحزن والألم،
ولو قلنا أن الحب معراج النفوس ولذة الخير ، لوجدت أكثر الناس مختلفون،
- أما والله - لو عم الحب أهل الأرض جميعا لأصبح للكلمة الإنسانية سلطانها النافذ ، ولصار الإنسان إنسانا ، ولو نزل عنه صفة الإنسان، التي هي في حقيقتها - الضمير النقي - ،
ولكان الأفق الذي تشرق منه الشمس لتنير ظلمة هذا الكون ، والحكمة الصحيحة العالية التي تحلو فيها الكلمات ، وهذا في جملته من وجهة نظري هو إكتمال جمال النفس الإنسانية التي لا تنتهي ،
وأما الذين ينكرون كل هذا جملة وتفصيلا
- فأقول لهم - : لا تضطربوا، هذا هو الطريق .
وماذا بعد السؤال يا بهجة القلب ؟
ليس بعد السؤال سوى التكهن وأحيانا أمثلة فاضحة ،
أليست الحياة كلها جدل ؟ والجدل مواجهة مكشوفة في فضاء الأسئلة ، منذ بداية الخلق وحتى هذا القرن هناك أسئلة لا تزال مطروحة من دون إجابات ، ورغم ذلك مازلنا شغوفين بتوجيه الأسئلة ، أليست الأسئلة أكثر إمتاعا من الإجابات ؟
يبدو أننا تهنا كالطير تنشد الماء فوق المدخنة ،
مبصرين لا نرى غير السواد المخيف ، صمت عميق لا يشبه الصمت ، بل هو مثل لحظات الانتقال من زمن إلى زمن ، وبين الزمنين يدق زمن أكبر ، دقات تتوالد الآن وتختلط مثل جناحي طائر خرافي ، قاتل الله الحنين فهو شيء لا يباع ولا يشترى ، أتعرف ؟ لدي غضب ينحت العيون ، ولدي أمل نسي الانتظار مع الرغبة الخفية بالمرور ،
أترى اتحاد الأضداد هنا ؟ أقصد المتشابهات ؟!!
أيمكن أن يحل السلام والوئام بينهما ؟
أحيانا أقول في نفسي : اذهبي ياعطر ليس لك مكان سوى الكلمات ، ليس لك مكان سوى صرخة تشبه الخزي ،
هناك مقولة أظنها لدوستويفسكي تقول :
" إن الشعور بالخزي من الذات هو بعينه أصل البلاء "
أوليس العشق هو البلاء ذاته ؟
ويحكِ يا عطر ،
لكأنكِ عُدتِ بي كقارئٍ محترف يمخر عباب الكلمات لاستخراج المعاني إلى زمن كنا نعدّه أو نسميه بالعصر الرومنطيقي ،،،
حيث الأميرة النائمة هناك ، وشعرها المُرجّل حتى جاوز المتون وتدلّى بعد أن أصابته السماء ،،،
فوضعت على رأسها خمارا لتتقي زخّاته ،،،
فوقعت في داهية الجمال ! حيث زادها الخمار جمالاً فوق الجمال ! وحُسنا ضعف الحسن ! فراح القمر يلطم وجهه ويصرخ هذه الأميرة !!!
هذه الأميرة ،،، فسمعه زُحل ، فصار يدنو !!!
فدني فتدلّى ،
ثم رأى فذَهِبَت عيناه وقال : إنها لأميرة الأميرات لا يضيرها خمار ولا يعوزها تكحيك أشفار ،،،
بل خُلقت هكذا منها يصدر الحسن وإليها يعود !!
لله أنتِ ما أبعد فلسفتكِ يا هذه التي يقال لها : عطر
ياويل عطر مما يقولون ،،،
أوليس الحب كرة ماء ؟ ، هذا الذي لا يمكن أن تبلغه على يديك !! ، هو أشبه بأجنحة ملائكة ليست من ريش بقدر ما هي همهمة دافئة ، هو أحجية في لوحة خانقة ،
هو نطفة خارج اللغة وقوانينها ، يوحي بدفء لا نعرف مصدره ، أقول في نفسي أنت مبقورة بسحاب مكسور ياعطر ، فكيف بربك تحملين جذوع الموتى ؟
أتحتملون هذه الفكرة ؟ أتعرفون كيف تراوغ الكلمة معناها ؟ انظروا هذا الذي فوق الصدر جاثم ، تُراه من ؟ من هذا العاشق الهمجي ؟
وكيف إذا كان القلب مترعا بالحب مغشيا عليه من شدة الخفقان والاعصار ؟
ولكن ،،،
ماذا عن الصبر ؟؟؟ الصبر حتى تتجمد كرة الماء فتحيط بأطرافها اليد وتصبح الكرة ممكنة !!!
أليس كذلك ؟ أليس كذلك ؟
العشق يا عطر فقه العلاقة بين طرفين ،،، إن أحسنه طرفٌ أصلح ما أعطبه الطرف الآخر !!! والعشق شفاء لمن صالحت الأسقام بدنه ،،، والعشق بذل وعطاء حتى لو كان كبد العاشق ! فقد أُحل للمعشوق أكله ،،،
تُرى : أين ذلك العاشق ؟
يقول صاحبنا وهو الصادق وأنا الكذوب :
نجلاء فيم التمنع وفيم فيم التورع
ألست مثلي صب حشاه كم يتقطع
ألست مثلي محب ضميره يتوجع
ردي علي قليلا كي لا أموت وأصرع .
كثيرة هي ذكرياتي ،، كأني عشت ألف عام ،
إنها خزانة ضخمة مزدحمة الأدراج ..بأوراق الجرد والأشعار والبطاقات الرقيقة والدعاوى والأغاني العاطفية !
إن ما تخفيه من الأسرار أقل مما يخفيه وجداني الحزين ،
إنها كهف وهرم واسع يحوي من الجثث فوق ما تحويه الحفرة الجماعية !
أنا مقبرة عافها القمر، يسعى فيها كما يسعى الندم دود طويل ينقض دائما بنهم على الأعزاء من أمواتي !
أنا بهو قديم تملؤه الزهور الذابلة !!
أنا الصرخة الحادة في صوتي والسُّم الأسود في دمي ،
أنا المرآة المشؤومة التي تتملى فيها المرأة الشرسة وجهها ،
أنا الجرح والسكين أنا الخدُّ والصّفعة ،
أنا الجسد ودولاب التعذيب ،
أنا الجلاد والضحية ،
أنا مصاص دماء قلبي ،
وأحد هؤلاء المنبوذين العظام الذين حُكم عليهم بالضحك المؤبد !!
ولكن امتنع عليهم الابتسام !
بودلير- شاعر فرنسي
لَدرْءُ غَمٍ وَطُولِ سُقْمٍ
وَنَزْع سَهْمٍ بِغَيرِ دَمٍ
وَغَدْر خِلٍ وَفرطِ ذُلٍ
ونَيلِ حَظٍ بِأرضِ شُؤمٍ
وخَلعِ ظُفْرٍ وَقَبْضِ جَمْرٍ
وَجُوْرِ أَهْلٍ بِدَاْرِ ظُلْمٍ
وَبَترِ سَاقٍ لِأهْلِ وِدٍ
وَسُوءِ بِرٍ لِقَلْب أُمٍ
وَكَي كِبْدٍ وَرَتْقِ جِلْدٍ
وَقَطْعِ كَفٍ بِغيْرِ إثمٍ
أهْوَنُ مِنْ حَرَقَاتِ صَبٍ
يَرْجُو لِقاءً بِبَيْتِ رَدْمٍ
أرَى شَفقا أخضَرا، والأفقُ أحْلام،
وَرْسْم َ امْرأةٍ،
يَخْتصِرُ النِسَاء..
بَريْقُ عَينيها يُشعِلُ الليْلَ،
كي أستنيرَ،
وَلأنَها تَرْعَاني، لَنْ أخافَ، لََنْ أتُوْهَ،
والرُؤى حَقيْقة..؟
عِطرٌ هِي، لا غيرَهَا،
ولا صَفحَةً غَيرَها أقرَأُهَا
عِطرٌٌ هِي، وَهَذا اسْمُها،
فمَحَوْتُ لأَجْلِها أسْمَاءَ العُطورِ جَميعَها
مِنَ الألفِ إلى اليَاء..
* أقْبِليْ إليَ كيفِ شِئْتِ،
في كل الأوقات،
لا تخافي، فليس لدَيَ اعْوجَاج،
وَسُبُلي طاهرة، ومَقاصِدي نَقيَة،
حِينَها سَتَذْهلين:
كَيْفَ يَسْتحيلُ جَسَدُكِ بَيْنَ يَديَ نَهْرا،
وَكَيفَ تَسْتلقِي العَذارَىْ عَلى ضِفَتَيْه،
وَكَيْفَ تتناسَلُ الإخصَاب..؟!
* أحَاورُكِ في ليلٍ ضاحِكٍ، فتُجيبي:
وَتَطيرُ أعْراسٌ مُغردَةٌ،
ثمّ تشتاقُ..
يا حُلوَة المَذاق،
ويا طَعْمَ الحَليْبِ في فمٍ تَخَطىْ الفِطام..؟
* لِمَنْ تتجَمَلي كلَّ يَوْمٍ في ثوبٍ جَديدٍ،
وتزيدين مِن زينَتِكِ بَهاء..؟
بَحَثتُ، وعلى دربك أرسَلتُ العُيونَ،
فتأكَدْتُ: أنَكِ تَقصُدينِي، وَِأنَكِ لي،
لأنَّ ليْسَ غَيْري في الجوار..
* لأنَكِ تَذكُرين، مَنْ أحَبَكِ،
لأنك وفية،
أقبَلتِ إليَ: بَحْرَ خَمْرٍ قَبْلَ السَفَر،
ألأُبْحِرَ فيهِ أكْثر، يا بَهيَة،
أمْ لأعِبّ مِنْه نشْوَةً حَتىْ السكر..؟
* أنا لا أنسَىْ يِا حَبيْبَة،
مَا مَضَى،
لكِنَ ذِكريَاتي حَاضِرَة، كلّ يَومٍ طازجة،
ولا أعيدُ ما أرتحَلَ..؟
* أهيمُ في زَوْرَقٍ لِلعِشْقِ،
أشُقُ فيه عُبابَ السَوَادِ،
إلىْ رِحَابٍ مُزْهِرَة،
وأدخلُ مُقاتِلاً في مَواكِبٍ إلى العَواصِم..
أهْدِي إليْكِ الحُصُونَ وَالمَعْابد،
حَامِلاً مَاضِيَ المَجْدِ فيْ قَبْضَتي،
وتوَهُجاً آتياً، مِنَ المَشَارِق،
يَرْفعُنيْ مِن عَبْدٍ،
يُتَوِجُني، سُلطانَ المَمَالك..؟؟
" الشاعر سليم نقولا محسن "
يا هذا .. : لا أدري ما تقول !!
ولكن الحقيقة التي أعرفها - أن في الحب دمعة تنزل في القلب فيتمكن منه - ثم يترك لنا في كل خفقة عمر جديد، وكأن في القلوب حديث سماوي يذكرنا نعيم الجنة والخلود ، - أما - وقد أشعرتني به،
فإنه رحمة الله من فوق سبع سماوات، وأثر أفاض على الروح معنى الإنسانية في أجمل صورة ملائكية،
- ووالله - إن لفظة " آه " في الحب ، ما هي إلا ينبوع نور ليس فيه تعب ولا كدر،
- أي - " إني والله أحبك " .
جُنُونٌ وعِشقٌ ذَا يَرُوحُ وَذا يَغدُو،
فَهَذا لَهُ حَدٌّ، وَهَذا لَهُ حَدُّ.
هُمَا استَوْطَنا جسمي وَقلبي كِلاهُما
فَلمْ يَبْقَ لي قَلبٌ صَحيحٌ وَلا جِلدُ.
وَقَدْ سَكَنَا تحتَ الحَشَا، وَتَحَالَفَا
عَلى مُهْجَتي ألاّ يُفَارِقَهَا الجَهدُ.
فَأيُّ طَبِيبٍ يَسْتَطِيعُ بحيلَةٍ
يُعَالِجُ مِنْ دَاءَين مَا مِنْهُمَا بُدُّ.
" مصارع العشاق "
لم تكن تدري بأن هذا الكون جائر،
هي تحفظ الأسفار ،
تحفظ سورة وعشرون من القرآن
هي تدري بأن الأرض كبيت الله طاهرة،
لا مكر فيها ولاحقد ولا ذل ولا نكران ،
هي البراءة مرآة بها تثق،
وتقول - لا - ،
الزهر إذ يرنو ويبتسم - لا - ،
التين والزيتون والرمان إذ رقدوا ..
في لجة النور ما بين الحسن والإحسان ..
- لا - ،
يقف الصغار لينظرون وكل ساق على ساق،
يبحثون عن العراف ويسألون عن سر كل هالك ،
يسألون روض المنى كيف انطوت ،
عين الصبية في كتاب الجمر من بعد ما سفكوا دماء اليسر
على بوابة الطهر والغفران ..
- لا - ،
تخاطبهم ، وقد غلب الأسى البكاء، - يا رفاق - :
أيكم يأكل من لحم أخيه دون خوف يدق العظام ؟
أيكم ؟!!
وأيكم ضاقت عليه السبع الطباق ؟!
تعود ..
ولم تك أبدا حاضرة ،
تمسك رفات العمر تهديه لسخرية الخوف،
تهاجمها فتنة المجيء،
زغرودة الميلاد ،
قبلة الموت تمزقها ، تبكي ...
والشر ما زال يكتمل ،
تشم .. في جيدها أَسِنَّة الطوفان ،
تقول ناقمة على صروف الدهر والقبح ،
والهجين من الكلام ،
- لا - ...
لا سلام
لا رحمة
لا ود
لا أمان .
--ليلة موحشة أخرى يا عطر
-- وما الجديد، لا بأس
-- تقفين مثل ريح تتكسر صيفا يا ضائعة
-- الشمس لا تنحني للأصوات
-- روحك مثقلة بالغضب
-- صوت الموت يدوي في صدري
-- تكتبين عن الحب والحياة لا تريدك
-- الجثة لا تنتفض، ودوري ألا سلام علي
-- أطلقي روحك يا عطر واربطي على قلبك
-- سأعرج على الهلاك إن يك ظني صادقا .
حين أجلس لأكتب ... فلكي أهز الموتى،
أختار الكتابة عوضا عن حياة لم أجرؤ حتى على الحلم بها،
أكتب كي أترك مساحة مقنعة يتحرك فيها من يأتون بعدي لكي يروا كم كنت بطلة بلا نياشين،
كم ناضلت من أجلهم وانكسرت وجعا وبؤسا،
عزيزي القارئ لا تسأل عن حقيقة وصدق أي شيء،
أقسم لك أنني ولدت في عصر الديناصورات وعاصرت البشر،
تلك الكلمات ضمن سرب الأصوات البائسة والتي تبحث عن مهرب،
وسوف يأتي يوما ويقول أحد المارة ...
" هنا يا عطر ترقدين"
قالت وهي تحاورهم : أنا لا أقل جنونا عن أي منكم ،
أقسمت بأنها ستقطع الشعرة التي تربطها بالعقل ،
بذاك البريق الناري ، بتلك الملامح الملتوية بالألم ،
بذاك العرق المملح ، بهذا الصوت المحاصر بالشظايا الخشنة ،
كثيرا كنت أجلس وأجرب الألم ، بي شيء أعمق من الألم ،
أقسم لك أيها القارئ بأن رأسي ينبت فيها أشجار مظلمة ،
أشياء مكشوفة بلا ترقيم ، تهديدات لا تتوقف ، أسرار سحيقة ،
هي أشبه باللعنة التي تأكلها الدود ،
"من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا "
يا حمقى يسقط الأصحاء موتى بين ليلة وضحاها ،
أفلا تعلمون ؟!!
هاروت وماروت ضلوا طريقهما
يا حمقى : نحن هنا ، حبر وأمزجة .
قالت : يا فسحة الخيال، يا كثافة البوح، يا انعكاس النفس، يا دفق العواطف، يا احتجاج التيار،
توقفت قليلا ثم قالت : يا قسوة في صرامة
من أي اغتراب جئت ؟!!
لَا تَشْتَكِي الشَّوْق مَا بُعْدِي مِنَ الْمَلَلِ
وَلَا سَــلَــوْتُ وَلَا جُـــرْحُــي بـِمـنْـدَمـِـلِ
لَكِنَّ هُوَ الـدَّهْـرُ يُـعْطِيـنَـا وَيَـمْـنَـعُـنَا
فَالْأَمْسَ فِي جَذَلٍ وَالْيَوْم فِي وَجَلِ
لِذَات وَصْلٍ أَتَتْ سُرْعَانَ مَا ذَهَبَتْ
كَـأَنَّـهَا حُـلْـمٌ يَـمْـضِـي عَـلَـى عَـجَـلٍ
وَالْـحُـزْنَ مِـثْـلُ الـضَّـبْـعِ يَأْكُـلَني
حَيًّا وَيُنْضِجنِي وَيْلِي عَلَى مَهَلٍ
فِي غُرْبَةِ الرَّوْحِ صَارَتْ مُهْجَتي مَزَقَا
مَـا عُــدْتُ أَصْــبُــو وَلَا أَرْتَــاحُ لِـلْـغَــزَلِ
مِنْ غَرْبَةٍ قَتَلَتْ فِي النَّفْسِ صَبْوَتَهَا
وَأَلْـبَـسَـتْ رَوْحُ حُـب لـبْـسَــةِ الْـمَـلَـلِ
دُنْيَاَي تُبْعِدُنِي شَوْقي يُسَهدُنِي
فَمَنْ يُسَاعِدُنِي كُفي عَنِ الْعَذْلِ ؟!!
ولم أرجو منك إلا أن تكون هنا بمعنى من المعاني،
ولم أطلب إلا مكانا قصيا، وهل سألتك إلا أن ترتب البيت الخرب الذي بداخلي ؟
وأسألك أن تروي روحي التي لا رجاء فيها .
لا تؤجلوا غضب اليوم إلى الغد
اغضبوا
فالأرض تركع تحت أقدام الغضب
والتبر يسجد للشهيد إذا غضب
والظن يقتل صاحبه إذا اضطرب
حين تحب .. تمتلك حاسة قلبك ... والقلب يا أحبة لا يكذب ...
هنا ... تبدأ الحياة من هذه اللحظة التي تفيق فيها على دهشة وقلق ولذة وأمل وخوف وترقب ،
تقف مثل طفل مذعور ، أو درويش لا يتقدم ولكنه يجمع النقائض ،
وإذا بك يا مسكين في صراع لا وصول فيه ولا قصد ،
وكأن الريح تقلبك يمينا وشمالا ، تحارب أيما حرب ولا توقف عن الخفقان المضطرب ،
قالت : تملكين قلب يصرخ ... قلب يهذي باسم لم يبكي صاحبه يوما على جرح ،
قلت : هو جرح عميق وللمجروح أن يصرخ في كل نبض ،
قالت : متى تصلين ؟
قلت : الجواب بذاته لا يستقيم ،
قالت : ما بال قلبك الآن
قلت : خاب والله خاب .
يقول المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام :
المحبة فلتكن بلا رياء. كونوا كارهين الشر، ملتصقين بالخير .
ويقول أيضا :
المحبة لا تصنع شرا للقريب، فالمحبة هي تكميل الناموس ،،،
وأما المحبة الأخوية فلا حاجة لكم أن أكتب إليكم عنها،
لأنكم أنفسكم متعلمون من الله أن يحب بعضكم بعضا .
قالت عنه ذات مرة :
إنه يفكر كثيرا، يفكر في كل شيء،
يفكر حتى في وجودنا وكرامتنا الإنسانية،
-- هل تخفين عنه شيء ؟
يبدو لي ذلك، الإعتراف قسوة، ولا أحب أن أكون قاسية تجاهه، ثم كيف أجعله يعاني وهو القريب إلى قلبي ؟
-- هل يفهمك جيدا ؟
هو لم ولن يفهمني، وهذا محزن حقا، لن يفهم إني أخاف، أخاف كل شيء، أخاف أقل الأشياء وأصغرها، وأكثر ما أخافه وجودي مع الآخرين والحديث معهم، هو لن يفهم هذا، لن يفهم أنني لا أستطيع الاعتياد مع نفسي بأي حال من الأحوال، لن يفهم أنني أجهل نفسي تماما، لن يفهم أنني أريد الهروب من كل شيء، أريد الخروج من كل شيء،
-- هل تدركين هذه الحقيقة ؟
لقد قضمت الحقيقة روحي .
وها أنا ذا - أعيد القراءة - أشعر بالحزن،
وما أكثره في قلبي .
يا هموم الحب يا قبل في بحار الشوق تغتسل .
" الأخوان رحباني "
أهناك شيء يستحق أي دهشة ؟ أي خطوة أخرى للحياة ؟
كلانا في حاجة إلى أن نفيق ، في حاجة لتجاهل الزمان ذاته ،
في حاجة إلى معرفة أين ينتهي الواحد منا حين يتخلى عنه الآخر ؟
أنا في حاجة لمواجهة ثلاثة أشباح ، الليل والدرب والعناصر ،
هذا كابوس ، أنت يا عطر تحلمين ،
ليلة وراء ليلة تنزفين كمن يفرغ جوفه من إثم ، عليك أن تحذري ،!!
أي نعاس سيرسلك وهذا الكون إلى العدم ،
سأخبرك بسر محاولة تسكين النبض ، لولاك لقمت على باب موتي بتسليم نصيبي من الحياة ،
أتعرف أني سألت ساعي البريد أن يحملني إليك سلاما على الأقل ؟
ماذا تتوقع وماذا تنتظر ؟؟
أحتاج أن أسكت الوجع الذي يمزق عظامي يامن يسحق الورد على عنقي ،
يا ختم تاريخ كامل مثل موت لبعث جديد ،
وأنت يا حزن ،
أيها الحزن : بحق الله ماذا تريد منا ؟
أتظن أن حياتي مصعوقة بسخف ؟!!
أتظن أن التمزق يفوق الاحتمال ؟!!
أتدري ؟!!
عمرنا مذبوح مثل المواعيد المشطوبة،
مقوس مثل ظهورنا .
يقول تولستوي :
الأحزان أحيانا تجعل المرء خسيسا لايرى الفضائل .
الجمال هبة ربانية ومأساة إنسانية .
-- ألا تكفين عن حمقك يا غليظة ؟!!
أسعى بكل حزم أن أبدأ من حيث انتهى الآخرون ..
-- إصلاح العقول عادة وتشكيل إنسانية ،،،
ليس لسائل أن يسأل لماذا وصلنا لغسل أمسنا من الدنس ؟!!
-- هل يدرك الليل الخطيئة ؟!!
بلى، حين يطل السؤال من الكآبة ..
- وتالله - لقد نالني منك ثقَّلَة أودت بكل معاني الجمال في،
ولقد وجدت نفسي هائمة بين صرف القلب في إدراك المعنى وبين التأمل وإعمال الخاطر في الأمر الذي يدركه العقل ومعرفة كنهه وحقيقته، ثم ما لبثت أن عدت من حيث بدأت ،
فحاولت الفرار منك بعد طول مراوغة ،
فعجزت عجز المقبور عن التسبيح ، وعجز الماء العكر من أن يكون صافيا ،
ثم أدركت أنك ندى النهار وبسمته ، وجواهر الليل وضحكته، وأن وصالك رحمة من الله لقلب لولاك لطاح به الموت .
وما كنت لديهم إذ يختصمون ،،،
أيكم يسحق عطر ؟
وإني لمشتاق إلى ظل صاحب
يروق ويصفو إن كدرت عليه
عذيري من الإنسان لا إن جفوته
صفا لي ولا إن كنت طوع يديه
" أبو العتاهية"
لماذا لا يتصرف الجرح بشكل جميل أنيق وينتحر ؟
يا إلهي ،،،
لماذا نموت قبل أن نموت ؟
لماذا لا يموت الأوغاد جملة واحدة ؟
لماذا لا يموت الجميع والسلام ؟
بين عرس وجنازة انفجرت ياسمينة ، حدثتني عن الأرض كيف تقتل البنفسج ؟
ثم بكت .. ثم ضحكت .. ثم جرت .. ثم رقصت .. ثم بكت..
ثم حكت ،، يوم فهمت الحقل أدركت سر العشب ،،
حدثتها عن عشتار ولغز الحياة ، وعن الرصاصة ماذا تفعل بالرأس ؟
قبلتني ،، ثم حطت كجناح يمامة حطت ثم حلقت نحو الله .
جاء في الكتاب المقدس أن "المحبة لا ترى إلا كل جميل في من تحب "
وقيل في نص آخر " ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى لأن التي ترى وقتية وأما التي لا ترى فأبدية "
والروح يا سيد غضبان ريح مذعورة من جنون الحلم العريض،
على بعد شمس أدنى من البحر تصرخ حين يمر العابرون،
تبكي عليهم، وتبكي عليها، هل يذكرون صرخة الوحي "اليوم أكملت لكم دينكم" ؟!!
جبريل يصرخ اقرأ ....
وما هو بقارئ !!
هو السيد، فخر بني آدم، صلوات ربي وسلامه عليه .
هي لا تكذب، هي مذعورة، من فرط عشقها،
تخاطب ظنها : الإنسان مادة وروح وسوف يستمر،
هي مجنونة، تريد إشعال الطريق بمصابيح المحبة، الإخلاص، الصدق،
تالله إن الحب ليجمعهن جمعا،
- يا أم المسيح - علميهم كيف تكون الرؤية والجمال ؟!!
--هل خذلك أحدهم يومًا ؟!!
--بلى ،،
وماذا فعلتِ ؟!
-- لم أفعل شيء ، عدت كما لو أني لم أعرفه ،
وها هو عندي كالجميع .
-- أتشعرين بالحزن ، بالخزي ، بالألم ؟؟!
-- كلنا كذلك ، لم ينجو أحد من منغصات الحياة ،
ولم يسلم أحد من حماقة بعض البشر .
من تراكم الحمق يموت البشر ،،
آمين حتى نهاية الزمن .
مثل دود الموت ،،،
لا يأكلون لحم القديسين .
وجزاء السيئة سيئة مثلها ،،،
فعلام ينزعج الظالمين ؟
ضاقت علينا كالتابوت والله .
جزى الله الصداع بمثل ما فعل
ندمك وإقرارك بالخطيئة التي فعلتها يصحح إيمانك ،
اسألوه العفو يرحمكم الله .
إي والله...
أَخِلّاءُ الرَخاءِ هُمُ كَثيرٌ
وَلَكِن في البَلاءِ هُمُ قَليلُ
فَلا يَغرُركَ خُلَّةُ مَن تُؤاخي
فَما لَكَ عِندَ نائِبَةٍ خَليلُ
وَكُلُّ أَخٍ يَقولُ أَنا وَفِيٌّ
وَلَكِن لَيسَ يَفعَلُ ما يَقولُ
سِوى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدينٌ
فَذاكَ لِما يَقولُ هُوَ الفَعولُ
" حسان بن ثابت "
عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ إذ عوى
وصوَتَ إنسانٌ فكدتُ أطيرُ
يـــرى اللهُ إنـّي للأنيسِ ِلكــــارهٌ
وتبغضهم ْ لي مقلة ٌ و ضميـرُ
الأحيمر السعدي
يا ويلي من الغضب ،،،
ألا يترك لي لحظة صفاء أهنأ بها وفيها !!
ويا ويلي من سوء ظني ،،،
الجحيم يا عطر هي الطريقة التي تقرأين بها المعنى ،
وماذا أفعل وأنا المذبوحة في قلقي ؟
أنا غاضبة جدا
وغضبي فاضح حقير
يريد فدية ، دماء الطهر تستهويه
يا ابنة قابيل الشيطان يلوح لكٍ فلا تلقين له بالا
فقد خاب من غضب
في هذا الزمان الصعب
لا يحيا إلا الزيف
إلا أحفاد إبليس
إلا أشقاء يوسف
الكل يأكل من لحم أخيه، نيئا
ويجيزون ما لا يجوز ...
هنا على أرض الخطاه، أرض الطغاه
أحرقوا الأخضر واليابس
لم يعد الناس هم الناس
ولقد حل الوباء
لا شيء إلا الرياء، إلا العداء
والأرض يسكنها الشقاء
ولصوص ومصاصوا دماء
وعيون ماتت منها الحياء
لست أظن لدينا اليوم عطاء .
" الحياة قاسية ولكن تلينها الأخوة والمحبة وصفاء النفوس، فبعض الأشخاص وطن !!!
يجعلونك تكتفي بهم عن كل البشر!!
وهناك أشخاص عندما تلتقي بهم تشعر بأنك التقيت بنفسك، فثروة الإنسان هي حب الآخرين "
" الإمام الشافعي "
وكنت أسأله صديق صادق صدوق أشدد به أزري وأشركه في أمري .
فيا حالها الآن وهي تولج في الظلام .
واجعل لنا في الحزن خبيئة .
-- أتعرفين شيئا عن الوجع الذي يمزق العظام ؟
-- هي الصخرة التي حفرت في كوم رمل لتوسيد الجسد
حينما سُئل الفيلسوف اليوناني ديوجين الكلبي مايصنع بمصباحه وكان يدور به في بياض النهار قال :
( أفتش عن إنسان )
--ماذا تريدين من هذا كله ؟
أريد حريتي ،،،
-- وكيف تنالين حريتك ؟
على أحدهم أن ينبش القبر ،،
--للقبور حرمة يا فقيرة الملامح
القبور الثلجية لا حرمة لها ،
-- أما زلتٍ على ظلالك القديم ؟!
لكم دينكم ولي دين .
ضاقت علينا كالقبور دروبها
ولبئس هذا الضيق إنْ لمْ يقشع
فبأَيُّ مقدور نردَّ يدَ القضا
والحق في حكم القضاء مشرِّع
كيف ؟ ومتى ؟ ولماذا ؟
كلها بدعة إلا من لماذا ،
وكفى الله المؤمنين العناد .
ما بكِ يا نون ؟
بي غضب الشيطان حين أمره الله بالسجود لآدم .
شبحان بداخلي يختصمان، وأنا منصت جيد .
يا الله ،،،
هذه حجرة تعذيب .
في الحجرة تسقط الفواصل والنقط ، تتهاوى الجدران ، تتسلل إلى المسام ، خرافة قائمة بين وهمين ، وهم مضى ووهم مُرتجى ، ألقيت نفسي في بحر لجيًّ من التنهُّدات وأنا في طريقي إليها ،
للعطر ريح بالجوارح تختفي // لكأن أوصالي نسيم يخفق
أتذكر هذا ؟!!
حباً وكرامة لصمت مخبوء في قلبكَ ،،،
للعطر ريح بالجوارح تختفي
لكأن أوصالي نسيم يخفق
العطر نور في الفؤاد مهيمن
كالبدرِ تسري في عروقي تبرق
ورحيقها شمس تدور بأضلعي
فمتى ذهبت ففي ضميري تشرق
فكأنها موج يسافر في دمي
وأكاد من نور المودة أغرق
جودي بوصل يالحبيبة إنني
من غيرما قصد فؤادي شيق
لقد قلت لك أيها العزيز أن فيك خصال لم أرها في أحد قط، غير أني والله لا أدري !! أقلتها لي أم أنك فرغتها في؟
ولو أن أحدهم سألني تسمية لهذه الخصال لسميتها،
" الأصل في الخلق " أو " الخلق في الأصل "
أو " الإنسانية بحقيقة الإنسانية " أو " الفضيلة في جمال الفكر " أو " المعان الحسان بختم يد الله " أو ..... أو ..... أو .....
وأما عن وصفك لي بالجهل والغباء والحمق،
- فوالله - لا يسعني إلا أن أجمع تلك المعاني وأطويها في القلب وحواشيه ، ولو كنت ملقي على نفسك - بردة - من معاني العطف واللين، لقمت على بنائي لا هدمي،
ولأسلمت قلبك لقلبي ،
فلا تبرح بيت الوصل طرفة عين حتى أصل .
وحبي لك يا ربيع كالعروة الوثقى لا انفصام لها .
يقول : أنا لها ... أنا لها ...
وأنا أفكر بطريقة لطيفة كيف أعتذر قبل أن يكمل حديثه ؟
على باب الحب القلب يجلس وينتظر،،،
كانت تردد على مسامعي أن أفيقي من أوهام تهيم في أوهام،
قلت : اسمعيني أرجوكِ، لولا العشق ما كانت المعرفة وما كان الشغف باللا محدود، أليس فيه صفاء فوقه صفاء تحته صفاء ؟!!
قالت : وكأنك بغير عقل، الحب هباء وصراخ روح ..
قلت : نعم نعم، من ذاق عرف، ومن وصف ما اتصف ..
قالت : ليس علينا أن نموت كل لحظة ..!!
قلت : العشق كله أهوال تخرس اللسان عن الإخبار ..!!!
قالت : برهان العشق له ألف طريق باليمين الصادقة ..؛
قلت : وحي السماء يجلو القلوب ويعصمها .
بربك هل عمدت إلى فراقي ؟!!
لقد أمعنت طعنا في التراقي ..
يؤرقني وقد أضحى بعيدا ..
وقلبي والحشا رهن احتراق ..!!
كتمت هواك حتى ضاق صدري ..
كأن الساق قد لفت بساق ..!!
كأني والنوائب في وصال ..
وهل من بعد طول الضر واقي ؟!!
وأحتمل القطيعة غير أني ..
فؤادي والجوانح في شقاق ..!!
نصيبي في دمائك ليس يخفى ..
كمحض الود معقود الطباق ..!!
أحبك يا ربيع فليت تدري ؟!!
لما في القلب من نار اشتياقي !!
لعمري ما سلوتك غير أني ..
فؤادي والهوى راما عناق ..!!
تعاتبني الخواطر فيك حتى ..
ظننت الفكر محكوم الوثاق ..!!
أعلم أن القصيدة فيها كسر
ولكني أحبها كما هي ، لكأن الكسور مقرونة بأربابها
عفوا ،،،
هو ليس كسر
هو خطأ لغوي .
وهو الذي يأوي المساكين ،،،
فعلام الحزن يا فقيرة ؟!!
والهوى سلطان مطاع، فلا يقولن أحد إنه عاشق إلا وكان تحت حكم سلطان عشقه، بل تحت شعلة الروح ذاتها، ولو ملك المحب السماء بما فيها والأرض وما عليها فلن يكون راضيا قانعا إلا بوجود المحبوب،
ولا يكون هذا إلا بعد معاناة ومشقة وكدر، فإن تم الوصل كان النعيم، وإن أصابهما البين كان الجحيم،
ولا يجوز للعاشقان أن يطولا بهما الهجر، وإلا فقد هلكا
ومن لذيذ كلامه حين ينادي علي ويقول :
يا عطر
يا عشق
يا نبض
يا غصن
فأقول : لبيك يا شجري .
ويأتيني من شفتيه الجميلتين كلام معسول ، يحمل بين طياته أملا غاب عني زمنا، فإذا الحياة نعيم حاضر وجنة وارفة الأغصان ، وقد تتكالب على قلبي المتعب هموم ثقال ، هموم تنوء بحملها الجبال الرواسي ، فتأتينى كلماته الرقراقة ، فينتعش قلبي بعد يأس ، ويسعد بعد بؤس ، وتجري في عروقه مجددا دماء الحياة ،
- فهات -من كلماتك العذبة- هات - ، فهنّ والله كلمات أشهى من الشهد وأحلى من العسل ،- هات - فإن بين سطورها للقلب البائس بشريات التفاؤل والأمل .
فقلت لمحدثي بعد طول مكاتبة : لكأن في حديثك عبير يصف أنفاس الحياة اللينة ، وعذوبة تتلألأ كأنها الكواكب والنجوم تصف الدنيا وزينتها ، - ووالله - لقد قرأته مثنى وثلاث ورباع، فوجدت فيه يقين لا يقبل الشك، ونور تبصر به ثمرة القلوب فتراها تضحك في وجوه العابثين ، وروحانية تصف الجنة ونعيمها ، وكأن كل لفظ يجري في خاطري جريان الماء في شرايين الورد ، وكل معنى يتصل بالروح بمدد من السماء
وزدت عليه فقلت : أسحر هذا ؟ أسحر هذا ؟
وكأنك تخط سطورك في روحي،
فإذا هي أنفاس الرحمة ومرآة الأمان .
لعمري ،،،
الحب معجزة لا يتفق والشيطان .
كيف حالك يا رفيقة والحياة بؤس لا ينقضي ووجع لا يحتمل وعذاب فاق حدود الاحتمال ؟
كيف حالك والحياة قصة وجع لا يعلم مداه ولا منتهاه إلا الله ؟
كيف حالك والذي أجرى دموعك على نحرك ؟
قفي ساعة يفديك شعري وشاعره
ولا تحزني إني لحزنك ناصره
أنا عالم بالأمر يا صديقتي
حسيبك أني لفرحك ناظره
جهد المشاعر يا ربيع بأن ترى
أهل الصبابة في النوى أحياء
يَقُولُون عِطْر بالسفاهة تَنْطِق
لَعَمْرِي لِهَذَا الْقَوْل عَنِّي بَوَائِق
فَوَاَللَّهِ لَا أَدْرِي بِأَيِّ شَرّ بَدَا
لَهُم فَلَقَد أَقْسَمْت أَلاَ أَصدَّق
وَلِي فُؤَادٌ أَبِيٌّ شَامِخٌ غَضِبٌ
فِي ثَوْبِ مُوسَى فَهَلْ يَنَتَابُه العَطَبُ ؟!
هادي مهجري
11-03-2020, 11:00 PM
قد يحصل اليوم مانخشى عواقبه
في العشق سيدتي..لا ينفع الهرب
أنا المعشوق لا أخفى
ونجلائي هي الأوفى
تزاورني رسائلَها
وبيتي صار في المنفى
متى سأوزرها طفلا
تزيح بحضنها الخوفا
متى أحبو فتحملني
هوى ما أطيب الكفا
متى سأذوق من ثغرٍ
وأحسو الحبّ والعطفا
متى سأشمها الخصلات
ألمس أسودا وحفا
أنا الولهان في المنفى
ووشم الشوق لايخفى
ذريني أذرف القبلات
فوق جبينها لطفا
وأزرع زهرة العشاق
فوق غصونها صفا
وألثمها فتسبح في
فؤادي الآن كي أُشفى
نجلاءُ ياهيفاءَ قافيتي
في ليلةِ الإذعانِ للقمَرِ
أمسكتُ طرفك بدءَ سهرتنا
حتّى بلغنا ساعة السحر
ماكانَ في الوجدان تكشفهُ
أكوانُ من حسّ بلا خطَرِ
حلوايَ قد أوفدتُها جملا
فأكلتها أحلى من الثمَرِ
هيَ خفقةُ الإحسان خفقتُنا
فنمت بنا في كبّة السمَر
هل لي بشعرٍ خصّني حصرا
فأجبتُ في رقصٍ على الشجرِ
ويحسبها الناس جمرا وإنها
الشمس تنبت منها الزهور
وفي حرفها سكر تحته
دموع تصالح قفل السرور
فيا عطرها حارب الهم في
فؤادي وأسكب على الليل نور
ويا طيف نجلاء كيف أخلد
شمس الضحى للدنا في سطور
أشكو إليك خرائبَ الروحِ
ومدامعا جفّتْ من النوحِ
يا وردتي في الحبّ أذبلني
طول البعاد، جفاء مملوحِ
نجلاء يا ميناء قافيتي
هبّي عليّ كعاصفِ الريحِ
وخذي حياتي واملئي جسدي
عطرًا لكي تُمحى تباريحي
نجلاء عينين ساحرتين
مرقت بقلبي كسهم العداء
تنمّرت ْ أهديتني وردتين
رصاصهم مهرقٌ للدماء
أحبّك نجلاء في جملتين
إذا واصلَ الحبر حُمّ القضاء
تريني أراوحُ في قصتين
كلا القصّتين تعلّي البناء
أخطّ لجلستنا مسلكين
كلا المسلكين صراط اللقاء
اوكتافيا،،، أخبريهم لماذا الحزن في عينيك لا يرحل ؟ قولي لهم ما قيمة الأرقام ؟ إن كنت الأخيرة فأنت الأولى، الصفر هو أعظم الأرقام، هو المقصود في قول الخطيئة الأولى، سحر الإيمان، القبلة المنسية، شجرة الخلد، سفر التكوين، أخطاء الكهنة، كبر الشيطان، الكذب المحفور على الجدران،
لا عليكم،،، مجرد هذيان .
وموجٍ كموجِ البحرِ بات يغمُرها
والروحُ منهُ في جزرٍ وفي مدِ
ترى اليقينَ بعين الوهمِ ينظُرُها
وتنسـُجَ حبلَ العُـمـرِ مـن مسدِ
هادي مهجري
11-05-2020, 01:30 PM
في الحب ..يا حسناء ما أحلى الغرق
ما أجمل السهر الجميل مع الأرق
ما أجمل الأشواق حين تلوكنا
والحرف من نيران حبي قد نطق
هو متعب ..لكنه حلو به
تغفو الليالي فوق أحضان الغسق
فيه ارتعاشة خافق ..وصبابة
فيه الفؤاد ..من اشتياقي يختنق
فيه السعادة ..بعض بعض دقائق
لكنها ..وضاءة ..مثل الألق
تكفي ابتسامة من نحب بلحظة
والشوق من هذا الفؤاد قد إنطلق
تكفي العيون ..إذا التقت في خلسة
والعين تغفو في تفاصيل الحدق
تكفي الرسائل ..حين نقرأ نبضها
والقلب يشتمّ الحروف مع الورق
هو جنة ..الشهد فيها نذوقه
وجهنم ..فيها الفؤاد قد احترق
ياروعة الحب الجميل ..ووصله
يا قسوة سهم الفراق إذا اخترق
هاتي يديك ..كي نعيش فربما
العمر من بين الليالي يسترق
هاتي يديك ..فلحظة مجنونة
تكفي فؤادي ..بعدها يأتي الغرق
هادي مهجري
سولاف
11-05-2020, 02:50 PM
حين تحب .. تمتلك حاسة قلبك ... والقلب يا أحبة لا يكذب ...
هنا ... تبدأ الحياة من هذه اللحظة التي تفيق فيها على دهشة وقلق ولذة وأمل وخوف وترقب ،
تقف مثل طفل مذعور ، أو درويش لا يتقدم ولكنه يجمع النقائض ،
وإذا بك يا مسكين في صراع لا وصول فيه ولا قصد ،
وكأن الريح تقلبك يمينا وشمالا ، تحارب أيما حرب ولا توقف عن الخفقان المضطرب ،
قالت : تملكين قلب يصرخ ... قلب يهذي باسم لم يبكي صاحبه يوما على جرح ،
قلت : هو جرح عميق وللمجروح أن يصرخ في كل نبض ،
قالت : متى تصلين ؟
قلت : الجواب بذاته لا يستقيم ،
قالت : ما بال قلبك الآن
قلت : خاب والله خاب .
كم توجع الخيبة
وكم النفس ترتدي الحداد
لحن مدادك كان گ العرجون
استذقته بروية
ملهم
ملهم
ملهم
في الحب ..يا حسناء ما أحلى الغرق
ما أجمل السهر الجميل مع الأرق
ما أجمل الأشواق حين تلوكنا
والحرف من نيران حبي قد نطق
هو متعب ..لكنه حلو به
تغفو الليالي فوق أحضان الغسق
فيه ارتعاشة خافق ..وصبابة
فيه الفؤاد ..من اشتياقي يختنق
فيه السعادة ..بعض بعض دقائق
لكنها ..وضاءة ..مثل الألق
تكفي ابتسامة من نحب بلحظة
والشوق من هذا الفؤاد قد إنطلق
تكفي العيون ..إذا التقت في خلسة
والعين تغفو في تفاصيل الحدق
تكفي الرسائل ..حين نقرأ نبضها
والقلب يشتمّ الحروف مع الورق
هو جنة ..الشهد فيها نذوقه
وجهنم ..فيها الفؤاد قد احترق
ياروعة الحب الجميل ..ووصله
يا قسوة سهم الفراق إذا اخترق
هاتي يديك ..كي نعيش فربما
العمر من بين الليالي يسترق
هاتي يديك ..فلحظة مجنونة
تكفي فؤادي ..بعدها يأتي الغرق
هادي مهجري
الله الله
أطربتني وأيمَّ الله ، وكيف لا وحرفك بين سماء وأرض ينزع الإشراق المُعجز وأثر روح الكلام ،
تحياتي التي لا ولن تنتهي .
كم توجع الخيبة
وكم النفس ترتدي الحداد
لحن مدادك كان گ العرجون
استذقته بروية
ملهم
ملهم
ملهم
أسعدني وجودك يا حبيبة ، أما عن الخيبات فوالله إنها بل عدد وقد بلغ وقعها النصاب ،
جميل اسمك سولاف ، أحببته جدا ،
لكِ تحية بحجم الكون .
-- تالله -- هذه ليلة حزينة جدا ،،،
ماذا أقول يا ربيع والمعنى حارت فى وصف معناه اللغات ؟!!
ماذا أقول والغموض يحيط بك إحاطة السوار بالمعصم ؟
فإذا هو واسطة العقد ومربط الفرس ، يجعل منك بحراً بعيد القاع بلغت أسراره مبلغاً عظيما ، فلا يقدر على كشف أسراره ولا على سبر أغواره إلا المقربون !!
- أما أنا - ، فهيهات !
فلا أقام الله للغموض بين المتحابين هامة ولا قامة يا ربيع ،
ماذا أقول بربك والكون حولي منغصا مكدرا ؟
ماذا وماذا أقول ولا أجد أمامى سواك لأبوح له بمكنون السرائر ، ولأبثه وجعا ضقت به ذرعا وألما امتلك علىّ نفسى أيما امتلاك ؟؟
-- ولكن -- أين أنت ؟!!
ماذا يا ربيع وقد أخبرتك أن بين يديك بقايا إنسانة ذهبت بها صروف الدهر المذاهب ، وفعلت فيها ريب المنون الأفاعيل ، وحطّت بساحه الأسى بقضها وقضيضها ، فإذا البؤس يطل من عينيها بوجه بشع ، وإذا التعاسة قد عنونت قصة حياتها فهى حاضرة لا تغيب !!
وكأن حياتي تعثرت فى طريق واعر فوقفت تنعي عارفيها ، وتنعي حظها بقلبٍ حزين ،
وكأن انكسار الألفاظ يا ربيع مبعثه ... انكسار تمكن فى قلبي المسكينِ !
فهى الأسداد تقف مجددا بيني وبين الناس حائلة ،
فلا والله أبرح بيت العزلة طرفة عين .
طول المحبةِ مهلكٌ
كالمُهل يغلي في العروق
ألم الصبابة لذة
رغم اضطرامي والحريق
تجد المحب بطبعهِ
مُتَهَتِّكاً مثل الغريق
وأحار في تصويره
وأحار من سِعة وضيق
الله يعلم أنني
بالحب في واد سحيق
لله دَرُك من فتىً
متناقضٌ قاسٍ رقيق
متفردٌ في بطشهِ
وبسيفه لدمي يريق
لله من سيف الهوى
لله من شوك الطريق
ولطالما حذرتني
فَلَرُبَّمَا انْقَلَبَ الصَدِيق
ولربما عاد الوفا
ولربما رجع البريق
أصخت إليه وهو أخرس صامت
فحدثني ليل السرى بالعجائب
وقال ألا كم كنت ملجأ قاتل
وموطن أواب تبتل تائب
وكم مر بي من مدلج ومؤوب
وقال بظلي من مطي وراكب
فما كان إلا أن طوتهم يد الردى
وطاحت بهم ريح النوى والنوائب
" ابن خفاجة "
هل يزعجك إن كتبت عن الموت ؟!!
سأكتب عن الأحجية لكي أصل إليك يا عمر (بضم العين وتسكين الميم)
سأكتب عن هذا المسخ الذي يمد يده يتناول سمكة من قعر البحر ويرفعها ويشويها في عين الماضي المشتعل،
أتأمل المساحة الكرتونية والكربونية التي نحتلها أنا وذاتي،
أجلس بين خيال مشوه بوجه أدمن تعزيز رفضي لذاتي،
لا تسخر مني حين أكتب ... !!!
أصابتني لعنة الموت حتى شوهت أجزائي ،
أقسم لك أيها القارئ أن اسمي المستعار هو " عطر "،
وهو أيضا صخرة بحجم جبل يقتل إذا ما سقطت على أحد ،
أنا لا أخاطبك، إنما أخاطب قارئا ليومياتي سوف يأتي لاحقا يتلصص ما بين السطور،
أما أنت .. أتسمح لي أن أحلم بمشاركتك الكفن ؟ !!
أما بعد ..
الوحشة والعزلة تستحق نظرة أخرى من ثلاثة أوجه متناسخة،
وجهة محصورة في إطار أسمنتي .
خطوات طيفك في الحشايا تطرق
سلمت خطاك بقدر نجم يبرق
ويلاه من نغم يسير بخاطري
كالزهر يرنو ماءه كي يورق
بي لوعة لا تنقضي أيامها
فإذا انقضت، هاجت كجمع يفلق
لا ضلع لي إلا وفيه مودة
وكأن كل جوارحي في تخفق
إني وربك يا الحبيب لأرتجي
يوما أفوز به بعهد يوثق
مسك إذا ذكراك مس حشاشتي
يا عطرها فردوس جنة يعبق
لله نفس بالخواطر تنتشي
لكأن أعضائي دبيب ينطق
فمتى يجيء لي الربيع فتنجلي
عبرات عيني إنها في تشهق .
بالله لا تقفي هنا حفرٌ
للهم والبلوى سترديكِ
ودعي الذين َ نسوا الوداد ولا
تعطي ودادك من يجافيكِ
لا تندمي إن كنت ِ مانحةً
حبًّا لمن خانوا لياليكِ
أنت الأميرة أنت سنبلة
تحنو لترعى كل متروكِ
أنت الحنان وآية قُرأت
للحب لا تبكي سأبكيكِ
صبرا وإن الله يرحمنا
ولسوف يعطينا ويعطيكِ
لا تجزعي لم تفقدي أحدا
وهمُ الألى فقدوا أياديكِ .
قال بعض الحكماء ربَّ حربٍ جُنيت من لفظة وربَّ عشق غُرس من لحظة وقال العتبي أبو الغصن الأعرابي قال: خرجت حاجّاً فلما مررت بقباء تداعى النَّاس ألماً وقالوا قد أقبلت الصقيل فنظرت وإذا جارية كأن وجهها سيف صقيل فلما رميناها بالحدق ألقت البرقع على وجهها فقلت يرحمكِ الله إنا سفرٌ وفينا أجرٌ فأمتعينا بوجهكِ فانصاعت وأنا أرى الضحك في عينيها وهي تقول:
وكنتَ متى أرسلتَ طرفكَ رائداً ... لقلبكَ يوماً أتبعتكَ المناظرُ
رأيتَ الذي لا تأكلهُ أنتَ قادرٌ ... عليه ولا عنْ بعضهِ أنتَ صابرُ
وقال جميل بن معمر العذري:
رمى اللهُ في عينيْ بثينةَ بالقذَى ... وفي الغرّ مِن أنيابِها بالقوادحِ
رمتْني بسهمٍ ريشهُ الكحلُ لمْ يضرْ ... ظواهرَ جلدي فهوَ في القلبِ جارِحي
أما معنى البيت الأول فقبيح أن يجعل في الغزل إن كان قصد في باطنه ما يتبين في ظاهره وقد زعم بعض أهل الأدب أن قوله رمى الله في عيني بثينة بالقذى إنَّما عنى به الرَّفيبَ وقوله. وفي الغرّ من أنيابها إنَّما عنى به سروات قومها والقوادح الحجارة وقد عرضتُ هذا القول على أبي العباس أحمد بن يحيى فأنكره وقال لم يعن ولم يرَ به بأساً العرب تقول قاتله الله فما أشجعه ولا تريد بذلك سوءاً .
نَحْنُ وهمْ الحكايا، وَهُمُوا السلام،
وَهُمُوا اللقاء والوجود،
نَحْنُ وَهمُْ الأسئلة ، نحن العدم ، نحن اغتراب المأذنة،
نحن ....
أرواح مستنسخة ،
نحن تركيبة عجيبة من البصر والعمى،
يقول الفيلسوف وأظنه ديورانت،:
إنه واجب علينا أن نحترم أوهام الناس بالقدر الذي نحترم فيه معتقداتنا .
ما هى الأشياء الأشد قسوة وغلظة ؟
هل هى الأصوات الإعتراضية ؟ أم أنها الدماء التي تنطلق من حناجرنا ؟!!
ما الذي يجعل المرء يشتهي الإيذاء ؟
ما الذي يجعله يتلذذ بآلام غيره ؟!!
ماذا تظنون- أيها القرّاء - أحاول أن أقول ...؟!!
يا إلهي ،،،
لو أنكم - فقط - علمتم بالأهوال التي تحيط بكم - بنا - بي .
أتراني أنصحكم،؟!!
متى عرفتم الحياة واهتاجت لها خواطركم وذهب لها تفكيركم كل مذهب،
هل في امكانكم أن تتخيروا ؟ بمحض اختياركم ؟!!
الذي يبدو لي أن الفعل يساوي الإحساس، فقط لو استطعنا أن نحمي أعضائنا ببساطة كالنغمة التي تحملها الكلمات .
قال بروتوس عندما وقف أمام الجماهير بعد أن طعن رفيق عمره قيصر:
ما قتلت قيصر لأني كنتُ أبغضه، بل لأنيّ كنتُ أحب روما أكثر منه .
لا شيء أسخف من النصح والوعظ في لحظة كالحظة التي أعيشها الآن ! آه من أولئك الراضين عن أنفسهم ، آه من ذلك الزهو المغرور الذي يصاحب كلام أولئك الثرثارين حين يأخذون يطلقون نصائحهم ومواعظهم وعباراتهم المأثورة ! لو علموا مدى شعوري بما تتصف به حالتي الراهنة من تردٍ وسوء ، لأصبحوا عاجزين عن العثور على كلمات يستعملونها في إسداء النصح وإزجاء الموعظة وإلقاء الدروس . وهل في وسعهم أن يقولوا لي أي شيء جديد لا أعرفه من قبل ؟
" دوستويفسكي "
-- احذري نجم حظك يا عطر فإنه قد أفل ،
-- وكيف أرحم مهجتي ؟!!
-- صاحب العرش يسمع ويرى ،
-- زرقة الليل ترعبني، هل تصدقين ؟
-- ما الجدوى في التقاط صوت موج البحر
-- والله لا جدوى، والله لا جدوى .
لماذا يهرب مني الناس ولماذا يعلقونني على صدورهم ؟
قالت : ذات يوم سأمضي إلى موتي كاملا ،،
وكل أحلامي التي رافقتني في حياتي ستمشي وراء نعشي .
والحب عزاء المحروم من بهجات الحياة ونعيمها، ومواساة للمحزون، وللضال وجود ومدى ممدود، وكنز موعود للبائس خلف الباب الموصود، وللمسكين والغريب سلوى، ويقين الحب الاحتراق به من بعد تذوقه، ثم اختراق الحجب وارتقاء الروح إلى سدر المنتهى، ومن أنكر هذا فهو من أصحاب النفوس السقيمة، أولئك الذين ماتوا دون أن يحيوا، ومن ظن يوما أنه اكتفى فقد كفر وكان من أخسأ الخاسرين .
يقول فرناندو بيسوا :
"اذا لم أكُن أملِكُ حتى ذاتي، فكيف أملكُ شخصاً أخر؟؟"
ويقول فى قصيدة العودة الى لشبونة :
أتريدونني متزوجا ، تافها ، عاديا ، وخانعا ؟
أتريدونني على نقيض ما أنا عليه ، على نقيض كل شيئ ؟
لو كنت شخصا آخر لأرضيتكم جميعا
لكن بما أني كما أنا، فتحلوا بالصبر !
اذهبوا الى الجحيم من دوني !
أو اتركوني أذهب الى الجحيم وحدي
لم ينبغى لنا أن نذهب معا ؟
وذات جرح سألتها ....
كيف تستريح عظامنا وجلودنا ؟
قالت : إن الهاوية عميقة فلا ملاذ لك ولا مرفأ
قلت : قلبي ينفطر ، حريق مستعر يئن في الليل
قالت : الجرح يأوينا والملح يغمرنا
قلت : كل شيء بلا جدوى ، والظل يبحث عن مطر أزرق وسماء
قالت : الحب أضواء تبتسم وترتطم بالسماء
قلت : أنت في غيبوبة دائمة ، وعينك أرض وسماء .
أشهد أنني قد عشت متأنية في سرد بعض تفاصيلي والبعض الآخر أكله الذئب
من يجيب عن أسئلتي ؟
الحياة ليست مجرد تدفق عاطفي سائب وإنما هى صرخة احتجاج على الإنسانية المفقودة .
هل أبدو لك قاسية ؟
أعرف أني خارجة عن السيطرة ، جسد جاء من العتم ارتطم بفحيح ساحر قبل أن يتمزق ، وحش بلون الطين ،
شبح بوجه مشوه وبفم ملئ بدم لا يزال رطبا ،
خيال غول يتشكل ويتجمد كمخبول تاق ليقصم أعناق الجميع ، لا تخشاه ولا تدعه يرعبك ،
أتعرف لو كنت أمامي الآن ؟
لمشيت فيك ومن خلالك ، بصمت أو بفوضى ، بمطلق الإيمان تغمر وجهي حفنات صباح ربيعي ، وجهك ينسخ وجهي ،
مرآة لي صرت أسألها كيف أبدو ؟
انظر انظر كيف صرت حيرتي ودليلي ؟
كيف أن اسمك البسيط يعطيني هذا الفيض من الفرح ؟
كيف امتلئت بك كعصفور ينام داخل وردة بلون المستحيل ،
أتعرف الآية التي يطلب فيها إبراهيم من الله : أرني كيف تحيي الموتى .. حين يأمره الله : " فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا " وناداها بإيمان فجاءت الأشلاء تسعى ، مثل الطير كنت مبعثرة وجئت أنت ومع أول نداء جمعتني ،
هل قلت لك من قبل أن عطر هي التي تعيش وليست التي تحيا ؟!!
ربيع الحب أمطرنا
بأزهار ونسرينا
فتيت المسك يغمرنا
كأن الطيب راعينا
كأن غرامنا نور
ورب العرش حامينا
كأنفاس الجنان بنا
نعيم بات يحوينا
كأن قلوبنا قبس
من الرحمان تروينا
كأن البدر في دمنا
يسابق نوره فينا
ذكّيُّ دماك في جسدي
سقى روحي رياحينا
صروف الدهر مربكة
فليت الود ساقينا
قطوف الروض دانية
علينا، ذاك يغنينا
وشوقي فيك مرتهن
وكل القول آمينا
ارْحَمْ قُلَيْبِي الـمُعَنَّى
وَاخْشَ عَذَابـًا ألِيمـًا
يَا شَاذِنـًا قَدْ تَرَنَّى
بِاللَّهِ كُنْ لِي رَحِيمـًا
وَكُنْ رَؤُوفـًا بِمُضْنَى
واعْطِفْ بِقَلْبٍ سَلِيمـًا
أخذَتني مِنْ سَقَامِي
فِي الحُبِّ أخذا وَبِيلا
فَهَلْ تُدَاوِي كلامِي
بِرِيقِكَ السَّلْسَبِيلا
موشح حجازي ولا أدري لمن هو !
حرية الإنسان في يد نفسه
والنفس أولى أن تمد لها اليدا
ولو اختبرت الناس في شهواتهم
لوجدت أكثرهم لها مستعبدا
لقائلها
هلا علمت رعاك الله ما كمدي
يا جرح يوسف في قلبي وفي كبدي
منفية وكأن الكون مقبرة
وقد يخالطها في القبر مضطهد
من أي فردوس جاءك ربيع يا نون ؟
لعطركِ يقضي الليل بالطرباتِ
ويفني حياةً يا ربيع حياتي
توسدّ من فرط الهوى بأرائكٍ
عليها حريرُ الوجد والصبواتِ
تعالي نعشْ ما أطيب العيش بالهوى
بشطِّ غرامٍ طيب النسماتِ
نخبئ حبّا في الرمال ونرتمي
على رمله ِ المملوء بالفتناتِ
ومدّي لقلبي راحتيك ومسّدي
حياتي التي أودى بها حرقاتي
إليكِ أيا نجلاءُ أقطعُ سبسبا
لألقى جنانًا بالهوى عطراتِ
أبوسع كل تلك العزلة أن تفرخ لحظات من السلام الداخلي ؟
قال بيكاسو ذات مرة : إن الفن هو مذكرات الألم والحزن ووصف الحزن بأنه العمود الفقري للحياة ، أرى أن الأمر محبوس بين خياريين : الطير والغراب ، الطير هي إرادة الحرية ، تخرج من أجسادنا مثل حفنات مجنحة ، نجري وراءها ولا نمسك بها ، الغراب هو إرادة الافتراس ، حفنات من السواد ينفرط فيها الجسد ليتجرد ويموج بنوافير الدم ، لا أفهم كيف أن أول الليل موعد تفلت الشياطين ؟
جنس مثلي لابد أن ينقرض ، لن أكف عن النداء حتى أكون أول من يسمع بوق إسرافيل للبعث .
ملحوظة مستحيلة :
لو أجلس إليك لمرة واحدة حتى تعلمني كيف أتنفس بعمق ؟
لقضي الأمر .
حبيبي إن سألتكَ فلتجبني
فقلبي منك ليس بمطمئنِ
عرضت هواك لي ونأيتَ حلمًا
ولم تحضر بهمي أو بحزني
تمنّيني الوداد ولستَ ترجو
وصالًا مثل اغنية ولحنِ
أحبّكَ انت ظل النخل أهوى
جذوعك إذ تحنّ بغير منِّ
هواك هوى تترجمه عيوني
ويسألني عليك جميل ظني
ولم أبخل عليك بكل عذبٍ
وقد عذبتْ رؤاي بكلّ فنِّ
فأنت الذوق والماء المنقّى
وأنت الحبّ يروي مثل مزنِ
هادي مهجري
11-17-2020, 02:15 PM
دعي الأحلام تحتضن التمني
ونامي في فؤادي واطمئني
جمال الحبّ في بعد وقرب
ومما قد نلاقيه ...نغنّي
جميل بين مدّ يحتوينا
وجزر ظالم منه تئن
هدوء الليل يجمعنا فنلهو
بأحضان تراقصنا ..بفنّ
ونثمل لا نبالي .. بالليالي
ونسكر بالغناء ..بكل لحن
وتمتزج الأيادي في هدوء
أنا منك ..وأنت اليوم منّي
نسافر في السماء على غيوم
تراقصنا .....وتغسلنا بمزن
أتيتك ..والشتاء يريد نارا
وفوق البرد ..لطفا لا تزدني
أنا المجنون ..عقلي في شرود
ومنذ أتيت ..زال العقل عنّي
هادي مهجري
من أنتِ، قولي من تكوني؟
إن لم تكوني نور عيني
ومتى أتيتِ بعالمي
من أينَ جئتِ، فأخبريني؟
ومتى بدأتِ بغزو قلبي
وسكنتِ كالأرواحِ فيني؟
هل أنتِ سرٌ غامضٌ
قد كان في أعماق كوني؟
قد كنتِ روحا جوف روحي
مذ كان في أمي جنيني؟
أي أَنتِ: إني لستُ أدري
لِمَ، وكيف نسِيتُ حيني؟
ونسِيتُ أَمكِنتي، وفي
عينيكِ تاهَ بها سفيني
وذكرتُ أني من ترابٍ
يسمو إلى العلياءِ طيني
فغادرت روحي إليكِ
وأتيتِ روحا من سنيني
وأتيتِ غيثا من يبابي
وأتيتِ فجرا ملء عيني
إن لم تكوني أَنتِ روحي
فلِمَ يَحِنُّ إليكِ طيني!؟
هذا ربيعك يا نجلاء فاستلمي
رسائل القلبِ ضوءًا شعّ من نغمي
لا تحرمي مهجتي حبّا يرممني
لا تحرمي روحك البيضاء يا حلمي
وأقبلي نكتبِ الآمال قافية
بضفتيها ندواي القلب من سقم
ونمنح الشمس من أنوارنا قبسا
لكي تضيء لمن تاهوا بذي الظلمِ
هذا هو الحب بحقيقة الحب ،،
واعلم - أعزك الله - أن النفس لن تدري معانيها ولن تدرك مقاصدها إلا إذا أشرق الحب فيها،
فإن عرفت وصلت، وإن جهلت ضلت، وإن تكبرت هوت، وإن استسلمت سلمت (بتشديد اللام)،
ولا سيما أن للصبر هنا حادثة وجود واجب، وعهد وكتاب نافذ،
فلا حيلة إلا الصبر طوعا أو كرها،
وفي النهاية - اعلم -
أن بالحب وحده يا صاحبي تعرف الله،
وليس غير الحب .
وكيف بقلب مقصوص الجناح مقطوع الساق متقلبا على الجمر ؟
يروح ويغدو،
وهو بلطف الله يمازح بلحمه الدم والروح،
ويبيح لكل عضو أن يبوح بما عنده وينوح .
" إن هذا لشيء عجيب "
يا غريب ...
الحب ما وقر في القلب وصدقته الجوارح،
فإذا ضاق القلب من ترادف الهموم هلك غما ومات اسفا،
قل لي ؟
متى نصح السكين الجالسين على جرح يضيق ويتسع ؟
الواقفين على رماد قلوبهم ناظرين العمر يعود ويرجع ،
السائرين على طعنات سيف وبكل ألوان الأذية يقطع .
-- هي القلوب يا عطر هي القلوب، إذا حكمت عدلت، وإذا انشغلت شغلت، وإذا أرادت أبصرت،
-- ولكنها الأرواح يا ربيع،
إذا التقت ارتقت، وإذا ارتقت صفت، وإذا صفت وصلت وتجلت،
-- وما الخلاف إذ أن كلاهما متصل بالآخر حيث يهيمان في لا مكان ولا زمان ؟
-- ولكن القلوب تتبدل فيها المقامات بين ليلة وضحاها،
أما الأرواح فهي أمر الله، لا تتبدل مقامها ولا يتغير مسارها .
ربيع ،،،
-- كيف أصبحت بعيدا هكذا ؟
عذّب القلب َ صدودا وجفا
صاحبٌ أنكر ودي ما وفى
طيفه السابح في عيني أبى
قبلةً لو نالها القلب اشتفى
-- أتدري ؟
سئمت حريتي في التفكير ووعيي الشيطاني،
هل تصدق أن التفكير ببذخ يجعلني لا أخشى الموت ؟
أيها النجلاء زوري مهجتي
واسمحي بالوصل حتى أقطفا
وردكِ العاطرَ يا أحلى شذا
ودعيني بالشذا ملتحفا
-- لا شك أن ثمة صلة بين الشقاء والتطرف يا سيد البنفسج ،
هناك شيء لم أفهمه والسعي إلى الفهم جلب لي لعنة العقل،
صدق صدق،
أنا أخشى عيشتي دون هوى
وأنا أرجو وصالا منصفا
وأنا أرجو زمانا صالحا
بسناه ونداه قد صفا
-- ومن عجب أني أنظر إليك بطموح لا حدود له ولا منتهى،
أنا أحني رأسي وأنت تخفي اﻵمك،
علام كل هذا والحلم كنز مسطر نسجت عروقه من نور جمالك ؟
امنحي العاشق سرا للهوى
وافتحي لي من رضاك المتحفا
-- قل لي بربك كيف أقنع نفسي أن قلبك ملتقى الرهبان،
ماء زلال يرافق المهج ؟
" هذا حديث خرافة يا سادة "
" تخاريف العزلة، وهذيان سكاكين القلق "
هادي مهجري
11-18-2020, 09:27 AM
أتيت لكي أموت على يديها
وقلبي هارب منها . إليها
بقلبي .. من عذاب الحب نار
إذا غابت ..وتقلقني عليها
أعيريني ..من الوصل ليال
أراقص في الهوى حبّا يديها
هادي مهجري
هادي مهجري
11-18-2020, 04:20 PM
تعالي وانزعي مني،فؤادي
قد استغنيت ..عنه في البعاد
يعذبني ... إذا ما غبت عني
فضمّيه ..... لأهنأ بالرقاد
هادي مهجري
وأشد من قهر النفس ومرارة الصبر قلب بائس تجري عليه الأقدار ولا مرد له،
لا خيار في الانتحار إن صح، وهل هناك خيار بين موت وموت ؟
وهل هناك فرق بين الحسرة وجنون الجوارج ؟
وأي شر أعظم من قنوط القلب وانقطاع رجاءه وجحيم الإنتظار ؟
- إن هذا - لهو حظ المحب الآيس من لقاء المحبوب،
وما العاشق المحروم إلا مقبور يمشي على الأرض لا هونا ولا سلاما،
للَّه كيف يتَشَعْب الحب في صدري ؟!!
( لله كيف يتَشَعْب صدع الحب في قلبي ؟!؟)
يا صاحبي :
إنني لست على ما يبدو لك مني ، فما مظاهري سوى رداء دقيق الصنع محوك من خيوط التساهل والحسنى ، ألتف به ليدرأ عني تطفلك ويقيك من إهمالي وتغافلي ...
وأما ذاتي الخفية الكبرى التي أدعوها أنا فسر غامض مكنون في أعماق سكون نفسي ولا يدركه أحد سواي ، وهنالك سيبقى أبدا غامضا مستترا .
يا صاحبي:
إنني أود أن لا تصدق ما أقول وأن لا تثق بما أفعل ، لأن أقوالي ليست سوى صدى لأفكارك، وأفعالي ليست سوى أشباح آمالك ،
" جبران "
يكفيك من قلق الكيان جرحا في أعماق روحك،
ويكفيك من نائبة الفراق ضرُّ دائم وجزع لا يزول،
أما أنا ... فيكفيني انطوائي على علَّتي .
ما الذي أصابك يا مائلة العينين ؟!!
تلتفتين مذعورة مثل سرب حمام أصر ألا ينظر صوب نعوش تتأرجح في الهواء، ترجفين مثل ثقب مكان القلب والأحشاء، تغوصين بقدميك في نعومة خيال على الأرض مذبوح بالظنون، تعوي برأسك ذئاب الجوع فتهذين بصوت هو أشبه ما يكون بمن يكون إذا صرخ شهق، .... تأملين ....،
أو تسألين من وراء فراغ الجوف ؟!!!
من هذا الذي نبش كل الأشياء بلا مبالاة وترك لي القلق ؟
من هذا الذي أجرى الماء ؟!
أغلق الباب لريثما تنمحي غيمة العرق ؟!!
أهو أنت تلاعبني بدائرة الضوء الشحيح ؟!
بظل يتطاول على جدران خرابة توقظ وسواسنا ؟
ربما تعجلنا بالتلاشي، -- فاتتنا أمور -- ؛ تحتاج إلى حلية كئيبة،
لقد سرقوه مني، انزلق كثعبان ماء حرص ألا يمس أركاننا المباركة،؛
بشرانا بضلع يضم الموت، بشرانا بتشوه عميق يطفح على الوجه،
انتهت الحكاية يا عطر،
... ولكنك ...
وبكل أشكال الحمق تنعسين على مصطبة الحنين المعجون بالعذاب .
إليك يا ربيع ...
إليك يا مهجة الروح وردة تحمل يتم دمعتها، إليك يا وطني المنفي، يا منفى الكلمات، يا رحلة المعنى، يا هدأة المساء،
إليك ... قلب خرج ... هنا يطل ويهتز ... يراود كفك فيبتسم،
إليك النون وما بعدها، طينة الإنسان، إليك صدر عقدت عليه بيدي، أقسمت بأغلظ الأيمان ألا يدخله أحد سواك، إليك روح تقترب، وتقترب .. كأنها في خلوة، يلمع ضوءها، سراج وهاج،
أفاقت من جنون حلمها وقالت : احذري يا عطر ... ستسقطين .
ماذا احكي لكم ؟
بداية قاسية لحياة أولها صرخة وأوسطها تعاسة وشقاء وخاتمتها هوى وسهد ممزوج بالموت ،
ماذا احكي لكم وقلق السؤال ورعشة الجواب تخبرك بمزيد من ركام هموم جاثي فوق فؤاد يذوب يأسا ويفنى ؟ وكأن الشقاء والهم لا يتوقفان عن الإنجاب ، لا سبب منطقي يجعلنا نفهم لماذا أو كيف أو متى علينا الاستمرار في حياة قاسية لا تطاق يرفضها كل ذي عقل رشيد ؟ لطالما آمنت أن جميع أسباب الحياة تنحصر في المعادلات الغامضة التي يخلفها الحب ، وجال بي ألف درب ودرب وفي كل درب نقول : نحيا بالحب ، نزدهر بالحب ، ننضج بالحب ،،،
على بعد خطوة قالت : ما أقسى هذا الوجع الأسود ،،
-- أكثير علي أن ألتقي والربيع ؟
-- أمسك عليك قلبك يا عطر فكل نبض فيه سهم
-- كل براءة في سترجع وانا أمشي إليه
-- تمشين إليه وأنت حافية يا عطر ... حافية يا عطر !!!
-- لعلي أطأ موضع قلبه فيضمني
-- اربطي على قلبك يا عطر فوالله من لا يتصل لن يصل .
أبقى بعيداً..
وسأبقى بعيداً من حيث أنني أتابعُ ، ولا أدري هل تتحسسين ذلك أم لا ؟
أتابع مديات السكاكين وهي تلسعُ في مشاعرك وجسدكِ،وما أجرؤ على الاقتراب ولو من بعيد لأن اقترابي يعني التأجيج لي ولكِ،وكأني..أو كأننا..ظهرنا في الوقت الغلط..في اللحظة الغلط..في الأوان الغلط...
نعم..كنت أتابع نوبات الألم التي تبلغ بكِ حد الألم الفظيع..وربما الجنون حتى..!! وكنتُ أعتذر لكِ،لأنني أدرك أن ما يمر بحياتكِ فوق التصور
أو هكذا يخيلُ لي
ما أعظم شقوتي ، لو استطعت أن أُذهب عنكِ الحزن بفقد أحبُّ الأشياء إلي لفقدتها راضية سعيدة وإني أعلم سبب شقائكِ يا أنتِ وأظنك تعرفين أنتِ الأخرى
أحاول أن أتماسك لكن الدموع تفور من عيني علّها تخفف أو تُصرف عني بعض همومي
( شيزوفرينيا )
اسمعيني جيدًا يا عزيزتي ،،،
أنصتي لتلك الكليمات التي سأقذفها إليك ولا تقفي عليها ولا تعحبي !!
كنتُ أقرأ وأتابع وأحتفظ بكل كلمة تتأوهين بها حتى لا تعتقدي أني في ذهول عنك،على الأقل بالمتابعة،وأني في عالمي وقرارة باطني أعيش مأساتك التي ليس لي فيها ذنبٌ أو جريرة إلا خفقاتي الصادقات التي تسكنني وإياكِ والتي كويتـُكِ بها وصارت خناجر غدر وإمعان وإيغال في قتلك وقتلي ،لأني ما استطعتُ ولن أستطيع أن أقدم بها شيئا ممكنًا في حياتي التي رسمت لها الأقدار مسارًا معينا،لو حدتُ عنه بوصة ستموتُ ابتسامة أنا الوحيدة المسؤولة عن بقائها أو وأدها..وأظنكِ تفهمينني جيدًا يا نجلاء
وهذا .... يعلم الله ما يقتلني ويقض مضجعي مع أني لم أقترف من جرم أكثر من خفق القلب الصادق في صدرك
صدقيني يا أنا إنها القصة التراجيدية الوحيدة التي عندي كل فصولها وتفاصيلها ولكنني أعجز عجزًا كاملًا عن إيجاد العنوان المناسب الذي يحتويها ويستوعبُ معانيها وإيحاءاتها
لكِ السلام حيثما أنتِ وكيفما أنتِ شبحًا باهتًا أو روحًا مشرقة .
يعاتبني الحبيب وليس يدري
ضجيج فرائدي وقليل حلمي
ويقسم بالقطيعة غير أني
أبحت له الفؤاد بكل فهمي
عذيري فيك يا محبوب إني
إذا أحببت مثلك كان خصمي
وتأخدك الظنون ، فلا أبالي
بأي الخافقين رميت سهمي
فحسبك يا شقيق الروح إني
لعمر أبيك بين جبال همي
يزول الناس عاما بعد عام
وتختلف الطبائع ذاك غمي
فيا كبدا محرقة وقلب
يطوف على الضلوع يهز عظمي
تمزق فيك بالأحشاء جلدي
وقد أرهقتني حتى بنومي
-- ما بك يا عطر ؟
-- بي وجع البكاء بلا صوت
-- لا تجزعي من مستراح يلوح من بعيد
-- كلانا على جمر النوى المر
-- متى أصبت أخطأت يا عطر
-- كل الكلام على الروح وجد
-- ناجي حروفه عله يزهو من القول
-- متى ناجيته شق جلدي بكرباج
أيقظي في الروح أحرفها يدنو منك
-- هيهات يبصرني .. هيهات .
خيم الصمت على الدمع يا ربيع ...
ناشدتك الله دعني أستنشق الراحة، دع كل شيء مستريح وهادئ، اجعل صوتك مسكنا لدمي ومهدئا لقلبي المضطرب،
لا تجعله يترنح ويسير بغباء بين الهاوية وبين المعبر الضيق الشاق الرهيب ،
أقسمت عليك ألا تجعله غريب مشرد بلا وطن ،
قالت : إنك تلقين بقلبك في موج لجي محتدم في وجه الصخور ،
قلت : لطالما سرت على طرق أوقعت بي في الظلمات ،
لم أر النور ولم يبدو للفجر اقترابا ،
قالت : لا تجعلي قلبك يألف كل تلك اللطائف يا عطر ،
انتبهي وانظري وقع خطاك خشية السقوط مرة أخرى ،
قلت : أسير حبوا وأحيانا أتوقف ، لن أسرع، ولن أهرول أبدا ، سأقف دائما على مخافة فقر ومنهل شغف ،
قالت : يا لك من غبية حمقاء ، عقلك غريب وخفقاتك مرتبكة ، ستموتين ولا يزال الكثير في داخلك ،
قلت : يجتمع على ضفاف قلبي قطعان من ظلال الموتى ، يشربونني كي يحيوا ، ثم كيف يموت المقبور يا رفيقة ؟
قالت : أتأملين في الوصول يا كثيرة الوقوع ؟
قلت : ما ضل قلبي وما غوى ، والله ما ضل .
هذا ربيع فأروني مثله ؟!!!
أنجلاء مهلا إنني فيك عاشق
وحق لمثلي أن يولهه السحر
رأيتك نجما قد أقض مضاجعي
ومنذ رأيت الحسن لم يكفني الصبر
وما حيلة المشتاق يرنو لقبلة
وهيهات لا يرضيه خمس ولا عشر
وألف ومليون قليل لشوقه
ولكن يود لو انه يسمح العمر
كأن نسيم الصبح جاء لعطرها
يروح على آثاره الضيم والكدر
فيا ليتني كنت السما فوق ظلها
وكنت لها أرضا لكي ينبت الزهر
وياليتني كنت الوطى تحت كلّها
إذ تلمس الترب يحنو لها الصخر
أحبكَ يا ربيعُ فأنتَ عندي
عزيزُ النفسِ محمودُ الخصالِ
كثيرُ الحِلمِ للضعفاءِ غيثٌ
كأنكَ تاجُ ينبوعِ الفَعالِ
ملكتَ بلحظِكَ الفتاكِ قلبي
وما للقلبِ دونكَ من وِصالِ
لَعمرُكَ ما لِحُسنِكَ من مثالٍ
فيا للهِ من حُسنِ الجمالِ
كأنَّ جبينَكَ المَعروقَ مِسكًا
يفوحُ على الطبيعةِ والخيالِ
ويا للهِ يجمعُنا وُدادٌ
يفيضُ عطاؤهُ من ذي الجلالِ
نصيبُكَ من فؤادي في غشاءٍ
كمصباحٍ مزيجٍ بالهلالِ
لغيركَ لن أكونَ بظِلِّ عَيْشٍ
فطُهْرُ الحبِّ تسبيحُ الحلالِ
رويدَكَ يا ربيعُ أظَلُّ أرنو
لأحظىٰ باللقا في كلِّ حالِ
فيا سعدي إذا قالوا ربيعٌ
حباني إذ جهلتَ بسوءِ حالي
ويا سعدي إذا قالوا ربيعٌ
تبسَّمَ ضاحكًا ضِحكَ اللآلي
يقولون لي دار الأحبة قد دنت
وأنت كئيب إن ذا لعجيب
فقلت وما تغني الديار وقربها
إذا لم يكن بين القلوب قريب
" الفراهيدي"
أمي أنا في بحر ضائقتي فمن
في وسعه ينجي الغريق إذا غرق ؟!!
وبعض الحروف نزف دون نزف،
وما عذري ونصفي دون نصف .
تقول أنك تعلم !! - ولكن - آه من قسوة لكن ؛
وهب أنك تعلم ، وهب أنك تدري ، أليست المعرفة مادة فانية تخزنها في عقلك وتحافظ عليها جهدك خوفا من أن تتألم ؟!!
إن كلمة الموت هي مادة غامضة غموض النفس الإنسانية ، فإذا نزلت بأحد وبلغت منه كل مبلغ ، أبصر في باطنه كأنه يسير بها فتنكشف له معناها ،
وهو بذلك إما هالك وإما مطمئن ، وعليه أن يحمل من معاني المادة وعلومها وحوادثها ليعلم كيف يشعر بمعاني الأشياء .
لم يبق مني في الدنيا سوى رمق
وليس في اليد من صحب سوى الكدر
لم يبق لي من طلا أمس سوى قدح
ولست أعلم ما الباقي من العمر
" رباعيات الخيام "
الحب قلق على قلق وأمر عسير ،،،
وبعض الناس ير أن الحب أمرا يسيرا هينا، يأتي طوعا ويخرج طوعا، والحقيقة أن الحب أمر عسير إذا تمكن من النفس وسكن الروح،
وقد جاء في الأثر أن الله جل جلاله قال للروح حين أمرها أن تدخل جسد آدم : ادخلي كرها واخرجي كرها، فهاب وجزع عليه السلام وهو فخار،
أما الاشتياق أيها السائل الكريم - فهو أدهى وأمر، فمثله مثل عين حمئة تذيب الأكباد من كمد اليأس .
والحب أمر سماوي لا دخل فيه للبشر ،
ومتى وجد الحب وجدت الإنسانية .
ولا نجاة من الحب إلا بالتسليم التام، أما العشق فهو المنتهى،
وليس لهذا المنتهى منتهى .
ولا يصح الحب إلا إذا استقام حال الحبيبين حينا من الدهر،
ولا يجوز أن نقول عنه حبا إلا إذا هتك حجاب القلب والتصق بالأحشاء وغاب عن الروح نحولها، فكانت سكينة النفس وهدأة الرضا،
وهذا عجيب والله .
والحب أضداد ولا يطرق الضد إلا بالضد.
وأما إذا انتزع من المحبين وحدث الفراق،
فكان هذا والله موقف من مواقف القيامة .
يقول القائل ولا أذكر اسمه :
نحن قوم إذا أحبوا ماتوا .
ثم إن هذا القلب غير صالح للحب ؛!!
أصدق من يتحدث عن الوجع .
ظل يردد :
- ها ما تعبدون ..وأنا الله ...ها ما تعبدون وأنا الله
رفعوا أمره إلى السلطان
مر السياف على عنقه بخط أحمر
تدفق الدم قانيا يتسرب من شبه فجوة في ركن ( الزاوية )
تتبعوا الأثر
كان الكنز ثمينا
لقد تغير كثيرا على غير عادته ،
هذا القلب غير صالح للحب يا سادة فافهموا .
في لحظة خيل إلي أني أمشي لا في مكان وإنما في جوفك .
يقال أن الحياة تمشي على كل شيء إلا المحبة .
" تالله تفتؤا تذكر يوسف "
وهل ينس العاشق معشوقه ؟
زعم جالينوس أنَّ المحبة قد تقع من العاقلين من باب تشاكلهما في العقل ولا تقع بين الأحمقين من باب تشاكلهما في الحمق لأن العقل يجري على ترتيب فيجوز أن يُتفق فيه على طريق واحد والحمق لا يجري على ترتيب فلا يجوز أن يقع به اتفاق بين اثنين وقال بعض المتطببتن إنَّ العشق طمع يتولد في القلب وتجتمع إليه مواد من الحرص مكلما قوي ازداد صاحبه في الاهتياج واللجاج وشدَّة القلق وكثرة الشَّهوة وعند ذلك يكون احتراق الدم واستحالته إلى السوداء والتهاب الصفراء وانقلابها إلى السوداء ومن طغيان السوداء فساد الفكر ومع فساد الفكر تكون العدامة ونقصان العقل ورجاء ما لا يكون وتمنِّي ما لا يتمُّ حتَّى يؤدي ذلك إلى الجنون فحينئذ ربَّما قتل العاشق نفسه وربَّما مات غمّاً وربَّما نظر إلى معشوقه فيموت فرحاً أو أسفاً وربَّما شهق شهقة فتختفي فيها روحه أربعاً وعشرين ساعة فيظنون أنَّه قد مات فيقبرونه وهو حيٌّ وربَّما تنفس الصعداء فتختنق نفسه في تامور قلبه وينضمُّ عليها القلب فلا ينفرج حتَّى يموت وربَّما ارتاح وتشوَّق للنَّظر أو رأى من يحبُّ فجأة فتخرج نفسه فجأة دفعة واحدة وأنت ترى العاشق إذا سمع بذكر من يحبُّ كيف يهرب ويستحيل لونه وإن كان الأمر يجري على ما ذكر فإنَّ زوال المكروه عمَّن هذه حاله لا سبيل إليه بتدبير الآدميين ولا شفاء له إلاَّ بلطف يقع له من رب العالمين وذلك أن المكروه العارض من سبب قائم منفرد بنفسه يتهيَّأ التَّلطُّف في إزالته بإزالة سببه فإذا وقع الشَّيئان وكل واحد منهما علَّة لصاحبه لم يكن إلى زوال واحدة منهما سبيل فإذا كانت السوداء سبباً لاتصال الفكر وكان اتصال الفكر سبباً لاحتراق الدم والصفراء وقلبها إلى تقوية السوداء كلما قويت قوَّت الفكر والفكر كلما قوي قوَّى السوداء وهذا هو الداء الَّذي يعجز عن معالجته الأطبَّاء وقد زعم بعض المتصوفين أن الله جل ثناؤه إنَّما امتحن النَّاس بالهوى ليأخذوا أنفسهم بطاعة من يهوونه وليشق عليهم سخطه ويسرَّهم رضاؤه فيستدلّ بذلك على قدر طاعة الله عزَّ وجلّ إذ كان لا مثل له ولا نظير وهو خالقهم غير محتاج إليهم ورازقهم مبتدئاً غير ممتنٍّ عليهم فإن أوجبوا على أنفسهم طاعة من سواه كان هو تعالى أحرى بأن يتَّبع رضاه والكلام في اعتبار ما حكيناه والإخبار عن جميعه بما يرضاه يكثر وربَّما استغني بالحكايات عن التَّصريح بالاختيارات .
وكل حب لا ينير الوجه ولا يهذب شكيمة القلب فيجعله سهلا لينا متسامحا فهو بدعة ومحض افتراء .
"لماذا لا يقول أحدنا فورا كل ما في قلبه حين يكون واثقا أن الآخر سيفهمه ؟ إن جميع الناس يبدون أقسى كثيرا مما هم في الواقع , و يتخيلون أنهم يخفضون قيمة عاطفتهم إذا هم عبروا عنها بسرعة مسرفة "
" دوستويفسكي "
قسم الفصيح على قاب قوسين أو أدنى من الغرق لو لم يغثه الأدب ، يقول الشاعر وأظنه العامري :
بَعَثْتُكَ مائِراً، فلَبِثْتَ حَوْلاً،
مَتى يأْتي غَواثُك من تُغِيثُ
لا قراءة من دون قراء ،
وليس هناك قراء من دون محو الأمية .
هل لاحظتم أن النفاق والرقص هما الهدف الأساسي في الوصول إلى أعلى مراتب الشعر ؟!!
أصيب الروائي غابرييل ماركيز بالزهايمر قبل وفاته، وعندما زاره صديقه في المستشفي جلس بجانبه ، ولم يعرفه ولكنه قال له :
" انا لا أعرفك ولكني أعرف أني أحبك "
ولن يتوقف نزف قلبها كلما اتسع الثقب في قلبه ، !!
فكيف ترجين النور وجفنيه مسلمة الرجاء على سرر الكوابيس ؟!!
ويحكٍ يا غليظة المعاني ،
ماذا تقولين ؟!!
عفوا يا مصاص الدماء الصغير العطوف الذي سواك من لم يخلق شيئا عبثا ، ليتهم يتأملون ، وينظرون : من هو مصاص الدماء الحقيقي ؟ من هو أكثر الوحوش وحشية وبشاعة وفظاعة ولؤما وكذبا وتفاهة مقيتة على ظهر هذا الكوكب البديع الجميل الهش ، الذي لا تحتملنا هشاشته إلا بالرحمة التي لا يستلهمها بعضنا من جلال أرحم الراحمين فتضطرب بنا وبهم الحياة ؟
الروآد
11-21-2020, 04:33 AM
ولا يصح الحب إلا إذا استقام حال الحبيبين حينا من الدهر،
ولا يجوز أن نقول عنه حبا إلا إذا هتك حجاب القلب والتصق بالأحشاء وغاب عن الروح نحولها، فكانت سكينة النفس وهدأة الرضا،
وهذا عجيب والله .
/
اشهد بالله ان الحب عذاب
والعشق سم قاتل
وامر ليس لنا به حيله
وليس له دواء الا المنجاه
يا اهل الهوى سالتكم بالله
هل من دواء ..
وهل يسأل من اصابه عشقاً ..
والداء هو الدواء
..
يقول حبيب بن أوس : كنت في غرفة لي على شاطئ دجلة في وقت السحر أيام الخريف، فإذا بغلام كنت أعرفه بجمال، قد تجرد من ثيابه وألقى نفسه في الدجلة يسبح فيها، وقد احمر جلده من برد الماء، وإذا ماني الموسوس يرمقه ببصره، فلما خرج من الماء قال:
خمش الماء جلده الرطب حتى ... خلته لابساً غلالة خمر
قلت له: لعنك الله يا ماني، أبعد الجهاد والغزو تخمش غلاماً قد بات مؤاجرا في الحمامات؟ فقال لي: مثلك يخاطب يا أحمق، وإنا يخاطب هذا، وأشار إلى السماء، وقال:
يكفيك تقليب القلوب وإنني ... لفي ترح مما ألاقي فما ذنبي
خلقت وجوهاً كالمصابيح فتنة ... وقلت اهجروها عز ذلك من خطب
فإما أبحت الصب ما قد خلقته ... وإما زجرت القلب عن لوعة الحب
أخذ هذا المعنى يزيد بن عثمان فقال:
أيا رب تخلق ما تخلق ... وتنهى عبادك أن يعشقوا
إذا هكذا صغت حسن الوجوه ... فأي البرية لا يفسق
خلقت الملاح لنا فتنة ... وقلت اعبدوا ربكم واتقوا
وقال أبو بكر الموسوس في نصراني:
أبصرت شخصك في نومي تعانقني ... كما تعانق لام الكاتب الألفا
يا من إذا درس لإنجيل ظل له ... قلب الحنيف عن القرآن منصرفا
وله فيه:
زناره في خصره معقود ... كأنه من كبدي مقدود
أي جحيم شكلك يا صاحب المعنى ؟
وهل يستقيم المعنى إلا إذا تعاقبت عليه الفصول ؟
جاء بلا صخب وبلا حراس، ثم نام نوما حجريا لا ينكره أدنى مؤشر على القلق، وحدها تعلم أن قلبه المرتبك محكوم عليه بالتردد إلى الأبد، وحده يعلم أنها وحيدة تخلت عنها النبوءات وتهرب من البرد الذي سيرافقها حتى الموت،
- انتهت المهزلة يا صاحبي - ، أقسم لك بعظام أبي أني سأخرجك أينما اختبأت في، وسأكتب بمتاهات الدم على قبر الخرافة ...
هنا ترقد زوبعة مخيفة من الغبار تحولت إلى غضب وإعصار .
مثل صنم يقف ومائتا رئة تحترق ،
كمن يلتهم قلب أمه على العشاء .
أتعرف ؟!!
تخيلتني مرتسمة على وجهك ،
تجعيدة عميقة على حاجبيك طحنتها بانقباضة حزن .
يا ربيعي هلْ جزائي ..
بعد ذا الحب الصدودْ ..؟!!
أيها القاسي رويداً ..!!
أيها القلب الجحودْ ..!!
ليتَ شِعري كيفَ أنجو ؟!!
من كذوبٍ إذ يَعودْ ..
لا البُكا يمحو أنيني ..
لا الرجا يوفي العهودْ ..!!
ليتهُ ما جاء يوماً ..
ليتهُ لا لا يعودْ ..!!
أيَّ إثمٍ قد جنيتُ ..؟!!
غير أنّي لي حدودْ ..
نُحتُهُ بي في فؤادي ..
مثل عادً وَثمودْ ..!!
فإِذا أمسى تراه ..
هائم الفكر شريدْ ..!!
إنني خلقٌ ضَعيفٌ ..
من أنين الناي عودْ ..!!
ذا جوابي في هواه ..
مثل جيْف الصخر سودْ ..!!
ليتَ أنجو من ضميري ..!!
إنني مثل الورودْ ..
يا ظنوني واضطرابي ..
كيف بالله أحيدْ ..؟!!
يا بريق النور قل لي ،،،
ماذا يصنع العاشق إذا ما جرى الدمع بين فؤاده والبصر ؟!!
لماذا جروحنا لا تهدأ ولا تنام ؟
هل في إمكاننا أن نطلق سراح أرواحنا ؟
لو كان هناك خيار بين الموت والحياة لاخترت ما بينهما ، بئس المحاولة حين نضيف خاتمة من ثلاثة فصول لا سيما أشد الخيار أقهرهم وأفقرهم ، إن الهدف الذي نبنيه يصبح كل يوم أكثر صعوبة من حرق ما لا نعلمه ،،،
هيا ... فجروا الكتاب وتحرروا من الإنصاف مع الأصدقاء ، كونوا أكثر عقلانية ، عيشوا على الباطل وتنكروا للأصولية ، املؤا حياتكم بالخوف والترقب فقد أصبح وجه الحائط يخشى الكلام .
ستصل إلـى النضج الذي يجعلُك ترفض التورط بعلاقة مؤقتة ،
أو صداقة باردة ، أو جدال أحمق ، أو التعلُق بالزائفين .
" دوستويفسكي "
مازلت أزهد في مودة راغب
حتى ابتليت برغبة في زاهد
هذا هو الداء الذى ضاقت به
حيل الطبيب وطال يأس العائد
"العباس بن الأحنف"
أيزعجك أن أتجنب الأسماء كي أطل على ذات قديمة كعابرة سبيل ؟
بسم الله أجري السكين على الدم القديم ، على بقعة التراب تحت قدم الجسد المذبوح ، لم أنظر ... فلم يخطر ببالي أن نصل الشمس يفصل الرأس ،
أتجاوز عقلي المحروق من الضوء ، أتمتم في صمت أننا لا ننحني على وعي ، لقد استهلكنا كل شيء فما عاد لدينا سر نعلقه بحبل الدهشة ،
لم يبق غير سرُّ محموم أبهى من الحزن ، ألديك صورة لقلبك ؟ ... هل يمكن أن أراها ؟ دعني أعاين ما أنت ومن أين تجيء ؟ تالله الحياة رائعة بلا أوراق ، أتسمع ؟ مسكونة أنا بزحام الخوف وبوجوه مطلية بالأخضر ،
حدثتني ...
أي جنون هذا أيتها الطائشة ؟!!
حقيقة وصدقا لم تقرأوا جنوني بعد .
كان يسألها وكانت تجيب ..
لم يمهلها الوقت لتقول أكثر ،
استحال الضوء أعمدة من ظلام ، نهاية مفجعة ، وألف غراب ينعق ،
أخبرني بربك كيف أقول آمين ؟!!
أ = أنا . ب = باب . ت = تحت . ث = ثوب . ج = جميل . ح = حيث . خ = خان . د = داخله . ذ = ذوبا . ر = رقيقا . ز = زائدا . س = سائحا . ش = شاردا . ص = صامتا . ض = ضائعا . ط = طالبا . ظ = ظهور . ع = عين . غ = غريبة . ف = في . ق = قلب . ك = كل . ل = لمعة . م = من . ن = نهد . ه = هو . و = وراء . لا = لاهث . ي = يموت .
أريد أن أجمع يا سادة الكلمات التي تمثل كل الأحرف وهي كما يلي :
أنا باب تحت ثوب جميل حيث خان داخله ذوبا رقيقا زائدا سائحا شاردا صامتا ضائعا طالبا ظهور عين غريبة في قلب كل لمعة من نهد هو وراء لاهث يموت .
لا عليكم
هذا هذيان بطعم الوقاحة .
بعض المراكب تصارع الرياح والأمواج ، والبعض الآخر يقفد أشرعته ، الزبد الأبيض يؤكد شدة الرياح لتقارب الأمواج من بعضها ،
بحر عاصف يعانق الريح ويمزجها بعضًا ببعض بغية القبض على اللحظة المنفلتة منه ، لحظة الحضور والبقاء ،
- ماذا أريد أن أقول - ؟
تأملوا الرحلة ما بين الحرف والحرف والكلمة والكلمة في عملية تلاق جميل،
ثم انظروا أين وصلنا ؟
تتناثر الذكريات وتُفتح أبواب عديدة مطلة على ماض لا يزال منكمشًا على ذاته .
ثمانية لابد منها على الفتى
ولابد أن تجري عليه الثمانية
سرور، وهم، واجتماع، وفرقة
ويسر، وعسر، ثم سقم، وعافية
فمن يستطيع أن يهرب من الثمانية !!!
كالعادة ،،، لا أذكر الشاعر
يوما -ما- قال : سوف آتي ....
سبعون غصة ولم يأتِ، وكل غصة بعشر أمثالها،
وقت سلبي نغفل عنه في كل حساباتنا لسبب غير مفهوم،
يشمل ملايين من اللحظات التي نخسرها دون مبرر،
يقال أن أصل المعاناة والألم هي الرغبة والشهوة، ودواء الألم والمعاناة هو الابتعاد والكف عن الرغبات والشهوات ،
لماذا في الأولى صيغة المفرد والثانية صيغة الجمع ؟؟
يا بوذا ..
أنت وضعت اصبعك على ثنائية الوجود
أخبرني أيها الوقح كيف فعلت ؟
أخبرني يا كونفوشيوس .. ؟!!
كيف رسمت أوصاف البشر ؟!!
عاجلا أم آجلا سوف نكبر ونشيخ ونهرم ويدركنا المنون،
عندها فقط سوف نعرف .
يقول : الحب ثقيل جدا وأنا ضعيف نحيف هذيل ،
نعم نعم ،،، هذا العشق ثقيل جدا يا صاح .
هادي مهجري
11-25-2020, 03:37 AM
رأيت الحب ..يمنحنا ارتياحا
ويجعل ليلنا ..الغافي صباحا
ويمنحنا جنونا واشتياقا
ويمنحنا المآسي والجراحا
ونبصر ناره ..يا قلبي بردا
ومن هول العذاب فؤادي صاحا
تناقضه يحيّرنا ..ونمضي
وهذا القلب ما يوم استراحا
جمال الحب أن نلقى جحيما
من الأحباب ..والشوق استباحا
لهذا القلب ..والأحلام ثكلى
ولا فجر ..لوصل الخلّ..لاحا
ويمضي عمرنا ..رغم التمني
وقصر الأمنيات ..هوى وطاحا
هادي مهجري
كذب الربيع فضاعف الأوصابا
والقلب ذو ولع به ما تابا
حتام أغنيتي تمارس عنده
سحرا وهل فيما أمارس ذابا
صلد وصنديد وجلمود ولم
يك عاشقا لي ما أتى وأجابا
إن قيل من جلب الهوى لفؤادها
فاذكر ربيعا واذكر الجلاّبا
أهواه لا أرجو سواه في الهوى
فمتى يؤوب كمن يعود وآبا
إلى الله أشكو سوءَ نفسي وجورها
عليَّ فإن الجهل فيها قرينها
هما والمعاصي في وئام كأنما
من الجهل نفسي من حميم معينها
وما الذنب إلا نفثة من خواطري
فتلك لعمري زفرة ولهيبها
وما العيش إلا لحظة وأختها
وما هذه الأجساد إلا جحيمها
لك الله يا أخت المظالم والأسى
فلا برء منها حين ينأى ضميرها
فياليتني ألفي بنفسي منيتي
فقد أرهقتني في البلايا طروقها
أعني على نفسي إلهي فإنني
أسيرة أحزان تمادت دروبها
خلقنا من تراب وماء ،
فلماذا لا نزهر ؟
وإنا نستجير بك منك فآجرنا
بلون الشتاء والغيوم،
تسيرين يا فقيرة مثل مقبرة تجمع المنبوذين ،،
ماذا أحكي لكم ؟!!
-- يا ويلي ،،،
لا أحد يفهم ،،، لا أحد يفهم ،،
-- وكيف لهم وأنتِ على كل موضع فيكِ إساءة ،
تتكلمين بفم الشيطان فأنَّى لهم يعلمون ؟
-- ويحكِ يا غليظة !! هل قلت لك أني أتحدث بفم الرب ؟
-- حسبك يا عطر ،، والله لإن بك ضلالة تورثك الكفر فاحذري !!
-- لا تتحدثين عن الله وأنا غاضبة ،، لا أحد يتحدث عن الله وأنا غاضبة وإلا أسمعتكم ما لا يرضيكم ،
-- تالله لإنك بغير عقل ، والله لإن الجحيم مأوى لأمثالك ،
-- هذا ليس شأنك ، لا شأن لأحد فيما أكتب ، وإلا ،،
فاليذهب الجميع إلى الجحيم فما عدت أبالي بأيا كان .
وما هى إلّا لحظةٌ بعد لحظةٍ
إذا نزلتْ فى قلبهِ رحلَ العقلُ
جدنا
هل تعلمون أن الموشوم بالحزن لا يصل ؟
تالله هذه ليلة قاسية جدا .
أمي أنا ... في بـحـر ضائـقـتي فمن
في وسعه ينجي الغريق إذا غرق
يقال في عرف المحبين أن الوصل هو عماد الحب،
وكلما زاد الوصل زاد الاتصال،
ومن هجين الأقوال أن دوام الوصل يودي بالحب .
والطريق إلى الوصل طويل وشاق، وليس المراد أن تصل،
- ولكن - أن تموت على الطريق .
وفي القلب معركة يقودها جنود من الجوارح والمهج، فإذا ما انتصر أحدهما فهذا هو الموت المشتهى .
وأشهد أنك ظل أجفاني وشهقة الروح .
مهلا أيها الظل الذي يتبع روحي ...
هل تعلم أني أكتب وجعك ؟
أخترق مساحاتك التي تخفى عن كل الأعين،
أتفقد بريق صوتك وهو يخترق شغاف قلبي ليذوب كما تذوب قطعة سكر في بحر لا أعرف أوله من آخره،
أخشى عليك أن يصيبك داء الخوف من المجهول،
أغرق في صمت عميق كالتي سقطت من فك عزرائيل،
ليلة حالكة أخرى تعبرني وتمسح أضواء الأجنحه، ارحموا هذا الظل إنه ممزق،
هذا الظل هو الكنز الذي منحني الحياة من وراء ستار يطوحها الهواء، حدثني عنك .. أين ذهبت ؟
هل لديك فكرة عن مخلفات الصمت ؟
بوسعك أن تبلغ الباب المسدود في نفس البقعة ونفس رائحة أنفاسنا حين لا تختلط بتحريف المقادير،
هل بوسعي أن أقول بأن لعرقك نداء غير قابل للمس ؟!!
وحين أقرأك أشمُّ فيكَ رائحة التاريخ .
يقول إبراهيم ناجي :
ما أضيع الصبر في جرح أداريه
أريد أن أنسى الذي لا شيء ينسيه
وما مجانبتي من عاش في بصري
فأينما التفتت عيني تلاقيه .
وكأن العيش لا يكون في القلب والجوارح فحسب ،
وإنما في البصر والبصيرة، كيف يحتملون هذا الثقل ؟
والله لا أدري ..؟!!
وكل حب لا ينتهي بعتق من الخوف وسجن الترقب لا يعول عليه .
هجم السرور عليَ حتى أنه
من فرط ما قد سرني أبكاني !
" امرؤ القيس "
وأقسى من اختناق الأنفاس واحتراق الروح اعتراف القلب بكل ما اقترفه من اشتياق ، وكأنك في حمى لا تنقطع نوباتها، أو كأنها مشارط تحز كل أطراف الكبد، وأبلغ من هذا الشعور القاس حديث ينطوي على قلب يسيل كالماء بين الضلوع، أتعرف كيف يكون الاغتراب القسري؟ أتعرف كيف تكون مرغما على التعثر في البرودة وطيات الثلج، وهل آتاك حديث الظلمة ؟ لا زلت على علاقة بهم، وكيف لي أن أنفصل عنهم أو أتنصل منهم ؟ أفكر، كيف أتجاوز كل هذا ؟
كيف أرى ؟ وهل لي أن أرى لأقرر ما أرى ؟
كيف ينس القلب من أحب ؟!!
بل كيف تتبدل في القلب المقامات حين يحب ؟!!
كلنا يتجه نحو أشياء كثيرة، نحو أهداف وأغراض من المفترض أن تتقدم بنا إلى الأمام،
كأن نقول مثلا : سأبني لي صرحا لعلي أطلع إلى نجم حظي، ألمسه وأقطف ثمره إذا أثمر،
أي قلب نبيل في إمكانه أن يفعل هذا ؟
أنا أسأل ؟؟؟
لا أقول سوف يكون أو لعله يكون أو ربما كان وحدث، أدقق النظر كي أراه يكون حين يكون،
أؤكد أنني أتجه نحو دائرة مفرغة،
أفاقت من جولان أفكارها وقالت :
أي ألم رهيب هذا الذي يشبه دموع الجبال ؟!!
وكانت تراوده الرغبة في أن يصحو يوما من هذا الموت ،
وأن يفعل شيئا يدل على أنه حي .
" مصطفى محمود "
ويقول أيضا :
نفنى فى الحب .. والأشخاص الذين ننفني فيهم زائلون ،
فانون بطبيعتهم ،،
وهذا أمر مضحك ولكنه لا يضحكنا .. وإنما يبكينا ويعذبنا لأن غرضنا يلتبس علينا ،
فنحب الأشخاص .. على حين أننا فى الحقيقة نحب المعاني التي تصورناها فى هؤلاء الأشخاص .
ولكني أحبه ليس لمعنى تصورته أو رأيته فيه ،
أحبه لأني رأيت فيه معانِ ليست من لغة النطق ، ولا من تعبير اللفظ ، ولا من تنهدات جوارحه ، ولا من صمته الباكي ،
إنما أحببته من حالات قلبه المتكلمة في قلبي .
ولو كنت تدري حاجتها إليك لأخذتك دهشة أسلمت معها قلبك ،،، ولكنك ،،، لا تدري .
لا تحب بعمق ...حتى تتأكد بأن الطرف الآخر يحبك بنفس العمق...
فعمق حبك اليوم .... هو عمق جرحك غدا .
" أحلام مستغانمي "
بحق محمد كلما نطقت اسمك يتفتح زهر الرمان على منفى جبهتي .
هي الحياة التي في قلبي يا حبيب،،،
وأنت هنا ... وأنت حياة ...
وعلى مثل الجمر ينبض القلب،
وهل تدرك ما معنى أن لا يكون للمرء حياة إلا في قلبه ؟!
هذا أمر ﻻيدركه إﻻ من يحب بصدق من صميم قلبه .
الأمر يفوق الادراك ،
حتى هؤلاء الذين أدركوا وفهموا وهاجموا أعمق كيانهم ،
ما زالوا يبحثون عن ذاتهم المضطربة البائسة .
ورقة من عشب أصفر، تلتهم مسامها الماء، يغوص جسدها في قعر بئر لتحكي لمريديها حكاية أول الخيبات وأول الموت وأول الجحيم، تحكي تحت وطأة الوحدة التي لا تنتهي، أفاقت بحزن كحزن يوسف الذي أبكى الملائكة، هذه صفعة لك يا عطر، والصفعات جسد وضيع الرغبات، لا يشبع ولا يتأنق، مثل شيطان سفلي يقاوم الترفع،
يا الله ....
اسحقني بالحديد فلا يبق مني قطعة لحم تتعفن،
ألا تذهلكم عفوية أدائي ؟
تلك الرعدة التي تصيبني كلما ناداني أحد تجعلني أنظر لذاتي من أعلى شرفة كائناتي الميئوس منها، كائنات لها حركة سريعة منسية، تسقط ببطء وتدخل في محراب الصمت .
هات يديك ،،،
واجعلني قديسة ،،
ومن ثمَّ ،،،
آتيك طوعا .
قالت : أرفض أن أكون طيف عابر، أو روح باهتة، أأبى ألا أكون على غير ما أريد أن أكون، كنت أرتبك بشدة حين أر اتساع الكون وضيق نفسي وفقدان بعضي، أعجز بشكل واضح وأكيد عن التنبؤ بوجود حياة والوجود الحق، أصبحت أبحث في أثواب الموتى عن إخوان الصفاء وخلان الوفاء الذي يعتمد على تطور الإدراك، بدءا من إدراك الذات، وانتهاء بإدراك العالم الذي يقسم البشر إلى صنفين، صرت لا أفهم !!!
علام يحيا المرء وعلام يموت ؟
لم يبق معي سوى ظلي والكثير من الجنون،
تعجز الألفاظ، والكلمات لا توصف الحالة ،
وكيف تكتب امرأة كلام مثل هذا في حياة لم تراها ؟
تظما العطورُ لكي تضمّ ربيعها
وهي الربيع فكيف تنهي جوعها
نيلية الأهداب يغسلها الهوى
مهلا أندركُ في الهوى ينبوعها
حنّتْ إليهِ وألبستهُ ودّها
كي تسترد حبيبَها ويطيعها
هل تعلمين أيا عطور حدائقي
أنت الورود وقد عشقتُ ذيوعها
فلتنشري العطر الذي جلب الهوى
فلحون عطرك تستبيح سميعها
فهي المياه المنعشات مراهمٌ
سحرية ولكم شفت موجوعها
وإني أحبك يا ربيع واستوى اللسان على الكلام وانعقد عليه .
وحسبك أن تكون في قلب محبوبك ،،،
فروح وريحان وجنات ونهر .
قسما بمن خلق الجمال وحسنه
مـا زار قـلـبـي سـيـدي إلاكٓ
يا آية الحسن يا برد الندى في حنايا العطر ينسكب
يا ربيع العمر يا شهب في عيون الصبح تكتحل
ربيع، يا عبير الأودية، يا ذهبي الحب مضفورا كسنبلة، يا جناح مخبوء، جناح مغروس في، بيني .. وبين بوابة سجني هبني أغنية، هبني قمر، ورد، طريق مجنون، طريق معجون بالنور أصرخ فيه وأموت،
لا تقل أهواك وفمي مذبوح، مصبوغ بلون أزرق وأمنية، لا تقل أهواك وقد رحلت ولا أحد يدري !!،
من يدري أن نور النهار مات من نار صمتك ؟
يمزقني ويقتلني زهر كنت أرسله إليك آهات، نور من وجهي، خيط من دموعي، من دمي، من سحر يحاصرني "يجرح قلبي "
روح نجلائي وردة أو زهر
نكهة الحب في يديها وعطر
أخبروها بأنني ذو امتنان
فهداياها حين تأتي تسر
أحبك نسمة حيرى
تقول الوصف فيك الآه لا تصف
أحبك زفرة حرى فهل تأتي ؟
متى تأتي ؟
متى قل لي ؟
يمزقني
هواك يكاد يلهبني
ويحرقني
ضلوعي كلها تشكو
أيا وجعي
سعيرٌ في الحشا يسري
كما يسري
لهيب الحب في كبدي
أحبك صرخة الميلاد زغروده
بقلب وليدنا صبحا فلا تحزن
أيا عمري،
فأنت النهر في عمري
أيا قدري
وهل تدري ؟
أجود بكل ما عندي من الأشواق من وجد
سبيلي فيك منقطع
ونبض القلب لا يبلى يذكرني
بخفق صار كالحمم
يسيل القلب بين حشاي كالنهر ولا يجري
أحبك كيف للضحكات اشعلها
أأخلقها ؟
أحبك كيف للكلمات معناها تبشرني
يراودني
شعور البائس الحيران في الأرض
يهيم على مناكبها مسالكها
أتفهمني ؟
حبيبي فتنة الأزهار والأنوار أخبرني
بربك قل أيا يا بصري
ويا نبضي
ويا حلوا كعذب الماء في ثغري
متى تأتي ؟
وهل تأتي ؟
وأما قبل ...
فقد يرى المحب أن المحبوب هو الدنيا بما عليها وهو السماء بما فيها فيسقط في عينه مذاهب الناس وأحكامها وينفي الواقع الذي يجري عليهم، إلا إن الحقائق تنكشف له مثلما ينكشف غطاء القلب فيبصر وينظر هذا الكون الهائل وما فيه من حكمة وإطار لا يمكن أن يحيد عنه مقدار بوصة واحدة فيدرك أنه مسلم ولا محالة، فتجري عليه المقادير وينشغل عن الأمر الذي جن به، ويعلم وهو على يقين بأن الدنيا ما هي إلا دار مشقة وكدر .
أرى الناس يرجون الربيع وإنما
ربيعي الذي أرجو نوال وصالك
أرى الناس يخشون السنين وإنما
سني التي أخشى صروف احتمالك
لئن ساءني أن نلتني بمساءة
لقد سرني أني خطرت ببالك
ليهنك إمساكي بكفي على الحشا
ورقراق عيني رهبة من زيالك
" ابن الدمينة "
لا إكراه في الحب ،
ارحم قلبك قليلا ، - ببطء - ، لكن بثبات ،
وبنفس الطريقة التي بين العطف واللطف،
ولا تجعله كالشعلة التي لا تنطفئ، - نعم - كلانا به هوى - وقلوبنا تتنفس به،
ولكننا يا سيدي أنين غير مرحوم،
ودموع لا سبب فيها من أسباب البكاء،
فلا والله ماأنصفت نفسك ،
ولا والله ما أنصفت نفسي .
أخطط لكي أقطع الأرض كمنبوذ يرحل بلا استراحة لنهاية حياته .
ها أنا قد بسطت لك ما يدور في قلبي كشريحة فيلم يحرقة الضوء ،، أخبرني بحق محمد ماذا أنت فاعل ؟
لست حزينة ولست سعيدة ، أنا بين بين ، مثل اللاشيء ، ومثل الشبه ، أرأيت شبه يشبه الشبه ؟
أرأيت اللاشيء يعرف أي شيء ؟ ومتى علمنا حتى جهلنا ؟
إنهم يعدمون كل شيء ،،،
قالت في ضيق : يبدو أن قلبي ساذجا حد البلاهة ،
إذ أنني أشعر بقشعريرة تغزو عمودي الفقري كلما تذكرت وهم السعادة التي لم تزل طي الكتمان ، "السعادة المجرمة"
أمكث بين عشر ساعات واثنتي عشرة ساعة لا أقوم بأي شيء سوى التأمل وإعادة الفكر في الحياة التي لا تطابق مفهوم الحياة ،
أعتبر نفسي وسيط جيد يتابع ما يحدت في حسرة وبؤس قد بلغ قدرا رائعا من السواد ويجاهد كي يبدو إنسانا سويا لا يتجاوز وجوده أحد ، إنهم يعدمون كل شيء في الحال ،،،
أتقرأ يا ربيع ؟
إنهم يعصرون قلب عطر بلا رحمة وهي تنبض لهم بمحبة القلب وامتنانه .
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2024, TranZ by Almuhajir