صقر
01-14-2022, 11:12 PM
أنا لست موهوب, أنا فضولي.." أينشتاين"
عندما حاولت اكتشاف أمور كثيرة تدار بها دفة الحياة تشكلت شخصيتي ،
اقتربت من جدّي لأعرف لماذا يحبه الناس ، اقتربت من أخوي العود لأعلم لماذا تهابه الرجال ، اقتربت من حافة الموت لأُحقن بهرمون الشجاعة ، اقتربت من عمّي وتعلمت منه اللباقة في الحديث وفن الإصغاء.
ربما ما تعلمته كان كثيراً جداً قياساً بعمري الصغير ، كان عمري عندما تجرعت حلاوة الاقتراب لم يصل للعشر سنوات.
عندما كنت في السنة الخامسة من عمري ..كان يعجبني في المرأة عاطفتها وحنانها ..
كُنت لئيم جداً ..لئيم للحدّ الذي يجعلني أحرك عاطفتهن تجاهي ويحتضنني وأنام!
وهذا ما اتضح جلياً تجاه الفريدة فريدة ..استطعت بكل براءة الطفولة أن أحجزها زوجة مستقبلية
كنت احب جارتنا فريدة وهي معلمة ، ومرة قالت لي " ست فريدة
عندما تكبر أريد الزواج منك ..
تخيلوا طفل يقال له هذا الكلام ، كان شعري طويل وغير مرتب .. " مربرب " .
لا أدرى لماذا ست فريدة بالذات ..لماذا هي من قامت وأخذتني بيدي وهي تردد الكلمات التي يقولها النسوة عندما يرون طفل من هالكلام الذي نسمع به حالياً .
أخذتني في " حجرها " وفتحت شنطة بالقرب منها وأخرجت حلاوة " طوب " ..
قالت تبي حلاوة ..وأنا في قمة خجلي أمد يدي ناحية الحلاوة دون أن أتكلم ..
قالت لن أعطيك إياها حتى تبوسني وتضع سبابتها على خدها .وتحديداً على بؤرة الغمازة ..وضعتني بين خيارين أمرهما حلو ..بين تذوق الحلاوة الربانية التي لا نراها في العمر كثيراً ، وبين تذوق الحلاوة التي ذقتها مراراً وتكراراً ..
وضعت يدي على الحلاوة وهي تمسك بها ، وفي نفس التوقيت وضعت فمي على خدها ..لا أعلم هل الحلا قبل الأكل أم بعده ..فريدة كانت بيضاء جداً ، طويلة إلى حد ما ..عينيها غارقة في السواد ، السواد الذي يوحي بالطمأنينة واللباس ..أليس الليل لباسا ..شعرها كان كثيف جداً ، لكنني لم أراه مفرود ، كانت مسويته " كعكعه " .
كان وقتها يسألوني أخوتي وأقربائي عندما تكبر مين تبي تتزوج ..لم يكن أسم آخر غير فريدة اردده ، وإذا يبون يزعلوني يقولون أصلاً فريدة مو حلوة ..!
فريدة جاءت منزلنا ..كما تأتي النساء عادة في العصاري ، لكنني كنت مرتبك أكثر ..وكسرت كل القوانين والأنظمة ، والتهديدات الموجهة من سمو الوالدة أمي ، بالويل والثبور لمن تسول له نفسه بالدخول على النساء ..ودخلت .
تقدمت حتى وقفت أمام فريدة ..هلت بي ورحبت ..وضعت كأس عصيرها جانباً وفتحت ذراعيها لي ..هلا بزوج المستقبل ..هلا بمستقبلي ..بسندي وعصابة رأسي ..والنساء يضحكن ..لم أفعل شيء سوى أن قبلتها في نفس المكان ..وقالت والله ما معي حلاوة أعطيك ..فقبلتها مرة أخرى ..لا تعلموا أنني كرهت كل ماهو منسوب إلى الحلاوة الصناعية ..!سألتني امرأة تجلس بالقرب منها من تبي تتزوج ..أشرت علي زوجتي المستقبلية ست فريدة. مرت الأيام والشهر والسنين ، وفريدة هي زوجة أحلامي ..كلما سألني أحد عن زوجة المستقبل ، هي فريدة لا غيرها .. .
تزوجت فريدة ، وأنجبت أطفالاً ..لكن لها الأفضلية والأسبقية في اكتشافي كشخصية طفل محبب لدى النساء ..طفل يكبر وينمو معه هذا الاكتشاف..طفل كل يوم يمر في حياته يرى نفسه قيس .
تمر الأيام والشهور والسنين والفريدة فريدة لم تفارق خيالي ، كلما حاول الوقت ثنيّ في الحنين إليها، ظهرت مجددة الحب الطفولي ..لا أستطيع أن أنسى معالم جمالها وكلماتها حتى وأنا أصل إلى هذا العمر المتقدم .
عندما كبرت خمس سنوات زيادة وأصبح عمري 10 سنوات ..أصبحت المرأة بالنسبة لي معلمة ..أتعلم منها كل الأشياء الكونية تعلمت لغة التأمل في حسن خلق الله.. تعلمت الانتماء الغير الموارب لنصفنا الآخر ، نصفنا الجميل ، النصف في صيغة الكل حين يهب الحياة ، وحين تكون معنى الحياة ونبع الحنان ، ألأنثى ضابطة سلوكنا الهمجي ، مسطرة إلتوآتنا
في هذا السن تحديداً ابتهالات الطفولة فيني كانت تمنعني من شدّ شعر قلبي ، العفوية والبراءة والعذرية في الإعجاب والتعبير ، كانت هي اللعبة التي أدير بها تقربي للنساء لم تكن لي العين الثالثة التي ترسم معالم جسد أنثوي بشهوة .
رغم صغر سنّي ألا أنني كُنت شديد الغيرة ، كل ما كنت أراه في النساء يثير الإعجاب ، أمنع أقربائي من فعله ..طريقة لبس العباءة ، التطيب بعطور نسائية أثناء الخروج .. لبس البناطيل ، طريقة التسريحة ، وضع الحُمرة " الروج " ..الخ
تلبست قناع المثالية بدقة متناهية..حتى أصبحن قريباتي يحملن همّي قبل هم الكبار ..يعجبه لا يعجبه .
رغم كل ما أتحدث عنه ، ألا أنني لم أكن نسونجي ..كما يخيّل إليكم أيها القراء الأعزاء ..رغم كل ما تقرؤه من اغتيال براءة طفولة ، ألا انه لا يجردني من البراءة التي كنت أعيشها طفل ويعيشها أطفالكم ..لكنها فلاشات تمر أثناء حديثي وأدونها ..رغم أنني لا أجزم بأنني كُنت أنظر للمرأة بغير نظرة طفل تجاه شيء جميل يمعن النظر فيه ، وليست نظرة تجاه لعبة يريد امتلاكها .
عندما زدت خمساً أصبحتُ في الـ 15 من عمري ..أصبحت المرأة بالنسبة لي أحد الجواهر الثمينة ..التي لا يتزين بها إلا من يستحقها ..ولفرط لؤمي كنت دائماً أضع نفسي المستحق ولو خلسة ..تعلمت في هذه المرحلة العمرية بالذات أن القلب والعقل ضدان في مجتمعنا ..وإذا التقيا فأنك شاذ اجتماعياً ..الشذوذ هُنا هو الأصل في العلاقة الإنسانية ..ولأنه مجتمع مريض أصبح التعقل والتدبر فيه جنون..!
عندما تكون البدايات هي المنجم الذي يُستخرج منه عناصر تقويم العلاقة بيني وبين الآخر ، كانت علاقتي قوية ومتينة ..لم أكن يوماً جاحداً ، لم أكن يوماً ناكراً ولم أكن يوماً استغلالي ومبتز ، لم أكن يوماً راغماً ..عندما تكون البدايات هي المنبع الذي يكوّن شلالاً من غراميات ، عندما تكون البدايات هي التيار المولِد للطاقة الكامنة فينا ..كانت نبيلة هي أنثاي الطفولية التي تكبرني بسنتين أو أكثر ..
كانت الخطيئة تتمدد كثعبان جائع بين عتبة منزلنا حتى أقصى غرفة في منزلها .. مازلت أذكر ذلك الثوب العشبي اللاصق المرسوم على منتصف صدره وردتين ، وتحته كانت تفاحتين فوهتها فادحة الاحمرار ..الثوب الذي كنتِ ترتدين في أخر ليلة ..أتذكرينه..؟
لم أكن أعلم حينها إن المرأة تحب الرجل الجرئ ، ولكنني آمنت بأن الرجل يعشق المرأة الجريئة حدّ عبادة السرير !
آه يافريدة ..أينك الآن ، مالذي حصل معك طول هذه السنين الماضية ..هل أنجبتي ..؟
كم هم عدد أطفالك الآن ، هل دخلوا مدارس ..؟
هل تذكرين لعبتنا المفضلة ونحن صغار..هل تلعبيها مع أطفالك الآن ..؟
هل تذكرين لعبتنا المفضلة ونحن كبار ..هل تلعبيها مع زوجك الآن ..؟
أكثر من عقدين من الزمن لم أسمع عنك خبر ..منذُ غادرت ذلك الحي قلت فرصنا في الالتقاء ..
قبل فترة سألت أمي عن معظم الجيران القدماء ، سألتها عنك تحديداً ..قالت أنها لم تسمع عنك خبر جديد ، وأخر خبر أنك مازلتي في منزل زوجك وأكبر أبنائك الآن أصبح رجلاً ..أصبح في الثالثة عشر من عمره ..
يااااه يافريدة ..كم أتمنى أن أرى ابنك وأحتضنه ..وأسولف معه .
كل ما أتمناه الآن أن أحصل على معلومة جديدة وحقيقة عنك ..لو تعلمين كم عانيت في أول غيابك ، لو تعلمين كم هم اللذين استفزوا فيني الحنين لأعاود الاتصال بك ..ولكنني كنت أرفض ..هل تعلمين لماذا رفضت الاتصال بك ..لأنني أعلم أنك الآن لستِ ملكي ..أنتِ ملك شخص آخر اختاره والدك لك ..وعشتي معه ، ولو عدت لأصبحتي لي وله ..وتضيعين ويضيع بيتك وأبنائك ..أتعلمين أن من حب يوماً لا يريد أن يضر من حبه بشيء ..بل ويتمنى أن يعيش سعيداً حتى لو كانت سعادته بعيداً عنه ..
لا أريد أن اذكر سيئاتك ..لأنكِ ميتة بالنسبة لي ..ونحن قوم لا نذكر إلا حسنات موتانا
ولكنني أريد أن أعرف كيف هي حياة البرزخ ..؟
ربما تمرين يوماً على كتابي هذا وتجاوبيني على التساؤلات ..ربما
وربما تقرئين في مكان آخر ..ربما
وربما لن تصلك كلماتي ولا أخباري ..ربما
نسياً منسياً .
بقلمي
عندما حاولت اكتشاف أمور كثيرة تدار بها دفة الحياة تشكلت شخصيتي ،
اقتربت من جدّي لأعرف لماذا يحبه الناس ، اقتربت من أخوي العود لأعلم لماذا تهابه الرجال ، اقتربت من حافة الموت لأُحقن بهرمون الشجاعة ، اقتربت من عمّي وتعلمت منه اللباقة في الحديث وفن الإصغاء.
ربما ما تعلمته كان كثيراً جداً قياساً بعمري الصغير ، كان عمري عندما تجرعت حلاوة الاقتراب لم يصل للعشر سنوات.
عندما كنت في السنة الخامسة من عمري ..كان يعجبني في المرأة عاطفتها وحنانها ..
كُنت لئيم جداً ..لئيم للحدّ الذي يجعلني أحرك عاطفتهن تجاهي ويحتضنني وأنام!
وهذا ما اتضح جلياً تجاه الفريدة فريدة ..استطعت بكل براءة الطفولة أن أحجزها زوجة مستقبلية
كنت احب جارتنا فريدة وهي معلمة ، ومرة قالت لي " ست فريدة
عندما تكبر أريد الزواج منك ..
تخيلوا طفل يقال له هذا الكلام ، كان شعري طويل وغير مرتب .. " مربرب " .
لا أدرى لماذا ست فريدة بالذات ..لماذا هي من قامت وأخذتني بيدي وهي تردد الكلمات التي يقولها النسوة عندما يرون طفل من هالكلام الذي نسمع به حالياً .
أخذتني في " حجرها " وفتحت شنطة بالقرب منها وأخرجت حلاوة " طوب " ..
قالت تبي حلاوة ..وأنا في قمة خجلي أمد يدي ناحية الحلاوة دون أن أتكلم ..
قالت لن أعطيك إياها حتى تبوسني وتضع سبابتها على خدها .وتحديداً على بؤرة الغمازة ..وضعتني بين خيارين أمرهما حلو ..بين تذوق الحلاوة الربانية التي لا نراها في العمر كثيراً ، وبين تذوق الحلاوة التي ذقتها مراراً وتكراراً ..
وضعت يدي على الحلاوة وهي تمسك بها ، وفي نفس التوقيت وضعت فمي على خدها ..لا أعلم هل الحلا قبل الأكل أم بعده ..فريدة كانت بيضاء جداً ، طويلة إلى حد ما ..عينيها غارقة في السواد ، السواد الذي يوحي بالطمأنينة واللباس ..أليس الليل لباسا ..شعرها كان كثيف جداً ، لكنني لم أراه مفرود ، كانت مسويته " كعكعه " .
كان وقتها يسألوني أخوتي وأقربائي عندما تكبر مين تبي تتزوج ..لم يكن أسم آخر غير فريدة اردده ، وإذا يبون يزعلوني يقولون أصلاً فريدة مو حلوة ..!
فريدة جاءت منزلنا ..كما تأتي النساء عادة في العصاري ، لكنني كنت مرتبك أكثر ..وكسرت كل القوانين والأنظمة ، والتهديدات الموجهة من سمو الوالدة أمي ، بالويل والثبور لمن تسول له نفسه بالدخول على النساء ..ودخلت .
تقدمت حتى وقفت أمام فريدة ..هلت بي ورحبت ..وضعت كأس عصيرها جانباً وفتحت ذراعيها لي ..هلا بزوج المستقبل ..هلا بمستقبلي ..بسندي وعصابة رأسي ..والنساء يضحكن ..لم أفعل شيء سوى أن قبلتها في نفس المكان ..وقالت والله ما معي حلاوة أعطيك ..فقبلتها مرة أخرى ..لا تعلموا أنني كرهت كل ماهو منسوب إلى الحلاوة الصناعية ..!سألتني امرأة تجلس بالقرب منها من تبي تتزوج ..أشرت علي زوجتي المستقبلية ست فريدة. مرت الأيام والشهر والسنين ، وفريدة هي زوجة أحلامي ..كلما سألني أحد عن زوجة المستقبل ، هي فريدة لا غيرها .. .
تزوجت فريدة ، وأنجبت أطفالاً ..لكن لها الأفضلية والأسبقية في اكتشافي كشخصية طفل محبب لدى النساء ..طفل يكبر وينمو معه هذا الاكتشاف..طفل كل يوم يمر في حياته يرى نفسه قيس .
تمر الأيام والشهور والسنين والفريدة فريدة لم تفارق خيالي ، كلما حاول الوقت ثنيّ في الحنين إليها، ظهرت مجددة الحب الطفولي ..لا أستطيع أن أنسى معالم جمالها وكلماتها حتى وأنا أصل إلى هذا العمر المتقدم .
عندما كبرت خمس سنوات زيادة وأصبح عمري 10 سنوات ..أصبحت المرأة بالنسبة لي معلمة ..أتعلم منها كل الأشياء الكونية تعلمت لغة التأمل في حسن خلق الله.. تعلمت الانتماء الغير الموارب لنصفنا الآخر ، نصفنا الجميل ، النصف في صيغة الكل حين يهب الحياة ، وحين تكون معنى الحياة ونبع الحنان ، ألأنثى ضابطة سلوكنا الهمجي ، مسطرة إلتوآتنا
في هذا السن تحديداً ابتهالات الطفولة فيني كانت تمنعني من شدّ شعر قلبي ، العفوية والبراءة والعذرية في الإعجاب والتعبير ، كانت هي اللعبة التي أدير بها تقربي للنساء لم تكن لي العين الثالثة التي ترسم معالم جسد أنثوي بشهوة .
رغم صغر سنّي ألا أنني كُنت شديد الغيرة ، كل ما كنت أراه في النساء يثير الإعجاب ، أمنع أقربائي من فعله ..طريقة لبس العباءة ، التطيب بعطور نسائية أثناء الخروج .. لبس البناطيل ، طريقة التسريحة ، وضع الحُمرة " الروج " ..الخ
تلبست قناع المثالية بدقة متناهية..حتى أصبحن قريباتي يحملن همّي قبل هم الكبار ..يعجبه لا يعجبه .
رغم كل ما أتحدث عنه ، ألا أنني لم أكن نسونجي ..كما يخيّل إليكم أيها القراء الأعزاء ..رغم كل ما تقرؤه من اغتيال براءة طفولة ، ألا انه لا يجردني من البراءة التي كنت أعيشها طفل ويعيشها أطفالكم ..لكنها فلاشات تمر أثناء حديثي وأدونها ..رغم أنني لا أجزم بأنني كُنت أنظر للمرأة بغير نظرة طفل تجاه شيء جميل يمعن النظر فيه ، وليست نظرة تجاه لعبة يريد امتلاكها .
عندما زدت خمساً أصبحتُ في الـ 15 من عمري ..أصبحت المرأة بالنسبة لي أحد الجواهر الثمينة ..التي لا يتزين بها إلا من يستحقها ..ولفرط لؤمي كنت دائماً أضع نفسي المستحق ولو خلسة ..تعلمت في هذه المرحلة العمرية بالذات أن القلب والعقل ضدان في مجتمعنا ..وإذا التقيا فأنك شاذ اجتماعياً ..الشذوذ هُنا هو الأصل في العلاقة الإنسانية ..ولأنه مجتمع مريض أصبح التعقل والتدبر فيه جنون..!
عندما تكون البدايات هي المنجم الذي يُستخرج منه عناصر تقويم العلاقة بيني وبين الآخر ، كانت علاقتي قوية ومتينة ..لم أكن يوماً جاحداً ، لم أكن يوماً ناكراً ولم أكن يوماً استغلالي ومبتز ، لم أكن يوماً راغماً ..عندما تكون البدايات هي المنبع الذي يكوّن شلالاً من غراميات ، عندما تكون البدايات هي التيار المولِد للطاقة الكامنة فينا ..كانت نبيلة هي أنثاي الطفولية التي تكبرني بسنتين أو أكثر ..
كانت الخطيئة تتمدد كثعبان جائع بين عتبة منزلنا حتى أقصى غرفة في منزلها .. مازلت أذكر ذلك الثوب العشبي اللاصق المرسوم على منتصف صدره وردتين ، وتحته كانت تفاحتين فوهتها فادحة الاحمرار ..الثوب الذي كنتِ ترتدين في أخر ليلة ..أتذكرينه..؟
لم أكن أعلم حينها إن المرأة تحب الرجل الجرئ ، ولكنني آمنت بأن الرجل يعشق المرأة الجريئة حدّ عبادة السرير !
آه يافريدة ..أينك الآن ، مالذي حصل معك طول هذه السنين الماضية ..هل أنجبتي ..؟
كم هم عدد أطفالك الآن ، هل دخلوا مدارس ..؟
هل تذكرين لعبتنا المفضلة ونحن صغار..هل تلعبيها مع أطفالك الآن ..؟
هل تذكرين لعبتنا المفضلة ونحن كبار ..هل تلعبيها مع زوجك الآن ..؟
أكثر من عقدين من الزمن لم أسمع عنك خبر ..منذُ غادرت ذلك الحي قلت فرصنا في الالتقاء ..
قبل فترة سألت أمي عن معظم الجيران القدماء ، سألتها عنك تحديداً ..قالت أنها لم تسمع عنك خبر جديد ، وأخر خبر أنك مازلتي في منزل زوجك وأكبر أبنائك الآن أصبح رجلاً ..أصبح في الثالثة عشر من عمره ..
يااااه يافريدة ..كم أتمنى أن أرى ابنك وأحتضنه ..وأسولف معه .
كل ما أتمناه الآن أن أحصل على معلومة جديدة وحقيقة عنك ..لو تعلمين كم عانيت في أول غيابك ، لو تعلمين كم هم اللذين استفزوا فيني الحنين لأعاود الاتصال بك ..ولكنني كنت أرفض ..هل تعلمين لماذا رفضت الاتصال بك ..لأنني أعلم أنك الآن لستِ ملكي ..أنتِ ملك شخص آخر اختاره والدك لك ..وعشتي معه ، ولو عدت لأصبحتي لي وله ..وتضيعين ويضيع بيتك وأبنائك ..أتعلمين أن من حب يوماً لا يريد أن يضر من حبه بشيء ..بل ويتمنى أن يعيش سعيداً حتى لو كانت سعادته بعيداً عنه ..
لا أريد أن اذكر سيئاتك ..لأنكِ ميتة بالنسبة لي ..ونحن قوم لا نذكر إلا حسنات موتانا
ولكنني أريد أن أعرف كيف هي حياة البرزخ ..؟
ربما تمرين يوماً على كتابي هذا وتجاوبيني على التساؤلات ..ربما
وربما تقرئين في مكان آخر ..ربما
وربما لن تصلك كلماتي ولا أخباري ..ربما
نسياً منسياً .
بقلمي