المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محبرة الرّوح


الكابتن
01-05-2022, 02:42 AM
القلم يئن تدفق من فوهته قطرات الحبر الأسود لكنه حتماً لا يستغيث
الفقد صفعة أشبه بعاصفةِ يأس تجعل الحلم يتقاعد مُتكئاً على كَتِف الحُزن يباشر الاحتراق
مرحباً بكم في هذا العلم المليء بالدّخان
..,,

الكابتن
01-05-2022, 02:56 AM
كنت سأسألك عن أولئك اللذين تشبثوا يوماً بمصير لقائنا ,وجعلوه مدعاة تطفلهم ، هل لازالوا يشاطرونني فيكِ الذكرى
ويتواروا خلف ذاك الغبار الذي كنا نحثو فيه تراب الوداع ..


..,,

الكابتن
01-06-2022, 02:11 AM
أوووه هذا غريب

ها أنا يَقتادُني هاجسي، مُذعِناً للخَّلوة الخامسة بعَد العشرين هذا اليوم الذي قاب جرحين أو اكثر من التّورط على مقصلة السّؤال
هل كان علينا فعل ذلك ؟ أم كلانا ندفع ما يترتب علينا من ذمم الوعود والعهود التي أبرمناها ونسيناها أسفل تلك الشجرة المشرئبة جذورها بالخيبة وكل ما يمنح هذا
العقد تفويضاً بالغربة والحزن السقيم، تباً هذا الوجع لا يهدأ ،هو يَتسرب عُنوةً إلى أعماق الجِراح النَّافِقة بالخيبة ،يتغلغل قسوةً مثل كَومة مِلح ذائبة في كأس
ماء القلب بفعل تحريك مِلعقة اللوعة ,يهبط ويصعد موازياً آلامه على الأطراف كالبِندول الصريح عندما تدق ساعة
الفقد في لحظة يكون فيها القلب معلقاً في الغياب ،ما بين ظنٍ وشَك يتدلى عليه فيرشُقه بِفوضى التكهن ثم يعود مَخدَعه..

..,,

الكابتن
01-07-2022, 02:29 AM
اصدقائي الأعزاء شكرا لكم

..,,

الكابتن
01-12-2022, 01:32 AM
ليس أنا من يُقيم حفل عزاء فاخر على فواجعه ، ولستُ الزاعم بتنميق الخيبة وتغليفها بالكلمات اليتيمة وترويجها للمزايدة على تصنيعها في قوالب أكثر
الَّماً وتقديمها دافئة تلسع بعضاً من حنينك البارد ..
أنا فقط ذلك الرجل الذي سار على شواطىء الحب خالعاً نَعليه إكراماً بما يليق بمقام بحر هذا العشق ثم عاد يبحث عن حِذاؤه وبقي ثلاثون عاماً يمشي حافياً دون قلبه !

..,,

الكابتن
02-08-2022, 12:28 AM
في صدري فضول عنيد يحفزني بكبرياء واهن أن لا أتوقف عن الكتابة لكِ ، أُشغل نفسي كثيراً ، أُحاول أن أُجهد
ذاكرتي في تدبر الأشياء لعلي أُلهيها عن تفقدك ، لا أنجح كثيراً صدقيني ، بالكاد لا يتجاوز الربع ساعة تمرداً حتى أعود سيرتي الأولى ، يبدو لي الأمر أشبه بالإدمان على المورفين ، مما يستلزم تناول أربع وعشرون جرعة يومياً دون الكف عن تعاطيك ، لا أدري إلى متى سأبقى نداً لهذا الخذلان الوثير ، أُنكره دون أن يتوقف عن مبايعتي

ككل المرات السابقة ، ها أنا أسرد عليكِ بعضاً من تفاصيل يومي ، يبدو الأمر مملاً لكني ملزماً عليه كما كنت أُحدثك في الماضي ، كنتِ تصرين عليَّ فعل ذلك ولا زلت منصاعاً لتلك الرغبة في مناجاتك .
..,,

الكابتن
02-08-2022, 12:29 AM
مساء الخير أيتها الحياة ،،
قرر قلبي أن يشيخ لسوء إستخدام هذه الذاكرة كود النسيان خاصتها
مُجرد أُمنية أهدرتها الأحلام على ضفاف الوقت
وفرصة غير مأهولة قضت عليها النهايات
وكان عقلاً أرهقته التكهنات الموبوءة بالانتظار على سكك القطارات المسافرة نحو المجهول
وجسداً ناله السقم إنكفأ على ظله المكلوم
هكذا أنا أبدو
نزراً يسيراً من بقايا حكاية كتبها راحل أثناء سفره إلى ما يسمى وعد
نَسي خلفه حقائبهالمُكدسة بالوفاء

ثم غادر غير آبه ...
..,,

الكابتن
02-08-2022, 12:32 AM
إلى رفيقتي المأتومة من الفرح ، المتأججة بالصمت ، السامقة كسنديانة على أرصفة الإنتظار ، لا تنحني بل يتقوس ظلها كلما اجتاحتها نسائم الحنين وذكريات الأحاديث القديمة .



لا أدري حقاً ، هل تصلك رسائلي ؟ تتعمدين بعداً وغياباً ، أم هو أمراً فرضته عليك هذه الحياة التي لا تلين
تقرأين ما أكتب لك منذ زمن ، ألاحظت اختلافاً ، كنتِ تلومينني عليه
أصبحت أُسهب أكثر من ذي قبل في كتاباتي ، لم يعد ينصاع قلمي لرغبتي في الاقتضاب عامداً على إستفزازك ،كما كنت أفعل
لأني أعشق تلك الملامح الغاضبة بين حاجبيكِ كلما التقينا والله ، كنت تؤنبيني، تقرصيني من عضدي حتى يحمر ،
أضحك وأنا في كامل اللهفة كلما نظرت إليها في المرآة ، كانت تزعجك رسائلي المختصرة ، التي لا تنسجم مع فضولك الزائد في معرفة أدق تفاصيلي ،

تلك التفاصيل التي تفردي لها متسعاً من الوقت لقرائتها كلما وردك تنبيهاً مع تلك النغمة التي خصصتها لي في هاتفك ،يخفت تلهفك ، فترسلي وجهاً تعبيرياً لشخص زم عين وأرخى الأُخرى ، أنتِ إعتدتِ تحايلي عليكِ ، فأنا شغوف في مراوغة ترقبك ،صبور جداً وأنتِ هشة للغاية ،لينتهي هذا الصخب في السادسة وثلاثين قبلة صباحاً ،
إن أكثر الآلام وجعاً وقسوة ، أن تفتح جرحك بيدك ، تضع لسانك لتتذوق كم كان حارقاً ، ثم تغادر حياة بملء إرادتك وأنت لم تستطع برهنة كامل تصوراتك لمن غادرته

قلت لي ذات يوم :
عليك أن تكون أكثر دقة في اتخاذ قرارك قبل أن تخطو ، حتى لا تتردد بعد أن تفعل ، فيغلبك الندم ، فلن تعود
سيرتك الأولى ، ما دمت شاخصاً تحدق متى تزِل قدمك ، في صدرك قلب كبير ، يستوعب أن ثمة إنفراجه
بعد الضيق ، أقسمت جهد إيماني ، أنها تنبأت غياباً فقط ، لم تكُن لتُخفي



يؤلمني هذا الحديث ولا أحد يستمع سوى تَصاويرك على جدران حُجرتي التي طالما لَّجت بصوتك ,وضَجَت بالفراغ الذي ينادمني الآن
بدأت أستعير من الصبر الوَداعة دون جدوى ، وأزرع في
ذاكرة محشوة بالخيبات يأساً يقاوم قدرتي على السّعة ويغلفني وهم بِأبشع صُور الضيق !
لَم يعد هُناك ما أستبقيه سوى تضرع حنين أحمق يأخذ من الرأفة حذاقة التسامح ,
يُقاوم لوعة التفكير أن أَودي بكِ إلى سعير صدري تحترقين هُناك ثم أشهقُكِ دُخاناً يملأ الأُفق خذلاناً أسود ولا أستطيع القسوة !
أحتاج عُمرين إضافيين لأنزع صوت غنائِك من صَمتي , وجيل آخر من الأطباء يُحيكون جُرحي دون تَخدير
فلا ألَم أكثر من هذا الوجع يجعلني أتبرأ منكِ ولا أستطيع ..! , لأني أيقنت بأَلا قدرة للعُزلة على إبتكار طريقة
أُخرى للنسيان تبقى وديعةً في الذاكرة ,أنا بحاجة عُمر طويل من الاحتضار لأتمكن من التنفُس بِدونك
وأعلم يقيناً أن رحيلَك يكلفني الإختناق

الأحاديث القديمة ، لم تنتهِ عند هذا المستنقع الهزيل من الذكريات ،لم تعد في وحل الكتمان عالقة ،تبقين في دائرة مغلقة لا يخترقها نافلة كاملة من التوبات أو قانون مزعوم للشفاعة ،أؤمن بفطرتي السّوية ، أن الحزن الذي تسلقني ، لا يمازح ولا يجامل

هو فقط نتاج تجربة تمخضت من مشاعر صادقة وقلب كبير ،أنا فقط ذلك الرجل الذي سار على شواطىء الحب خالعاً نَعليه إكراماً بما يليق بمقام بحر هذا العشق، ثم عاد يبحث عن حِذائه وبقي ثلاثين عاماً يمشي حافياً دون قلبه !
..,,

الكابتن
02-08-2022, 12:34 AM
بداية أخرى ،في مكان آخر وعام آخر وشوق جديد ، وخيبة لعثرة تفتك بي طالما بقيت على ذمة هذا الغياب الذي استأثر بنفسه عن جميع مواطن الفرح في قلبي ،واستطال حتى بلغ مبلغاً لم يشاطره فيه حضور زائف ولا دعوات نافلة، من شطط الأعوام الماضية ،تلك الأعوام يا صديقي التي تيمنت بها عودة تليق بوفائي الذي يجتزء من الصبر موضعاُ، ما فتىء يرمم فيه بقايا الأحلام المؤجلة ، تلك الأحلام التي تندثر كلما أسند ديسمبر حظه العاثر على كتفي ، وغادر غير آبه بتلك الإثنى عشر شهرا من الإنتظار والمكابدة منفرداً على سلالم المحطات الخالية ، أتفحص أُناس لا يشبهونها

وأطياف ليست كهالتها ، وروائح وأصوات لثغاء ، خَلت من ترنيمتها ، وشذا عطرها.

إلى متى سأبقى أتصالح مع قلمي ، الذي لم يعد ينصاع لرغبة أبجدية قاصرة على تنميق وجهة نظر هذا الحزن السّقيم ، لكأنني المتآمر عليه ،فقدت مقدرتي على التحايل ، أن لهذا الحنين سبعون فماً، تئن بذكره ، يسمع صوته المجروح منه ،دون أن يعي أن بحوزة هذه الحياة ألف خيط يتربصها الخذلان قبل رِتقه .


أي قدر هذا يا صاحبي الذي يأبى ويتمنع عن منحي قلباً أستحقه ، دون إفراد تلك المساحات للإستثناءات والمقارنات اللائقة
ما كنت أدري يا رفيقي ، أن النزاهة خطيئة ، والوفاء
عبث ، وهذا الإصرار العنيد في إنتظار التحقق ، كمن يلهث خلف الثرى ، يلهج كسراب بقيعة .
ليس لديك أخبار أخرى إذن ، كما ليس بحوزتي من جديد ، فقط أضع منفضة التبغ على الطاولة
ثم أجلس كما إعتدت أن تراني بجوار النافذة ، ألتهم الكثير من السجائر ، وأُطفىء أعقابها على زاوية الشباك
ليلة البارحة كانت الأجواء جميلة ليست باردة ، مكثت طويلاً في جلستي ، عندما أمعنت النظر في البنايات من حولي ، رأيت الكثير من السجائر
تتوهج خلف النوافذ المعتمة، بعد منتصف الليل ، تباً خشيت أن تكون
هذه الحارة مكتظة بالمكلومين ،،، كل ما هنالك


..,,

الكابتن
02-08-2022, 12:36 AM
منذ زمن بعيد ، لم أشعر بتغير ذي قيمة ، أنا فقط أُمارس إنطوائية بنهم ملحوظ ، ثم طفقت

للإنسياق نحو هذا الطّابع العام من العزلة ،حتى الأحلام بدورها أُستهلكت من أضغاث الخيال

كل شيء يبدو طالعه جديد يكون نسخة مكررة لخيبة ناضحة بالخذلان المرير ،دعوني أُحذركم ، أنا لا

أتحدث بأفواهكم التي تقرؤوني ، إنما هو فَمي الذي يتأتَّ بينما أُعَنف نفسي ، هذا الحزن الرؤوم لا يتجاوزني

أصابني بجرح الإعتياد ، قد لا تكون الأمنيات نافذة نحو التحقق ، لأن هناك بالتأكيد حياة موبوءة

بالقسوة ، تسعى للتجريد ، حتى من أنصاف الفرص ، تلك الوعود التي خابت ، والذكريات التي

تتهتك ،والمسافات التي لا تتمطى إلا على الورق ، ثم تمارس هوايتها في طي كل هذه



السّرابات تحت أجنحة المستحيل ، ها أنا أستعيد عافيتي ،للبدء كالمعتاد ، بصرف مشاعري على الورق ، صديقي القلم آمل ألا تشعر بالغربة .

..,,

الكابتن
02-18-2022, 01:04 AM
متى قفزت إلى ذهنك فكرة أن تصفع وجه الحنين مرتين وتقطع مأسورة الشوق

من كوع اللهفة ، وتضع مكانه صنبور لهفة جديد ، ثم تتفاجىء أن جلدة شغفه تالفة

تتساقط منها نقاط الذكريات على سطح ذاكرة مثقوبة تتشكل على هيئة مستنقع خيبة

في جمجمة الفقد ، اليوم فقط تسللت الى قلبك ، أمشي على أطراف أحلامي

شاهدت مرآة مهشمة ، وأغبرة الوحدة تكسي منضدة إعتلتها مزهرية وضع فيها وردة صفراء

بلا ماء ولا حتى سكر ، جريدتك الأثرية نالتها صفرة الشمس ، تزحف عليها أسراب نمل كادح

تحمل فتات لهفتك نحو ثقب الباب ، مذياعك القديم مشوش بصوت فيروزي خشن يأتي

من خلف خزانة أحلامك " يا دارة دوري فينا ..ضلي دوري فينا ..تينسوا أساميهم وبننسى أسامينا "

عدت مخذولاً بخطى متثاقلة ، صكيك أقدامي يغازل سياج العزلة ، أبحث عنكِ ، وجدتكِ نائمة في ممراتي .







..,,

الكابتن
02-22-2022, 12:45 AM
منذ سنوات ، تتأبطني حياة ليست على مقاسي ، ليست لي ، لكني مرغماً على الإنصياع في التعاطي معها ..
أوووووووووووه

دعيني أُخبرك ، لا زلت أسفك إعترافاتي على الملأ وأدعو الله دائماً ألا تقرأي ضعفاً وهن منه حرفي ، وأنا الرجل الذي أرداه التَّعقل في منتصف الحكاية
ثم شابت قسوته على شرفة مقلتيك ، وأغتالت رباطة جأشه رهافة قلبك ، أذكر جيداً كيف ولد هذا الشق الناحب من أبجديتي على أثيرك ، ربى وترعرع على تفاصيل ضحكاتك بوتيرة ما فتئت تحدو عبق طهرك المقدس في صدري، وها قد بدأ يهرم منذ عاشر أحزانك وجعاً وجعاً ، وتماهى

مع كل لحظات الخيبة التي دُست بين ضلعيكِ ، ذات يوم جلست أفكر كيف أستطيع أن أمنحك سعادة لا يضاجعها الخذلان أبداً ، وكان هاتفي بدأ يستقبل مكالماتك التي لم يرد عليها لأكثر من مئة رنة قبل أن أحوله إلى وضع الاهتزاز ماضياُ في تأملي ، قلت لنفسي كيف تجرأت الإفراط في حبها رغماً عن وصوله مرحلة الإدمان في ذلك الوقت ولا زال يتعاطاك للحظة ، كيف أجروء على ذلك وهي تمنحني قلباً فقط ، وجسداً مكلوما يصارع على البقاء بين فكي آخر


الحياة الشحيحة التي تَدنو من قلب مُتلهف , يتثاقل خُطاها ,تُصبح أكثر حُزناً وأكثر نكاية
لم أكن أرغب بالشق الأكبر من هيئة حلمي وأُقسم , لكني وددت أن أدنو منك ثم تقتربي أكثر حتى
تتضائل المسافة فيما بيننا لأقل من همسة بين شفتين .. نتشارك معاً هذه الحياة
فأبذُل قُصارى جهدي في تَحمل العبء الأكبر من شقائها ..وأدعو الله أن يمنحني إرادة تمضي بعزيمتي نحو حياة لا تشوبها شائبة برفقتك

كان صديقي يخبرني أن كل شي مرتبط بالوقت فقط ، وبدأت أعشق الساعات والتاريخ والمستقبل والقمر، أبتاع منها أغلى الماركات الثمينة ، وأضع روزنامة على كل حائط يقابلني ، وكل ما يرتبط بقادم هذه الأيام التي تكفلت بمنحي أعلى درجات الأمل والخذلان والخيبة

أنا لا أستطيع التوقف عن الكتابة لك ، غير قادر على إستجماع قوى للنسيان تسد رتق هذه الذاكرة الموبوءة بك ، في هذه اللحظة تذكرت حديثاً دار بيننا ذات شغف ، وكنتِ تضحكين بأنك صدمت وأنت تتحسسي أسفل مقعدك الدراسي ، في قاعة المحاضرات ،ذاك المقعد
الممتلىء بِكُرات العلكة التي تلصقيها عليه بعد مضغها ، كأن تلك الكرات تبدلت إلى ندب تطفو على جلدي بعد أن سرت قشعريرة مفعمة بالحنين في جسدي الآن .
كنت كثير التخاطر معك ، بالرغم من المسافات وما طوته عن عيوني من عدم رؤيتي لكِ وأنت تتشاركي تفاصيل يومك مع هاجسي فقط، إلا أني كنت أشعر بكِ كثيرًا ، الأمر ليس تخميناً بقدر ما يكون تخاطر روحي ، ويكأن هذا المشهد يدور في فلكي ، أقول الآن ستخرج من البيت ، تسبقها رائحة عطرها خلسة ، وللوهلة الأولى تصقل أشعة الشمس بريق عينيها ،ثم أُنصت لصوت إيلاج المفتاح في رتاج القفل، قبل خطواتك الأولى إلى الشارع كأنثى الطاؤوس تسير منتشية بغرتها المحجلة صوب الأفق ، على الطرف الآخر أحتسي قهوتي أثناء قيادة السيارة متوجهاً إلى العمل في السابعة والنصف ، لا صوت يعلو في الطرقات وعلى إشارات المرور سوا فيروز تصدح من خلال النوافذ " قديش كان في ناس ع المفرق تنطر ناس وتشتي الدني ، ويحملوا شمسية ، وأنا بأيام الصحو ما حدا نطرني"

أبتسم ، ثم أمضي مانحاً نفسي جرعة أمل أُخرى ، قبل أن يتخافت الصوت ليخرج المذيع بقراءة بعض الرسائل والإهداءات ، كانت أول رسالة تقول :
يوماً ما ستعود ...
هكذا قالت بعدما سحَلت الحياة ما رصفته من أحلام بين قلبي وقلبها ، لعلمكَ أنا الآن أبكِ وأضحك، يعتريني شعور بمثابة الجنون ،فقُبالة هذه الحماقة
أحتاج فعلاً أن أبوح لعابرٍ ما أقترفته بحقي
سأُدرج في المرة القادمة قطعة سوداء من ذلك الضجيج الذي ينفجر بقلبي
وسأُخبرهم عن رجل فقد مرحلة السبعين عذراً وإنتزع بشوكة قلبه حافة صمتي .
..،

الكابتن
02-22-2022, 10:27 PM
إيييييييييييه
"كيف سأبدو في العام القادم ، في مثل هذا التوقيت ، إن أصر الغياب أن يبقيك على ذمته "
لم يتغير شيء كثيراً صدقيني ، ها هي أربعة أعوام إنقضت منذ تلك الرسالة الذي كان هذا سطرها الأخير ، وشائت الأيام أن يشاركني بها الفيسبوك اليوم كذكرى ، لا زلت كما ودعتك آخر مرة ،لم أهرم ، وسيماً مثل إنطباعكِ الأخير عني ، جذاباً كما كانت ترمقني عيونك ، الساذج الذي يلوذ عن شلة الرفاق كثيراً لكي يحدثك ، ثمة إنحناءة (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=8127) فقط تشكلت في إستقامتي ، من الإنثناء أسفل غصن الشجرة النابت على باب الحديقة التي تذكرين ، تلك الوعورة لم تثنيني عن إرتيادها جيئة وذهابا ، بل آثرت إلا أن تنقش وشماً على ظهري يخبرني بأنها لم تستقم بعد أُمنياتي ، وها هي تحملني الأمكنة الموحشة معها ، أكتبها وتكتبني نتوحد معاً ، دون أن تنبس بآهة ، نتبادل أحاديثاً موجعة ، تدُسها الوحدة وننزف إلى آخر المدى ،
كل يوم أذهب عند ذلك المنحدر ،أجلس طويلاً , أُلقي الحصى كما كنتِ تفعلي ،أردت أن أُخبرك،
يوم أمس تدحرجت حصاة حتى إستقرت في القاع ، ليتك كنتِ هناك قد فرحت كثيرًا والله ،،
مؤلم عندما أسترق النظر لنفسي بالمرآة ،ولا أغدو في عيوني أكثر من طيفٍ لصورة سقطت سهواً من برواز لوحة سريالية ، لونها رسام أتقن نحت الخيبة في معانيها..!
هذه الأثناء بدأت ملامح العام الرابع لغيابك تكتمل ، أربعة مواسم كاملة من الإنتظار والدعوات أناء الليل وأطراف النهار ، وحده الله يعلم نجواها في صدري ، لم تكن كافية على لملمة حضورك ،تلك الدعوات النافلة أّبيت عليها و أستفيق صباحاً كل يوم أجتَر بقايها وأَلوك آثارها بفمي ،وحشرجة تغرغر في حلقي بنبرة إشتياق تتوق لسماع همسك

هُم لا يُدركون معنى الغياب وحجم تلك العَذابات التي تتناسل في الركن القريب من وَجعي
فقط أنا الذي أُمارس مع نفسي لغة البكاء الداخلي فيمتصني الصمت لأكثر من قطعة ألم ذاوية لا تعدو مقدار خيبة من حزن

مرحبا يا صديقي ، ما أخباري لديك ؟
أهلا يا صاحبي ، لا شيء تغير صدقني ، منذ أعوام تقريبا وأنت على حالك هذه
كما زجاجة كولا , تنفعل كلما هَزها الحنين ، ثم تعود مخدعك ، إلى أن نضبت آخر ذرة غاز تحفزك ،أصبحت مفرطاً في البلادة
غارق في اللاشيء .. أعلنت الإكتفاء
لا بد أن تنتفض ، لا بد من التضحية ،الأقدار لن تعطف عليك ، وتمنحك ما تريد دون سعي
عندما كانت تلوح في الأفق تباشير خجولة ، غير واضحة التفاصيل، كان قلبي يباغتني سائلاً ، هل
تملك قوة متاحة ، عندما يكون الفرح سانحاً ، تصرخ بوجه هذا الحزن الذي لا يستسلم أبدا ، أن
تنحى قليلاً أرجوك ، فصمت بعدها ، دون أن أمنحه حقه في إستيعاب الإجابة

كان عليك في ذلك اللقاء الأخير ، أن تغمض عيونك ، وتضع سدادة في أُذنيك
وتدخن كثيرًا ، حتى لا تعلق في ذاكرتك رائحة الأجواء، ثم تقفل راجعاً دون الإلتفات ورائك
ربما تطهرت ذاكرتك من اللحظات الموؤودة ، وكان لك سببا وجيهاً ، أن لا تصبو لشيءِ كان في الماضي ،
فاض بي عجزك وقلة حيلتك ، ضقت ذرعاً من مواربة نفسك خلف أبواب الغياب ويحك ،إعتق ذاتك ، قد صبأت عنكَ والله ، ألم تسأم جلدها وتوبيخها ؟
هكذا تخبرني في رسالتها السابقة التي لم تصل ،بعد هذه الأعوام ، كأنها كانت ناطعة، تقرأ السطر الأول بإقتضاب ، ثم تُغادرها القراءة عنوة ،
ويحكِ ،بعض الآلام لا تدركها الُّلغة، ويبقى الصّمت نديماً لخيبات، تتنقل بنا كبالون هواء ،تتحكم فيه الرياح ،لا يملك قراراً نافذاً بتحديد مصيره ،بعيداً عن الفواجِع ، هذه المناطيد التي تغطي وجه السماء كل يوم تُقلع من قلبي .
..,,

الكابتن
03-12-2022, 10:53 PM
ليوم كانت الأجواء سيئة جداً ، رياح عاصفة ومغبرة ، تبعث على الاكتئاب لأنك ترغم على المكوث في الداخل
هل ذكرك هذا بشيء ، كانت أول محادثة بيننا في مثل هذه الظروف الجوية ، قَرنتها الآن بحظي السيء
عندما ابتسمت رغم ما انتابني من وجوم ، هل ولدت هذه العلاقة حملاً على العاصفة

لكني في وقتها لم أشعر بشيء في الخارج وربما أني خرجت حينها خالعاً إحساسي مني تاركاً إياه على مقربة من الهاتف ، لأني لا أريد أن أوضح تلك البدايات ، وما ينتاب الشخص في حينها من تغيرات ، وكيف يكون مفصولاً

عن عالمه الذي يعيش ، متماهياً مع عالم آخر لا يحتوي سوى الأحلام والرغبات والشعور بالاندفاع ، عالم ممتلىء بالأغاني ، ترسم حدوده الورود ، وتَحفه أشكال القلوب التي دُس في خاصرتها سهماً ، لا أُريد الإسهاب في

تذكرها حيث تتشابه لدى الجميع رغم اختلاف الظروف والأماكن والأزمنة ، ونسعى دائماً في إستعادتها
على حافة الشعور ، لكننا نفشل ، تلك البدايات التي ولدت من مخاض الصدف ، لم تكن تعلم أنها تمشي

بوتيرة مرتبكة ، فالحياة قبلك كانت بسيطة غير مكلفة ، لا تحتاج أن تدفع ثمناً يومياً من جيوب قلبك ، تصرفها
على الأرصفة والنوافذ ومحطات العبور ، ثم تعود حافياً تسير على الأشواك ، ويحك قد فقدت حتى نعليك ،

حسناً ..
دعيني أصفع وجه خيبتي مرتين ، وأنفض عني غبار الحزن ، سأرتدي بذلتي الكحلية وقميصاً "أوف وايت" وربطة

عنقي الخمرية التي أهديتنيها في عيد ميلادي ، وأبتاع وردة ، فما عادت رغبتي تسوقني كالسابق لأقطف لكِ من حديقة الجيران وردة زهرية ، تباً لم أُخبرك لقد قطع جارنا أشجار الورود نكاية بي ، فأصبحت أنتِ والأيام والجيران

رفقة حظي العاثر .


..,,

الكابتن
03-12-2022, 10:55 PM
ثم ماذا ..
هل هناك أسوأ من أن تدس رأسك بين دفتي فراغ

فتسقط عنقك مشرئبة بالخيبة
ثم تعود مشياً على الأحزان

تتلقفك الطرق المزدحمة بالعتمة
المكتظة بأصوات الموجوعين
كلا ..
قد غمرتني الوحدة ثم خرجت أقل صبرا وغماً أكثر وسامة وحبا
لكنها زادت جرعتي اليومية من القهوة
واستبدلت ساعتي الرقمية بذات العقارب
شرعت في حب الورود أكثر
وتأريخ الليل في الصباح
أعشق الأغاني والكتب وتستهويني ألعاب الصغار
ثم قاربت بين منهجي ومسلكي
حتى بدأ يلدغني الوقت
..,,

الكابتن
06-29-2022, 12:23 AM
رهانك خاسر ،لا زلت أذكر جيداً ، في خلوة ما ،كيف إحتد نقاشنا ، وكنتِ تصرين بأن الغياب

يسرق جزءاً كبيرًا من مشاعرنا معه ، وتبقى الذكريات فقط خالدة في رحم الذاكرة ، دعيني

أُطمئنك ،لقد فقدت الكثير من ذاكرتي ولا زالت مشاعري تستجمع قواها ك السابق وأبهى

منذ تلك ال "بحبك"لم ينفك قلبي على رحى العهد ،يطحنه الإنتظار ،وتشذبه المسافات القاصرة

عن تأدية واجب الوفاء .

أخبريني هل يبدو حديثي مالحا ؟ هل يحتاج إلى كلمات الثناء ، وعبارات الإطراء ، وتلك المجاملات الباهتة ، حتى يبدو مستساغاً أكثر لثلة المهرجون أولئك ! أنا لم تخني مفردات اللغة قط ، ولم أكن شحيحاً منذ أول ليلة للغياب ،أُردت أن أُخبرك ،أن وجودك وابتسامتك تصنع الفارق ، تشكل استثناء في قلبي وفي لكنتي

عندما يتملكني اليأس ، وتطفو على السطح ليت ، أشعر بالغرق الذي لا نحتاج فيه سوى الدعوات .

أتدري يا رفيقة ..

أننا حين نَمرض بالحُب لفترات ، نصاب بالإعياء .. نوشك على الهلاك، تكسرنا الظروف

عندما يدير الحظ ظهره لنا ، يستقبلنا الخذلان بصدر رحب

القدر وحده من يتكفل بإماطة تلك الغشاوة ، لنشد من أزرنا ، نحاول النهوض

رغم الخسارات والانكسارات نبدأ بالتعافي من جديد

ونغسل وجه خيباتنا مرتين،، بعد أن نتقن تضييق الخناق على الذاكرة ، ونقطع مأسورة الحنين ، وندرك جيداً أن النسيان عصي علينا ، لكننا نستطرد

تشعر حِيال ذلك .. أنكَ مُقبل على داء عشق أخطر من السابق، بنهم غريب

فقد تفجرت لديك طاقة أحتواء رهيبه أثناء مرحلة التداوي

هذه الأثناء بدأت ملامح العام التالي لغيابك تكتمل ، حولين كاملين انصرفا ما نكأت فيهما كل

الأبجدية الطامحة بمواربة نفسها على حضورك ، هذا الحضور الذي اتكأت على لهفته

أسفار الحكاية وبقيت حملاً ثقيلاً على قلبي وقصاصات الورق ومعظم جدران القرية

تلك الجدران التي كانت تراني فاضلاً في كل ما ارتكبه قلمي من حماقات على أجسادها

بدأت تراني مناظلاً يقبع خلف قضبان الفقد مسترسلاً كلما بلغ الحنين ذروته وما زلت

أُكافح في اشتياقك ، ولا زال الانتظار الطويل يراوح بين هاجسي ولوعتي لعلكِ مثلي

تنظري للأرصفة الواقفة بين وعدي ووفائك ، وها صرت أكبر عاماً آخر من الحزن بغيابك ..



وأنا أكتب لكِ ,يخيل لي أني أُتابع تفاصيلك ،أستمد قوت استرسالي من حرارة أنفاسك بين الكلمات, وأُطالع السطور في لمعة عينيكِ ، إن صمتي هو خلاصة هذه التفاصيل التي تولي فراراً بين واقع المسافات وإقطاع تذكرة إنتظار في طابور المستحيل

حسناً ،

منذ ليلتين فرغت من عتاد الصبر ،منفضة تبغي أتقنت تأبين لفافات قبلتها بحرارة ، سريري المُقوس ، ترك وشم على ظهري المنحني ، خطوط ذاكرتي ، ترسم عيناً على الباب ، تكحلها هواجسي المرتبكة ، مرَّ يوم وآخر ، عندما عدت أدراجي ، وقع أقدامي تثاقل ، يوغل في الوحدة


..,,

الكابتن
06-29-2022, 12:24 AM
لكلٍ منا هالته وعالمه الآخر الذي يعكس صورته في الظل ،الحزن يُشكل هالة سوداء إلا أنتِ صَنعت من حُزنك
نوراً أصاب وَهجه مرايا قلقي.. انعكاسات فِتنتك ..غُرورك ..كبريائك.. أَلمك أصابت منشور قلبي فأضطرب
جميع ألوان البوح في جوفي تخلق اسمك تترنم على طقوسك ..صوتك،هُتافك ،ضحكك وانفعالك كهندسة اللون على رقعة ذاكرتي الرمادية وخطوط شوق ترسم مساءاتي الحزينة، هذا القلب تهتك من الشغف لأنها القسوة أن تقطنه
أجمل الأشياء وأقبحها أنتِ والحزن ..أحبك ليس لشيء معلوم ولا لأمر شائع، أحبكِ في السّر والعلن
أُحبك لأجل فرحه تنمو كبرعمٍ لوردة قانية داخل هذا الصدر الذي يحتضنك.. أُحبكِ بعدد قطرات الدم التي
سقطت على سطر الورقة من جرح الروح فيكِ.. أُحبك بأشياء كثيرة ليس فيها عارض ندم ..أحبكِ لأجل الحلم الذي
إمتهنتيه ، وأسقطتِ عليه قسوة عدم اللقاء ،فأقسمتِ بذات خيبة أمل ويأس وعداً بأننا لن نلتقي على باب الحلم، وأفترضتِ الوداع سلفاً ..فبسم الذي زرعكِ في قلبي حلماً وافر الخضرة يتنامي ووعداً طال إنتظاره من مسافات الظمأ
أحببتُكِ ..
تُخبرني أن هذا الحرف موجوع يئن والكلمات باتت باهتة وسنا برق الألم يخطف الأنظار
وهينمة حزينة في الأفق تلوح مع المساء زاعمةً القسوة في تمنيها

وهي تعلم مثلي أنها تحمل قلباً يتسع صنفي الحزن والحب يرفعهما إلى سدة الفرح
عِش أنتَ ..
آخر ما قالته لي وأنا أستقيم في حزني بعدما اعوج الفقد على طريق الانتظار فَخِلتُ حينها أنني مُثخن بفرح يَنزف مع كُلِ شهقة (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=9433) ارتواء قطرة ألم مالح يُلامس سطح كِبريائها العَذب في جُرحي ..ابتسمت وكأني أقرأ طالعها في سَوءة حظي، شيء ما غريب في صوتي كلما تحدثتُ لِنفسي عنكِ يجعل مني رجلاً بالغ الحزن وأنتِ امرأة مأتومة الفرح ،مأهولة بالحب ترتقي لمصاف المقدسات العليا
شهقه ..ربما تكون أكثر زفيراً فتحرق المتبقي من مواجعي قبل أن ينطفىء فتيل الألم من تمدد ظمأ الروح
فرعون هذا النبض الذي يحتشد بكل ما منحته الحياة من حُباً لها يتهيأ لِفَض بِكارة قلبها عن بَكرة أبيه
موغلاً في رحم أحزانها فرحاً لا ينضب كُلما رَمقته بنظرة حنين عَتية المزاج
ثم يقيم بِداخلها تسعُ وتسعون خفقه قبل مرور آخر نبضه تحمل كفن الشهقة الأخيرة
صدقيني ..أكثر ما نحتاجه هٌنا هو الدعاء ثم البقاء على قيد الأمل في كل ليلةٍ يُردينا التمني جثثاً هامدة على سريرٍ وثير
فرشته خيبة ويلتحف خذلاناً يتعاظم إلى أقصى يأس يحشو فيه وسادة الأمل الضائع منذ عامين وأكثر من الفقد
ويبقى الحلم مأهولاً بالحياة في الصباحات الخالية من تَكسُر أشعة الشمس على أطراف الجرح النازف
أحزاناً تتدحرج على صدر الفرصة الأخيرة ..

مُنذ تلك , وحتى تهبنا هذه الحياة الموبوءة بالقسوة عناقاً أخير لا سأم فيه ,وددت أن أبرِم عهد صلح مع قلبي وأزرع فيه أملاً خصباً ينبت فيه النبض لأكثر من قُبلة فرح

كلما حانت لحظة الخفق ونظر صوب الريح وجدكِ غيمة في ميمنة دعواتي , عندما يحين ذلك ، أتضرع إلى الله راجياً ألا تتعطل مقدرتي على الاستعراض فوق جسد رخو تقطر منه إخفاقات الحظ العاثر ..
..,,