المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة البارعه الغند لشاعر الوله في (ولا يوصل وجهتي اية طريق !)


الوله
11-14-2021, 08:56 PM
أسعد الله قلوبكم بكل بخير


كيبورديه حصرية



أتمنى ترتقي لمشاعركم



*


*





كل ما لديت عيني للأمل
انفتح لي جرح في صدري عميق !!


ذيب حزني ما رحم فرحي الحمل
والنتيجة احزان في مثلي تليق


ما يشيل حمول عن كتفي جمل
ولا يوصل وجهتي اية طريق !


كنت أنادي للاماني ما العمل ؟!
ما سمعت الا صدى صوتي يضيق !!


قمت أغني اللي بقى بأحلى جُمل
علني في الشعر القى لي صديق


غير ما يذهب شعوري اي ثمل
الا ابيات المطرز بـ العقيق


لا استلذ الشوف والمعنى أكتمل
سالت ابياته على الصفحة رحيق




لـ الـولـه .

الغند
12-11-2021, 04:56 AM
:eek:

طريق العاشق ضياع // متاهات ودروب حزينة يعيشها غربة مشاعر طالما ما معاه من يهتويه،،

وأحيانا تكون هموم الإنسان هده الحيل ،، حتى يكون لسان حاله أين السبيل إلى الخلاص ؟؟؟

أين الطريق اللي يوصل نهاية المأساة كنفق مظلم يبحث من دخله عن نهاية نور لعالم آخر يعيش من خلاله النعيم نِعم،،،؟؟؟


شاعر ياما عشنا معاه الأفراح من خلال فرحة،، حتى حزنه فرح وضياعه فرح !!! لا داعي للعجب فكل طرقه توصلنا للجمال معنى ومبنى،،

جميع طرقه تؤدي للإبداع

مبدع

لا يشبه إلا نفسه
شاعرنا الكبير
الوله

الغند
12-11-2021, 05:04 AM
:eek:


العنوان

ينتمي لعالم التيه والضياع،، كم لمسنا حزن ومآسي طريق موحش ،، تائه من متاهات لم يلتمس من أي طريق سلكه مخرج يهتدي من خلاله لعالم الأمان والاستقرار،،

كل طرقه نتيجتها واحدة،، لا يوجد مخرج ولا طريق،، تضيع الفكرة ويسيطر على الوجدان هاجس مختلف،،

لنتأخذ القصيدة كمدخل من سبعة أبيات ومن ثم لنجد سر الضياع من قصيدة أُخرى،،


يا من أضاع كل طرقه وما لقا له دليل ولا خارطة ترشده ،، رشدك وارشاداتك دليل للمبدعين ،،،
" ولا يوصل وجهتي أيه طريق": كناية عن الضاع والتيه ،،


هنا العنوان شطر وعودنا شاعرنا الوله على العناويين الجميلة الملفتة وأن كنت أحبذ لشاعرنا دائما العناوين الرشيقة من كلمة وكلمتين،، لكن العنوان هنا من باب المحتوى ،، ضياع وتيه ،،

مبدع وإن اختلفت في العنوان كجمال نهائي وأنا لم اختلف حقيقة لكن إن كان فذاك لا ينفي حقيقة راسخة إنك في الشعر فنان ومبدع وتضيع ما تضيع ،،،

وتتوه ما لحقك تيه،، حقيقة أنموذج يتعب الكثيرين من ناشدي الابداع ،،


لنرى طرق الضياع والمتاهات ،،،

الغند
12-11-2021, 05:10 AM
:eek:
لتبدأ قصته متوافقة لأبيات قالها شاعرها:
في صدر غصة وداع.. والف تنهيده ،
و بالعمر قصة ضياع.. اولها بفراقك ،

وقد كان لفراقها قصة طويلة ،، وما شتات الطرق إلا مدخل لها،،،
ما لقى جواب
وين الطريق الصحيح
؟؟؟
ليبقى السؤال وجوابه كما عبر عنها الشاعر خالد الردادي
أدبرت مثل السؤال اللي عجزت ألقى جوابه
وأقبلت مثل الجواب اللي كسر خاطر سؤالي

لم يجبر كسر خاطر شاعره اللي "ضاعت دروبه"،،

كل ما لديت عيني للأمل
انفتح لي جرح في صدري عميق !!

افتتاحية حزينة بها من الجروح اللي تسكن القلب وتدميه جروح،، لا نعرف العلة ومسببات الجروح لكن كل جرح واضح أنه ألم ،، كم حاول شاعرها أن يحيا حياة يحذوها التفاؤل والأمل وتطوقها الآمال وتحقيق الأماني والأحلام،، ينشد الأمل ،، ينظر إليه بعمق نظرة رانية متأملة متفحصة،، يلتمس طريق العودة من عالم الضياع ،،

يناظر طريق الأمل يريد أن يكون طريقه ومسيرة حياته ،، لكن كل الطرق ختمت بجرح لتجمع إلى جروح ،، ذاك يدل أن حسن ظنه وأمله قد خاب بناس وبشر ذاك الطريق،،

وعلى قدر الألم تكون الجروح لذا كانت أليمه من ناس كان لهم قدر ومكانة،، وذي القصيدة أفتتاح طريق"ما بانت سعاد" اللي تليها ويا أمل والطموح والأماني وين الطريق؟؟؟


حتى شك أن الأمل حاجة موجودة وقالها مرة تعبير:

أعيش العمر في رجوى غدا تتحقق الآمال
! وأنا اصلا بديت أشك ان باقي أمل موجود


" كل ما لديت عيني للأمل": استعارة شبهت الأمل كإنسان تناظره الغرض منها البحث عن السعادة والتي تعني صحيح الاختيار والطريق الصحيح،،

أصبحت تلك الآمال اللي بناها قوامها من ألتقاهم من ناس الأمس أمسه وعلى رأسهم تأتي من هواها القلب،،،
من حبها ،، ذكريات الأمس اللي توجعه،، وتعمق جروحه وجددها،، قالها شاعرنا :
يموت اللي يعييش العمر يتذكر !!
هنيئاً نخب اوجاع العمر / صحه !

وكان ذاك الأمل ذكرى تقتله بكل يوم وحزة وحين،، يتجرع مرارتها يوميا ،، جروح غائرة


أبدعت ،،

الغند
12-11-2021, 05:17 AM
:eek:
ذيب حزني ما رحم فرحي الحمل
والنتيجة احزان في مثلي تليق

ما يشيل حمول عن كتفي جمل
ولا يوصل وجهتي اية طريق !


نكمل مشوار قصة طريق مع شاعرنا،، اللي ترسبت في روحه ذكريات أليمه،، ما جنى غير حزنه ولننظر لروعة التشبيه وكيف صور علاقة حزنه بفرح أيامه،، كالعلاقة تماما بين الوداعة والشراسة،، الأليف والمفترس،،

كان فرحه برئ مشروع لم يرد منه أكثر مما عطا وعطاءه ما هو قليل ،، العطاء طبع وخلق تربى عليه،،

لذا وصف عطاياه بقوله:
طبعي لو اعطيت أعطي بزياده ،
ما اذكر اني بخلت في يوووم ،

ولأن الجزاء من جنس العمل،، والمردود من أصل العطا توقع مثل ما أهدى فرح يجني فرح،، صحيح هذا عند الخالق حيث الموازين العدل،، بس ميزان البشر مختل ،، لذا من اللي أهداهم العمر والحياة المحبوبة،، كانت فرحته لتنقلب للضد تماما،، وتككون سبب الكدر والتعاسة،،

كانت على ما قاله:
كان الفرح لو قلت له فيني اهات ،
وصار حزن العمر../ له الف سكره ،
راح وترك عاشقن في غرامه مات ،
ودموع عين تهل كل ما افتكره ،


حولت حياته من سعادة حتى الآه منها فرح وسعادة إلى تعاسة وحزن بالبعد ،،

لذا كان فرحه بسيط كبير بمعناه ما أخذ صفة التعدي والاعتداء على غيره مثل حمل وديع،، وكان حزنه بالمرصاد مثل ذيب جائع قضى على الفرح بأفتراس متوحشوتمثل في حياة شاعرنا ذاك الذيب حزن ،، أهدى الشاعر وحشيته،،


وبطبيعة الحال الذيب مفترس والحمل وديع والغلبة هنا حسب شريعة الغاب للأشرس والأقوى وكانت للذيب ،، معركة غير متكافئة وغير منصفة،،

ولأن مقام الشاعر كبير وهنا يفخر بذاته،، كانت الأحزان الكبيرة وكأنها أعدت لمقامه حيق "لكل مقام مقال" يرفض ذاك المقال لكنه وكأنه قدره المحتوم

أبدعت والله أبدعت،،


ذيب حزني :تشبيه شبهت أن الحزن كذئب "تشبيه " الغرض منه بيان انقضاض الحزن من قبل من قدموا لك الحزن من خلال تصرفاتهم بوحشية تفوق قدرة فرحك للتصدى لها،،

فرحي الحمل: تشبيه الفرح بالحمل الوديع،، لبيان ضعف الحزن وصغر مساحته مقارنة بالحزن لذا كانت هزيمته،،،

ذيب حزني ما رحم فرحي الحمل: طباق إيجاب لبيان عدم التكافؤ بين الطرفين لذا أنتصر الحزن على الفرح،،،


مثلي تليق: كناية عن كبر مقام الشاعر هنا فخر متواري بالذات وإن بدا من خلال الأحزان،،،


،،،
وحزن ورى حزن وألم بعد ألم،، جاءت تراكمات ما يقوى يشيل حمولها إنسان،، من ثقلها لا تطاق ،، واستل من بيئة الصحراء وقسوتها،، الجمل اللي عرف بتحمله لتلك القسوة وتعامله معها،، وذاك من مسيرة القوافل قديما التي تحمل عليها البضائع وتسير مسافات طوال دون كلل أو تعب،،

الشاعر يقرب الصورة للذهن بنفس المعنى،، ومن كثر تلك الحمول حتى الجمل ينخ،، فما بالنا ببشر له طاقة تحمل ،،

روعة التصوير جمال من جمال ،، الأول للحسن البصري والثانية للجمال العربية ذات الأسفار من نوق ونحوه،،

ما يشيل حمول عن كتفي جمل: كناية عن ثقل الهموم وتكالبها لدرجة غير عادية لا تُحتمل،، وكل ما حاول يجد طريق صحيح،، وصحبة رائعة كانت خيبة الظنون وإنكسار الأمل جواب،، لم تزده تلك الطرق إلا ضياعا وتيها،،

روعة،،،

حتى آمن بإنكسار الحظ وقالها تكرار:

انا حظي فقد حظه ولا بيده ولا بيدي
معي احلام مكتظه ولا جتني على ودي


هنا خرت أحلام من طموحها عند تلك الكسرة

و
مبدع،،،

الغند
12-11-2021, 05:23 AM
:eek:
وينتقل لبحة الصوت من كثر النداء

كنت أنادي للاماني ما العمل ؟!
ما سمعت الا صدى صوتي يضيق !!

قمت أغني اللي بقى بأحلى جُمل
علني في الشعر القى لي صديق

لا زال يحاول يجابه كل ما كسر فيه الأمل،، ولا زال يحاول يجدد عهد أمنياته،، وكل ما كان الحوار بين ذاته وذاته،، ما لقى الطريق الwp،
، وضع الأماني في تصوره إنسان وتخيلها طرف الثاني،، وقام ينشدها "أنادي" ويقربها بتودد لنيلها ما العمل
؟؟؟
"ما العمل ": أسلوب إنشائي طلبي،، نوعه: استفهام،، أداته"ما" الغرض منه: بيان تخبطه الفكري،، وبيان محاولاته المتكررة حتى ينال طريقه تحقق وصوله لجمع أمنياته من أمنية الطريق الصحيح،،

أبدعت،،

لكن في كل مرة النتيجة ضيقة ،، وكأن الحوار الصوتي بح وأختفى،، للدلالة عن العجز وعدم الاستطاعة وكأن اليد ما بها حيلة،،


" صدى صوتي يضيق !!": كناية عن توالي الأحزان،، وعدم القدرة على الاختيارات الصحيحة السليمة اللي تحقق طريق السعادة،،،

وبما أن الحكاية صوت
صوتها كان يهزم حزنه،، ويقوم أعوجاجه،، كان يجبر كسره ويصحح عظامه،،
فقد قال عن صوتها:
أحتآج آتنفسك " صوت "
مليت صمتي بلا صدى ..

وفي قصيدة أخرى قال:

كنك كذا مآ بين عزف الحآنك
صوت الغرآم اللي آسرني صوته

مش بس الصوت حتى الكلام يستعذبه اجتمع الصوت ولحنه الجميل مع عذوبة حكيها في صورة آية حسن،، قال:

ما مرك الصبح نسمه - يا لذيذ الكلام !؟
ماحرك غصونك اللي بالوله مثمرة !؟


وزادت جروحة وضاق صدى صوته برحيل فرحة صوتها من حياته،،،

وفجأة لاح له نور بفكرة وكأنها حل،، ترنمه وغناءه لأبيات القصيد،، هو شاعر يفخر بساحة الشعر،، هذا ميدانه،، هذا دوره والشعر لعبة طوعها بيدينه،،

وكأنها بطولة هو بطلها يصح شعره :
مقدام في يده مهند و مسلول
بس الزمن من جاد له بالبطولة !

والزمن كان سخي جدا معنى في اعطاءه بطولة الشعر هنا،، وقصائده تثبت وتشهد له،،
وضم شهادتي إن شاء الله أنها شهادة حق بحقك هنا شاعرنا،،

قمت أغني اللي بقى بأحلى جُمل: كناية عن جزالة معانية وروعتها ،، فهي من أجمل ما يُقال
روعة
،،،

الغند
12-11-2021, 05:27 AM
:eek:
علني : لعل هنا كناية عن أمر قابل الحدوث عكس ليت،، وفعلا هو قادر على تحقيقها علّ واستخدامها من قبل شاعر له قصائده هي أقرب لليقين طالما هنا حرفيته ،، حيث أن الشعر نديم الشعراء من خلال أبيات القصيد،، من يقرأ خلف السطور يدرك تلك الحقيقة يقين وأبدعت،،،

" في الشعر القى لي صديق": استعارة،،، شبهت الشعر كالإنسان الذي يمكن أن يكون صديق وخليل،، الغرض البلاغي منها: بيان التمكن الشعري وبالتالي سهولة تكوين الصداقة من هنا،،،


من خلال القصيد يستطيع أن يكون صديق الشعر ويكتبه يوم ميلاد،، مثل ما تصوره:

هنا فاح الوله عطرا هنا كان اللقاء / ميلاد
هنا كنا / وبالأحرى نعيش الحب فرح وأعياد

مبدع وأكثر

الغند
12-11-2021, 05:42 AM
:eek:
غير ما يذهب شعوري اي ثمل
الا ابيات المطرز بـ العقيق

لا استلذ الشوف والمعنى أكتمل
سالت ابياته على الصفحة رحيق

يكمل رائعته،، هو صحيح سيعقد صداقة مع شعره،، لكن كما قلت هو يفخر بتفرد الشعر لديه،، فإحساسه الشعري عالي جدا،، لذا شعوره لا يدخل نشوة
الاندماج ودخوله لمسرح عالم آخر كمن ثمل مادة مسكرة إلا من خلال نوعية شعر فاخرة الأحرف ،،

وكأنها طُرزت ودوزنت بزخرفة وزينة لها جمالية خاصة،، تطريزه من أحجار كريمة نفيسة غالية الثمن"العقيق" ،، ذاك شعره اللي يفتخر به،،

نؤيد ووصفناك بشبيه الذات وفعلا قصائدك روائع ،،


يعني لو جبنا الخبر لسيرة قصائد سنصفها من شاعر صح لسانه لا يشبه إلا ذاته قال:
ما عشقت من القصيد الا الفريد ،
ولا كتبت من الشعر الا اعذبه ،
وفعلا هو كذلك،،


"ما يذهب شعوري اي ثمل": كناية عن الإنتقائية وعن الذوق الرفيع والفخر بالذات الشعرية،،


الا : الاستثناء هنا لتخصيص الفرائدالتي تستحق أنه تجذب شعوره وتناسب ذائقته رفيعة المستوى،،،

ابيات المطرز بـ العقيق: كناية عن جودة أبيات قصائدة وفخامتها فتوازي الدرر النفيسة الغالية،،


ولا يغدق من تلك الأبيات،، إلا لو كان تصوره للإخراج النهائي لأبياته الشعرية كاملة ،، وهنا فخر مؤزر لسابقه أنه لا ينتج ولا يود إخراج الناقص والمبتور ،،

" لا استلذ الشوف": استعارة شبه الذائقة الشعرية وقريحته بمادة يكون تذوقها من خلال نظرته الشعرية،، الغرض الفخر بأبيات قصائده التي يحرص على صياغتها على أكمل وجه،،


ثم لنرى الجمال من الأجمل عند وصوله للحظة القناعة الشعرية،،
عندها فقط سيجود بشعره أبيات من عسل مصفى أصلي صُنع من رحيق الأزهار ،،

كناية عن جمال أبياته واكتمالها معنى ومبنى،، حقيقة هي أبيات جزلة ورائعة،، لها مذاق رائع يسلتذه القارئ بعد شاعره،، حلو كطعم العسل الذي صنع خصيصا من أزهاره ،،


روعة المعنى جمال منفرد
،،
ويصح جدا تعبير قائله عن علاقته مع كل من يمر بمحيطه من البشر قريب أو بعيد وفق معيارما يلي:

ما غلبني غير طيبي مع وفائي !
يوم غيري يتقن افنون التخلي !!

لنجد رغم الحزن والألم ينثر السعادة ،، يحافظ على علاقته مع الآخريين وفق مبادئ وسلوم تربى عليها حتى ألفتها ذاته،، فهو ملتزتم بتواصله معهم كعلاقة حر وفي ما قدر يخذل من يرتجي فيه الخير ،، من يتعطش أن يروي شغفه الشعري من درر أبياته ،، في كل أمر وكل عمل يخص علاقاته وتعاملاته مع الناس،، في حين أن هذا الطبع لم يجد له صدى عند الكثيرين ممن تعامل معهم وخذلوه من علاقات مختلفة،، كما خذلوا غيره وكأنه فنهم الذي أجادوه بإحتراف منحرفا عن المبادئ السليمة والأخلاق الرفيعة ،، فالوفاء طبعه ولم يتعلم يخيب الظن به أو يخذل من يرتجيه،،،


مبدع وهذا أنت ليس شيء دخيل أو غريب عليك
،،،

الغند
12-11-2021, 05:47 AM
اكتمل مدخل القصيدة
،،
ليتضح لنا من بعد
المدخل
طريق
ضياعه الأكبر
وتبعثر مشاعره
وإنحسار رغبه هاجسه
،،

ضيعت كل طرقه بعدما اختفت من طريق عشقهما


أكثر طريق ظلمته ديجور موحش
بدد آماله
فما بانت سعاد
وقلبه غدى مجروح
والطريق
ضياع

لنشرع
بقصيدة
"ما بانت سعاد"

فرح
12-11-2021, 05:53 AM
هنا فيض من عذوبه
النص ماطر والقراءه نابضه
شكراً يابارعه على هذه القراءة الفاحصه
التي اظهرت مكنون القصيده اللؤلؤي
دمتِ فارعه ايتها الغند الفارهة فكراً وحرفاً fl

تنبيه + احترامي لشاعر + محبتي لكِ ايتها المذهله fl

الغند
12-11-2021, 05:58 AM
ينقضي الليل مودعا ،،،
لتعلن الشمس بداية رحلتها ،، وتبيح حسب توقيتها مصافحة مختلفة فمن قال مسا الخير ليس كما قال صباحه،،

الليل ساكن،، والصباح نابض يبتدأ بتغريد عصافيره،، وكأن أشعة الشمس لحن موسيقي يعزف على وتره نغم من التباشير بيوم جديد،، وأمل متجدد،،
وشاعرنا
يتفاءل بوقت الصباح


يزف الصبح نسمات الأماني ،
ويورق داخلي حلم وفرح ،
حلاته بالأمل اللي خذاني ،
أعيش اليومكله في مرح ،


من البشر
من طال ليله وسهره،، ومنهم من نال قسطا من راحته من خلال ساعات نومه،، ومنهم من نام ليله وهنأ بنوم عميق لكنه رغم ذلك صحا وكله وله للنوم مرة أُخرى ،،


وبين الاستيقاظ وتجديد النشاط وبين الرغبة في غفوة جديدة،، كان العتاب على المحك،، بين شاعر عاشق لكنه يعاني مرارة عدم نيل ما تمنى،، وبين هاجس انتابته حالة تراخي وكسل،،

لأن الأفكار والبال منشغل بها فقد غابت وغيبت معها رغبة الاندفاع،، كلاعب محترف لا هو من جمهور المشجعين المتحمسين ولا هو من جملة لاعبي الهجوم،،

ولأن الكلمة طوع شاعرها كسر خاطر الهاجس وجبر خاطر الرغبة الشعرية ،، حان وقت فك الصيام لا تجوز أيام الأعياد أن يمتنع فيها مؤمنها عن زاده وشرابه،، وبما أن شاعرها مؤمن بشعره كان عيد الشعر بفك الحداد ،، وحاز الخاطر على السعادة،، وحقيقة ابتهجنا نحن بأبيات قصيده اللي دائما تشكل لنا سعادة،،

وحقيقة إن بدأ بالصباح ،، الشعر الجزل يُقال بكل الأوقات ،، ممكن يُقال له "ويا مساء الشعر و الجزلة شعار"


ورغم كل ما به من انكسار إلا أن شروق الشمس يغريه
,وباين وقت الصباح ينعش الكثير به


للـصبح فـيني ، شمس حب وعصافير،
للـصبح فـيني ، حكايا عشق بزياده ،
وجه الصباح يحلى بشوفةتباشير ،
ان الامل موجود رغم ابـتعاده ،


حيث مبدعه أبدع في صياغة المعنى لأنه عشق شعره،،، ومن الثقة نقول قبل ما نشوف شعره ونقراه "صح لسانه"

أشعاره شبهه "والله إن حرفي يشابه لي أنا" والله ندري إنك شاعر لا يشبه إلا نفسه صادقنا على المعنى من قبل ما تقسم قسم،،

الغند
12-11-2021, 06:04 AM
وراه الهاجس ما ينتفض "بحرف ثائر"
؟؟؟


حجته:

"ما بانت سعاد!!"


لو أخذنا تأييد من عالم الشعر
سيكون الشاعر
خالد الردادي
اللي أيد
سعاد كرمز للمحبوبة قائلا:






قد يكون الشعر حلو انما
.. ماورى الشعر احلى ياسعاد


.. أيورب الليل ونجوم السما .


. والسما والحب ونتي والسهاد ..




وختم عنوانه بالتعجب والدهشة،، فكم من الأشواق والحنين والعشق وامتناع عن عالم الشعر كانوا شهادات اثبات حالة،، فكيف بعد كل ذلك لا ترق سعاد وتلين وتبان!!!


سعاد رمز للمحبوبة التي يتخذها الشاعر ويوظفها كمسمى ،، نعم سرت كثير من أشعار القدماء التغني بأسماء من أحبوهم حقيقة

قيس تغنى بليلاه قائلا:

أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى

أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا

وجميل بثينة بالمثل يخاطب من يهواها القلب فقد قال:

بثينة ُ قالتْ يَا جَميلُ أرَبْتَني

فقلتُ كِلانَا، يا بُثينَ، مُريبُ

وغيرهم من الشعراء من قديمهم وجديدهم،، لكن العادة في كثير من القصائد جرت أن تأخذ رمزية القصائد كأسماء دارجة " من سلمى// ليلى// هند/ بثينة ......إلخ إلخ))


لكن شاعرنا هنا أخذ مثال " بانت سعاد" للشاعر كعب بن زهير من قصيدته البردة التي قيلت في حضرة النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" اعتذارا ،،

ومن هنا جرى اسم سعاد رمزا للحبيبة ،، قد لا يكون اسمها سعاد لكن هذا المثل يدل على أنها المحبوبة فقد قال شاعر البردة:


بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ

وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ

هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ


مثل ما نقول كل يغني على ليلاه،، فليلى رمز لمن تشغل هم عاشقها أي عاشق ممكن نرمز لمحبوبته بليلى وهو من الشائع الدارج في القصائد،،

والمفهوم لأننا بعقد المقارنة يتضح لنا مدى عشق المحب الشاعر لمن يهواها ،،،

العنوان هنا رائع كيف وهو مثل وقصيدة من الروائع الكل أثنى عليها من أهل الخبرة والدراية الشعرية نقاد وشعار،،

إلا أن معضلة عاشق سعاد هنا أنها لم تبن لذا كان الحوار بين شاعر وهاجسه العاشق ،،

بين القول والتمنع،، حتى انتصار الطرفين ليرضي الشاعر شغف قريحته الشعرية،، وينهل الهاجس القليل من ذكرى سعادته بذكر سعاد ،،


"ما بانت سعاد": كناية عن الغياب المستمر والمتواصل،، ومن الواضح أن أرخى هموم على كاهل عاشقها حتى عنون قصيدته بأهم حدث محوري تدور حوله قصيدته

مبدع ومبدع

الغند
12-11-2021, 06:06 AM
شاعرنا الكبير
شاعر لا يشبه إلا نفسه
الوله


يخاطب الهاجس ونحن أخترنا وقت مناسب للطرح جاي مع كأس العرب ،، ⚽️

ونبدأ


يا صباح الخير من بعد الرقاد https://www.al2la.com/vb/images/smilies/icon17.gif
يا صباح اللي صحى وده ينوم https://www.al2la.com/vb/images/al2la%20Smiles/MonTaseR_192.gif

يفتتح شعره بأمل اليوم الجديد بأسلوب نداء قريب للقلب "يا" للمنادى القريب وكأنه يصبح على نفسه ويمنيها بأن يكون اليوم جديد ورائع،،

"يا صباح الخير": أسلوب إنشائي طلبي،، نوعه :نداء،، أداته"يا" الغرض منه: بث التفاؤل في النفس التي رآها تستحق شيء من بث العزيمة وتمني الخير لها،،

ويكمل
أنه يتمنى لنفسه الخير منذ بداية يومه،، وكيف كانت ليلته؟؟؟ ليلة طبيعية حظي من خلالها بالنوم،، لماذا عللت أن النوم كان عميقا؟؟؟ لأن الرقاد يأتي لنوم عميق كلفظ ،، عكس كلمة غفوة أو قيلولة مثلا ،،،


ومن ثم في الشطر الثاني يعيد تمنى صباح به من الخير لنفسه،، وبنفس الغرض الإنشائي الأول مع فارق في التتمة أنه يرغب في مواصلة ذاك النوم العميق مجددا

" وده": للتأكيد على أمر محبب ومرغوب ،، وهنا من الطرافة الخفيفة الجميلة التي بدأت بها القصيدة وكأنها تهيأ نفس المتلقي أو المرسل إليه بتلقي ذاك الجمال والخير ،،
رائع المعنى هنا،،،


"وده ينوم": الهاء ضمير متصل عائد على شاعرها ،، وهنا كناية عن الرغبة في معاودة كره النوم مرة أخرى،، حيث واضح أن ذاك النوم العميق جاء بشكل طابت له نفس الشاعر،، هنا ملمح أن النوم جاء كمكافأة من بعد فترة ما لم يحظى بها كهذا النوم الذي وازته نفسه المنتعشة اليوم وهناك دلائل قادمة سأوضحها في حينها،،

الغند
12-11-2021, 06:14 AM
يا هجوسي لو بقى للشعر زاد
ابتدي هالحين لا تجلس تصوم


لا تظل واقف على خط الحياد
ودك تشـجــع https://www.al2la.com/vb/images/smilies/869.gif
و
تلعب في الهجــوم ⚽️






من بعد ذلك ينتقل الحوار للخاطر،، لأفكاره المتجمعة من خلال ذاك الهاجس المسيطر عليه ،، يستحثه على توجيه أفكاره نحو نظم أبيات القصيد،، والواضح أن فترة الإنقطاع عن الشعر كانت طويلة وقد اشتاقت نفس الشاعر لسرد أبياته،، حيث شبه الانقطاع كمن صام أيام وأيام ممتنعا عن زاده "طعامه" ليشرع الآن بتغذية الذات وليقطع فترة الصوم،، فالنفس منشرحة وتمني نفسها بالخير فليصب بنفس الاتجاه الفكري ،،


هذا البيت رائع لو فقط وقفنا على ألفاظه كم صوره بيانيه بها لنرى:


"يا هجوسي": أسلوب إنشائي طلبي،، نوعه :نداء،، أداته "يا" الغرض منه: بيان رغبة الشاعر في قوله للشعر وتوضيح شوقه لذلك،، وهنا نلمح تحفيز الذات الشعرية واستهاض همة الشاعر ليجود بقريحته الشعرية ،،


" لو بقى للشعر زاد": استعارة شبه الشعر كإنسان يحتاج لطعام الغرض منها بيان أن الانقطاع الشعري كان طويلا،، ومنها عنصر التحفيز لقول الشعر واستنهاض الهمة،،

"لا تجلس تصوم":أسلوب إنشائي طلبي،، نوعه :نهي،، أداته "لا" الغرض منه: بيان الضيق من فترة الانقطاع عن الشعر،، وأنه حان الوقت لوصل الشاعر بقول وكتابة ما يحبه ،، وهنا تظهر لنا علاقة الشاعر بقصائده التي يفتخر بها،، فتشكل زاده الفكري وتغذي روحه بشكل معنوي،،،



"تصوم": استعارة شبه الشاعر الهاجس "مجموعة الفكر" بإنسان يمتنع عن طعامه "قول الشعر" حيث الرغبة محفزا للانطلاق،،


لنعود الآن

كم من الصور مرت بالنسبة لبيت واحد؟؟؟


4 صور بين أسلوبين و استعارتين،،

أحيانا كثرة الصور تُثقل كاهل القصيدة ويحس معها القارئ بالتكلف،، شاعرنا هنا تقرأ له باسترسال ولا تشعر بذاك التكلف بالعكس تحس الجمالية كبيرة،، وهذا يعتمد على مدى ذكاء وفطنة الشاعر في الكتابة بشكل عميق ورائع وبياني دون أن يشعر المتلقي بتلك البلاغة بشكل متكلف أو مبالغ فيه،، وحقيقة لم أقرأ لشاعرنا لليوم ما ينسب للتكلف بشعره انسيابيه رائعة وحقيقة أشعاره دائما أراها أنموذجا رائعا في التوظيف اللفظي والمعنوي بشكل مركب يشدك للاسترسال لا الإنقطاع ألم نقل لا يشبه إلا الوله مبدع ،،
وفي هذا البيت مبدع ،،،


ثم ينقلنا بشكل جمالي به خفة ظل اعتادها أيضا شاعرها وحقيقة أميل لمثل هذا النوع من الجمالية اللي تشعر القارئ بقرب القصيدة من أجواء الفرح والتفاعل الحركي ،، نشوف

كيف صاغها شاعرنا
؟؟؟


يكمل الشاعر حواره مع ذاك الهاجس بالنهي أن لا يظل على تلك الحالة التي بلغت حد قتل المتعة وتقييد خطوات التفكير الإبداعي بإنتاج الجديد ،، وتوليد المزيد من الأفكار حتى تنحل عقدة الصمت ويُكتب الصلح بينه وبين أبيات شعره،،،


فهو مشتاق للبوح
فيه يقول:




الليله محتآج لي بوح صدقني ،


لو بفمالصمت أخذت منه البوح ،




رااائع

الغند
12-11-2021, 06:16 AM
يُثار تساؤل

ما الذي يمنع الشاعر من سرد أبيات قصائده وهو بطبيعة الحال شاعر
؟؟؟


هذا التساؤل هو لنوع من التشويق والترقب للحدث الذي سيبدأ لاحقا،، كنقطة انطلاق نحو الأهم تُخبر عن عدم تمتع الشاعر بما يهواه،،،


لنعود إلى الحوار الشعري هنا يبدو في الشطر الأول مظهر حركي وكأننا نرى وقوف وهو عكس السير ،، كما أنه وقوف سلبي لا يقدم ولا يؤخر ليس له تأثير ،، كي تكون للخطوات مفعولها لا بد لها من الحركة،، كما نقول تمثلا عند الغضب من أحدهم لعدم تحركه نحو انجاز أمر ما " أنت هكذا سلبي محلك سر" كناية عن عدم إتخاذ خطوات إيجابية للدفع نحو الأمام،،


ثم بلمح البصر نرى أنفسنا في أستاد رياضي ومدرجات تهتف بها جماهير وتشجع ولاعبين محترفين،، الرائع هنا ومن لطائف الأمور أن شاعرنا جعل من هاجسه الشعري الجمهور واللاعب المحترف بنفس الوقت،، وهي صورة رائعة،، فتارة في ملمح أول يستحثه أن يكون جمهور به حماس وكم الجمهور الرياضي عندما يتحمس يكون متفاعلا لأقصى درجة ،، الحمد لله ماحب الكورة وإلا كانت علوم https://www.al2la.com/vb/images/smilies/yahya/1.png ليكن هاجسه كمشجع متعب لفريقه لدرجة نلحظ اختيار الأيقونة من روح ذاك البيت بتصفيق حار https://www.al2la.com/vb/images/smilies/869.gif،،،

وفي صورة معاكسة تماما يطلب منه أن يكون كلاعب محترف ويكون مركزه مهم مهاجم شرس المهاجم يحرز الأهداف لذا يضع شاعرنا ويستحث هاجسه أ يكون بأقصى وأعلى حالاته سواء مشجعا أو مهاجما،، مالي بالكورة لكن أشهد إنك رأس حربة في الشعر،، ولك قاعدة جماهيرية عريضة من ضمن الكثيرين والكثيرات عدني معهم وأفتخر بمستوى الشعر لديك شاعرنا الكبير https://www.al2la.com/vb/images/smilies/869.gif،،، أبدعت وامتعت بشكل كبير هنا حتى في الهجوم شيء جميل نجد أيقونة الكرة ،، تلك اللي جننت الملايين https://www.al2la.com/vb/images/smilies/yahya/1.png

\\


لنذهب الآن لتفصيل الصور البيانية:

لا تظل واقف:أسلوب إنشائي طلبي،، نوعه :نهي،، أداته "لا" الغرض منه: بيان الغضب من حاله عدم القدرة على مجاذبة الشعر ففكرة ما مسيطرة على تفكيره،،،
على خط الحياد: كناية عن التوقف الشعري الذي لا يرضي طموح الشاعر،، حيث هو شاعر نديمه وأداة تسليته الأولى شعره،،،


ودك تشـجــع : استعارة،، شبه الهاجس كمشجع يعشق كرة القدم ولديه الرغبة بالانطلاق ولكن بودك تلك وكأن شيء ما يجعله متردد،، الغرض البلاغي منها: بيان لهفة الشاعر لمجاذبة شعره والتعبير عن مكنونات النفس،،،


و: حرف عطف يفيد المشاركة وكأن الشاعر يود أن يكون أزاء شعره كالمشجع واللاعب المحترف،،


تلعب في الهجــوم:استعارة شبه شاعرنا الهاجس الشعري لديه بلاعب محترف وده يدفعه لأرض المباراة فهو أهل لذلك الغرض البلاغي الجمالي هنا:فخر الشاعر بذاته الشعرية،، فلو أخذ شعره موقع لاعب في مباراة يكون الشعر فيها بديلا للكرة سيكون مهاجم،،
\
وأنا أشهد ويهاجم بشراسة وبضراوة بعد،،


رائع هنا،،،

الغند
12-11-2021, 06:20 AM
لا متى والصمت سيد الاعتقاد ؟!
والحروف تنوح لك في كل يوم

وانت فارس معتلي ظهر الجواد
حن سيفك من دماء تلك الخصوم

ثم العتب الغير مرفوع عن ذاك الهاجس اللي خذل حرفه وما روى عطشه وظمآه،، فالشاعر في بيان علاقة ود ولهفة،، هواية وموهبة والإنسان يستمتع بممارسة هوايته،، العتب يأتي على شكل التذمر والملل،،

هل بالفعل الشاعر يعاتب هاجسه؟؟؟


هاجسه: هو الطرف الآخر من النفس فالصراع بين نفس الشاعر الذي يرى عقله أنه يستحق أن يحيا حياة جميلة وأن يحيا بما تألفه النفس من قول الشعر وومارسته،، وبين عاطفته وقلبه الذي مشغول بسعاد "رمز المحبوبة" وغيابها ،،

فقريحة الشاعر تجود وفق مواقفة العاطفة المتمثلة بالقلب في عالم آخر،، من الترقب واللهفة لطلة المحبوبة تلك التي غابت وشغلت التفكير وسيطرت على القدرة الشعرية،، فعاشقها يترنم شعرا بها،، اليوم هو يعاني غيابها،، والضيق مسيطر على أركانه،، ذاك الصراع الدائر في نفس الشاعر وكأنه الزوبعة في الفجان ذاته،، حيث صراع الذات مع الذات

ولمن الغلبة كانت ؟؟؟

" إلى متى": كناية عن طول المدة،،


حاول الشاعر وبنفس الوقت عاشقها
تفعيل اندماجه وانسجامه مع عالم الشعر من جديد،، كما أنه إنسان يحتاج للتنفيس عن كبت ألم به ،، ومن هنا كانت نقطة الإلتقاء بين فقد محبوبته ولهفة هاجسه العاطفي لها ،، وبين موهبته وهوايته الشعرية ،، كانت تلك أبيات قصيدته ،،


يعاتب الهاجس على طول فترة الانقطاع الشعري،، يؤنب نفسه،، وكأن حالة من الملل سيطرت عليه وحانت لحظة التمرد وقبل الطاولة وتغيير ذاك الصمت الموحش،، وكأنه أصبح معتقد يؤمن به الشاعر،، تسيد عليه وساده ،، وكم من الروعة نلمس هنا


" والصمت سيد الاعتقاد": استعارة شبه الشاعر الصمت كإنسان يعتنق الصمت كعقيدة إيمانية يسير وفق لمعتقداتها،، الغرض منها: بيان سيطرة حالة البعد عن ما تهواه روح الشاعر من قول أبيات القصيد،،

"والحروف تنوح لك": الله والله على الاستعارة هنا فقد شبه الشاعر الحروف التي تتشابك وتعقد أبيات قصائده بأنثى فاقدة تعرضت لمصيبة جاوزت من خلالها الحد المعقول من البكاء للعويل والصراخ للدلالة على كبر حجم المصيبة،،


الشاعر هنا يحيا المصيبتين معا من جهة فاقد محبوبته،، ومن الجهة الأخرى فاقد رغبته في قول الشعر وهو يشتاقه كيف لهذا الفن أن يكون بذلك العمق من التناقض والروعة،، بين الرغبة والاشتياق كالرغبة بين الصد والهجر والإقبال والتلاقي حالة رائعة يجيدها الكباار كالوله لا يشبه إلا ذاته،،

بعد ذلك نجد شاعرنا يفخر بذاته الشعرية كفارس أمتطى صهوة جواده بحرفية تامة ،، قادر على الركض به مسافات طوال،، حتى خصومه واعداءه شهدوا له،، هنا يستحث الهاجس أن يخضب يديه من الرد وإلجام أولئك الأعداء،، لكن هناك روعة أُخرى رائعة رائعة تتوارى خلف السطور ألا وهي: إن كانت هي مثبطة لعزيمة شعره "تلك المحبوبة" "سعاد" ليكن إلجام شماتة الأعداء بابه الذي يدرء عنه شماتتهم،، ويظل عزيز النفس شامخ كما يعهد الفارس نفسه في المعارك،،
روعة وبشدة،،، وأنا أشهد إنك فارس أبيات القصيد،،


"وانت فارس معتلي ظهر الجواد" : استعاره شبهت الهاجس الشعري وقريحتك الشعرية كفارس يضد خصومه محترف شجاع،، الغرض البلاغي منها: الفخر بالملكة الشعرية،،

"حن سيفك من دماء تلك الخصوم": كناية عن درء شماتة الإعداء والرد على خصومه بما يليق بهم،،،

روعة وإبداع ،،،

الغند
12-11-2021, 06:23 AM
ولا تقول اليوم ما بانت سعاد
نعمت الحب المصفى ما تدوم

« ما تشوف من السواد الا السواد »
لو هو ليل ليلها ابلا نجوم

البقى بالود ما اقول المزاد
ما أرخص الغالي مقابل اي سوم

كما يقطع على نفسه في أبياته المتتابعة هنا أي فرصة للتراخي أو أي محاولة الإحباط في مجال قول الشعر ،،

فلا تحاكيه نفسه بالصراع والتذرع بحجة غياب المحبوبة التي طالت "ما بانت سعاد" ،،،


"لا تقول": أسلوب إنشائي طلبي،، نوعه :نهي،، أداته "لا" الغرض منه: بيان كبح أي رغبة للتراجع عن قول الشعر وتشجيع النفس على الاسترسال بقول الأبيات الشعرية،،،

كما أنه بعد ذلك يلجأ لشعر الحكمة وتصبير النفس والتربيت على الكتف،، فدوام الحال ن المحال،، وطابع الإنسان في الحياة أنه ما يبقى على نهج وحيد وخط ثابت ،،

هنا يأتي معنى رائع للإمام الشافعي "رحمه الله"وطيب ثراه إذ قال:


دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ

الانتقاء اللفظي عند شاعرنا الوله لا يُعد ضمن البسيط الهين،، الانتقاء بنفسه ذكي ودقيق

"نعمة الحب" وصف الحب بالنعمة
وهو الآن فاقدها
طيب
متى يكون الحب نعمة
؟؟؟
عندما ينال العاشق هدفه من الحب وهو القرب ومبادلة المحبة بمثلها،، يكون صافي منزه فوي أي حاجة فتكون كل السبل والحاجات مسخرة له،،

ينقلب لنقمة لو كان الهجر والبعد،، عدم تبادل العشق من قبل الطرفين ،، عبر شاعرنا مرة عن تلك الأوقات العصيبة بغرض آخر آراه مضرب مثل هنا حيث يستحث قريحته الشعرية محدثنا عن نفسه " ما عبرت إلا في أوقات الخطر" الله والله وفعلا هو وقت الخطر الذي يصارع الشاعر رغبته وعاطفته

روعة روعة،،،

وبمقاربة أخرى يمكن اعتبار نونية ابن زيدون تصب بنفس الاتجاه حيث عاش حالة نعمة الحب ومن ثم نقمته مع ولادة بنت المستكفي قائلا:

بِنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا
شَوقاً إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا
نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا
يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا
هنا تصبير النفس وبيان تقلب الحال إلا أن حال العاشق يثبت بمحبته وعشقه كما هو شاعرنا هنا
،،،
"نعمة الحب": كناية عن نيل العاشق غايته،،

"المصفى": الحب الذي يصفو به الجو التبادلي بين الطرفين ،،، هنا استعارة حيث وصف الشاعر الحب كجو أو عسل أو مادة قابلة للتصفية لا تخاطلها شائبة تعكر صوفها من لون وشكل ونحوه والغرض البلاغي منها: بيان أرقى أنواع المحبة ،،


"ما تدوم": كناية عن عدم الاستمرارية،،


رائع
،،،

الغند
12-11-2021, 06:27 AM
ثم يصف حالته العاطفية من خلال إتمام الحوار مع "الهاجس"

يكمل حواره مع الذات العاطفية متخذا من هاجسه والأفكار المسيطرة عليه حجة لمواصلة إكمال حوار النفس حتى يشحذها بأعلى طاقاته وهممه،،،

الطلب الأساسي اللي يذكره به ألا يتذرع بذكر المحبوبة في الصد والإعراض عن أبيات الشعر،،، لأنها الفكرة الأساسية الفعلية التي تسيطر على عاطفة الشاعر عاشقها وتجعله معرضا عن الدنيا وما فيها،، وأهم ذاك الإعراض هو "عدم الرغبة في هلّ المزيد من أبيات قصيده،،

يدعوه بأن لا يقول أنه بعد أن غابت المحبوبة ولم تعد مجددالا يرى إلا الجانب السئ السلبي،، والجانب الحالك ،، من بعد غيابها أصبحت حياته بلا نور ،، وهنا الإحساس المعنوي تجلى بأرقى وأجمل صوره

" سواد في سواد": هنا كناية عن التشاؤم،، في كل الأجزاء من ذكراها،،

لماذا نجد الشاعر أورد صورة الليل بذكر النجوم ؟؟؟

أولا: ليشير ويساير حالته بغايبها ليس فيه نور وضوء فمن المعروف تمثل المحبوبة نور وبهجة لعاشقها،، الأمر الثاني: لبيان وجودها الأهم فبغيابها لا يعنيه يلتفت للنجوم حتى وإن كانوا فالأهم الأشد لفتا،، على هذا هي قمره الذي يحاكيه وينتظره لا نجوم حولها منتثره رائع المعنى هنا،،


لكن


هناك معنى متواري أيضا ألا وهو السواد في السواد لاحتجاب المحبوبة ذاتها وعدم انكشافها عليه،، فمن العادات أنه إذا بلغت الفتاة عمر معين تتوارى وترتدي ما يوازي عفتها من عباءة وخمار فتبدو فلا يبان منها شيء ،، وهنا للدلالة: أنها احتجبت عن محبوبها فلم يعد يرها،، وهو متلهف لتلك الملامح التي واراها سواد الزي،، هنا لا نلمح حتى مظهر العينين،، لكنه لا زال يحتفظ بصورتها بقلبه الذي تسكنه،، ولدي هنا المعنى أروع وأكثر عمقا والابداع تصاعدي ،،،

مبدع


ما تشوف من السواد الا السواد: كناية عن الاحتجاب وعدم الملاقاة الممكنة بينهما ،،،
لو هو ليل ليلها ابلا نجوم: كناية عن غطاءها الكامل ،، وقد يكون كناية أنها القمر فهو لا يلتفت للأقل منزلة ،،


مع ذلك هناك عتب واضح لها فكل عشقه لها والذي على ما يبدو جعلها تتوارى عنه كليا هو أمر لا يقبله عاشقها،،،

جميل

نكمل الآن

هل كان نتيجة كل ذلك البعد والجفاء أن قابله بالمثل
؟؟؟

يرسم شاعرنا هنا حقيقة واقعية أن المواقف لا يستطيع الإنسان في كل حالاته أن يردها بمثلها فالقلب كما نقول دائما أحكامه ساطية كما أن أصل الإنسان والخلق الذي تربى عليه يحكمه ،، لذا هو يقدم العزاء لنفسه في غيابها يصبر النفس المنتحبة التي ترى فقدها مصيبة كمن فقد ميت له ،، فإن رحلت هي لم ترحل من قلبه فالبقاء في حياته منها // من تلك التي هجرته واختارت البعد ولا زالت تسكنه أن غلاتها ومعزتها لا زالت باقية ولا تتلاشى ،


البقى بالود: كناية عن تقديم العزاء لذاته ببقاء غلاها ومعزتها الكبيرة بالقلب الذي تسكنه،
وقد يكون التغني ببيع معزتها ولو ظاهريا به رد اعتبار،، هنا يبين حتى هذا الجزء من التصور العاطفي لا يستطيع تقمصه،، حيث تتمثل مكانتها الكبرى وكأنه يراها جزء من ذاته وأكبر من كلمة أنه يرخص بها ،، لذا من الاستحالة أن يجعل علاقته بها من الأمور القابلة للبيع والشراء والتداول وفق الكم،، فمكانتها أكبر من مسميات توضع في عالم البيع والشراء وكأنه عرض بمزاد أن من يقدم أعلى سعرا ينالها،،

مهما بلغت الأثمان معزتها غير قابلة للتزعزع لأنها من الأساس لا تقدر بثمن أبدعت مع مجحفتك تلك وبشدة وروعة والله ،،،


ما اقول المزاد: كناية عن كونها فوق مبدأ الأثمان كأرقام متعارف عليها في أسواق المال والصرف،،

والمزاد: تسويق لسلعة معينة ينالها من يضع أعلى رقما كسعر للذين يسومون ويقيمون السلعة وما تستحقه للشراء،،

ما أرخص الغالي مقابل اي سوم: كناية عن مكانتها الكبيرة وقدرها العالي،،، وعن عشقه الشديد والكبير لها يخصص لها لفظ " الغالي" من خلال اللفظ نفسه يتوارد علو مكانتها وكبر وعظم حجم عشقه وأبدعت ,,,


وهنا أيضا معنى رائع العاشق يسعى لتملك من يهواها كونه يتوقع مساهمته أن يرخص بها وتكون وفق ذاك التصور أن تذهب لسواه أمر عادي هنا غيرة العاشق تنتفض وترفض أي طريقة تقرنها بغيره ،،


رااائع

،،

الغند
12-11-2021, 06:30 AM
،،
دامها بعض المسائل إجتهاد
لا حكم شرعي ولا نص امختوم


كيف ابنساها وهي كانت ضماد
للجروح وكل احزان و هموم

كيف اهونها وكانت لي مراد
رغم كل اللي مقدر وامقسوم


كل من يراه من بعدها يبدي له ما يراه مناسبا حتى يخرج من معمعة ذكراها ،،، وعادة العاشق في هذه الحالة يكون الإشارة عليه "أنسى// أبعد وإلخ و‘إلخ مع على شاكلة تصرفها ويناسب بعدها،، لكنه يرفض تلك الحلول بدءا من البت السابق من عدم قبوله أصلا أن يضعها وفق مبدأ البيع والشراء هو شاريها ما يبيع وهنا لتوضيح التمسك الكبير بها،، وبيان مكانتها وعدم إهانتها بقول لا يليق،،


وطالما تلك المشورة من اجتهادات ليس لها مرجعي ديني وفقهي يلزمه ويحكمه بها،، فلا نص قرآني ولا نص من أحاديث النبي "صلى الله عليه وسلم" كسنة ملزمة فهو يرفض يبيعها وكأنه يقفل باب المحاولة لمن يحاول استمالته عن عشقها وهواها،،


المسائل اجتهاد: المسائل التي يكون بها الاجتهاد لمسائلة لم ترد في القرآن أو السنة فيجتمع العلماء في عصر ما على إقرار حكم اجتهدوا باستنباطه،، هنا شاعرنا لا يعني الاجتهاد الديني وإلزامية الأخذ به بعد الكتاب والسنة ،، بل يعني الأحاديث المتداولة من الناصحين ومشورتهم التي يراها اجتهاد لا يلزمه،،،

والدليل في القادم حيث قال:
لا حكم شرعي ولا نص امختوم: للدلالة أنها مسائل لم يتداولها أهل الفقه والسنة ،، لأن الاجتهاد والقياس أساسا من المسائل الدينية التي تُقر وفق ختم بمعنى ملزمه متبع الدين الإسلامي لزاما شرعيا،،، أبدعت وامتعت ،،

ثم يلجأ لأسلوب الاستفهام فلا يتصور نسيانها من الأساس وهو يراها طب لنفسه،، فهو يعشقها وهي تسكنن القلب مسألة المطالبة بنسيانها توازي قتل القلب لإخراجها منه،، ووجودها بحد ذاته طب لذاته وهنا الروعة كبيرة وكبيرة جدا بقربها تستريح نفسه وتستكين ،،

يتمتع بأحلى طاقاته وكأنه عليل شُفي من أسقامه بشوفتها،، كما أنها كانت القريبة الحبيبة التي تكفكف الدمع وتربت على الكتف وتخفف الهم وتطرده،، وهنا تتضح علاقة القرب التي كانت بينهما ،،


كيف ابنساها: أسلوب إنشائي طلبي نوعه: استفهام،، أداته: كيف؟، الغرض البلاغي منه: الاستنكار وإظهار استحالة النسيان ،،


وهي كانت ضماد: كناية عن سعادته الكبرى بقربها فكأنه ضمادة للجرح
وهنا
استعارة حيث شبه المحبوبة بضمادة طبية الغرض البلاغي منها: بيان سعادته وانتهاء معاناته بوجودها إلى جانبه،،،


وتلك الحقيقة الواقعية فإن من يهوى يجد أنه نال كل مبتغى ينشده بقرب المحبوبة،، معها ينسى كل العالم،، وبدونها أيضا ينسى العالم ولا يهتم مع فارق أنه في الحالة الأولى سعيد بقربها فتتولد سعادته من القرب والنسيان من تلاشي أي أمر يقل أهمية بحضور الأهم،،

وفي الحالة الثانية لإنشغاله بهم غيابها فلا يكن له فكر التركيز على باقي الأمور ،،، رائع
،،،


كما أن من يطلب منه أنه يهونها ويخفف ويقلل ويقلص من أمر غيابها ومصيبته التي تولدت كأثر لذلك الغياب لا يعي مدى مكانتها ،، حيث أنها تمثل أقصى أهدافه وغاياته التي يسعى لنيلها،،، هي الأمل والمراد الأهم في الحياة،، فمسألة التهوين من الأمر غير ممكنة لأن غيابها إنكسار لهدف وطموح حياة عاشق،، وحياة الإنسان العاطفية ذات أثر بالغ في التأثير على عموم حياته كلها ،،، وهو يتفهم أن كل الحياة أرزاق مقسومه، لكن لا هو لا يُلام في أمر ليس بيده،، فالقلب وعاطفته أمور تخرج عن حدود التحكم ، روووعة وبشدة

كيف اهونها:أسلوب إنشائي طلبي نوعه: استفهام،، أداته: كيف؟، الغرض البلاغي منه: الاستنكار وبيان أن غيابها وفقدها مصيبة لا يمكن تحجيم مصابها الجلل ،، لبيان الأثر الكبير على النفس من جراء غيابها ،،،

\
وكانت لي مراد: كناية أنها تمثل أقصى الأهداف والطموحات لعاشقها


روعة إبداع وامتاع معا
،،،

الغند
12-11-2021, 06:36 AM
ونكمل الرائعة

هو صحيح الحب ثلثينه بُعاد
وثلث آخر للفرح باحلى قدوم

وانا بُعدي حاتمي يجزل وجاد
كما خذا مني سنين بدون لوم

هي كذا مرت علي سبعاً شداد
وينها السبع السمان وخير دوم


وكم جاد الهاجس من معذبته كرما حاتميا بالفعل،،، يسرد عاشق تجربة المحبة التي قاسى منها كل العشاق،، وكل عاشق يعتبر تجربته الأصدق والأكثر تأثيرا،، لأنه عاش مفرداتها شخصيا،،


ليكون تجربة عشاق عانوا من أيام ابن الملوح حتى أيامه ،،

وما هي خلاصة التجربة للعشاق الذين لم تختم سيرة عشقهم بنيل المبتغى ؟؟؟


أن الحب بها شقاء ومآسي على الرغم من الإحساس العذب المغذي للقلب إلا أنه هو السبب ذاته اللي يهلك القلب،، عله ودواء،، القلب قبل الحب شيء وما أن يهوى تصبح الحياة شيء أخر ،، والفارق كبير،، والمفارقة الأكبر أنه بعد أن يتلمس طريق الحب لا يريد العودة طريق الجهل،، يظل يناضل بالتغني بذاك الحب والوقوف على أطلاله ،،


فكيف هو حال شاعرنا مع سعاده
؟؟؟


من واقع تجربته كان الحب في معظمه شقاء،، لذا أخذ الثلثين من حجم معاناته ومأساته ،،، الثلثين هجر وفراق ومأساة ،،، حزن ،، ولهفة وحنين ،، لكن مع ذلك يظل الثلث الأخير الأجمل والأروع على الاطلاق حيث الفرح والوصل والسعادة،،


وما أجمل المعنى هنا لنمعن النظر الليل ثلاث أجزاء أكثره بركة الثلث الأخير اللي يعتبر الأهم ،، وبهذا التصور نجد معنى الفرح يغطي على المساحات الأكبر،، هو مساحة الغفران التي تغلب مراحل الشقاء،، وعادة ساعات السعادة وأيامه ولياليه مهما طالت تظل قصيرة بجوار من يهوى القلب ويعشق،،، وفعلا ذلك التصور الساعات مع من نألفهم تمر بسرعة فكيف بمن يتوسدون القلب ويشكلون العاطفة ،،، ما أروع المعنى وأجمله والله ،،


"بعاد// قدوم": طباق إيجابي الغرض منه بيان حالاته مع المحبوبة ببيان الجزء الأقل يمثل الأهم والأكثر سعادة،،


"أحلى": كناية عن أن القليل من قدومها يغلب ويتصدر على الكثير من بعادها
،،،
" ثلثينه بعاد": استعارة، شبهت الحب كشيء مادي حسي قابل للتجزئة والتقسيم ،، الغرض منها: بيان حجم مساحات الحزن في حياة العاشق ،، وتحديدا هنا شاعرنا عاشق سعادة التي لم تبن ،،،


"ثلث آخر للفرح": استعارة،، حيث تم تشبيه الحب بشيء مادي مجزأ لثلاثة أجزاء الغرض البلاغي منها: بيان قلة مساحات الفرح بعالم المحبة والعشق مقارنة بالبعد والهجر،، كما أن العبرة بالخواتيم بأهم حالة الثلث الأخير ،،،
روعة
،،،


ثم يبين

كيف كان حال تلقيه لذاك البعد
؟؟؟
قابله بالتصبر،، بل نسب لنفسه البعد ذاته وعلى الرغم أن الأبيات المتقدمة كلها بينت عدم رغبته بالهجر ،، إلا أنه نسب لنفسه ذاك الابتعاد بوصف الكرم ،، هنا كان متصبرا بالبعد لأقصى درجاته منزويي بأقصى حالاته،،

أجدى وجاد كحاتم الطائي تشبه "تشبيه" أداته الكاف بمضرب الأمثال بكرمه المجاوز للحد،،، كرمه لحد السخاء،،، لدرجة المبالغة في العطايا والكرم ،،، وأُتخذ كمضرب للأمثال بين العرب في الجود والكرم،، وانا بُعدي حاتمي : كناية عن تصبره في البعد لحد مجاوزة المعتاد إلى المبالغة مثل مبالغة حاتم الطائي في كرمه ،،،


يجزل وجاد: ترادف للعطاء السخي،،


رائع،،،


إن ذاك البعد لم يمر على عاشقها مرورا اعتباطيا،، بل كان له ثمن غالي جدا دفعه من عمره ،، من سنواته،،، وما أغلى الثمن عندما يوازي أعمار وسنوات من حياة الإنسان،، وما أقسى شعور أن تكون سنوات عمرك عملات تداول ،،


مع ذلك لم يتذمر ولم يشتكي،،، هنا عدة دلالات عدم شكواه وعدم إلحاق ذاك البعد بعتب ولام حتى لا يشمت من يتحين الفرص لحزة الانكسارات والضعف،،، خاصة أن من الأبيات ما تقدم من ذكر الأعداء والخصوم كمقوم من المقومات وعامل من عوامل استنهاض همة شاعر// والدلالة الأخرى أن العتب سينال منها شخصيا،، من سعاد التي هجرته وما بانت ومما تقدم هو وضعها فوق مبدأ السوم لمكانتها العالية فكيف سيلحقها لوم وعتب،، وكأنه يحرص وبشدة على عدم الإقتراب من شعور قد يؤذيها على الرغم من بدأت بالهجر والبعد إلا أنه لا يستطيع أن يكون بالمثل هنا ورائع جدا ،،


كم خذا مني: استعارة،،، شبهت البعد بأنه كالإنسان يأخذ ويعطي،، الغرض منها: بيان مدى التصبر في بعد من يهواها القلب،،

سنين: استعارة،،، شبهت أن السنين شيء يُعطى الغرض منها بيان المدة الزمنية لذاك الهجر وحزنك بسببه ،،


هنا يتبين لنا الفترة الزمنية ومع تلك الفترة كان الوفاء ملازما لذكرى الغائبة،،، التي لم نعلم سر غيابها ولكن الغياب نفسه هو الأهم وأي كانت الأسباب لا يهم،،
كما أنه هنا واضح أن الحزن شعور يستنزف من العمر والنفس حتى الملامح تخضع لأثر الحزن فعلا وواقع
،،،
بدون لوم: كناية عن عدم التذمر وعدم والشكوى والعتب،،،

رائع ومبدع المعنى والله ما أستغرب دام الوله شاعرها اللي كتبها إحساس

كم هو عمر الانتظار
؟؟؟
قدره رقميا بسلع سنوات كانت أشد وأحلك سنوات حياته ببعدها،،، صبر وبعد تلك السنوات يتسأل أين السبع سنوات اللي المفروض تليهم وتكون غنية وبها الربح وغنيمة كبيرة من البهجة والفرح والسعادة وملاقاة سعاد،،


هنااا لنقف وقفة لا يمكن تجاوزها

لنلجأ إلى سورة النبي يوسف "عليه السلام" من الآية 43-49
(( وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يأيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون ( 43 ) قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ( 44 ) وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون ( 45 ) يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ( 46 ) قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ( 47 ) ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون ( 48 ) ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ( 49 ) ))

باختصار الحكاية بين أحد السجينين مع نبينا يوسف "عليه السلام" الذي عاني من ظلم السجن،، ومن خلال عشرته معهما علموا قدرة النبي يوسف على تفسير الأحلام،، ليخرجا ،، وعمل أحداهما ساقي عند الملك ،، ودارت الأيام حتى رأى الملك رؤيا حب يفسرها فسأل قومه،، طبعا ما كانوا يفقهون بتفسير الرؤى لذا وصفوها بأنها أطغاث أحلام مالها علاقة ببعض،، هنا تذكر الساقي أمر نبينا يوسف "عليه السلام" وكانت فرصة مناسبة ليذكره عند الملك،،، وفعلا فسرها النبي يوسف لدرجة بدى وكأنه خبير اقتصادي ليعطهم خطة استراتيجية لمواجهة الأزمات وإداراتها دون دراسة أكاديمية لأنه نبي الله مؤيد بمعجزاته ،،،


هنا شاعرنا يتأخذ النموذج القرآني وتوظيفه في القصائد وهو من أروع الأمور دون الإخلال بقيمها الحقيقة بل الاستقاء من معاني البلاغة القرآنية،، وروعة كبيرة عكس الحال هو مرت عليه السبع العجاف القاسية الشديدة ببعد المحبوبة،، فيأمل بالسبع القادمة تكون النعيم والقرب،، وكم كان لصبر الرسل مضرب للأمثال والله وظفه شاعرنا بروعة مبدع ،،،


وكأنه مل من صبره وينتظر الفرج،،، روعة روعة وعسى تنال النعيم والفرج وتبين سعاد ونسعد بقصائد التغني والله نتمنى لك كل الفرح والسعادة ،، على فكرة نحن نجني هنا حصاد ثمرات سمان وليش من متى كانت حالة قصائد شاعر لا يشبه إلا نفسه عجاف!!! في ذمتك مش عيب هذا السؤال https://www.al2la.com/vb/images/smilies/yahya/1.png


طيب نعود الآن للتساؤل

\

هل بالفعل كانت تلك السنوات سبع
؟؟؟
يصح أن تكون ولهذا كان ضرب المثل من باب الشيء بمثله يُذكر،،، وقد لا تكون سبعة بالضبط لكن للمقاربة لدرجة ممكن تكون أسبوع لأنه بعد العاشق عن من يهواه القلب لو هو يوم شبهه بسنه فالعاشق لا يطيق هجر من يعشقها القلب،،،

ومن هنا قاله الملتاع "رحمه الله":


اليوم ذكرى الفراق ومرت اول سنه
اليوم لي عام متغرب وحيد وحزين

ليتبين بعدها أنه ليس عام حيث قال بنفس المعنى:

امس افترقنا وانا احسب مرت اول سنه
يا طولها ليلة الفرقا سنة للحزين

أيضا ممكن في كل الأحوال ما قل الإبداع وظل إبداع وامتاع معا،،، بل أنا أرى المدة الأقصر أجمل كوصف لفترة أطول،،،

سبعاً شداد//السبع السمان : طباق إيجابي الغرض منها بيان الصبر الذي طال أمده والرغبة بانكشاف الغمة وزوال الهم فقد مل من ذاك الصبر،،،


وينها السبع السمان: أسلوب انشائي طلبي،،،نوعه: استفهام،، غرضه: بيان ملله من طول فترة الحزن،، ورغبته الملحة بسعادة قادمة تبدد حزنه وألمه ،، اللي راح يجني من بعدها ثمرة الخير ويمناه يدوم ويستمر،،،


أبدعت بشدة
،،،

الغند
12-11-2021, 06:42 AM
ما لقيت لصادق إحساسي بلاد
ودي احلق و اسكن في الغيوم

وأفرد اجناحي وانسى للعباد
واتنفس من هوى تلك النجوم


ولأن تجربة الشاعر الذاتية من خلال قصة عشقه لم ترقى لآماله،، عاش غربة مشاعره في وطنه وببيته وبين أهله وناسه،، فشعور الاغتراب للعاشق ليس من عاش بعيدا عن وطن،، بل من ضيع وطن يسكنه،، وطن وعالم العاشق من مواطنين اثنين هو ومحبوبته ولأن ذلك العالم لم يكن وجد كل العالم غربة ووحشه،، لذا وصف الوطن للإحساس لا الإنسان،، لأن العاشق مصدر شعوره بالسكن والاستقرار إحساسه وشعوره أبدعت وبشدة والله،،


ولأن محبته اللي أغدق بها من خلال مشاعره ماوجد لها صدى لصدقه وأخلاصه من خلال تلك الغائبة،، نفى صفة الحب الصادق عن كل البشر ،، فلم يجد أن مكانه بينهم هو يتمتع بصدق الإحساس وما كان جزاءه من جنس عمله،، لهذا تمنى أن يبتعد بعد كبير لدرجة لعالم آخر وليكن بعيد عن الأرض وناسها تماما مكان نقي عالي سامي

" أسكن في الغيوم" كانت الاستعارة هنا اللي شبه الشاعر الغيوم فيها كمنازل قابلة للسكن والإقامة الغرض منها: بيان رغبته بالبعد لأبعد مسافة ممكنة تعلو به فوق مستوى مكان البشر اللي لم يجد بهم بصدق الشعور والإحساس ،،

روعة في قصيدة عشنا سفر محبوبتك من قبل وبذي القصيدة أنت تسافر يا ليت المرة الجاية يعني جمهورك تطيرهم للنمسا يا ليت https://www.al2la.com/vb/images/smilies/yahya/1.png مهب حالة كل مرة يا أنت يا محبوبتك مسافرين وحنا نصيبنا نحط اليد فوق الخد https://www.al2la.com/vb/images/smilies/tears.gif


قاعدة التعميم للعاشق واقعية ومنطقية جدا من يهوى ويجد ذلك لا يرى الخير متواجد بأي حد بالذات بمبادلة الغرام لأن إيمانه واختباره كان من خلال التجربة الأقوى والأصدق للحب ونتائجها تعمم حتى وإن كانت كموضوعية ليست مقياس تعمم ،، رؤية العاشق منظارها مختلف عن رؤية موضوعية التصورات المنطقية مهما بلغت مكانته العلمية يظل للقلب مدرسة أخرى ،،،


إحساسي بلاد: استعارة شبه الإحساس كأنه مواطن يبحث عن دولة يسكنها،،، الغرض البلاغي منها: بيان غربة المشاعر التي يحياها بالبعد عن محبوبته،،،

ودي احلق: كناية عن الرغبة بالبعد لأبعد الأماكن وأقصاها،،،
تمنى أن يكون طائر يعتلي سماه يكفخ بجناحيه سماه كفضا واسع له حرية اطلاق آهاته ومشاعره وتحقيق انعزاله،،، ويمحي ذاكرته من البشر اللي كانت تمثلهم هي مصدر مأساته وإنكساره العاطفي،،



وكانت رغبة الشاعر أبيات وأبيات في رغبته بالأبتعاد والإنفصال عن عالم البشر وما يقترن بذكراهم،،
فقد قال:

ودي أسافر بي و أنسى بعُادي
الين ألآقي للحقيقه حقيقه !!


طالما مثل البعد والفراق شعور الإقصاء ،، كان شعور الاغتراب والابتعاد قبل الرغبة بالسفر كمن لجأ لإنتحار ،، ولن نجد شاعر وصف ذاك الشعور كذاته لذاته فقد قال:

علمني ان الحب اهوال باهوال ..
تلبس حزام الحب شبه انتحاري


وأفرد اجناحي: استعارة شبه لذات بطائر له أجنحة يعتلي سماه ويغادر بيئته المحيطة،، الغرض البلاغي منها: بيان صدق إحساسه الذي لا يماثل البشر اللي يتمتعون بالزيف والخداع وحتى يبتعد عن مكان كل ما به يذكره بها ،،

وليكون بين النجوم ،، يستطيع التنفس من ذلك الهواء العليل العالي المكان ،، وأنت كشاعر منزلتك بين النجوم متوهجة من ذاتها لا شك ،،،


أبدعت وأبدعت وأبدعت
امتعت

بُشْرَى
12-11-2021, 08:42 AM
هنا فيض من عذوبه
النص ماطر والقراءه نابضه
شكراً يابارعه على هذه القراءة الفاحصه
التي اظهرت مكنون القصيده اللؤلؤي
دمتِ فارعه ايتها الغند الفارهة فكراً وحرفاً fl

تنبيه + احترامي لشاعر + محبتي لكِ ايتها المذهله fl

.

.

صباح الورد للجميلتين
الغند والفرح

كلاكما في القلب .:e:e.

أبدعت غاليتي الغند بالقراءة المستفيضة لحرف الكاتب الوله ..

كل التقدير .. ومكافأة العمل ..



شكرا فرح لأنك توجت العمل في بقعة ضوء ..
لك التقدير وأعمق

برفان أنثى
12-11-2021, 09:15 PM
مسآءْ مختلف ب رفقة أنتقآئك
أحترتْ أي الجمل أقتبس ف كل شيء هنآ جميل
شكرآ بِ حجمْ الترف الذيْ يحتويك
لك أكآليلْ من الورد وَود لآينتهيْ
http://www.karom.net/up/uploads/13323542631.gif

النقاء
12-12-2021, 01:02 AM
لكل أنحاء المدائن لكِ جمال


بورك هذا الوجود والفكر الأنيق

الوله شاع راقي وأحب أقراء شعره دومًا

ويعلم كم هو قيم وغالي لدينا


وللشعر منه عذوبة تختلف

وسلاسة السطور ووزن القافية كامله


متابعه لكِ دومًا

موفقه أيتها الرئعه…..

الجبر
06-20-2022, 08:30 PM
قراءة جميلة ومكتملة
بوركت اختنا الغند