الغيث
12-03-2021, 08:21 PM
على طول ذلك الطريق الموصل إلى داري كنتُ أقود مركبتي بانفعال وتوتر شديدين ، توقفتُ عند إشارة المرور الرابضة في ذلك التقاطع الرباعي البليد ، وكلما تذكرتُ ذلك الحوار الأجوف الذي دار بيني وبين أحد باعة الأدوات الكهربائية ازدادت حدة انفعالاتي وجرى الشيطان في دمي :
ــــــ ولماذا لا تستوردونها يا أخي ؟ نحن مستعدون لدفع ثمنها حتى وإن كان مرتفعا بعض الشيء !
ــــــ إن استوردناها يا عزيزي فكيف سنربح !
ــــــ إذا هي الحقيقة التي نلوكها داخلنا على الدوام ، تأتون بالرخيص وتجعلوننا نتجرع مخاطره ونتحسس على جيوبنا الفارغة ، وتكسبون الملايين ؛ لبناء مزيد من الأبراج !
ــــــ يا أخي ما نحن إلا أقزام ، وليت انفعالك هذا يُسكب فوق الهامات المرتفعة .
ــــــ ...... !
وعندما فتحتْ الإشارة ضغطتُ على دواسة البنزين بقوة انفعالي وكدتُ أصطدم بمن أمامي .
قبل أن تتوقف عجلات مركبتي ــــــ تماما ــــــ بجوار بوابة منزلي أحاط بي خمسة أفراد بلباسهم المدني وأسلحتهم الخفية ، ولا أدري من أين خرج لي هؤلاء هكذا فجأة ؟ طلبوا مني الترجل من مركبتي ففعلت ، قدموا لي بطاقاتهم التعريفية فأومأتُ لهم قائلا :
ـــــ حسنا .. أتشرف بكم ، وجميعنا نسير في بوتقة واحدة ، الولاء والإخلاص للوطن والذوذ عنه ، لكن دعوني أخبر أسرتي ! .
ــــــ .......
ـــــــ دعوني أخبر زوجتي بأنني لم أحصل على ما طلبته مني ، بل وافتعلتْ معي سيلا عارما من الشجار ؛ لأجل الحصول عليه ، وحتى لمبات الــــ ( إل إي دي ) التي خرجتُ أبحث عنها لم أجدها في معظم محلات الأدوات الكهربائية .
ـــــ .......
لم يسمحوا لي بشيء من ذلك ، بل طلبوا مني الصعود إلى مركبتهم ( الرمادية ) على وجه السرعة ، كان هناك أربعة أشخاص من مدينتي داخل المركبة لم تكن معرفتي بهم إلا ضبابية ، تأملتهم وألقيتُ عليهم التحية فلم أسمع غير أمر بالصمت .
طويتُ ملل المسافة التي كانت تنساب بنا تلك المركبة عبرها بالتفكير في ذلك التقاطع البليد ، ذلك التقاطع الذي مضغته السنون على أضراسها دون أن يحيد عن غبائه قدر أنملة ، وارتأيتُ له حلولا بسيطة لا تتطلب شيئا من ثورة التكنولوجيا التي نعيشها في عصرنا الحاضر ، فمجرد إنشاء جسرين متقاطعين فوق بعضهما تحل تلك المشكلة ( العويصة ) التي هرمنا ونحن نعاني منها الأمرَّين ، وسوف تحلحل ذلك التكدس العقيم للمركبات أمام إشارات المرور ، وستمنح مرضى القلب ، وحالات الولادات المفاجئة فرصة الوصول السريع إلى مستشفياتهم .
وصلنا إلى مكان ـــــ خارج المدينة ـــــ تحيط به الأشجار الكثيفة وبعض الأحراش ، ويتوسطه قصر منيف لأحد رجال الأعمال المعروفين ، وبدا لي أن ثمة أشخاص في هيئة فلاحين قد توزعوا ـــــ بدقة ـــــ في زوايا متعددة من ذلك المكان ، عرفتُ ـــــ من طريقة وقوفهم الشبيهة بالوقفة العسكرية ــــــ أن مهمتهم حراسة المكان وتأمينه ، ومراقبة ما حوله من فضاء ، وهنا أدركتُ أن في الأمر شيئا خطيرا للغاية .
فُتح باب أرضي بين تلك الأحراش ، وأُدخلنا عبره في سرداب ( نفق ) أوصلنا إلى بهو ذلك القصر العظيم ، ثم قام أولئك الخمسة باقتيادنا إلى صالة فسيحة تتوسط مرافق القصر وتحيط بها غرفه من جميع الجهات ، وهناك أُفهمنا بأن علينا الانتظار فقط ، وأنه ليس من حقنا السؤال عن أي شيء يدور حولنا .
تبادلتُ النظرات الصامتة مع رفقائي الأربعة وشرعتُ في تأمل تلك الصالة المتناهية في الفخامة والترف ، والموشَّاة بالكثير من الديكورات الفاتنة ، والمصابيح الجميلة ، والثريات المتلألئة ، ونجف الكريستال غالية الثمن ، وسألتُ نفسي ما علاقتنا نحن بهذا القصر ؟ وأين صاحبه ؟ ولماذا أُتي بنا إلى هنا ، ولماذا سُدت نوافذ القصر ذوات الزجاج العسلي العاكس بالطوب والأسمنت ، وماذا يخبئه القدر لنا ! ثم أصابني الوجوم حين تذكرتُ أن أسرتي لا تعلم شيئا عني ، وكيف ستتصرف عند اكتشافها لاختفائي الفجائي هذا ، ومقدار الألم والتوتر والهلع الذي سوف تصاب به ؛ بسبب لغز هذا الاختفاء ، وهنا دخل علينا بعض الأشخاص يحملون كراسي من النوع الكلاسيكي وطاولات فردية ، وتبعهم آخرون يحملون أريكة جميلة مشغولة بالذهب وُضِعت في صدر الصالة ، أُجلستُ ورفقائي على تلك الكراسي الكلاسيكية ووُضِعت أمام كل فرد منا طاولة ، ثم أتى بعض الأشخاص ووضعوا على كل طاولة وجبة متنوعة الأصناف ، بدا لي من فخامتها وطريقة تنسيقها بأنها مجلوبة من أحد الفنادق الفخمة في المدينة .
عندما حل الظلام أتوا بشخصية كبيرة ذات مستوى رفيع جدا وأجلسوه على تلك الأريكة ، وحين نظرتُ إليه أصابني الارتباك والدهشة ؛ فلم أكن أتخيل يوما من الأيام أن أجده مجسدا أمامي على الطبيعة بعد أن كنتُ لا أشاهده إلا عن طريق الصور التي تتربع على مساحات الصحف ، تجرأتُ ونظرتُ إليه بتمعن فإذا هو بشحمه ولحمه ، ابتسمتُ له فابتسم لي ، ثم أقبل خمسة أفراد وتفاهموا معه ، لمحتُ كلمة ( مُفاوض ) مكتوبة على البطاقات التي يعلقها أولئك الخمسة على جيوبهم العلوية فلزمتُ الصمت .
مر اليوم الأول بسلام ، وبعد شروق شمس اليوم التالي أحسستُ بأن هناك حركة غير عادية تحدث حول القصر : وقع أقدام تضرب الأرض بقوة ، بعض هتافات الأوامر القصيرة ، أصوات صرير تنم عن وجود عدد من المجنزرات العسكرية ، صوت طائرة من نوع ( هليكوبتر ) تحوم في أجواء القصر ، أدركتُ بأن تلك الحركة ماهي إلا استعدادات عسكرية مكثفة ، وأن أولئك الأفراد المتخفين في هيئة فلاحين قد ازداد عددهم أضعافا ، وأن ساعة الصفر قد اقتربت ، هنا تحول خوفي وتوتري إلى ذعر ، وتبادلتُ النظرات الصامتة والإيماءات المحنطة مع رفقائي الأربعة ونحن لا نجد تفسيرا لكل ما يحدث حولنا .
فجأة انطلقت بعض النداءات عبر مكبرات الصوت : (( المكان محاصر من جميع الجهات )) ، (( عليكم بالاستسلام فورا )) ، (( من مصلحتكم عدم المقاومة )) ، حاولتُ التسلل إلى دورة المياه خفية ، وهناك صعدتُ فوق ( البوديه ) ونظرتُ من خلال شباك الحمام الصغيرة فإذا بي أشاهد عددا من العربات المدرعة ذات اللون الأحمر وخلفها مجموعات من الأفراد المدججين بالأسلحة ، ويتقدم كل ذلك مركبة حمراء فارهة هي من كانت تطلق تلك النداءات ، ثم رأيتُ أولئك الخمسة المفاوضين يتقدمون نحو العربة الحمراء ويتحدثون مع من بداخلها ، أدركتُ بأننا في خطر محدق فعدتُ إلى تلك الصالة أنتظر المصير ، عاد المفاوضون إلى صالة القصر وتحدثوا مع تلك الشخصية ، وبدا لي من خلال ملامحهم المتجهمة بأنهم لم يتوصلوا إلى أي اتفاق مع الخصم المهاجم ، هنا بدأتُ أنعي نفسي وأدعو بالصبر والتثبيت لأسرتي المسكينة .
ساد الصمت لبرهة ، وبدأ المهاجمون في إطلاق أعيرتهم النارية ، وردت حراسات القصر عليهم بالمثل ، وارتبك الجميع ، ثم تدخلت المدرعات وطائرة الهليكوبتر ، وارتجت الأرض والسماء بأصوات الانفجارات ، وبدأ القصر يترنح تحت وقع الضربات فتساقطت جدرانه الخارجية ، وانبطح كل من في تلك الصالة على الأرض خشية اختراق الرصاص لأجسادنا ، وحمي الوطيس فرددنا الشهادتين ، ووقع المكتوب إذ اخترقت جسدي خمس رصاصات من الخلف ، وبدأت دمائي في النزيف ، وأحسستُ بحرقة كالنار تصعد من معدتي إلى المريء فاستيقظتُ مذعورا وأدركتُ أنه أحد الكوابيس اللعينة التي تداهمني حين تلتهب معدتي .
***
الغيث
حصري للمدائن
>::>::>::
ــــــ ولماذا لا تستوردونها يا أخي ؟ نحن مستعدون لدفع ثمنها حتى وإن كان مرتفعا بعض الشيء !
ــــــ إن استوردناها يا عزيزي فكيف سنربح !
ــــــ إذا هي الحقيقة التي نلوكها داخلنا على الدوام ، تأتون بالرخيص وتجعلوننا نتجرع مخاطره ونتحسس على جيوبنا الفارغة ، وتكسبون الملايين ؛ لبناء مزيد من الأبراج !
ــــــ يا أخي ما نحن إلا أقزام ، وليت انفعالك هذا يُسكب فوق الهامات المرتفعة .
ــــــ ...... !
وعندما فتحتْ الإشارة ضغطتُ على دواسة البنزين بقوة انفعالي وكدتُ أصطدم بمن أمامي .
قبل أن تتوقف عجلات مركبتي ــــــ تماما ــــــ بجوار بوابة منزلي أحاط بي خمسة أفراد بلباسهم المدني وأسلحتهم الخفية ، ولا أدري من أين خرج لي هؤلاء هكذا فجأة ؟ طلبوا مني الترجل من مركبتي ففعلت ، قدموا لي بطاقاتهم التعريفية فأومأتُ لهم قائلا :
ـــــ حسنا .. أتشرف بكم ، وجميعنا نسير في بوتقة واحدة ، الولاء والإخلاص للوطن والذوذ عنه ، لكن دعوني أخبر أسرتي ! .
ــــــ .......
ـــــــ دعوني أخبر زوجتي بأنني لم أحصل على ما طلبته مني ، بل وافتعلتْ معي سيلا عارما من الشجار ؛ لأجل الحصول عليه ، وحتى لمبات الــــ ( إل إي دي ) التي خرجتُ أبحث عنها لم أجدها في معظم محلات الأدوات الكهربائية .
ـــــ .......
لم يسمحوا لي بشيء من ذلك ، بل طلبوا مني الصعود إلى مركبتهم ( الرمادية ) على وجه السرعة ، كان هناك أربعة أشخاص من مدينتي داخل المركبة لم تكن معرفتي بهم إلا ضبابية ، تأملتهم وألقيتُ عليهم التحية فلم أسمع غير أمر بالصمت .
طويتُ ملل المسافة التي كانت تنساب بنا تلك المركبة عبرها بالتفكير في ذلك التقاطع البليد ، ذلك التقاطع الذي مضغته السنون على أضراسها دون أن يحيد عن غبائه قدر أنملة ، وارتأيتُ له حلولا بسيطة لا تتطلب شيئا من ثورة التكنولوجيا التي نعيشها في عصرنا الحاضر ، فمجرد إنشاء جسرين متقاطعين فوق بعضهما تحل تلك المشكلة ( العويصة ) التي هرمنا ونحن نعاني منها الأمرَّين ، وسوف تحلحل ذلك التكدس العقيم للمركبات أمام إشارات المرور ، وستمنح مرضى القلب ، وحالات الولادات المفاجئة فرصة الوصول السريع إلى مستشفياتهم .
وصلنا إلى مكان ـــــ خارج المدينة ـــــ تحيط به الأشجار الكثيفة وبعض الأحراش ، ويتوسطه قصر منيف لأحد رجال الأعمال المعروفين ، وبدا لي أن ثمة أشخاص في هيئة فلاحين قد توزعوا ـــــ بدقة ـــــ في زوايا متعددة من ذلك المكان ، عرفتُ ـــــ من طريقة وقوفهم الشبيهة بالوقفة العسكرية ــــــ أن مهمتهم حراسة المكان وتأمينه ، ومراقبة ما حوله من فضاء ، وهنا أدركتُ أن في الأمر شيئا خطيرا للغاية .
فُتح باب أرضي بين تلك الأحراش ، وأُدخلنا عبره في سرداب ( نفق ) أوصلنا إلى بهو ذلك القصر العظيم ، ثم قام أولئك الخمسة باقتيادنا إلى صالة فسيحة تتوسط مرافق القصر وتحيط بها غرفه من جميع الجهات ، وهناك أُفهمنا بأن علينا الانتظار فقط ، وأنه ليس من حقنا السؤال عن أي شيء يدور حولنا .
تبادلتُ النظرات الصامتة مع رفقائي الأربعة وشرعتُ في تأمل تلك الصالة المتناهية في الفخامة والترف ، والموشَّاة بالكثير من الديكورات الفاتنة ، والمصابيح الجميلة ، والثريات المتلألئة ، ونجف الكريستال غالية الثمن ، وسألتُ نفسي ما علاقتنا نحن بهذا القصر ؟ وأين صاحبه ؟ ولماذا أُتي بنا إلى هنا ، ولماذا سُدت نوافذ القصر ذوات الزجاج العسلي العاكس بالطوب والأسمنت ، وماذا يخبئه القدر لنا ! ثم أصابني الوجوم حين تذكرتُ أن أسرتي لا تعلم شيئا عني ، وكيف ستتصرف عند اكتشافها لاختفائي الفجائي هذا ، ومقدار الألم والتوتر والهلع الذي سوف تصاب به ؛ بسبب لغز هذا الاختفاء ، وهنا دخل علينا بعض الأشخاص يحملون كراسي من النوع الكلاسيكي وطاولات فردية ، وتبعهم آخرون يحملون أريكة جميلة مشغولة بالذهب وُضِعت في صدر الصالة ، أُجلستُ ورفقائي على تلك الكراسي الكلاسيكية ووُضِعت أمام كل فرد منا طاولة ، ثم أتى بعض الأشخاص ووضعوا على كل طاولة وجبة متنوعة الأصناف ، بدا لي من فخامتها وطريقة تنسيقها بأنها مجلوبة من أحد الفنادق الفخمة في المدينة .
عندما حل الظلام أتوا بشخصية كبيرة ذات مستوى رفيع جدا وأجلسوه على تلك الأريكة ، وحين نظرتُ إليه أصابني الارتباك والدهشة ؛ فلم أكن أتخيل يوما من الأيام أن أجده مجسدا أمامي على الطبيعة بعد أن كنتُ لا أشاهده إلا عن طريق الصور التي تتربع على مساحات الصحف ، تجرأتُ ونظرتُ إليه بتمعن فإذا هو بشحمه ولحمه ، ابتسمتُ له فابتسم لي ، ثم أقبل خمسة أفراد وتفاهموا معه ، لمحتُ كلمة ( مُفاوض ) مكتوبة على البطاقات التي يعلقها أولئك الخمسة على جيوبهم العلوية فلزمتُ الصمت .
مر اليوم الأول بسلام ، وبعد شروق شمس اليوم التالي أحسستُ بأن هناك حركة غير عادية تحدث حول القصر : وقع أقدام تضرب الأرض بقوة ، بعض هتافات الأوامر القصيرة ، أصوات صرير تنم عن وجود عدد من المجنزرات العسكرية ، صوت طائرة من نوع ( هليكوبتر ) تحوم في أجواء القصر ، أدركتُ بأن تلك الحركة ماهي إلا استعدادات عسكرية مكثفة ، وأن أولئك الأفراد المتخفين في هيئة فلاحين قد ازداد عددهم أضعافا ، وأن ساعة الصفر قد اقتربت ، هنا تحول خوفي وتوتري إلى ذعر ، وتبادلتُ النظرات الصامتة والإيماءات المحنطة مع رفقائي الأربعة ونحن لا نجد تفسيرا لكل ما يحدث حولنا .
فجأة انطلقت بعض النداءات عبر مكبرات الصوت : (( المكان محاصر من جميع الجهات )) ، (( عليكم بالاستسلام فورا )) ، (( من مصلحتكم عدم المقاومة )) ، حاولتُ التسلل إلى دورة المياه خفية ، وهناك صعدتُ فوق ( البوديه ) ونظرتُ من خلال شباك الحمام الصغيرة فإذا بي أشاهد عددا من العربات المدرعة ذات اللون الأحمر وخلفها مجموعات من الأفراد المدججين بالأسلحة ، ويتقدم كل ذلك مركبة حمراء فارهة هي من كانت تطلق تلك النداءات ، ثم رأيتُ أولئك الخمسة المفاوضين يتقدمون نحو العربة الحمراء ويتحدثون مع من بداخلها ، أدركتُ بأننا في خطر محدق فعدتُ إلى تلك الصالة أنتظر المصير ، عاد المفاوضون إلى صالة القصر وتحدثوا مع تلك الشخصية ، وبدا لي من خلال ملامحهم المتجهمة بأنهم لم يتوصلوا إلى أي اتفاق مع الخصم المهاجم ، هنا بدأتُ أنعي نفسي وأدعو بالصبر والتثبيت لأسرتي المسكينة .
ساد الصمت لبرهة ، وبدأ المهاجمون في إطلاق أعيرتهم النارية ، وردت حراسات القصر عليهم بالمثل ، وارتبك الجميع ، ثم تدخلت المدرعات وطائرة الهليكوبتر ، وارتجت الأرض والسماء بأصوات الانفجارات ، وبدأ القصر يترنح تحت وقع الضربات فتساقطت جدرانه الخارجية ، وانبطح كل من في تلك الصالة على الأرض خشية اختراق الرصاص لأجسادنا ، وحمي الوطيس فرددنا الشهادتين ، ووقع المكتوب إذ اخترقت جسدي خمس رصاصات من الخلف ، وبدأت دمائي في النزيف ، وأحسستُ بحرقة كالنار تصعد من معدتي إلى المريء فاستيقظتُ مذعورا وأدركتُ أنه أحد الكوابيس اللعينة التي تداهمني حين تلتهب معدتي .
***
الغيث
حصري للمدائن
>::>::>::