المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة سراقة بن مالك مع النبي الكريم


بُشْرَى
11-03-2021, 11:52 AM
.

.


يروي البخاري - رحمه الله تعالى - بسنده عن ابن شهاب ما حدَّث سراقةُ عن نفسه فيما كان من أمره، قال: جاءنا رسلُ كفار قريش يجعلون في رسول الله و أبي بكر دية كلِّ واحد منهما لمن قتله أو أسره مئة ناقة لكلٌّ واحد، أي مئتا ناقة، أي ثلاثون مليون ليرة، فبينما أنا في مجلس من مجالس قومي إذ أقبل رجلٌ منهم حتى قام علينا و نحن جلوس، قال: يا سراقة إني رأيت آنفاً أسوِدةً- أشباحاً سوداء- أسودة بالساحل، أُراها أي أظنها محمداً و أصحابه، قال سراقة: فعرفت أنهم هم، ضَمِن ثلاثين مليون ليرة، و اللهِ الذي لا إله إلا هو لو اجتمع الناسُ، العالَم الآن خمسة آلاف مليون لو اجتمع خمسة آلاف مليون على أن يمسُّوك بشيء ما سمح اللهُ به لا يستطيعون، كن مطمئناً، هذا سراقة لاحت له الثروةُ و لاحَ له الغنى، ثلاثة أشباح ما أظنهم إلا النبيَّ عليه الصلاة و السلام، فقال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت له: إنهم ليسوا هم، حتى لا يسبقوه، غنيمة كبيرة جداً، إنهم ليسوا هم، و لكنك رأيت فلاناً و فلاناً انطلقوا بأعيننا، سمى له أسماء خلابية، هؤلاء أعرفهم، ليسوا محمداً و أصحابه، حتى يضمن الجائزة، ثم لبثت في المجلس ساعة، ثم قمت فأمرتُ جاريتي أن تخرج بفرسي و هي من وراء أكمة، فتحبسها عليه و أخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت سيدنا موسى قال:

﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾

[سورة طه: 43-46]

و قال تعالى:

﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾

[سورة الشعراء: 61]

بالمنطق انتهينا، فرعون بكل أسلحته، و بكل زبانيته، و بكل قدراته، يتبع سيدنا موسى، و سيدنا موسى البحر أمامه و فرعون من ورائه، حسب المنطق انتهى، قال تعالى:

﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾

[سورة الشعراء:62]

في الخندق عشرة آلاف مقاتل طوَّقوا المدينة، هناك جانب واحد لليهود، خرق اليهودُ عهدهم مع النبي، و بقي الإسلام قضية ساعة أو ساعتين و ينتهي عن آخره، قال أحدهم: أيعدنا صاحبكم أن تُفتح علينا بلادُ قيصر و كسرى و أحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته؟ ما الذي حدث؟ أرسل اللهُ ريحاً عاصفة قلبت قدورَهم، و اقتلعت خيامهم، و أطفأت نيرانهم، و ارتحلوا، و كفى الله المؤمنين القتال، البطولة أن تكون لك مودة مع الله، أن يحبَّك الله، لأنك إذا أحبك الله أحبَّك كلُّ شي، فسراقة ظن أنه سيقبض مبلغاً طائلاً بعد قليل، القضية بين يديه، قال: ثم لبثت ساعة في المجلس ثم قمت فأمرتُ جاريتي أن تخرج بفرسي و هي من وراء أكمة، فتحبسها عليه و أخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت، فخططتُ بزجِّه في الأرض، و خفضت عاليَه حتى أتيت فرسي فركبتها فدفعتها ففرَت بي إلى أن أدركت النبيَّ صلى الله عليه و سلم و صاحبه، طبعا حتى إذا دنوتُ منهم هناك إنسان ثالث هو عامر بن فهيرة، فعثرت بي فرسي- وقع من على فرسه- فخررت عنها فقمتُ فأهويت يدي إلى كنانتي- إلى جعبة سهامي- فاستخرجت منها الأزلام- السهام- فاستقسمتُ بها، قديما كان " أنجح، لا أنجح، أنجح، " هذا معنى الاستقسام بالأزلام، فأخرجتُ الأزلام من كنانتي فاستقسمتُ بها أضرهم أم لا أضرهم؟ فخرج الذي أكره، لا أضرهم، ما أراد أن يعود صفر اليدين، فركبت فرسي، و عصيت الأزلام، فجعل فرسي يقرِّب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم، كان عليه الصلاة و السلام يقرأ القرآن، وهو لا يلتفت، و أبو بكر يلتفت كثيراً، خوفاً على النبيِّ الكريم، عندئذ ساخت يدا فرسي في الأرض، يدا الفرس ساختا في الأرض و انغمست في الرمل ووقع من على الفرس مرة ثانية حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها فأهويت، ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمة ساخت قدماها مرة ثالثة في الأرض، ووقعت عنها، فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره، لا تضرهم، عندئذ ناديتهم بالأمان، فوقفوا فركبتُ فرسي حتى جئتهم، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أنه سيظهر أمرٌ رسول الله- هذا ليس إنساناً عادياً، أول محاولة و الثانية و الثالثة، معه قوة عظيمة، فرسي تسيخ قدماها في الرمل، و أقع من عليها- فقلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، و أخبرتهم أخبار ما يريد الناسُ بهم أنهم جعلوا مئة ناقة لك و مئة لصاحبك، إن قبضا عليكما، أو أتيا قريشاً بكما أحياءً، و عرضت عليهم الزاد و المتاع، عرض سراقة على النبي صلى الله عليه و سلم الزاد والمتاع، أي جاء ليقتلهما أو يأسرهما فعرض عليهما الزاد و المتاع، هذا الذي قاله بعض العارفين:

إذا كنت في كل حال معي فعن حمل زادي أنا في غنى
***

يأتي عدوُّك ليقدم لك الزاد و الطعام، فلم يردَّاني و لم يسألاني إلا أن قالا: اخفِ عنا، إن عدت إلى مكة يئِّس الناسَ في متابعتنا، اخف عنا، فسألته أن يكتب لي كتاب أمنٍ فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي رقعة من أدم، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه و سلم، هذه القصة لها تتمَّة أنه قال: يا سراقة كيف بك إذا لبستَ سواري كسرى؟ ما هذا الإيمان؟ النبيُّ ملاحق، و موضوع لمن يقتله مئة ناقة، و يقول لسراقة: كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى؟ و في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاءت الغنائم و جاء سوارُ كسرى و نادى سراقة و قال: البِس سوار كسرى كما بشَّرك النبيُّ عليه الصلاة و السلام فلبسه، فسيدنا الصدّيق يلتفت، وهو لا يلتفت، يقرأ القرآن و لا يلتفت، فكلما علا إيمانك ازدادت ثقتُك بربَّك، و كلما ازدادت ثقتك بربك شعرت أن الله عز وجل لن يتخلَّى عنك.

>::

فرح
11-03-2021, 12:34 PM
صدقاً من وثق بالله لن يتخلى الله عنه ..
عليه الصلاة والسلام ورضي الله عن اصحابه
جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ المسلمين fl

واجدة السواس
11-03-2021, 03:24 PM
جزاك الله خير الجزاء والحسنات
واثابك الجنة
بوركت وبورك طرحك القيم والمفيد

تحياتي القلبية وسوسنتي الحلوة لك

حبيبتي

بُشْرَى
11-03-2021, 03:43 PM
صدقاً من وثق بالله لن يتخلى الله عنه ..
عليه الصلاة والسلام ورضي الله عن اصحابه
جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ المسلمين fl

.

.

وحزيت كل الخير فرح.
سلمت :g

بُشْرَى
11-03-2021, 03:43 PM
جزاك الله خير الجزاء والحسنات
واثابك الجنة
بوركت وبورك طرحك القيم والمفيد

تحياتي القلبية وسوسنتي الحلوة لك

حبيبتي

.

.

أهلا واجدة الغالية
كل الود<3

آنوثة طاغية
11-04-2021, 04:13 PM
نُفحَآتّ إيمَآنِيةَ تُطَرحّ بُفوآئِدَ قُيمَةّ
جُزيتَ خُيراً بمِا قُدمتَ ونُفعِتَ بّه

أُسعَدكّ اللهَ وَ أرضُاكّ