المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منفى الحالمين


الصفحات : [1] 2 3

مريم
10-10-2021, 06:38 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/163387966033191.jpg (https://up.boohalharf.com/)

أحلامٌ فائتة وأخرى نابضة
بعضها مات واندثر، وبعضها فيه الروح
تشعرُ بكم .. تشعرون بها
تطرقُ أبواب ذكرياتكم صباح مساء
وحاضركم وربما مستقبلكم
أحلامَكم بين أيديكم،
او ربما ما زاتْ تختبئ في قُلوبكم
او في طياتِ أوراقكم، بين دفاتِ كتبكم
انثروها علّها تطرقُ أبوابَ السماء ..



https://up.boohalharf.com/uploads/16338796603932.jpg (https://up.boohalharf.com/)


الكلماتُ لا تحتمل الأحلام
والأحلام تفوقُ الكلمات
الكلماتُ لا تحتمل الانتظار
إما أنْ تقفزَ على الورق أو فوق الشاشة
أو تذبلَ بداخلنا وتموت، لذلك حين يتعلقُ الأمر بأحلامك.. ازرعها هنا في منفانا ..

الأحد ١٠ أكتوبر ٢٠٢١
"أحلمِ" هذه صفعة لقلبي .. أعني ما أقولهُ
لا أستطيعُ أن أتوقفَ، لا أستطيعُ أن أتركَ نفسي
لهذهِ الراحة المُتعبة.
سأحلمُ في كلِّ يومٍ من كلِّ أسبوع
وهذه العادة لن يُغيرها الزمان
هنا منفى الحالمين
كمن يُغادرون أوطانَهم
دون عناقٍ أو وداع
فيسرقهم الموت
على غفلةٍ من الحياة !
أنتم ومريم
مريم وأنتم

على الهامش ؛
الرسائل عكاز
محبتي وريحان

بُشْرَى
10-10-2021, 06:49 PM
.
.




رسائل عابقة بالجمال
ذات مضامين روحانية هائمة على حلم ..
في هذا المنفى سنعثر على رسائل ..
قضمها الغياب ..
واحتضنها المنفى ..
وبسط لها المستحيل أجنحته وحلّق بها ..
هنا المنفى حتما سيكتظ بالعطر

حالمة يا مريم .
ومنك الشهد قد نطق

مساحة كأنت . . فاتنة ...

بُشْرَى
10-10-2021, 06:50 PM
.
.

مكافأة المساحة
وتقييمي
والنشر
ومودتي ..

مريم
10-10-2021, 07:24 PM
بشرى
شكري وتقديري العميق على الكلمات الدافئة
والمرور الطيب
مودتي

رجل من الشرق
10-10-2021, 07:33 PM
‏أحبُّكَ
كيف تجهلني
وتشعلُ نار هـجراني

كأنَّكَ
جئتَ من لهفٍ
تحاربُ طفلَ سلواني

أحبُّكَ
لستُ مُنْدَلِعًا
ولٰكنَّي ... كبركـانِ

أحبُّكَ
تلكَ أمنيتي
وميلادٌ لإدمــانــي

سأعزفُ
منكَ أغنيةً
تناجي بوحَ كتماني

وأرسمُ
فيكَ خارطةً
تلمُّ جميعَ أوطاني
..


مريم
10-10-2021, 07:39 PM
كنتُ أقول: أريدُ أن أبلغ العشرين
سأعيشُ قصة حبٍ في الجامعة
وأشتري وردة لأمي
من المصروف الذي يعطيني إياه والدي
وبعد أن بلغت..
عشتُ الحبّ بالقصص، بالأحلام
ظننتُ بأنّ الحب كلّه سيكون رجلاً
ولم أكن أعلم بأنني أحببتُ الحياة كلّها
لكن دون أنْ تُبادلني الإحساس
ولم أستطع شراء وردة لأمي؛
لأنّ أبي المسكين أصبح على كرسيٍ متحرك.
قلتُ أيضاً: قبل منتصف العشرين بقليل
سأعملُ ليل نهار لأجلِ عائلتي
وسأنجبُ حفيداً لأبي
ربّما تحصل معجزة ويضحك
ولأمي وردة صناعيّة
أليس من الجميل أن يكون عقلك حكيماً؟
لن تذبل الوردة، أو تموت
ولن أفكّر مرّة ثانية بهدية
وردة واحدة تكفي العمر كله
في المنتصف توقف عمري ..
عرفتُ بأنني أنا الوردة
لكنني حقيقية
تركتُ الولادة لزوجة أخي
التي تكبرني بعامين
تفرّغتُ بالكامل للموت
جوفي يمتلئ بالكلمات
كلّ يومٍ تذبل واحدة.
الأحد ١٠ أكتوبر ٢٠٢١
أقولُ الآن:
لستُ مضطرة أن أثبت هذا الكلام أو عكسه
فأنا الآن في عمر الموت
بلا حب
بلا حظ
بلا حلم
بلا أمل
بلا شيء
أستمع إلى رشا رزق وزياد
" بلا ولا شي
بحبك بلا ولا شي ...
ولا في هالحب مصاري
ولا ممكن فيه ليراااات
بلا كل اصحب اصحابك
تعي نقعد بالفي
مش لحدا هالفي
حبيني وفكري شوي "
.... فيتجدد الأمل عبر أغنية

مريم
10-10-2021, 07:47 PM
اليوم لدي قدرة كبيرة على الكلام
- لا أقصد الكلام الذي له صوت -
ولا أحد معي .. كل الرفاق ليسوا بخير حتى أنا
وهذا يدفعني إليّ ، يشدني نحويّ بقوة
ويجعلني أكتب لي الآن ..
الأحد ١٠ أكتوبر ٢٠٢١
هذا اليوم الذي أشم فيه روائح الغائبين
سأضع كل خيباتي هنا
فوق أكتاف السّحاب وأغني.
"فأت أو لا تأتي أو فافعل بقلبي ما تشاء"
هذا ما غنته أم كلثوم سنة ١٩٧١
وهو نفسه ما أشعر به الآن في ٢٠٢١
الأحلام تستيقظ من سباتها !

النقاء
10-10-2021, 09:27 PM
هلا بالكاتبة الغالية مريم
وما أصعب من منفى الحالمين

نعم

أنا أحلم
‏وأحلم
‏وأحلم وأناديك
‏وما من رد إلا من واقعي
‏أنت حتماً في ذاكرتي
‏تنام بداخلي
‏وتستيقظ معي تُشاطرني صباحي وتهمس لمسائي
‏الا هذا اليوم
‏فهي بدونك
‏لم تشاطرني لحظاتك وكنت أحلم حينها.


مساحة راقيه جميل واسعة المعنى

شكرًا للجمال الوافر هناااااااا

النقاء
10-10-2021, 09:35 PM
الى منفى الحالمين

أكتب في مدى نوافذ المساء هو المساء الطويل
وأنت تحت ظلاله تخطف الأنظار
يالها من تلك الوحدة أصبحت تشبهك
حين أتأمل ملامحك التي كانت بداخلي
وأقلب أوراقك وأجدني وفكري الحالم بك
وأنا مازالت أحلم ولم أستيقظ من زماني القادم ……..

علي آل طلال
10-10-2021, 11:06 PM
هذا المساء بارد يحاصرني برغبة..
تعالي..
فالدفء عناقٌ يدلل الاحتياج..

فرح
10-11-2021, 01:54 AM
عندما يراودني النعاس في ظلمة الليل وسكونه
يقوم الحلم خفيف كالطير ورقيق كالنسيم
ويبدأ ينسج حكايا عجيبه بسرعه مذهله
لا يستطيع وصفها اي قلم بيد أنسان
ذكي جداً الحلم و ذو ذوق رفيع يلون الخيال
بالوان خياليه فاتنه ..

الاديبه البارعه مريم
هنا روض عابق بالجمال
لكِ ودي ومحبتي سامقة العطر fl

فرح
10-11-2021, 01:55 AM
كثير ماتمنيت أن أشكل وجه حلمي
تماما كوجه السحاب التي تشكلها السماء fl

الفيصل
10-11-2021, 07:49 AM
حُلم اليقظة به:
أحيا تفاصيله ورائحته و طعمه ,
فيه ذلك الجمال الذي تكرّم الرب به علي
قالوا الحالم يسير على ضوء القمر و عقابهُ أنه يرى الفجرَ قبل الآخرين
و أنا لا أراه عقاباً , أنه يُشبعني بما أتمنى بلا علم مَنْ تمنيت فخذلانه لن يحصل,
سأكون قد بنيتُ بيوتاً وحدائقَ ذكرياتي الخياليةِ معه في هوائي الطلق
فتكون خزينةٌ من دفاترٍ لم يمرَ عليها شوشرةٌ منه و لا حتى عتب
يكون حينها أشبهَ بالملاكِ الذي من روعتهِ لا يتكلم
وليس لديهِ ملامحٌ تتقلَّبُ متى ما مزاجهُ أمر.
حُلم يقظتي علمني ألا أتمنى أكثر مما في مخيلتي لي فقط و لا أنتظرُ تفعيلهُ منه.
ألا أطلب المستحيل والمستحيل عائقٌ في واقع.
ساحرٌ يُعطيكَ بلورته و يسمحُ لك بالخيالِ فلا تعرفُ حقيقةً مؤلمة,
أحيا وسطَ جمال يخصني في النظرِ إلى ملاكٍ خارجَ إطارِ علمهِ بي
أراهُ كما أتمنى أن أراه بدونِ رتوشٍ أو محاولةَ الظهورِ بشكلٍ مُختلف ليُبهرني
عشقتُ حُلم اليقظةِ لدرجةِ أنني لا احتاجُ لمطالبةِ أحدٍ بحريتي , فهي مُلكي في يقظتي وحلمُها ,,

"شبيهة الملاك هذهِ؛ هي حياتي أنا ومن أكون, والكون كُله في الطرف البعيد",

مريم
10-11-2021, 08:23 AM
في انتظارات تحقق الأحلام ..
هنالك انتظارٌ غير موجع، لا يحرقُ العشب في روحك، ولا يطرق بسندانه فوق مفاصلك، انتظارٌ يغيّر اتجاه القطارات، ويقرأ تماماً مسارات قلبك، فيُعشش الحلم ولا يصدأ .

مريم
10-11-2021, 08:28 AM
وجدتُ الحب، وجدته أخيراً. سأُمسكُ كفَّ كل إنسان، في الشوارع، في الأسواق، في المقاهي، في مشافي الأمراض العقليّة، في السّفن، في السّماء، في القبور، في كل مكان. لن أحقد على نساء البرجوازية مرّة أخرى، سأصبح امرأة رقيقة مثل الفراشة، سأُداوي قلبي المتعب، واضعة رأسي على كتفه، سأعبِّدُ الأرض التي أمشي فوقها.. سأبوح لصديقتي التي لا تغار مني أنهُ قال لي: "أنا معك للأبد، لا تخافي". سيجعل ظهري مستقيماً؛ لأنّه تعب من ثقل الهموم، يمكنني أن أتحدث عن العدالة والحريّة والحبّ بمنتهى الجمال، سأحبُّ تلك الحصة التي أعطتني إياها الحياة بقدر قبر، سيكون كل شيء بخير.
الإثنين ١١ أكتوبر ٢٠٢١
هذا الشيء الوحيد الكاذب الذي أقوله لي كلّ صباح، في محاولة التّخفيف عني.. لأغدو هنا في منفى الحالمين أحلم وأكذب .. أكذب لأحلم، مصافحةً شمس الأمل علّها تأتي بالفرج !!

مريم
10-11-2021, 06:31 PM
تمر من أمامي بعض المشاهد العشوائية، فيلمٌ من هنا أو جزءٌ من مسلسل هناك
منذ قليل عن طريق الصدفة تعثرتُ بڤيديو لرجل مسن، يسأل فتاة شابة:
هل يخف الألم؟
فأجابته : لا
لكن بعد مدة تتعلم أن تتعايش مع ما لا تتقبله.

هل هذا ما نفعله الآن: نتعايش لكننا لا نعيش، لا نتقبل الخسارة لكن نتعايش معها، وكذلك الألم، والأحلام التي لا تتحقق وأشياء كثيرة لا نستطيع تقبلها ومع ذلك نغرق بكاملنا فيها، تأكلنا، وتشربنا، وتغرس أنيابها المسمومة في لحومنا .. الفرق بيننا وبين الأشخاص العاديون أننا نجلس بكل هدوء لنكتبها داخل رسالة أو قصيدة أو قصة قصيرة، او ربما من خلاا ريشة على لوحة.

الإثنين ١١ أكتوبر ٢٠٢١
على الهامش:
الأملُ باقٍ
وإن كان القلب والحلم
يقف على نصل سكين !

النقاء
10-11-2021, 07:12 PM
أيها المنفى للشوق ثم الحالمين


ياله من لص يتسلل بين الأجفان ليحتل الذاكرةكلها
يتجزء بين شوق وحلم
وقد تكون مشاعرنا مكونه من أرواح ترحل في مجرات الزمن
تطوي المسافات كي تصل إلى أرواح أحببناها
لم نسعد بلقآءها ذات قدر
ثم وقعنا بذات الحلم والشوق يجتمع معآ…

محمد حجر
10-11-2021, 08:10 PM
مريم يامريم

السلام عليك يامريم متى ما قرات لك سطور
والسلام على نفسي حين أجد بين سطورك ما يعزيني
مريم يامريم
حين كنا صغار كانت أحلامنا ان نكبر كي نقدر ونتمكن
وحين كبرنا قلنا ليتنا لا زلنا صغار
مريم يامريم
حين أراجع ما كتبته منذ عشرين عام أجده أجمل وانقى الف مرة من كل ماكتبه اليوم
وعلى الرغم من فارق الخبرة والإحتراف أجده كان أنقى وأجمل
حين أقلب تلك الدفاتر المهترئة التي ساعدتها على مقاومة الزمن ببعض المواد الشفافة واللاصقة
كي لا يأخذها الدهر في طريقه حين أغيب
أجد أحداث جسام واناس عظام دونت عنهم وسجلتهم في تاريخي
بعضهم ربما لم أجري معه حوار وبعضهم الآخر سمعت عنهم فقط
مريم يامريم
لو أقول لك كيف كانت أمي تراقب خطواتي وتتابع شجاراتي وتحل نزاعاتي
وكيف تركني إخوتي لعزلتي الإختيارية دون حتى أن يسألوني
لأقمت لهم ألف محكمة وانتدبت لكل قضية ألف قاض وليتهم يكفون
مريم يامريم
أردت يوماً من الأيام أن أنحت من طين ترعتنا تمثال طيني لشيخ القرية
وحين أحضرت الصلصال ودخلت غرفتي وأحضرت أدواتي البدائية
دخل علي أحد إخوتي وكنت قد شرعت بالنحت فأخذ يهلل ويستهزئ ويقلل من لوحتي الطينية
وحين سمعت أمي أقبلت وتدخلت بيننا وحين شاهدتني لا أهتم لما يقوله أخي
قامت بتحضير كأس من الشاي وقالت لمن هذا يا محمد؟
قلت لشيخ القرية يا أمي لتبتسم وتلثم خدي ويدي قائلة وامك تنتظر أن تكون عندك مثل هذا الشيخ ياعزيزي
قلت تمثالك لا يمكن للصلصال أن يجسده يا أمي لأنك قابعة في قلبي فكيف أخرجك من خلاله
وحين علم شيخ القرية بما فعلت احتضنني وقال أقبل بما فعلت يامحمد لكنه حرام ياعزيزي
فحملت تمثالي وارجعته إلى قعر ترعتنا التاريخية وأغرقت معه كل رغبة عندي للنحت على الطين من جديد
مريم يامريم
هل أخبرك عن السعادة؟
أن أجلس ذات يوم أقرأ أشياء مكتوبة وليس هناك ما يخجلني أن أحكيه

سأعود يامريم

مريم
10-12-2021, 07:52 AM
الخوف كل الخوف أن تسقط منا عقولنا فلا نعرف كيف نُعيدها مرة أخرى... ومادام في محله فلنعكف على المحاولة أو فلنقل المواجهة.

يقول بلاز باسكال أنّه " في الروح العظيمة كل شيء عظيم" وأنا أعتبر أن روحي عظيمة، سعادتي عظيمة وبؤسي عظيم وشقائي عظيم، لكن الأهم أن صمودي أعظم.
أهلاً بك يا محمد.. تحيتي وتقديري

مريم
10-12-2021, 07:58 AM
١٢ أكتوبر ٢٠٢١
الحلم: قشة نلتصق بها لطالما كانت الدنيا بما فيها غرق.

وسم
10-12-2021, 05:54 PM
ما أروعك مريم
دام نبضك بسلام وحب

محمد حجر
10-13-2021, 08:12 AM
مريم يامريم

أعلم ولا يعلمون
أعلم بأن ترتيبي كان الأول عليهم جميعاً لكنهم لم يعطوني يوماً جائزة
فقط حتى لايكونون مضطرين لمصافحة يدي بإمتنان
ولا يعلمون بأن شكرهم أو ذمهم عندي سواء
كل شهادات العالم لاتعنيني وكل أوسمة البطولة لو تقلدتها بغير شرف فهي عار
هل جربت العيش في المنفى بعيدة عن كل شيء حتى الأحلام؟
هل شعرت يوماً بأن أرض أحلامك ترابها الشوك والحسك
وان زهور ربيعك قيح ودمامل
مريم يامريم
ذات صباح في احدى طرقات الجامعة هل جربت أن يستوقفك أحدهم ثم ياخذك لإحدى المقرات السرية
ومن ثم أسئلة لا حصر واستفهامات لأحداث ما مررت بها يوماً
فقط لأنك قمت بتحرير مقالة في احدى الجرائد او جلبت خبراً لإحدى كبريات الصحف
ولسبب ما سقط عن يد الرقيب فتم نشره دون تدقيق وتنقيح فكانت الفاجعة أن أحرجت أحد من يملك زمام الأمور في بلاد لازالت تحكم بمنطق الموز والقرود
مريم يامريم
هل شعرت بغصة في حلقك يوماً لأنك كنت تستحقين منصب ما في مكان ما أنت خير من يملك زمام اموره
ويعمل على تطويره وتحقيق الهدف الذي أنشىء لأجله منذ البداية
مريم يامريم
هل جربت أن تكسري أحد القوانين التي كان أنت أحد من حاربوا لأجلها ومن ثم حدث استفتاء عام عليها
وأقر به الجميع ثم لسبب ما قمت أنت بحرق كل اوراقه
مريم يامريم
هل جربت أن تكتبين قصيدة شعرية كي تخوضين بها مسابقة أدبية
ثم فوجئت بأن قصيدتك مرفوضة لداعي أنها لاترتقي لتلك المناسبة
ثم فوجئت بأن قصيدة أخرى بذات الكلمات وذات الحروف والموضوع
ولكنها تحت عنوان جديد وبتوزيع جديد ولكنها لشخص ليس أنت ثم تجدينها تأخذ الجائزة الأولى والعلامات الكاملة
لكن اسمك غير موجود ولن يتواجد فقط لأنها كانت لك منذ البداية

مريم يامريم
هل جلست مثلي يوماً على قهوة الفيشاوي وأنت تستمعين لمقدمة عمل فني كنت أنت صاحبته الأولى
مريم يامريم
هل جربت الهروب من طوفان النجاح مثلي يوماً لأن ظهورك شر وبلاء عليك وعلى من هم أحبابك؟

مريم يامريم

هل تعلمين أن السعادة أن تكوني على الهامش هامش
حتى لا يعلموك فيأسروك

سأعود يامريم

مريم
10-13-2021, 08:45 AM
نسيتُ الضوء
بين يدي الأمل
و من جرح سطورٍ مُظلمة
فاض صوته فخُلِقتْ الشمس ..

هذه الحرارة
و هذه العذوبة
ليست إلّا مزيجًا
من الألم المُضيء

من عمق الاشتعال
سحبتُ يدي
مقطوعة الأمل
أفكر في كتابةِ قصيدة
بلون الجمر .

ماذا فعلتَ يا محمد ؟!
تسألني عن السعادة، عن الظلم، عن العدل، عن الإنسانية
كأنك تسأل أعمى عن لون السماء !!

تيم الله
10-13-2021, 11:24 AM
حلمت بفقدك أفقت وأنا مبلل

النقاء
10-13-2021, 12:40 PM
حلم التائهين


حين تتواصل المشاعر زحفها
على طرقات السراب نهاية شوك
شعورًا وألم يتمركز في تفكيري
واختناق أنفاس الحياة مركزه أنت ياهذا البعيد

إلهام
10-13-2021, 11:53 PM
حين أحدق بها، أراها تعفنت في يدي وتؤذيني رائحتها
لم تعد الحياة تتسع للأحلام

مريم
10-14-2021, 09:12 AM
ليلة أمس، حلِمتُ بأنّني نجوتُ من الحياة، إذ أنّ وقت النجاة كان مُنكمشًا، وأقصر من كلمة.
وكلّ مَن يعرفني، يعرفُ أنّني لا أُؤمن بالأحلام خيرًا أو شرًّا، ولا أفقه بها شيئًا، سوى أنّني لستُ قادرة على التفريق بين حلم اليقظة وحلم الغفوة الطويلة.
ولكن لديّ أمنية واحدة، أحاول بالكتابة أن أُنميها تلك الأماني عليها تتكاثر، أمنيةٌ واحدة قد تكون آخر ما أصلُّ إليه بعد وقتٍ طويل، وهي كما عند مي زيادة:
" أتمنّى أن يأتي بعد موتي مَن ينصفني ويستخرج من كتاباتي الصغيرة ما فيها من صدقٍ وإخلاص ".

هادي علي مدخلي
10-14-2021, 02:45 PM
في قلبي هذا المساء ميت
أخاف أن أكشف عن وجهه فأراك

محمد حجر
10-15-2021, 01:30 AM
مريم يامريم

صباحك كما أفكارك زاخر
الصراع عندي دائماً على أشده لكثرة ما بجوفي من أفكار
صالحة وفاسدة / ترسم طريق نجاة أو تمهد لسكة الهلاك
هي بالنتيجة أفكار
أحب محاكمة الأفكار
وأحب أكثر حين تغزو فكرة جديدة لمدينة منغلقة خلف أسوارها الحصينة
الفكرة لا تقتلها سوى الفكرة
ومنفى الحالمين خاصتك فكرة
وما وُلدت الأفكار إلا ومعها حق أبدي بشرعية تداولها بين الجميع
وحين أمر بجوار فتاة كتالونية ورثت التعصب الأعمى ضد كل ماهو عربي حتى ولو كان لوحة تاريخية
أقول في نفسي ليتني أخرج تلك الفكرة من رأس ذات الشعر الكستنائي القصير
وأضع عوضاً عنه قنينة زيت بوسطها فتيل قطني
ثم أشعله لتنفع من حولها على الأقل إن كان رأسها السميك لا يفيد
حين امر بشوارع غرناطة ذات يوم لأجدهم يتباهون في حفل استعراضي كبير
بذكرى تسليم الراية من آخر حاكم مسلم ( محمد الثاني عشر) الى ( فيرناندو - اليزابيث )
في مشهد مهيب

مريم يامريم

هل أخبرك عن شيء من السعادة؟
أن تحظي بمنفى لا يطاردك فيه الغاوون

سأعود عند الفجر
عندي حكاية لفرعونية سأحكيها

مريم
10-15-2021, 09:38 PM
نحن مخدوعون بمشاعركم المؤقتة ودهشتنا الأولى، مخدوعون بطاقة النسيان التي لم تكن يوماً قوية، مخدوعون بكلِّ شيءٍ عدا أحلامنا المنفية، عذاباتنا العميقة، فهي الحقيقةُ الصادقةُ أمامَ نِصْفِ إنسانٍ، ونُصْفِ مُحِبٍّ، ونِصْفِ صادقٍ، ونِصْفِ صديقٍ، ونِصْفِ حياةٍ وحلم ..

محمد حجر
10-16-2021, 12:16 AM
أنا محمد حجر

أكتب و أرى نفسي كما القادم منذ عهد بعيد
أجر خيباتي من خلفي وألملم سقطاتي في كيس مثقوب
كلما ظننت أني جمعتها سقطت في غير واحدة من جديد

وأنا محمد حجر

وقفت ذات يوم على جدارية بمتحفنا الفرعوني الكبير
وجدتها تقف بعز وشموخ والشمس من فوق رأسها تضيء ليل الطالبين
ومن تحت أرجلها حراس كأن على رؤسهم الطير
بأجساد بشر ولكن الرؤوس إما لحمار او كلب صيد
ومن أمامها نهر يجري
قلت في نفسي هذا هو النهر الخالد منذ آلاف السنين
ثم قطع من الذهب الموشوم بإحكام فوق الرفوف القريبة
ولكل وشم تاريخ وزمن لإحدى الأسر العريقة
وقفت هنا عند لحظة تاريخية لتلك القصة من الخيال لذلك الجراح الفرعوني الكبير زاو مخو
الذي كان له السر الأعظم لتحنيط الموتى حتى يومنا هذا
وقلت في نفسي ليت زاو كان هنا
ليت زاو كان أنا
ثم خرجت من بهو المتحف ومن ثم إلى زحام القاهرة المشهود
تأخذني موجة جديدة من زحامها التاريخي

وأنا محمد حجر

أكتب وكأنني على موعد جديد مع حياتي الممتدة عبر جدران الزمان المعاند
لا أرض تقبلني ولا وطن لمن هو مثلي قادر على استيعاب الحالمين
لا أكتب بنية أن تعجب كتاباتي شخص ما
ولا أكتب عن امرأة بذاتها
ولا أنظر للتاريخ كما يعرفه الآخرون
وحدي من يكتب تاريخي
ووحدي من يمشي بألف وادٍ يسكنها الذئاب ولا أبالي
لا أحنث بوعودي على قلتها
ولا أطلب المجاراة ممن لا يمتلك القدرة على فهم أفكاري

مريم يامريم

هل أحدثك عن معنى جديد في قلمك؟
كانك أنت ل يستمر قلمك
كوني خلف كل سطر علامة يعرفها الجميع حين لسطورك يتصفحون

سأعود بعد حين ليس بقليل

سلام الحربي
10-16-2021, 10:40 AM
احلامي كبيرة بحجم
جنة الخلد
وأعمالي ضئيلة
لكن إيماني وتد بإذنه
تعالى لايتزحزح
٠ ٠
وعقلي يتخبطه شيء
لا أدرك مساره
ثم أعود لحلقتي الفارغة
الا من أمنيات
أن يشملني ربي بعفوه
ويحشرني مع نبيه
امام الهدى وسيد الأولين والأخرين

رباه يارباه

أحلامنا اودعناها السماء
فجعلها يارب مفتوحة لها الأبواب

مريم
10-16-2021, 12:56 PM
نحنُ الذين لكَمتنا الحياة حتى نزفنا، وركلتنا تِباعًا حتى وقعنا، وسحبتنا من الشعر على حين غرَّة، ننظر إليها الآن باستهزاء- وقد اعتادت أجسادنا الألمَ- ثم نغمض أعيننا بقوّة ونضغط على أسناننا بشدة لنتلقى الضربة، ثم بسخرية نسألها: أهذا ما عندك ؟

صمود :
أن تلعب لعبة الموت
مع الصّعاب
كما يفعل رعاة البقر في أمريكا
مسدسين ورصاصة لكل منكما
متقابلان
إمّا أن تُرديَك
أو تتعلّم كيف تتحايل
وبسرعةٍ تُرديها ...

مريم
10-16-2021, 08:59 PM
كنت نافذتي
التي عبرتْ من خلالها
جميع أوهامي المظلمة .

محمد حجر
10-17-2021, 06:22 AM
شيء ما حدث
بعد عودتي من غفوتي الطويلة على تلك الأريكة
الكائنة بالغرفة المتواضعة بالطابق العلوي من ذلك النزل الهادئ الكائن بشارع جان ريو
أستفيق على حالة من هدوء بلا مبرر في ذلك الوقت
الذي لا أكاد لنفسي مقعد فارغ لتناول قهوتي الصباحية
حتى السيدة روز البدينة لا أسمع لها صوتاً حين تنادي ذلك النادل الأسمر
الوسيم الذي أفتقد ابتسامته الجميلة
ووجهه البريء وخجله الواضح حين يعطيه احد الزبائن ما تبقى من نقود
والسيدة باريسا الشقراء لم تعد تزعجني بدقات نعلها فوق الدرج
حتى السيد أكرم تحسين الباكستاني الأصل لا يتناول طعامه كما العادة
لا أعلم ماذا يحدث ولا أحد يخبرني لأنهم ليسوا بالجوار
قررت الخروج وأنا بتلك الحالة من الدهشة إلى خارج النزل القديم
قلت في نفسي ربما أجد من يطمئنني أنه هنا يوجد حياة
وحين هممت بالخروج جاءني صوت كم جعلني في ساعادة حين سماعه
إلى أين محمد
استدرت بوجهي على عجل
إنها -- ريبيكا ابنة بائع السيارات القديمة
وتلك قصة لم تتكرر في حياتي

بادأة مختلفة

الموت ساعة والمخاض ساعة
والرحيل كما موتتنا الأولى
من ألف باب لو أرادو خيبر سيدخل الفاتحون

أحلامي كلها مسجلة فوق الورق
لا أختزل حلم ولا أعتقل فكرة
والويل كل الويل لمن يتجرأ على بنات أفكاري

مريم يامريم

أهمس لك بين الجميع
بعض الأفكار تقتلنا
إن لم نسمح لها بالعبور


سأعود

الغيث
10-17-2021, 06:56 AM
وما أكثر الأحلام التي تكتظ في درك الإنسان يا مريم
بعضها جميلا يلتحفه البياض والآخر على عكس ذلك تماما
ولندع هذا العكس فالزمن كفيل بمحوه
ولنركز على أحلامنا البيضاء التي تناغي أفكارنا ووجداننا
وكما قلتِ بعضها يتحقق والآخر يستمر في مهب الريح
مساحة جميلة يا سيدتي
سنكون هنا
لتهبط أحلامنا بسلام
أو ربما حتى نحلم من جديد
بوركت والفكرة الجميلة
>::>::

مريم
10-17-2021, 07:55 AM
كل صباح أتوسد حلماً، وأهتف بملء الصوت :
صباح الخير يا حياة
بحجم الجوع الذي يقتل بطون أطفال أفريقيا
بحجم هزيمة مقاعد الانتظار وهي تفيض بالفراغ وخيبة الوعود
بحجم الآه في معتقلات الظلم، وباحات الأقصى، وأنين الفرات ودجلة
بحجم الشجن الموجود في "وشدّي وثاقي
بخصلة شعر
بخيطٍ
يلوّح في ذيل ثوبك."
بحجم الأمل في ذهن ذبابة تحلم بالوصول إلى زُحل ..

زائرُ الفَجر
10-17-2021, 01:00 PM
موسيقى
وحُلم مُبعثر
تنهيدةُ
هلوساتٌ وحماقات
وفنجانُ قهوةِ بمذاقِ
السنينِ الحمقى
وطنُ قصيدة متقلبةُ
كما البحرُ والمطر

النقاء
10-17-2021, 01:37 PM
واي منفى يحملني الي حلمي بك ياروح الآنا
انه حلم ياخذني لشواطئ بحرك وأمواج أنفاسك
دعوني أحلم وأحلم ولو كان هناك منفى آخر
آخذ به اليه ومني اليه

أحبه كثيرًا …..

مريم
10-17-2021, 06:57 PM
اليوم وأنا منكبةٌ على قراءة حرف عزيز على قلبي -لا أدري إن كان يعرف ذلك أم لا، في الحقيقة ذلك لا يهم، إن كان حرفي عزيز عليه سيشعر ذلك دون أن أنبهه-
تمنيتُ أن أرجع إلى الوراء، إلى حيث أنتمي، إلى مكاني، وأقف على ذات الناصية دون أن أنظر إلى ناحية اليمين.. كانت ستتغير أشياء كثيرة، تسببت في حدوثها نظرة واحدة!
قرأته كثيراً، قرأت في سطورهِ الأغنية والوجع والحياة والحرية والفراق والجدران والسماء والحبّ والحرب والحلم.
أغمضتُ عيني وصرتُ أتساءل: هل سيحالفنا الحظ لنلتقي مع الأشخاص الذين نحلم بهم أم ستظل الأحلام كالكتب التي أكلها الغبار فوق رفٍ بعيد .. الكتب التي لا يقرأها أحد؟


لا شيء يسعفنا.. لا المسافة ولا الوقت ولا الخوف ولا حتى الحياة -برمتها- تسعفنا..

محمد حجر
10-19-2021, 03:21 AM
مريم يامريم

حين نكتب أحلامنا فوق الورق
تُرى كم سنكون بارعين في ايصال الفكرة؟
قديماً كنت أكثر قدرة على نحت التماثيل الطينية أو رسم الصور بقلمي الرصاص
ولا أخفيك سراً كنت جداً فاشل في اختيارات الألوان
كان عشقي للون البنفسج طاغي ومتباهي ومتفاخر
كنت أشعر بأني لم أخلق بغير هذا اللون ولم أولد غير من رحم امرأة بنفسجية
وقابلتي كانت ترتدي قفازاً بنفسجياً
حين كنت أسير بين الحقول بقريتي الصغيرة كنت لا أتردد في قطف احدى الزهرات البنفسجة
غير آبه لمن يمتلك الحقل من الجيران
حتى الفراشات البنفسجية كنت أنا ذلك القاتل المحترف الذي يسلب منها حق الحياة في كل مساء
ثم جاءت مرحلة الأبيض في حقبة أخرى من حياتي
ومع اللون الأبيض فقدت احساس الرغبة في التغيير
يقولون فلان قلبه أبيض مع أنه بلون الدم في الواقع
وفلان صفحته بيضاء رغم أنه لا أحد يمتلك تلك الصفحة البيضاء غير من سقط من رحم أمه بلانفس
كلنا قد وُضع لنا كتاب ونحن مشفقون جميعاً مما فيه

مدمن أفكار ياسيدتي
هكذا نشات وهكذا عشت
وحين أغيب ربما لأن سكناي بمنفى عقاباً على فكرة

مريم يامريم

خلف الهامش الجميل لديك
هناك صورة لإمرأة بحاجب معقود
في حالة بين البكاء والإبتسام


سأعود

مريم
10-19-2021, 05:38 AM
صباح الخير !
لكلِّ شخصٍ أعرفه أو لا أعرفه هنا.
لكلٍِ وجهٍ حزين مهجور.
لكلِّ من يكره كتب التنميّة البشرية.
لكلِّ امرأةٍ تقطع اللقمة عن فمها لأجل عائلتها.
لكلِّ رجلٍ يبكي في الخفاء؛ لأنه لا يستطيع تسديد فاتورة الهاتف لأخته أو لحبيبته.
لكلِّ من يكتب "أنتي" عند حديثه معي في لغة التّواصل وليس "أنتِ".
لكلِّ من يقول "حلوة" وليس جميلة في وصف المرأة الحزينة.
لكلِّ من يضع الضّمة على الأسماء التي تحتاج لذلك.
لكلِّ من يستخدم ضمير المتكلم في نصوصه، ولمن يلجأ لضمير الغائب؛ خوفا أن يقبض عليه أي قارئ ويجعله متهماً.
لكلِّ من يحفظ التّفاصيل، ويقدّس الحب والوحدة.
لكلِّ من لا يشعرك أنك ثقيل عليه، ويحاول أن يقول لك: أنا معك، سأبقى للأبد حتى لو رفضتني!
لكلِّ شخصٍ يحبّ ما أكتب من الحزن، دون أن يسخر مني
لكلِّ شخصٍ يحبّ سليفيا بلاث وبوكوفسكي وأم كلثوم ورباب وفيروز والعندليب.
لكلِّ من يحبّ الله في باطنه، ويكره النّفاق.
اكلِّ من يحبّ الحديث معي، وإنْ شعرتُ بأنني خائفة أو ثقيلة يقول: أكملي، أكملي، رجاء، أحبّ حديثك.
لكلِّ إنسانٍ بسيط يحاول أن يعيش يومه البائس فقط.
لكلِّ شخصٍ لا يشتم مشهوراً، كل ما يفعله أنه ينشر صوره دون أن يؤذي أي مخلوق، ويثق أنّ الكلمة تؤثر حتى لو قال الجميع: إنّه مشهور لا يقرأ!
لكلِّ من لا يجرح أي إنسان مهما كان فكره.
لكلِّ من يستخدم كلمتك المعروفة دون قصد؛ فيبتسم لأنّه تأثر بك، ويستخدمها معكَ أيضا!
لكلِّ من يميّزك بتعليقٍ أو بكلمة ما، دون أن يكترث بما سيقوله أي أحد .
لكلِّ كلمات العودة سنعود سأعود عدنا غدتُ، كلمات تبتسم لها الروح، فمهما طال الزمن من حقنا أن نعود.
لكلِّ مظلوم ومخذول ومهموم وميّت، ما زال يحاول..
لكلِّ مَنْ يدخل ساحاتك كأنها ساحاته، يعانقُ بنات أفكارك،
يكون بمثابة النجمة، تضيء لك ولا تُذكركَ بالعتمة .

ولي أنا ..

مريم
10-19-2021, 05:45 AM
أعتقدُ أنّ كل امرأة ستقول يوماً ما:
تلك التي أنا عليها اليوم ليست تلك التي كنتُ عليها البارحة.
لم تعد تستمتعُ بكونها ضحيّة في قصتها
استسلمتْ بالكامل للواقع، هذا هو النّضج
أنشأتُْ عالماً خاصاً، لا أصدقاء يبقون للأبد فيه
لا حبيب مخلص أو بالأحرى لن يكون موجوداً
فقط عائلة طيّبة مسكينة، تقضي وقتها في القراءة ومشاهدة الأفلام، يُمكنها أن تُفكّر.. وتكتب
تتخيّل أنّ لها صديقة تشرب الشّاي معها في الصّباح
تزورها في بيتها المتواضع، لا بأس ببعض الأحلام البريئة
إن كانت مأخوذة من مشاهد واقعية. سيقول لها الحلم العابر عبر المنافي: لقد تعافيتِ من الجميع ومني.
لطالما كانت الوحدة إجبارية طوال عمرك !
ثمّ انتبهتِ بأنكِ مَنْ اختارها، لقد كانت خياركِ الوحيد في هذه الحياة.. والشيء الذي يجب أن تكوني معه إلى النّهاية..



محمد يا محمد
هل يمكنكِ أن تخبرنا عن شيء حتى لو كان لا يخصك؟
مثل رسالة دون رد.. أو فكرة ضائعة.. أو تجربة ما.. تجربة رجل.. أو قصة امراة.. أو أغنية؟

على الهامش :
"العودة" كلمة من الكلمات التي تجعلنا نبتسم

محمد حجر
10-19-2021, 10:18 PM
مريم يامريم

السلام عليك حين يأتي المساء والسلام عليك أكثر حين أقرأ عنك ومنك ذات يوم يخاصمني فيه النُّعاس
هل تدرين عن الجمال حين يتفتح على السطور كما أزهار الربيع؟
ذلك شأني وشعوري
كلنا أرقام في مصفوفة سيدتي ، وجميعنا جزء من مربع كبير يشكل صورة أكثر شمولاً
قضيت نصف عمري وحيداً بين كتابي وأفكاري
والنصف الآخر كنت أسأل كيف الناس لايحلمون

الحكاية يامريم

ذات وقت كان أحدهم صديقي ولا يزال كما كان
كنت أرى الدموع في عينيه والحزن على وجهه وقسماته
عرفت من تغير أحواله أنه عاشق حتى النخاع
الرجل كان على خلاف حالي من عائلة مرموقة ولديهم أعمال متنوعة واستثمارات كبيرة
كنا بالجامعة هو بجامعة عين شمس وانا بالأزهر لكننا كنا ندرس نفس التخصص
جمعتنا الصداقات المشتركة في أحد اللقاءات الخارجية ولأن الأرواح لا يتم توجيهها تصادقنا وتآخينا
حتى حدث ما لا يُحمد عقباه يامريم
سقط صديقي في عشق فتاة رائعة الجمال بكل ما تحمل كلمة جمال من معنى
وكان الصديق مصر وجداً بإلحاح على أن يعرفني عليها
وأنا أتهرب وأتحجج بصعوبة اللقاء حتى حدث ذات يوم في الحديقة الدولية تحت أحد اشجار الصنوبر
كنا جميعاً وسط صحبة جميلة من الصديقات والأصدقاء لا اتذكر منهم الكثير نظراً لطول فترة الفراق
لأن غالبيتهم كانوا أصدقاء الأصدقاء واليوم كان مناسبة لأحدهم وهو تكفل بمصاريف اليوم
طال بنا الجلوس وتنوعت النقاشات والمشاكسات وكانت فرصة جيدة لقلمي الرصاص كي يرسم ما يشاء
ولقلمي كي يدون كل ملاحظاته في خلسة
ثم أقبل الصديق الجميل وبصحبته تلك الفاتنة من أحد أحياء القاهرة القديمة
والحق يقال قرأت وجوه الصديقات فوجدتهن جميعاً في حالة من الدهشة والترقب
وحينذاك عرفت من من الفتيات مع من من الشباب فقد قرأت الوجوه وتتبعت سهام العيون
بينما كنت أنا الوحيد بلا صاحبة ولا رفيقة
تصافح الجميع مع الحبيب والحبيبة و لأنني لا أصافح النساء لمبدأ وخصوصية عندي لم أصافحها واكتفيت بأربع قبلات على خد الصديق
افترشنا جميعاً النجيلة الخضراء بالحديقة وبدأت الحوارات والمناكشات من جديد بين الجميع
بينما الصديق اختار الجلوس إلى جواري يسألني سؤال تلو سؤال
ما رأيك بحبيبتي يارفيق؟
قلت ياصديقي حبيبتك مزعجة للدرجة التي لو أملك عليك الحق لقلت أن تنجو بحياتك ياصديقي
أهرب ولا تتوقف منذ اللحظة التي أحدثك فيها حتى يعجز اللقاء أن يجمعك معها في طريق
وتمر الأيام تلو الأيام والعشق بينهما يزداد ويتأجج
وأسمع عنه ومنه ما أسمع
حتى وصلنا للبكالوروس وقبل نصف العام تم عقد القران ومن ثم الزواج والدخول بالعروس
كان الجميع فرحون الصديق يكاد يطير فرحاً
والعروس وكل من حولها مبتهجون
بينما كنت هناك في ركنٍ قصيٍّ أراقب
لم أصدق ما يحدث ولن أصدق أن هذه المرأة ستعشق صديقي مثلما أعرف عنه لها
ولن يحمل قلبها نصف ذرة من عشق يكنه لها ذلك الحبيب المشبوب
وحين هممت بالخروج من حفل الزفاف حُزناً على مصير متوقع لتلك الزيجة المشتركة
أمسكت بيدي سيدة القصر التي تحدثت عنها في روايتي ( فتى القرية )
إلى أين يامحمد؟
قلت إلى حيث لا أدري يا أجمل من رأيت
لتقول خذني معك إلى حيث تحملنا الأقدام
ومضينا غير آبهين لمن بالحفل
وتمضي الأيام من جديد تخرجنا وتفرقنا ولكن أخبار الصديق لا تسر
تعثر زواجه وتنوعت الخلافات بينه وبين حبيبته
حتى التقينا ذات يوم عند أحد الأصدقاء
تفحصت وجه الصديق وقد تغير لا ابتسام ولا سعادة ولا حتى فرحة مصطنعة
وحين اقترب مني همست في أذنه
دعك من عشق امرأة لا تدمن رائحة عرقك يا صديقي
ستهدر مالك وتسرق عيالك وتبني ألف جدار بينك وبين أهلك وذويك

وقد كان


مريم يامريم

العشق الغير متكافئ كما التفاح الحرام
كما أخرج آدم من الجنة يأخذ بناصيتنا نحو الجحيم

مريم يامريم

إمراة ورجل بلا هامش
كما زهر بلا عبق

سأعود

مريم
10-21-2021, 07:13 PM
حين نتعرض للخذلان نفقدُ ماهيتنا، ننكسر بشدة، ونجلد ذواتنا ثم تعتاد ألسنتنا على تراتيل جديدة، نلعن فيها غباءنا وبصيرة قلوبنا المفقوءة فرغم كل الإشارات التي كانت توحي بأننا نسير إلى الهاوية إلا أننا أكملنا الطريق، نشعر وكأن مشاعرنا اغتُصِبت، فنتخذ من ثغرات نسيج وسائدنا بالوعات نصرف فيها دموعنا لينتهي بنا الأمر إما ساخطين على كل ما له علاقة بالحب أو ننتظر ببؤسٍ أنْ يمدَّ لنا شخص آخر يدًا بكفٍ حنونٍ يُنسينا شوكَ الكفِّ التي لطالما قبضنا عليها بأيدينا، وقلة قليلة تختار أن تستند على ذاتها بدلاً من أن تتكئ على قشّةٍ أخرى تذروها الرياح بعيداً في أية لحظة أو تنكسر ببساطة عندما تُثقِل الهموم أجسادنا، وحتى في وجود هذه الخيارات إلا أننا حين نلقي نظرة على أرواحنا نجدُّ دائماً شظايا الانكسارات السابقة ما تزال مغروسة في قلوبنا علماً أن نزعها يتطلب وقتاً طويلاً .


نحن نشقى يا محمد - ببساطة - لأننا نحتاج إلى كل ما هو ليس لنا.

مريم
10-21-2021, 07:47 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/163483480497711.jpg (https://up.boohalharf.com/)



دائماً،
كلُّ الأحلامِ التي حلمتُ بها؛
أصبحت لغيري.

مرّة حلمتُ بأنّ أمي سيدة في قصر
وعندها الكثير من الخادمات
وحينما استيقظتُ:
وجدتُ والدتي عاملة !

ومرّة حلمتُ بوالدي طبيباً مشهوراً
وعنده الكثير من المرضى
وحينما استيقظتُ:
وجدتُ والدي مريضاً!

ومرّة حلمتُ بحبيبٍ أبدي
وحينما استيقظتُ:
رأيتُهُ في حضنِ امرأةٍ أخرى!

ومرّة حلمتُ بأن أكون كاتبة
وحينما استيقظتُ:
أخبروني بأنّ الكلمات انتهت!

ومرّة حلمتُ بسعادة الأخوات
وحينما استيقظتُ:
لملمت عيونهن من على المخدات!

ومرّة حلمتُ بشراء ساعة؛
لأوقف قلبي عن الحركة
وحينما استيقظتُ:
توقفتْ كلُّ ساعات الأرض عن الحركة
وماتت امرأة واحدة في كل دولة!

ومرّة حلمتّ بكتابة قصيدةٍ عن الحبِّ
كتبتُها داخلي
وحينما استيقظتُ:
كانت ملكاً لكاتبةٍ أخرى!

والآن،
لم أعد أحلم بشيء
فأمثالي يجب أن يتوقفوا
-نهائياً- عن الأحلام !

محمد حجر
10-22-2021, 06:40 AM
ذكرياتنا القديمة تتجدد
ونحن من طيوفها نتودد
نشعر بها نشتاق لوجودها حتى لو كان ذلك التواجد مؤلم
أطيافٌ نُّخلقها بحياتنا
ونود لو نرسمها على تابلوه
ثم نعلقها على كل جدارٍ خالٍ من جدران قلوبنا المكلومة
وحتى تلك الكلمات المتلعثمة التي لم تخرجها الألسن
حين كان ينبغي لها أن تتحرر من هذا السجن الكبير من المشاعر الخجولة والمنهزمة
سنظل نلعنها ماحيينا ، ثم نهتف في ألمٍ من جديد
ليتنا مافعلنا
وياليتنا حين كان ينبغي علينا القبول في صمتٍ قد خرسنا
وياليتنا حين قتلتنا تلك الكرامة المزعومة أثر كلمة سمعناها دون عمدٍ
لتمنينا أن لو كانت آذاننا صمَّاء
الغفران المفقودلايعود ولا بمثله زماننا يجود
وليس أمام طوفان الفقد سد يمتنع
ولا كبسول دواء يوقف تلك الغصة المحرقة
ولا الآهة المكتومة ألاَّ تنطلق وتتحرر
ولا هذا الليث الهائج عن أن يبدي نواجذه في غضب
سنسلم يوماً لا محالة فلا وجود لمقاومة أبدية
ولا تأكيد عند الجميع لرفضٍ مُخلد

لكن أسألك يامريم
كم مرة استطعت رواية حلمك كما ورد؟
لأني فاشل جداً وذاكرتي معطوبة على الدوام
وكلما راودني حلم قلت لعله ضغث شيطان وهام

كم مرة سرقت وردة من حديقة الجيران وقابلوك بإبتسامة؟

مريم يامريم
حين ينسانا الجميع فقد نجحنا
لم نؤلم أحدهم
لم نجرح أحدهم
مُجرد عابرين بلا أثر ليتنا نكون

كان لك سؤال عن أغنية أفضلها
هذا الصباح أهديك

ياعيني ع الصبر بصوت وديع الصافي
أجمل واصدق من غناها

هنا

www.youtube.com/watch?v=aDbI4y7iwgw


سأعود

مريم
10-22-2021, 06:17 PM
هذه العشوائية المريرة التي تطالنا, هذه الأمور المطلية بالأسود التي تقترب منا بصورة مخيفة، البلاد الضيقة التي لا تتسع لنا ولأحلامنا جعلت منا أشخاصاً غير صالحين للحياة، بَنَتْ علينا جسوراً من الحرمان والقهر، جعلتنا نُسخ عن بعضنا من ملامح تعبة وشاحبة، من عدم رغبة في الاستمرار، حتى أرجلنا خدعناها بالوقوف طويلاً هكذا من دون أية فرصة بالجلوس في فسحة آمنة ! هذه التعاسة الرمادية تسحبنا نحوها، ولا شيء الآن يمكن أن يعود آمناً!

يتقاتلونَ على رغيفٍ يابسٍ
وظلالِ أحلامٍ ودمعِ اليائسين

هم يشترون بريق أعيننا
بلا شيءٍ
ويحترفونَ تشكيلَ الأنينْ

لم يبقَ شيءٌ، نصفُ قلبٍ ذابلٍ
وبقية من شمعدانِ المُطْفَئينْ

باللهِ كيفَ تصدّرونَ الليلَ
في وضحِ النهارِ
وتقتلونَ الحالمين؟!


إنها الفوضى يا محمد..
فوضى في الوقت والتفاصيل، في الظلام والنور، في الجوع والشبع، قطة تبحث عن طعام، تُنافس رجلاً يبحث عن طعامه في نفس القمامة ..
فوضى في الفرح، في الحزن، ثمة أحزان كبيرة تستقر في قاع الفرحة.. وثمة فرح بلا فرح، ينتظر وجهه ولونه.. فوضى يا محمد فوضى.. منازل كُثر ومشردين كُثر.. ملابس كثيرة وعُراة أكثر، فوضى.. أموال كثيرة، وفقراء أكثر.. طعام مرمي، وجائع يبحث!
فوضى في كل التفاصيل.. بلاد كبيرة، وسكّان بلا وطن.
لا أحد يعلم أن هذه الجراح تمتدُّ نحو أرواحنا، ولا يمكن أن تُشفى أبداً. لكن مازالت الأحلام شجرة يا محمد, ولم نزل نحاول صعودها بشقاوةْ !

محمد حجر
10-23-2021, 05:03 AM
مريم يامريم

أجمل بالعشوائية أنها غير قابلة للترتيب وأي ترتيب لها سيحدث حالة من البربرية
أجمل ما بالزهور هو عشوائية ترتيب أوراقها وهدنسة بتلاتها الفراغية فوق كأسها الوحيد
لم أجد مخلوف عشوائي مثل الوردة ونحن نعشقها هكذا

https://up.boohalharf.com/uploads/163495256691831.jpeg (https://up.boohalharf.com/)

سنبقى ممنونون لبعض الناس حين كانوا في حياتنا وحين خرجوا سنكون ممنونون لهم أكثر
أصناف من الناس نشكرهم على وجودهم بحياتنا ونشكرهم أكثر حين يغيبون
نحن نكتب لأن فطرتنا هكذا ونحن نقرأ لأن هناك شيء عندنا مازال يصرخ بأن بهذه البقعة فراغ
لا يقدر على ملئها سوى البوح ولن يستوعب ثورتها غير القلم
لسنا في سباق ولن نكون ولسنا أيضاً في صراع ولن يتم توجيه ما نكتبه نحو ذلك
فقط أكره التنطع خلف فيهقة كاذبة وإدعاءات بلا أصل
وأكره من يلبس ثوب الحكمة في حانة
ومن يدَّعي الشجاعة في بلاد خسرت كل الحروب على مدى تاريخها
أحدهم بالجوار القريب يعلم الله أنه لص يسرق وسرق وسيسرق ابداع الآخرين
ثم أقرأ له وأقرأ وأخرج ثم أقرأ من جديد ليس بداعي الفضول ولكنه كي أتعلم كيف يكون التبجح بهذا الجبروت
نحن وأنت وهو وهي وهم وهن وبعض من السيَّارة يكتبون
فيكون الناتج واحة جميلة متنوعة الأفكار لننشئ مستراح وغوطة يتنفس الغاوون فيها عطر من نوع مختلف
نحن وماضينا جزء متماسك لم ولن يفترقا حتى لو حرصنا على الفصل بينهما أبداً لن يحدث
الحياة ثلاثة أيام
يوم مضى بكل مافيه ولن يعود
ويوم سيأتينا لا نعلم كيف نستقبله
وثالث هو اليوم الذي نعيشه
يتساوى الوزير والفقير في هذا
والعالم والجاهل لا يختلفان
وهذه فوضى من نوع آخر
ولو تربيت في بيت فقير مثلي ذات يوم لعرفت ولفهمت
ذات يوم كنت أشتري مجموعة من الكتب المستعملة من سور الأزبكية بالقاهرة
حسبت حساباتي على مجموعة الكتب التي جمعتها وحين حسب البائع حسبته
كان الباقي من المبلغ 25 خمسة وعشرون قرشاً فقط
ولكن المفاجاة أن البائع لا يوجد لديه ال 25 قرش
وانا لم يتبقى نقد بحافظة نقودي وصرت في حيرة انا والبائع كيف أحصل على الباقي
فما كان من البائع غير أن اعطاني خيار أن يقدم لي كتاب نظير المبلغ المتبقي
وأنا مشكلتي أنني لا أملك المال الذي يجعلني أدفعه للباص الذي سيوصلني من سور الأزبكية حتى ميدان الألف مسكن بمصر الجديدة حيث مسكني هناك
فما كان مني إلا أن قبلت الكتاب وحملت كتبي وبدأت بالمشي على قدمي حتى وصلت هناك
ساعتان من المشي المتواصل حتى وصلت للبيت
دخلت البيت ووضعت الكتب ثم غططت في نوم عميق لم أفق من نومي إلا عند الفجر
وكان أول شيء فعلته هو معرفة الكتاب الذي أعطاه لي البائع ولم أنسى جملته حين أعطاه لي
هذه الرواية ستحتفظ بها طويلاً
كان الكتاب بعنوان سجين زندا - أنتوني هوب
رواية خيالية في مملكة خيالية
كانت الرواية الأولى المترجمة التي أقرأها في حياتي والتجربة الأجمل على الإطلاق
في أقل من ساعتي زمان أنهيت القصة وأنا كلما قلبت الصفحات اشكر البائع
وأواسي قدماي أنهما لم يتعبان لالاشيء

مريم يامريم

في حلقتي القادمة سأحدثك عن مامعنى أن تكون فقيراً بين الأغنياء
وعن كيف تكون شخص متجرد بين عصابة من الأوغاد

ومن خلف الهامش الجميل لديك

وقالت
سنبقى حبيبين رغم السفر
ورغم المآسي التي يمتطيها القدر
ورغم ورغم ورغم
ولكنني قد أبيت الرحيل
أبيت التنقل عبر الفصول
أبيت انقطاع الوتر
ومازلت اشتاق للذكريات
ومازال وجه الحنين يطل على غرفتي
فأذكر إذ عانقتني وإذ قبلتني
وقالت
سأبقى معك وأحمل كل الحقائب عنك
وأمسح عنك نزيف الهوى ودموع الجوى
وأسلمت نفسي للذكريات
وناديتها مستجيراً بعطر الحنين القديم
فلم أقض منها وطره


سأعود

النقاء
10-23-2021, 09:56 PM
يا غائبي
‏والشوق بالأوردة كأوقات الليل المظلم
‏عاتق بالسهر لنجوم الحالمين
‏قد أصبح عشقنا مكان واسع
‏مبلل بالمطر والمطر يبكينا حنينًا لرائحته لعشق لملم فيه وجودك
‏ همسة كل الأماني في حيرة على قارعة الطريق

مريم
10-24-2021, 08:36 AM
قبل كل شيء في الصباح تلتهمني الموسيقى والكلمات، وفي هذه الأوقات تحديداً تسحبني الكتابة ..
صباح الخير جداً يا محمد.. بمناسبة الحديث عن الكتب، سأحدّثكِ كيف حصلتُ على أوّل كتابٍ من مالي الخّاص.
كنتُ قد أخبرتُ صديقي ورفيق الساحة شاهد في ساحة حرب أني أسكن في الحي الفقير الذي لا تلسعه الشمس ولا يبلله المطر. من الخارج نحن بخير .. نحن بخير .. نحن بخير فقط أردد!
قال لي حينها:
"ثم يا "مريم" قد تدور عجلة الأيام على منوال متسارع أحياناً في تلك الأحياء الفقيرة، تلك التي قد لا تلسعها الشمس لكن المطر يعرف طريقه ليبلل كل شيء فيها كما سأذكر في ردٍ لاحق، وقد نفقد أحياناً في تلك الأحياء بسبب ذلك التسارع رتم القلق، وكلما تكرر ذلك التسارع قلّ الاهتمام أكثر بنوعية المشاعر التي تشعرنا بأنواع العيوب التي يخلفها ذلك القلق" .. انتظرتُ رده كما وعد لكنه تأخر قليلاً -وأنا حين تعدني الكلمات بأن تعود، لا أنسى-!
وها أنا أخبركَ مجدداً يا محمد بأنّ الشّمس لا تزور بيتي، وفي الحقيقة أنا لا أثقّ بها. لم يكن شراء الكتب بالأمر الهيّن بالنسبة لي، فأنا لم أُولد وفي فمي ملعقة من ذهب بل كانت ملعقة حديدية أكل الصدأ حوافها حتى أضحت تجرح بطانة فاهي، وأذكر أنني كنتُ مولعة بقراءة كل ما أتيح لي وما يمكن أن تقع عليه عيناي فتجدني منكبة على أعمدة الصحف، والمقالات، والكتب المدرسية والنشريات في المشافي وحتى اللوحات الإشهارية على الطرقات وكل ما من شأنه أن يُقرأ... بدأتُ العمل من الصف الأول الإعدادي، في العطلة المدرسية أخرج إلى عملي قبل أن أرى الشّمس، وهكذا كانت حياتي. عملتُ بائعة ملابس، بائعة أنتيكا وفخار، خيّاطة، معلمة لكل المراحل ولمحو الأمية، ولأوّل مرّة سأقولُ سرّاً لا يعرفه أي أحدٍ عني: عملتُ متسولة ليومين أو ثلاثة في الابتدائية دون علم عائلتي بذلك؛ لأنني سمعتُ أمي تقول بأنّها بحاجة إلى دواء ولا يمكنها شراء ذلك. -كلما عادت لي هذه الذاكرة شعرتُ بوخزة- وفي المرحلة الجامعية، كنتُ أعملُ بشكلٍ هستيري، في الصّباح أعمل ثمّ أذهب إلى الجامعة، طوال ثلاث سنوات اشتريت فقط ثوبين، كنتُ أخبئ المال لشراء الكتب، كثيراً ما حلمتُ بأنني صاحبة مكتبة. لم أستطع شراء غير القليل من الكتب.
"جبران خليل جبران" كان اسماً بوزن ثقيل يردده أستاذي في المتوسطة، كنت في سن الثانية عشر تقريباً كان يقول دومًا أنه قامة باسقة من قامات الأدب العربي فأردتُ أن أقرأ له بشدة وفي إحدى المرات بينما كنت عائدة إلى المنزل بعد الدوام المدرسي صادفتُ شيخًا يبيع الكتب على قارعة الطريق، ومن بعيد لمحتُ اسم جبران مطبوعًا على كتاب يحمل عنوان" الأجنحة المتكسرة" فرحتُ أمنّي نفسي بشرائه لكنني لم أكن أملك المال الكافي فاشتغلت بائعة متجولة للفخار لإحدى العجائز اللواتي كنَّ يمارسن هذه الحرفة، كان العمل لخمسة عشر يوماً متتالياً يكفي لتأمين مبلغ الكتاب إلا أنني وجدتُ صعوبة في إيجاد المشترين فكنتُ أطرق الأبواب، أُمارس التهريج وإلقاء الدعابات على خجل، أُحاول جاهدة عرض السلع باحتراف، حتى أترك أثراً ما في أنفس الزبائن لعلهم يرقّون لي فيشترون مني وما إن تغلق إحداهن الباب في وجهي حتى أمطرها بالشتائم في نفسي سراً ودمعاً في أغلب الأحيان، وقد أرمي المنزل بالحجارة ثم ألوذ بالفرار من شدةِ غيظي ووجعي، كنتُ لا أنسى تفقد الكتاب كلما سنحتْ لي الفرصة لأتأكد أنهُ ما زال سانحًا وما إن جمعتُ المبلغ حتى وجدتُه قد بِيع لسوء حظي، ويالها من حسرةٍ عظيمةٍ اجتاحتْ قلبي فأخذتُ أنظر هنا وهناك لعلني أجد كتاباً آخر باسم جبران ثم شرعتُ بالبكاء، فاستغرب البائع ذلك وأخذ يسألني عن خطبي وما إن حكيت له حتى وعدني بأن يحضر لي كتابا آخر باسمه. ومنحني رواية" زينب" مجاناً وكانت تلك أول رواية أقرؤها لأكتشف لاحقاً أنها أول رواية كتبت بالعربية على الإطلاق.
دعني أُخبركَ عن مغامرتي في أوّل كتابٍ اشتريتهُ بعدما ضاع كتاب جبران، "قواعد العشق الأربعون" صاحب المكتبة هذه المرة كان محتالاً، اليوم الكامل الذي عملتُ فيه وضعته على الكتاب، لا أكذب إن قلتُ لكَ كم كنتُ أشعر بالمتعة، وأستمتع بكذبه بل أريد المزيد وهو يحلف بحياة أولاده كذباً، على الرّغم من أنني أشتمُ بائع البطاطا إذا ارتفع السّعر قليلاً. أنا ثرثارة كثيراً أعتذر، ولكنني في الكتابة فقط.
أضعُ الكتاب في أي مكان، حتّى فوق الغسّالة. لا أقدّس شيئاً، أيعقل فتاة مثلي تخبئ كلماتها في أي مكان -لا يخطر على البال- أن تقدّس أي شيء؟ الكلمات موسيقى، يمكن حملها حتّى في جيوب ملابسك، أو في قلبك. أحبّ الفوضى في مثل هذه الامور تحديداً رغم أني جداً أهتم بتفاصيل الأشياء مهما كانت صغيرة-ماذا هذا التناقض- أليست هذه الكلمة كانت سبباً في حرمان "بليغ حمدي" من حبيبته وردة والحكم عليه بالسّجن والهروب إلى بيتٍ لا بيت له؟ عندي الكثير من الرّفوف كلّها للزجاج، أو كما تمنت أمي المسكينة. والدي صمم ذلك الشيء الغريب مع أساس البيت، لا يمكن إزالته أبداً؛ ولأننا لا نضع لا زجاج ولا حتّى مزهرية واحدة، أستغله في الكتب رغم محبتي الكبيرة جداً للسماء للشجر وللورد !

بالمناسبة:
أنا أمتلك أربعة جدران،
ورغيف خبزٍ وبنادول
ويداً أكتب فيها
وأتنفس
ولكنني أعيش في الحالة الخضرية الدائمة
حيثُ الموت
ولا أحد يقطع عني الماء
لأعيش حيث ينبغي أن أكون
حيثُ البيت
بيتي ..

مريم
10-24-2021, 08:54 AM
يا غائبي
‏والشوق بالأوردة كأوقات الليل المظلم
‏عاتق بالسهر لنجوم الحالمين
‏قد أصبح عشقنا مكان واسع
‏مبلل بالمطر والمطر يبكينا حنينًا لرائحته لعشق لملم فيه وجودك
‏ همسة كل الأماني في حيرة على قارعة الطريق

استمعنا إلى كلِّ الأغاني التي تحدثت عن الشوق وحرائقه، ولم يصبنا إلا أصواتهم ...
همسة :
أصواتهم رصاصة طائشة مستقرها قلوبنا !

محمد حجر
10-24-2021, 09:54 AM
صباحك ضوء وهَّاج يامريم
ولست تدرين كم كانت سعادتي حين استشهدت بكلام الصديق الجميل الذي عرفته فقط على الورق هنا
وفي مكان سابق لبعض الوقت
شاهد قبر
وقبل الخوض في حديث أقدم له التحية الصباحية
فكم يبهرني هذا الرجل الذي يمتلك ذاكرة بميثاق من الجمال

محمد حجر
10-24-2021, 11:02 AM
مريم يامريم
وبعد كل صلاة للفجر أصعد سلالم البيت بسرعة الصوت
كي أكتب درسي هنا وكأنه قد صار لي ورد يومي ألتزم به
وحين دخولي هذا الصباح وجدت نفسي شبه منفرد بصفحات المنتدى الجميل ( مدائن البوح )
فقلت في نفسي لعل السيد هادي يقوم ببعض التعديلات الفنية
ثم قلت في نفسي لعلها فرصة سانحة كي أتجول بجنبات المكان دون زحام
وجدت العديد والعديد من المشاركات والأفكار الجميلة التي لم يتسنى لي قراءتها ومعرفتها من قبل
ثم قلت في نفسي لعله خير
***
وأعود لمنفاك من جديد
يوماً ما كتبت رسالة لسيدة كانت في حياتي ولم تعود
وحتى يومنا هذا لم نلتقي وما أحسبنا سنلتقي ما حيينا
الرسالة كانت بإسم صديق ولكنها كانت بخط يدي ومن بنات أفكاري
بناءاً على طلب من صديقي هذا بداعي أن خطه غير جيد ولن تستطيع الفتاة أن تقرأ خط يده بصورة صحيحة
وصلت الرسالة للفتاة وحين عرضتها على صويحباتها كما شأن جميع الفتيات
عرفن خط يدي وبأن من كتب الرسالة هو محمد وليس ذلك الصديق
طبعاً رفضت الفتاة لأسباب لا أعلمها حتى يومنا هذا
وذات يوم كنا في إحدى وسائل المواصلات من المدينة حتى القرية
جلست تلك الفتاة إلى جواري ثم همست في أذني دون أن ينتبه الجميع
الرسالة منك والكتابة والورقة من عندك ليتها كانت منك وليس من صديقك لكان لها مكان في قلبي
صدقاً لم أنبث ببنت شفه حتى يومنا هذا
وهذا من آثار ماذا يعني أن تكون فقيراً في قرية الكل يعلمك ويعلم حتى لون غطاءك ونوع فراشك الذي تأوي إليه
ربما لديك أربعة جدران يامريم وكنت تستطيعين العمل لشراء شيء بسيط أو كما قلت مارست التسول لبعض الوقت خلسة
أما عن محدثك يامريم فقد مرت علينا أيام كنت أخشى ان أقلب كسرة الخبز قبل أكلها حتى لا أرى أن بها بعض العفن
فقر رهيب سيدتي بيت سقفه من البوص المعتق بالطمي ومغطى فوقه بأكوام القش وكميات كبيرة من الحطب
كنا إذا أُمطرنا بالشتاء لا نجد مكان نأوي إليه كي ننام كل شيء يتحول إلى شبه بحيرة
وإذا توقف المطر لا يتوقف السقف عن رشقنا بالماء كما الطير الأبابيل
ورغم ذلك كانت لدينا ام صابرة جزاها الله عنا كل خير
وأبي رحمه الله ماكان يدخر وسعاً بالنفقة علينا ما أمكنه ذلك
حتى أننا بالصيف كنا نبيع غزل البنات بالشوارع للأطفال ولا نتناولها لكثير من الوقت
ونذهب للعمل بالحقول مع الفلاحين رغم أننا لا نجيد ذلك وكانوا يرفضوننا في معظم الأوقات
عدا أخي الأكبر جزاه الله كل خير لم يقصر معنا ومع الوالد رحمه الله
ظللنا على هذه الحال وإخوة أمي رحمهم الله من كانوا يتكفلون بالنصيب الأكبر من مصاريف الدراسة الخاصة بنا
أحيانا على صورة ملابس بالشتاء وفي الأعياد ومرات على صورة اموال يعطونها لأمي بدافع صلة الرحم
ومعظم هذه الهبات كانت تؤلمنا كثيراً
ولكنهم كانوا يتفننون في تبرير لماذا يفعلون
مرة بداعي أننا نجحنا وتفوقنا ومرة بداعي قدوم العيد ومرات ومرات بأسباب ومبررات كنا نقنع أنفسنا بأنها صحيحة
كل ذلك ونحن لا نلتفت لشيء إلا للمستقبل وبأنه غداً هناك ماهو أجمل
حتى تخرج أخي الأكبر من الثانوية وذهب للقاهرة للدراسة بالجامعة
ومن هناك حصل على عمل بحكم أن دراسته نظرية ولا تحتاج لمواظبة وحضور مستمر
وقد أكرمه الله من هذا العمل الكرم الوفير
وقام بإستئجار شقة خاصة تاركاً الشقة التي وهبها له ألأخ الأكبر لأمي
وحين تخرجت من الثانوية تكفل هو بكافة مصاريفي
ولأنني كنت فاشل بالعمل بالتجارة كما كان أخي لم يطلب مني ذات يوم أن أساعده
بل طلب مني وبوضوح التركيز على دراستي فقط
وبين هذا وذاك كنت أشعر بأنني شخص مختلف من عالم مختلف جئت لدنيا مختلفة
وولدت بين أشخاص مختلفون
هادئ حد السكينة لكن عنيف بصورة لا يتخيلها بشر تصل حد الهمجية في بعض الأحيان
فقط إذا كان هناك من يتخطى الحدود بلا داع

مريم يامريم

ساد العرب رجلان من قبل
عمرو بن العاص و معاوية بن أبي سفيان
فكيف وصلوا لتلك المكانة ؟
عمرو بن العاص بن وائل أحد سادة قريش في الجاهلية
ومعاوية بن أبي سفيان سفير قريش وسيد بني أمية بعد ذلك
وبينما عمرو مولود من أم كانت تمارس البغاء في مكة
وحين وُلد عمر سألوها عن أبيه فقالت هو لإبن العاص
ولم يعترض العاص وأقر بأبوته لعمرو بل كان أشبه أولاد العاص بالعاص
لم يكن العاص فقيراً لكن عمرو بعد موت أبيه وتوزيع تركته أصبح فقيراً معدما
لا يملك غير عقله ولسانه
ولا يستند من دنياه إلا عليهما فقط فكان سريع البديهة قوي الحجة فطن كيسٌ
فقدمه قومه واستشاروه
فكان فقط هو مصدر تفوقه حيث لم يكن لديه قوة أو مال ولا عائلة تحميه
بينما معاوية كان يعلم أن لديه بني أمية
وفوق ذلك مال وجاه وسلطان
فاختار التوأدة والسكينة والصبر واللين حتى في أصعب مواقف الغضب
لأنه كان يعلم أنه إذا غضب فهناك من ينتصر لغضبه
وإذا وعد هناك من يساعد على الوفاء

مريم يامريم
ربما الفقر دواء لعلة ما كانت بنا
وبغيره لم نكن نحصل على الشفاء

ومن خلف حجاب شفيف أقول

وذو القلب الرقيق لو تأذَّى
لتعلق بذكر من به القلوبُ تطيبُ
وذو العقل لو يرضى بالرخيصِ لو تغذَّى
لعاثَ في الرُّبا فلا راعـــي ولا رقيـــبُ
وذو الهمَّة الحصيفِ لو تمنَّى
لأعتلى ظهور الخيل ولو بلغ به المشيبُ
وذو غرامٍ يبحث عنه بين النَّوى
وإن كان المقام بين الأشواكِ ، فالعيش يطيبُ

للحكاية وجه آخر

سأعود

زائرُ الفَجر
10-24-2021, 01:33 PM
أنسجُ أحلاميَ خلف سياجِ الخيباتِ
لكنني ..!
لا أحملُ مشرطَ القصائدِ لأعبر

مريم
10-24-2021, 08:30 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/163509629540922.jpg (https://up.boohalharf.com/)

في هذه اللحظات أفكر :
ما الذي يمكنني كتابته؟ لم يعد الأمر مرتبطًا بهذه " الآن" الكلمة التي تشغلني بما يحدث فيها.. أصبحتُ متورطة في كلِّ اللحظات التي مرت بنا -نحن الذين نكتب على باب الله كما يقولون- وتلك التي سوف تمر. أعني كل لحظة : الأمس، الآن، وغداً. وأنتَ تخاطب قلوبنا وعقولنا يا محمد في آن واحد، تشاركنا لحظات عشتَ تفاصيلها بحلوها ومُرها، تجعلنا نعيشها هنا في منفى الحالمين لتصبح جزءاً منا، لأنها تشبهنا أو ربما هي نحن !
عصراً استطعتُ النوم بعد تعب من الاستيقاظ المتواصل، تركتُ الهاتف وتركتُ نفسي بداخله ونمت.
الآن أجلس بصحبة ألحان " كمال الطويل" موسيقى تصويرية من فيلم المصير. مدتها دقيقتين وخمسة عشر ثانية، ولأن مدتها قصيرة جعلتها تلفُّ حول نفسها، تبدأ وتنتهي ثم تبدأ من جديد. أفعل ذلك كثيراً عندما أرفض الخروج من الحالة التي أدخلتني فيها الموسيقى.
أتعرف أنني حين أكتب أسمع صوت الآلة الكاتبة، وصوت المطر والقداحة، وأرى غيمة كبيرة من الدخان، وفنجان كبير من القهوة.. المهم أصلًا في يدي الآن كوبًا من النسكافيه السادة من دون سكر..


https://up.boohalharf.com/uploads/163509598558093.jpg (https://up.boohalharf.com/)

سطورك الصباحية يا محمد كانت تشبه ضربة الفأس، جعلتني أبحث في جعبتي عن صور طبيعية بسيطة لحياة تشبه ما كتبت.
يا إلهي ..
- ما هذه الظروف، وكم مرّ بنا الزمن؟
- وما الذي نتكبده كل يوم كي نرسم البسمة على شفاه أمهاتنا الصابرات وآباءنا المتعبين ؟
شيء ما دفعني لأضع قبلة فوق جبينهما، وأنا أتذكر ..
أتعلم كلنا كنا نُسأل هذا السؤال بالمدرسة : ماذا يعمل والدك؟ وبعد سماع هذه المهن:
رائد بالقوات المسلحة
موظف بالبنك
مدير لا أعرف ماذا
كانت تخرج من فمي مثل رصاصة :
أبي يعمل نجاراً يعملُ في ورشة صغيرة وبسيطة لأحدهم مزروع أمامها شجرة توت كبيرة والله أني كنت مدمنة على رائحة يده أدس وجهي فيها وأشم رائحة الغراء والخشب وأنتشي..

"حلم الأطفال قطعة حلوى، و ذاك طفل يبيع حلمه! -نجيب محفوظ.

الولد الصغير الَّذي يخرُج مِنْ الصباح إلى المساء لأجل أن يُوفر الطعام لأمه دُون الحاجة لأحد، الولد الَّذي يرجع إلى المنزل، خائباً، جائعاً وَفمه مُر، كان يخرُج كل يوم بعربته ليبيع الحلوى، الحلوى الَّتِي لَمْ يَذُقها يوماً !
لكن من زاويةٍ أخرى ..ذاق حلاوتها ألف مرةٍ مع كلِّ دعاءٍ من قلبِ أمه. وعلى خلافهم كانت أحلامنا دائماٍ كتب !


https://up.boohalharf.com/uploads/163509598549471.jpg (https://up.boohalharf.com/)

من الهامش المتواضع :
جميلونَ
رغمَ انكسارِ المرايا
تقاطعِ أصواتنا في الطريقِ
ورَغمْ تثاقل أقدامنا
والتواءِ القلوبْ !

جميلونَ
رغمَ الذئاب
التي في الدروبْ
ورغمَ اسودادِ الثلوجِ
التي لا تذوبْ

جميلونَ
نشبهُ وجهَ الصباحِ
وقد أبهرَ الكونَ
حينَ يسرّبُ أنوارهُ
في الثقوبْ !


مساؤك الخيرات دوماً وأبداً
عدْ محمد حاملاً معكَ حكايا الأمل

إلهام
10-24-2021, 08:39 PM
كل شيء ضئيل أمام فضاءات الروح
واعلم أن الحياة تعطي فقط، والمعطى لا اختيار فيه

مريم
10-24-2021, 08:57 PM
كنتُ أتمنى لو يكتب أي أحدٍ عني قصيدة
اعتدتُ دائماً على الكتابة من طرفٍ واحد.
أحياناً،
كنتُ أخترعُ أشخاصاً هم يكتبون لي
وأنا أعاقبهم.. لا أكتب لهم في نهاية الأمر
تخلّوا عني !
أرسلتُ لهم تهديدات
بمسحهم من مخيلتي
ويبقون في الهواء
بلا عمل
بلا مسرح الأحلام
بلا امرأة حقيقية
إنّهم بحاجتي
طوال عمري وأنا أحتاج
الآن أنا المحكمة
لكنهم تخلّصوا مني
فضّلوا البقاء بلا حياة
على العيش معي.
لكنني أكتب لمريم
ومريم تكتب لي
وإن تأخرت أحياناً في الرسائل
أُنصفُها وتُنصِفني ..

النقاء
10-24-2021, 10:11 PM
منفى الحالمين على قيد الانتظار

قد يبدو جميلاً ولكن لكل بدايةً نهاية تنتظر
ياااه كم يسكب في الروح كل الرضا
هي كذلك اروحنا مثل الطرق كل ما توسعت زاد الهلاك
وكان العمر يرجع لألف عام ماضية…..
فلا الحلم يتلاشى ولا الأمل يموت ..

محمد حجر
10-25-2021, 06:36 AM
صباحك كما عطر الزنابق يامريم

أيامنا الخوالي لم ولن ننساها ولا يوجد بها ما نخجل منه أو نخفيه
لأن هذه حقيقتنا وتاريخنا ومهما وصلنا من منزلة وتكدست حافظة نقودنا باوراق البنكنوت
سنبقى منغمسون برائحة الطين ما حيينا
يوماً ما أراد إخوتي هدم البيت القديم أو بيعه بعد أن قمنا ببناء بيتنا الكبير بواجهة القرية على طراز معماري حديث
كنت الشخص الوحيد الذي رفض البيع أو الهدم على الإطلاق
فما كان من أبي وإخوتي وأمي إلا أن خيروني بين أن أقوم بشراء البيت ودفع ثمنه نقداً
أو بيعه لمن يرغب من الجيران وكلهم أولاد عمومة
قلت لا بأس أدفع لكم ما تريدون وحكم والدي بالمبلغ المالي وكان مبالغ فيه بذلك الوقت
ولكني دفعت وأنا قمة السعادة والفرح
لم أكن حينها موجود بمصر بل كنت خارج البلاد في هذا الوقت
وكان خوفي أن أعود لأجد القرية بلا ذكريات الوحيد الذي فهمني كان أبي رحمه الله
وحتى اللحظة لا يزال هذا البيت المبني بالطمي ( الرمل المخلوط بالطين ) موجود وشامخ وسط القرية
وفي كل زيارة صدقاً لا أجد راحة وطمانينة غير بين جدرانه الآيلة للسقوط
بيوت آل حجر ليست للبيع وهذا عندي مبدأ لايقبل النقاش

لم يكن أبي فلاح بينما كنا نعيش وسط الفلاحين
بل كان يعمل بالحدادة والسباكة واحيانا يقوم بإصلاح السواقي للفلاحين
كان مشهوراً كما بقية عائلتي لذلك لم اكن بحاجة لأن أعرف نفسي لأحد بالمعهد الأزهري الذي كنا ندرس فيه
فأولاد آل حجر معروفون بين الجميع يكفي فقط أن تقول أو أقول أنا محمد حجر والبقية معروفة
شهرة وسيط كبير بين أهل القرى المحيطة ومع ذلك الفقر شديد
أقولها ولا أخجل وحتى الآن كلما قابلت زوجة خالي أو قابلتها في أي بلد خارجي أقبل يديها
وأقول لها فضلكم علينا مدى الحياة ولن نستطيع أن نفيكم هذا الجميل ما حيينا
***
لنغلق هذا الفصل من الذكريات التي لو تحدثت عنها ما توقفت
لنعود لحديث الأحلام يامريمُ

دائماً لدى الجميع حلم الرجال الباحثون عن المجد هم فقط من يحلمون
والأحلام الكبيرة لا تكون فقط إلا لمن يمتلك الإرادة الكبيرة
كلما كانت أحلامنا أكبر كانت النهايات أجمل وأرقى
الموتى فقط هم الذين لا يملكون حق الأحلام

يقول ويليم شكسبير
الحب أعمى، والمحبون لا يستطيعون أن يروا الحماقات الصارخة التي يرتكبونها هم أنفسهم

والحق يقال كم كثرت حماقاتي ونزواتي
وبصفتي شخص لم يتقن شيء في حياته أكثر من الترحال
أفضل شيء أجيده هو الرحيل وكأنه فيروس موشوم على سلم الــ dna في الخلايا الوراثية عندي
لم أرتبط بشيء في حياتي غير بتلك القرية وتلك الترعة الكبيرة وذلك القصر المهجور على مدخل القرية
الحب والرحيل عندي كمن ينظر لمرآة كلما حاول أن يقترب من ذاته تلاشت الصورة
في كل محاولة للحب عندي كان هناك ألف شوكة وشوكة تمنعني من وضع إحدى قدمي في أي طريق يؤدي بالنهاية لحبيب
ولأن الهروب أصعب رياضة في التاريخ مازلت أمارسها حتى اليوم
أكتب عن الحب حتى وأنا أكتب عن وطني المفقود
وفي المقابر وحفلات الرقص وفي شوارع الفقد وعلى أرصفة القطارات
حين جلوسي على مقعد طائرة في رحلة طويلة
وحين تكون رفيقتي أنثى سماوية أو صديق يحدث غطيط نومه جلبه لا تطاق
أكتب لأنني أشتاق وأكتب لأنني العاجز عن السير في طريق عشق لا أعلم مخاطر المضي فيه

ذات يوم سألتي سيدتي الباريسية في روايتي ( سيِّدة من باريس )؟
هل ستكتب عني يا محمد ؟
قلت لا ولكنك ستسكنين بروحك على ناصية كل حرف
وعلى رأس كل معنى ستجلسين كما أنت بخيلائك
وتترنمين في عليائك كما أردتك حين كانت قبلة التوق من شفاهك
في لحظة تماهي مع شعوري الغائب منذ عهدٍ بعيد
قالت ما أجملك من جديد ! قلت كيف وأنا من يحاكي الشنفرا ... أزمجر وأزجر كما أرى
قالت من الشنفرا ؟ قلت رجل من العرب من بقعة ينتمي لها أسلافي حيث ولد جدي القديم
ثم هاجر إلى مصر مع رحلة من التجار ، فطاب له العيش بإحدى القرى
فنصب الخيام واستوطن وملأ الدنيا شعراً وخيراً
ثم كان أبي الذي تزوج بتلك السيدة ( أمي )من بلاد فلسطين
فكنت أنا نتاج ذلك التناغم بين الأصالة والتاريخ
لا أبيع أرضي ولا أترك ثأري – فأنا الشنفرا الذي قتل تسع وتسعون من الأزد ( أصل القبائل العربية ) ثأراً لأبيه
وسأقتل من الأزد حتى يعلم أبي مَن مِن الرجال أنجب
وأعشق أرضي حتى توقن أمي بأن الأصالة في كل ذرة من كياني
وكما كان حلمها بالعودة .... سأعود ... وأجود ... وعن أرضي وعرضي أزود
وأنظر لريبيكا وتنظر ريبيكا بوجهي من جديد
تتبسم في عجبٍ ... قل ولا تتوقف فخلفك حكايا يطلبها السائرون في كل ليل
ينشدونها عند القطب الذي احدودب من نحر الزمان أثر لهاثه خلف قرص الشمس
فقالت هكذا أنتم ولكننا لا نعلم التاريخ
قلت بل التاريخ حيث أنت
من أي مدينة أتيت يا هذا ؟ فلقد آثرتني حتى بكيت
ولو علقت بك أكثر للهثت خلفك وفي كل وادٍ سعيت
قلت لو فعلتِ لمضيت ... ولكن أودية الذئاب لا تصلح للسكنى
وعن أيَّ وادٍ للذئاب تخبرني أيها الحالم؟
قلت ربما غداً يخبرك الوشاة بما كان ... ؟
والآن دعيني أراك كما أنت ... قالت فعلت وأحسنت
هذا هو الحب الذي سألتني عنه محمد حين بادرتني بسؤالك المتوقع
بالنسبة لي على الأقل ... الحب أن يكون هذا بين تاريخ وأصالة
وحامل رسالة بين جيل وجيل يحملها الثائرون متى كانوا وحين عبورهم
يتركون هذا الأثر المهيب يتخطَّفه كل باحث عن الأمل في كل أرض فقدت عذريتها
نتاج مرور ثُلَّةٌ من الحمقى و الأوغاد
نحن بحاجة سيدتي لهذا الماء المنهمر من سماء الحقيقة كي تغتسل الأرض
من تلك الخطيئة التي ابتليت بها منذ عهد بعيد
قالت في بلادي ام بلادك؟
قلت كلتاهن في شقاء ولكن ثوبكم الأبيض مرتفع شيئاً ما عن الدنس
أما نحن فمن رفعناكم بغبننا وجهلنا بالتاريخ التليد
فقالت دعك من شعور سيفنينا ويفنيكم
قلت وإني فاعل في كل حين غير أنهم لا يفتؤون عن قتلنا برهة من نهار
حتى ظننت أني في ذات حلم من المبلسين ........

مريم يامريم
لو أردت لذاتك قصيدة
فأنت كما انت اجمل من كل قصيد
ولكن قومي يجهلون

لا أعدك بقصيد
فالوعد قيد
وقد أمضيت عمري أهرب من كل القيود
ومن يدري لعله يكون قريب؟


سأعود

مريم
10-26-2021, 05:25 AM
صباحك ورد وطيور سلامٍ وأملٍ وحبٍّ ترفرف في قلبك تعرف بأنّها في مكان ينافس اتساع السماء ولا تنوي أن تبرح منه.. صباحٌ يتكئ قلبي على الموسيقى، وعيني على منفى الحالمين.

دعني أخبركَ يا محمد أنني أحبُّ الشعور الأول. وهذا ما يجعلني أكتب الآن وأبداً كالمصاب بالحمى،
منذ صباح البارحة وبعد قراءتي الصباحية لكَ في المنفى وأنا أسأل نفسي بم تفكرين الآن ؟
قضيتُ وقتاً طويلاً، أعود لأقرأ، أكرر نفس السؤال، أذكر أني نمتُ وذات الصوت يردد بما تفكرين الآن- شعور غريب يسيطر عليّ أحياناً أنام وأفكّر-
أُفكّر بوجه الدهشة الأحمر، وببرودته الآن، وبقفزةِ القلبِ الطفولية، وبعرجتهِ الآن، وبضحكةِ الروح المشاغبة، وبندوبها الآن.. أفكّرُ وأنا أقرأ حديثك عن بيتك القديم وإصرارك على الحفاظ عليه رغم كل هذه السنوات بأوراق الشوكولاة التي خبّأتها يوماً في دُرجي، لا أحبّ إلقاء مغلّفات الأشياء في المهملات، لديّ عقدة الذكريات، -قد يبدو الأمر مضحكاً أنت تتحدث عن بيت وأنا عن ورق شوكولاة-، أحبّ الاحتفاظ بالسيرة الأولى للأشياء التي أحبّها، أنظرُ إلى تلك المغلّفات القديمة وأنا أتساءل كيف أن تلك الأوراق المعبّقة برائحة الشوكولاة أغلى من سيرة الأشخاص الذين منحناهم إياها، أفكّر كيف أنّ ورقة شوكولاة مهملة تُصبحُ في لحظةٍ ما أغلى من شخص، لأنّها تُذكّرك بأنّك كنتَ إنساناً فائقاً، يقدّسُ حتّى العبق التائه في المكان، الوقت، الابتسامة، أوراق المسوّدات، الرسومات الذابلة، الإهداءات الأولى، وعلب البسكويت الفارغة، نعم لستُ حزينةً لأنني كنتُ في لحظةٍ ما تلك الطفلة المجّنحة، لكنني أحزنُ على أصابع الدهشة التي أصبحت باردةً جداً كثلج، وعلى صندوق الذكريات الذي أصبح ثقيلاً كجبل، ولم يعد فراشةً تداعبُ الروح بين الوقت والآخر

أفكّرُ في الأشخاص الذين يعيشون معنا كممثلين، أفكّر في هذه المسرحية والتي لا يكتبها سينارست، لا يتخيّل أحداثها، إنّها تُكْتَبُ وفقاً لنزواتِ من ابتكروها، لإسقاطاتهم النفسية، لعصبيتهم البائسة، لصراخهم البشع، لكنني أتساءل وهم يفعلون ذلك، ويخدشون النصَّ المسرحيّ، إذ كان بإمكانهم أن يكتبوه بشكلٍ أجمل، أتساءل: لماذا احتاجوا مسرحيةً أصلاً، ما أبشعَ أن تقف فطرتكَ الجامحة وشغفكَ المحلّق وطفولتكَ الجميلة أمام ممثّلٍ بلا إنسانية، وأن تُفرَض على ذلك النصّ، فهو لن يكتملَ بدون بؤسكَ.
وأفكّر كيف لأولئكَ الأشخاصِ أنْ يعيشوا حياةً لطيفةً مُحلّقةً وهم يسحقون الوّردَ مزهوين بنشوةِ النّصر، يخطفونَ روحكَ الحلوة متباهين بأصواتهم الجارحة.
أفكّر ُجدّاً بأننّي لا يجب أن أكون جزءاً من إكمال ذلكَ النصّ المهترئ، أفكّرُ بأنّ احتمال أنْ أُدخِلَ يدي إليه لأكتب عليه، كمن يُدخلُ موسيقى لفيروز أو سلوى قطريب وسط ضجيج عالٍ لأبواقِ سيارات متزاحمة على مفترق طرق، لن يسمعكَ أحد! أفكّر بأنّه من الرائع أنني لم أزل أستطيع سماع ذلك الجمال رغماً عن كل هذا القبح في ظلّ العالم القاسي بكلِّ أزمانه وحروبه وحصاراته.

لسنوات، ظلّت فكرة الحبّ تلحّ عليّ، تستجدي مني جوابًا لكلّ الأسئلة الّتي علّقت إجابتها عليها، حول "اختر الحبّ، الحبّ، فمن دون حياة الحبّ العذبة تصبح الحياة عبئًا ثقيلًا كما ترى"، مرّت عندي المقولة للرومي في بداية بحثي حول الجدوى من الصمود، حول العدم، وبداية بحثي حول الأجوبة، ولم تقنعني كثيراً فكرة تمحور العالم حول الحبّ فحسب، "كأنّه يدور حوله"، كذا قالت لي امرأة توفي زوجها بعد سنواتٍ من المحبّة، لم يرزقوا خلالها بالأطفال، ولم أفهم في الحقيقة، رغم محاولاتي التّمسك بالحبّ ومبدأ عدم التّرك حتى في الظّروف الصّعبة، كيف يصير شيئًا كهذا، وكيف تتمحور الحياة في النّهاية حوله، ليس حبّ الحبيب فحسب، حبّ الأهل والأبناء والأصدقاء، وكلّ منا يبحث عن إجاباته بحسب قيمة محبوبه.
لاحقًا أدركتُ أنّ أموراً أخرى تحدثُ، أدركتها حين رأيت خالتي تسلِّم قلبها في اللّحظة الأولى دون تفكير في العواقب، حين عشتُ مع صديقتي تجربتها حين لم تُشعرها الحدود بالخوف والوجل، ولم تخف البندقيّة المعلّقة على خصر جندي إن عرف، ولا من الطّائرات الّتي تمرّ فوق سماء المدينة إنْ قصفت، وكأنهنّ امتلكن فجأةً أجنحة، وأدركت أنّ الحبّ يجعل الإنسان أياً كان عمره وجنسه وبلده يطير حيث يسير الحبّ ويخطّ طريقًا أمامه، ودون مجهودٍ كبيرٍ منه.
بعد اللّقاء الأوّل، يشعر فعلًا بالأجنحة، أو لأكن دقيقة أكثر، كنت ُ أسعر وهن يتحدثن بأنه يجعلكَ تسير فوق غيمة، مثل فلّة في كرتون الأقزام السبعة، حبن كانت تقفز من الغيمة البيضاء إلى ألوان قوس قزح، وأدركتُ لاحقًا بأنْ علينا فور شعورنا بالحبِّ البحث عن التّفاحة المسمومة وإبعادها عن طريقنا، أقصد صار طريقنا. لم تكن التّفاحة سوى حواجز مادية وأمكنة ربما!!

الحبُّ ماذا ؟
أنْ نُسَرّبَ للغرفةِ المغلقةْ
كركرةَ المطرِ العاليةْ
أن نذوبَ سريعاً
وفي جفننا شمعةٌ باقيةْ
أن نجّربَ رقصةَ ريحٍ
بأحداقنا الباليةْ
أنْ نعيدَ التوازنَ للقمحِ
في السككِ النائيةْ
أن نموتَ ونعرف
أنّ قصائدنا
جانيةْ
أنْ نُكَسّرَ أقفالنا باندهاشٍ
وأن نتحولَ
كالساقيةْ
أن نمرَّ بصَخب البساتينْ
وفي الطرق الخاليةْ
أنْ نؤخّرَ دمعاتنا لو قليلاً
مع الصورِ الداميةْ
أن نقولَ لصبّارةٍ في الطريقِ
ألأ فلتكوني بنا حانيةْ !

ورغم كل ما كتبته سابقاً يا محمد، أجدني فجأة أفكرُ في شيءٍ آخر، أني سئمتُ من التّعلق، من كوني أفتح قلبي لأي أحد.. للمساكين الذين يريدون نسيان أحبتهم السّابقين، أو للذين ماتوا من الوحدة والكسل أو مَن يجعلونني بديلة لا أكثر. وأنا أدخل حياتهم بكامل إرادتي، فلا ذنب لأحدٍ إن كنتُ فتاة حزينة
لم تعرف في حياتها غير التّعب، تبحثُ عن كلمة حلوة في منتصف النّهار أو عن وردة بعد القيام بأعمالٍ شاقّة، مثل البكاء الصّامت، وفي الليل بعد البكاء أيضاً. مَن المسكين في هذه القصة؟
أنا الطفلة التي تركض وراء أي شيء يكسرني أم الذين يعرفون بمصيبتي؟

https://up.boohalharf.com/uploads/163521605716921.jpg (https://up.boohalharf.com/)

حسناً حسناً ..
هكذا فجأة أعودُ ثانية إلى منتصف الحياة، لستُ براضِيَة عنها، ولا بمحتجّة عليها. وهذا ليس بأمرٍ سيّء.. فلَم يكن ذنب الطّفولة أنّني كبرت بسرعة، تغيّرت وجهتي، ووجهي، وأصبح أكثر شحوباً وأقلّ ابتسامة، ولكنّه ذنب الجُغرافيا، هذه البقعة المنسيّة تماماً. بقدرِ ما تجمعنا سماء واحدة، كانت قد فرّقتنا هذه الأرض طويلًا.
وكلما سألتُ الحياة مرّة أخرى، لِمَ لا تعود إليّ بلحظةٍ هانئة؟ لَم أُجِب، ولَم أُحصي الأجوبة ولَم أسترسلها، لطالما كانت الأجوبة كثيرة وأطوَل من الحياة ذاتها. فنسيتُ الأمر كلّه.. وهذه اللحظة تماماً، شعرتُ بأنّني متجمِّدة داخل لَوحة غارقة في الغبار، أنتظر الشّمس لتشرق من جديد وأحلم بالقصيد فأراني في المرآة ..


ps

" عندما أخبرتهُ أن قلبي من طين سَخِرَ مني لأن قلبه من حديد.
قريباً ستُمطر سيُزهر قلبي، وسيصدأ قلبه. "

- شمس التبريزي

محمد حجر
10-26-2021, 05:45 AM
كنتُ أتمنى لو يكتب أي أحدٍ عني قصيدة
اعتدتُ دائماً على الكتابة من طرفٍ واحد.
أحياناً،
كنتُ أخترعُ أشخاصاً هم يكتبون لي
وأنا أعاقبهم.. لا أكتب لهم في نهاية الأمر
تخلّوا عني !
أرسلتُ لهم تهديدات
بمسحهم من مخيلتي
ويبقون في الهواء
بلا عمل
بلا مسرح الأحلام
بلا امرأة حقيقية
إنّهم بحاجتي
طوال عمري وأنا أحتاج
الآن أنا المحكمة
لكنهم تخلّصوا مني
فضّلوا البقاء بلا حياة
على العيش معي.
لكنني أكتب لمريم
ومريم تكتب لي
وإن تأخرت أحياناً في الرسائل
أُنصفُها وتُنصِفني ..

مريم يامريم

هل تذكرين فيلم الندَّاهة؟

https://up.boohalharf.com/uploads/163521551117951.jpg (https://up.boohalharf.com/)

الفيلم مأخوذ عن رواية يوسف إدريس بنفس الإسم ( النَّدَّاهَة )
حين كانوا يصفون من يقع بالغواية أن قد ندهته النداهة
كل من يقع في ذنب أو يرتكب حماقة ما كجريمة قتل او سرقة أو عمل يتعلق بالشرف
يقولون قد نادته النداهة
بطلة الفيلم التي قاومت كل الإغراءات حتى جاء البواب حامد ويتزوجها ثم يذهب بها للقاهرة حيث مقر عمله كحارس لإحدى العمارات الراقية
ثم يحدث أن تأخذ الأضواء فتحية وتقع بالخطيئة وكأنها قد ندهتها النداهة كما يقولون في القرية
لسنوات كثيرة لم أفهم محتوى الفيلم بكل صراحة
حتى وقعت الرواية الأصل ليوسف إدريس حين كنا بأحد معارض القاهرة الدولي للكتاب أيام الجامعة وكنت أحد المتطوعين للتوريج لإحدى دور النشر بالمعرض
عرفت عندها كيف تكون النداهة ولما كُتب وصُنعت هذه الرواية وكيف لاقت رواجاً كبيراً بين الجمهور
في هذا الوقت كنت ومازلت أمارس حق الإختلاف مع الطبيعة والبشر
أحياناً يكون الإيمان والإعتقاد بالخرافة جزء من ثقافة المجتمع
كلما كنا أكثر جهلاً كنا أكثر عرضة لسماع وشوشة النداهة
والنداهة هنا كانت رمز لشيء ما اختار المؤلف وكاتب السيناريو والمخرج ألا يفصحون به
بل تركوا حرية التفسير للمشاهد والقارئ كلاهما على حد سواء
وهنا يكون جمال الرمزية كما في فن البانتومايم
تعبير صامت وشخصيات فلكلورية من داخل المجتمع
وتشخيص يحمل حس الفكاهة أو حس التراجيديا
كل هذه المشاهدات أعتقد كان لها ولو قليل من الأثر عندي
وكان لها فضل بتصحيح بعض المسارات ولو بشكل ضعيف
فشكراً لكل صاحب فكر كان له أثر في حياتي ولو بصورة سلبية
وشكراً ملايين لك مريم فقد كان لك فضل كبير وجداً في حثِّي على الكتابة كما أنا

مريم يامريم

وقالت أذكرني عند موتك
قلت كيف لا وعندها سنلتقي

صباحك بزرقة البحر وبياض الياسمين

https://up.boohalharf.com/uploads/163521631024711.jpg (https://up.boohalharf.com/)

سأعود

مريم
10-26-2021, 06:03 AM
تشابهت الطرق علينا يا محمد حتى ظننا أن التقاطع سرّ الحياة ما بين السفليّ والعلويّ ! وتشابهت الظنون فاعتبرنا اليقين ضوءه الذي لا يطلع إلّا حين غفوتنا.
ونحن الغافلون عن وجه السماء، الهائمون في أحلامنا نحن.
نغضّ الطرف عن مغزى الحكاية، نواري سوأة المعنى مثل جهّال صغار.. نضحك نضحك على ما تبدّى من عورة الذكرى على أرصفة المنفى !
شكراً كثيراً يا محمد، أنتَ من تستحق الشكر حيثُ جعلتَ لفكرةِ الضوءِ في كل صباحٍ معنى..
أسعد الله صباحك بالرضا

محمد حجر
10-26-2021, 07:16 AM
مريم يامريم
حين يكون الجمال كلمة يكون تلقي السلام أو رده أجمل موسيقى قبل وبعد الكتابة

هل أكون أكثر صراحة لو قلت أن اللقاء هنا أصبح عندي ذا شأن كبير
لأول مرة منذ أعوام أخوض حوار ونقاش مفتوح دون خجل او كبرياء
وحيث أنني شخص يبلغ من الصراحة ما قد يصفني البعض بالمتعجرف والمتكبر
ويعلم الله بانها ليست كبر أو عنجهية لكنه شيء لن ولن يدركه من اعتاد الكذب والخيلاء
الطواويس ليست طيورا فقط ولكنها قد تكون أنثى أو رجل
الطواويس لا تخوض المعارك من اجل أنثاها بل تكتفي بفرد ريشها والمشي بغرور وخيلاء
حدثتك عن بيتي القديم يامريم وهناك ماهو أكثر لم أذكره حتى لا يتصور أحد أنني أبالغ او أبادلك حديث بحديث فما خرج من القلب مستقره القلب والقلوب دائماً تعرف الصادق من الكاذب
البحث عن الحب يامريم مستحيل لأنه لم يُخترع أداة للحصول عليه حتى يومنا هذا
هو لا يتواجد بمحاولات البحث او قراءة القصص أو سماع لحكايا العاشقين
وكم من عاشق مات دون أن يدرك عشقه
وكم من محبوبة سفحت دموعها دون ان يدري عنها الحبيب
لذلك حين نعشق من حقنا أن نقول وان نصرخ بأننا في العشق غارقون
ومن بعدها ليحدث ما يحدث وعن نفسي لا أكترث ولا اهتم بالعواقب
فما يُدريني لعل الطرف الآخر لا يعلم شيئاً عن هواي
وقد يكون هو الآخر غارق لحد بعيد في عشق شخص آخر
فلماذا أظلمه وأظلم نفسي
نحن نخطئ ونخطئ ثم حين نعلم أننا خاطئون تأتِ مرحلة التصويب
وهنا نتعلم كيف نختار الصديق والحبيب
الصديق يوماً ما من الجائز والوارد أن يتحول غلى حبيب
ولكن الحبيب لن يكون صديقاً يوماً من الأيام ولو خدعنا انفسنا ورددناه كثيراً
مريم
أن تفتحي قلبك للجميع هذه من آثار الترفع والتسامي
حسناً ليدخل من أراد وليخرج من لا يرغب بالمكوث
فقلوبنا ليست فراش ممهد بسهولة لكل من يطرق الأبواب
قلوبنا حصن منيع وحراسه خبرات تعلمناها من تجارب السابقين
وكما يقولون لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين
الحيطة والحذر واجب
لكن الحالمين لا ثوابت عندهم ولا قانون لتنظيم العشق
ليس الجميع بقادر على استلهام موسيقى المرأة
فهي لحن مختلف ينوتة سماوية لم يشدوها مطرب في أي زمان من السابقين
وهنا أستعير قول الشاعر ـــ أحمد بخيت ( الليالي الأربع )

أنا الصوفيُّ والشَّهوانُ
عَشَّاقًاومعشُوقا
أسيرُبقلبِ قِدِّيسٍ
وإن حسِبُوهُ زنديقا
وحين أحبُّ سيدةً
أحوِّلها لموسيقى
***
هل جربت أن تكتبين عن رجل كما الموسيقى؟
لا أحب الإقتباس كثيراً ولا أفضله بكل صراحة لكن وجدت ما قاله بخيت يشبه لحد كبير ما أفهمه الآن
ذات يوم كتبت قصيدة ( لماذا تُشبهيني ؟ )

أنا السجينُ بينما روحك معلقة بأسواري وزنازيني
أمرُّ بخاطري بين نجوم السماء
الهواُ ذاتُ الهواء
والفضاء ذاتُ الفضاء
تختلف اللغات وتتوافق كل الأشياء
فلماذا في بلدك وبلدي تتشابه الأشياء؟
وكما الحالُ في بلادك
يتشابه الحالُ في بلادي
فلماذا نتشابه؟
ولماذا تُشبهيني؟

مريم يامريم
في كل حديث معك أفق يمتد إلى حيث لا أدري
ومع كل شروق للشمس دفء مختلف
كان قرار صائب أن جئت للمدائن
فشكراً لمن دلك على هذا الطريق

ولهذا الهامش الجميل لديك

كما الحروف نتبعثر
فمن يلملم شوق الذاكرين
ومن يُخبر الحسناء عن ضعفي
ومن يُنشدُ الشعر أطيافاً
ليس كما أنا
بل كما الشوق حين كان


سأعود

النقاء
10-26-2021, 03:04 PM
علقت حلمي في سحابه من خيال
وهب الهوى با أطرافها وآقفى بها
لحظة
مازالت الذاكرة
متعبة مجهدة
سيطول علاجها ليكون هو شبق وقت اللحظة""

محمد حجر
10-27-2021, 06:09 AM
حين ينظر لك أو لقلمك وربما لشخصيتك المستترة خلف الكيبورد الأسود خاصتك شخصٌ ما
ثم نتيجة لحدث ما أو تواتر الأحاديث المشتركة والمتبادلة تشعر بأنه صديق أو رفيق
فأنت أمام نقطة إتزان
هنا لا يختلف الوضع بحسب تقديري وقناعاتي سواء كان من خلف الكيبورد رجل أو إمرأة
صحيحٌ جداً أن تماثل النوع رجل ورجل أو أنثى مع أنثى يكون له عامل محفز على تسريع عملية التفاهم والتعارف
لكن عندي الأمر ربما يختلف ، فعندما أتحدث من خلف كيبور مع أحد ما بالنهاية لا أراه
لا أعرف جنسه أو جنسيته أو حتى لهجته الأصلية
لذلك أنا على قناعة بأنني في هذا الموقف أتعامل مع فكر وليس مع شخص بعينه
ربما يكون كاذباً لبعض الوقت ولكن الأصل عندي هو الصدق
ربما يكون له أو لها سقطات أو نقاط ضعف لا يحب أو لا تحب اظهارها من خلف الكيبورد
وهذا حق مكفول بدستور الحرية الشخصية بين الجميع
لذلك أجد نفسي دائماً أسأل سؤالي المعتاد ـــ من أنت؟
لكل شخص يتقرب أو بالأحرى عندي الرغبة في التقرب منه
ولو بدافع اكتشاف الاخر على الأقل وفي حدود المسموح
بكل صدق كثيرون فشلوا في الإجابة البسيطة على هذا السؤال البسيط
وكم مر بي أُناس لبعض الوقت كنت أتمنى أن ينجحوا بالإجابة ولو بمساعدات خارجية
عن طريق الإيحاء مثلاً أو بنميمة مفتعلة من احد الأصدقاء ، وهنا أقبل بكل طريق يؤدي إلى اكتشاف الآخر
بالأمس جاءتني رسالة على حسابي بتويتر
فتحت أيقونة الرسائل على الهاتف
وبعد عشر دقائق لم أجد هاتفي كما كان منذ دقائق قليلة
تغيير رهيب بالهاتف وبرامج لا أستخدمها بالأساس
ثم ضياع وحظر حسابي بالفيس بوك وتغيير جذري بحسابي على تويتر
حتى أنني سألت نفسي ـــ يا أنا لماذا لست أنا؟
ولثلاث ساعات متواصلة ألهث خلف حساباتي وهاتفي حتى أمسكت بالمجرم
ولولا أني أخاف الله لفعلت به وبها الأفاعيل ، وقلت لعله اختبار يامحمد
أحياناً نحن مبتلون وممتحنون دون أن ندري
هم من الف جدار يخترقون ومن وراء ملايين الجدران سيعبرون
لا أعلم ما الذي أخذوه من عندي ولا على ماذا تم السطو عليه
ربما بعد أيام أو أسابيع قليلة تتبلور الحقائق
لكنني حين تمكنت منهم وكانوا في قبضة يدي تركت واحتسبت
لم أسالهم من أنتم ؟ بل تركت لهم مالا يجعلهم يفعلون بي ذلك مستقبلاً

وأعود من حالة الهاكر التي عشتها بالأمس
لأسألك السؤال الأصعب من وجهة نظري
من أنت يامريم؟
إذ ربما لم يسنح لي ولكثيرين غيري هنا التعرف عليك عن قرب
بالمناسبة قبل أن تجيبي
كان عندي برنامج بعنوان - قهوة عربية مع محمد حجر
لو كانت لديك الرغبة في الإستضافة
ستكونين أولى الضيوف طبعاً بالتنسيق مع صديقي العزيز / السيد هادي مدخلي
البرنامج متنوع ولا يقتصر فيه الحديث على نمط معين.

ثم هامش عندي مختلف


في سماءٍ أخرى ياليلى
تمنيت لو كان لي فيك ألف ميلاد
ثم من بعد البعث عشق ليس كما الذي يسطرون
وكأنك أنت ليلٌ
وكانك أنت صبحٌ
وكأنك أنت فجرٌ
وكأنك أنت شروقٌ من بعد غروب
وأنت ليلى كما ماء الطهور
قبل كل صلاة أذوب في ماء عينيك
كما الباحث فيك عن سفر التائبين

صباحك فيروزي يامريمُ

سأعود

مريم
10-27-2021, 12:01 PM
كلما قرأتُ مريم يا مريم شعرتُ بأنّ أحدهم يقول لي: شكراً لوجودك في هذه الحياة البائسة يا مريم، أنتِ لست بشبح.

أرى أنَّ الأسرار أنواع:
ثمّة أسرار يعرفها الجميع عنا إلا نحن. وثمّة أسرار يعرفها الجميع عنا إلا الشّخص المطلوب. وثمّة أسرار نحن من نتحكم بمن يريد أن يعرفها. وثمّة أسرار تموت معنا ونحنا ما زلنا نتنفس.. الأشياء المدفونة داخلك، هل ستبقى على هيئة حب؟ هل تحبُّ المغامرة في الكتابة، ذلك النّوع الخطير، الذي قد يعرض حياتك للموت؟!
أتعرف؟ كنت أحلم بأن أكون روائية، روائية ناجحة ومشهورة. أن يكون لي مخطوطة وحيدة، أهرب بها إلى بلاد الغرب، أو كما يدّعون بلاد الحريات، ثمّ أموت بطلقة رصاص من عنصري، أو بالبحر، أو في حادثة سرقة، أو بالانتحار، أي شيء يخطر على بالك. وتضيعُ تلك المخطوطة، بعد زمنٍ يُعثر عليها في الطرقات الخاوية. أريد الضحك من هذا السيناريو البشع والمدهش. لا أريد الآن شيئاً يا محمد، لا أن أصبح روائية أو كاتبة عادية رديئة، أريد فقط أن أكتب وأموت مثل أي إنسانٍ عادي. يكفيني أن يتوفر الحبر والقهوة في هذا العالم، وأن تتوقف هذه الحرب .
بعض الوقت نشعر أننا بحاجة إلى هدنة من المشوار الطويل الذي نقطعه على السطور.. الأمر قد يبدو بسيطاً أن ننبش في قبورنا لنستخرج ندبة أو جرح قديم.. نتهرب من فعل ذلك، ليس دائماً.

الآن هاجمتني رغبة في تذوق الحبر، كنا صغاراً حين نهانا آباءنا عن وضع القلم في الفم وعضعضته كي لا يسيل الحبر بداخله ويلوث لساننا أو أسناننا أو نصاب بالتسمم إذا ما بلعناه، لكننا بإصرار كنا نفعل دون أن نخشى من العواقب. تفاجئتُ من تراجعي عن تذوقه وفي نفس الوقت ما زلتُ أتذكر كيف هو مذاقه على اللسان.
هل فعلتَها من قبل ؟!
في أوقاتٍ مثل هذه أكتب عن أي شيء قد يكون غير مهماً بالمرة أو تافهاً بلا أدنى معنى إلا أن كتابة مثل هذه الأشياء مريحة للنفس.

والآن فعلاً.. تسألني من أنتِ يا مريم؟

أنا مريم وأشباحها -معاً- يا محمد هكذا نعتني صديق الحبر والحرب الأول في المدائن، أودُّ أن أظلَّ هكذا عالقة بين الحبر والحرب والخبز حين أجوع أكتب إليكم.. أنا أيضاً أفعلها وأطلق لقب صديق على من تجمعني بهم لحظات نزف، لا أهتم بمعرفة أسمائكم ولا أسماء أصدقائكم ولا أرقام هواتفكم أو حتى من أي بلد تنتمون. أصلاً الذين يعرفون العناوين والأرقام لا يعرفون كيف نحن ( هاتفي مثلاً لا يرن ) أنا نسيت نغمة المكالمات الواردة. حتى أني أكون في حالة إحباط واكتئاب إذا غاب صديقي -هنا- ولأني لا أجد وسيلة أخرى للتواصل أضل أنتظر رجوعه سالماً من جديد.. كلٌّ يراني كما يريد أن يراني، قد ينصدم الكثير بهذا الخبر: أنا أحبُّ التواصل بالكتابة فقط! نكتب لبعضنا كثيراً، نؤمن بالصّمت والصّدق، لا نهتم بالتفاصيل التي يعرفها الجميع عنا، نحن نعرفُ عن بعضنا أشياء أعمق بكثير؛ لذلك اختارنا القدر لنكتب لبعضنا! هذا كل ما أشعر به اتجاه مَنْ أكتب معه أو إليه ..
الشيء الوحيد الذي سأتركه لهذا العالم: "تلك السطور". لا رغبة لي محوها أو تعديل رغبتي، فيها قصة حياتي على هيئة كلمات وكلُّ ما لا يمكن أن يقال في فمي؛ نزفتهُ هنا وهناك، ورسائلي معكم، التّفاعل الإلكتروني من الذين أحبهم وهجروني أو هجرتهم. ربما ترون أنها في يوم ما قد تصل إلى نهاية الطّريق، حين يخنقنا التّعب، ويقتاتنا اليأس الشديد، حين تموت الثّمار.

وطني منفى، سمائي سوداء، الحزن والحرب تواظب على زيارة حيّنا حتى في الأعياد، عائلتي حزينة وكل أوجاع الدنيا فيها، سقف غرفتي سيسقط فوقي في أي لحظة بزمجرة طائرةٍ ما! عفواً .. لا أثق بالمواساة. أبحث عن أصدقاء يكفيني -شرط- أن يكون صديق حساس وجيّد فالذي يكتب بصدقٍ حقيقي؛ يكون صديقاً جيداً في الواقع وإن كان -هو نفسه- لا يعرف.. أحتاجُ الكتابة إليه في كل وقت، كصديق كتابة، أو قلب، لا يهم. بقرأ لي بطريقة مختلفة، ليس هو من يقرأ بالتأكيد، بل قلبه ويده..

محمد يا محمد
أنا امرأة الكهف، المرأة الوحيدة والعصريّة التي ليست بإنسٍ ولا جان، أنا شيءٌ لا يمكن تفسيره مثل تفاهة الحياة، سرقوا جلدي ذات نهار وأنا أعدّ الفطور، أبحثُ عن جلدٍ آخر لا يهمني إن كان مستعملاً.. يجب ألا يخافني أي أحد وألا أخاف مني أنا أيضاً. أنا تلك الفتاة البسيطة -يا محمد- تكتبُ السطور العادية، لا استعارات ولا بلاغة فيها، هناك من يظنّ بأنّ حياتها غامضة تخفي الكثير من الأسرار، وهناك من يراها واضحة مثل الشّمس، وكل التّخمينات صحيحة، حياتها حزينة ومتعبة، لا شيء فيها ليفكر أي أحدٍ بالتّقرب منها.. صادقة.. حساسة جداً.. ذكيّة في بعض الأحيان.. بائسة طوال الوقت، لم يكتشفها أي أحدٍ إلى الآن، أحلامها سخيفة للبعض كأن يقدّرها أي أحد. لا تحبّ المراسلات، وتخاف من التّعلق؛ لذلك قليلة التّواصل، تحبّ وحدتها وتكرهها على قدر بساطتها غرابتها وتناقضها.. إنّها حقاً بريئة، وإنْ كانت تقتل أبطالها وكل المحتالين الخاذلين في قصصها،
أعيش في حياتي على مبدأ: ألا أصدق عيني إذا رأت، ولا أذني إذا سمعت. فلو شاهدتُ امرأة الجيران في حضن صديق زوجها، لقلت: بالتأكيد، وقعت بالخطأ مثل ذبابة تسقط في فنجان الشّاي. ولو سمعتُ كلباً يعوي لقلت: بالتأكيد، هذه دجاجة. أنا لا أصدقُ شيئاً غير قلبي ويدي. في الصّباح، سأستيقظ من نومي وأنظرُ إلي، لقد كان حلماً جميلاً.. في البداية كنت أخشى القيام بهذا الأمر، أن أكون اليد الأولى التي تمتد ليس لتنتشل، لا، بل تلك التي تشد للأسفل. لا أطلق عليها اسم "مهنة" إنها أقرب من اللعنة.. أمارسها من أجل أن تلاحقني الكوابيس أو هكذا بدا لي. لم أخترها هي من فعلت كأن الأرض تناديني لأخلق لها فمًا وأحشوه بالأجساد إلا أنها أبداً لا تشبع، دائمًا ما تطلب المزيد، اعتدت على الأمر ولم تعد يداي ترتعش، قبل ذلك كانت يداي تعشق الماء، عملت غاسل للصحون، الآن غيرت دينها تركت الماء واتجهت نحو التراب - حفار قبور - يزّرق وجه البعض حين أخبرهم بما أفعله بل ويرفض بعضهم السلام باليد لأن يديّ تجلب الفأل السيء على حد زعمهم، يهربون رعباً مني يا محمد. لا يحزنني ذلك أبداً، ما يحزنني حقًا أن أزرع وردة فوق جسدٍ ميت. من ضمن كوابيسي أني رأيتُ أنَّ لا يد لي وحين سألت عن تفسير ذلك أخبروني بأن من رأى أنه ليس له يد فإنه عاشق ! وهل يعشق حفار القبور وإنْ حدث ذلك فمن هي المجنونة التي ستسلم روحها لمن سيحفر قبراً لها.


كلهم يهربون بعدما يعرفون حقيقتي
كلهم بلا استثناء، دائماً البداية سؤال
من أنتِ يا مريم ؟


على الهامش:
و بين الأغنية والقصيدة
هكذا نلتقي .
أنا، ومريم مع أشباحها، وأنتم

"صغيرتي أنا لم أقل شيئاً،
لم أقل وأبداً أبداً لن أقول
فحرصي عليكِ كحرص نفسى
على الحياة لكي تطول
فأنت في أعماق ذاتي، سر أسرار حياتي
فدعيهم يا حياتي، يا حياتي دعيهم
يفكرون، يتساءلون، يتخيلون
ولا تخافي واهدئي، واهدئي، يا صغيرتي
لا تبالي إنني، إنني يا حبيبتي
أُخفي هواكي عن العيون، فكيف مني يعرفون
حبيبتي أنا من تكون"

عقل ال عياش
10-27-2021, 01:26 PM
سافرت بك , ياترى ما المسافات التي امامي وخلفي , متى اصل عينيك سأذرع اللانهاية

زائرُ الفَجر
10-27-2021, 02:00 PM
منفيٌ هذا الرأس
لا يملكُ القدرة على البوح

مريم
10-27-2021, 02:33 PM
اعذروني يا أهل المدائن إن طال الحديث، وكثرت السطور، أتمنى أن تكون لديكم الجلادة على القراءة.
سأظل هنا مثل الكلمات الحارة والراعشة التي تسحر الروح، مثل الألحان المجهولة التي لم ينشدها أحد، الخفيفة كما الرّيح، والقديمة بقدم العالم.
أُقارِنُ بين لون عينيَّ الواسعتين المفتوحتين ولون الشجر الحزين والعميق، شعري المتموج تحت وهج الأضواء هو كالمرآة العاكسة لأشعة الشّمس، وجبهةُ كلماتي قُدّت من لوح جميل من مرمرِ صِدق، وحاجبيّ حروفي أشدّ سواداً من جناح الغراب يروي الحقيقة على لسان مريم وأوهاماً على لسان الأشباح، فقط .. كونوا لي مظلة !
قلب كبير وفراشات

مريم
10-27-2021, 02:52 PM
.

.


متابعة لحديث المنفى ..
الكاتبان محمد حجر .. والرائعة مريم ..
رائعان وخالقي

مكافأة الجمال والحضور الراقي ..

متابعة ....



نقضي يوماً ولربما أياماً خشنة
هذا ما يحدث لنا
حين يتأخر عناق الأشياء الجميلة لضواحينا
حتى تدق أبوابنا البشائر لتزهو ساعاتنا
فنتعالى عن كل سوء
و جئتِ يا بشرى
تعانقين بوح أرواحنا بكل الفرح الممكن
والسعادة المنشودة فأهلاً أهلا
محبتي وسلامي وريحان

محمد حجر
10-27-2021, 02:55 PM
كلما قرأتُ مريم يا مريم شعرتُ بأنّ أحدهم يقول لي: شكراً لوجودك في هذه الحياة البائسة يا مريم، أنتِ لست بشبح.

أرى أنَّ الأسرار أنواع:
ثمّة أسرار يعرفها الجميع عنا إلا نحن. وثمّة أسرار يعرفها الجميع عنا إلا الشّخص المطلوب. وثمّة أسرار نحن من نتحكم بمن يريد أن يعرفها. وثمّة أسرار تموت معنا ونحنا ما زلنا نتنفس.. الأشياء المدفونة داخلك، هل ستبقى على هيئة حب؟ هل تحبُّ المغامرة في الكتابة، ذلك النّوع الخطير، الذي قد يعرض حياتك للموت؟!
أتعرف؟ كنت أحلم بأن أكون روائية، روائية ناجحة ومشهورة. أن يكون لي مخطوطة وحيدة، أهرب بها إلى بلاد الغرب، أو كما يدّعون بلاد الحريات، ثمّ أموت بطلقة رصاص من عنصري، أو بالبحر، أو في حادثة سرقة، أو بالانتحار، أي شيء يخطر على بالك. وتضيعُ تلك المخطوطة، بعد زمنٍ يُعثر عليها في الطرقات الخاوية. أريد الضحك من هذا السيناريو البشع والمدهش. لا أريد الآن شيئاً يا محمد، لا أن أصبح روائية أو كاتبة عادية رديئة، أريد فقط أن أكتب وأموت مثل أي إنسانٍ عادي. يكفيني أن يتوفر الحبر والقهوة في هذا العالم، وأن تتوقف هذه الحرب .
بعض الوقت نشعر أننا بحاجة إلى هدنة من المشوار الطويل الذي نقطعه على السطور.. الأمر قد يبدو بسيطاً أن ننبش في قبورنا لنستخرج ندبة أو جرح قديم.. نتهرب من فعل ذلك، ليس دائماً.

الآن هاجمتني رغبة في تذوق الحبر، كنا صغاراً حين نهانا آباءنا عن وضع القلم في الفم وعضعضته كي لا يسيل الحبر بداخله ويلوث لساننا أو أسناننا أو نصاب بالتسمم إذا ما بلعناه، لكننا بإصرار كنا نفعل دون أن نخشى من العواقب. تفاجئتُ من تراجعي عن تذوقه وفي نفس الوقت ما زلتُ أتذكر كيف هو مذاقه على اللسان.
هل فعلتَها من قبل ؟!
في أوقاتٍ مثل هذه أكتب عن أي شيء قد يكون غير مهماً بالمرة أو تافهاً بلا أدنى معنى إلا أن كتابة مثل هذه الأشياء مريحة للنفس.

والآن فعلاً.. تسألني من أنتِ يا مريم؟

أنا مريم وأشباحها -معاً- يا محمد هكذا نعتني صديق الحبر والحرب الأول في المدائن، أودُّ أن أظلَّ هكذا عالقة بين الحبر والحرب والخبز حين أجوع أكتب إليكم.. أنا أيضاً أفعلها وأطلق لقب صديق على من تجمعني بهم لحظات نزف، لا أهتم بمعرفة أسمائكم ولا أسماء أصدقائكم ولا أرقام هواتفكم أو حتى من أي بلد تنتمون. أصلاً الذين يعرفون العناوين والأرقام لا يعرفون كيف نحن ( هاتفي مثلاً لا يرن ) أنا نسيت نغمة المكالمات الواردة. حتى أني أكون في حالة إحباط واكتئاب إذا غاب صديقي -هنا- ولأني لا أجد وسيلة أخرى للتواصل أضل أنتظر رجوعه سالماً من جديد.. كلٌّ يراني كما يريد أن يراني، قد ينصدم الكثير بهذا الخبر: أنا أحبُّ التواصل بالكتابة فقط! نكتب لبعضنا كثيراً، نؤمن بالصّمت والصّدق، لا نهتم بالتفاصيل التي يعرفها الجميع عنا، نحن نعرفُ عن بعضنا أشياء أعمق بكثير؛ لذلك اختارنا القدر لنكتب لبعضنا! هذا كل ما أشعر به اتجاه مَنْ أكتب معه أو إليه ..
الشيء الوحيد الذي سأتركه لهذا العالم: "تلك السطور". لا رغبة لي محوها أو تعديل رغبتي، فيها قصة حياتي على هيئة كلمات وكلُّ ما لا يمكن أن يقال في فمي؛ نزفتهُ هنا وهناك، ورسائلي معكم، التّفاعل الإلكتروني من الذين أحبهم وهجروني أو هجرتهم. ربما ترون أنها في يوم ما قد تصل إلى نهاية الطّريق، حين يخنقنا التّعب، ويقتاتنا اليأس الشديد، حين تموت الثّمار.

وطني منفى، سمائي سوداء، الحزن والحرب تواظب على زيارة حيّنا حتى في الأعياد، عائلتي حزينة وكل أوجاع الدنيا فيها، سقف غرفتي سيسقط فوقي في أي لحظة بزمجرة طائرةٍ ما! عفواً .. لا أثق بالمواساة. أبحث عن أصدقاء يكفيني -شرط- أن يكون صديق حساس وجيّد فالذي يكتب بصدقٍ حقيقي؛ يكون صديقاً جيداً في الواقع وإن كان -هو نفسه- لا يعرف.. أحتاجُ الكتابة إليه في كل وقت، كصديق كتابة، أو قلب، لا يهم. بقرأ لي بطريقة مختلفة، ليس هو من يقرأ بالتأكيد، بل قلبه ويده..

محمد يا محمد
أنا امرأة الكهف، المرأة الوحيدة والعصريّة التي ليست بإنسٍ ولا جان، أنا شيءٌ لا يمكن تفسيره مثل تفاهة الحياة، سرقوا جلدي ذات نهار وأنا أعدّ الفطور، أبحثُ عن جلدٍ آخر لا يهمني إن كان مستعملاً.. يجب ألا يخافني أي أحد وألا أخاف مني أنا أيضاً. أنا تلك الفتاة البسيطة -يا محمد- تكتبُ السطور العادية، لا استعارات ولا بلاغة فيها، هناك من يظنّ بأنّ حياتها غامضة تخفي الكثير من الأسرار، وهناك من يراها واضحة مثل الشّمس، وكل التّخمينات صحيحة، حياتها حزينة ومتعبة، لا شيء فيها ليفكر أي أحدٍ بالتّقرب منها.. صادقة.. حساسة جداً.. ذكيّة في بعض الأحيان.. بائسة طوال الوقت، لم يكتشفها أي أحدٍ إلى الآن، أحلامها سخيفة للبعض كأن يقدّرها أي أحد. لا تحبّ المراسلات، وتخاف من التّعلق؛ لذلك قليلة التّواصل، تحبّ وحدتها وتكرهها على قدر بساطتها غرابتها وتناقضها.. إنّها حقاً بريئة، وإنْ كانت تقتل أبطالها وكل المحتالين الخاذلين في قصصها،
أعيش في حياتي على مبدأ: ألا أصدق عيني إذا رأت، ولا أذني إذا سمعت. فلو شاهدتُ امرأة الجيران في حضن صديق زوجها، لقلت: بالتأكيد، وقعت بالخطأ مثل ذبابة تسقط في فنجان الشّاي. ولو سمعتُ كلباً يعوي لقلت: بالتأكيد، هذه دجاجة. أنا لا أصدقُ شيئاً غير قلبي ويدي. في الصّباح، سأستيقظ من نومي وأنظرُ إلي، لقد كان حلماً جميلاً.. في البداية كنت أخشى القيام بهذا الأمر، أن أكون اليد الأولى التي تمتد ليس لتنتشل، لا، بل تلك التي تشد للأسفل. لا أطلق عليها اسم "مهنة" إنها أقرب من اللعنة.. أمارسها من أجل أن تلاحقني الكوابيس أو هكذا بدا لي. لم أخترها هي من فعلت كأن الأرض تناديني لأخلق لها فمًا وأحشوه بالأجساد إلا أنها أبداً لا تشبع، دائمًا ما تطلب المزيد، اعتدت على الأمر ولم تعد يداي ترتعش، قبل ذلك كانت يداي تعشق الماء، عملت غاسل للصحون، الآن غيرت دينها تركت الماء واتجهت نحو التراب - حفار قبور - يزّرق وجه البعض حين أخبرهم بما أفعله بل ويرفض بعضهم السلام باليد لأن يديّ تجلب الفأل السيء على حد زعمهم، يهربون رعباً مني يا محمد. لا يحزنني ذلك أبداً، ما يحزنني حقًا أن أزرع وردة فوق جسدٍ ميت. من ضمن كوابيسي أني رأيتُ أنَّ لا يد لي وحين سألت عن تفسير ذلك أخبروني بأن من رأى أنه ليس له يد فإنه عاشق ! وهل يعشق حفار القبور وإنْ حدث ذلك فمن هي المجنونة التي ستسلم روحها لمن سيحفر قبراً لها.


كلهم يهربون بعدما يعرفون حقيقتي
كلهم بلا استثناء، دائماً البداية سؤال
من أنتِ يا مريم ؟


على الهامش:
و بين الأغنية والقصيدة
هكذا نلتقي .
أنا، ومريم مع أشباحها، وأنتم

"صغيرتي أنا لم أقل شيئاً،
لم أقل وأبداً أبداً لن أقول
فحرصي عليكِ كحرص نفسى
على الحياة لكي تطول
فأنت في أعماق ذاتي، سر أسرار حياتي
فدعيهم يا حياتي، يا حياتي دعيهم
يفكرون، يتساءلون، يتخيلون
ولا تخافي واهدئي، واهدئي، يا صغيرتي
لا تبالي إنني، إنني يا حبيبتي
أُخفي هواكي عن العيون، فكيف مني يعرفون
حبيبتي أنا من تكون"







مريم يامريم

لن يمُرَّ هذا دون تعقيب
قنابلك حارقة وبحرك عميق وقلمك كأنه يُجلبُ إليه وحيٌ من نوع آخر

حتماً سأعود

مريم
10-27-2021, 10:03 PM
الوقت يمشي، والذاكرة تكبر، والأيّام تلِدُ لي ذكرياتٍ جديدة لا طائِل منها سوى الوحدة والألم.. إنّها الحياة، الورطة الكبيرة!
والسّاعة على الحائط أمامَ وجهي دائماً، وعقاربها على جسدي، الوقتُ ينهش، وأنا على هَرَبٍ دائم منهُ، ولديّ من الوقت ما يكفي لأعود إلى الوراء خطوة واحدة، فهناك وقت أضعتَهُ، وهناكَ دمعةٌ أنفقتُها بخُسران، وهناك حُزنٌ لَم أعِشه، وصورٌ لَم ألتقِطها، وقصائدٌ لَم أذُقها، وفرَحٌ لَم أمارِسه، وأحلام لم أنلها بعد.
إنّها الحياة، الورطة الكبيرة، والوقتُ المُشتَهى!
إنّها الحياة، قطعةَ حلوى، والوحدة امرأةٌ عجوز، وبِلا أسنان!

ps
المرأة العجوز قد تكون هي ذاتها قارئة الفنجان في حياة حليم أو قد تكون امرأةٌ تشبهها حين قالت:
"لكنك سماءك ممطرةٌ
وطريقك مسدود مسدود
فحبيبةُ قلبكَ يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
من يدخل حجرتها
من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها
من حاول فك ضفائرها
يا ولدي مفقود مفقود مفقود"

محمد حجر
10-28-2021, 05:48 AM
مريم يا مريم

السلام عليك عند كل صباح حتى يوم يُبعثون
يوم جديد يمضي فيك ولا شيء يمنعني عن التواصل
وحين أهتف مريم يا مريم وي كأنني أتحدث إلى شخص قريب وجداً
وهذا هتافٌ لا يكون سوى للقريب
صناديق الأسرار متنوعة ومختلفة ومتمايزة.
وحين أرى الدموع منهمرة على خد شخص ما مقرب مني بدرجة تسمح لي بإلغاء كل الفواصل
لا أسعى إلا لما هو ما وراء الدموع وعن سبب سيلانها فوق الخد بحياء شديد
لا أستطيع أن أسأل أحدهم هل أنت الآن تبكي؟ وبينما هو يبكي سيكون سؤالٌ غبي تافه لا يناسب الزمان والحدث.
وحين أسأل أحدهم من أنت؟ لا أبحث هنا عن اسمه ولقب عائلته أو عمله ودرجاته العلمية
بل يكون السؤال عمَّ هُو في قعر الصندوق مستقرٌ استقراره الأبدي ولا يُخرج بسهولة حتى ينتزعه شخصٌ ما بطريقة سهلة وناعمة لا تُحدث خدش ولا تُسبب كسراً لخاطر في لحظة استرجاعنا لتلك الذكريات المعطوبة في لحظة ضعف من أيام حياتنا الممتدة مروراً بعلاقاتنا المتعددة والمتطورة سلباً أو إيجاباً.
وعن الحبر والقهوة وإدمانك لطعم الحبر كلنا جميعاً مررنا بهذه ووقعنا فيها ونتذكر وسنذكرها ما حينا أذكر أنني كنت لا أملك براية للقلم الرصاص وكنت أستبدلها بأن أمرر القلم بطريقة دائرية على جدار الفصل الأسمنتي أو أقوم بقضم الخشب بأسناني وأحياناً أكثر كان السن الرصاص يُكسر في فمي فأمضغه وأتلذذ بطعمه الحامض وكانت مشكلتي اليومية مع أخي الذي يكبرني أنني دائماً قبل الوصول للمعهد الديني بخطوات أبكي بكاءً مريراً لأنني بدون قلم رصاص ليعطيني قلمه كما هو المعتاد.
والآن فعلاً يا مريم بدأت أخرج فيك بإجابات وبكل صدق لم أجد سوى مجموعة قصاصات من صورة أبيض وأسود من طراز قديم، ولكي أجمع قطع الصورة المتبعثرة بين سطورك أحتاج لمخرج سينمائي محترف وأحد صانعي أفلام والت ديزني كي يساعدوني في لملمة تلك القطع المتباعدة.
وأنت بطريقة ما تستدرجينني كي أكتب عنك وربما لك ولا أجدني أملك خيار آخر سوى مجاراتك
ربما بإيقاع مختلف عنك ومتباطئ لحد ما لكنني أفعل على كل حال.
مريم يا مريم
وصفت نفسك بامرأة الكهف وأنا لا أعلم من هي امرأة الكهف وبقي لك عندي أن تقولين أن عدد أصابع يدك ستة باليمين والشمال وأنك تنفخين النار كما أفروديت اليونانية وأن هيراً بنت خالتك
وأن زيوس قد ترك خطيئته داخل كهف ملعون بالجبل القريب من قريتكم بسبب لعنته لأحد جدودك الأولين.
كُلهم يهربون بعدما يعرفون حقيقتي كلهم بلا استثناء، دائماً السؤال من أنت يا مريم؟
ذكرني حديثك عن حفر القبور بشيء كنت أفعله أيام الشباب كان أهل القرية ينتدبون البعض منا لحفر أحد القبور بالمقبرة الكبيرة بآخر البلد وبالطبع دائماً كان يقع اختياري ضمن هذه المجموعة
طبعاً كنت فاشل كبير بأعمال الحفر وحمل الفأس والغلق لكن كان اختياري دائماً لأن بقية الشباب يخافون الحفر بمفردهم لأننا كنا أثناء الحفر نعثر على بقايا عظام آدمية وهياكل بشرية متحللة ربما لقبور لم ننتبه لها أثناء الحفر فكان الشباب يخافون وكنت أنا الذي أقوم بنزع تلك الرفات البشرية
وحفر مكان آخر لها ودفنها من جديد ، كان الشباب يقولون كيف تفعل هذا ألا تخاف ؟
وأنا أتمتم في داخلي وهل يخشى الحي على نفسه من ميِّت بل منكم جميعاً خوفي وحرصي.
هل تعلمين أن كثير من المصريين يعيشون بين القبور وفي القبور وتحت وفوق القبور؟
وأكاد أقسم ألا أمان لحيٍّ أكثر من عيشه بين الموتى.

مريم يا مريم
استمعي لقصيدتي
كأنَّ الرَّكبَ يسلُبُني شِراعِيَا
هُنا
https://www.youtube.com/watch?v=2KhRKl-DfIU
حتى أعود

سأعود

مريم
10-28-2021, 07:05 AM
فيما مضى ومنذ وقت ليس ببعيد مطلقاً، كان لا يمكنني أن أتخيّل بأنّ لحياتي معنى، أني أريدهُ أنا ليس هو الذي يُريدني.. أن أستيقظ صباحاً مثلاً دون تذمر
دون أن أقول: صباح الخير أيّها اليوم التّعيس
دون أن أحذف يوماً فارغاً من عمري.. دون أن أكتب !

الآن تحديداً الخميس ٢٨ أكتوبر ٢٠٢١
لهذا الصباح المختلف سأكتب
صباح الخير جداً أيها العالم
صباح الخير جداً يا محمد
أسعد الله صباحك بألوان الياسمين والسماء والشجر.
لأنك نجم هذا الصباح صار لفكرة الضوء معنى .
لا تستهن بضوء الشمس.. بالسماء.. بحقول الليمون.. بالورد.. بالباعة المتجولين " أقولها على لسان سجين"

كنت أكتب كثيراً صفحاتٌ طويلة ثم أمد أصابعي لأمررها فوق الكلمات، وأتعجب من كونها ناعمة، لا تجرح، لكن حين لفظها قلبي بخارجه كانت ألعن من انتزاع شوكةٍ عالقة بين اللحم والعظم..
لا أكتب أثر الشوكة، لأنه مع الوقت يزول، ما لا يزول حقّاً هو طريقة غرسها وليس انتزاعها.

كمن يحرس سرّه يا محمد
أُغلق عيني بعد كل مرة أنظر فيها
إلى كلماتك في منفى الحالمين

محمد حجر
10-28-2021, 07:56 AM
صباحك رياحين يامريم
أحزم حقيبتي الآن
وبعد الوصول لمكتبي بمقر العمل
وترتيب بعض الأوراق
سيكون لنا لقاء

بالمناسبة إن تدخلين المنتدى من فايرفوكس أو جوجل كروم لن تظهر لك
هي تظهر فقط على Microsoft Edge | ‏Microsoft
موجودة على قناتي باليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCkjRACKxQSlPqd1kq7-TTQw

---https://www.youtube.com/watch?v=2KhRKl-DfIU--

كوني بخير

محمد حجر
10-28-2021, 10:37 AM
مريم يا مريم

ذات يوم كنت أجلس بأحد الأماكن العامة أنتظر شخص عزيز على قلبي وحين تأخر وصوله كثيراً
ذهبت إلى أحد المقاهي التي تنتشر بذلك المكان بكثرة متخذين من الرصيف مكان رائع للجلوس
ومشاهدة المارة والمناظر الطبيعية الجميلة بذلك الميدان الذي لا يُسمح فيه بمرور السيارات بكافة أنواعها
غلبني الجوع والعطش فطلبت من النادل احضار كأس من الشاهي مع شطائر من الخبز المحلى
وبعد برهة من الوقت تصادف مرور رجل وبصحبته زوجته
ما لفت انتباهي أن الرجل وزوجته كانا طاعنان في السن لحد بعيد
الرجل بصحبة عكازه لا يكاد يستطيع مواصلة خطواته
وباليد التي يمسك بها عصاه هناك كيس من الخبز معلق بساق يده
ومن خلف كتفه توجد سلة بها أنواع مختلفة من الخضروات وأغراض من البقالة
وباليد الأخرى يمسك بزوجته العجور التي كانت شبه محنية من آثار الزمان
المشهد جداً كبير ومؤثر عندي وبدرجة كبيرة وفتح الطريق لمجموعة من التساؤلات بداخلي
في ذلك الوقت الذي لم أكن قد تزوجت فيه بعد
كنت في ذلك الوقت في الثامن أو التاسع والعشرين من عمري آنذاك
سؤال أول كم هو جميل أن تجد شخص يرافقك كل هذه الفترة من حياتك
وسؤال كيف استطاع هذان الشخصان النجاة والوصول بعلاقتهما حتى هذه المرحلة المتقدمة من العمر؟
ثم سؤال أين هم الأبناء عن هذا ؟
وسؤال كيف استطاعا حتى هذا العمر الحفاظ على هذا القدر من الأناقة والشياكة وشيء من ملكة اختيار الألوان رغم انتمائهما لزمن آخر غير هذا الزمان؟
وسؤال هل ستكون امرأتي المزعومة كما تلك المرأة بمحافظتها على تلك البسمة الصافية رغم كل شيء؟

عدت من ذلك الشرود الكبير لكأس الشاهي خاصتي ومستقبلاً صديقي الجميل الذي أنعم عليَّ
بهذا التأخير
فشكراً له من هنا مرة أخرى

مريم يا مريم

قصيدتي ليست كما يشتاق السائلين
لكنها مطرٌ يغرق فيه كل السالكين
أحملها حين في قلبي
وأكتبها حين في كتابي
وأرسمها حين كأعواد المشانق
على أنصابها يُقتل المذنبين
وأنسجها رداءٌ يلتحف به بضع من مساكين
في ليل شتاءيغيب فيه الدفء
ويتساقط في دمعٌ سخين
قصيدتي لي شرفٌ أكتبها
حين كانت يباسٌ تحت جذور الغاصبين
قصيدتي رمزٌ للطهر أسطرها
على حدود لأوطان المحرومين
قصيدتي أنا وانا القصيد من ذا يحاسبني
بعد الغيم أكتبها وفوق الجبين


مريم يامريم

منفاك جنائن حدودها زرقة السماء

غصن
10-28-2021, 02:33 PM
لست المكلل بالأزهار تهنئةً
لكنْ شذاها يبث العطر من عبقي
يا زهرةً كلما رقت لأقطفها
جفت. فهاكِ الضوءَ واستبقي

مريم
10-28-2021, 07:23 PM
أهلاً محمد ..
أعدتَ لي مشهداً على طريق البحر، كنتُ مع صديقاتي نحتفل بخطوبة إحداهن، على مقربة منا كان يجلس رجلاً عجوزاً وزوجته، كان يحاول أن يشعل لها سيجارة وبفعل الهواء سرعان ما تنطفىء.. فما كان منه إلا أن أمسك عكازه ومال عليها حتى كاد أن يسقط وهو يداري الهواء بيده لاشعال السيجارة -في شدة كهولتهم ولا يستغنون عنها- المهم أن صديقتي صبا صاحت: وشخصٌ يحبني، يشعل لي سيجارتي في الستين.. قولوا آمين يا بنات 🌿
إحداهن ردت: هو حيكون ليكي نفس
أنا قلت: تفتكري حنعيش لحد الستين؟
وما أن التفتُ إليهن إلا وعيونهن تكاد تقفز لتغتالي
صاحت بي صبا: قنبلة تفاؤل أنتِ ارحمينا واسكتي.

كأن العيون على الرصيف بعد الستين تقول، أنتَ قبطان الشّاطىء الوحيد، ورمل الشّاطىء حارّ ولاسع، وأنا أريد أن آتي معك، خذني معك لأغفو تحتّ الغيم، فوق خشب السّفينة مهما كان قاسيًا، حيث لا مكان آمن أكثر منه.
بالاهتمام والاحتواء والتفاهم ثمّ بالمحبّة، يمضي العمر بخفّ الريشة، ولولا المحبّة التي أساسها الثلاثة ما كان لنا أن نكون.

جدي لم يعش بعد جدتي طويلاً، بين وفاته ووفاتها أربعين يوماً، أخبروني حينها أن روحه معلقة بروحها فأبت أن تستمر في حياة لم يكن له أثرٌ فيها.
هذا الالتصاق والاندماج فوق كل المسميات، ورغم ما واجهوه من حجارة متناثرة على الطريق بل هي أشد وأقسى إلا أن الاستمرارية غلبت، كل ذلك وتأتي مريم لتقول: لا أؤمن بالبشر !!



٭٭٭


على الهامش المنفي:
ثمّة قصيدة تشبه الرّصاصة
ولكنها تعتمد على قائلها
قد تقتلك وقد تنقذك من موتٍ يداهمك!

مريم
10-28-2021, 07:36 PM
يأتيكَ اللّيل مثل مطرقةٍ فوق الرّأس، وشاحنةٍ فوق القلب.. فأهربُ مني إلى منفى الحالمين، سأحلمُ مجدداً: أنْ أصحو لأسمع أخباراً جديدة:
عن لصٍ قتل امرأة عشرينية بدافع السّرقة، وليس بدافع الشّرف !
عن امرأة تضع وشماً على صدرها، دون اتهامها بالانحطاط والعهر!
عن رجلٍ يُساعد عائلة فقيرة سراً، دون أخذ صورةٍ وتحميلها على "مواقع التواصل الإجتماعي"!
عن حبٍ متبادل دام لسنةٍ واحدة على الأقل دون أن تجور عليها المسافات، ويظلمه البشر !
عن عجوزٍ مات بنوبة حزن وليس بخطأ طبي !
عن ضرورة زيارة الطبيب النّفسي، إذ أصبح في بلدنا مثل طبيب السّكري والضّغط !
عن سرير النّساء الوحيدات في الليل، إذ صار ينام فيه مَنْ تقاسمه الروح والمسكن !
عن قبرٍ لا تدفع عليه ضريبة موتك !
عن حديقةٍ تزورها الفتيات العاطلات عن العمل؛ لأجل الترفيه، دون دفع رسوم الدّخول !
عن رجلٍ يبكي أمام نافذة غرفة العمليات على امرأته التي
ستولد !
عن أصدقاءٍ تقبلوكَ بِفكركَ المُختلف وإنْ كان ضد مبدأهم !
عن عالمٍ لا يسخرُ من جسدكَ، أو صوتكَ، أو عمركَ، وظيفتكَ، أهلكَ، بلدكَ، وكلك !
عن مسح مقولة سارتر: "الجحيم هو الآخر"!

هادي علي مدخلي
10-29-2021, 01:52 AM
وماذا نعمل حينما
يعتصر القلب
ألم شديد
ونجيب والكذب يعتلينا
لا شيء

محمد حجر
10-29-2021, 06:23 AM
مريم يا مريم

جمعتك بخير وصباحك سعادة
أحد المارة يلقي باقة ورد وأنا أسعد الحاضرين
لأيام كثيرة كنتُ أُمني نفسي بحلم
كيف بي لو كنتُ أميراً من أمراء الحواديت
هل تعلمين أنه لم يخطر بي شيء من أمور الحكم ونشوته
لم أحلم بأميرة أحلام
كان حلمي أن أطير بينما قدماي ثابتتان على الأرض لا أعلم كيف يكون حينها الطيران؟ لكنني كنت أفعل
وكنت أحلم وكنت أركض دون ان تلامس قدماي الأرض
وعلى الرغم من أنني شخض أزعم وقد يصفني البعض بالمنضبط إلى حدٍ ما
حين أصادق شخص وأطمئن إليه أتحدث معه بعفوية ودون خجل في أصعب الأوقات
أحب أن أوضح للأعمى بأنه لن يستطيع أن يرسم لوحة لوجه امرأة جميلة يوماً من الأيام
وللأصم بأنه لا يجيد الغناء
وللأبكم أنه عاجز على بلوغ مناط الفصاحة بين الخطباء
لبعض الوقت أثناء الدراسة بالمرحلة الثانوية
كان صوتي عذب ولساني فصيح وأنا من يكتب معظم الكلمات الصباحية لطاقم اشراف الطابور الصباحي
وفي حفلات نصف العام كنت من يلقي ويكتب كلمة الطلبة وغالبية الأحيان يناقشني مدرسو اللغة العربية
في سلاسة أفكار كلماتهم التي سيلقونها بالإحتفالية
وذات يوم قصدني أحد المدرسين لكتابة كلمة سيلقيها أحد الطلاب في مناسبة كنت جداً شغوف على الظهور فيها
ولكن هذا الطالب حظي بها لأن أباه الذي يترأس مجلس المدينة ذاك الوقت سيحضر وسيقوم بالتبرع بمبلغ محترم لترميم سور المعهد
كان الفتى ألدغ في حرف السين والراء لديه شبه مختفية
اقتنصت الفرصة ولم أترك كلمة تناسب الموضوع بها هذين الحرفين إلا ووضعتهما بالكلمة
وبالطبع أخفيت الكلمة حتى قبيل موعد القائها بقليل
وحين بدأ الفتي بقراءة الكلمة تعالت القهقهة والسخرية بين الجميع
بالطبع لم يمر الأمر مرور الكرام فقد نلت حصة كبيرة من التوبيخ من السادة المدرسين وعميد المعهد
ولكن الأمر قد مر وحققت انتقامي من كل متسلق يستغل غيره لتحقيق مجد لا يستحقه ولم يعمل للوصول إليه عملاً جاداً مثابراً.
لا أعلم يامريم لماذا أثرثر معك هكذا اليوم ؟
أحيانا يكفينا حين نكتشف أن بأحدهم شيء لايناسبنا أن نؤثر الصمت الطويل وكثيراً ما أفعل
ربما أصمت لأيام وشهور وربما لسنوات حتى يتلاشى كل شيء وأنسى او يتراجع الشخص الآخر عن خطأ
ربما لم يرتكبه عن قصد ولكن الصمت فرص للجميع كي يدرك
ايه يامريم
لقد قاطعت أبي لخمس سنوات متواصلة لم أتحدث معه أو أجلس إلى جواره بمكان
فقط لخطأ ربما هو لم يقصده أو يفعله عن عمد
لكنه حدث وأنا فعلت وهجرت وكان الحديث بيننا بالواسطة عن طريق أمي أو عن طريق إخوتي أحياناً
وفي القرارات المصيرية كان عمي من يتكفل بهذه الأمور
هو لم يكن صمت بمعناه الظاهر بل كان هروب كبير مني علمت في نهاية الأمر أنني كنت أستحق أكثر من هذا
لكنه حدث على كل حال

مريم يا مريم

حين يكون الصمت أغنية
فالدموع هي القصيدة


سأعود

مريم
10-29-2021, 06:43 AM
إن كان ما فعلته يرونهُ لؤماً فمرحى للؤم من أجل أن تأخذ حقك ولا تتنازل عنه قيد أنملة.. يواسيني حديثك الصباحيّ أهرب منه إليه إلى منفى الحالمين، عالمنا الظمآن .
أسعد الله صباحك يا محمد تجلس فيه على حافة الضوء، وهذا صباحٌ آخر يُلقم الحياة -كنورسٍ- للذين يأكلون فتات الموت كل يوم..

شكراً لأنك لا تُخطئ العنوان، وفي كل مرة تعود.
>::

محمد حجر
10-29-2021, 06:53 AM
إن كان ما فعلته يرونهُ لؤماً فمرحى للؤم من أجل أن تأخذ حقك ولا تتنازل عنه قيد أنملة.. يواسيني حديثك الصباحيّ أهرب منه إليه إلى منفى الحالمين، عالمنا الظمآن .
أسعد الله صباحك يا محمد تجلس فيه على حافة الضوء، وهذا صباحٌ آخر يُلقم الحياة -كنورسٍ- للذين يأكلون فتات الموت كل يوم..

شكراً لأنك لا تُخطئ العنوان، وفي كل مرة تعود.
>::


بعض البدايات قد تركض نحو النهاية
لكننا نستخدم الريموت كونترول كي نبطئ بعض اللقطات
لأننا نخشى هروب بعض التفاصيل
هنيئاً لي وللمدائن بك مريم

صباحك كما أحب دائماً

فيروزي يعانق ضوء الصباح

https://up.boohalharf.com/uploads/163547958358231.jpg (https://up.boohalharf.com/)

مريم
10-29-2021, 07:31 AM
أنتَ مسؤول عن هذه الثرثرة يا محمد، فصورة كهذه أمام البحر، تدفعني لذلك ..

كنتُ في الخامسة ربيعاً حين أهداني جدي دمية صوفيّة بثوبٍ أزرق تفوقني طولاً، كنتُ أقضي بصحبتها يومي المَرِحْ.. وأشاركها الفراشَ أضعها بقربي وتختلط جدائلي مع جدائلها، عوضتني عن افتقادي لوجود الأخت.. ثمّ كبُرتُ فأصبحت في العاشرةِ، وطالت قامتي أطول من لعبتي.. استبدلتُ الدميةَ بأرجوحة... علّقتها عند شجرة التين في دارِ جدي حيثُ كنا نسكن، كنتُ وصديقتي "أليس" نتبادل الأشواط عليها، وتعلو ضحكاتنا بعيداً... أبعد من قمة الشجرة، كانت جدتي تنهاني حتى لا أسقط، وكنتُ أزيد من سرعة الأرجوحة، مرضتُ لأيام ولم أزر أرجوحتي ولا الشجرة، قالت لي يومها اشتاقتكِ الشجرة، كلما حدقتي فيها أكثر تصبح خضراء أكثر، إنها دون عينيك بلا لون.. كبرتُ أكثرَ وطالت قامتي.. حتى بلغت الأربعة عشر عاماً..
استبدلتُ الأرجوحةَ بصندوق أساورَ ذهبية وعُقدٌ لؤلؤي وفستان أزرق، وأصبحتُ صديقةً صدوقةً للبحر القريب، كنتُ ألفتُ انتباه فتيات الحيّ عندما أنزل الشارع الطويل الذي ينتهي إلى البحر مردتية الفستان الأزرق وأتباهى أمامهن كما تتباهى الأميرات.. كانت عيناي تلمع مع تلك الأساور وأحببتها كأنها أغلى ما أملك.. حتى أنّني رفضت طلب "أليس" عندما أرادت استعارة مجوهراتي لأنّني أخاف عليهم الضياع..
سنينٌ.. سنينٌ.. سنينٌ..
كبرتُ.. بهتت الأساور.. صَغُرَ الفستان..
بلغتُ العشرين ربيعاً
استبدلت الأساور بالكتب..
ثلاثة.. أربعة.. لربما عشرات الكتب ! وبدأت القراءة..
كلَّ يومٍ أقرأ.. في السرير.. تحت شجرة التين.. على البحر صديقي الحبيب.. في كل مكان !
حتى تغيّرت مفاهيمي كلها، قرأتُ كيف أتعامل بلباقة.. قرأت عن الاحترام، عن الصدق، عن الحزن الذي أعيشه ويعيش فيّ، عن السلام والحرب.. قرأتُ عن الحبّ. عن اليُتْم.. عن الغربة... عن الخوف..
الغريب في الأمر أنني عندما قرأتُ.. توقفت عن الكِبَر.. لم أكبر.. لم تطلْ قامتي حتى! على عكس السنين السابقة..
أدركت حينها أنّ عقلي هو من كَبُرَ..
في السابق.. كنتُ لا أعرف شيئاً عن الحياة سوى وجعي وغربتي أنا، أما عندما قرأتُ تعلّمتُ الإيثار.. كيف أُعطي بلا مقابل.. تعلمتُ "سعادة العطاء".. أن تزرع في قلب أحدهم أثراً طيباً دون مقابل كما نفعل هنا في منفى الحالمين.
كان للكتب مفعولها السحريّ فقد أعطتني جناحين طفُت بهما كل العقول والأفكار.. والآن معظم كتبي مع صديقتي" أليس" كي تتعلم وتكبرُ مثلما كبرتُ أنا.

على الهامش :
كانت صورة بريئة جدّاً وهم في منتصف البحيرة,
ربّما لأنَّ الماءَ كان يبدو بجانبهم كطفل !

محمد حجر
10-29-2021, 08:00 AM
مريم يا مريم

هل قال لك أحدٌ يوماً بأنك بطعم التوت؟
إن لم يكن قالها آلاف سأسمعها لك كل ساعة
ربما لاتعرف الأنثى طعم الأنثى
لكن أوراق التوت المتمسكة بغصنها حتماً ستحزن
حين تعلم يوماً أن ثمرة كالتوت لم تحظى بك بشفتيك ذات يوم
هل شاهدت يوماً فيلماً تسجيلياً لرقصة البجع على قمة جبال الأنديز؟
حتماً ناشيوناك جيوكرافك أسعدتني بتلك المشاهد الخيالية
حين تمتزج الموسيقى مع حركات البجع في تلك البحيرات الملحية
البياض والغيام يمتزجان
لم أعرف إبداع لتشايكوفسكي أكثر من هذا
من أين عرف أن البجع يرقص؟ لست أدري
لكنه عرض تاريخي يحدث في كل موسم للتزاوج

مريم يا مريم

حين تصبح الذكرى حروف من الموسيقى
حتما هناك لحن بين السطور يصرخ لكنه في خجلٍ يتوارى
وإذا كان محمد هو مجرم الحرب الذي أطلق ثرثرتك
فذلك ذنب سأدعو الله ألا يغفره
وسأمارس خطيئتي كل صباح وبعد الظهر وقبل الغروب وفي آناء من الليل لو كنت أستطيع


مريم يا مريم

ربما يأتِ السيلُ من أعالي أودية ظنناها قد جفَّت
لا نعشق الماء للماء
لكن لأن الخلايا كُتبت بماء
ورُويت بماء
ثم سقطت من السماء
ثم كان سريانها جداول وأنهاراً
ونحن نمارس الظمأ في كل حين


سأعود

مريم
10-29-2021, 03:46 PM
اوووووه أخجلتني بحق يا محمد، ولستُ أدري من أين أبدأ،
السماء بعيدة.. لكنّها تصبح قريبة، تعانق الأرض فقط حين تمطر ..
الجمعة ٢٩ أكتوبر 2021

حسناً حسناً..
أكتبُ لكَ الآن وأنا أطهو لأبي الحساء وأشرب القهوة وأستمع لفريد الأطرش -الأغنية التي أدمنها جديّ في صغري-. التقطتُ صورة، لم أكن فيها سأخبرك عن السبب في آخر الحديث، أنا أكتب أحياناً دون ترتيب خاصة وأنا في وضع كهذا !
تذكرني -من جديد- بشجرة التوت يا محمد، أحبُّ الاعترافات الناعمة كاعترافي في ساحة حرب حين أخبرتُ الصديق شاهد عن شجرة التوت التي كانت أمام ورشة عمي. لتلك الشجرة ذكرى سيئة عندي، لكني شعرتُ اليوم أنّ عليّ التصالح معها بعد كلِّ هذا الزمان.. شكراً محمد جعلتني في يوم الجمعة الفضيل أتفقد بدعائي شخصاً كنتُ قد أحببتهُ وسرقتْهُ الأيام ثم الموت مني، كلنا نفنى ويبقى الحبر وشجرة التوت صامدة ما لم يأتِ أحدهم ليغير ملامح الطريق بدعوى الترميم أو البناء. .
بالمناسبة في حياتي كانت شجرتان من التوت، في بيت جدي كانت أشجار زيتون أيضاً وليمون وشجرة توت، لم يحالفني الحظ أن أتذوق طعمها، لم أكن على وفاق معها للسبب الذي ذكرتهُ في الساحة في أول انهمارٍ لي هنا.
المهم أني رغم ذلك حزنتُ عليها حزناً شديداً لأنها كانت الشجرة الوحيدة التي اقتلعَتْها الحكومة آنذاك بحجة توسيع الشارع وأنَّ مكانها مقتطعٌ من رصيف الشارع الذي يتوجب توسيعه وتعبيده، ورغم سعادة أهل الحي أخيراً سيتخلصون من الشارع الرمليّ وسيتعبد فتسهُل حركة المركبات والأقدام إلا أنْ قدمي التي كانت تتسخ وتنغرس فيه حتى الآن لا تزال تعاتب الأرصفة وترثي شجرة التوت حبيبة الأجداد، وكأني أشهد دموع جدي ساخنة مالحة تنهمر للتو.

أحب الرسائل الطازجة، تلك التي تأتي من المطبخ أحياناً، تُعحبني الصور أيضاً.. إلا أنني حين يتعلق الأمر بالتقاطها فأنا أحب أن تكون الكاميرا في يديّ، أحب أن أقف خلف الكاميرا وليس أمامها، أصورُ أشياء كثيرة أحياناً:
الطريق
الحجر
الشجر
البيوت القديمة
الورد
السماء
والبحر ...
وعندما أعود للبيت أكتشفُ أنني لم ألتقط لنفسي صورة بجانب شجرة أو حجر.. بالعادة أنسى وجودي - ربما - أو أنني أحب للأشياء أن تكون وحيدة لا يد معها ولا قدم.
الآن أفضل العودة للحديث عن الصور، كان لدى جديّ صندوقاً كبيراً ممتلئ بالصور، أعياد ومناسبات، وحتى من دون أي مناسبة والله، جدتي بملابس البيت، وجدي بجلبابه الفضفاض وسيجارته، كنت أتفقد الصور بنفس المكان الذي التقطت فيه بفارق خمسين عامًا على الأقل قبل حتى أن يفكر أبي في الزواج، وفي نفس المكان رأيت أبي شاباً على الخيل.. كان جديّ يتقمص دور الحكاء في ليالٍ كثيرة كان يحكي لنا عن تنقله من أجل لقمة العيش، عن الهجرة وحكايا الغربة والعودة، وصيد الأسماك، أحب الصور وأحب توثيق اللحظات لكنني لم أدمنها مثل جدي وأبي كانا يلتقطان الصور في كل الأماكن ومع كل الأشياء حتى مع الدبابة ومع زملاء الحرب، لكن عتبي الشديد أنه لم يلتقط صورة لشجرة التوت قبل فقدانها !!

على الهامش :
يا دنيا عندي أمل نرجع ونقطفها
متفرقيش فى قلوب بتحب
ولا تحرميش حبيبين من حب
يا إتصبريني على الحرمان
يا إترجعيلي ليالي زمان
ليالي جميلة.. ولكن قليلة
حكاية غرامي.. حكاية طويلة

على هامش آخر:
كلُّ من يذكر كلمة "الشجرة" أو "الغرفة" أو "اليد" يكون خلفه قصة، أشبه بلوحة تحتاجُ للتحليل.

محمد حجر
10-29-2021, 04:21 PM
ههههههههه
هلا مريم
أسعدني حديثك هذا المساء
لكن عندي رجاء
هل أستطيع الإستمتاع بحديثك دون مقاطعة
ربما أكون فاشل في أشياء كثيرة
لكني على يقين أني مستمع جيد وجداً
فما هي حكاية غرامك يامريم؟

أسمع وأنصت في آن

مريم
10-29-2021, 04:31 PM
ههههههههه
هلا مريم
أسعدني حديثك هذا المساء
لكن عندي رجاء
هل أستطيع الإستمتاع بحديثك دون مقاطعة
ربما أكون فاشل في أشياء كثيرة
لكني على يقين أني مستمع جيد وجداً
فما هي حكاية غرامك يامريم؟

أسمع وأنصت في آن

اسم الاغنية يا محمد حكاية غرامه لفريد
ههههههه
لكن لا بأس مادمتَ تحب الحكايا سآتي لك بواحدة
أنت تعود وأنا أظل هنا

محمد حجر
10-29-2021, 04:35 PM
اسم الاغنية يا محمد حكاية غرامه لفريد
ههههههه
لكن لا بأس مادمتَ تحب الحكايا سآتي لك بواحدة
أنت تعود وأنا أظل هنا


هذا اليوم لك منذ شعاع الضوء الأول
فلينتهي بإبتسامة كما بدأ
أنصت عن قرب
بالمناسبة أحب فريد في رائعتيه - لا وعينيكِ / عش أنت إني متَّ بعدك

مريم
10-29-2021, 04:58 PM
ياااااه أخيراً وجدتُ ثالث يجتمع مع جدي وأبي على حب فريد، المزاج الرايق صديقكم الرابع إذن، أنا كأمي أميل لعبد الحليم..
مرة أخرى تخجلني يا محمد بكرمك، لم يقل لي أحدهم يوماً، بأنّ اليوم لي منذ شعاع الضوء الأول، لم أنل هذا الاهتمام، شيء جميل أن يأتيني عبر الكتابة، عبر الكلمات وحدها التي جمعتنا.. حسناً أرجو أن يضل حديثي بهذه الطاقة الإيجابية، وألا تتغلب عليّ أشباح مريم!
(أ)
قصص الحبِّ تُشبه إلى حدٍّ ما صنعُ قطعِ الكعك. هكذا :
خلف السور.. في زواية دائرية.. ألتقيكَ.

(ب)
في البداية يكون كل شيءٍ
خام
منمّق
طازج
جميل
غير مشوّه
لم يختلط أيُّ مكوّن بآخر على نحو يجعلهما شيئاً لا يمكن فصله عن بعضه بعضاً.. يجعلهما -رغماً عنهما- يمارسان الاستمرارية اللذيذة !

(ج)
تبدأ أصابع الأيام بعجنِهما معاً
يمين يسار
يسار
ألم
أتألم
كل واحد يشكّ في أنه وجد حقيقياً هكذا
لا أحد يعرف السبب. تغيرت؟
أو فعلُ مجهولٍ؟

(د)
يحترق الكعك في الفرن
بفعل ذاكرةٍ عنيدةٍ
أبت أن تحفظ ما تحفظ
على مهلٍ
يحترقن
إلا واحدةً منهن
تنجو..
يموت قلبُ أحدهم إلى الأبد
والآخر
آه
يتجاوز الأمر وتستمر لديه الحياة خارج الفرن !

(ه)
الكعك الفاسد، كعكة لذيذة لكنّ مصيرها إلى القمامة
الكعكة الناجية: عدتُ وحدي ناقصة .
أستطيع البحث عمّن يعانق فُتاتي
أنتقل من فم إلى آخر
كانت مزحة أليس كذلك!

(و)
أرجوكم: أحبّوا بعضاً على نارٍ هادئة

(ز)
كتاب مقدّس
جرحٌ في الهاوية
كعكٌ محترق..
هو الحبّ

(س)
لا حبّ
لكنني أحبُّ الكعك..

ps
هذه حكاية الحبّ والكعك
تحبُّ الكعك؟!

مريم
10-29-2021, 05:06 PM
لي عندك حكاية يا محمد !
لنقل حكايتين ؟
حكاية من عندي بحكايتين من عندك
ديل ؟
أنا أيضاً مستمعة جيدة وصديقة جيدة
:rolleyes:

محمد حجر
10-29-2021, 05:09 PM
كيف لا أحبه بهذه الطريقة يامريم؟
ربما يكون كعك مختلف لعيد كتبته سطورك
مراحل الكعك( الحب) هذه خيالية
كلنا يخاف الحب
لكن هناك إجماع على حب الكعك
ولو كان كل كعك على طريقتك
لصار سلعة غالية الثمن

لا أعلم كل الشابات يحببن عبد الحليم
بينما أنا أنتقي لكل مطرب ما يطرب ذائقتي
أحب عبد الحليم حين يشدو - موعود - وحبيبتي من تكون
لكنني أعشق وردة بكل حالاتها وبخاصة - لو سألوك
وميادة حين تشدو غنيت لك

مريم يامريم
وعدي وعد
ولا أذكر أني اخلفت وعداً في حياتي

اليوم لك

وأبحث عن ما وراء هامشك الجميل

أكملي حكاية الغرام
مازلت ملتزم بمقعدي

محمد حجر
10-29-2021, 05:12 PM
لي عندك حكاية يا محمد !
لنقل حكايتين ؟
حكاية من عندي بحكايتين من عندك
ديل ؟
أنا أيضاً مستمعة جيدة وصديقة جيدة
:rolleyes:

موافق أكيد يامريم
لكن اليوم لك
ثم لنعقد اتفاق جديد

مريم
10-29-2021, 05:40 PM
تستحضرني هذه اللحظة ميادة بسيليس
"مين قلك تفتح كل شبابيكك سوا؟"

محمد يا محمد
حين أخاف، أتذكّر اليوم الأوّل في الصفّ الأول، كان مؤلمًا للغاية، ولا أشعر أنّني أُبالغ حين أتحسّس قسوته حتّى اليوم، أرتعش رعشة خفيفة سريعة، حينما يمرّ في البال، وفي الوقت الذي تفتح فيه السّنة الدراسيّة أبوابها، أحمل همّ كلّ الأطفال الذين سيتركون أطراف أثواب أُمهاتهنّ، بالصّراخ، الدموع، الكلمات غير المفهومة، والمخاط. كأنّما يهيّئون أنفسهم لحياة قادمة، لن يعوا قسوتها إلّا لاحقًا.
ومراحل الحياة اللّاحقة، تحمل من الخوف أضعاف ذاك اليوم، لكن الفرق يكمن في كيفيّة التخلّص منه، أو تخفيف حدّته، يتفاقم الخوف فينمو جسدك نموًّا يجعلك سنة وراء أخرى تبتلعه، تكتمه في داخلك كطفل كبير يُعامل على أنّه إنسان بالغ، شجاع، صلب وثابت، لا تهزّه ريح ولا عاصفة.
لكنّنا أطفال، أطفال حين نبدأ مرحلة جديدة في الدراسة أو العمل، حين نحبّ ونشتاق، حين تعترينا رغبة عارمة في البكاء والتخبّط. أطفال حين ندخل بيوتنا ونجدّ أنّ أمهاتنا تجاهلوا تحضير أطباقنا المفضّلة. أطفال في العناد حين تُرفض رغباتنا، وحين نلين من كلمة.
إنّنا وبكلّ بساطة نُجبر أنّ نعيش حياة البالغين، ليأتي طفل صغير يبكي على حبّة سكاكر أمامنا، يصرخ في الدكّان دون اكتراث، متعجبين من ردّ فعله القوي على شيء صغير، متناسيين أنّنا الآن في هذه اللّحظة بالذّات نودّ أن نصرخ في المكان دون اكتراث، نودّ أن يُسمح لنا في الانفجار، نحنّ لأيّام عشنا فيها بمشاعر مكشوفة وواضحة، عكس اليوم، تأخذنا المشاعر إلى شقائنا، دون أن نسمح بأن يصدر منّا صوت بنبرة تميل إلى الحزن، يشير أنّنا هُزمنا.

بعض الكلمات تنقلنا فوق الغيم
وبعضها يخترقنا مثل الرصاص

محمد حجر
10-29-2021, 06:15 PM
مريم يا مريم

ربما اليوم يهتف فرحاً
أيام كثيرة كنت أقف على الشاطئ الذي لم يكن ينتمي لسماء بلادي
أشاهد النوارس تلقف ما يلقيه المصطفون على طول الشاطئ من كسرات الخبز المحمص
كنت أرقب النوارس الذكور من الإناث
النوارس أصحاب الريشة المتناثرة والطلة المهيبة كانت الذكور
وهي دائماً كانت تكتفي بترك الساحة للإناث الأقل حجما لإلتقاط الخبز العالق فوق سطح الماء
وأحيانا صغار الأسماك التي تنافسها بإلتهام الخبز
وتطلق النوارس أصوات عشوائية
لكن العجيب أني احياناً كنت أغمض عيوني في لحظة غياب عن كل مؤثر خارجي عدا ذلك الصوت النورسي
لأجد هناك لغة وغناء من نوع مختلف
عزف عشوائي جميل وكانه كما غناء ساعة قبل الرحيل
ولأنني لم أجيد في حياتي رياضة كما رياضة الركض خلف الأمل
لم أقطع أملي يوماً من الأيام بتحقق شيء أردته
وحين أزهد شيء فتلك أكبر لحظة كنت بحاجة له في حياتي
وسأحكي لك عما قريب قصة السيدة ريبيكا وقططها الثلاث
ليست الحكاية كاملة لكن سأحكي لك الجزء المتعلق بالقطط

مريم
10-29-2021, 06:38 PM
كأنكَ يا محمد تأتي بكلمة لتأخذني لذكرى ما، أو أن عقلي الباطن من يدعي ذلك حتى أحكي، او ربما يسانده قلبي في ذلك، ربما قلبي فقط.. لا يهم !
اعتقدتٌ أنّ خوفي من القطط مبالغ به، زرعوا في رأسي أن الموضوع بسيط، وأستطيع تخطّيه بمجرّد مداعبة قطّ ولد للتوّ، صغير ولطيف، مما سيؤدي إلى خلق علاقة ودّية وجميلة، إلى أن دخلت إلى بقّالة لشراء شيء ما، وبالخطأ توجّهت نحو زاوية صغيرة خُصصت لبيع طعام الكلاب والقطط. فوق إحدى علب الأكل، طُبعت صورة لرأس قطّ كبير، لوهلة ظننته حقيقي، دبّت الصورة الرّعب في قلبي، ارتجف جسدي مرّة واحدة، فتأكّدت أنّ هذا ليس خوفًا عابرًا، الأمر جدّي جدًّا.
حياة اجتماعيّة ليست بالجيّدة، وقدرة لا بأس بها على التأقلم، وقدرة تتحسّن على البكاء -بالمناسبة القدرة على البكاء نعمة عظيمة-أشخاص يمرّون دون أن أشعر بهم، وآخرون أشعر بثقلهم منذ اللّحظة الأولى، تحدّيات وصعوبات وليالٍ مثل النسمة، وأخرى قاسية ومرّة، إلّا أنّ حاجتي لشقيقة مهما خمدت، تعود لتشتعل من حين إلى آخر.
حين أفكّر بالآخرين، وأتعجّب من ردود أفعالهم وتصرّفاتهم، أعود إلى الخطّ المهم، ألا وأنّني أيضًا.. آخرون.
أتصرّف تجاه التضاد من الأمور في حياتي بطريقةٍ ما، فمثلًا حين أفرح أخرج بكامل زينتي وأناقتي، وأفعل الشيء ذاته حين أحزن. لا أعلم السر في ذلك!
أتساءل عن الحبّ، عن الأمل والأحلام، من منّا يحمل الآخر؟ أصبر بطريقة سيئة، تؤدي إلى انفجار ضخم.. أنا فتاة اللّيل، كم يخوننا التّعبير، حين تتربّص لنا الألسنة.

وأنا أستمع إلى يا مريمُ بصوت جورج أقول: محمد بانتظار القريب حتى تروي لي قصة ريبيكا وقططها الثلاث.. سأظل هنا
شكراً على يومٍ مرّ كالريشة خفيفاً مُفرحاً حالماً صادقاً لبظل قلبي طفلٌ يُدْهشهُ المطر !

محمد حجر
10-29-2021, 06:49 PM
كأنكَ يا محمد تأتي بكلمة لتأخذني لذكرى ما، أو أن عقلي الباطن من يدعي ذلك حتى أحكي، او ربما يسانده قلبي في ذلك، ربما قلبي فقط.. لا يهم !
اعتقدتٌ أنّ خوفي من القطط مبالغ به، زرعوا في رأسي أن الموضوع بسيط، وأستطيع تخطّيه بمجرّد مداعبة قطّ ولد للتوّ، صغير ولطيف، مما سيؤدي إلى خلق علاقة ودّية وجميلة، إلى أن دخلت إلى بقّالة لشراء شيء ما، وبالخطأ توجّهت نحو زاوية صغيرة خُصصت لبيع طعام الكلاب والقطط. فوق إحدى علب الأكل، طُبعت صورة لرأس قطّ كبير، لوهلة ظننته حقيقي، دبّت الصورة الرّعب في قلبي، ارتجف جسدي مرّة واحدة، فتأكّدت أنّ هذا ليس خوفًا عابرًا، الأمر جدّي جدًّا.
حياة اجتماعيّة ليست بالجيّدة، وقدرة لا بأس بها على التأقلم، وقدرة تتحسّن على البكاء -بالمناسبة القدرة على البكاء نعمة عظيمة-أشخاص يمرّون دون أن أشعر بهم، وآخرون أشعر بثقلهم منذ اللّحظة الأولى، تحدّيات وصعوبات وليالٍ مثل النسمة، وأخرى قاسية ومرّة، إلّا أنّ حاجتي لشقيقة مهما خمدت، تعود لتشتعل من حين إلى آخر.
حين أفكّر بالآخرين، وأتعجّب من ردود أفعالهم وتصرّفاتهم، أعود إلى الخطّ المهم، ألا وأنّني أيضًا.. آخرون.
أتصرّف تجاه التضاد من الأمور في حياتي بطريقةٍ ما، فمثلًا حين أفرح أخرج بكامل زينتي وأناقتي، وأفعل الشيء ذاته حين أحزن. لا أعلم السر في ذلك!
أتساءل عن الحبّ، عن الأمل والأحلام، من منّا يحمل الآخر؟ أصبر بطريقة سيئة، تؤدي إلى انفجار ضخم.. أنا فتاة اللّيل، كم يخوننا التّعبير، حين تتربّص لنا الألسنة.

وأنا أستمع إلى يا مريمُ بصوت جورج أقول: محمد بانتظار القريب حتى تروي لي قصة ريبيكا وقططها الثلاث.. سأظل هنا
شكراً على يومٍ مرّ كالريشة خفيفاً مُفرحاً حالماً صادقاً لبظل قلبي طفلٌ يُدْهشهُ المطر !


إيه يا مريم
ربما هو من توافق الخواطر
لكن افترضي أنه نقطة تماس ودعي الأمر يمر بسهولة
افترضي أن مساري ومسارك اليوم كما مسار الكترون حائر بطريقة اهليجية شبه حلزونية بين ذرة أصل وأخرى متوائمة لإحداث نوع من التماسك الذري الغير مباشر فتنشأ تلك الكهربية الجاذبة المكونة لنواة ملايين الذرات حتى تكون قادرة على صناعة طاقة غير مستهلكة تساعد على البقاء
والفارق شاسع أكيد يامريم بين قططك التي كانت على شكل صورة وقطط السيدة ريبيكا الحقيقية
السيدة كانت تربي القطط وبعد بضعة ايام كانت القطط تختفي ثم تستبدلها بقطط جديدة
سأحكي لك القصة كما وردت .
وهبت لك اليوم دون طلب الرجاء ألا اكون ضيف ثقيلاً

مريم
10-29-2021, 07:21 PM
قبل أن يسرقني الوقت لدي ما أقوله
قلبي رقيق، أرقّ من فراشة، مع مفارقة بسيطة، أنّ عمره طويل، وهذا أمر شاقّ، يخدشني الضوء الساطع، أحب الاستيقاظ قبله بكثير، فأتكوّر فوق سريري وخيوط الشمس تحشر نفسها بين أضلع النافذة، كما الكلمات العابرة الّتي تقال من غير قصدٍ ولم تقتلني أيّ منها بعد، أمّا تلك المقصودة فتملؤني بالحزن والغضب، فتمرِّن لساني على رشق الرصاص بصورة أسرع.
حسناً سأتسلى بخيالي قليلاً يا محمد وأختلق الحدث كي تصل الفكرة.
أتخيل مثلاً أنّي أتحدثُ مع أحدهم، حب يجمع وقسوة تُفرّق فأقول:
قد أسبّب لكَ جروحًا جديدة، لكن لم يحصل ذلك مرّة بقصد، ولن تسجّل في تاريخ هذا الحبّ أذيّة بقصد. فحين أخذتك من بين جروحك القديمة، لم أعدك أنّك سترى الحياة ورديّة من خلالي، كان الوعد للمحاولة، وها أنا أحاول، أحاول أن نراها سويًّا، لأنّني أعي أنّ بعض الجروح تبني الحبّ مثلما تهدمه، فأنا لا أحبّك فوق غيمة، أحبّك فوق الأرض، فوق واقع الحياة، فلا أستطيع أن أحبّك دون أن أجرحك، لأنّني امرأة مندفعة، متخمة بالعاطفة، تحبّك كأنّك آخر ما تودّ أن تعيشه، وكأنّ حبّك كافٍ، يغني عن ما قد تقدّمه الحياة لتعتذر عمّا فعلت. حضورك أقوى اعتذار قدّمته لي.
وأحاول ألّا أقسو حين تقسو أنت، حاول ألّا تأخذ جنوني على محمل الجدّ، فلا تغرّك هالة الهدوء التي تحيطني أثناء القيادة برفقة أغنية جميلة، ولا أثناء القراءة أو التسوّق، فأنا لم أعد صديقتك المقرّبة، أنا لن أبتلع مشاعري، فلم أجتهد في تعلّم كيفية التعبير عنها، كي أصمت، كي تظلّ صورتي ثابتة، أنا أجنّ حين أحبّ، حين أشعر أبادر بالكلام، وحين أغار.. أصير أكثر بكثير من امرأة عاشقة.
حين أبكي، أطلب منكَ أن تبحثَ عنّي، ألّا تتركني مع فيض دموعي وحدي، فدمعة واحدة تصبح بحرًا من شأنه أن يبتلعني، لا تجتهد بأن تكون غير ما أنت عليه، يكفي أنّك تحاول أن تكون منفسًا في زحمة العمر، أن تظلّ تقدّم الورود، وتعرف بالضبط ما يجعلني طفلة حزينة فتتجنّبه، وأن تحبّني بكلّ ما خلّفه الزمان فوقي، وأن يظلّ حبّي تلقائيًا في حياتك، ألّا تضطر على إكمال المسير كرامةً للوقت وخدعة العشرة، أن يظلّ حبّي الّذي جاء متأخّرًا كافيًا لأن تتناسى ألمًا سبّبه ركام الماضي، فإن واجهتني، سأقول بكلّ بساطة: إنّك لست اختيارًا، فأنا لا أستطيع إلّا أن أحبّك.


مسودّة ليل:
* حين نتخاصم، تذكّر أنّ ليس لنا سوانا، وستهدأ.
* أحيانًا، لا أُسامح ولا أنسى.
* أعيش دهرًا مع قلب صادق، وأنفر من كلمة كاذبة.
*أكتب عن الأشياء بطريقة أفضل من التحدث عنها.
* قل عودي بنبرة حنونة، سأعود مهما بدت جبال الخصام بيننا عالية.

محمد حجر
10-29-2021, 08:19 PM
مريم يا مريم

صدقاً لريبيكا قصة لاأشوقك لها لكنها تستحق الرواية
وبالمناسبة قلت لك سابقاً أنها البطلة الرئيسية في روايتي ( سيدة من باريس )
التقيت بها صدفة في مدينة تولوز الفرنسية وبعد أيام ولقاءات خاطفة ببهو النزل الذي كنت أقيم فيه
بشارع جان ريو الجميل ولكن النزل كان في متناول يدي ومتواضع الخدمات بعض الشيء لكنه جيد
وصاحبه ومديره بنفس الوقت السيد أنطونيو شخص ودود وحكَّاي كمانقول نحن العرب بأن
يعرف كيف يلاطف زبائنه ويحاورهم أثناء فترة تناول الشاي الصباحي أو تناول وجبة الفطور الخفيفة
قبل الإنطلاق للعمل
وكان هذا النادل الأسمر الذي عرفته بإسم دومينيك وكان له اسم آخر لا أذكره شاب جميل وصاحب ابتسامة لا تفارق وجهه في أصعب الظروف.
سأكملها لك أكيد
لكن قولي لفراشتك أن بابا نويل لازال يحمل الهدايا
وان بينوكيو صاحب الأنف الطويل سيتوقف قليلاً
أجمل ما عندك يامريم أن الإنسيابية لا تفارقك والعذوبة كأنها تتقاطر من طرف قلمك
سيضاف هذا اليوم إلى عمري ليزيده فوق الزيادة وجه آخر لم أعهده من قبل
وكما قلت أن وعدي وعد
لا أحنث بوعودي يا مريم
وأحب تلك الطفلة التي تحدثت عنها حتى ولو كانت الأكثر جنوناً

لكن حكاية غرامك لم تحكيها كما كنت أتوقع
وكانت مراوغتك جداً ناجحة

وفوق الهامش

هنا أنا ومن هناك أتيت

محمد حجر
10-30-2021, 06:44 AM
مريم يامريم

صباحك كما انعكاس الضوء على صفحة ماء يستقر بقعره تلك الصخور الفيروزية
بعض النساء تثرثر وتغضب وتزمجر وربما تركل وتكسر كل شيء في طريقها
وقد لا يستطيع الرجل أي رجل أن يمنع هذا الغضب الفتاك إلا بقبلة تحبس أنفاسها
وإذ به يلمح في عينيها لمعة تشبه التي في حلم
عندما تهتف إمرأة بكلمة الحب لمن تملك أمرها فذلك إعلان بقبول ذلك الإحتلال الخارجي
وبلا شروط للإستسلام ولا معاهدة للتسليم
وليس أنت المجنونة بالعشق فقط كل النساء مجانين وحين يحببن فهن كالأطفال رقة وعذوبة
أحدنا لا يملك الإختيار في الحب ولا كل من يرغب بحب يعثر عليه
الحب والزواج من القدريات كلنا مكتوب قدره في عليين منذ اللحظة الأولى لصرختنا الأولى عند المخاض
ذات يوم كنت أجلس أحادث نفسي في أحد الأفراح بمنطقة شعبية من مناطق القاهرة القديمة
كانت مطربة الفرح إحدى المطربات الشعبيات الجيدة في ذلك الوقت ( شفيقة )
كانت شفيقة هي مصدر إلهامي لسلسلة ( أنا والغجر )
ولا تتخيلي كم كانت سعادة أصدقائي كلما طالعتهم بجزء جديد بيني وبين إحدى الغجريات
وحين قرأت رواية - مائة عام من العزلة - لباولو كويلهو
كنت اتتخيل كيف تلك الغجريات بتلك البقعة المجهولة من صحاري المكسيك
وكيف هو وجه التشابه بين غجريات المكسيك وغجريات القاهرة
بكل صدق غجريات المكسيك كن الرابحات في كل مرة
حتى الغجريات الـــ HANGARIAN الائي ينتشرن بأنحاء أوروبا الفقيرة
حين كنت أقارن إحدائهن بمكسيكية كانت المكسكية تفوز
على الرغم بأنني لم أرى المكسيكيات إلا ببعض شوارع خان الخليلي بالقاهرة القديمة والموسكي
والأزهر والحسين بلباسهن الحديث
لكن لأن الخيال دائماً أفضل وأكمل كان الأمر كذلك
وعلى الرغم من عمري الصغير في ذلك الوقت فأنا الآن أكاد أكمل منتصف الأربعينات
ولكن مازلت بتلك الملامح الطفولية كما أنا وربما من يراني عن قرب لا يعطيني أكثر من الثلاثين لست أدري كيف هذا؟ لكن هذا أنا
و كل كلمة أكتبها يكون يوازيها كتاب قرأته من أمهات الكتب
كتب سفسطة وهرطقة واسلامية في كثير من الأحيان حتى بعض القراءات بالكتاب المقدس
وترجمات فرنسية وإيطالية ويونانية ومن التراث التركي حتى تاريخ الجزيرة وأفريقيا
وبعض التراجم من الأدب البرتغالي لأمريكا الللاتينية
لذلك غضبي أو سخطي على شيء قد لا يشبه آخرين
ربما لبعض الوقت حسبت نفسي وحيد منبوذ ومذموم لا لشيء غير أني أفضل دائماً ذلك الركن الفارغ
في كل غرفة وتلك المساحة الفضاء عند كل تجمع
وذلك الكرسي البعيد خلف كل أريكة لا يوجد من حولها صخب او ازدحام
لا أُنافِس ولا أتنافس ولا أقبل الدخول في سباق أو صراع
وإن نازعني شخص على شيء أتركه له دون تردد ولا أبالي
أكثر مايزعجني وربما هناك كثيرون مثلي وربما أنت أيضاً
أن أرغب بشيء ولا أبوح
وهو من حديث الفتون لو يعلمون

مريم يا مريم

حين قلت من أنت ؟
كنت احسبني أقف على قمة جبل بركان فيزوف الخامد
لكن إعصار ميديكين جاءني بالوقت المناسب


صباحك فيروزي مريم

https://up.boohalharf.com/uploads/1635565334231.jpg (https://up.boohalharf.com/)



سأعود

مريم
10-30-2021, 08:42 AM
أسعد الله صباحك يا محمد
صباح الورد والياسمين
أحبّ الصباح إذ يصير فكرة تمشي على قدمين، وتتمشى في بال الشعراء، وقصائدهم، ومجازاتهم.
أحبّ الصباح حين يستحيل كماناً ينفث في صدورنا خفّة الروح
فأهلاً محمد

لا أعرف إن كنتَ تعلم أن الأصوات -ما أن نسمعها لمرة واحدة- يمكن أن تتحول إلى كائنات حية تتحرك وتتنفس، نرى أصحابها من خلالها بجوارنا، وإن كنا لم نحظى برؤيتهم وجهاً لوجه.
أحشر الصوت داخل رأسي ومن ثم أبدأ في التعامل معه !
اليوم مثلاً ألصقتُ صوت من مروا بي البارحة بزجاج النافذة، أحب رؤية الضوء حين يتسلق أصوات من أحبّ.

هامش فيروزي
وإن ضعنا سوا بهالليل
خلّي صوتك مسموع

محمد حجر
10-30-2021, 09:00 AM
وصباحك أسعد مريم
اليوم السبت 30/10/2021 مازلنا بالأجازة الأسبوعية
ولدي من الوقت ما يكفي كي أستعيد بعض القراءة
كان صباحي اليوم مع مدونتك غرقت فيها لبعض الوقت ثم هرولت إلى حيث أنت هنا
وأقتبس لأجلك مقولة لدانتي أليغييري
ولكنني لم أمُت ولم أكُن على قيد الحياة أيضاً ، حاول أن تتخيل ، لو تستطيع ، هُناك ، محروم من الحياة والموت في آن واحد.
مريم يا مريم
أكاد أسمع وأكاد أبصر
وكل من مروا بك البارحة سيخلدهم التاريخ لا محالة

سأعود

مريم
10-30-2021, 10:12 AM
ليس من طريقة تستعيد بها ذاتك الذائبة في الأمس إلا بكتابتها..
السبت ٣٠ أكتوبر ٢٠٢١
أصبحت الكلمات قليلة على ما أشعر به.. ما زلتُ إلى الآن مبتسمة وهذا شيء جيد، تحسدني أشباحي على ذلك لكنني أقاوم التكشيرة والحواجب المعقودة على ملامحهم ..
حين نرمي أصابعنا فوق لوحة مفاتيح الهاتف أو الحاسوب لكتابة شعورٍ مفاجئ يخرج الكلام مندفعاً الأمر أشبه بزجاجةِ مشروبٍ غازيّ قمنا برجها قبل فتحها مباشرةً ...
هذا ما يحدث معي !!
لم أستطع النوم في الليلة الفائتة، الحقيقة أني لم أنم غير أربع ساعات، كنتُ أتفقد الكتب التي قرأتها في الأعوام السابقة كان من بينها " غرفة مثالية لرجل مريض" فتذكرتُ حديثنا لطالما أغلب أحاديثنا عن الشجر والغرف البعيدة أو عن اليد التي تحمل مفاتيح الأبواب التي لا وجود لها،
والوجوه الذي تشبه وجوهنا تطلع من كل مكان ما أن تفجرت أصوات السماء.
الشّرود الذي نعيشه ويعيشنا في أغلب الأوقات ما هو إلا حصيلة مُكابداتٍ للتمسّك بما ليس له أصابع أو قلب
فالأيادي التي تمتد إلى نهايتها تبقى وحيدة

محمد يا وفيّ
اليوم على حسابك متى عدت
للحروف صوت وللسطور ألحان
تعطينا القوة التي نحتاجها!

محمد حجر
10-30-2021, 01:25 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/163558944246761.jpg (https://up.boohalharf.com/)

مريم يا مريم

سأحدثك اليوم من الذكريات لأن البحر خاصتك أغضبني
صنف جديد قديم مرَّ بحياتي
إمرأة لرجل وحيد
خرج عنها ولم يعد
تلك التي أشعلت كل الشموع
انتظاراً لقدومه من عصره الوحيد
هذا الذي يوم أن وعدها أنه قادم
ونشرت على حبل أوجاعه كل أحلامها المولودة
أوقفت تلك العذرية الفريدة على شبق كلمة منه
لو نطقها لرقصت
ولو بثها عبر الأثير لذابت كما السكر في قعر فنجانه المجهول
جلست تلك المسكينة عند شرفتها المطلة على بحر الذكريات
تتنسم حضوره مع العواصف الذاريات
وكم لبست ثوب السافيات الماطرات القاتلات
أملاً في أن يأتيها صباح يحمل ضوء هذا المفقود الخافت
أو ربما مساء يجرجر أذيال التمنى قبل الغروب
انتظرته وحيدة كما زهرة الصنوبر بعد ثلاثة عقود
ظناً منها أنها ستنبت
وحين تمطر السماءكم تمنت
أن تتشربه كما قطر الماء
حين يهطل من أعالي الذكريات
لبست أجمل ما لديها كل ليلة من ثياب
لكنه لم يأتيها
تعطرت بعود وريحان كي يتنفسها قبل العناق
لكنه لم يأتيها
أشعلت كل الشموع فوق منضدة التلاق
ومرات ومرات
لململت ضفيرتها ثم أسدلتها من جديد
لكنه لم يأتيها
ولم يثنيها البعد عن الإنتظار
ذبلت الورود
وتاهت كل الوعود
وتمنت لو تراه قادم من قلب العتمة
كما ضوؤها الخافت من جديد
لكن هذا الرجل الباهت مازال يواصل الغياب
ذابت الشموع وانقطعت سبل الرجوع
وهي هناك في شرفتها وحيدة
تحترق تتهافت كما ريشة في مهب الريح
وأقسمت أن تبقى في شرفتها وحيدة
على أملٍ منحه لها ذلك الرجل الوحيد
الهارب

https://up.boohalharf.com/uploads/1635589188671.jpeg (https://up.boohalharf.com/)

مريم يا مريم


حين تجلس أنثى على شاطئ ذكرى
أقول لأصدقائي

أنا وحافظة نقودي لكم
لو يترجم أحدكم ما يحكيه هذا الكائن للنسيم ؟
أحيانا يثرثر أحدهم

لا شيئ ياصديقي غير أنها تنتظر
وآخر ربما أحدهم بمكان ما
وثالث قد يقسم أنها فريسة لخديعة ما
ولكنني قد أختلف معهم جميعاً

فلا تجلس سيدة مهما بلغ زمانها على حافة شاطئ وحيدة
إلا لتناجي البحر أن يمنحها مالم يعطيها الزمان التليد
وكلما اهتزت مع الريح منها ضفيرة
قالت ليتها كانت همسة من حبيب
وأظل أثرثر والحمقى يسجلون
بينما أنا أقطف من جمال الصورة
زاوية جديدة للكتابة
وهم بذلك يتنعمون


همسة

وقالت ....
كم أُحبُّ البحرّ يا هذا !
قلتُ ....
وكم منه أغارُ !


سأعود

مريم
10-30-2021, 01:57 PM
قلتها من قبل أني أكتب في أوج أنفعالاتي أحياناً، لا أنتظر حتى أهدأ، لدي رغبة بإعادة قراءاتها لمرات لكن لم أستطع أن أمنع نفسي أن أكتب
أدميتَ قلبي يا محمد !


أقف أمام البحر
يهرب مني ضوء القمر..
أستدير حول نفسي مائة مرة ولا أجده..
أطير.. وأغرد..
أصلي.. وأصرخ..
ولا أقابله..
جلستُ بقرب القنديل
على الشاطيء المعتم
رفعته عني قليلاً
وقلتُ له كن قمراً
وكان قمراً.. يٌطفئهُ هواء البحر
.. وأُشعلهُ.. ويُطفئهُ
أصبحتُ أُحيك ضوء القمر بكلتا يداي..
فوجدت موجةً كبيرة تُسقطني
عاد ضوءاً كبيراً يصدمني ..
جاءني ضوء القمر معتذراً
تركتُ القنديل ورحتُ معهُ
عدتُ وحدي.. ولم أجد القنديل !





يعللّون النسيان " بالوقت "
أولئك الذين عانوا الإفراط في التّمسك

محمد حجر
10-30-2021, 02:08 PM
مريم يا مريم

همسة قبل أن تشغلني بعض الأمور

قالت رويداً رويداً تملكتك ياهذا
قال بل منذ قولك أهلاً وقعت عقدي الأخير
ثم أخبرته بأنها كانت
بينما هو مستمر


خذي وقتك سيدتي

مريم
10-30-2021, 02:41 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/163558944246761.jpg (https://up.boohalharf.com/)

مريم يا مريم

سأحدثك اليوم من الذكريات لأن البحر خاصتك أغضبني
صنف جديد قديم مرَّ بحياتي
إمرأة لرجل وحيد


همسة

وقالت ....
كم أُحبُّ البحرّ يا هذا !
قلتُ ....
وكم منه أغارُ !


سأعود


ولدتُ
فكان ثلاثة أشقاءٍ بانتظاري
ثمّ بعد
عام
عامين
أربعة أعوام من الانتظار
والصخب
صرنا خمسة أشقّاء
بعد تلاثة أعوام
من اللّعب
والشقاوة
وسرقة البوظة
من زوايا الثلّاجة
حملتْ أمي
أنا الوحيدة التي فرحت
انتظرت أن تكون بنتاً
لكن للأسف لم تنتهِ
الأمور كما يجب
عدنا خمسة
في بيتٍ صغير
لا يسكن إلّا في ساعات متأخرة من اللّيل
لكنّه دافئ
ومن يومها
حتّى تاريخ اليوم
أخطو
نحو عامي الخامس والعشرين
وأنا أنتظر شقيقة
وفكّرتُ
يجب أن أكفّ عن الانتظار
وكففت علنًا
لكنّني في السرّ
أبحث عن الرّقم السرّي
لباب العالم
أريد الخروج ..
كما أتيت
وحدي،
لكن..
دون انتظار أحد .
لا أنتظر شيئاً لا يأتِ
إلا في أساطير حكايا الجدات

همسة بهمسة:
الشجرةُ تبكي في الركن منسيةً
شعرتْ بالغيرة حين عزف أحدهم على الكمان
لحناً لوجه شجرةٍ أخرى

مريم
10-30-2021, 11:21 PM
في الليل..
تُطفئُ السماءُ أنواراها
وتبقى بعض النجماتِ للزينة
الكلُّ يعودُ إلى بيتهِ
الوحيدون لا بيت لهم .
أحدهم يصنعُ بيتاً بأصابعهِ
على رأسِ قلبٍ
فجأة ..
تسقطُ يدهُ
ولا أثرَ للمكان.
ولأنَّ الواقعَ
ليسَ نعمةً للجميع
جاءت الأحلام .

فكرة، ولبعض الأفكار جذور :
لأنِّ الغربة قاسية، خُلقتْ عيناكِ لتكون المنفى .

محمد حجر
10-31-2021, 06:42 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/163565198072671.jpg (https://up.boohalharf.com/)


اطوِ ما مضى فيك أيها الزمان
أغلق كل ما عندك من دفاتر
وإسحق جنون الصبر على حواف الألم
لن يعلو صوت أنيني
ولن يتوقف صهيل سنيني
حروفٌ مفردة على نوافذ البؤس
تدفئني كما ضوء الشمس فوق أغنيتي
تنبلج من مدى الصبح نازلتي
تقرعني بفازعة البعد أيام الشتاء
تتدلى عناقيد المطر الغاضب
لتغلق أبواب السماء
ومن الصباح للمساء
لا تفتح ستائري
أنشودة المطر تعزفني كما القيثارة
ثم أبحث في نفسي عن بقايا
وفي رحلي عن مطايا
كي نرحل منك لما عداك
عن نقطة ضوء أبحث
وليس لي ضوءٌ سواك
مرهقٌ أنت
سألت قارئة فنجاني ذات مساء
لماذا أنتِ بلون السماء وبعطر السماء؟
فيروزية أنتِ أم كان خلقُّكِ من ماء؟
سأطوي صفحات الزمان
وأترك لكِ ما ملكت مني من مكان
وأتلاشى في نفسي
وأُترجمُني بلغتك أنت
وأُرقِّمُني بحروفك أنت
وأَرسمُني بريشتك أنت
وعلى صفحة مائك أُبعثرني
وأُلوِّن بمائي السماء
ثمَّ أعود عند المساء
فلم يبقى مني سواك
وأسأّلُكِ كثيراً وطويلاً
هل كان للطَّود من يكسره؟
كلهم جميعاً سيقولون كلا
وستحمل العصافير سنابلها
من غابة الشوق
سنحمل أعواد القش
كي نبني بها زورق الأحلام الكبيرة
وكما عهد آخر أنبياء المطر
ثم كُنا أوَّل المؤمنين وأوَّل الراحلين

وختاماً

نوح ...
إذ يؤذن في الناس ألف سنة إلا خمسين
ولا مجيب إلا قليل
بينما لم ينادي الحجر والشجر والمدر إلا ساعة
والكل يجيب
لا عاصم اليوم من الماء

همسة

جميعناً يُؤمن بأننا مصابون بعشق الكلمات
لكنني أبرأُ من عشق صاحبها

مريم
10-31-2021, 01:00 PM
إلى الجُملة التي تاهت :
تحدثتُ كثيراً مع مريم
أردتُ الاختباء
ورغم كل هذه الثرثرة
لم أتخلص منكِ
ما زلتِ في رأسي
منذ أن تردد صداكِ
تحديداً في منطقة قلبي
مثل صوت عقارب السّاعة
-طوال الوقت-
تطرقُين نافذتي
شعاع الضوء
برد الغرفة
ومع ذلك ؛
ذهبتِ



على الهامش:
‏"شعورٌ بالدفء والرقّة كأنني أحمل مولوداً جديداً، عارياً، بين ذراعي. هذا ما أشعر به دائماً حين أشعر بأنني بدأتُ أحبّ شخصًا ما"
يوكو أوغاوا / غرفة مثالية لرجل مريض

محمد حجر
10-31-2021, 02:41 PM
مريم يا مريم

شوية وجع على فرح على تغيير
أنا أصلي ساكن جوا كتاب مكتوب على غلافه
إنسان للإيجار والقلب أصله كان خالي
يمكن في يوم كنت أنا تايه
أشبه حلم الجعان لما كان فيكي يوم هيمان
يلاقي كوم قش يدفن فيه جثته
يا بنت الهوى الغايب أنا تايب
قولت أكتب يمكن ألاقي في الوجع قصة أو حكاية
الحكاية أصلها إحساس
حكايتي إيه معاكي يا صبية
يا ساكنة روحي وقلبي وعينيَّا
لو شافك يوم قمر السَّما راح يحكي وجايز يوم تاني يبكي
ويرجع يوم البدر يشكي من وجع كان فيكي
أنثى بالحلوى تدثرت وبالسُّكر تغنجت
تشاكس كل شيء من حولها
حتى كدت أخشى لو لم تجد لحاربت نفسها
ولجالدت حتى ذاتها التي تتجدد
كــــ ياقوتة زرقاء تسر الناظرين
حتى وإن توارت خلف كيبوردها الأسود
مريم يا مريم
أستمع الآن لميادة الحناوي
يا للي كان عهدك معايا تشوفني بكرا
لسه بستناك ولسه بحب بكرا
ويعاتبوني الحبايب على ذكرى حب عمره ساعة
وغيرها مفيش
فيه ناس يحبوا من كلمة
يتوهوا فيها بعقولهم
وناس بيحبوا من همسة
( ساعة زمن )
همسة
إلى أحدهم
لا أبحث في كتاباتي عن متاعب
فما صادفته في حياتي يكفيك لألف عام
كن بخير

سأعود

سُقيا
10-31-2021, 05:29 PM
،


هل لِي أن أسرقكِ من مَنفاكِ وأصبح لكِ مخزَناً لرسائِلك القَديمة والجَديدَة ؟
وربما نحتاج أن يسرقنا شيء آخر غير القَلم ، غير كُل الذين وثقنَا بأنّهم صَفحة بيضاء كٌل ما فيهَا أيادٍ تشبعنَا بالاحتواء وهِي تربّت علينا ، لكننا لَا نحتاج هذا ، بَل لشيء أكبر . كَ احتياج الأرض لِطهر السماء
لا الدماء والاجساد ! كَ توقنا لأن لا يأرجحنا الفقد يمين الحيرة وأيسر الاشتياق ، ألا يلوكنا الوقت بأسنانٍ
مضيّه دون سؤالنا : إلى متى ؟

بعض المنافِي تُعد أكبر من الأوطان و أعمق من الصدور التي تتسع لأن تخلط حبرنا بِ ذاكرة مغلوبٌ على أمرها .

فلتتحد آهة اللحظة مع عُيون سَلامكِ .

مريم
11-01-2021, 06:12 AM
أكتب لكم الآن من داخل نفسي، ليس من داخل سجنٍ أو مقهى أو من أمام صورة او بحر، ليس من فوق سطح الدار، أو من داخل المطبخ، ليس على الأرض أو فوق الكنبة ...
بالأمس أصابتني هزة نفسية تشبه الزلازل المفاجئة فقررتُ دون أدنى تفكيرٍ بمغاردة المكان أو السكوت لبعض الوقت، وأمام ضعفي وهشاشتي اتجاه صوت الرعد وعناق المطر لتراب الأرض وشوارعه، أجدني أعود إلى النزفِ كما أفعل كلَّ يوم .

١ الإثنين نوفمبر ٢٠٢١
استعدتُ لياقتي من خلال نص للرائعة سقيا، وفي مواصلة القراءة فكانت الحصيلة كتاب، وبضع أغانٍ وفسحة داخل خيالي مع أبطال اخترعتُهم للمرة الأولى دون كتابتهم.. خرجتُ من دماغي مثقلة بالكلام والمشاهد والصور.

كلمة "سجن" لم تفارقني .. أربعة جدران ليست سجناً، ولا السقف ولا السلالم. قلتُ لنفسي النافذة سجن، شاشة الهاتف سجن، الورقة سجنٌ لطيف.. أجسادنا سجون قاسية وخشنة حتى لو فرض الجلد نعومته علينا.
أنا محبوسة داخل جسدي أخبرتُ صديقتي بذلك بالأمس أثناء محادثة كتابية طويلة وسألتني قبل أن تخاف مني وتهرب: ما الممتع في تدمير نفسك؟
وإلى الآن لم أجد الإجابة، أكرر السؤال وأعيده في رأسي:
ما الممتع في ذلك؟
أكتب الآن كمَنْ يجلسُ مع نفسهِ على طاولةٍ واحدةٍ، ليس إلى مريم إنما مِنْ -أنا إلى أنا- أتكلم معكم كما أفعل مع نفسي أمام أيّ مرآة تُصادفني داخلَ الحماماتِ في استراحةٍ بعيدةٍ بين طريقين سفر …

عودة إلى كلمة "سجن".. أتخيل لو أني فعلاً قضيتُ يوماً واحداً هناك.. أخرجتني من جلدي لمدة قصيرة، أعتقد أن أثرها على نفسي عظيم. أنْ تسحبَ جسدكَ إلى أكثرِ الأماكنِ ظلاماً وظلماً. السجونُ هذه المفردة التي لا تخلو من الخير، نعم الخير بل والحبُّ أيضّاً - للمجرمين قلوب - بالداخلِ يتساوى الجميعُ ليس في العقابِ وإنما في الشعور ( شعور بعدم القدرة على القفز خارج الجسد وخارج السور)

محمد: كلُّ ما كنتُ قد طلبتُه من مريم بالأمس كانت ساعة !
ساعة زمن لا تكفي. لم أنجح من خلالها أنْ أنزع شوكة لا تزال في داخلي .

سقيا: طوال النهار وأنا أُقاوم
فكرة الجلوس في الليل وحيدة
.... إلا أنهُ يجيء على كل حال !



همسة هامشية :
أكتب الكلمات الغامضة ربما
لكني أدسُّ بين حروفها كلمات بسيطة مثل:
أحبكم / اشتقتُ إليكم وكمن يرمي
بنفسه إلى التهلكة
أنتظر الرّد

مريم
11-01-2021, 06:15 AM
في رأسي مقبرة
أزورها كل ليلة
حافية القدمين
وبشعري المرفوع
أفتش فيها عنيّ
لا أخافها
ما أخافهُ أن أضحك بين الموتى
فتستيقظُ جروحهم النائمة ..

الروآد
11-01-2021, 06:38 AM
/


من الروعه هذا اليوم 1/ نوفمبر " منتصف فصل الخريف"
شيخ الفصول الهرم , والنهايه الطويله والقصيره ,
متى البُستان يُحملُ في الردن ,وناطقاً ينطق عن الموتى,
ويتكلم بلغه الاحياء ؟ ولاينام إلا بنومك ولا ينطق إلا بما تُحِب..
..

محمد حجر
11-01-2021, 06:44 AM
مريم يا مريم
ولأن العلم بالغيب محال
كانت عندي صرخة من قبلك بأعوام
( وحيث أننا لا نعلم الخواتيم كان علينا منذ البدء ألا نلتقي )
صدقاً لا نعلم الغيب و خبير أرصاد دنيوية سيخبرنا لا محالة
لا يكفيني ساعة زمن يامريم
ربما يوم من عمرك قد يكون خير زاد لما هو قادم
ولأنني كما أكرر دائماً لا أعلم القادم ولا أتوقع كيف حدوثه
فقد منحت تلك الباريسية يوم من عمري وتحديداً أربعون ساعة من الإبحار في حلم
وهذا من الأحلام التي قد نعجز حتى في أحلامنا عن الحصول عليها
وسأحكي لك كما وعدتك بما أني لا أخلف وعودي

ريبيكا بنت بائع السيارات القديمة

ذات صباحٍ كانت تلك السيدة الفرنسية
ذات العيون المختلطة بزرقة وخضار
ولست أدري لأي اللونين تميل
كانت عيناها رائعتين في الجمال
وقوام ملفوف ممشوق وقدمين ذات جمال
فوق أو تحت الثلاثين بقيل
تعيش وحيدة في غرفة منفردة بإحدى البنايات بشارع جان ريو
كانت هذه السيدة تحب القطط
وتقتني العديد منها بينما تعيش وحيده مع قططها الثلاث
كنا نتبادل الحديث عند كل مساء بعد فترة كبيرة من الحذر
خصوصاً بعد أن علِمَت أنني شخص عربي ومسلم ومن أفريقيا
فلا تزال تلك النظرة العنصرية موجودة ربما عن جهل أو خوف
لست أدري ولكنه كان مزيج بين هذا وذاك
ولأن الألفة تدوم بقرب الوصال وتكرر السؤال
حين بادرتني بسؤال لا يسأله غير المتحضرين
ولأن لغتها الإنجليزية ذات لكنة فرنسية
ولأن اللغة الفرنسية منعدمة عندي
فقد فهمت من سؤالها من أنت؟
قلت عن اسمي أم عن شخصي أتحدث
قالت أيهما تفضل سيكون أفضل
قلت أنا محمد وهذا اسمي وليس لقب
أمسلمٌ أنت ؟ قلت نعم
قالت لهذا لا تلقي التحية علينا إلا بوجه مستدير
قلت ليس هذا ولكن لكلِّ شيء حدود
وأنت ... قالت ريبيكا
وأعيش كما تراني أنا وقططي وحيدة
ثم تابعت
سيد محمد لماذا أنت هنا؟
قلت لسببين
أولهما السكن هنا رخيص
والثاني جئت في مهمة خاصة بالعمل حالما أنتهي أعود
قالت لأين
قلت للخليج
قالت أو تعيش هناك ؟ قلت لا
بل هي ظروف متعلقة بالعمل
وبعد أن ينتهي عملك إلى أين تصير
قلت للقاهرة دائماً تكون رحلتي الأخيرة
تناولت قهوتي وأعطيتها كأس الماء
وبعد قهوتي
تأهبت للخروج من البهو الكبير وصلت لمقر التدريب
تاركاً ريبيكا وقططها يعبثون بالمكان وهي في رفق تناديهم
أخذت الكورس المكثف لأحد أجهزة الــــ spot lining الجديدة
وعدت منتشيٌ من جديد
لأجد قطط السيدة ريبيكا تنتشر على كل الأرائك بالمكان
والسيدة وبعض النزلاء غير متواجدين
أخذت المفتاح وولجت لجناحي المتواضع في هدوء
وبعد وقت ليس باليسير تطرق السيدة الباب
أسرعت للباب فإذا بي بوجه كالقمر
مع ابتسامة بحجم السماء وصفاء زهرة برية
انتظرتك طويلاً فلماذا تأخرت حتى المساء؟
قلت شغلتني أمور العمل وأنتم قوم هزمناكم في كل تافه
إلا الثرثرة فهذا الخبير يجيد إعادة العبارات بطرق مختلفة
وجهاز الترجمة عندي لم يكن بصحة جيدة
وجدتها ممسكة إبريق القهوة متسائلة
هل لك بكوب من القهوة الفرنسية الطازجة ؟
قلت زيديني من قهوتك متى شئتِ
فلكل قدحٍ حكاية
ولكل وجه رواية
ولكل عين ألف خبر
ثم كانت منها التفاتة عن خبيئة
ماذا تقول فينا أيها السيد الصامت المجهول
بعد أن صارت بيننا ألفة ورغبة
قلت لا تتعجلي سيدتي فتلك ألفة لم تصل
وتلك محاولة لم ترتقي لمناط الديمومة
قالت هَب أنها كانت
قلت لا يجتمعان
قالت من ؟. قلت قطاري وقطارك
قالت لعل موعد على العشاء يزيل ما بيننا من فوارق
قلت هو لك
قالت حسناً أيها الغامض من بلاد العرب
قلت لها كانوا بينما نحن في غربة
كُن في الموعد فشوارع باريس تشتاق
ولن أدعوك لغرفتي . حتى أحضر أحباري وأجهز ريشتي فلك لوحة لم تكتمل
وسأحبسك في كتابي متى ما طاردتني الذكريات
كم عمرك سيدي ؟
قلت منذ ولادتي لمثلك أفرُّ وهن كثيرات ولكنك الباريسية الأولى
قالت أكتبني في ديوانك أنني امرأةٌ في حياتك كانت ... بينما أنت في قلبها مستمر
قلت وإني فاعلٌ فكوني كما أنت بلا مساحيق عند المساء
وستجدينني بسَمتي و وقاري
وهذا الوجه الطفولي متأهبٌ لعزفك عند المساء قيثارة
ثم غابت لا يُخفي عني هذا الحَورُ في عينيها
غير خصلة من ذهبيات شعرها الأشقر
بينما آثرت الغوص في مقعدي الإسفنجي بنشوة الفرِحِ المترقب
فماذا أنت فاعلٌ يا بن تلك الفلاحة التي أنجبتك في يوم قائظ
قلت ليت أمي لا تعلم عن هذه شيئاً

مريم يا مريم

حتى هنا أكتفي

همسة

إلى التائه في بلاد حرة ولا يملك ثمن تذكرة العودة من جديد
يكفيك أن ميلادك يتكرر كل ساعة

مريم
11-01-2021, 08:19 AM
مريم يا مريم
ولأن العلم بالغيب محال
كانت عندي صرخة من قبلك بأعوام
( وحيث أننا لا نعلم الخواتيم كان علينا منذ البدء ألا نلتقي )
صدقاً لا نعلم الغيب و خبير أرصاد دنيوية سيخبرنا لا محالة
لا يكفيني ساعة زمن يامريم
ربما يوم من عمرك قد يكون خير زاد لما هو قادم
ولأنني كما أكرر دائماً لا أعلم القادم ولا أتوقع كيف حدوثه
فقد منحت تلك الباريسية يوم من عمري وتحديداً أربعون ساعة من الإبحار في حلم
وهذا من الأحلام التي قد نعجز حتى في أحلامنا عن الحصول عليها
وسأحكي لك كما وعدتك بما أني لا أخلف وعودي

ريبيكا بنت بائع السيارات القديمة

ذات صباحٍ كانت تلك السيدة الفرنسية
ذات العيون المختلطة بزرقة وخضار
ولست أدري لأي اللونين تميل
كانت عيناها رائعتين في الجمال
وقوام ملفوف ممشوق وقدمين ذات جمال
فوق أو تحت الثلاثين بقيل
تعيش وحيدة في غرفة منفردة بإحدى البنايات بشارع جان ريو
كانت هذه السيدة تحب القطط
وتقتني العديد منها بينما تعيش وحيده مع قططها الثلاث
كنا نتبادل الحديث عند كل مساء بعد فترة كبيرة من الحذر
خصوصاً بعد أن علِمَت أنني شخص عربي ومسلم ومن أفريقيا
فلا تزال تلك النظرة العنصرية موجودة ربما عن جهل أو خوف
لست أدري ولكنه كان مزيج بين هذا وذاك
ولأن الألفة تدوم بقرب الوصال وتكرر السؤال
حين بادرتني بسؤال لا يسأله غير المتحضرين
ولأن لغتها الإنجليزية ذات لكنة فرنسية
ولأن اللغة الفرنسية منعدمة عندي
فقد فهمت من سؤالها من أنت؟
قلت عن اسمي أم عن شخصي أتحدث
قالت أيهما تفضل سيكون أفضل
قلت أنا محمد وهذا اسمي وليس لقب
أمسلمٌ أنت ؟ قلت نعم
قالت لهذا لا تلقي التحية علينا إلا بوجه مستدير
قلت ليس هذا ولكن لكلِّ شيء حدود
وأنت ... قالت ريبيكا
وأعيش كما تراني أنا وقططي وحيدة
ثم تابعت
سيد محمد لماذا أنت هنا؟
قلت لسببين
أولهما السكن هنا رخيص
والثاني جئت في مهمة خاصة بالعمل حالما أنتهي أعود
قالت لأين
قلت للخليج
قالت أو تعيش هناك ؟ قلت لا
بل هي ظروف متعلقة بالعمل
وبعد أن ينتهي عملك إلى أين تصير
قلت للقاهرة دائماً تكون رحلتي الأخيرة
تناولت قهوتي وأعطيتها كأس الماء
وبعد قهوتي
تأهبت للخروج من البهو الكبير وصلت لمقر التدريب
تاركاً ريبيكا وقططها يعبثون بالمكان وهي في رفق تناديهم
أخذت الكورس المكثف لأحد أجهزة الــــ spot lining الجديدة
وعدت منتشيٌ من جديد
لأجد قطط السيدة ريبيكا تنتشر على كل الأرائك بالمكان
والسيدة وبعض النزلاء غير متواجدين
أخذت المفتاح وولجت لجناحي المتواضع في هدوء
وبعد وقت ليس باليسير تطرق السيدة الباب
أسرعت للباب فإذا بي بوجه كالقمر
مع ابتسامة بحجم السماء وصفاء زهرة برية
انتظرتك طويلاً فلماذا تأخرت حتى المساء؟
قلت شغلتني أمور العمل وأنتم قوم هزمناكم في كل تافه
إلا الثرثرة فهذا الخبير يجيد إعادة العبارات بطرق مختلفة
وجهاز الترجمة عندي لم يكن بصحة جيدة
وجدتها ممسكة إبريق القهوة متسائلة
هل لك بكوب من القهوة الفرنسية الطازجة ؟
قلت زيديني من قهوتك متى شئتِ
فلكل قدحٍ حكاية
ولكل وجه رواية
ولكل عين ألف خبر
ثم كانت منها التفاتة عن خبيئة
ماذا تقول فينا أيها السيد الصامت المجهول
بعد أن صارت بيننا ألفة ورغبة
قلت لا تتعجلي سيدتي فتلك ألفة لم تصل
وتلك محاولة لم ترتقي لمناط الديمومة
قالت هَب أنها كانت
قلت لا يجتمعان
قالت من ؟. قلت قطاري وقطارك
قالت لعل موعد على العشاء يزيل ما بيننا من فوارق
قلت هو لك
قالت حسناً أيها الغامض من بلاد العرب
قلت لها كانوا بينما نحن في غربة
كُن في الموعد فشوارع باريس تشتاق
ولن أدعوك لغرفتي . حتى أحضر أحباري وأجهز ريشتي فلك لوحة لم تكتمل
وسأحبسك في كتابي متى ما طاردتني الذكريات
كم عمرك سيدي ؟
قلت منذ ولادتي لمثلك أفرُّ وهن كثيرات ولكنك الباريسية الأولى
قالت أكتبني في ديوانك أنني امرأةٌ في حياتك كانت ... بينما أنت في قلبها مستمر
قلت وإني فاعلٌ فكوني كما أنت بلا مساحيق عند المساء
وستجدينني بسَمتي و وقاري
وهذا الوجه الطفولي متأهبٌ لعزفك عند المساء قيثارة
ثم غابت لا يُخفي عني هذا الحَورُ في عينيها
غير خصلة من ذهبيات شعرها الأشقر
بينما آثرت الغوص في مقعدي الإسفنجي بنشوة الفرِحِ المترقب
فماذا أنت فاعلٌ يا بن تلك الفلاحة التي أنجبتك في يوم قائظ
قلت ليت أمي لا تعلم عن هذه شيئاً

مريم يا مريم

حتى هنا أكتفي

همسة

إلى التائه في بلاد حرة ولا يملك ثمن تذكرة العودة من جديد
يكفيك أن ميلادك يتكرر كل ساعة





أنتَ يا قدري العنيد
ألا تدري أنّني كنتُ في انتظاركَ؟
أجلس صباحًا على حافّة الضوء
وأكنس الشوارع آخر الليل
مع وحشة الصمت، والطرق.
دون أنْ يعرف أحد قصة عمري المهدور، وأنت.
ودون أنْ يطرق الله بابي بمعجزة،
أو يأتيني بكَ اليقين..
وأنتظر.. كشجرةٍ راسخة
كفتاةٍ وحيدة
تنتظر عودة حبيبها المهزوم من الحرب
فيصلها خبر عودته، أو خبر وفاته.. قبل جثّته.

محمد يا محمد
صباحاتكَ غير عادية
ولن تكون صباحاتٌ عابرة
هي عابرةٌ ساكنةٌ ثابتة محرضة
تعبر وتستقر في القلب والروح
ولن نكتفي منها
سأتحدث عن نفسي :
لن أكتفي منها
سأظل هنا
.

محمد حجر
11-01-2021, 09:13 AM
مريم يا مريم

لا أملك خيار آخر غير أن أعود
ولا أجد أجمل من جملة مريم يامريم أستهل بها كل مداخلاتي
أفضل شيء وأكبر تقدير للناس أن ندعوهم بأسمائهم المجردة من كل وصف ولقب
وأرجوك لا تكتفي بحديث حتى لو تكرر ألف مرة
ففي كل مرة هناك وجه آخر وتقديم مختلف
ليست ريبيكا محطة واحدة سيدتي
سأحكي لك عنها حتى ما لم أذكره في كتابي ( سيِّدة من باريس )
لكن هناك ما لا يصلح للكتابة هنا أو بأي مكان
لذلك سأكتفي بالإشارة
وعن نشر روايتي بالفعل هناك اتفاقات لنشر روايتين لي إحداهما هذه
والأخرى ( فتى القرية )
ثم هناك كتابي ( كلام في الرومانسية )
لكن يمنع ذلك عدم نزولي للقاهرة حتى الآن
دار النشر هناك تشترط تواجدي لتوقيع العقد النهائي
ومسائل أخرى كثيرة أكبرها على الإطلاق أزمة كورونا
فهي سببت كثي من المشاكل لجميع شركات قطاع الأعمال حول العالم
ولكن نسختك محفوظة بلا شك وسأرسلها لك بعلم الوصول

لكن

هنا سأحكي لك فقط عن ريبيكا اختصاراً للوقت
فما أشبه اليوم بالبارحة حين الحديث معك

همسة

حين تتحرر القلاع من محتليها
هناك أنقاض من الذكريات التي لاتُنسى

مريم
11-01-2021, 07:41 PM
غنيتُ كثيراً اليوم
و كأنني أغني لآخر مرة
صوتي ووجهي
ملحٌ لحزني وأفكاري
شعري، عيني
طعامٌ لذكرياتي
الحباةُ قصةٌ سخيفة
تُقرأ لطفلةٍ صغيرة
تبدأ بأطفال يلهون مع العصافير
وتنتهي بمقتل الذئب
هو قلبي
المليء بالحجارة
والريش
من يدري
وكيف أدري
إنْ غرق
أم طفا
في بئر؟

على الهامش :
كأن تشعر بأن رأسكَ محشورٌ داخل علبة سوداء مظلمة وضيقة لا يمكنك أن ترى فيها سوى ذكرياتكَ الفائتة تبتسمُ لكَ طوال اليوم بينما تُراقِبُ حياتك عبر ثقب أضيق من علب العصير ذات الحجم الصغير و هي تفلت من بين يديك وأنت لست قادر على فعل شيء، سوى التحول إلى كائن غير موجود إلّا في نظر الأجساد .

مريم
11-01-2021, 10:01 PM
مدهشة مريوم وكفىflll:sff:

تأسُرني الحنيّة
ويأسُرني الآن صوتكِ وحنانكِ عطاف وورداتكِ
صدقيني نسمع أصوات من نُقدر وجودهم ونحبُّ لقاءهم
لو أننا لم نسمعها في حياتنا قط
محبتي وريحان

سُلْوان
11-02-2021, 12:44 AM
’،






بعضُ الأحلام بُتِرت لَكِنها نُدِبة :((

مريم
11-02-2021, 08:17 AM
الصباحات المبكرة غنيمة
أنا ممتنةٌ لك
لظلكِ الذي مرَّ بجانبي
خفيفًا، ثقيلًا، مثل طير
يكاد لا يستريح
على كشف ذاتي
وسكب المعرفة داخلي
على مساعدتي في أن أصل إلى ما أنا عليه
والإجابة على سؤالّ مهم
غيري يدفعُ عمرَهُ فيه:
ماذا أريد من هنا؟
أريد أن أكون سعيدة
وكانت عودتك مع كلِّ صباح ، أسهل طريقة.
لتترعرعَ الأحلام في المنافي

مريم
11-02-2021, 08:36 AM
أرى كيف يهتم الأشخاص ببعضهم، وكيف تؤثر حيواتهم على حيوات أحبتهم، أرى كيف يكتب الأحباء رسائلًا لا تصل، ويطمئن بعضهم على بعض، من مسافة بعيدة حتى يحين وقت اللقاء، أفعل هذا أنا أيضًا، لكنني أتساءل إن كان من أحبهم، يفعلون هذا من أجلي، يهتمون للأشياء التي أفعلها، ويكتبون رسائلًا لي، رسائلًا لا تصلني.

أرى كيف يركض المحبون لهفة، وأقارن بين طاقتي وطاقاتهم، أنا التي أزحف حتى أصل أقدام الأحبة، فلا ألتقي بهم، أرى خطواتهم تبعد عني، تسلكُ طريقاً وعدنا بعضنا وأنفسنا ألا نسلكه، فلا أستطيع حتى أنْ أسالَهم تلك الأسئلة التي يجبُّ أنْ تُجاوبَ عنها العيون، لكنني لا أراها، ولا تهتم هي لرؤيتي.

الأصدقاء كلهم أحبتي.. وهناك مَنْ تعلقتْ به روحي أيضاً، أحبُّ أن أؤمن أنه يمشي اتجاهي بدوره، رغم صعوبة تصديق ذلك، يمشي بخطواتٍ ثابتة، خطوة خطوة، في مسار طويل، فيه أشجار يقطفُ لي تينًا توتاً برتقالاً تفاحاً منها، فيؤخره هذا القطف سنينًا، ليصلِ إليّ، ويجيبني عن كل التساؤلات، أظن أحيانًا أن هناك أشياء أخرى تعرقله، يستظل تحت كروم العنب، يقرأ الكتب، يعد الحصى على ضفاف الأنهر السبع كلها، ويلتقظ لي تذكارات أخشى أنه حين يصل، لن أكون في آخر الطريق لأراها، أو أشكره.

أخاف أن يصير شيء آخر، شيء لا عزاء لي فيه، أن يصل هو لوجهة ما، أنا لست فيها، وأن أصل أنا زحفًا إليه فلا أجدّهُ، ويخبرني الحصى أنه مرَّ من هنا، وحيدًا، أو أسوأ، مع رفيق يُؤنسُّهُ، واختاروا بسعادة تغيير الطريق، فأظل مع تساؤلاتي ونصوصي دونه، أهو طريق يسلكه الإنسان وحده، أم هو رحلةٌ مع صديقٍ مُحبّ؟


همسة :
تسمعون صوتي أو لا تُدْركوهُ فيضيعُ مع الرّيح ؟

على الهامش :
على الأشباح أنْ تتصرف بعقلانية

يحيى
11-02-2021, 08:53 AM
لا أعرف ان كان مسموحاً لي الرد هنا ، أردت أن اسأل فقط
الرسائل التي لا تصل .. أين تذهب !
ايضا حرف صباحي آسر ..
الى فوق يا مريم

محمد حجر
11-02-2021, 09:00 AM
مريم يا مريم

صباحك كما أحب فيروزي على مدى الدهر يسكب في أرضك شِعراً

أستطيع مشاركتك اليوم بشكل مختلف
فقد وصلني اتصال بأن أحد الزملاء عنده كورونا فتوقف المكتب حتى يقوم الجميع بمسحة حديثة
لذلك سأعمل اليوم من البيت وربما أكمل بورترية لأول مرة منذ سنوات أقوم بالرسم من جديد بقلمي الرصاص
بدأته فقط بالأمس أتمنى أن يكتمل اليوم أو غداً
هو بورتريه لوجه السيدة ريبيكا على حسب ما أتذكره منها
حيث لا أمتلك صورة لها في ألبومي حيث أن اللقاء بها كان في وقت لايوجد به هاتف يحمل كاميرا ذاتية

وحتى أعود

أسكبي قصيدك حتى تتفيأُ الظلال جميعها
فهناك من بالجوار

مريم
11-02-2021, 09:07 AM
لا أعرف ان كان مسموحاً لي الرد هنا ، أردت أن اسأل فقط
الرسائل التي لا تصل .. أين تذهب !
ايضا حرف صباحي آسر ..
الى فوق يا مريم

أهلاً بوجودك يا يحيى.. أنت موجود فعلياً منذ أول نص قرأناه لكَ، و منفى الحالمين يتآنس بحضورك الكريم

تبقى شوكةً مغروسةً في الحلق !
تلتصق في جدار الذكريات نحاولُ أن نمسحها بأيدينا
كما تمسحُ اليد الزّجاج المبلل فتصيبنا نوبات الهلع !

مريم
11-02-2021, 09:39 AM
مريم يا مريم

صباحك كما أحب فيروزي على مدى الدهر يسكب في أرضك شِعراً

أستطيع مشاركتك اليوم بشكل مختلف
فقد وصلني اتصال بأن أحد الزملاء عنده كورونا فتوقف المكتب حتى يقوم الجميع بمسحة حديثة
لذلك سأعمل اليوم من البيت وربما أكمل بورترية لأول مرة منذ سنوات أقوم بالرسم من جديد بقلمي الرصاص
بدأته فقط بالأمس أتمنى أن يكتمل اليوم أو غداً
هو بورتريه لوجه السيدة ريبيكا على حسب ما أتذكره منها
حيث لا أمتلك صورة لها في ألبومي حيث أن اللقاء بها كان في وقت لايوجد به هاتف يحمل كاميرا ذاتية

وحتى أعود

أسكبي قصيدك حتى تتفيأُ الظلال جميعها
فهناك من بالجوار


صدق حدسي، لم أُكذِّبه يوماً الصباحات المبكرة غنيمة، أقولها الآن تحديداً عن يقين أكبر وأعمق .
لا أعلم إن كان من حقنا أنْ نرى وجه ريبيكا ونحن نعيش بعض تفاصيلها ونشتمُّ عطرها بأثرِ حرفكَ الجميل (كرماً)
الضوء الصغير لا يخفتُ لطالما هناك مَن بالجوار
محمد الإحساس الأروع في العالم أن يكون الإنسان مطمئناً، مطمئن لا أكثر.. لا يشعر بالخوف أو الريبة.
لا تعتليهِ الشكوكُ أو الضيقة، مطمئن فحسب

سنظل هنا

يحيى
11-02-2021, 09:54 AM
البتول مريم أتفهم ذلك
أنا حقاً مدين لك كل ذلك
كما أتفهم رغبة أنثى أن تنعم بالهدوء في هذا الجو الصباحي البارد
كما رغبتي أن أكون قريبا منكم أكثر
ممنون يحيى >::

محمد حجر
11-02-2021, 10:04 AM
مريم يا مريم

ولأننا باقون هنا بقرار غير قابل للنقض ما لم يكن هناك مانع شديد
وحيث أنني كما ذكرت سابقاً أمارس أصعب رياضة في التاريخ - الركض خلف الأمل
وكما يقول أليكس هيلي في روايته ( الجذور )
الرجل الحكيم من يتعلم من الحيوانات التي تقع في الأسر
هل وقعت يوماً بالأسر يا مريم؟ لا أظن
فمثلُكِ يأسِر ولا يُؤسر
أنا وقعتُ وجربتُ وتعلمتُ أن أغير جلدي ولغتي
تعلمت أن أجعل من أعدائي أصدقاء ولو لبعض الوقت
هل ركضت خلف الأمل حافية القدمين؟ ربما
لكنني على دراية أكثر منك بأن هذا الأمل لا يُدرك ولا يُلحق به بمكان ولا زمان
لأن الأمل لا ينتهي وحين يُدرك يتجدَّد
أدركت أن ألف محاولة للحب لا تكفي لتحرير مدينة
لكن سيف خيانة يسقطها في يوم وليلة


همسة

وحيثُ أن وعدك بالمكوث هنا طوق
أنهار العالم لا تروي العطش


سأعود

محمد حجر
11-02-2021, 10:15 AM
السيد يحيى
أهلاً بحرفك ياكريم
كل حرف متميز يتواجد هنا
أو بأي ركن بالمدائن
هو إضافة وجمال
أهلاً بك في كل حين

مريم
11-02-2021, 10:43 AM
حسناً
مدننا كلنا تقع تحت الأسْر يا محمد، مدنٌ مغتصبة، لكن بالمفهوم الخاص جداً -عندي- للأسْر صورٌ أخرى فالدمعةُ التي يأكلُ ملحُهَا عينَكَ من الداخل، إنْ لم تستطع التخلص منها فأنتَ أسيرها، لذلك لو كانت الدموع اليانعة ورداً لأحببنا رؤية البكاء في العيون .
يحرضني حديثك عن الأمل..

لدي نبتة واحدة، أضعها على حافة نافذة، ماتت أوراقها قبل شتائين حين كففتُ عن حمايتِها من حبات البرد، نبتة رقيقة، قصيرة ومتفرعة لأربعةِ أغصان، تناسيتُ سقيها ومسحَ أوراقها لمدةٍ طويلة، ربما كنتُ على غير وعيٍّ مني أريد منها أن تُشاركني شعوري، بالاهمالِ، الوحدةِ، اللامبالةِ والسّخط، ربما أردتُها مرآة، أو شيئاً آخرًا يُطمئنني أنَّ هنالكَ من مثلي، من لا يلتفتُ العالم لهم.
أزهرتْ نبتتي، لم يسقِها غير الله ولم تمسها يدٌّ غير أجنحةِ الطّيور التي أحبتْ أن تستريحَ تحتها، أزهرتْ بكثرة حين كنتُ أسهرُ على نافذةٍ أخرى، ضيقة وتطلُّ على شارعٍ أحببتُ أشجارَ الوردِ على أطرافهِ، وحين أردتُ نافذةً أكبر، رأيتُ زهرًا صغيرًا على رأسِ النّبتةِ التي لم أدركُ أنّها تُزهر، أو أنها لا تزال هناك.
لدي ما يقاربُ خمس عشرة نبتةً الآن، يملأون لي حياتي، أُعاملهم كالأطفال، والنبتة المذكورة أعلاه أكبرهم وأحلاهم ولها منها أفرع أخرى في أصيصين قربها، تحطُّ عليها وحدها حمامة بيضاء من حين لحين، كأنها قمر في سماء.

أنا أيضًا أشعرُ دائماً أنّي كبرتُ، وتركتُ خلفي شتاءات حزينة، ولي من ذاتي في غيري أثر أتمنى أن يكون ايجابيًا، مثل حكايا الزّرع والشّجر أُحولها لحكايا من أمل وحلم، تتجدد مع مَنْ هم بالجوار يا محمد

محمد حجر
11-02-2021, 11:21 AM
مريم يا مريم


سأحكي لك جزء جديد مع السيدة ريبيكا

في اليوم التالي
بينما كان السيد أنطونيو ( مالك النزل ) متوشحاً بذته السوداء
وسديلي مغلق وقميص أبيض ناصع البياض خلف منضدته الكبيرة
رجل خمسيني ببشرة بيضاء جبهته خالية إلا من بضع شعيرات
من هذا الشعر شبه الكستنائي
مترجل على قدميه يلاحظني بابتسامته الجميلة والخدومة
ألقيت عليه تحية المساء
لترتسم على محياه ابتسامة أجمل ولمحة تحمل معانٍ كثار
قلت لك السعادة سيد أنطونيو
قال بل لك في ليلتك
ف حسناء النزل جعلتك سيد ليلتها بلا صُحبة
قلت يبدو أن السيد أنطونيو لا يوفر عملاؤه
قال لا ولكن لسيدتك الليلة عندنا من المودة ما تستحق
ومن الصداقة ما يجعلنا نهتم بالكثير عنها
قلت حسناً سيد أنطونيو لعلك ترشد هذا العربي
حتى لا يترك فرصة إلا وأسعدها
سيدي كنت اتمنى لو عرفت ماذا تعمل السيدة ريبيكا
قال تمتلك أصابع ذهبية وخيال بيكاسو وعقل أرسطو وجمال بيتهوفن
ولو كان وليام شكسبير حاضراً لكتب عنها أجمل مسرحياته على الإطلاق
سيدة ليلتك سيد محمد من بلاد العرب
فتاة استثنائية وبينما هي كذلك كنت أنت بوجهك الطفولي
مثار دهشة لديها وهي ماضية في استكشافك في ليلتك
فاحرص واغتنم منها ما لقيت
قلت حسناً سيد أنطونيو لك ولها مني ألف قيد لا يبغيان
السيدة ربيكا سيد محمد من بلاد العرب
لن تطيل انتظارها فهي بالخارج فتأهب لذاك اللقاء
قلت حسناً سأكون فارس روما لها في ليلتي
ليعقب السيد أنطونيو أتوقع منك ما هو اكثر سيد محمد من بلاد العرب
قلت سيد أنطونيو شخص كأنت بخبرتك ويبدو أنها كبيرة بالحياة
ماذا تفعل لو كنت مكاني يا عزيزي ؟
يرد مبتسماً في مثل سنك كنت مختلف

وكلما كانت الأنثى مميزة أكون عندها شخص متجرد
تجرد من كل غاية سيد محمد ولا تدع تلك المتحفزة تصل لنقاط ضعفك
عندها تعافك وتكشف عن خبيئتك
واحذر فهي من الجنوب المتعصب ولها والد واسع النفوذ
بينما السيدة ريبيكا
اختارت العزلة بعيداً عن جو عائلتها الصاخب
لذا كن هذا الرجل الواحد لسيدة واحدة هذا المساء
وستكون ليلتك قطعة من ا لجنة
قلت ليتك سيد أنطونيو ما تكلمت كنت أتمنى أن تكون هذه السيدة عندي
كما رأيتها بصحبة تلك القطط الجميلة
وبرغم هذا الصخب الكامن في صدرها غير أني لا أجدني إلا وقد عزمت على التقاطع
مع هذا المخروط الأنثوي الفريد
وبحقها لا بحقي و بفلسفتها لا بمنطقي المتثاقل خلف ركام الذكريات
ولعلها لا تدري كم عند صاحب موعدها من تجارب
ولئن غلبتني بغُنجها لسحبتها لجانبي بصبري وإيماني
ولست أدري سيد أنطونيو من منا يشتاق لتلك الليلة
ومن منا كان يبحث عن الآخر في ذاته
وسأقدم لها ذلك الرجل الذي رأته كل الفاتنات في بلادي
وحتى تلك السيدة عند محطة المترو حين التقيتها بعد الفجر
أثر أزمة كنت أمر بها مع والدي الراحل
وتلك السيدة قدمت لي ما سأذكره لها ما حييت
فلقد قدمت لي من الوعود ما يفتن به أي شخص في الوجود
ولكن لست تدري سيد أنطونيو
ربما كانت السيدة ريبيكا محطة جديدة
سأتوقف عندها لوقت أجده سيطول
ولكن كما تحدثت أراها تستحق
وأراها لم تكن سوى بيِّنة نور عن كل ما حدث
ربما كانت ريبيكا طيف

وهذا النُّزُل ما هو إلا مجرد حاضنة لهذا الحلم المتكرر في حياتي
طال الحديث مع السيد المتحضر
وهالني منه هذه الكيفية من التقدير لشخص لا يمثل في النهاية
غير مجرد نزيل لبضعة أيام ثم يمضي وربما بلا رجعة
ثم بادرني بابتسامته المعهودة
فاتنتك وعميلتي المفضلة على وشك القدوم
وأنت مازلت تنظر لتلك الأرائك الخاوية
هيا تحرك لا أريدها أن يقع بصرها على أحد غيرك في تلك القاعة
التي ربما ستكون مكتظة بالمزيد من النزلاء
فأومأت له في مودة شكراً لك على كرمك سيد أنطونيو
وأردفت في لمحة متسرعة
سيد أنطونيو هل لدى السيدة ريبيكا حبيب أو ربما صديق
فكما تعرف ربما الأمر يبدو محرجاً لو حدث لقاء بلا تحسُّب
ليرتفع حاجباه مصحوبة بابتسامة ذات خلفية لم أحسب لها
عليك أن تكتشف ذلك بنفسك سيد محمد من بلاد العرب
فسيدتك هذه الليلة قد انتقتك من بين النجوم
فخذها معك لتلك السماء التي انتظرتك فيها
وكن أنت فقط هذا القطب الشمالي الوحيد
وستكون بوصلتها رهن جاذبيتك
وكلما تحركت عن يمين وشمال
ستستمع لدقات قلبها
فاحرص على ايقاعك بشكل منتظم
شكرته مجددا وانطلقت إلى جناحي المتواضع
أخاطب كل مرآة في طريقي
أن تمنحني إجابة وحيدة
أن تلك السيدة تراني كما أرى نفسي في النهاية
مجرد عابر قد جمعنا فقط هذا النزل المتواضع
وغداً سيمضي كلانا في طريق
ثم تأنَّقتُ من جديد
ف الباريسية تستحق
وأنا أقلِّبُ في خيالي كل النساء في طريقي
وقلت ليتهن كما تلك الباريسية
غير أن قلمي لم يكتب عن إحداهن يوماً بلا وجودها في حياتي
الفضل لها رغم كل شيئ

سأعود يا مريم

مريم
11-02-2021, 04:24 PM
تعزف الحياة ألحاناً مختلفة ونحن لا نستطيع فِعْلَ شيءٍ سوى أن نرقُص على الإيقاع...


النّحل غادرتْ عروشَها قاصدةً
وجنتيّ "ريبيكا"
والعازفُُ في دارِ الأوبرا
رمى الناي من يديه سائماً
التقط أنفاسه ...
هنيهةً
ركض نحوكِ وقبّل عُنقكِ "ريبيكا"
ألف قيثارة ونصف فيروز
تغار منكِ الحسناوات !
ويغني لكِ الغيم والشّجر ..

على الهامش:
الماء والزّيت شيئانِ من المحال تجانسهما،
وهذا ينطبق على ثنائية " الحب والعقلانية"

محمد حجر
11-02-2021, 05:35 PM
تعزف الحياة ألحاناً مختلفة ونحن لا نستطيع فِعْلَ شيءٍ سوى أن نرقُص على الإيقاع...


النّحل غادرتْ عروشَها قاصدةً
وجنتيّ "ريبيكا"
والعازفُُ في دارِ الأوبرا
رمى الناي من يديه سائماً
التقط أنفاسه ...
هنيهةً
ركض نحوكِ وقبّل عُنقكِ "ريبيكا"
ألف قيثارة ونصف فيروز
تغار منكِ الحسناوات !
ويغني لكِ الغيم والشّجر ..

على الهامش:
الماء والزّيت شيئانِ من المحال تجانسهما،
وهذا ينطبق على ثنائية " الحب والعقلانية"



مريم يامريم

حتى ريبيكا لو علمت
ستدين لك بفضل

مساؤك سعيد مريم

محمد حجر
11-02-2021, 05:47 PM
دقائق معدودات وإذ بي بوجه صبوح
مزيج من الأشقر والخمرة بحمارٍ خمري
ووجهٍ كامل الاستدارة
وعيونٍ خطفت ألباب كل هؤلاء الجالسين في هذا البهو الكبير
وفستانٍ واضح السواد مع وشاحٍ فوق العنق يستر النهد عند الثبات
وحذاءٍ زبرجدي أنيق
من هذه سيد أنطونيو ؟
قال هي حسناؤك سيد محمد لابد أنها ذهبت للحلاق
قلت صدقت استثنائية لشخص استثنائي
وفي نزلك الاستثنائي سيدي الكريم خلقاً وأدب
قال سيد محمد لأنك تستحق كانت لك تلك الماسة ،
فخذها بقدرها
قلت كان
تحركت نحوها في خطوات متثاقلات
وكلي براكين عفة وخجل مع موجات من الشوق تتدفق
ثم همستُ لها بصوت دافئ
هل هذه لي؟
قالت هي لك خذها ولا تخف
قلت وإلى أين المسير؟
وإلى أيَّ سماء أصعد بك لو ملكت القُدرة
قالت إلى باريس أيها الغافل
قلت يا إلهي كيف أنساني هذا التوهُّج ما وعدتك به؟
قالت ربما نبضي القلق من هذه الرومانسية التي لم أحظى بها قبلك
ترشدك حيث غايتي فيك
هيا لننطلق ودعك من هذا الخجل الذي يثنيك عن معانقتي
قلت سأفعل ريثما أعلم من أنا حين أنعم بهذا الخيال
ثم مالت على كتفي بتباطؤٍ حميم
ومن ثم هَمَسَتْ
لا تدعهم يتفحصونا بعيونهم التي لم تسقط عني وعنك لحظة
قلت من؟
قالت أولائك المراقبون من حولنا أيها الغافل
تنبهت لوضعنا بوسط القاعة لأجد جميع الحاضرين منتبه
وقد توقف كل منهم عن الحديث مع الآخر
وكأنه ينتظر منا دعوة كي يشاركنا الرقص وسط البهو
يا إلهي مالي وهؤلاء
قالت لست أدري أهم بي أم بك يتفكرون ؟
فلننطلق يا عزيزي
قلت لن نصل الليلة سيدتي
قالت وذاك ما أريد
سيكون لي فيك وقت وغاية
قلت لم ألق فيك راية
قالت حتماً سيكون
قلت هي لك متى ما كانت منك رغبة
ومتى مازالت عني تلك الرهبة
قالت وهو كائن ما إن تخلصت أنت من حالة صمتك المهيب
ولست أدري أي الحالتين جذبتني إليك؟
صمتك الآسر
أم كلامك الذي تنتقيه بعناية؟
ومع ذلك أشعر أني بك من الهالكين
دع نفسك لي ليلة واحدة
قلت وهل أجرؤ على غيرها أيتها المتوهجة بملامح إنسيَّة
قالت سيد محمد ســــــــــا ...... ء
قلت مقاطعاً يكفيك محمد دون كلفة فأنا فيك الليلة لن أكتفي برحلة
ثم راودني من عينيها شوق الرحيل
فتناغينا و تدانينا عند سماء الشوق نتقاسم
ما ملكناه من نبض
بعد هنيهة من تردد
ناولتني تلك اليد الغائرة
في جوانتي من القطيفة الأبيض المرصع بترتان غاية في الجمال والروعة
يعكس الضوء في عيوني كلما بحثت عن بداية لذاك القد المعتق
وهذا العطر الباريسي وعود البان الذي يكاد يقفز من هذا الفستان الآسر
وهي تدعوني بصمت
ليتهامس صوتي المتحشرج من شبق
إلى أين تأخذين هذا الغريب يا ذات وجد لم ينطفئ
قالت إلى حيث ينتهي بنا الطريق ولا أحد سواك في حياتي
قلت اعتبريه حلم لأنعم فيه ببعض صدق فأنا وأنت لقاء
لم يُكتب بعد
وقصة لم تحدث منذ قرأت عن ذاك المجنون عطيل
وهذا العربي المولع بليلى في صحراء العرب
قالت من تلك الـــ ليلى
قلت فتاة كـــ أنت لحظة دخولك لهذا البهو الكبير
ولو نظرت لتلك العيون التي ترمقك برغبة
لعرفتِ مَن ليلى في تلك الجزيرة التي وُلد فيها أجمل شِعر في الوجود
قالت لا تجعلني أعلق بك أكثر
قلت افعلي يكفيك يومي وليلتي
لتكتبي على جدار قلبي ما شئت من قصائد
قالت في الغد ستتلو على مسامعك ريشتي ما يسرُّ عينيك
قلت والحبر على نفقتي
بشرط أن تكون الألوان كما أنت في تلك الأمسية
خرجنا للشارع الجانبي وماهي إلا بضع خطوات كي نصل لناصية الشارع العام
تتوقف سيارة أجرة فارهة الجمال
وكأنني أنا والأميرة على موعد مسبق
إلى أين سيدي
ردت بلغتها إلى محطة القطار
فتحت باب السيارة
وعيوني لا تفارق النظر عن هذا الملاك الذي يدلف
مع ابتسامة تكاد تتقطع لها أنفاسي رغبة
تبعتها غرقاً في قلب تلك السيارة الجميلة
وأنا لا أكاد أدرك من أنا ولماذا كنت هنا؟
ولكن تلك الحورية لم تترك لعيونها حرية النظر لهذه الزروع الخضراء على جوانب الطريق
بل كانت تحدق في وجهي كأنما الناس عنها في غياب
وكأنما أنا الحلم الذي يكاد ينسل من بين يديها ذهاباً بلا رجوع
لفتةٌ مني لذاك الوجه المبتسم
لتسألني كم عمرك محمد
قلت أكاد أكمل الثامن والعشرون
قالت لأن هذا الوجه لن يكذب يوماً سأصدقك
ولو تركت لي الخيار لقلت تحت العشرين بقليل
تبسَّمتُ لماذا؟
فقالت قل أنت يا سيد البراءة
قلت ربما هو جين في العائلة يا باريسية الغواية
ولن أسألك عن عمرك
فقط يكفيني عمرك هذه الليلة لو تملكتك
قالت هو لك فلا تتراجع
قلت وإني فاعل
مسحة من خجل عندها كانت
ثم قالت يكفيني أنت في طريقي
قلت هو حادث
ثم قالت يكفيني أنت في طريقي
قلت هو حادث
كانت السيارة تمخر بنا في نهر الشوارع الجميلة
وتلك الورود النابتة على النوافذ العتيقة في ذلك الشارع من الجنة
بينما كنت أتطفل على هذا المنظر الخلاب
كانت تلك الجميلة بكل نفّسٍ خارج من هذا الصدر الممتلئ يشعل نار التوق في مخيلتي
بينما كنت أبتعد خلسة عنها هاربٌ من كهارب المغناطيس الحارق
وهي عن يميني تُلغي كل مسافة أصنعها بمهارة
وبعد برهة من وقت وجدتها وقد التصقت بي تماماً
والعجيب أني لم أعترض وربما رضيت
و قلت في نفسي ذلك لمزيد من الألفة والتعوُّد
كي أعطي و لو مبرر ضعيف لهذا التلاصق
ثم أغمَضَت تلك العيون التي أحاطتني بعناية
ولست أدري في أي الحالتين هي أجمل تلك الحوراء
تحولت فجأة إلى ذاك الملاك الحالم
مستمعة لموسيقى خيالية شغلها قائد السيارة منذ فترة لا أعلمها
وكأنه كان على موعد مع تلك الأميرة بصحبتي
وبمنتهى الأدب لم ألحظ منه لمحة واحدة تجاهنا
ويكأنه لا يرانا بل لم يدفعه الفضول لحظة واحدة للنظر في تلك المرآة في المنتصف
ثم همست ... هل امتلكت يوماً حلماً في حياتك؟
قلت سيدتي الأحلام ليس لها سوق حتى لا يحتكرها الأغنياء والساسة
إنما كانت الأحلام للفقراء
إذن ما هو حلمك أيها الهادئ ؟
قلت كانت أحلام ولا زالت
حدثني عن طيفك وعن خوفك وعن حلمك وعن تهورك
أخبرني بضعفك وقوتك
حدثني عن رجل من بلاد العرب لم ألقاه في حياتي
قلت كان حلمي ومضى
كان هذا الهاتف لايزال يطنطن فوق راسي بذات حلم لم يكتمل
سأَحكيه لك يوم ما؟
فلا تتعجليه ... وإن عرفيه لا تقربيه ببهتان
كان ... فقط ... كان
ثم طوقتني بيسراها وأنا أكاد أحس بهذا اللهب من عينيها
وتمنيت لو بقيت ألف ألف عام أو يزيدون
آآآآآآآآآآآآهــــــــــــــــــــــــ
يا بن الطين والماء وأرضعتك سيدة النساء
ثم ها أنت في بلاد الفرنج ... تسبحُ مع القمر والضوء و تحتضنك السماء

مريم يا مريم

حتى هنا أتوقف

لكني سأعود

سُقيا
11-02-2021, 06:54 PM
،

تشتدُّ غصتِي كلما وجدتكِ بِسَطر كررتهُ ذاكرتِي لَكنها ما كتبتهُ ، إلى أي حَد تفاصيلنا متشابهة؟
ألهذا الوَطن سَبباً في هذا التشابه ؟
حينَ يجيءُ الليل ، وَيمدّ يدهُ وتُراكم تتساءَلون هل لَونها أسوَد ؟ ما قيمة الألوان ما دام مداده كناية
عَن الحُزن ، فكم من وقْتٍ تسَامرنا وحدنا وَ أخذتنا الليالي لِشحوب الأحلام ، سَاهرينَ منا
من يتمارض كي يهرُب من أهله ! كانَ دلالاً يغضِب المهتمّينَ منهم أننا نختصِر ، لَا يدركونَ
أن هذه القَوقعَة وحدهَا مَن تكفينَا ، فَأنا كبرتُ في عدة مَرّات أولاها ، حينَ وجدتُ يَدا أبي الطَاهرتين
تُقاوِم ظَلامها ، انشقّت الأرض وبلعت أصواتهم ، إلا صَوتي !
كثيرة هي التفاصيل التي جبرتنِي أن أثقب كل الوَرق وأتخلى عن القوقعة ذاتها لأقع فيما هو أظلم منهَا فيكون
الضياع سَبيلاً آخر لِلغَرق حباً في أبي والأرض حتى تلك السلاسِل كانَ حبّها في سبيل الله : شَرف !
فلا تسألوا كيف ننجبِر على مواقِف كبيرة علَينا ، لكننا نعطِي أنفسنا مساحات كبيرة من الوهم كَي نعيش !


الآن .

سُقيا
11-02-2021, 07:00 PM
،

لا أريدُ أن تهديني جثّة وردة تتقشّف حياتها
على مرأى النبض المقيت ، ولا تَدعونِي لرقصَة
شَغب ثم ترخِي جناح فراشة بين أحضانك
انها ارتواءاتِ الوَله ، تسكبكَ حباً مُر تغتالهُ الأحلام
وَ تجرده عن الواقع .

مريم
11-02-2021, 08:09 PM
مساؤكَ قيثارةٌ مُشْبعةً بالصّدق
وغيماً يجذبُ آهة البحار ويناغمُ أحلام الحدائق ..

قلْ لي : كيف ينقرض الفرح يا محمد ومثلك يرسمُ الحروف ويقصُّ الحكايا، ويكتبُ شقاوة القلب فيقتل الوقت لتهبَّ النسائم من الشمال والجنوب والغرب فيتمدد على الجدارن الشّجن ويشرقُ في القلبِ ورد ..
تتفردُ باللغة كجنّيّة تمتهِنُ الحبّ وكلُّ الأشياءِ الحلوة
شكراً لك ولكلمة سأعود

مريم
11-02-2021, 10:25 PM
وترميني مجدداً أتعاب الشوق، فقد متُّ تباعاً، وتجمدتْ أطرافي كما اشتد البرد بقلبي وبلدي، نحن اللواتي نكتبُ كثيرًا عن الحب هربًا من الكتابة عن الحرب والمأساة، نتخفَّفُ من زحمة المأسي بشعر الحب والشوق والحلم والحنين، نخترعُ قصصًا في نصوصنا ونتسلى مع خيالاتنا وحوارات مشكلتها الوحيدة بُعْد الحبيب، وكارثتها الأكبر شجارٌ بينَ مَحْبوبين، بينما الواقع أعقد وأعمق وأسود مما نقول، حتى قصص الأحلام فيها حروبٌ داخل الحروب !
أخبريني بالله عليكِ: كم من العمر ينبغي تخزينه في علب القصدير ليتم ختمه بقُبلِ اللقاء بعد حين، وكم من المخازن يلزمنا لنرتب كل ذاك الكم من العلب، فكيف بساعة ثملة يسكنون آلامنا ..!
حتى بفسحة حلم لم نستطع اجتياز انهزاماتنا وضياعنا بدونهم، حتى انعكاسات مرآيانا يا رفيقة باتت تلغي صورنا وتثبت صورهم بمبسمهم ذاك النهار ..
إلى متى سنتخبط ونتشقق كقطعة خشب أكلها الماء ..
أمازلتِ تسألين عن مدى تشابه تفاصيلنا ؟

غصن
11-03-2021, 02:00 AM
في عيونها الناعسة
وآخر وصايا حروفها
حلمٍ يبادر بالعطا
لكنها أغفت عليه

محمد حجر
11-03-2021, 06:00 AM
مساؤكَ قيثارةٌ مُشْبعةً بالصّدق
وغيماً يجذبُ آهة البحار ويناغمُ أحلام الحدائق ..

قلْ لي : كيف ينقرض الفرح يا محمد ومثلك يرسمُ الحروف ويقصُّ الحكايا، ويكتبُ شقاوة القلب فيقتل الوقت لتهبَّ النسائم من الشمال والجنوب والغرب فيتمدد على الجدارن الشّجن ويشرقُ في القلبِ ورد ..
تتفردُ باللغة كجنّيّة تمتهِنُ الحبّ وكلُّ الأشياءِ الحلوة
شكراً لك ولكلمة سأعود


صباحك أمل يتجدد يامريم كلما طالعتك الشمس بمكان
وكلما ودعك القمر على وعد بعودة
صباحك ميلادٌ مرسوم على ضفيرة طفلة وقفت على شاطئ البحر تنتظر عودة كل السفن
المحملة بأثواب الفرح
صباحك أنت مريم

مريم
11-03-2021, 06:14 AM
في كلِّ صباح سرٌ يمنحنا الإيمان بحدوث شيء جميل.
تغيبُ كأنَّك لم تحضر يومًا، وتحضرُ كأنَّكَ لم تغب يومًا، إنسانٌ أنتَ أم لحظةُ اكتشاف النور
أسعد الله صباحك يا محمد

محمد حجر
11-03-2021, 06:36 AM
مريم يا مريم

جميعنا يحب الورد لكن جميعنا كذلك لا نعلم من يُحبه الورد
مثلما كان يقول قيس
وكلٌّ يدَّعي وصلٌ بليلى - وليلى لا تُقِرُّ لهم بذاكــَ
لا شيء من أركان مدينتي يشبه شيئاً آخر لاكلام ولا ابتسام ولا غرام ولا دمع ولا خصام أو سلام
كل شيء يقتل بعضه كلهم يلهثون جميعاً في حلقة مغلقة
لا أحد يعلم عن الآخر
لاشارع من شوارع مدينتي يحمل لافتة تخبرك أين يقع البحر
ولا إشارة مرور مكتوب فوق أحد أعمدتها أن المطار الدولي في هذا الإتجاه
لا قصة للحب في قريتي لم تراق فوق أوراقها الدماء
كلما أردت الركض فوق أسطح البيوت القديمة خفت وتراجعت
كل البيوت آيلة للسقوط ولم تعد تتحمل شخص يركض بهذه السرعة مثلي

مريم يامريم

كنت أتمنى أن أهديك بحر يشبه البحر الذي في مدينتك لكنني لاأملك الجغرافيا
وأهديك قصة من زمان نستطيع فيه التوحد لكن آلة الزمن أكذوبة
ثم ذات مساء سأتلو على مسامعك قصيدة
كتبها ذات يوم هذا المسافر بلا أمل باللقاء


همسة

حين تكون العودةأمل
فالمستقر حلم

سأعود

مريم
11-03-2021, 06:51 AM
لنفكر قليلاً، ما المضمون الآن؟؟
أيام كثيرة من التفكير، ولا مضمون، جميعها آراء ستسرد يوماً كحكايات مختلفة، كوجهات نظر عديدة، فمنهم سيذكر أننا يوماً كنا الضحية، ومنهم سيقول كنا الجلادين، وبعضهم سيردد رحمهم الله، ومنهم قد لا نكون في قصته.
محمد يا محمد
أظن لو خيروني ماذا تحبين أن تكوني في تلك الحكايات؟؟، حتماً سأختار جزءاً بسيطاً، أن أكون موسيقى تصويرية لذلك المشهد، سأحاول حينها تخفيف فجاعة وألم ذلك المشهد لعلها تشغل القارئ عن القسوة قليلاً.
وأعود للتفكير من جديد،!! صوت الصراخ لا يمكن أن يُهزم، وحتى النحيب والبكاء أية موسيقى ستسكنها؟؟ إذاً علي أن أكون أحد الجدران في تلك الغرف، ربما سأكون جليسة أحد الأشخاص، أو لأسند شيئاً ثقيلاً، وربما في إحدى اللحظات أُشظّى وأنهار، لا يمكن أن تكون البطولة في هذه القصة سهلة، أفضل أن أكون قطعة حلوى أو لعبة أو حتى جرة غاز ذات فائدة ولو لبضعة ساعات على أن أكون بطلة أناضل وفي النهاية إما أموت أو أعيش سعيدة وأنسى البداية، يعز علي أن أفقد تقلباتي ومزاجيتي، أن أعيش سلاماً وهدوءاً، وأنسى الأسئلة التي لا يمكن الإجابة عليها، وأندمج، يعز علي أن أكون بطلة في نظر الأغلبية ولا أكون بطلة لشخصي وذاتي.
ولا أهتم إن كنتُ في نظر أحدهم ككسرة الخبز الجافة تحت شمس الظهيرة!
ها تسمع ؟
بدأتْ عصافير الصباح تغرد، أسمعُ بعضها. بعد قليل ستصبح أكثر وضوحاً حين تستيقظ من سباتها


على الهامش:
هكذا يولد الحب: يأتي أحدهم إليك، ولا يطلب شيئًا، لا شيء على الإطلاق، ولا حتى الحب.
على حافة العالم - ماريو سالاس

محمد حجر
11-03-2021, 07:05 AM
مريم يا مريم

لأيام كثيرة مرت بنا بينما كنا بمقاعد المسافرين
كانت مقاعد الإنتظار عندنا حلم ما أحسبه تحقق لأحدهم يوماً
نحن نبني البيوت ونرفع الأسقف ونزرع الورود ونمهد الطرق
ونؤلف القصص ونشاهد السينما والمسرح والتليفيزيون ونحضر مباريات كرة القدم
ونلعب الشيشة والشطرنج ونشتري الملابس ونستبدل اأحذيتنا بأخرى.
لكننا لم نقدر يوماً على بناء حلم
حتى لو عدنا من أسفارنا لن تكون مقاعد الإنتظار بنفس الوجوه
ببساطة هي كما الكيمياء كلما بقيت العناصر بالمخلوط ممتزجة فالتفاعل محتمل
والنتائج غير واردة بالحسبان .

مريم يا مريم
أخبري عصافير شرفتك أن هناك من يحمل القمح في مكان بعيد


سأعود

مريم
11-03-2021, 07:16 AM
ويعود كحقيقةٍ ضوئية، يفكُّ الليل مثل كرةٍ صوف، يفكّهُ ببراعة، ويجعلُ منه وقتاً طويلاً، ضيقًا، يتسعنا بصعوبة، ولذة وخفة..
حين أبكي، يضع كَفتَهُ الرقيقة على وجهي، بقوةٍ وارتجافٍ، ويبكي معي، بغزارةٍ، مثل طفل بريء..
يصنعُ لي من وقته بيتًا واسعًا، مليئاً بالألعاب والحلوى، وكنت ألهو هناك، حاملة كذباتي البيضاء وأسئلتي الحائرة مثل لؤلؤ في عقد، أتباهى به حين يمدحهُ، ظنًا مني أنه لا يعرف، أنني هنا من أجل الحلوى..
كان يقرأُ لي قصائدَ طويلة عذبة، بصوته التعب في آخر النهار، وأنا أستمع، مليئة بالحيوية، والسعادة، لتَضاعُفِ تعبهُ، من أجلي..

يعود فأُعيد خلق الصباح من أجله، وأجعله مريحًا ودافئًا، لينام من تعبه، على تعبي..
وحين يضحك، أزهو بضحكته، قبل أن أُعانقها، امتنانًا.. أعبر عن محبتي بأن أرسم له صورًا بخط سيء، وأكتب له رسائل ساذجة.

همسة :
كانا اثنين:
مصابين بعدوى العاطفة
ثالثهما الضوء
يتركان الشمس تقضم وجهيهما
يستلقيان على حافة الصوء ليفكرا، ليبكيا؛ ليضحكا على ما بقي من الطريق والرواية
بينما تسرح عيناهُ
في ظلّها
ويصغي
للأغاني بصوتها
هو
وعصافير الطريق
أهدته قلماً وسنبلتي قمح وشارة كشّافة
أهداها كماناً، يداً وحذاء

مريم
11-03-2021, 07:31 AM
محمد يا محمد
لا أعلم إن كنتُ أفكر بأشياء غريبة أم أنكم او حتى بعصكم يفعلها، ماذا لو حللتُ بجسدٍ آخر لمدة بسيطة او حتى يومين.. بجسدِ شجرة أو سمكة أو حجر حتى
البارحة حللتُ في حجر !!

أذهبُ داخلَ الحَجر
هذا سيكون طَريقي

دّع شخصًا آخَر يصبحُ حَمَامةٌ
أو صريرِ أسنان
حيثُ أشعرُ أنّني حجرٌ
يُسعدني ذلكَ

الحجرِ مِن الخارجِ لغزٌ
لا أحدَ يعرفُ كيفَ يجيبُ عليهِ
ومَع ذلكَ يجب أنّ يكونَ بِداخِله
هادِئًا
وهادِئًا
حتى لو وطأتَ عليهِ زرافةٌ بكاملِ وزنها

وحتى لو رَمى بهِ طفلٌ في نهرٍ
يغرقُ الحجرَ ببطءٍ دونَ قلقٍ
إلى قاعِ النَّهرِ
حيثُ تأتي الأسماك
لتطرقُ عَلَيه وتستمِع

لَقد رأيتُ شراراتٌ تَتطايرُ
عندما يفرُكُ الحِجارَة ببعضِها
لذلكَ رُبّما لا يكونَ الظّلام في الداخل

بعد كُلِّ شَيءٍ
ربّما يكونُ هُناكَ ضوءٌ

ضوءُ القمرِ مِن مكانٌ ما
كَما لو كانَ خلفَ تلٍّ

فقط ما يَكفي مِن الضوءُ لإخراجِها
كِتاباتٌ غريبةٌ

همسة :
تُخبرك عصافير شرفتي أنّ خَرائِط النُّجومِ
موجودة على الجدرانُ الداخليّة

محمد حجر
11-03-2021, 07:36 AM
إيييه يا مريم

سأهبك جزء جديد مع ريبيكا في صباحك الجميل


ثم ....
تحدثت الحسناء الباريسية ليعود بي الضوء من جديد لفاتنتي
أين كنت ؟
في ذات حلم
وسأحدثك عنه لاريب
طالما أنت في طريقي
فقالت كن صديقي
قلتُ بل كُنتِ منذُ أوَّل رشفة لي من فنجان قوتك الفرنسية
فقهقهت في دلال
لقد امتلكتك أيها الحالم
ف أين كانت رحلتك ؟ قلت عند سيدة الهاتف كان شرودي
قالت ومن سيدة الهاتف أيها اللحن الصامت في غابة لم يطمسها غاصب
قلت كانت ( حلم ) لم يُكتب له التفسير وأنا أنتظر حُسن التأويل
ربما من قعر سجنه يأتيني ساقي الملك وتنتهي السبع العجاف
لتتدلل تلك القيثارة ... بيننا موعدنا لم يكتمل أيها السيد
قلت ومتى ما تملكتك لن تصلحي لأحد بعدي فكوني من الحاذرين
قالت وأنا لك متى ما كان الرحيل حيث حلم رسمته لك
على لوحة
بيومٍ لم يكن مقدر لي لولا وجودك
أذكرني في بلادك يا حامل الشوق في بلاد الغافلين
فأخرجت هذا النفس المكتوم في صدري إثر انهِمارِها على صدري في عطف
وقلتُ ليتكِ ما فعلتِ ، وليتكِ ما ملتِ ، وليتني ما عُدتُ لهذا النُّزل المتواضع
وليتني ما استمعتُ لهذا الرَّجل عند البهو ِحين حدَّثني عنك فوهبني لك
قالت أوَ قد فعل هذا العجوز ؟
قلت لقد تحدث عنك وكأنك الـــــ شهرزاد ، وكأنك سيدة النساء التي لم تحدث منذ عهود
وكأنك فينوس الجميلة التي تركت الأرض عشقاً لزيوس
وو يكأنني فارس روما ( ماكسيموس ) ذاك الذي اختاره ماركوس أوريليوس على رأس جيش جيرمانيا
في اوستيا كي يصلح حال السَّاسة في بلاط الفاسدين من أجل روما
فقتله ابنه كومودوس خوفاً من نفوذ ماكسيموس العظيم الذي بيع في سوق الرقيق
قالت ولكن كومودوس كان رجلاً صالحاً ولم يقتل الإمبراطور كما زعموا
قلت للتاريخ وجهة نظر لم يكتبها البسطاء مثلي ومثلك
وهذه كتلك سيدتي
قالت لم أفهم ... قلت أن تتحاورين مع مثقفة مثلك في بلاد مفتوحة
وأرض خضراء وسماء حُبلى بالمطر
وقطار لا نكاد نسمع طرق احتكاكه بقضبانه
في سكة الوصول لغايتنا
قالت وهل الوصول وحده غايتك يا رجل التاريخ القديم ؟
وبين يديك من سترسم الأحلام ذات ليلة في بلاد رحلت عنها بلا رفيقة مثلي
وتركتني للساحقات الماحقات يتلقفني الهجير بين ليلٍ وموت لا يقترب
قلت اعتبريه حلم من كتاب الأمنيات أحدهم كان ملك يمينك ثم رحل في صمت
قالت أو تحمل كل هذه الأحلام وحيداً
قلت فقط في بلادي يقتلون الحالمين ...
فتركت أحلامي وحيدة ورحلت إلى حيث بلاد الماكرين
قالت من ؟ قلت انظري هناك خلف هذا الأفق البعيد
ستجدين حلمي وحلمك يحتضنهما المطر ويبارك غسلهما هذا الغيم تحت الأديم
قالت لا تجعلني فيك أغرق ... قلت من يجلس على الشاطئ لا يخاف الموج
وحين الغرق حبَّذا لو يستعين برفيق
قالت وأنت ؟ قلت ليس لي حاجة من هذا الشاطئ غير رؤية الحورية حين تغتسل
من ذنب لم يحدث بعد .
بعد مدة
ينطلق القطار ليشق ضباب الأحلام ... يا ربي ... ما هذا كل هذه الأرض الخضراء
عن يميني وعن شمالي ويبدو أنها لن تنتهي وصولا لباريس .
فتذكرت ضيعتنا وديارنا وبلاد
لماذا في الأصل يغزونا كل هؤلاء ؟
وعندهم تلك الأرض الخصبة والجو الهادئ والحرارة المتوسطة
هم ليسوا بحاجة لبلادنا ويفرون من لظى الظهيرة عندنا ولا يحتملون
ومع ذلك يستكثرون علينا هذه الصحراء الجدباء وتلك الزروع الخربة
وهذه البضاعة المزجاة التي يتصدق بها علينا كل متشدق وغافل
ليست عندهم هذه الفيروزية التي تجلس بجواري
ولا تكاد تترك كل لحظٍ من عيوني دون تسجيله
ولست أنا بهذا الرجل ذو العيون الملونة والبشرة البيضاء
كي تترك كل هؤلاء لأجل رفقة رجل مثلي لا يحمل في جيبه غير ما يكفيه لبضعة أيام
في بلاد الفرنجة والأحلام ....





سأعود

مريم
11-03-2021, 08:01 AM
أشعر بأنني سقطت داخل حفرة يصعب الخروج منها. كلما مر الوقت ازدادت عمقًا، الحديث عن آلام البلد وكل أحلامنا المستنزفة المنسلخة منا، عن الظلام والظلم والغربة بطريقتك الفريدة، لا نحب كتابة ضعفنا، إلا أننا معك ومع ريبيكا نكتبهُ.

سأظل هنا، وستعود يا محمد
أُنصِّتُ لكَ وكلّ عصافير البلاد
يا ابن القرية.. فقط هبنا المزيد flll:

محمد حجر
11-03-2021, 08:20 AM
كم أحب فيروز يامريم

عودك رنان
هي الخلفية الصوتية على سطح المكتب

اسمعيها

محمد حجر
11-03-2021, 02:00 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/163593725150411.jpg (https://up.boohalharf.com/)

مريم يا مريم


لعل الياسمين الذي لم أتمكن من إرساله لك حدثك عن شمس الصباح في هذا اليوم الخريفي الجميل!
وحين سألت نسيم الصُّبح هل كنت إلى جوارها ذات يوم؟
صدقاً لم يجيب
كم وددت لو أرسل لك برواز فقط برواز بلا صورة
فارغٌ حتى من الورق الأبيض
تضعينه عند النافذة حين الشروق وعند الغروب
وحين يخرج القمر بعد الشفق في سمائنا الزرقاء
ولك مطلق الحرية بأي المشاهد تحتفظين أنت وخيالك
وتلك دعوة أن تكوني مثلي
أعشق الأشياء على ظاهرها خوف الوقوع في سراديب الفقد
عندها لا نعلم أي الخناجر المغروزة بهذا الجسد الفان في مكان قاتل
لانُخرجها فتقتلنا ولا نُبقيها فتنغرز أكثر وأكثر
هم وهن وبعض من الأولين وكثير من المشتاقين وثلة من الحاضرين
يعشقون الصورة على وجهها وحين تُقلب لا ينظرون
غير أني أبحث عن طيف وعن نسمة برد في يوم خريف أخلع فيه الجاكيت كي يشعر من اهتم لأمرهم بالدفء.

مريم يا مريم

هل طاردت يوماً إحدى الفراشات بين الحقول وحين أخذك التعب نمت؟
ثم استيقظت على حفيف الفراشة فوق أهدابك
وكأنها تعتذر منك عن ألم لم تكن هي مصدره الوحيد


همسة

حين يدور الكروان حول شرفتك عند الفجر يغني
هو لا يُغني في الحقيقة
بل يشكو إليك مرارة هجر بالمساء القريب



سأعود

مريم
11-03-2021, 11:47 PM
من بعد العصر نسيت نفسي يا محمد داخل كتاب للمنفلوطي وأحببتُ هذه العبارة:

‏‏«إن أَجمل الساعات عندي تلك الساعة التي أخلو فيها بِنفسي، فَأُناجيها بهُمومي وأَحزاني، وأذرف من العَبرات مَا أُبرّد به تلك الغُلّة التي تَعتلجُ في صَدري».

ليس لدي ما أقولهُ هذا المساء، إلا أنني أحبُّ تزيين صفحات المنفى باسمكَ يا محمد ..
موعدنا الصباح، أنتَ، ريبيكا ونحن
لا تتأخر عن موعدك
إنّ أيّ وقتٍ أقضيه من دونكم والحكايا
أتبرع به كأشياء زائدة عن الحاجة !

على الهامش :
سأظل هنا.

الروآد
11-04-2021, 05:32 AM
:

محمد يَ مريم
مريم يَ محمد

يسعد صباحكم
او صباحكما
الصيغه لا ادري مثنى أو جمع<
المهم صباحات جميله مع اقلامكم الرائعه
..

مريم
11-04-2021, 06:20 AM
صباح الخير الرواد
لا تهم الصيغة أحياناً حين يصدق الشعور، للحروف صوت ونحن نشعرُ ونلتقط صدق الحروف من زيف أصحايها
أهلاً بحضوركم الطيب، وبصدقِ ونقاوة هذه الصباحات التي تأتي بكَ ..
تقديري

محمد حجر
11-04-2021, 06:24 AM
:

محمد يَ مريم
مريم يَ محمد

يسعد صباحكم
او صباحكما
الصيغه لا ادري مثنى أو جمع<
المهم صباحات جميله مع اقلامكم الرائعه
..


صباحك أسعد أخي الرواد
>::>::>::>::>::

مريم
11-04-2021, 06:24 AM
صباحُ الخيرِ لمَنْ يُحيك قميص الضوء بأصابعهِ من خيطان العتَمَة، لِمَنْ يلقي قميصَه على وجهِ السطور فترتدَُ بصيرةً بعدما ابيضتْ عيناها من الحزن والوجع.
يا صانعَ الضوء، صباح الخير حين تحرثُ ظلَّ الصباح في فُسحةِ الحلم
صباحنا صباح محمد

همسة :
اليوم أذوب في
ملح المسافة.
لا تنسَ
'بعد قليل-
أرسلْ لي أغنية.

محمد حجر
11-04-2021, 06:28 AM
مريم يا مريم

صباحي أنت وصباحك أنا
( منفى الحالمين)

لازالت فيروز على سطح مكتبي

وهذا الصباح تدندن

سلملي عليه


https://www.youtube.com/watch?v=a7G6jXr65Ek

مريم
11-04-2021, 06:51 AM
ستظل الكثير والكثير والكثير جداً من الكلمات
بداخلي يا محمد .
يتمدد الصباح على النافذة
وفي قلبي تستيقظ سلملي عليه

مريم
11-04-2021, 06:54 AM
تستيقظين صباحاً بعد معركة ليلية -بينك وبين نفسك- عن ضرورة البداية بشيء جديد، كأن تشربي كوباً من القهوة وتستمتعي بأغنية فيروز وتقرأي كتاباً جديداً، بعد خيانة حبيبك لكِ أو شعورك بنقصٍ عاطفي؛ لأنّك بلا حبيب.

وهذا ما تفعلينه في كل ليلة، تحلمين بتغيير روتينك قبل النّوم، مرّة تقولين سأصطاد حبيبا؛ حتّى لا أشعر بالوحدة، ومرّة تحلمين برغبة الانتقام من كل الرّجال، ومرّة يلجأ جسدك الممتلئ بجرعاتٍ من الحزن الإضافية إلى قصيدة أو أغنية، ولكن تبقين كما أنتِ..

ألّا تبقين وحيدة بالنسبة لكِ أعظم إحساس، قد تحصلين على شهادة في الفلسفة أو الطب أو الأدب، والكثير من الدورات في الطبخ والخياطة والسّباحة وركوب الخيل واستخدام الحاسوب، ومع ذلك شعورك الدّائم بالوحدة يلاحقك!

ستجربين كل الأشياء، وفي الحقيقة هذه الأشياء ذاتها التي تجربينها كل يوم، ربّما تضعين أحمر الشفاه، أو تطلين أظافركِ أو تخرجين في نزهة مع الأصدقاء، تعانقين والدة صديقتك المقربة وكأنها أمك، تكتبين شعراً جميلاً، وتضعيهِ هنا وهناك، وتحصلي على القليل من الإعجابات، وتلتقطين صورة لكِ وأنتِ تبتسمين، محاولة أن تبرزي أنوثتكِ،
هذه الأمور البسيطة هي من تشعركِ أنّك ما زلتِ على قيد الحياة.

تخدعين نفسك أنّ هذا الصّباح أجمل، وهكذا كل صباح،
كل ذلك على سريرك، في غرفتك الصّغيرة، وما زلتِ تحلمين بيومٍ جديد!
التقطي يومكِ، اصنعيه

على الهامش :

قلتُ لها: لن ينتهي البؤس
قال لي: وحتى لو حصلتي على مبتغاكِ، ستبقين تشعرين بالنقص، لولا هذا الشعور لما استطعنا العيش، وإكمال حياتنا يوم واحد جديد

محمد حجر
11-04-2021, 06:57 AM
مريم يا مريم

حكايا الصباح دائماً تأتينا بالأجمل
ربما أُخرج لأجلك ألبوم الذكريات المختبئة حتى عن عيوني
سألتك عن الفراشة التي أرهقتك يوماً لكن ربما الوقت لم يطاوعك للحديث عنها
هذا الصباح سأصنع لك شيئاً لا أفعله لأحد
هذا البرواز الفارغ في مداخلتي السابقة
أردت منك أن تختاري ما الذي يناسبك أكثر كي يكون بداخل إطاره
لكن ستكون قصيدة لــ مريم
وهي ليست غزلاً لأن ما يحدث هنا حوار قلم
وبما أنها ملكك من هنا بالتالي أردتها ان تكون لك هنا
ولأن صوت صرير قلمك ( يامريم لم يكتب أحد لك قصيدة ذات يوم )
ربما هو حادث يامريم
القصيدة إلى مريم التي أعرفها هنا
أما التي لا أعرفها فهي بالخيار تقبل أو ترفض لن يغير من الأمر شيء

همسة باقية

قولي لمريم هذا الصباح
أن فيروز أخبرتني عن الفراشة
ثم غنت ــ يسعد صباحك ياحلو

سأعود

مريم
11-04-2021, 09:22 AM
ماذا لو حللت بجسدٍ آخر لمدة يومين
أو بجسدِ سمكة؟
يؤلمني هذا التّجول بين الكلمات؛ لأشحذ حلماً يُعيد بناء قلبي المدمر، لم أكن جبانة حينما أحببتُ الكتابة، بل كنتُ وحيدة جداً، إنّها جريمة !
أن أحتضن قلماً لأكتب؛ يعني أن أقدم خدمة مجانية للبؤساء! اتهموني الكفرة بسرقة مهمة ملائكة الموت، وبأنني أستعير أسناناً بيضاء وأنا لا أمتلك ثمن حفرة وتابوت!
وأقصى ما سرقتهُ في حياتي يا محمد ندىً ويداً والله يتفهمانِ وضعي..
هذا الألم يستحق كل هذه الفوضى، يستحق أن يكون شيئاً قبل أن يموت! يريد فرصة ليقول: إنه يستحق!
لو كنتُ شيئًا ما غير الإنسان الذي أنا عليه فحتمًا سأكون قدماً لعلي أُهديها لأبي أو جرحاً عميقاً على جسد هذا العالم ومن ندبتي الصغيرة التي سأكونها سينزف هذا الكون كل دمائه!


همسة:
قد يسير الوقت ضدي
لكن ما يمنحه الصباح من حوارات
هو فرصتي الوحيدة
في الادخار من صوتك
لجوع النهار، ولشراسة الليل.


على الهامش:
الألم أيضًا يغني
هذا ما شعرتُ به
حين دارت حولي فراشة

محمد حجر
11-04-2021, 11:06 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/163601313373821.gif (https://up.boohalharf.com/)

محمد حجر
11-04-2021, 12:53 PM
هل تذكرين؟

بصوتي

https://c.top4top.io/m_2134mq7r01.mp3

النقاء
11-04-2021, 02:35 PM
هل يكن منفى الحاملين في غرق الأحزان
حين يطول منفى الحلم به يؤصد طريق أحلامى
وتتبلل رائحة العطش لمنفاه



مهلًا مهلًا
هل جنون الهوى لأحد ما
يترك أطراف بعضي حالة من الخوف والتصلب على أهداب السكون

مريم
11-04-2021, 03:19 PM
والآن أنا لستُ وحيدة
معي القصيدة
واسمي
سأظلُّ هنا
أحلم
أبتسم
وأغني للقصيدة



على الهامش:
وددتُ لو أتوقف
عند كلِّ شيء جميل
حتى أموت معه
ومعه، في الخلود،
أحيا من جديد.

مريم
11-04-2021, 03:25 PM
ما هو أسوء شيء يمكن أن يحدث بسبب التقاء دمعة "بكهرباء" أقصد بقصيدة؟
أصير الفتاة السخيفة التي تسأل كثيراً وتتوتر كثيراً وتسأل وتكرّر وتبكي وتسأل وتبتسمُ أيضاً وتكرّر.

سُقيا
11-04-2021, 03:50 PM
،

التفاصيل التِي نحطّها بينَ قوسين في ذاكرة محشوّة بأمنياتِ السّلام من كُل شَيء
هِي التِي تُمرّغ الرسَائِل بِالبكاء .
وصَلنا لِوَقت نكرهُ فيهِ السلام ، و نبقِي جدرانَنا مَطبوعة عليهَا هتافات الحُرية
ألم أقل لكِ أنَنا نشيّد مصافحَتنا بِمسافة أمان ؟
كما الحُب أيضاً حينَ تبحثينَ عنهُ بِقلب مكسور ، تشعرينَ بأن كل شيء يذوي في هَاوية اللاشيء
والفراغ ، و الوحدَة ، لو يدركونَ أن الحب ليسَ كل شَيء ، كأن تنشده الموجودات على هذه الأرض
فلا يتلخّص بينَ أنثى و رجل ، ولا ينتزعهُ الهُروب من لجةِ أوهامكِ فَتردينهُ بِلا مقابل حالهُ حال
كل شيء سبق وأن خُذلتِي بهِ ، لكن الفَرق أن هالتكِ احتضنت ما في هذا الكون باندفاع نبضكِ.
إن أرواح أحبابنا تتغرغر بِملح الغُربة ، وَنحن مابينهما طُوفان لا يهدأ .
نثور ونثور ، حتى نثبت لآباءنا أننا البنات اللواتِي امتدت الأرض لأجلهنَّ حاملة شُموس كثيرة من
الأمل وما كفّاهنَ سوى شمس بِداخلهنَّ ، نحنُ اللواتِي ارتجفَ الفَجر عندَ صيحاتِهنّ ، لعل
القهر الذي بلغنهُ ينشَق شَقاً في مكانٍ آخر غير صُدورهنّ ..
وتسأليني أمازلت أسألكِ عن مدى تشابه تفاصيلنا ؟
فأنا أدرك كيفَ تتكلم صُورة في برواز ، وكيف يُغنِي صَوت في حنجرة لا تتحدّث وَ كيفَ
يَنهمِر دمع فِي مآقِي جافّة ، وَكيفَ يكونُ منفى في وسط وطَن !

سُقيا
11-04-2021, 05:55 PM
https://i.pinimg.com/564x/db/37/8d/db378d756354e982758e0401e8585b1b.jpg
حينما تُحدّق بالمنفى سَتجد قلباً أرقهُ السكون والضجر
يُلقي على مَسامع هُدوءكَ أصوات نداءاته الملحة
فَمَا وُلد الآن من مشاعري ما هُو الا ملامح نجيبة اقترفت دفء العبور
ونسيت أن تخبرك أو بالأحرى خشيت إخباركَ أن فراغات الغياب غرست
لوماً و اشادة بِالخطيئة والندم الذي لا أحب التوهان بِساحاتهِ كأنني جريحة
كلنا نحب الفرح لكن النبرة الحزينة نستلطفها و تستنطق مشاعر مكبوتة ، وأنا بحاجة
الآن لأكثر من تحية أو عُذر حديث مقنع أن لا شوقاً ينتابني ولا حاجة تنهش
جلد كتماني.

مريم
11-04-2021, 06:33 PM
تخيَّلي لَو أنّ البشريّة انكمَشَت في بُقعةٍ صغيرة، وأنّ العلاقات تكسّرت، والذكريات دُفِنَت في صورةٍ مُصغَّرة وأنّ الحياة السّعيدة قُويضَت بمشهدٍ أخير!
وتنظرين إلى يدِك العالِقة في حركةٍ بسيطةٍ ترفعينها إلى السّماء كجثّة مُعلّقةٌ بها الكرامة والحقيقة والقصائد الفاضحة، تُحاولين أنْ تتطهّري من الحزن، واليأس بدمعٍ سخيّ فتدفع السّماء إليك بكُرةٍ من الكذب والأشياء المُهمّشة والغيوم الناشفة، وكلّ من حَولك معاطفٌ باردة وأوزان ثقيلة وأطرافٌ حادّة، و لا شَيء يدعوك إلى البقاء في مكانٍ يدعى قبرٌ كبير فتتّخذين من السّرير بيتًا آمنًا، تتكوّرين فيه على نفسك كجنين، وتنهالين بالشتائم على الذاكرة بكلّ ما لديك من قوّة، ولا تنسي. أنّه كما يقولون "هذا العالَم لَن يتحوّل إلى رحم أمّ"

كيف يطرحُك الشوق يا رفيقة؟ أيرميك كما يفعلُ بي في صحاري العطش لهم، أم تقفلين عينك وبقلبِك صدقُ وعدٍ ثمّ تنَامين قريرة العينْ؟
ألا يشُقُّكِ ويُشقِيكِ ويعرّيكِ من سُبُل الحِكمةِ ويُلبِسُكِ نزواتِ الجُنونْ..؟
أيُربِكُ سكُونكِ، ويُقصِي معدتكِ أن تعصِر غير أكْلِ القلق في غيابهم عنّكِ ..
أيُّ أفيُونٍ يزُورُ جسدكِ لتستقِرَّ بِمرفئ الحُلُمِ يا حبيبتي ؟!

على الهامش:
تُشرق الشمس على الجَوعى والمضجرين،
على الفقراء والثكالى والمحتاجين،
لتثبت بأنّ كلّ شيءٍ سواها محض وهمٍ فقط

سلام الحربي
11-04-2021, 07:28 PM
ولأن أحلامنا كبيرة أكبر من قلوبنا الصغيرة
ولأني كبرتك بكل جميل
سكن قلبي
وصنعت من حبك هالة بحجم الشمس
حجبتني
٠٠
لم يعد يكفيك قلبي
لم تعد
تفيء إليه
أبحر حيث الظلمات
حيث لانور ولا ظل
يحيط بقلبك
حيث لا أنا ولا أنت

سُقيا
11-04-2021, 07:29 PM
لَيتها كذلك يا مَريم ، لكننا لَن نحقق مَجداً في حياتنَا بدون أن نشعر بِمعاناة كُل شيء يحدث ،
لهذا اختَلط طين الصبر بِدم الحُزن و شبعنَا نحنُ منهما فلا يكفينَا سَرير نلجأ إليهِ أحياناً ولا يَفي
بِأن تطفئِي الأنوار وتخلدِي لنومٍ عميق ، لا يكفِي أن تشعري أن هذه الدنيا محض كذبة نحنُ صدقناها
وَنسينا أنفسنا فِيها ، حتى انهالت علينا بِلعناتها المُرة فَذهب مَن ذهب و تهجّر من تهجَر ، واعترتنَا
الكآبة ، فلا مجالَ للتفكير بأن هذا العَالم بِبشاعته وَ قلة ضميره و دينه و انعِدام انسَانيّته بمعجزة مَا
سَيكون عطفاً أو حضناً أو رحماً يخبئنَا من ويلات الخَارج !
إننا نعتنِي بِافتراءاتِ ذاكرتنا حينَ نقول للعالم أننا بخير ، لكننا بِلطف الله نكتَوي بِغربتنا والفمُ أخرس .
حينَ صُلِبَ قلبي على مشجب الفُراق ، شئتُ أن يكون كابوساً قد ينتهِي في أي لحظة
لكنّي أصبحتُ أشدّ عزلَة مع الأيام ، أطبِقُ بابِي على قَلبي ، وأقتفِي أثرهُم بالأنين ، أزورُ أحلامِي
الميّتة لعلّي ألملمُ بقاياها ، بِلا هَدف يُذكَر ، فقد تغيّر كُل شَيء ومَا من غَنيمة أتقاسَمها مَع أهلي
سِوى ابتِسامة وسَلام لِيطمئِنَ قلبي ، لستُ هادئَة لتلكَ الدرجة ، لكنِي صَامتة أكثر بكثير مما كنتُ عليه
منذ سَنة وأظن أن الذاكرة المكدسَة بِالأحداث لَم يطلع عليهَا الربيع وَلم أقبَل أن يتحايَل عليَ بِإفادَة ،
كُل يومين تهلع مشاعِري من وَصف المشاهد القاسِية ، كأن أمشِي في طَريق مُسيّج بالأشياك ، فتَتهَدد حريّتِي
ويرمُونِي داخل زنزانَة معتِمَة بِتهمة ( فلسطينية في منطقة محظورة ) لَم أحمل لغماً ولَم أوجه حجراً على وَجه المَارة
في الأساس كُل ما هناك عُشب يخضر أو يصفر حسب مَوسمِه ، هكذا يتعامَلون مع الناس هنا
وقد تجيءُ لِي رِسالة وأنا بالعَادة صرتُ أتركها غير مقروءة لمدَة طَويلة ، لأن أثقال نفسِي تكفِي
وكَم خابت ليالِي انتِظاري وَ خارت قُوى قَلبي حينَ عجزتُ أن أثأر لِغياباتهِم ، فكم تركوا وُرود حبي لهم يَصفر
دون أدنى إيماءَة تعبير .


حينَ أكْتب حتى وإن كان شَيء من الهَامش ، فهوَ واقعُ لا أزينهُ بِالخيال . إلا ما نَدر .

سلام الحربي
11-04-2021, 07:35 PM
أبي
دللتني ونثرت الامنيات
بحجم قلبك الكبير

أقطف منها ما أشاء
؛
علمتني أن اكون كبيرة
حين التمني
وأن أحلم وأحلق
كسروا جناحي بغيابك
؛
منذ ذاك المساء مارايت حلما جميلا
ولا تبسم الصبح
في وجهي
ماعاد يعرفني الا الغياب
ولون الجحود
أهرق قلبي
بعدك امنياتي تصغر وتصغر
حتى تلاشت

محمد حجر
11-04-2021, 07:58 PM
النقاء
سُقيا
سلام

الليلة بإيقاع مميز

حضوركم يزيدني فرح

محمد حجر
11-04-2021, 08:03 PM
https://a.top4top.io/p_2134auuox1.png (https://top4top.io/)


إلى مريم التي لا أعرفها

بصوتي

https://g.top4top.io/m_2134fgbe11.mp3
على اليوتيوب

https://www.youtube.com/watch?v=YQ8LvR1FK8M


أنا يا سيدتي
رجلٌ يكتب تاريخك بالقصائد
فلماذا في كل قصيد فيك لا يذكروني؟
أنا يا سيدتي
حين سمعتُك تبحثين عن رجل
يكتب فيكِ قصيدةَ شِعْرٍ
ويُنْشِدُكِ في كل مساءٍ قصيدةَ شِعْرٍ
حسبتُك تبحثينَ عن رَجُلٍ في غيرِ عيوني.
أنا يا سيدتي
من يسألُ الفجرَ عن وجْهَكِ
والضوءَ عن وردِكِ
والنسيمَ عن شالِكِ
وعند المساءِ أحملُ طيفكِ
ثم تبيتينَ بين جُفُوني
أنا يا سيدتي
من يعشقُ فيكِ عاماً
وعام آخر يطارد من لأجلك يحاربوني
وفي غير مرة كادوا يقتلوني
أنا يا سيدتي
رجل الفجر حين يكشف الليل حجبه
أسألُ عنكِ فيروزَ
ونزارَ عن قصيدة
والأعشى عن مُعلَّقة
وعنترَ عن بطولة
وقيسَ عن وجع
أنا يا سيدتي
رجلٌ القصيد
وكل قصيد فيك
لا يكتمل دوني.

إلى مريم التي لاتعرفني

محمد حجر

04/11/2021

مريم
11-04-2021, 08:06 PM
اييييه يا سقيا ..

يحدثُ في العالم الآن:
امرأةٌ تقول لرجلٍ "أحبّك" وهي لا تحبّه، كل ذلك حتّى لا تبقى وحيدة.

امرأةٌ عاقر تصلي من أجل أن يرزقها الله بطفل.


امرأةٌ علمانية تتحدث عن الرّوحانيات وحب الإله.

امرأةٌ تعيشُ الحب وأخرى تشتهيه.

امرأةٌ تحملُ صورة ابنها الذي استشهد في الحرب وتبكي.

امرأةٌ مهجورة في غرفتها، لا تفكّر إلا بالانتحار.

امرأةٌ تحلم بالهجرة.

امرأةٌ تخترع مروحة كهربائية في مخيلتها.

امرأةٌ تأكلُ كثيرا حتّى تنسى وجعها وأخرى لا تأكل

امرأة تتسلى بالخيال وتحلم بغرفة ومكتبة كبيرة، وأخرى تصفعُ الخبال بالواقع وتعيشه بحذافيره.

امرأة تكتب مقالة عن المساواة في الرّاتب بين الرّجل والمرأة.

امرأةٌ تتعرض للمضايقات في الشّارع.

امرأةٌ ماتت بذبحة صدرية.

امرأةٌ في غرفة المعالج النّفسي.

امرأةٌ تنتظر خروج خطيبها من السّجن.

رجلٌ ما زال يفكّر بحبيبته القديمة.

رجلٌ يقتل أخته بدافع الشّرف.

رجلٌ مثقف يتحدث عن حقوق المرأة في نادي المثقفين، وفي الخفاء يلعن النّساء.

رجلٌ مهاجر، لا يريد العودة، لكنّه تزوج من جنسيته، إنّه الوطن!

رجلٌ يبكي؛ لأنّه لا يستطيع توفير رغيف خبزٍ لعائلته.

رجلٌ يحلم بأن يصبح أبا.

رجلٌ مات حرقا تحت الشّمس، إذ يعمل طوال النّهار. كما ورد في آخر الأخبار.

رجلٌ يكتب سيناريو، على أملٍ في تغيير هذا الواقع.

رجلٌ يشتم الدّولة.

رجلٌ يدّخن؛ لأنّه لا يستطيع أن يجلب الدّواء لابنه.

رجلٌ يُضرب في السّجن الصّهيو.ني وآخر في سجن الدولة؛ لأنه قال الحق.

نساءٌ ورجال،
رجالٌ ونساء،
الكل وربّما أنا فقط،
يفكّرون بالخيال بالحلم بالحب بالوحدة
بالتبني لا الإنحاب
العالم كله ينهار،
وهناك عالم لا ينهار أبداً،
إنّه عالم الأوغاد والقتلى والمجرمين،
ومن جعلونا موتى وكسروا خواطر أحلامنا !

مريم
11-04-2021, 08:48 PM
بضع ساعات منذ كُتبت، وانشق الصباح وأنا أصنع تقويمًا جديدًا مع كل حرفٍ فيها كنتُ أَصْغُرُ عامًا. وتكبُرُ المودة والأحلام ألف عام.. ماذا عساني أقول يا محمد ؟!

تعود الطّيور إلى البلاد، إلى حضن شقائق النّعمان وعصا الرّاعي، إلى رائحة الزّعتر والزّوفا والميرميّة، تعود إليها رغم يقينها أن الشّمس ستظلّ لطيفة لفترة قصيرة قبل أن تبدأ في تحميص الأجساد دفعة واحدة.
تعود الطّيور لأن هذا نظامها، لأنها تدرّبت طويلاً على ترك الأماكن والعودة إليها دون أن تؤذيها، وإن عادت ووجدت أنّ الأمور انقلبت رأسًا على عقب، تظلّ هادئة، ترفرف، وتتنقّل فوق الأسلاك القديمة وأسطح المباني دون تذمّر.
هكذا تتوالد الأحلام، وتشعر بأنك موجود حين تكتبك القصيدة.


على الهامش:
القصائد مظلة

محمد حجر
11-05-2021, 07:08 AM
مريم يا مريم

وعدي وعد كما علمتيني

اليوم لك أبدأه مع فيروز

حبيتك تنسيت النوم

https://f.top4top.io/m_2135gihbo1.mp3

محمد حجر
11-05-2021, 07:14 AM
مريم يا مريم

صباحك أنت على كل حال
ريبيكا ستسعد اليوم بصحبتك
فاصلٌ جديد لك هنا


همسة صباحية

حين يهتف الجميع أين ذهبت تلك ال مريمُ
بينما هي تسبح في فلكها وحيدة
قلت أتركوها ستحضرها إحدى الفراشات


سأعود

مريم
11-05-2021, 07:16 AM
كنتُ قد قلتُ في ساحة حرب أنني مصابةٌ بجحيم الجملة الأولى، وها أنا أكرر قولي هذا، لا أعرف كيف ومن أين أبدأ حديثي، رغم أن الكلمات في داخلي كثيرة !!
سأتحدث عن الجملة التي تكون سببًا في استيقاظنا فجأة، الحقيقة لا أجد لها تفسيرًا غير أنها كما سبق وقلتُ أيضاً في الساحة التي ما أفتؤ أذكرها، أنها تشبه الشعور بالسقوط اللاإراديّ أثناء النوم، الحكاية التي تخلق نفسها بين الغفوة والاستيقاظ. احساس مثل هذا سيجعلك تزحفُ على بطنك ووجهك نحو أي قلم ملقىً على الأرض من أجل كتابتها.
لا تسحبك فقط من الحلم أو الكابوس، إنها تجرك من شعرك أحيانًا أو من الممكن أن تصفعك أو ربما تكون جملة حنونة تمسك بيدك دون أن تفترس أصابعك، قد تأتي وأنتَ منكبٌّ فوق مكتبك، أو وقت غسل الصحون أو أرضية الحمام، ستأتي لكَ أثناء تلميع المرآة أو زجاج النافذة، أو حتى وأنتَ تغلق الباب، قد تأتي بمنتصف عناق أو قبلة أو بعد عراك وتسابك بالأيدي مع نفسك او حتى غيرك، هذه الجملة لا موعد لها ولا مكان.

على الهامش:
كتبت الكثير من النصوص داخل دماغي لكنها تبخرت حتى أنني لا أذكر منها نصف كلمة أو ربما أخاف قولها !



همسة :
صباح البدايات الحلوة من كل يوم، صباح نوفمبر الجميل
صباح الأصوات التي كالماء، تجعلُ كل ما بداخلنا حيّ.
من حسن حظي أنني أستطيع إعادة المشهد ثلاثين مرة حتى أغرق فيه كليًا وأنسى نفسي ..
صباحك الفل والياسمين يا محمد
دائماً تأتي في الوقت المناسب .

مريم
11-05-2021, 07:30 AM
إني أختبئُ الآن داخل صورة رسمتُها في خيالي لريبيكا
أنصتُ لك يا محمد وأراها من خلالك

محمد حجر
11-05-2021, 07:32 AM
كنتُ قد قلتُ في ساحة حرب أنني مصابةٌ بجحيم الجملة الأولة، وها أنا أكرر قولي هذا، لا أعرف كيف ومن أين أبدأ حديثي، رغم أن الكلمات في داخلي كثيرة !!
سأتحدث عن الجملة التي تكون سببًا في استيقاظنا فجأة، الحقيقة لا أجد لها تفسيرًا غير أنها كما سبق وقلتُ أيضاً في الساحة التي ما أفتؤ أذكرها، أنها تشبه الشعور بالسقوط اللاإراديّ أثناء النوم، الحكاية التي تخلق نفسها بين الغفوة والاستيقاظ. احساس مثل هذا سيجعلك تزحفُ على بطنك ووجهك نحو أي قلم ملقىً على الأرض من أجل كتابتها.
لا تسحبك فقط من الحلم أو الكابوس، إنها تجرك من شعرك أحيانًا أو من الممكن أن تصفعك أو ربما تكون جملة حنونة تمسك بيدك دون أن تفترس أصابعك، قد تأتي وأنتَ منكبٌّ فوق مكتبك، أو وقت غسل الصحون أو أرضية الحمام، ستأتي لكَ أثناء تلميع المرآة أو زجاج النافذة، أو حتى وأنتَ تغلق الباب، قد تأتي بمنتصف عناق أو قبلة أو بعد عراك وتسابك بالأيدي مع نفسك او حتى غيرك، هذه الجملة لا موعد لها ولا مكان.

على الهامش:
كتبت الكثير من النصوص داخل دماغي لكنها تبخرت حتى أنني لا أذكر منها نصف كلمة أو ربما أخاف قولها !



همسة :
صباح البدايات الحلوة من كل يوم، صباح نوفمبر الجميل
صباح الأصوات التي كالماء، تجعلُ كل ما بداخلنا حيّ.
من حسن حظي أنني أستطيع إعادة المشهد ثلاثين مرة حتى أغرق فيه كليًا وأنسى نفسي ..
صباحك الفل والياسمين يا محمد
دائماً تأتي في الوقت المناسب .







مريم يامريم


هل تعلمين أنك في ساحة حرب كنت تنفثين النار كما أفروديت يامريم
منذ اليوم الأول الذي قرأت لك قلت أن هذا هو اللقاء الأول بك
ثم كان ثان وثالث ورابع وأحسبه أكثر وأكثر
وحين تعدد الدخول والتعليقات بينك وبين السيد شاهد قبر عرفت وأيقنت انني لم أكن على خطأ
وان حدسي سليم وقلت في نفسي برافو يامحمد
مازال عندك حاسة قراءة المشهد بصورة جيدة
أحيانا عند النوم وعند العمل المربك والمضغوط جداً وحتى في ساعات السامر مع الأصدقاء
أو أثناء التنزه بالحديقة تحضرنا الكثير من الأفكار الجميلة
لكننا لا نكتبها لأنها تفرُّ منا بعد العودة
ثم بعد عناء وخوف شديد بعد هاجس يكاد يوقف أنفاسنا
نجد أنفسنا أمام جملة مخيفة ومرعبة ستظل في الخافق محبوسة
فهي إن خرجت قتلت أحد من الفريقين لا محالة

ويبقى هامشك يامريم غذيه كما الروح لاتتركي مداد حبره بلا مدد
فهو من أجمل الأشياء التي أراها عندك وكم هي كثيرة تلك الأشياء


همسة

حين قلت للنسيم خلي بيني وبين وجهها
صفعني ثم استدار



سأعود

مريم
11-05-2021, 07:59 AM
إن سُئلت عني الآن، أقول أنا في العشرينيات من عمري، أتصرف على أنني في السادسة عشر، وبين الذين أحبهم، أنا لا عُمر لي.
أتوقع الكثير مِن مَن هم حولي، لو أنني كنتُ قصيدةً، أتوقع من أمي أن تعدلها، وسيكون لطيفًا لو وضع أصدقائي الحركات اللازمة والفواصل، وعلى الشخص الذي لا أعرفهُ وأحبه أن يضع النهاية.
أكره النهايات، أدخل عن رضا مني في الأشياء لكني أخاف النهاية، إن كتبتُ نصاً، أفكر في نهايته قبل أي شيء، إن شرحتُ شيئا -وقلما يحدث- أقرر آخر كلمة في الشرح قبل أن أبدأ، وأقلقُ إن تغير شيء أو تغير رأيي، فيتوجب عليّ حينها أن أغير النهاية، رأسي لا يهدأ، فطواحينهم قلما تسكن، يهددونني يا محمد، .
حين أقول: مرحباً؛ لصديق جديد، أصنع فيلماً كاملاً عن علاقتنا، وعن أنسب طريقة سنقول فيها وداعاً، وننتهي، بعضهم يغيب بلا كلمة وداع. لدي الكثير من النباتات والزهور، أفرح بها جداً، وحين تزهر أو تنبت أوراقاً جديدة، أحس فيها تخاطبني، أن العالم سيكون بخير، وأن النهر في مجراه، وسيعطيني سمكاً كثيراً، أّطعم صغار هذا الحي، أبي وعائلتي، إلا أنني أنسى أمرها، فماما تعتني بها بعد الشهر الأول، وتفرح بها حتى بعد أن تموت، فتقول كانت هنا نبتة، وكانت تحط عليها زهرة صفراء، ومرة جلست عليها فراشة لعدة دقائق. إنها عقدة النهايات ممن يعشقون البدايات، كأن تحب أول الصباح وتخاف من نهاية اليوم، تخاف خبراً سيئاً أو تتخيله، وأخاف أن يكون طبعي هكذا، أحب الأشياء لفترة ثم أغفل عنها، وأخشى أن يكون قد أصابني ما أصاب كل الذين حاولوا الاقتراب مني، انتقلت العدوى إلي وأنا التي أكره ذلك، أن أحب نفسي وأنسى أنني أفعل.
في نوفمبر الجميل سأبدأ بلفظ أرقام كبيرة حين أُسأل عن عمري، وقريباً بعد سنة ربما أكثر أيضًا، سأبدأ بالكذب إن لزم الأمر.
أهاب أن أكبر، ويخفت ضوئي الصغير، أهاب أن أكبر وأنا لا أعرف عن الحلم والحب إلا القليل، كل ذاكرتي تحفظ صور حرب وبحر بلا موانئ أو مسافرين، أن تقل أسئلتي عن العالم، أن أكبر بسرعة دون أن أعي ذلك. لدي مخاوف كثيرة، ومشاكل كثيرة، وأريد يداً كبيرة تحمل معي كل هذا.

على الهامش :
ظلَّ الصوت يلمعُ في الجوار
وفكرتُ بالصوت، كيف يكون صوت الحلم !

محمد حجر
11-05-2021, 08:19 AM
مريم يا مريم

يبدو أنني نسيت عند أي جزء انتهيت بك مع ريبيكا
لكن حديثك عن الزهور المنسية والفراشة العائدة بعد هجر يكاد يكون الأجمل
كلنا جميعاً كان يفعل مثل جريمتك مع زهورك
حين كنا صغار كنا نحضر الجراء الصغيرة ندخلها البيت نطعمها لبعض الوقت
ثم ننساها فتتولى أمي أمرها حين ينتهي شغفنا باللعب معها
ثم ترحل الجراء أو تموت ومن يبكي في النهاية على هذا الفراق هي أمي بالتأكيد
ونحن من يواسيها في كل مرة.
نحن سفاحون ومذنبون بالفطرة يامريم حين نكون بجوار من كانوا سبباً لنا في هذه الدنيا

همسة

حين نذهب للبحر نظن أننا نحن فقط كل المجانين
بينما هناك من يجرب الغوص بأعماقه
ليبحث عن حورية بحر ليس لها وجود



سأعود

محمد حجر
11-05-2021, 08:41 AM
مريم يا مريم




ريبيكا تتحدث


لمزيد من التعلق والتملق قلتُ في همسٍ ...

من ذا يخاف حين الجوار يكون أنت؟
قالت بل هو الأمان حين تبدأُ الكينونة بك أيها الحالم من بلاد الظلام
قلت ويكأن الكلام لا يقطعه غير هذا الهمس
وذاك الصدر الذي ينتفخ مع كل نفس حارق من رئتيك
فمن أنت ريبيكا ؟ يا مجهولتي الأبدية
قالت أنا مجرد أنا فلا تبتئس بما كانوا يفعلون
وكل أسلحتي منزوعة ... وكل شبر من أرضي ينتظر الرواء
فكن أنت المطر ... وحين العطش كن هذا السقاء
قلتُ والسماء بيني وبينك ... لا أقربك بسوء حتى يشهدون
اسمع يا سيد المجهولين بلا كفاية
كان أبي على علاقة بسيدة انجليزية كانت تدعى ريبيكا ويست
سيدة مجتمع وصحافية لامعة ومفكرة وروائية من الطراز الفريد
ولأن أبي رجل واسع النفوذ ومتعدد العلاقات
ومن شدة ولعه بها حين أنجبتني أمي أطلق عليَّ هذا الاسم اللامع
فكنت أنا ريبيكا وأرسم بريشتي متى شئت
ريبيكا يا عزيزي كما كتابك الذي لا يعلم لغة علاماته غيرك أنت
تجيد كل شيء سوى الكذب ، لذلك كنت مدار اهتمام والدي واخوتي
وكنت أنا جوهرة المنزل في كل حين ومتى ما أردت تحقق ما أصبو إليه
ولأنني أعشق الإرادة والبحث عن ذاتي المجهولة ، تركت قصر العائلة وفضلت المكوث
في ذلك النزل المتواضع بصحبة قططي التي جلبتك إليَّ من مسافات بحجم السماء
لذلك خذني كما وجدتني بلا تلك الخلفية التي أخبرتك بها واعتبره من أحاديث الفتون
عذراء ولم يمسسني بشر بعكس ما يظنون
وكما وعدتك سيكون وجهك على أحد جدران بيتي ذات يوم
متى ما تملكتك أيها الحالم من بلاد لا تطارد غير الصور
قلت بينما المستتر من يستحق عناء البحث والتنقيب
قالت هم يجهلون كينونتك ، وربما ذات يوم يندمون
قلت لم ولن يفعلون
قالت لماذا ؟ قلت لأنه هكذا وكفى .
ثم عدت لها مستجيراً بما عندي من بقية من الهدوء المتصارع مع عواصف الشوق
الذي يكاد يقضُّ مقعدي الفاخر في هذا القطار من الجنة
ما هو الحب ريبيكا ؟
فتلمعت عيونها بشبه دمعة رقراقة
ثم صمت مهيب بصحبة التفاتة نحو النافذة القريبة ومنها نحو ذلك الأفق الرحيب
ثم استرخاء طويل في قعر كرسيها واضعة راحة يديها لتخفي معالم وجهها في لحظة هدوء مفتعل
تركت لها تلك المساحة الزمنية كي تعود لشيء لا أملكه ولا أعلمه
كم مضى من الصمت لست أدري؟
ولكن الذي أعلمه جيداً أنني ما تركت منها شيئاً دون تفحص
مسترجعاً كل ذكرياتي مع تلك السيدة على الهاتف حين هاتفتني من بعيد
وكلمات العتاب لا تنقطع أو تكاد تتوسل مني عودة من جديد
وقلت في نفسي ربما كانت ريبيكا مثلي ذات يوم أو مثل سيدة الهاتف في ذاك المساء
ثم سمحت لنفسي بوضع يدي فوق كفيها مجتذباً إياها نحو وجهي
واضعاً قبلة اعتذار على باطن كفيها في شبه اعتذار على خطأ لم أفعله
ولكنني كنت سبباً في استرجاعه حين طرحت هذا السؤال .
ثم كان عناق لم يحدث من قبل وبمنتهى العفوية طوقتني بذراعيها
والدموع تنهمر تترا على خديها حتى بللت هذا الجاكيت الأسود الذي ارتديته
في هذا المساء السرمدي حين انتويت اللقاء بتلك العبقرية التي بين أحضاني
وتكاد تلثم مني كل شيء لولا شعورها بهذا البرود العاطفي مني تجاهها
ولكنها وبرغم عنادي بادرتني بتلك القبلة الخفيفة بطرف شفاهها في مودة
وقالت لعلها من الهدايا التي لا ترد أيها الصامت
قلت في نفسي ليتك أطلت ، ولكنني ما ملت وما سلمت
وأيضاً ما رفضت ولا اعترضت
فقط قبلت تلك القبلة الأبدية وقلت لعلها ذات يوم تذكرني بشيء مفقود
ثم قالت هل تكتب شعراً بلغتك محمد ؟
قلت لا أكتب الشعر سيدتي بل فقط لا أكتب غير ما أشعر به فإن كان شعراً فهو حسبي
وإن كان نثراً كفاني ويبقى الصدق في النهاية أعظم شاهد على كل حرف أكتبه
ثم قالت هل ستكتب عني يا محمد ؟
قلت لا ولكنك ستسكنين بروحك على ناصية كل حرف
وعلى رأس كل معنى ستجلسين كما أنت بخيلائك
وتترنمين في عليائك كما أردتك حين كانت قبلة التوق من شفاهك
في لحظة تماهي مع شعوري الغائب منذ عهدٍ بعيد
قالت ما أجملك من جديد ! قلت كيف وأنا من يحاكي الشنفرا ... أزمجر وأزجر كما أرى
قالت من الشنفرا ؟ قلت رجل من العرب من بقعة ينتمي لها أسلافي حيث ولد جدي القديم
ثم هاجر إلى مصر مع رحلة من التجار ، فطاب له العيش بإحدى القرى
فنصب الخيام واستوطن وملأ الدنيا شعراً وخيراً
ثم كان أبي الذي تزوج بتلك السيدة ( أمي )من بلاد فلسطين
فكنت أنا نتاج ذلك التناغم بين الأصالة والتاريخ
لا أبيع أرضي ولا أترك ثأري – فأنا الشنفرا الذي قتل تسع وتسعون من الأزد ( أصل القبائل العربية ) ثأراً لأبيه
وسأقتل من الأزد حتى يعلم أبي مَن مِن الرجال أنجب
وأعشق أرضي حتى توقن أمي بأن الأصالة في كل ذرة من كياني
وكما كان حلمها بالعودة .... سأعود ... وأجود ... وعن أرضي وعرضي أزود
وأنظر لريبيكا وتنظر ريبيكا بوجهي من جديد
تتبسم في عجبٍ ... قل ولا تتوقف فخلفك حكايا يطلبها السائرون في كل ليل
ينشدونها عند القطب الذي احدودب من نحر الزمان أثر لهاثه خلف قرص الشمس
فقالت هكذا أنتم ولكننا لا نعلم التاريخ
قلت بل التاريخ حيث أنت
من أي مدينة أتيت يا هذا؟ فلقد آثرتني حتى بكيت
ولو علقت بك أكثر للهثت خلفك وفي كل وادٍ سعيت
قلت لو فعلتِ لمضيت ... ولكن أودية الذئاب لا تصلح للسكنى
وعن أيَّ وادٍ للذئاب تخبرني أيها الحالم؟
قلت ربما غداً يخبرك الوشاة بما كان ... ؟
والآن دعيني أراك كما أنت ... قالت فعلت وأحسنت
هذا هو الحب الذي سألتني عنه محمد حين بادرتني بسؤالك المتوقع
بالنسبة لي على الأقل ... الحب أن يكون هذا بين تاريخ وأصالة
وحامل رسالة بين جيل وجيل يحملها الثائرون متى كانوا وحين عبورهم
يتركون هذا الأثر المهيب يتخطَّفه كل باحث عن الأمل في كل أرض فقدت عذريتها
نتاج مرور ثُلَّةٌ من الحمقى و الأوغاد
نحن بحاجة سيدتي لهذا الماء المنهمر من سماء الحقيقة كي تغتسل الأرض
من تلك الخطيئة التي ابتليت بها منذ عهد بعيد
قالت في بلادي ام بلادك؟
قلت كلتاهن في شقاء ولكن ثوبكم الأبيض مرتفع شيئاً ما عن الدنس
أما نحن فمن رفعناكم بغبننا وجهلنا بالتاريخ التليد
فقالت دعك من شعور سيفنينا ويفنيكم
قلت وإني فاعل في كل حين غير أنهم لا يفتؤون عن قتلنا برهة من نهار
حتى ظننت أني في ذات حلم من المبلسين ........ !!!!



حتى هنا أكتفي

لكني

سأعود

مريم
11-05-2021, 08:42 AM
كل أشياءنا الصغيرة الملقاة في بئر الخرابة أزاحت جانبا بعض الحجارة واستراحت عند باب البئر ، تصغي للأحاديث البعيدة في المنفى
تنظر إلينا وتضحك مرة وترتعش من البرد الخفيف مرات !


أنا أتذكر يا محمد من أين انتهى حديث محمد، ومن كيف بدأه أيضاً، مثلي يتذكر
كنتَ في القطار يشق الغبار إلى باريس، كانت تطلب ريبيكا منك ألا تجعلها تغرق فيك أكثر وكأن ذلك بخاطرها، وكنتَ تخبرها بأن لا شان لك بالموج غير رؤية الحورية، كنت تتساءل وأنت تتأمل الطبيعة الخضراء لماذا في الأصل يغزونا كل هؤلاء ؟
أخبرتني أيضاً أنك لستَ بالرجل ذو العيون الملونة والبشرة البيضاء كي تترك ريبيكا كل هؤلاء لأجل رفقة رجل مثلك لا يحمل في جيبه غير ما يكفيه لبضعة أيام في بلاد الفرنجة والأحلام وكأن هذا كل ما يمكن أن تنشدهُ فتاة ك ريبيكا لون عيونٍ وبشرة !!



على الهامش :
كحلمٍ يطاردهُ خيال
ثمّ عثرنا عليهم في أصواتهم

مريم
11-05-2021, 08:45 AM
ههههههههه
سبقتني ريبيكا في الحديث إذاً
وتذكر محمد قبل أن تُذكِّره مريم
أمثل محمد ينسى ؟
سأستمع لريبيكا الآن
بصوتِ حروفك التي نُميزها ولا نتوه عنها

مريم
11-05-2021, 09:09 AM
الشجرة التي لم تلتقطها الصورة
الضوء في الجبل، كما لو أن العتمة تبتسم وحيدة هناك
المقعد الوحيد في الغابة حيث يلتقي غرباء بقوة الحدس
الخيالان المنحنيان في الممر المظلل
الوقفة المائلة، السعيدة الى حد ما، على باب زجاجي، حيث تنمو البهجة في حقول الشغف
الغيوم التي تشبه رغبة مشوشة بالرفقة
رغبة لا تشبه النهر ولا الشجرة ولا تشبه الظلال.
رغبة نهشها دون رغبة
الجدائل الكثيفة التي تشي بولاء لا منجاة منه
السحر المتروك على الطرق وفي السنين
البحث المعذّب عن بقعة الضوء حيث تنمو الحقائق الصغيرة، الحقائق التي تغيّرنا، والأشياء التي تخصها ولا شيء يشبهها، تمشي على الجسر بقلبها كاملاً
يُحيطها بألفة نسيانُ الأشياء التي لا تُنسى !!

على الهامش :
الجمعة ٥ نوفمبر ٢٠٢١
أحبُّ ذلك الشعور :
أن تمشي القصائد في دمي كأنّها شارعها الوحيد.

محمد حجر
11-05-2021, 09:16 AM
مريم يا مريم

أحاول اقتصاص الجزء المتعلق بريبيكا فقط

محطة القطار

توقفت السيارة على جانب الطريق
ثم تحدث السائق للسيدة
ويبدو أنه قد فهم أنني لا أجيد الفرنسية وأصبحت هي المتحدث الرسمي للرحلة
كم من الوقت استغرقت الرحلة لست أدري
وأيم الحلم ما قطعته إلا بوجد مسترسل لايزال يطاردني حتى حين
أخرجت حافظة النقود وأعطيت للسائق ما قالته هي
ليبتسم هو في هدوء مبيناً ايماءة شكر على ما تبقى من نقود قد منحتها إياه
ثم يسرع السائق خارجاً من السيارة مترجلاً برشاقة فائقة
رغم هذه السمنة والبدانة التي يبدو عليها ، فلقد كان من اللافت للنظر
أن يتمتع من هو بحجمه بمثل تلك الرشاقة
خرجت ملتفاً حول السيارة بسرعة قبل أن تخرج الأميرة
بعد أن فتح لها السائق باب السيارة
وكأنني كلارك جيبل حين كان في استقبال أوليفيا دي هافي لاند في فيلم ذهب مع الريح
مدت يديها في دلال لتتلقفها كفوفي في حنو ورفق
ثم تتراجع قدمي اليمنى للخلف نصف خطوة واليسرى في انسيابية
كي تفسح لها مجال للخروج من تلك السيارة الجميلة
وأنا لا أكاد أصدق حجم ما أنا فيه من حلم
أهذه لك يا بن الطين والتراب ؟
ليمر خاطرٌ في خيالي على ذلك البيت الريفي المتواضع ،
ثم ذلك السطح المتكدس بأكوام القش والحطب
تستخدمه أمي في صناعة الخبز بذلك الفرن الفلاحي
وبعد نهاية اليوم تكون وجبة العشاء
على أجمل وأفضل طبق فول مدمس تذوقته في التاريخ
كانت أمي ترهقني قبلها بيوم كامل كي أجهز لها
كل ما تحتاجه من حطب ليكون قرب الفرن
شتان الفارق بين هذا وذاك
محطة القطار التي تبدو أمامي كمعبد
أو كقصر تاريخي لأحد الملوك الفرنسيين القدماء
تحفة معمارية لا توصف أبواب دخول مذهبة عليها رسوم متداخلة ومتشابكة
وشتلات ورود وأشجار تقاوم الخريف في كل مكان
لتجعل المكان مكتسيٌ بحمرة مشوبة بصفرة داكنة
في منظر يشبه الجنة ذات حلم
وفوق كل هذا وذاك هذا الوجه المبتسم
في لطف منتظرة مني أن أبدأ الخطوة الأولى
وكأنها صارت تفهم كل خلجة في ذاتي أو تكادُ
بدأت تقودنا الأقدام إلى حيث درجات الممر المنخفض هبوطاً في ذلك الدهليز المتدرج
المؤدي بنا إلى دهليز آخر صعوداً ثم الولوج للمبنى الرئيس لمحطة القطار
كان هاتفي المحمول في ذلك الوقت متواضع للغاية
شأنه شأن كل أجهزة الهاتف المحمول في هذا التوقيت
وليتنا كنا في وقتنا هذا أو كنت أحمل كاميرا
لألتقط بها أجمل منظر
لسيدة تجلس على مقعد بلاتيني مطلي باللون الفضي المائل للبرونزي
نون النسوة مكتملة في هذا الكرسي
كاملة الأوصاف إلا من سؤال
أكاد أشعر بها تكتبه على جدران هذا القلب الكبير الذي تحمله بين خافقيها
ماذا لو نلتقي في عالم لا يسكنه سوانا؟
قلت فقط انتظري
سأحجز المقاعد ومن ثم أعود

***

سأعود

ش ـاهد قبر
11-05-2021, 10:54 AM
أذكر أنني قرأت مرة لـ بونابارت مقولة قال فيها:
( هناك نوعان من الناس في الثورة .. من يقومون بها .. وأولئك الذين استفادوا منها )
ولعمري أنني أحد الميمبرز المشكلين للنوع الثاني
أكتب الآن هذا الرد والموضوع على أعتاب الـ 4.540 مشاهدة
وبحسبة رياضية بسيطة أيقنت أنني لوحدي على الأقل سبب ربع هذا الرقم
فما بين الفينة والأخرى
أغدوا خماصاً وأروح بطانا
كما يرزق الله الطير

وكلما فقد الليل وعيه
والقمر تنهيدته
والصباح إبصاره
أجدني أتسحب لهذا المتصفح كاللصوص
أسرق ما أقدر على حمله وأتزود للغزوة التالية

أي نعم أنني بدأت هذه العادة القبيحة – السرقة – مساء الأحد ١٠ أكتوبر
وتدرجت في مستويات الاتقان
لكن بالله عليكما .. من قال لكما أن العادات السيئة تحتاج لوصاية أو كورسات تدريب؟!

كل الأمر ..
فقط
القليل من الدهاء .. والكثير من التخطيط
وأنا لا أخفيكما، أيها الميمان بأنني أعتَدّ بنفسي كثيراً
لدرجة أنني أقنعتها بأنني أكثر عبقرية من "سن تزو" نفسه
أو حتى من "سينغوكو" في ون بيس الشهير

وعليه .. وفي كل مرة أدخل فيها لابساً طاقية الإخفاء
أو متدثراً بعباءة الشغف
مستنيراً بميم منارة حرفك يا محمد
متورطاً بميم معتكفك الصارخ يا مريم
محمد يا محمد
مريم يا مريم

ثورتكما ظاهرة اجتماعية ملفتة
وانا اكتفيت بما قاله ابن ماريا عن أنواع البشر في الثورات

ولأن


الحلم: قشة نلتصق بها لطالما كانت الدنيا بما فيها غرق.




فقد توقفت منذ 12 أكتوبر عن مزاولة الأحلام
واكتفيت بأن أسجل انطباعاتها بانتظام كلما دخلت هنا
مستعيناً بخبرة سابقة كنت قد خضتها بساحة ما .. مختلفة


تماماً كالهروب الجامع من الانجبار على إتيان الامتنان

محمد حجر;127815]
أعلم بأن ترتيبي كان الأول عليهم جميعاً لكنهم لم يعطوني يوماً جائزة
فقط حتى لايكونون مضطرين لمصافحة يدي بإمتنان

ولأنك يا صديقي
الحرفُ ذِي الملامح .. تنسى أنك المانح

أنا لن أصافحك فقط لأنك تكره المصافحة
بل سأقبّلك مباشرة لحبي لتقبيلك

وفي كل مرة أقوم فيها بذلك
سأكون بمعزل تماماً عن ريبيكا ابنة بائع السيارات القديمة

وبالطبع
سألح كثيراً على مريم لتمنحني دقيقه واحدة لأستفرد بك

همممممممم

دقيقة؟

60 ثانية!

60 قبلة ..

لا أضنها تقبل ..

لكنني أعدك بأنني سألح وأجتهد في الطلب
فكن مستعداً

ولو سألتماني أيها الميمان عن حلمي

فأنا معتاد على أن ( يأتي بها الله )
فالأحلام يا صديقاي تجعلنا نشعر بالأمل
والأمل يشلّه الواقع



لا عليكما مني
فمن عينيكما – بعيداً عن ريبيكا طبعاً – نشكل نافذةً لأحلامنا التي لا تجئ
وفي كل ( حلم / مشاركة ) منكما
نرمم أحلامنا لنحلم

الآن وقد انتهت غزوتي الخاطفة
(واثق سبحان الله)
سأعود لأرشفة حبيباتي/رواياتي

وأقول لكما هذا بصوت خافت في سركما
فلقد كذبت على أحدهم قبيل الفجر
على أن أذهب للنوم وأرتاح قليلاً من الأرشفة
ولكنني عدت إليها خلسة، عازماً على انهائها اليوم بإذن الله
وعبدالمجيد يرفع عقيرته
آه منك .. وآه من هذي وذيك
خطوتي ودروبها شوك وجمر
كل ماجيت ابتدي منك ابتديك
وين ما صديت .. لك وجهه وخبر

https://j.top4top.io/p_213529s8c1.jpg (https://top4top.io/)

ملاحظة .. السوفليه لا برد لاحد ياكله
.
.
.
صديقكما ش يا م م
[/COLOR]

محمد حجر
11-05-2021, 06:55 PM
شاهد يا شاهد

من أنت دلني كيف الطريق إليك فمحركات بحثي ظلت لسنوات عاجزة عن الوصول لمن هو مثلك
سأخبرك بسر أيها العزيز
أكاد أُكمل ال سبعة عشر عام بالمنتديات فكم هي الحصيلة
صديق وحيد رافقني طوال الرحلة الكبيرة هو أستاذي وصديقي وأخي الأكبر
الرائع حد الخيال ـــ عمر أمين ــ منذ رحلتنا بمنتدى صخب أنثى بصخبه الكبير
وكمية الشعراء والأدباء الذين تتلمذوا في مدرسته وطبعوا بعض مؤلفاتهم وهم أعضاء فيه
وحين ضاقت السبل بالصخب خرجت مجموعة كبيرة لمنتديات شتى أحدهم أنا بالطبع
وبالصدفة البحتة من ضمن الراحلين صديقي عمر وجملة كبيرة
من شعراء مصر وشمال أفريقيا والجزيرة العربية والشام
بعضهم حصل على جوائز تقديرية من دول مختلفة ومنتديات كبيرة
ثم صديقة عزيزة على قلبي لا أود ذكر اسمها هنا لأسباب تخصها هي فقط
وأذكر شخص واحد هنا لكنه لم يكن أحد المنتسبين للصخب لأن الصخب كان شروط الإنتساب إليه جداً
صعبة وقاسية لا يستطيع كل من يطرق الباب الدخول
صدقاً كنت أتمنى أن يكون أحد هؤلاء أنت
لكن لعله خير

شاهد يا شاهد

حين يذكر اسمك عندي وفي مجلس تواجدت فيه يحضرني لوحة زيتية لشخص جميل
كاتب متمرد حتى على مايكتبه هو ذاته وكأنك تهوى القماش ولكن الألوان لايستطيع صبغها أحداً كما أنت
وفي كل قراءة لك أخروج الخروج الكبير كبر الدخول الكبير والضجة التي صاحبت لحظة دخولي لمكان
أنت فقط من يحمل الزهور بآخر الردهة ولا تعطيها إلا لأصحاب الصفحات البيضاء

شاهد يا شاهد

وكما تقول عائشة السيفي ( شاعرة من سلطنة عُمان )

الذينَ مضَوا فيْ الغِيَابِ الكَبيرِ نسُونَا
تركُوا قُبلةً خلفهُمْ للرياحِ وللذكرياتِ عيونَا
أوصَدُوا خلفَهِم كلَّ بابٍ يطلُّ علَى دمنَا
واستراحُوا
كأنْ لا ليالٍ عَمِينَا بهَا ضحِكَاً وجنُونَا
الذين مضَوا في الغِيابِ..
مضَوا فيْ الغيَابِ ولم يتركُونَا
سوَى حفرٍ تستعدُ لتصبحَ للتائهينَ الذينْ مشَوا في الطَريقِ بطُونَا
الذينَ مضَوا صلَبُوا حزنَهُمْ في السَماءِ
ليمطِرَ فيْ كلِّ أرضٍ يبابٍ، رحيلاً حنُونَا
الذين مضَوا في الغيابِ الكبيرِ نسُونَا
الذينَ مضَوا.. أوجَعُونَا..

شاهد يا شاهد

حتى ريبيكا ابنة بائع السيارات القديمة إن كُتب لنا لقاء
سأحدثها عنك
سأخبرها أن في بلادي شاهد قبر يرسم الحياة بلقطة من كاميرا لم تُصنع لشخص سواه

وعن مريم يا شاهد
إن تحدثت عنها ربما أظلمها
والأكيد سأظلم نفسي لأنني مهما تحدثت لن ألملم زوايا وجهها و انكسارات عشقها
حتى لو فعلت في ألف قصيدة أو يزيدون
أعلم أنك تعلم
أن مريم أعطت للمكان نغم عذب كما لو كانت آلة كلارنيت في لحن يُعزف على أطراف الجبال

شكراً لك مريم لأنك هُنا
شكراً لك شاهد لأنك ذكرتنا

مريم
11-05-2021, 07:24 PM
ما رأيكما لو عدنا بعجلة الوقت أياماً إلى الخلف، أخبركم عن الذي كنتُ سأكتبه في عيدي ميلادي القادم بعد أيام :
لن أنتظر منكم الرّد بتّ مدركة جيداً حسن إصغائكم -تخصون مريم، ومريم تخصكم-، أحدكم أسمع صوته وأميزه من وقع حروفه من قبل حتى أن أسمع صوته، وآخر يتخفى ظنّاً منه أني لا أشعر، وحاسه الشّم لديّ مُركزة، لكل شخص عطره وأثره نقتفيه حتى وهو في حالة سكون واختفاء، حاستي السادسة، ويبقى فيما بعد تأكيد الأمر من عدمه وها أنت تؤكدهُ يا عزيزي، قد يظن أحدهم أني أبالغ وأنا بريئة من ذلك !
تعود مرجعيتي لما كنتُ أفكر في كتابتهِ قبل أن تتغير موجة الكتابة من بعد البارحة ويأتي اليوم ليعزز ما حدث بالأمس !

في هذا الشّهر،
عيد ميلادي.

كنتُ أبحث على الإنترنت
عن أسهل طريقة لإزالة الحزن عن البشرة
بنصف حبة خيار
والنّصف الآخر سأضعه على العشاء للصغار اليتامى.

سأنتظرُ أختي وأولاد جيراننا
-الذين لن يأتوا-
على ضوء شمعةٍ وقصيدة
فالأولى وجودها في حياتي بات مستحيلاً، والجيران تفحمتْ
شقتهم بالأولاد حين أشعلوا
عتمتهم بالشمعة التي أحترقتهم
غيرهم لقى حتفه بالصواريخ .

كنتُ أفكّر بتغيير حياتي
مثل كل سنة
بخصوص البقاء وحيدة
كأن أبقى وحيدة
للأبد .

كنتُ أتخيّل
بأنّ أبي كان في العمل
يفتح باب البيت
وفي يدهِ كعكة عيد الميلاد
وأمي تضع طلاء الأظافر والمكياج
وأنا في خجل
وحولي إخوتي الصّغار يضحكون
أتخيّل فقط،
ذلك المشهد الذي شاهدته على التّلفاز.

في هذا الشّهر،
كنتُ سأكون بمفردي
حيث لا أنتظر السّاعة
لتصلني رسالة، أو مكالمة.
كنتُ سأقضي يومي في كتابة قصيدة رديئة
لصبيةٍ يكون عيد ميلادها
وتعطيني في المقابل مالاً
أُوزعهُ على فقراء حيّنا وأدخر رُبعه
لشراء الدواء لو لأسبوعٍ واحد على الأقل
وستعملُ أمي عند امرأة راقية
تحضّر الكعكة لابنتها
في نفس اليوم الذي ولدتُ فيه
وسيذهب أبي للمشفى
ثمّ سيعود خائباً
لأنّ طبيبه اليوم في إجازة
عيد ميلاد ابنته.

كل ذلك كان سيحدث، كل هذا كنتُ أكتبهُ، كل ذلك كنتُ أفكر فيه بل وأعيشه، لكن وجود الأصدقاء حال دون تخطيط هذه السنة، تأتي الأشياء الحلوة والهدايا على البركة،
هداياكم ثمينة بل هي الأثمن عندي من يوم وُلدت ..

محمد يا محمد
الظل الذي كان يلحقني
كان يعوّي في أحلامي
يعضُ يدي
ويركض خلفي طوال الليل.
حتى جاءت القصيدة

من مريم إلى شاهد:
والأحلام التي نسجتها
كانت تخنقني
تحاول التخلص منيّ؛
لأن الواقع سيشنقها إذ لم أمُت أنا
حتى جاء رفاق الساحات وزاوا المنفى


أتعرفان !!
محمد يا محمد
من مريم إلى شاهد
منذ شاركتم الحبر بدأتُ أعيش التّخيل أكثر. حينما أنظّف جرح أبي، على الرّغم من شدّة خوفي وفي بعد الأحيان أتقيأ، لكنني ألجأ إلى مهنة التّخيل، في تلك اللحظة أشعر بأنني الطبيبة الوحيدة في العالم، التي عليها أن تنقذ البشرية، ثمّ ألجأ للكتابة بسرعة. حتى عندما أشاهد نساء العالم عبر الشاشات بثيابٍ جميلة، المهندسات والمدرسات والعاملات والمذيعات والصحافيات وفتيات المدارس والجامعات، فأتخيّل بأنني ذاهبة مثلهنّ، حاملة وردة، ثمّ أركض إلى الحبر.
سأخبركم سراً: هذه المهنة كانت عملاً أساسياً لي، وقت دراستي وحتى بداية النّضوج كأنثى صغيرة، كنتُ أتدرب على الخياطة مقابل بعض المال، لطالما كنتُ أخافُ طبيب الأسنان، أضع قطع القماش على الماكينة، ثمّ أبدأ بمهمة معالجة المرضى، أقول لهم: أنا معكم، لا تقلقوا، سأغيّر نظام الخوف في العالم.

همسة :
أصواتكم وعطركم ..
الأغنية التي أنام بداخلها
حين يغلبني التعب.


على الهامش ؛
نحنُ الذين لم تجمعنا صورةٌ، ولا صدفةٌ، ولا طريق ولا بلد ولا صلة دم، بعد متاهةٍ متعبة، جمعنا منفىً وقصيدة ..
الجمعة الجامعة ٥ نوفمبر الجميل ٢٠٢١


ستتكفّل مريم بجمعِ شُتاتِ القلوب المتناثرِة خلف صوركم وأصواتكم !
تُنافس فيروز في منفى الحالمين !

محمد حجر
11-05-2021, 08:05 PM
مريم يا مريم

خلف الظلال عيونٌ ترقُب كل شيء
حتى مَنْ ذاتَ يومٍ بالهموم أثقلونا
الذين رحلنا عنهم حين كنا صغار
وحين كبرت همومنا إذا بهم يخذلونا


مريم يا مريم

من لا يسمع صوت الموسيقى
حين يرى من يرقص على أنغامها
يظن أن الراقصين علىها ثُلَّةٌ من المجانين


همسة

لا يكفي فقط أن تشاهد
فهناك أصوات لا يدركها غير الحالمون



سأعود

مريم
11-05-2021, 09:18 PM
محمد يا محمد

"ابقِ وجهك تجاه الشمس ولن ترى الظلال."
هيلين كلير

ولأني أتقمصُ الأشياء وأتلبسها
سآخذكم معي عبر الكلمات حيث اللامكان
لكنه لنا مكان !!
نَحرُثُ ظلَّ الظَّهيرةِ والعَصر
نزْحفُ حتى غيابَ المَداخِنِ والظِّل،
وفي اللَّيلْ
نطْرُقُ أَحلامنا بالجدار.
وفي اللَّيلْ يُلقي بنا الياسَمينُ
بَعيداً عن البيتِ
حيثُ البنات الجَميلات يمضينَ للسماء.
وفي اللَّيل
يخرُجُ ريحانُنا من تُرابِ الحُقول
يُبَلِّلُ وجهَ الهَواءِ الثَّقيل
ويكسِرُ إِبريقَهُ في الجِوارْ.

نحنُ في فُسحةِ البابِ
نرمِشُ كي تَستَفيقَ الطُّيور
لتَلقطَ ليمونَ أَيّامنا من إِناءِ الغِياب.
وفي اللَّيلِ يركضُ نَهرٌ إِلى بيتنا
وَلمّا ننام
يُدغْدِغُنا تَحتَ إبط القميص
وَينفُخُ كي يَبردَ الشّاي.
في اللَّيل
يحسَبُنا "الآخَرون" ظِلالاً
فلا يَطرحونَ علينا السلام.

محمد حجر
11-05-2021, 09:38 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/163613737967131.jpg (https://up.boohalharf.com/)

مريم يامريم

أنت دفء المساء في هذا المكان الجميل
منفاك يتحول رويداً رويداً إلى جزيرة
لا يسكنها غير من لديه أجنحة للطيران
يعبر بها المسافات بين حلم تسكنه مريم
وواقع لا يصدقه العقلاء.

مريم يا مريم

هل صادفك ذات يوم صديق ظاهره كما باطنه متشابهان؟
إن مرَّ بحياتك يوماً
أقرئيه مني سلام
وأخبريه كلما تحدثت إليه ذات مساء
أن هذا العالم لا يعطي من يستحق في الوقت الذي يريد


همسة

لا يهم العالم إن كنت تبكي أو تبتسم
إبتسم أفضل لك

سأعود

ش ـاهد قبر
11-05-2021, 09:44 PM
https://k.top4top.io/p_21357pj5r1.jpg (https://top4top.io/)

على نيتي أعيش
وبتوفيق الله أُجبر

أصفر هُردي، ذهبي مستتر، خوخي مشرق، أشقر فاقع
- الله يسامح اللي غير اللون -

أياً كان
فالدلالة واحدة
إشراق يجامل الشمس
ويحث المساء على الاستتار في هذا المنفى على الأقل

أزرق ناصع
حرية، خيال، توسّع، إلهام، حساسيّة، قوة، ثقة، عطاء، شفافية

جميعها متواجدة بهذا المتصفح



.
.
.


https://l.top4top.io/p_2135yxbdd2.jpg (https://top4top.io/)

إن الله لا يُعَامِل إلا بالنيات
ولا يكتب في السجلات
إلا أرقام الحسنات القلبية
وعليه
فالأرقام المثالية النادرة
مثل الأرواح المثالية
لو استثنينا ريبيكا طبعا
والحمدالله أنها لا تملك ميماً في اسمها، ومريم الأخرى طبعاً

والاكتراث لم يكن - يوماً - مهندساً ممسكاً بمسطرة وبرجل ليرصد الأرقام
فيكتبها على ورقة أو داخل أروقة منتدى
لكنه - أي الاكتراث - يغويه حرف عذب يلعب على أوتار روحه وقلبه



https://g.top4top.io/p_21355p0hx1.png (https://top4top.io/)
فرمان رقم واحد

إن كنتما ممن يرحب بكاميرتي الاحترافية كل ما سنحت الفرصة
( طبعاً عارف الرد بس أتدلع )

فعليكما باستخدام "أح ـمد" بدلاً من "ش ـاهد"

فميم أح ـمد الوحيدة .. قادرة على الصمود أمام ميماتكم الأربع المناصفة
ولو لبعض الوقت



من أح ـمد إلى م ـحمد

الإخلاص فعلٌ خفي .. لا رقيب له إلا أنت


من أحم ـمد إلى م ـريم
كانت أنثى سعيدة .. حتى قالوا لها .. كبرتِ!!



.
.
.
أح ـمد ( أبو ميم واحدة )
يعلق الورد حول خواصركم












معليش تذكرت
من أح ـمد إلى م ـحمد

سلم على صديقك ع ـمر أم ـين
- للأسف طلع عنده ميمين -
وقله أح ـمد يسلم عليك .. ويقلك
لا تقلق .. فأنا في بَانٍ يستحق

مريم
11-06-2021, 05:01 AM
أجلس الآن خارج جسدي
على بُعد أمتارٍ مني
أراقب الوقت وحركة الهواء
أطيل النظر إلى ورقة الشجر التي سقطت للتو
وأبحث عنك تحت ظلها
نعم، ظل الورقة الصغيرة الملتصقة بالأرض،
هكذا أتذكر العناق
كأنني الورقة التي سقطت من عمق
أحزانها على راحة أرضك .

محمد يا محمد
حينَ نشعرُ بالبرد نقوم بوضع شال حول أكتافنا فقط وليسَ كل جسدنا، لأنَّ فكرة الدفء تأتي من أن ندفئ القلب وما حوله من الضلوع،
دفء القلب يكفي ليملأَ الجسد كله ..

همسة مُعادة باقتباس:
"لا يهم العالم إن كنت تبكي أو تبتسم
ابتسم أفضل لك"

مريم
11-06-2021, 05:11 AM
هل فكرتَ من قبل أن تكتب كجنينٍ حقيقيّ ما زال متكومًا داخل رحم أمهِ.. صادفتُ هذه الفكرة في كتاب " فيزياء الحزن" يقول: "هنا ظلام وراحة، وأنا مربوط بشيء يتحرك " وفي سطرٍ أخر : " وزني جرام ونصف".

عشت مع هذا الإحساس رغمًا عني عرفت معلوماتٍ غريبة مثلاً: بعد ولادته بأسبوع ذهب أبيه إلى الجبهة، وجف حليب أمهِ، أما الليل كان يقضيه كاملًا في البكاء من شدة الجوع عرفت أيضًا أنه كان يتغذى على الخبز المبلل بالخمر.
أكثر ما تأثرت به هذه الجملة:
" انتظروا عدة أيام ليروا ما إذا كنت سأظل حيًا ".



من مريم إلى أحمد:

هل تعتقدُ أنه من الضروري أن نكتب التاريخ؟ لدي رغبة في دس الأرقام بين السطور :
السبت ٦ نوفمبر ٢٠٢١، اليوم يوافق يوم ميلاد صديقة قديمة جدًا انقطع التواصل بيننا من اليوم الذي تركت فيه البلاد، ما زلت أتذكر ملامحها وهي تقول "ديري بالك من حالك"
وأنا أقول : " مسافرة خلاص"
لا، لم ينقطع التواصل نهائيًا طوال هذه المدة، في سنة ٢٠١٧ وجدت متصفحي القديم، وأرسلت لي رسالة " بحثت عنكِ كثيرًا، أخيرًا وجدتك" الرسالة كانت مرفقة بصورتها مع ابنها وزوجها الذي فوجئتُ بأني أعرفه !
أردتُ فقط أن أخبركِ بأشياءٍ لا تهمك لكنها تعني لي الكثير ...
منذ عدة أشهر وأنا أسجل الأيام والتواريخ، لا فرق لدي بين
مايو أو نوفمبر، لا شهر أفضل من الآخر في الحلم، أكتب وأحلم كل يوم وهذا لا يكفيني، كنتُ أتمنى أنْ تكتمل معي بالرسم، أرسمُ غابة بأشجار كثبفة في وسطها مقعد وحيد عليه ورقة خضراء تنتظر أخرى معلقة في الهواء على وشك السقوط بجانبها، لكن حين كنتُ صغيرة طلبت منا معلمة الرسم -ذات نهار- علبة ألوان، لم أستطع شرائها في ذلك الوقت، عاقبتني.. ومن يومها وأنا أهرب من حصة الرسم، لكني على أي حال أقفُ الآن ما بين نادمة على شيء لم أكتسبه رغم تعلقي به؛ ناقمة على معلمة حصة الرسم !

العتمة والضوء، كالليل والنهار يتعاقبان.. إذا حضر أحدهم ذهب الآخر.. إلا أن بقاء الآخر لا يدوم !
في العتمة نعرف ذنوبنا، إلا أننا لا نعود إلى أنفسنا.. دائمًا ما ننسانا في مكانٍ ما، في أحضان من نُحب -ربما- أو في الصحراء كإحتمالٍ سيء نتوقع حدوثه.

يقولون إن في الليل يموت الإنسان موتته الصغرى وماذا عن النهار ؟
عندما بحثت عن الآيات التي تحدثت عن النهار سلبت عقلي هذه الآية: {وجعلنا آية النهار مبصرة}
أي أننا لا نرى الأشياء إلا بعد سقوط ضوء النهار عليها، هذا ما قاله ابن الهيثم.

على الهامش:
العتمة والضوء في كل واحد منا باختلاف أحلامه وقصصه وتفاصيله وذكرياته ولا ريب في ذلك.

تحبتي وريحان

مريم
11-06-2021, 05:18 AM
شعرت بأن لدي رغبة في الكتابةِ الآن، من الجيد أن نكتب حين تهاجمنا الرغبة في ذلك ...
أخاف ضياع اللحظة، أردتها أن تأتي طازجة كما أيقظتني فجأة أبحثُ عن كتاب ما، قصيدة، أغنية، فيلم، أو حلقة من مسلسل كما حدث الآن :
في مسلسل "Virgin River4"، في حلقة "دعونا نتخالط"، هناك حوار وقفت عنده طويلاً، تقول صديقة "هوب" للدكتور:
"السبب الوحيد الذي يمنع "هوب" من مسامحتك..
اعتقدت أنك الشخص الوحيد في العالم الذي لن يؤذيها، عليك العثور على طريقة لكسب ثقتها ثانية".




على الهامش:
كنّتُ ومريم في هذه الحلقة معاً، تبادلنا الرّقص مع الكثير، ولا أعرف في الحقيقة إن رقصتِ مع الرّجل الذي تحبينه، أعتذر عن عدم معرفتي. لكننا في النّهاية كنا بلا شريك رقص، إذ دخلت امرأتان، واكتفينا نحن بكتابة القصائد لهم، أو ربّما لنا.

"امرأتان وحيدتان
في ليلة جميلة
حيث الكل يرقص
يتبادلن الرّسائل
ولا أحد يراهما
حتّى المخرج".

محمد حجر
11-06-2021, 06:19 AM
شاهد يا شاهد

وميم أحمد الفريدة
وثنائيتا مريم ومحمد
هل تعلم أنني لم ألاحظ ذلك الربط من ذي قبل؟
النتيجة 2 ميم = 2 ميم ولكن ميم أحمد ستحدث التوازن بإذن الله
ريبيكا ياصديقي بلا ميم ولن تكون هكذا ذات يوم
وربما هذا هو سر مريم الأولى ( وإني سميتها مريم )
حتى أنت أحمد اسم نبينا الأول
رسالة أحمد إلى محمد
الإخلاص فعلٌ خفي .. لا رقيب له إلا أنت
رسالة محمد إلى أحمد
لن يقتلني سوى هذا الإخلاص يوماً ياصديقي
الصالحون ينجون بأنفسهم فقط
لكن المصلحون يحاربون كي ينجوا وينجوا الجميع

ثم من محمد إلى أحمد

الإخلاص وحده لا يكفي
يلزمنا الكثير من القوة لفتح القلاع الحصينة
والكثير من الشراسة كي نرهب من يتسلقون أسوار الحديقة

إلى أحمد أبو ميم واحدة
ألاقي زيك فين يا أحمد ( علي ) وإنت في العين والنني يا أحمد ( علي )
بصوت الشحرورة صباح

محمد حجر
11-06-2021, 06:46 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/163616918742121.jpg (https://up.boohalharf.com/)

مريم يا مريم

فتنة الياسمين شغلتني حتى أنثى الياسمين بجدائلها المفكوكة أسعد بها
حين تسقط أوراق الياسمين الذابلة يامريم أشعر بأن الربيع سفاحٌ قاتل
لا أحتمل ولا أتحمل انتظار جديد للشمس أن تكون بمثل هذه النقطة في فلكها
حتى يعود الياسمين بتلك النضارة من جديد.

مريم يا مريم

نحن لا نؤلف القصص ــ صرنا نحن القصص أيتها الإنسية
نحن لا نروي الحكايا ــ صارت الحكايا من يروينا
نحتاج لآلة كاتبة وورق أبيض وحبر ياسميني كي تُروى الحكاية بطابعها الجديد
وبشيفرة رجل مخابرات في حقبة العشرينات من القرن الماضي الجميل
لا آلة تنبيه عند بائع الخردوات تفي بالغرض كي يسمع أهل الحي بما يجري
كلهم وقوف خلف النوافذ وعلى الأسطح والستائر المغلقة
فأي سلاح يردعهم وأي رواية لن يشاركوا فيها بنظم السطور؟

مريم يا مريم

هل جربت يوماً النوم بين سطور كتاب ثم التحفت بورقة في كتاب وكانت وسادتك جملة من كتاب؟

مريم يا مريم

أخبري شالك أن رجلاً كتب لمريم التي لا يعرفها قصيدة
يسألها الله أن تتلوها عليه في كل ساعة

همسة

كان يحدث ثم كان
وكأنه لم يحدث من قبل في زمان


سأعود

محمد حجر
11-06-2021, 06:54 AM
مريم يا مريم

صباحك فيروزي

فايق ياهوى

https://d.top4top.io/m_2136xrmtp1.mp3

مريم
11-06-2021, 07:25 AM
عطر الباسمين يضج بالمنفى وكل دقيقتين تقريباً تهبُّ نسمة برائحته لتصلنا حيث نحن !
أنه فعل محمد.. لصباحاتك عطرها الخاص، وأغنياتها الخاصة التي لا تشبه سواها،



بالنسبة ل مريم يا مريم
هل جربت يوماً النوم بين سطور كتاب ثم التحفت بورقة في كتاب وكانت وسادتك جملة من كتاب؟
اييييه يا محمد
كثيراً جداً، بين سطور كتاب وفي الردود أيضاً وفي وسط القصيدة وأنساني وأستيقظ على صوت أحدهم مريم فأفيق
وأتعامل بعدوانية في بعض الأوقات، مَنْ ناداني ؟!



محمد يا محمد

حياتي كلّها صناديق.
عندما اشترى والدي أوّل مرّة سيارة
وذهبنا لنحتفل مثل كل عائلة
اختبأتُ في صندوقها
خوفاً من أن تقبض الشّرطة على العدد الزّائد
وبالتأكيد كنتُ دائما أسهل شيء يمكن التّخلص منه !

في الخزانة
هناك صندوق صغير يبكي
كنتُ أضع فيه الكحل الخاص بي.

في قلبي
هناك صندوق لكل الأحجام
أشبه بشجرة عجوز
لو حرّكها أي أحد
ستقع كلها أرضاً
من شدّة كسر الخاطر
ومن جثتي التي لم تعد تقدر على حمايتي
كلّما أصابتني شوكة
أهرب إليه وأنام فيه.
حتى بعدما كبرت !

"صندوق الدّرج الدّراسي"
وضعتُ فيه ورقة
تحتوي على قصيدة رديئة كتبتُها
في حصة اللغة الإنجليزية
بعد أن تعلّمت كلمة جديدة
من لغة غير مفهومة
عنوانها: "help".


على الهامش:
كل صباخ أترك يدي تلوّح
في الهواء
ربما يلتقطها طائر
وتفعلها فيروز

مريم
11-06-2021, 07:47 AM
ليس سوى مقعد وحيد يعبر الطريق
تقشّر دهانه وهو ينهض كل صباح ليتقدم في العمر
لا يبصرهُ المارةُ والعابرون ومتطفلو الدروب
ولا يبصرون كيف على خشبهِ الهشِّ يلتقي غرباء بقوة الحدس.

على الهامش :
من الكلمات أتخيل صورة عبر سطور
على نقاط كلماتها يغفو حلم !
تنقصني موهبة الرسم ..

ش ـاهد قبر
11-06-2021, 09:12 AM
أخبركم عن الذي كنتُ سأكتبه في عيدي ميلادي القادم بعد أيام




في هذا الشّهر،
عيد ميلادي.



محاولة جادة للقبض على عيد ميلاد م ـريم
( المحاولة الأولى )
6 نوفمبر / 1 ربيع الآخر

c-Cah0SQsO0

أعتذر بشدة عن نشاز الإيقاع
لازالت حساسية الأصابع في سبات


في مدائن البوح .. تعلمنا أن نكون عائلة واحدة
أعتقد أنك شعرتِ بذلك اليوم خصوصاً منذ ولادة أول حرف لك
في 29-9 11:48 PM

وعائلة الإنسان هي كلُّ حياته .. هي العيد والفرح
فإن ولّت أو ذهبت أو تلاشت أو جف حبرها
لم يبق له من الأعياد إلا الذكريات
وربما الأوجاع الصارخة التي تضج في الجنبين كل مناسَبة


اليوم فرح .. لا بد من ذلك

https://f.top4top.io/p_2136dvocf1.gif (https://top4top.io/)




مناسبة .. وعيد ميلاد
لا بد من كيكة طبعاً

https://g.top4top.io/p_2136lxmw22.jpeg (https://top4top.io/)

وهذه مهمة لا تصلح لمن هو مثلي
لمن لا يعرف حتى أن يصنع كوب من الشاي
الذي لا ينتسب من قريب أو بعيد لمقدّرات الطباخين أو المتحمسين للطبخ
إلاّ سبحان الله ( طاوة البيض المحلى بالسكر )


وهذه مهمة انبرى لها العزيز م ـحمد
رغم أني لا أحب مخبوزات الليمون بشكل عام

لكن شكراً لجهدك وتعفرك بالدقيق
وأثق أنها تحفة في مذاق اللسان .. كما هي تحفة في مذاق العين


( الله يعينك .. اعمل حسابك .. كل يوم كيكة شكل إلى أن نصيب اليوم الصحيح )

.
.
.
أح ـمد
بميمه الواحدة .. يسلم عليكم

محمد حجر
11-06-2021, 10:09 AM
مريم يا مريم

يبدو أن المنتدى يعاني شيء مجهول
ساعة كاملة لم أتمكن من الدخول بشكل صحيح

لكن أتمنى أن يكون الدخول مكتملاً هذه المرة

استمعي لخاطرتي

السلام عليك ياوداد
حتى أحضر كوب كبير من القهوة التركية


https://l.top4top.io/m_21364tmqu1.mp3

مريم
11-06-2021, 10:10 AM
ما أملكهُ هذا العام مختلف، أهم من كعكة العيد ومن كل ما حدث وقد يحدث، مريم هنا قادرة على الاحتفال بالكلمات والقصائد والكمان وأصوات الأصدقاء مع الآلاف وهذا ما لا تستطيع أموال العالم خلقه. لا تستطيع المسافات الطويلة ودقات الوقت الشرسة أن تمنعه، صوت محمد، صوت أحمد، صوت الموسيقى، أصوات مدائن البوح بكل من فيها أعظم اوضح أقوى..
إلى مريم:
لا تكوني حزينة مثل فان غوغ، استمتعي من الآن حتى موعد ميلادك ففي كل يوم لكِ ميلاد جديد


ماذا يمكنُ أن تقولَ فتاةٌ تطرق باب عامها الجديد في هذا الشهر، والأعوام أبواب، وكلُّ بابٍ يفتحهُ الصبرُ على التجربة، لذلك هناك كثيرونَ ممن يتخطون أعوامهم ويتركون أبوابها مقفلة، ويختارُ المرء ألوانَ أبوابه، أو حتّى يمكنُ أنْ ينقشَ عليها بالخطِ العثماني ما يشتهي أن يقول من الكلمات، وربّما يفتحها ويستخلص الحكمة ثمَّ يغلقها بالشمعِ الأحمر، وليس أنّهُ أغلقها يعني أنّهُ لن يعود لفتحها، إنَّ فضولهُ الأزليّ سيجعله يعود إليه مرّةً أخرى ليفتحه، وحين يفعلُ ذلك ( يبكي ويبتسم ) يبكي حَرَجَاً من سذاجته ، ويبتسمُ انبهاراً بطيبته، كما أفعلُ دوماً .

وأُسمّي الأبواب، وأحبُّ أنْ أختارَ أسماءها بعناية، بابُ الغياب، وبابُ الرفاق الطيبين، وباب الأقنعة الملونة، وبابُ الشمس الباردة، باب الموت برداً، وبابُ الخسّة وباب الرحمة وباب اللطف الخفيّ وباب السِتر الشاهق وإلخ

أخرج من التجربة أسمّي الباب ثم أنقشُ جملةً تلخّص ما تعلمته ثم ألوّنه لأتذكر الإشارات، تمرُّ الأعوام وتكثر الأبواب، وبينما أفتح هذا وأغلق ذاك أدرك سرّاً عظيماً من أسرار الملكوت، وهو بابٌ عظيم إن لم تحاول أن تطرقه بصدق فإن روحك لن ترشف من نور الله، وهو باب سيّدنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم .

وباب النبيّ مكتوبٌ فوقه " إنا أرسلناك رحمة للعالمين " والرحمة هنا تشملُ ( العفو والصفح و اللين والحبّ والجمال واللطف والبذل والصدق والتضحية والحنان والرفق والبِشر والقرب والبهجة والسرور والنور)
وباب النبي باب الواصل بالموصول وباب المحب بالمحبوب والرافع بالمرفوع والقاسم بالمقسوم له، والمشتاق بالمشتاق له، والراضي بالمرضيّ والمانح بالممنوح، والروح بالروح

وحين تطرق هذا الباب، تصغرُ كلّ الأبوابِ الأخرى، وتطلّ على الكونِ فتراه كأنّما كومة القشّ، تحترقُ الشهوة، وتجلو النفسُ صافيةً نقية، حينها لا تكترث بمنافق، أخذتهُ الدنيا وألقت به في لعنة الكذب، ولن تكترث بظالمٍ أخذته العزّة بالإثم، فهوى لأسفلِ سافلين، ولن تكترثَ بسفيهٍ يتحدث فيما لا يعرف وفيما لا يعلم، ولن تكترث، بل ستحزنُ عليهم جميعاً، لأنّهم أضلّوا الطريق، وحين حاولوا أن يسلكوه سدّوه بحجارة الجهل والأخلاق السيئة، فقصّوا أجنحةَ أرواحهم مبكراً !

أدركُ أنّ الرحلةَ تبدأُ منذُ أن يُبصر قلبكَ، وتتذوقَ أذنك، وتلمسَ روحُك، وتُهذَبَ نفسُك، يقول النفري: "كانت التجربة عظيمة، والرحلة التي بدأت ما كانت لتنتهي"

وكلّ عامٍ وقلبي يستطيعُ تمييز الأبواب جيّداً
وبابكم يا أصدقائي ثابت في القلب، أميزه بوضوح

من مريم إلى أحمد : أبهجت قلبي وكفى
محمد يا محمد : أحمد يريد أن يورطك فاحذره!
تشرين نافذة القلب

محمد حجر
11-06-2021, 10:24 AM
شاهد قبر الذي هو أحمد

في قلبي وعيني أنت وربي
لا أعلم كيف تحب القهوة
لكنني أحبها تركية فاتحة بدون وش
سأطلب من مريم اعدادها
لقاء تهنئتك الصباحية

بالعافية

https://k.top4top.io/p_2136x9s6c1.jpg (https://top4top.io/)

البنفسج
11-06-2021, 10:47 AM
صباح السعادة يامريم
كل عام وهي تغمر قلبك
والبسمة لاتسقط عن محياك
كل عام وأنتِ تنعمين بأصدقاء رائعين
كمحمد حجر العلامة الفارقة هنا
وشاهد قبر أيضا علامة جودة فائقة
ماأعظم المدائن وهي على قلب واحد

لكم جميعا

flll:flll:flll:

محمد حجر
11-06-2021, 10:52 AM
https://b.top4top.io/p_21361lzb11.jpg (https://top4top.io/)

إلى بنت تشرين الحزين

أخبري ورداتك البرية
أن هناك ورود بلاستيكية
جميلة وأكثر
لكنها لا تنفث العطر في كل حين
اسأليها أن تراود قلمي الرصاص عن نفسه
كي يمارس ذنب الرسم من جديد
فمنذ تاب عن معصيته لم يفعل
يابنت تشرين
أسألك الله كي تفعلين
وأناجيك لترغبين
عشرون عام أو يزيدون أقلعت عن ذنبي وحيداً
لا قبلة للرسم أقصدها
ولا محطة للوصول أرقبها
ولا حامل عطر في حدائق الفقد يعتِّقُها
يابنت تشرين


مقدمة لما هو قادم

سأعود

ش ـاهد قبر
11-06-2021, 10:53 AM
شاهد قبر الذي هو أحمد

في قلبي وعيني أنت وربي
لا أعلم كيف تحب القهوة
لكنني أحبها تركية فاتحة بدون وش
سأطلب من مريم اعدادها
لقاء تهنئتك الصباحية

بالعافية

https://k.top4top.io/p_2136x9s6c1.jpg (https://top4top.io/)


سَلِمَ قلبكَ ودامتْ سَعادة عينكَ

بس لا تحرج مريم
فهي من عاشقات الكافيهات
وأظنها متذوقة أكثر من مُعدّة أو خالقة

وبعدين الأخت هاليومين زي ما نقول عندنا بالبلدي
( في ايدها حنّى )
كناية عن عدم التفرغ لعمل أي شيء إطلاقاً


فما عليك
أنا شخص بسيط جداً
أقبل عادي باتصالات هنقرستيشن
( بابعت لك اللوكيشن بالخاص )
وأحبها على فكرة سكر زيادة
وأقترح عليك بورتو كافيه
على طريق الكورنيش الشمالي بعد البيك في اليمين
ولاهنت كمل كرمك ووصيهم على سان سباستيان بستاشيو :D


.
.
.

م = < * fl % > م / م + م X ( 2 م ) - 4

محمد حجر
11-06-2021, 10:58 AM
صباح السعادة يامريم
كل عام وهي تغمر قلبك
والبسمة لاتسقط عن محياك
كل عام وأنتِ تنعمين بأصدقاء رائعين
كمحمد حجر العلامة الفارقة هنا
وشاهد قبر أيضا علامة جودة فائقة
ماأعظم المدائن وهي على قلب واحد

لكم جميعا

flll:flll:flll:



ياسمينة صباح لحضورك الجميل يا البنفسج
حضورك مأمول
>::>::>::

ش ـاهد قبر
11-06-2021, 11:15 AM
صباح السعادة يامريم
كل عام وهي تغمر قلبك
والبسمة لاتسقط عن محياك
كل عام وأنتِ تنعمين بأصدقاء رائعين
كمحمد حجر العلامة الفارقة هنا
وشاهد قبر أيضا علامة جودة فائقة
ماأعظم المدائن وهي على قلب واحد

لكم جميعا

flll:flll:flll:

https://d.top4top.io/p_2136bdhlw1.jpg (https://top4top.io/)

تأتين ويأتي الربيع معك على ألحان البنفسج ورقصات الورود
يا سيدة البساتين
وسيدة الفوضى مؤخراً

فأنتِ لا تختارين الأوقات ليتمسح الضوء بقدومك في عتمة النهار وأروقة الصباح
( عتمة النهار؟؟!! )
هل للنهار عتمة ؟؟
سيزول العجب لو قلت لك مثلاً
أليست القهوة المرة التي تكتبين عنها كل صباح في فنجان قهوة .. متجدد
تشعرك بالسعادة وتساهم في تعديل مزاجك !!

ثم
أليست الحياة أصلاً إدارة احترافية للمتناقضات؟!

وبالعودة لعتمة النهار
فالإشراق يملأ أرجاء المدائن كلما قرر حرفك زيارة مَرْبَع أو حَيِّز

بشائر زياراتك تأتينا وإن تعمدتِ المفاجأة

آسف لو خاب ظنك في مقدرتك على المفاجاة
فالربيع عادةً
تدل عليه رائحة أزهاره

ثمّ
ثمّ
هل يجب أن نتحدث عما يفعله غصنك
لتمر أحزانه ( ضمير غائب )

هذه قصة أخرى
ربما يأتي الوقت لاحقاً لكتابتها

.
.
.
أح ـمد
اللي بدون ميم
مثلك كما يخبرني قريني
ربما يكون صادقاً
رغم أن الشياطين تحب الكذب

مريم
11-06-2021, 11:36 AM
رتقتُ ثوب العتمة
ثم سقيتُ طير الحلم من كفي.
وأنا نائمةٌ في الحلم ..

إنّ فتاة مثلي تقضي وقتها في الطّهو وتنظيف البيت ورعاية والدها ومن ثم الخروج إلى العمل، حتى أنها لم تعد تعرف شيئاً عن النّزهات كيف لها أن ترتاد الكافيهات او حتى أن تنقش يدها بالحناء ؟
في شيء غريب في مسألة الدخول والخروج والحركة عموما في المنتدى وكأن العدوى انتقلت له من واقعي، المهم القهوة في المرة القادمة عليّ

أتعرفون : نحنُ نحتاج لمن يدافع عنا في غيابنا وحضورنا؛ لنشعر ببعض الوجود، أكثر من كونه علاقة صداقة. لكنني لم أستطع التّواجد هذا اليوم، فهذه المسؤولية كل يومٍ تكبر.



أحمد يا أحمد
أهاجم البحر كثيراً، في زبارتي القادمة سأوشوش الصدف وأُرسل لك واحدة عبر البحر، تفك طلاسم الأشباح، أخبرتني أنك تمرنت معهم ذات أيام !!


محمد يا محمد
أُهنئ مريم، أن تكون مصدر إلهام لقصيدة فهذا شيء عظيم وله في القلب مكانة تستحق أن تنقش على جدارانه

البنفسج يا البنفسج
جميلة أنتِ وحضوركِ محبب
كل يوم وأنت في ألق أعظم
أسعد الله قلبك الطيب
كما أسعدتينا بحلو قدومك
محبتي وريحان


على الهامش:
أحبّ الخيال معكم، لطالما كنتُ أقضي وقتي كله وحدي في هذه المهنة، الآن هناك من يشاركني، وكلّه على ورق.
سنظل هنا

همسة :
الأشباح لا تكذب

مريم
11-06-2021, 12:08 PM
من أعظم الأشياء التي رأيتها اليوم !
لنقل: ضوء / نهار/ نافذة
كعكة / قهوة / عتمة أو جحيم
ليس لدي أي اعتراض في أن أكون الأخيرة من كل اختيار بل وأحب ذلك ولنقل اخترت !
نافذة / عتمة أو جحيم، خوفاً على مشاعركم أقحمت كلمة عتمة بالمناسبة حتى تستبدلوها بكلمة جحيم أن أزعجت بعضكم !!
المهم : لم أعرف يوماً كيف أختار عنواناً حتى لحياتي. كنت أحتار بعد كتابة أي مقال أو خاطرة أو موضوع عدا منفى الحالمين، اخترته قبل أن أعرف شكله كيف سيكون ولم أتوقع ذلك بالمرة !
الأهم في هذا اليوم شيء توقفتُ عنده وأنا أبتسم.
تتبختر معنا الكلمات بل كيف نُحرّك الأشياء، كما يُحرّك الصّانع أو الفنان لعبته !

مريم
11-06-2021, 12:12 PM
السبت ٦ نوفمبر ٢٠٢١
ثمّ من مريم :
بكلِّ الصدق أحبكم جميعاً
وهذا الشعور هو الذي يجلبُ الشمس من بعيد لكلِّ نوافذي.
محبتي وريحان


سأظل هنا

محمد حجر
11-06-2021, 08:04 PM
https://alamphoto.com/wp-content/uploads/2017/12/Beautiful-natural-damask-rose.jpg

مريم
11-06-2021, 08:40 PM
محمد يا محمد
استمعت إليك في "يا وداد"
يظلم نفسه من لا يقرأ لكَ
وينصِّتّ لأحاديثكِ يا محمد، أي والله..
أستشعر عبارة "يملكُ العالم بين يديه"
كلما توسّطتْ قصائدك قلبي.

أحمد يا أحمد
الأشباح تتراقص
خلف الكواليس
هناك آلة ما في قلبي
تعمل ليلاً فقط
تنسخُ الأحلام
بكل الألوان
ثمّ
"بغيبتك نزل الشّتي
ضلّ افتكر فيي"

والآن ......
تقول لي مريم: لو امتلكتُ مالاً سأفعل شيئاً واحداً: بناء مقهى، أو حانة للبؤساء. إلى أين نذهب بحالنا إن كنا لا نمتلكُ تلكَ الأوراق النقديّة الملعونة؟
المهم.. تعود مريم إلى مهنة التخيّل. جانب بيتها الذي ليس بيتي، يوجد مقهى، تقدم النارجيلة والقهوة مجاناً. كل صباحٍ ومساء، تلجأ إليها مثل متشرد، لا أحد يقتحم خصوصيتك، مثل إلقاء النظرة عليك، وتفحص حركات جسدك بالكامل، الكل يفعل الأشياء التي في الخارج غير المرغوبة، هنا الرّغبات مباحة، مثل البكاء والصّمت..
قالت في لحظة استفاقة أنّ الثقة لا تُمنح مرتين - هذا رأيها - لا أعرف لماذا تذكرتُ نصًا قرأته من قبل، بعد حديثنا الأخير معها منذ لحظات:
" استعادة شخص ذائب " برغم ابتعاده الكليّ عن مضمونها إلا أن عنوان النص يشبه شعوري اتجاه حديثها !
بعيداً عن مريم وأحاديث أشباح مريم، أضع هنا سؤالاً:
هل يمكننا استعادة شخص ذائب من بعد فقدانه في حادثة ثقة هزت بداخلنا كل يقينٍ تجاهه؟
أسألك يا محمد
أسألك يا أحمد
أسألكم أنتم يا مَنْ لا أعرفكم
https://up.boohalharf.com/uploads/163622021804951.png (https://up.boohalharf.com/)

عن نفسي تعرضتُ لهذه الحوادث من قبل، -ما نتعرض له وما نسمعه ونراه من الممكن جداً أن يكون في عيون الآخرين، باتَ أصحابها أمامي كجثثٍ شفافة يتجولون بين الأحياء، ولا أخفيكم سرًّا أخاف حين يمنحني أحدهم ثقته كي لا أتحول دون شعورٍ مني إلي جثة شفافة بالنسبة له.

على الهامش :
تقول شجرة:
رقصتُ مع الشخص الخطأ

همسة :
بعد هذا الحديث حديثٌ لمريم
لا تبرحوا أماكنكم !

مريم
11-06-2021, 08:45 PM
من حديثِ مريم الأخير معي قبل قليل جاءتني فكرة الحديث عن الجدران، جدار في غرفة فوق السطوح، جدار في غرفة تكون فيها كتب كثيرة؛ كالكتب المصفوفة عند أحمد. الجدران التي يمكننا اللجوء إليها كمشردين منفيين لا مأوى لنا.

فكرتُ في أنني إلى الآن لا أمتلك جدارًا أسكبُ خلفهُ كل رغباتي غير الورق أو في أفضل الأوقات المُرهقة خلف باب المطبخ.

قالت مريم فيما سبق:
" هنا الرغبات مباحة، مثل البكاء والصمت" تقصدُ المقهى التي تقدم الشيشة والقهوة بطريقة مجانية كل صباح- هذا ما تفكر هي فيه-.

لي في ذلك رؤية خاصة، فأنا أرى في الشوارع أيضًا البكاء مباح والصمت مباح والاغتصاب مباح والتحرش مباح والقتل مباح كل شيء فيها مباح عدا الحب، عدا العناق، عدا القُبل !
الشوارع تصلح لأي شيء إلا الحب لا أقصد الحب الذي يسمح للكلاب وللقطط أن يعيشوا بحرية الحيوانات بجانب صفائح القمامة أو فوق الأرصفة أو تحت السيارات الخربة.. أقصد المواساة التي تأتي على هيئة قُبلة على اليد أو عناق قصير داخل محطة، أشياء لا نشاهدها إلا في الأفلام القديمة.. الشوارع بلا جدران لكن يحدث فيها كل ما يمكن حدوثه خلفها، وتقدم أيضًا الدم بالمجان !

على الهامش:
لو امتلكنا المال سنبني بيتًا كبيرًا ممتلئ بالغرف
لنحقق ما نحلم به:
أن يكون لكلِّ مشرد غرفة، أربعة جدران تخصه وحده !!

النقاء
11-06-2021, 08:58 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/163622149553321.jpeg (https://up.boohalharf.com/)


منفى الحالمين

وياجمال الحلم أن تجمع فيه روح الآنا
كل شيء يبدو كما كان عليه
إلا شوقي إليكَ بات كثيفاً جداً
ما أشقاك أيها الحلم العنيد
مساحة العبور فيه مواطن قاحل كالصحراء
عودة للمنفى مادام معلق عاى جباه الحالمين …..

محمد حجر
11-06-2021, 09:15 PM
مريم يا مريم


وقالت مريمُ
عند البيت القديم حين كانت تتنعم
الورد وردي والسقاء لأمي
حين كنت يوماً تنسى سِقاء الأوردي ( الزهور )

مريم التي صنعت حالة من الدهشة عند شخص قرر منذ عهد بعيد
أن يتنازل عن كل حوار وكل نزال لم يحسب لنهايته يوماً
ألف مدينة ترك وألف قرية لم يطب له العيش فيها

وألف طريق سلكها بقدر هروبه الكبير


أنا أكره وأحقد وأغضب وأتحامق كثيراً
لكني لم أصدق يوماً عيوناً غير عيوني
ألف كتاب لو يسيل منها شعراً
لا أؤمن إلا بشعر يحبس دمعاً بين جفوني
أكره صورة خلف جداري المعتم
من بعد جُرمي الذي فيه نفوني



يا مريمُ


يا صديقي كانت يوماً هنا
حين اختفت يدها في يدي
ثم اختفت ولم يوماً تلتفت
وصار الشوق في قلبي يتجددِ
وهاك الورد ياورد قلبها
إذا الورد ذات يومٍ يهتدي


همسة




أَضمرتُ في القلبِ هوَى شادِنٍ
مشتغلٍ في النَّحوِ لا يُنْصِفُ
وصفتُ ما أَضمرْتُ يوماً لهُ
فقالَ لي: المضمرُ لا يُوصَفُ


(نجم الدين القحفاري )




سأعود

الروآد
11-06-2021, 09:41 PM
الحلم قد يكون دنيا
قد يكون عمر
قد يكون كتاب
قد يكون مقال
قد يكون سطر
قد يكون كلمه
قد يكون حرف
قد يكون صمت
..

مريم
11-06-2021, 10:11 PM
كنت دائماً أُفكر أنّ الإجابات ليست إلا أسئلة مُدربة، مُطيعة، تمَّ ترويضها، أسئلة حدثت، بينما الشعر يكمنُ في تلك المُتمناة، الطليقة، التي لم تحدث !

مريم
11-06-2021, 10:25 PM
محمد يا محمد
ألم تنتهي بعد من حجز المقاعد كي تكمل لي حديثك عن ريبيكا ابنة بائع السيارات القديم.

آميرة آميري
11-07-2021, 01:21 AM
انااشهد انك وصفتي وصف دقيق
الله يعطيكي العافيه
وصح الله لسانك وسلمت يدينك
ربي يسعدك
ماننحرم منك ومن ابداعاتك

محمد حجر
11-07-2021, 08:08 AM
مريم يا مريم

صباحي بك بصحبة الفيروزية ( أنا عندي حنين )

أتناول قهوتي الصباحية ثم أواصل معك
اليوم متجدد يا صاحبة الزهور الأرجوانية

مريم
11-07-2021, 08:36 AM
أسعد الله صباحك يا محمد بكل ما هو جميل
كُل الأحلام أصابع تحاول لمس الشمس
على أنغام فيروزية
"وبتودي الحنين. ليلية الحنين.
يشلحمي بالمنفى. بعيونك الحلوين.
تأعرف لمين... وما بعرف لمين"

خذ وقتك الكافي محمد
سنظل هنا

محمد حجر
11-07-2021, 08:44 AM
مريم يا مريم


هل أهديك شيئاً جديداً؟
هذه الصباح لَمْ ...

ولأنك لَمْ ... لاتهتم
في كل كتابٍ من كُتب الحضارة كنت أبحث عن عيون تشبه عيونك
وعن أفكار تلامس أفكارك
وربما عن رداء يجعلني أختبئ في طرفه
أو عطر يشبه عطرك
وبينما كنت أفعل ... أنت لَمْ ... لا تهتم
ولأنك لَمْ ... تعرف كيف كان الناس في ذاتي يتقولون
كيف كانوا يرجموني وفي مرات حاكموني
وجريمتي البحث فيك عن شبيه
أجري وألهث ربما أسبق زماني وأترك مكاني في كل رحلة ثم أعود
وبينما تتقطع أنفاسي إليك ... أنت لَمْ ... لا تهتم
ولأنك لَمْ .. تكتب عني ذات يوم وتحكي عن تلك العاتكة في محرابك
ومثلها في رحالك لم تمر وبغير واحتها لم يكن لك مستقر
وحين كانت ترتب كل الأرائك المتباعدة احتفالاً بحضورك المرتقب
عندما جمعت زهور الحديقة وفطمتها عن جذورها فماتت وحيدة
وكأنها شمعة واحترقت وحين خفت الضوء تألمت ... وأنت لَمْ ... لا تهتم
ولأنك لَمْ ... كم وقفت أردد كل ما كتبت عني ذات يوم
متخذة من حروفك منديلاً
لأجفف ما كان فيك من وجع
بينما نهر دموعي حتى اللحظة يجري
وحين كان ظني أنك قادم لداليتي
كنت لَمْ ... لاتهتم
ولأنك لَمْ ... كم من فجر طاردته فيك
وأنا وضوء الصبح كم تواعدنا
وبينما هو أقبل ... أنت لَمْ ... لا تهتم

ولأنك لَمْ ... كم من حكاية قلتها لرفيقاتي
وإذا بهن يتهامسن بحديثي عنك
حتى تناقلوا الحكاية
وبينما قلت لهن كيف يفعل بي الشوق إليك
أنت لَمْ ... لاتهتم
ولأنك لَمْ ... كم هربت منك إلى حيث شرفة ذكرياتنا القديمة
بينما أطالع كل القصائد القديمة
أقلب أشيائي فيك
وكم فعلت ؟
وأنت لَمْ ... لا تهتم

همسة

بلغوا شمس الصباح عن قلبي رسالة
كُنتُ هناك ... عندَ ناصيةِ السماء
وبين يَدَيَّ قرابين مودتي
ولكن لُصوص الليل أسروني
وأعطوا قرابيني للطواغيت


سأعود

مريم
11-07-2021, 09:45 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/163626745842451.jpg (https://up.boohalharf.com/)

وتعرفني
اعتدّتكَ معي
حنجرتين تعلو أصواتهما
نتحدث طويلاً في كل شيء
حتى في تلك الأشياء
التي لا علاقة لها
بكلينا -نحن- ..
أنا أهتم ..
أتلذذ بالكلمات
سأتألم فيما بعد
يسومني انتظار الأشياء سوء العذاب
أراقبني وأنا أنزفُ
أقهقهرُ
أرجعُ القهقرى
أنتظر وأنا لا يعكّر صفو وحدتي ذبابة
هذا الإرث العظيم
من فيض العاطفة
أين لي من وعاءٍ يتسع له ؟!
أحمل ما تبقى من لهفةِ الأحلام
إلى صندوق الحقيقة
هنا حيث أعزو كلّ انتظاراتي



على الهامش:

ومن أجل محو بعض الشعور كلياً قد نكذب باحتراف، ونستمتع بالقليل من الراحة ونرحب بالكثير من التعب.
نعزي أنفسنا بأن الوقت متأخر جداً عن كل الأشياء التي أحببناها أو تورطنا في حبها
وأقول:
كل الأشياء التي أردتها حقاً ظلت بعيدة أو هي مَن أرادت ذلك، في الجانب الآخر الذي لا أستطيع الوصول إليه ولا حتى بخيالي، أشياء عصية، لا يأتي بها قدرٌ ولا صلاة !

محمد حجر
11-07-2021, 10:20 AM
مريم يامريم

أصبح الهامش عندك بحاجة لنسخة ويندوز جديدة
ربما قصة ( Alice in Wonderland ) تعطيها بعض من التشوق
افعليها ولن تندمي

مريم
11-07-2021, 11:14 AM
محمد يا محمد
يا لحلو أفكارك وأنت تنثرُ البهجة على الأشياء دون منّة
يا لطيبة قلبك وأنت تفتح الباب لمريم بالتخيل
شكراً على كل شيء وكل يوم يا محمد
شكراً لأنك تهتم
مريم الآن تفكر !!
أليس في بلاد العجائب

محمد حجر
11-07-2021, 11:24 AM
https://k.top4top.io/p_213709z5v1.jpg (https://top4top.io/)


مريم يامريم

أليس في بلاد العجائب
هنا

أحلامٌ غجريَّة

بصوتي
https://d.top4top.io/m_2137s7xxr1.mp3


وقالت ...
أيها الهادئ كما البحر قبل أن ينطلق التسونامي الكبير
عِدني لو كانت لك حياةٌ غيرَ هذهِ
أن تكون كما أنت حين نلتقي
ثم تدانت كما التي بين الخافقين
تبتدرني بشيء من ألفة لم تعانق الشعور منذُ عهدٍ بعيدٍ
قلت سيدتي ...
لطالما كانت صدفاتُ البحر ِحُبلى بوشوشات العاشقين
ومتى ما ساد الظلام ... سكت الكلام عن الكلام
وبقي للموج صوته الوحيد والفريد
يكفيني منك أيها التاجر الرابح قصة أرويها
قلت وتجارتي حكايا أعبر بها نحو الهالكين الغرقى
أُلقيها لهم طوقَ نجاةٍ وتأشيرات للعبور
نحو غاية أتمناها للجميع
غجرية لم أشهدها من قبل في إحدى الأزقة من بلاد الجليد
قل عني ما شئت
قلت سأكتفي بحكمتك متى اشتقت لدموع الأوفياء
هكذا رددت بيني وبين خاطري عنوان من نور
لـــ تلك الباريسية ... من الشانزليزيه
جاءت تمتطي جواد أليس Alice في بلاد العجائب
والأقزام السبعة ... أنا
والجواد ... أنا
والأمير الضفدع أنا
والسناجب العذراء من بنات دواويني
ما الذي يحدث بيننا يا أميرة؟
قالت في شرودٍ مُهلك
ليت لي فيكَ وُجاء ... وليت في الصمت اكتفاء ؟
سأرغب عنك بــــ صبر ساعة من نهار
وسأحاكي الوجع يوماً ... مدى دهري وسنيني
وكأنك الحلم قبل فجر يقترب
سأشتاق لكل خاطر ٍ مرَّ بي فيك نور ه من زمان لم يحدث
ومن بعده صرت نسياً منسيا
وماذا عن سيدة الهاتف أيها التائه في دائرة من ضباب لا حدود له ولا مناط؟
قلتُ بعد مجاهدة مع هذا النَّفَسِ المكبوت
هاتفٌ منها سيدتي مازال يرتجيني ... يدغدغ أركان هذا المسجي البعيد
وعلى فُرُشٍ من ضياء يقربني ويرجيني
وكلما فررت منه يحتويني ... وكأنه ماء بئر بلا قاع
ولا دلو فيه ولا سقاء ...
فقط حجرٌ وماء وشمسٌ تحرقني
وهجيرٌ يلفحني و يكويني




وختاماً


حيث يأخذك الفقدُ
اصنع لنفسكَ مُتَّكأً
فتلك مملكةٌ لن ينازعك عليها الحاقدون
ثم اصبر لحكم ربك لعله صبر ساعة
ثم يقضي الله أمراً كان مفعولا

محمد حجر

الروآد
11-07-2021, 12:00 PM
أن تكون كما أنت حين نلتقي
ثم تدانت كما التي بين الخافقين
تبتدرني بشيء من ألفة لم تعانق الشعور منذُ عهدٍ بعيدٍ
قلت سيدتي ...
لطالما كانت صدفاتُ البحر ِحُبلى بوشوشات العاشقين
ومتى ما ساد الظلام ... سكت الكلام عن الكلام
وبقي للموج صوته الوحيد والفريد
يكفيني منك أيها التاجر الرابح قصة أرويها
قلت وتجارتي حكايا أعبر بها نحو الهالكين الغرقى
أُلقيها لهم طوقَ نجاةٍ وتأشيرات للعبور
نحو غاية أتمناها للجميع
غجرية لم أشهدها من قبل في إحدى الأزقة من بلاد الجليد
قل عني ما شئت
قلت سأكتفي بحكمتك متى اشتقت لدموع الأوفياء
هكذا رددت بيني وبين خاطري عنوان من نور
لـــ تلك الباريسية ... من الشانزليزيه
جاءت تمتطي جواد أليس Alice في بلاد العجائب
والأقزام السبعة ... أنا

..

رآق لي هذا "مدينه العجايب"
جميل يا اخي محمد
.. فاصل ونواصل
..

مريم
11-07-2021, 12:48 PM
محمد
اليوم الذي لا تكتب لنا فيه يفقد ملامحه !
فقط لا توقف صنبور الكلمات إنّها تنفلت بغزارة ومع ذلك لازلنا عطشى لصفوّ الأحلام حيثُ أليس في بلاد العجائب

الروآد
11-07-2021, 01:02 PM
التيارات الهوائيه , السيول الجارفه, الأعصارات ,
الكوارث الكونيه لايوقفها إلا الله سبحانه
لايستطيع أي إنسان أنْ يوقفها

كذلك هي ألأحـلام ,والمشاعر ,الافكـار
مهما بلغت من جهد.
لنعيش بهذا المنفى..

محمد حجر
11-07-2021, 01:36 PM
مريم يا مريم


لايمنعني عن الكتابة والتواجد هنا
سوى بعض أمور العمل
وأيضاً المنتدى ثقيل جداً جداً جداً
المتصفح يفتح بصعوبة بالغة
أتمنى من العاملين على المنتدى اتخاذ حل جذري وسريع
صار لنا يومين بهذا الشكل
لعله خير

محمد حجر
11-07-2021, 01:41 PM
مريم يا مريم


لايمنعني عن الكتابة والتواجد هنا
سوى بعض أمور العمل
وأيضاً المنتدى ثقيل جداً جداً جداً
المتصفح يفتح بصعوبة بالغة
أتمنى من العاملين على المنتدى اتخاذ حل جذري وسريع
صار لنا يومين بهذا الشكل
لعله خير

غصن
11-07-2021, 02:39 PM
ويستفيق الحلم في فيافي الظمأ
ويترجل السراب عن كبريائه
ويحتضن الوجل برداء براق للأمل
ويودعه في حيازة ليل آخر
وتمضي الحياة

محمد حجر
11-07-2021, 10:10 PM
لا أعلم ما الذي حدث اليوم والأمس
حتى صفحات المدائن تعاند
كلما حاولت أن أكتب جملة صحيحة
تتصارع الكلمات وتختلف المعاني
وتفر مني الحروف
لا ألملم شيء إلا وتبعثر آخر
كأني لست أنا
وأن أنا ليس من هنا
وكأن هنا ذهب لمكان بعيد
ربما أحتاج لنظرة فوقية على نفسي من علو شاهق
لا أدري كيف؟
لكنه أمر حتمي وإيجابي


سأعود

مريم
11-07-2021, 10:35 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/163631315643441.jpg (https://up.boohalharf.com/)



وأغنيةٌ في قطارٍ سريعٍ تمرُّ
كنافذةٍ في البيوتِ البعيدةِ بيضاء مشّرعة
والسّتائر بيضاء
خطُّ البيوتِ البعيدة أبيض
والغيمُ أبيض
حورٌ وراءَ البيوتِ وتحت الغيومِ الخفيضةِ طيرٌ.
كأغنيةٍ في قطار
بلا وجهة
في الظّلالِ اعتذارٌ
وفي المتن وقتٌ
وناقصةٌ لا تمام لها..
محض صوت.

على الهامش :
عندها جناحات
أمسكها تطير
غاوية الترحال
وأنا نفسي طويل
جمالها رهيب
ولما تغيب
تسونامي رعد،
وبرق وجو بيبقي غريب

محمد حجر
11-07-2021, 10:42 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/163631407123231.jpg (https://up.boohalharf.com/)

فتاة القطار
فيلم خيال علمي لكنه أكثر واقعية من الواقع

مريم
11-08-2021, 10:11 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/163635682889591.png (https://up.boohalharf.com/)

مرحباً..
لي عادة مُرهقة قليلاً سأحدثك عنها. هل جربت في مرة من المرات أن تمشي في شارعٍ واسعٍ ثم تقف لعدة دقائق لتشاهد المارة؟ إذا لم تفعل ذلك؛ فأنت شخصٌ ذو ذهن صاف.

فلنُلقي نظرة ولنقُل مثلاً تلك السيدة الأربعينية. انظر ليديها يظهر عليها شقاء الحياة في تلك الثنايا المتشققة مثل الوادي الجاف، أما عن طريقة سيرها فهي تقدم رجلها الأولى وتجر الثانية وكأنها تقف على رجل واحدة منذ أيام، انظر الى ذلك السواد حول عينيها وذلك الحزن الذي يكاد يخرق عينيها ويبتلع المارة، تُرى ماذا تعيش تلك السيدة كل يوم وتخبئه خلف ذلك الجسد؟ حمداً لله أننا نرى فقد الظاهر وإلا ابتلعَتنا أحزان الناس وكُشفت أسرارهم.

انظر الى ذلك الرجل الذي أكل الشيب رأسه، لم يأكل الشيب رأسه فقط بل عمره أيضاً. سأتركك تدقق أنت وستعلم مقصدي.

لا تنسَ أن تَطلّع على المارة، سيكون جزؤك المفضل هو النظر للأطفال.



على الهامش:
على خطى أليس في بلاد العجائب:
كنت قد تعرفتُ مع صديقتي على رجلٍ أمام محطةٍ للسيارات، وقتها كانت تبكي عشقًا زائفًا، كنتُ في تناحتي المعتادة أُشاركها الوجع بذات الطريقة لا أعرف طريقة أخرى لمواساة الصديقات بغير نفس الوتيرة، فجأة وجدنا أمامنا يدًا ممدودة بمنديلٍ ورقيّ وبصوتٍ أخشن من اللازم قال: لا أحد يستحق.
لم أنظر إلى ملامحه حتى، خطفتُ المنديل من يده، نسيتُ نفسي ومددتُ أولاً لصديقتي كانت تمخطُ دمًا كانت حالتها مأساوية.
حينذاك وعن عمد اخترتُ أن نجلس في الجهة المعاكسة لطريقنا الصحيح، أي أننا وقفنا في المكان الخطأ الذي بسببه قابلنا هذا الرجل على رصيف المحطة في مكان لا أعرفه أصلًا.. حين رفعتُ رأسي وجدتُ ملامحاً لرجلٍ أربعينيّ ليس وسيمًا ولا قبيحًا، عاديّ.. تنتظرهُ على بُعد خطوات امرأة تبدو ملامحها أكبر منه سنًا، أكبر من أن تكون زوجته وأصغر من أن تكون أمهِ.. تخيل أنني نسيت علام كنت أبكي ومع مَنْ، جلست لعدة لحظات أفكر ما شكل العلاقة التي تربطهما أو ما علاقته بتلك المرأة التي بدت لي غريبة أو ما شابه، إلى الآن لم أتخلص من هذه العادة أن أرسم بخيالاتي علاقات العابرين من أمامي وطريقة معيشتهم من خلال ملابسهم وأحذيتهم لكني هنا لا أرمي أحدهم بسوء الظن، أنا فقط أبحث عن ملامح الوجع أو لنقل الفرح في ملامحهم كي أكتبه ربما، لا بخصني لماذا هم هنا أو لماذا هم مع بعضهم أو لماذا كانوا سوياً.
كنتُ أفكر في هذه السيدة التي تقف على بُعد خطوات لم يمنحني خيالي أكثر من أنها شخص التهمني بنظرة لم تعجبني. وجدتني أتبادل الحديث مع الرجل كأنني ولدتُ في حجره، والحق يقال هذا الرجل مستمع جيد، لم تتعب المرأة من الوقوف على ما يبدو اعتادت انتظاره، وجدتني أيضًا أذهب للسهر معهم دون أدنى تفكير، هكذا سحبني بمنديل ورقي وبصوتٍ خشن ولأول مرة يبهرني الضوء، أضواء صاخبة وضحكات عالية تحوم في الهواء وأغنيات، عالم داخل العالم لا شيء يشبه الخارج لا الناس ولا الضوء كل شيء يلمع إلا قلبي كان باهتًا. ماذا أقول؟ ما أجمل الغرباء قضيتُ سهرةً غريبةً لا تشبه أمثالي، مليئة بالصخب المخيف، والأضواء التي من كثرتها تُعمي العين، عرفت حينها أن للظلام ألوان !

سهرتُ كمن يقضي آخر ليلٍ له، وخرجتُ من المكان هربًا ! إنّ هذه الأماكن تتغذى على الليل ويخرج منها أصحابها ليسلموا الشمس لأهلها من البائعين الجائلين، والموظفين وطلبة المدارس فحين خرجت منها ركضًا كانت عقارب الساعة قد تجاوزت الثامنة والنصف صباحًا.

أنا صديقة الشمس، أكتبُ عن العتمة والظلام لكني أحبّ الشمس والصباح والسماء والشجر والبحر والورد، تقتلني الكلمة القاسية والظن السيء، لستُ مهرجاً ولا بهلواناً، أحبُّ أن أشاهد عرائس الماريونيت لكني لا أُجيد الإمساك بالحبال لتحريك العرائس أو الألعاب !
المهم.. خرجتُ من المكان الذي لم أزره يوماً ولم أعرفه إلا في خيالي!




همسة :
صباح الخير جداً
وردات البيت ترسل لكم سلاماتها
لا تخبروا سيدة أيامي أني خطفتُ
لورداتها صورة فأنا ممنوعةٌ عنها
لأني دائماً أُهملها وأنساها
وإلى أن نلتقي في عتمة أخرى.
محبتي وريحان

يحيى
11-08-2021, 11:04 AM
هنا أعوض مافاتني من تفاصيل
تلك التفاصيل التي طالما كانت حُلماً و كنّا الحقيقة
ثنائي يشبه الطبطبه على القلب
المجد للكلمات الناقصة
المجد لكل الأشياء التي لم تقال
المجد لمريم و محمد
مدد مدد مدد
نعوض مافاتنا ونسيناه ولم يسعفنا الوداع لقوله

الى فوق حيث الدعوات الصادقة

محمد حجر
11-08-2021, 12:41 PM
https://l.top4top.io/p_2138osqyz1.jpg (https://top4top.io/)

مريم يا مريم

منذ مراحل الطفولة الأولى وأنا أنتقي أصدقاءي
أما عن الصحبة فهم كثير حدثي عني معهم ولا حرج
ولئن أدركت كيف برجل أمضى حياته في السفر وأفضى أحلامه بين محطات الوصول والإنتظار؟
اعتدت النوم مبكراً والصحو بالموعد الذي أختاره دون الحاجة لآلة تنبيه
أنتبه من نومي حين يحين وقت الصلاة لأصلي ثم أنام
تعلمت أن كل دقيقة بلا صخب وبلا مصباح مضيء وبلا شعاع للشمس يخترق نافذي
هو وقت مثالي للنوم ولا يهم المكان والزمان ولا أهتم بمن حولي حتى لو غضبوا
صرت أعلم عن الورود الوردة الجبلية والوردة المزروعة بحديقة المنزل وحتى تلك التي بالحدائق العامة
لكل واحدة منها همها وملمسها ورائحتها الخاصة
بائع الورد المتجول بين السيارات في اشارات المرور هو الشخص الوحيد الذي لا ينهره قائدي المركبات
فقط لأنه يحمل أكاليل الورد بجوار قلبه ، ويغلفها بورق سيلوفان أبيض أو ملون
ثم رباط أبدع في زركشته على الرصيف قبل أن يلقي بنفسه في نهر الشارع كي يبيع ما بجوار قلبه من ورود
أخبري صاحبة الورد يامريم أن هناك لص متطفل يمني نفسه لو كان بجوار ذلك السور المحيط ببيتك
وبأنه ينتظر الفرصة كي يخطف زهرة الصبار الوحيدة متى ما أعلنت عن نفسها من بين الزهور
ثقافة اللا إنتماء لمكان جداً مفيدة لبعض الوقت
تجعلنا لا نحب كثيراً وطويلاً وألا نتعمق بعاطفة
ثم تجعلنا لا نكره ولا نبغض ولا نبني عداوة دائمة مع أي شخص
ولا نتبنى مواقف ثابتة من شيء أو أمر قابل للتبدل والتغيير
لكنها تجعلنا قادرين على قراءة صدق الحدس الكامن بأنفس الكثير من البشر
ومنذ لحظة اللقاء الأولى وبان ما بعد ذلك مجرد استكشاف لمزايا او عيوب هؤلاء
ثقافة ـــ لأنك لم ؟ لا تهتم.
جداً ملهمة وعميقة وفيها العديد من الإجابات السليمة
والرد على استفهامات عجزنا عن توضيحها للكثير
لذلك قولاً واحداً للجميع
حين تكون لم لاتهتم
نقطة .

https://g.top4top.io/p_21382tt9x1.jpg (https://top4top.io/)

نقطة عطر

قد يعطيك حامل الورد ابتسامة جميلة
لكن غايته فقط ما سيعود عليه من حمل الورود

همسة

نحن جميعاً في حديقة
كما الزهور
قد يقطفها البعض فيقتلها
وقد يبتسم لها البعض فيحييها
ولكن البستاني هو الشخص الوحيد
الذي يهتم لأمر جميع الزهور


سأعود

مريم
11-08-2021, 06:39 PM
أهلاً يحيى ..
طاب مساؤك بكلّ ما تحبّ وترضى

نحنُ الذين لكَمتنا الحياة حتى نزفنا، وركلتنا تِباعًا حتى وقعنا، وسحبتنا من الشعر على حين غرَّة، ننظر إليها الآن باستهزاء -وقد اعتادت أجسادنا الألمَ- ثم نغمض أعيننا بقوّة ونضغط على أسناننا بشدة لنتلقى الضربة، ثم بسخرية نسألها: أهذا ما عندك؟!

لا زلتُ أعتقد أن الشريرة الحقيقية في قصة بياض الثلج لم تكن الملكة بل المرآة، فقد كان بإمكانها أن تكون أقلّ قسوة معها، لكننا لا زلنا جميعنا حين نسأل المرايا صباحًا عن رأيها فينا لا تشير سوى لمواضع القُبح ! كل ما حدث أنه تم تضليلنا لا أكثر ولا أقل

نعم نعم إلى هذا الحد يصل بي الجنون حين تخيل وكتابة !!
تحيتي وريحان

مريم
11-08-2021, 07:09 PM
محمد يا محمد
مساؤكَ خير وطاقات متجددة
قد اختلف معكً في ثقافة اللا إنتماء لمكان وإن كانت مفيدة كما تقول، لم أستطع يوماً تقبلها، وكثيراً ما ألوم نفسي، نحتاج المزيد من التحارب والسقوط والنهوض ربما !

لستُ أنكر :
أن مزاجي أصبح متعلقًا بكل ما يخصّ "هنا"، أشعر كأنه من دمّ ولحم.. وإني أحبُّ الإمتزاج به، أحبُّ أن أختلط معه.. أن يصير فيَّ، للحدّ الذي يجعلني لا أستطيع أن أفرق بين دمه ودميّ.

فكرة إنك تكون مع نفسك ورامي أي منافسة من أي نوع على جنب، فكرة مريحة للأعصاب. كما يقال؛ "إزا عايزين تخبطوا خبطوا انتو في بعضكم أنا مالي مزاج أخبط"

ثم إن ثقافة: لأنك لم ؟ لا تهتم.
فعلتَ كل شيء. داوتنا بطرق لا يقدر عليها بشر، وجرحتنا بالطريقة نفسها. فقط لو يدركون يا محمد لو أنهم يستوعبون، يفقدون إنسانيتهم، لا يعرفون أنني أعرفهم كلهم في كل زمان ومكان واحداً واحداً.. نساء ورجالاً.. الذي يكتب قصيدة، والذي يزرع الأرض صباحا، والذي مات أبوه في الحرب، والشّرقي، والمنحرف، وتلك صاحبة أفضل وجهٍ عابس، وتلك التي تحبّ رجلاً بعمر والدها، وتلك المصابة بالوحدة، وتلك المُدخنة من فم حبيبها،
والفنانة، والجميلة .... أمّا أنا لا أحد يعرفني
فأنا لا أنتمي إليهم أنا حقيقتهم التي لا يُحبونها !

على الهامش:
أنا لا أستطيع الكتابة عنكَ مباشرة، أنا أكتب عن صورتك في رأسي، أكتب عمَّا يشبهك، عن شيء يُقتبَسُ منك، وعن إنسان يكاد يكون أنت، لا أكتب عن حبِّك بل عن فكرة حبك، وعن احتمالية لقائك، وعن فرضية رؤيتك، أمَّا أنت فلا تكتَب أبدًا أنت خياليٌّ ومثاليٌّ لحد اللاكتابة واللامساس بالقلم والورقة.

همسة :
القلم عكاز

محمد حجر
11-08-2021, 08:36 PM
مريم يامريم

حتى وإن اختلفتِ معي في مسألة الإنتماء أنا لا أهتم ... ببساطة لأننا نختلف لأنَّا خُلقنا هكذا
نحن مختلفون فقط ولسنا مخالفون المخالفة تعني العداء والرغبة في التخلص من الآخر
أما الإختلاف فطرة فطر الله الناس عليها
أنا ذكر وأنت أنثى أنا ولدت بمكان وأنت بمكان ولادتي كانت بالصيف الحارق بينما أنت بالشتاء القارس
وكثير من الأشياء من هذا القبيل ولكن القوم لايفقهون فيتصارعون بفهم خاطئ لمفهوم الخلاف والإختلاف
وعن سياسة لأنك لم لاتهتم جداً مفيدة
إذا كنت لاتحسد فلا تهتم بمن يحسدوك
إذا كنت ناجح فلا تهتم بالفاشلين
إذا كنت محارب في كل مكان تتواجد فيه فلا تهتم بمقدار تقبلهم لك أو رفضهم لك
إذا كنت شخص خبير في عملك ماهر ومتمكن جداً في مجالك
فلا تهتم بمحاولات تقليل قيمتك لأنهم فقط لا يعلمون
ولتعلمين يامريم
أنني تعلمت طوال عمري ألا أنظر لشيء لا املك ثمنه
ولا أشتهي فاكهة أو معطفاً أو حتى سيارة وأنا لا يوجد بمحفظتي ذلك المال الذي يكفيها
بإختصار هي ثقافة الفقير ( لأنك لم تملك المال .... لاتهتم بتلك السلعة لأنك ستبيت ليلك في غم )
هل تعلمين يامريم لماذا لا أنتمي لمكان؟
لأن كل مكان عندي وطن طالما كانت حريتي مكفولة ورأيي يحترم وصوتي مسموع
نحن لاننتمي للجدران والأسقف والشوارع والحدائق والميادين
بل ننتمي لبيئة صحية لك من قوانينها ما تكفل لك حياة كريمة
ولا تحسبين أنني لا أهتم لا والله إني أهتم ألف ألف مرة بل أضعاف أضعاف مما الناس يهتمون
أحن للبيت الذي وُلدت فيه وللقرية التي كانت مسقط رأسي والمكان الذي درست فيه
حتى لأماكن الشجارات بيني وبين أقراني حين كنا صغار
حتى لذلك الرجل الأصلع الثمين الساكن بذلك القصر القديم على أطراف القرية
حين أصدر قراره القاتل ذات يوم بتهجير سيدة القصر والشرفة إلى بلاد لست أعلمها حتى الساعة
أحبه وأحب ترعتنا وأحب شجرة الصَّفْصَافِ العجوز عند القناطر القديمة المُطلة على أوَّل قريتنا
آهــ يامريم
أتحسبين لأنك لم لا تهتم سهلة وبسيطة؟ لا وربي لم ولن تكون

همسة

يقول فاروق جويدة

يملؤنا العشق
فنغرقُ فيه ولا ندري
هل نحملُ عِشقاً أم موتاً؟
فبعضُ العِشقِ يكون الموتُ
وبعضُ الموتِ يكون العشقُ

سأعود

محمد حجر
11-08-2021, 10:09 PM
لأنك لم ... لاتهتم

بصوتي

https://c.top4top.io/m_21389a9kj1.mp3

وعلى يوتيوب

هنا

https://www.youtube.com/watch?v=gV-D3YB9BBM

مريم
11-09-2021, 07:50 AM
أسعد الله صباحك يا محمد دائماً وأبداً
استمعتُ إلى لم لا أهتم طازجة ليلاً جاءتني كوجبة دسمة رغم أني لا أبحث عن وجبة العشاء، بل أسقطها من قاموسي، المهم كانت أكثر من أن أقول أن كل ما فيها بدا مدهشاً رائعاً جميلاً.. تخوننا الكلمات أحياناً.

حسناً يا محمد ..
عندما يتعلق الأمر بالكتابة أُصبح آلة كاتبة -تعمل من تلقاء نفسها- على هيئة فتاة تحبُّ حاجتها للتنفس كل صباح، وتكرهُ ألف لسانٍ يتربصُّ بها بسوء، يريدون قتل الأحلام، يُعاقبون الخيال، يقتلون الكلمات بالكلمات.. أحاول أن لا أهتم .


قرأت حديثك يا محمد في المشاركة قبل الأخيرة، شعرتُ بالحاجة إلى الرد عليه فورًا لأنني بطريقة أو بأخرى أجيد تمييز نداءات الاستغاثة مهما كانت الطريقة التي تصلني بها، وبخصوص اخنلافنا وأنك لا تهتم فهذا أمرٌ لابد أن أتقبله على أي حال.. لا أهتم !!
ثقافة اللا إنتماء يا محمد تجعلني أقف: لطالما تساءلت كيف يشعر المغترب عن بلده عند كل ليلة مُطعمة بوحدة تتضاعف ألمًا عند كل ذكرى ؟
وفي كل مرة، وكبحث عن إجابة أسدُّ بها ثغرة في جدار فضولي -الأليسي- أضع هذا التساؤل في مقارنة مع شعوري الملتصق بروحي كإثم أو كخطيئة ..
شعوري بالغربة و أنا أتجول داخل جسدي.. هل يأكل هذا البلد كل ما هو حقيقي يا محمد؟
هل يتغذى على مشاعرنا، شغفنا و حبنا للحياة؟
هل تعتقد بوجود ما هو أسوء من شعور الروح بالغربة وهي ضائعة داخل ذاتها، لماذا تتنكر انتمائنا إليها في لحظات الضعف، لماذا تتنكر لتجاربنا وتأتي على هيئة دمعة،

أكتب من مكان أكرهه وأحبه، المكان الذي ولدت وكبرتُ فيه، والذي لطالما تذمر منه كثير، لا ينتمون إلا لفضاء أوسع وأشمل والمكان هنا ضيق، -حالهم حالي- وكيف ينتمي المرء لشيء لا يشبهه !
لقد سرقت هذه المجتمعات فكرتنا الجيدة عن الحياة.. قد أبدو لئيمة بعض الشيء لكنني لم أتحدث عنها يومًا بطريقة جيدة. هل أكذب؟
نحن في حربٍ دائمة مع الواقع البشر والمجتمعات ومع الحرب نفسها، حرب نكرهها داخل حربٍ تُحاربنا !
ثم أنت رجل، تمسك زمام أمورك، كيف لفتيات مثلنا خُلقنا في مجتمعات كهذه، تكمم أصواتنا، وتعيب أسماءنا كاملة، أن نتنقل من مكان لمكان، لذلك نلجأ لصنع متكآت لنا، لذلك خلقنا الخيال والأحلام وسكنا المنافي، صادقنا الوحدة والجمادات وأنشدنا لها ذات يوم :
الحبيبة الحُلوة
ياذات العينين العسليتين
ويا ذات الشعر الغجري ..
يا شمسي ويا قمري
يا من تضحك في وجهي
-أحُبّكِ-
وأقول للحلم :
أخطر ما أصبت به
هو :
أنت.
لو أنكَ مدينة
سأتمنى أن أضيع في شوارعها
وأتشرد .. أن
أسهر الليل فوق أرصفتها ..
أقرأ تحت أعمدة أنارتك
لو أنك مدينة
سأتمنى ألا أغادرها أبداً.
أنت الطريق الذي يؤدي إليَّ .. الطريق الذي تذوب فيه أقدامي بلا تعبٍ أو أرق.

أستمع لأغنية Yosemite أثناء كتابتي التي قد يستسخفها البعض ظناً منهم أن وراء الكلمات كلمات.. لا أهتم-، إنها واحدة من أفضل أغنيات لانا لدي، لا أعتقد بأنه يوجد موسيقى شاعرية أفضل من موسيقى عزف الجيتار التي في هذه الأغنية، ولأنني أحبُّ أن أقرأ وأن أغني أيضاً، أقتبس مما أقرأ، قد أقتبس لك في أحاديثي مما أستمع من أغنيات.
سأكتب لك بأسلوب أعمق المرة القادمة أغفر لي أخطائي اللغوية سأجعل العملية أسهل عليك: لست كاتبة، ومن قد يرغب في أن يلقب بالكاتب في بلادٍ كهذه!
لهذا قد تغفرُ الآن لفتاةٍ تكتب بسرعة تخربش كثيرًا و تنسى أن تدقق نصوصها لغويًا لكنها أيضاً لا تمنح الخيبة فرصة لتصاحبها إلى أحلامها أو ترافقها الطريق، تُغلق في وجهها الأبواب، فنحن من نقول للأمل ولقهوة الصباح مرحبا، ونصرخ في وجه الخيبات طوال الوقت لا مرحبا ولا أهلاً ..

مريم
11-09-2021, 07:57 AM
أعرف كيف نخاف
من أن تتحوّل أقدامنا إلى أشجار
وكيف تقتلع الفتيات أقدامهنّ
كجذوع
من قلوب أمّهاتهنّ
كيف نحبّ
لكنّنا نرحل
وكيف نشتاق
لكنّنا لا نلتفت
وكيف يكون الخوف
كلّ الخوف
في حين تتشردق بالكلمات المعقوفة
أن لا تموت
بل أن تصدأ قدميك
إن توقّفت عن الركض.