المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مريم، بين كفٍّ وسماء


مريم
09-30-2021, 11:33 AM
أدخل أكتب ما أشعر به، إنّه دفتر مذكراتي. لست بامرأة غامضة؛ لأخبئ حياتي. ولا أخفي عليكم أمرًا، بأنني بتّ أشعر بالحرج من ثقل أحزاني، فلا أقدم الفائدة، ولا حتّى شيئًا مسليًا تضحكون بسببه، كلّ ما أفعله: أكتب شعوري. إنني عارية أمامكم كلكم.

f::

مريم
09-30-2021, 12:26 PM
إلى مريم :

أكتبُ إليكِ في هذا الوقت المتأخر؛ لأنني شخص ساكت، مثل الأرقش تماماً. لا أجد متعة بلغة التّواصل مع البشر. ولكن هذا اليوم أحتاجُ لصوت دافئ، إلى البكاء مع قطٍ مثلاً. البارحة تعبتُ بشدة، معدتي مهترئة، لم تعد صالحة للعمل، أقضي وقت بالقهوة والحسرة والكتابة والنّرجيلة، وجبتي المفضلة "الخيال". أستفرغُ كل صباح، وبعدها أكمل متعة التّلذذ بخنقي، كانت ليلة بائسة، لا رفيق لي فيها. أقول ما قاله الأرقش حينما هجره قطه أو هو الذي هجره، لا فرق، بعد أن مزّق فأراً بأنيابه، وشرب دمه كله.

كنت أقرأ "أزهار الشّر" للكاتب "بودلير". أتتذكرين كلمة "النّحس" تلك التي تحدثنا عنها بمزحة؟ كانت حياته المسكين كذلك، أحبّ الكاتب "إدغار آلان بو"، مثلما أنا أحببتُ الكتابة إليك.
إنني أحس بسعادة كبيرة على الرّغم من كل هذا البؤس، أخيراً وجدت امرأة تشبهني ولكن بطريقة مختلفة، أنا أنزف من الوجع والبؤس، وهي تكتب الحب على ورق كلما دق قلبها دقة دقة دقة !

مريم
09-30-2021, 12:28 PM
اعذريني يا مريم .. إن كنتُ لم أعد أتأمل بأي شيء، غاب الأمل كله عني، ولست درويش لأتحدث عن الأمل، أو أسرق اسم "أمل دنقل" وأصبح نسخته من المرأة، على الرّغم من أن المسكين كان سيّد الصّعاليك، ولكن الأسماء غير منصفة بحقنا. مثلاً أنا اسمي "مريم"، ولا أستحقه.
ما زلتُ أريدُ أن أعرف عن السّماء التي في الحي المجاور لنا، هل تميل للسواد مثلنا أم أنّها زرقاء اللون مثل الحكايات الجميلة؟ ماذا عن الحي الخاص بكم والمجاور؟
لا حيلة لنا في تسلّل النور
ولا في هجوم الضجيج علينا
نحن المتعبون من صدامات الحياة
لا نملك إلّا أن نشرّع صدورنا لكل اللصوص!!
مريم .. أرجوكِ لا تقطعي الرسائل

مريم
09-30-2021, 08:47 PM
لكلّ منّا كهفان، كهف مظلم، وكهف معشّق بروحانية النور ، الفطن منّا من يعمد إلى ظلمات كهفه يتأمّلها، يعرف مسبّباتها، ليتحاشى أن يقع فيها مجدّدًا، يحاول قدر استطاعته أن يشعل ذاك الظلام بتوبة أو استغفار، بخبيئة خير لا يعلمها إلا الله. لولا هذا الكهف المظلم لم يدرِ عن قيمة الضوء الذي يأوي إليه في كهفه النّوراني، لن يستلذّ بطعم العبادات، لن يستشعر معنى إنسانيته.

وآوِنا في كهفك، واجعلنا نعمل صالحًا ترضاه
فما جدوى عمل صالح لا ترضى عنه يا ربّ الكون !

في الساعات القادمة يوم الجمعة، وفيه ساعة استجابة، أُذكركِ يا مريم وأذكركم فلا تنسوا أن تغتنموها .

مريم
09-30-2021, 09:12 PM
في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم قال "من قال هَلَك الناس فهو أهلكهم"، ذلك الشخص العاجز عن رؤية الخير في الناس، فيُهلكُهم لا عن سوء عملهم بل من إحسان ظنه بنفسه وعجبه بعمله..
ينهانا النبي الأعظم عن أن ننظر للناس بعين تجمع الناس على نقصهم وذنوبهم، وينهانا عن النظر لأنفسنا باعتبارنا البريئين الوحيدين، الذي لم يرتكبوا أي جرم...
هذه النفسية التي تمنع الفرد من مراجعة نفسه وأخطائه، وتدفعه وتغمره في الكبر غمرًا.. ويتطلع على نفسه قائلًا " هلك الناس" لأنه طريق سهل، أهناك أسهل من أن نقول "الناس سيئين، وأنا الجيد الوحيد في هذه المدينة"، "الناس حقودين، أنا الطيب الوحيد؟"
هذه النفسية والعقلية التي تودي بصاحبها وحيدًا مغمورًا في عيوبه بلا صاحب ولا صديق لأنهم كلهم "هلكوا" يومًا ما ..
وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ..

مريم
10-01-2021, 10:51 AM
إلى مريم :
أشعر بثقل الوقت الذي يمر ببطء كعجلة قطارٍ صدئة.. أصعب ما رأيته اليوم : صورة والدكِ.
أحسست أنني فقدت أبجديتي، أو أن ما سأقوله أمام ما شعرت به سيظل قليل.
كنتُ أقول لنفسي : الوقوف ساكتًا بجانب من تحب مثل جرعة مؤقتة من الحبوب المهدئة.
وبما أنني هنا "ساكتة" يتكوم صوتي داخل حنجرتي سأظل أكتب.

على الهامش :

بعض التفاصيل ساحقة.
لا تخافي سيمر كل شيء بسلام

مريم
10-01-2021, 11:00 AM
لا أحلم
لا أنام
ولا أستطيع الخروج من قلقي

مريم
10-01-2021, 05:54 PM
ظاهر الإنسان قد يكون قُرصًا من النّار في داخله، فيبدو أمامك مثل قطعة جليد تهرب من بين فكّي الشمس، وقد تنعكس النّار التي تشبّ بين أضلعه على تصرّفاته، قد يظهر لك عكس ما هو، ويضيع في محاولة التعبير عن نفسه، وقد يبدو بالضّبط مثلما يشعر، إمّا هادئًا لطيفًا، أو نزقًا وعدوانيًّا، لا قواعد لأعقد تركيبة في هذا الكون، لا قواعد ثابتة للإنسان.
ثمّة جيوش في الدّاخل تحاول الانتصار على الدّوام، وفي الحقيقة كلّ ما يرغب به المرء أحيانًا، السّلام، السّلام فقط.

مريم
10-02-2021, 11:28 AM
كل من يكتب "و أعني هنا الكتابة الحقيقة التي لا يسعي صاحبها وراء الشهرة والمال والنفوذ"
يعيش حياة قاسية، مريرة، يقتات من الألم وبعض فُتات الأمل ليبق حيًا
نرى فى بعض العروض التلفزيونية شخصًا يرتدي ملابس رثة، يُدخن السجائر، يذهب إلى المقهي كل يوم، يحمل فى يديه بعض الأوراق التى تميل إلى اللون الأصفر (بشكل درامي سخيف)، يمسك قلمه و يكتب كالمجانين ثم نكتشف مع نهاية المشهد بأنه كاتب!
مثال واقعي تقريبًا
بينما الحقيقة التى قد يعرفها البعض
أن الكاتب يمتلك شخصيتين على الأقل، إحداهما ربما تكون كما تعرضُ فى التلفاز، بينما الأخرى يكون مُجبر فيها على التعامل مع الحياة
يذهب للعمل، يصافح زملاءه، يحاول الطبخ، يتزوج و يُنجب ولكن تظل دائمًا تلك النُقطة البعيدة التي لا يراها الآخرون
تلك الساعات الطويلة التى يعيش فيها كشخص آخر "كالمجذوب ربما"
لحظات من الألم الدفين وتلاشي القدرة على السيطرة
فتنسكب الكلمات من بين يديه
يصرخ طلبًا للنجدة، محاولات بائسة للعيش مع البشر!!
ينتهي الأمر و يعود فى الصباح مُشتت الذهن، خائر القوى يقول صباح الخير و يعني بها شيء آخر


على الهامش
ليس كل ما نراه حقيقياً

مريم
10-02-2021, 11:33 AM
إلى مريم :
أرجوكِ لا تتأخري في الرسائل
أخاف بدونكِ
وحدكِ تفهمين قولي

مريم
10-02-2021, 11:20 PM
إلى مريم ؛
لماذا كل هذا التأخير يا مريم ؟!
أخبرتكِ من ذي قبل ألا تتأخري في الرد على رسائلي
لا يهم من يبدأ، مِنْ يسمع مَنْ .. فقط أريدك بجواري .

في ليلة الأمس لم أجد مكانًا مناسبًا أبكي فيه، أغلب الوقت أنا متماسكة لأبعد حدّ إلا أن الأمر ينفلت من يدي -أحيانًا - كأنني وقفت على لغم لا أجد نفسي إلا بمنتصف الأنفجار.
لا تسأليني عن السبب، لا أعرف السبب !
قد يكون بسبب مشهدٍ كوميديّ، أو أغنية مبهجة. لم أعد أدري ...

من الجيد أن الأشياء القاسية هي التي تجمعنا، كأن ننام بعينٍ مفتوحة خشية من حدوث كارثة أو مصيبة. بصراحة كنت أحب أن أنام بعد ابتلاع قرصين من الأقراص المنومة التي تحولك إلى جثة مهما حدث حولك من مصائب لن يهتز لك جسد. لكنني منذ فترة توقفت عن أخذها صرت أكتفي بالساعات القليلة التي يرزقني بها الله من النوم الذي يتخلله فواصل كثيرة من السقوط اللاإراديّ.

قلتِ في رسالة سابقة " حدثيني عن الحب أو الصعاليك أو الحرب العالمية الأولى"، سأحدثكِ عنهم في وقتٍ لاحق.

على الهامش :
نحن نعيش داخل "لعبة الحبار" لكن بطريقةٍ أخرى

مريم
10-03-2021, 08:42 PM
إلى مريم :

المدن التي بداخلنا تذبل ببطء، هل أنتِ بخير؟ سؤال سخيف والله ..
أود أن أقول : حين أشعر بأن هناك شيئًا ليس على ما يرام
يهرب جسدي من نفسه !
هل التهمك هذا الشعور من قبل؟ ...

في الليل تصنع الفخاخ نفسها
يمضي الوقت ببطء،
ويلتهم رأسي سؤالٌ ساحق، لن أجهر به الآن !
لا تترددي في العودة يا مريم، لا أحد سيقدر على تحمل كآبتنا حتى هؤلاء الذين يقولون أنهم يحبوننا !!!

على الهامش:
أتمنى أن تمر هذه الليلة بسلام

مريم
10-04-2021, 01:13 AM
يؤسفني أنني أحمل ذاكرة خصبة لا تجدب بحلول الخريف ولا تتساقط أوراقها أو ثمارها ،ذاكرة ببحيرة زرقاء متسعة، كلّما صافحت النسيان وتجالسنا، كانت تمدُّ كفها المجروحة إلى قلبي، فأتألم .

مريم
10-04-2021, 08:13 PM
في أي مدينة يقع قلبك؟"
لطالما كنتُ أصطدم بهذا السؤال على "لسان الغرباء ومواقع التواصل " كل فترة.
لا بدّ من سقف البيت، دائماً أقول ذلك. بعد العثور على الحب لا بدّ أن يجتمع الجسدان تحت سقفٍ واحد، ولكن ماذا لو اجتمع القلب بالقلب دون جسد؟

تخيلوا معي بأن تقبل الحكومات نقل القلب إلى أي مكان نريده بعد الوصيّة؟
إلى بلد الحبيب مثلاً. الجسد يموت في أرض الوطن، والقلب يبقى حيّاً بين يدي المحبوب. كلنا من تراب، ولكن تراب الموت لا يشبه تراب الحياة. في الموت، نحملُ قلباً داخلنا غير ذلك القلب الذي وهبتنا له أمهاتنا وقت الولادة.

تعرفون بالتأكيد "فريدك شوبان" -ابحثوا ان كنت لا تعرفون قصته- ذلك العازف الهزيل، الذي وقع في حبِ "جورج صاند"، ظنّ بأنّها هجرته، فعاش سنتين في وحدة وعذاب ومرض. دفن "قلبه" ببولندا، حققتْ أخته "لودفيكا" وصيته. عاد قلبه إلى قلبه، عاد قلبه إلى بيته، عاد قلبه إليه أخيراً!


على الهامش:
بقول باولو كوبلو
"أصعب المعارك التي ستخوضها في حياتك، هي تلك التي تدور بين عقلك الذي يعرف الحقيقة، وقلبك الذي يرفض ان يتقبلها"

مريم
10-04-2021, 08:17 PM
بعد حيرةٍ دامت ساعات طويلة جدًا ، حتى أنني ظننت بأنها لن تنتهي أبدًا، كاد قلبي ينخلع وخاصمني النوم ..
فتحت هاتفي وحاولت البحث عن صديق أُحادثه
شعرت بالأسف على نفسي وبثِقل شديد
ثم جاءت سارا تحكي لي بصوتها العذب الرقيق عن قصائد رياض الصالح حسين
استمرت محادثتنا ساعتين على الأقل
و غفوت و هي تقول

"ما الذي سيحدث في هذا العالم الواسع
إذا أضربنا عن اليأس
لمدة ثلاثة أيام؟
وما الذي سيحدث في قلبي الواسع
إذا لم أحبك
بعد ثلاثة أيام؟


على الهامش :
لا أحد يعوضني غيابك يا مريم
أزداد انكماشاً فلا تغيبي !!
لا تخبري سارا بذلك .. "

مريم
10-05-2021, 04:11 PM
لطالما تمنّيت شقيقة، وتلك أُمنية جارية في عُمري، ثابتة في أيّامي، تشتدّ وقت الحُزن، وتعود لتجدّد شعور الوِحدة في كلّ مرّة أتذكّر أنّ هذه الغرفة لم يدخلها سوى سرير واحد طيلة السنوات، وكلّ ما فيها هو لشخص واحد، استخدامات فرديّة، عشوائيّة، مزاجيّة. تتبدّل الأشياء فيها وتؤخذ القرارات بشأن ترتيبها أو تركها بحالة فوضى، من قِبل رأس واحد، ولسان واحد يواسي نفسه في اللّيل أن الحوائط رغم أنّها لا تشارك في الأحاديث، لكنّها على الأقلّ تسمع.
وأمضي مثلما أراد القدر أن أكون، وحدي، وأفترض أنّ لي شقيقة، لكنّها تغار منّي مثلاً، أو لا تحبّني لأسبابها الشخصيّة، أو لم أستطع أن أكون قريبة منها لأنّ والدي فضّلها عليّ، لأقتنع حينها أن وجودها كان سيسبّب لي أوجاعًا مُضاعفة، فأصنع هذا الوهم وأعيش معه، وأبني بجهد التفكير في الأشياء وتقليبها على نار الشعور، خانة أهرب إليها كلّما تعبت.
نريد الأشياء من أجلنا مهما أخفينا ذلك وكذبنا، كنت أريد شخصًا أخبره أنّني قلقة، بكلمة واحدة سريعة وموجزة، ليفهم أنّ الشعور فاق حدود الكلمة، فلا ينهكني الشّرح، فيظلّ قادرًا على طمأنتي دون أن يملّ، وأنّني لا أستطيع حتّى اللّحظة إيجاد كلّ الأجوبة، أو نصفها على الأقلّ، لذا أردتُ شخصًا بدأ معي، مذ كان وجهي مثل القُطن، وقلبي مثل الغيم، وجسدي مثل غزل البنات، ليخبرني لماذا بالضّبط كل بكائي في مرحلة الطفولة تجمّد في مرحلة المراهقة، وعاد مُضاعفًا، مطرًا غزيرًا الآن؟
تتعلّم الفتيات الوحيدات طُرقًا كثيرة للنّجاة باكرًا، لكنّها الأماني، تظلّ تعيدنا إلى شعورنا الأوّل، إلى ثغراتنا، ونواقصنا، وكلّ الأشياء التي كان ينبغي أن تحضر، لكنّها تعذرّت لأن القدر لم يدّونها في دفاترنا.



على الهامش
وحدهم من لم تمنحهنَ الحياة أختاً،
فكانت شقيقةً لخمسةِ إخوة من الأولاد،
ستفهم ما أعنيه ..
أين أنتِ يا مريم ؟
وحدكِ ستفهمين !

مريم
10-05-2021, 04:55 PM
إلى مريم :

ولأنّ لا صديق لي يعانقني في هذه اللحظات البشعة، ولم أتصالح مع السماء بعد..

اكتبي لي كثيراً، حدثيني عن الحرب العالمية الأولى، أو نابليون، أو موسوليني، أو الصّين، أو محمد شكري، أو الغربة، أو جيكور والسّياب، أو المكتئبين والمتسكعين والصّعاليك، أو الوحدة، أو الحب. أي شيء يمكنه أن يطمئن قلبي، أي شيء من كلماتك ينقذني لدقيقة.

الآن، لا أريد إلا أن أقرأ رسائلك طوال الليل الذي سأبكي فيه.

على الهامش:
كثفي الدعاء يا مريم ..
رددي معي: اللهم والديّ
اللهم والديّ

مريم
10-06-2021, 11:16 AM
واحدة من صفات الجمال: أن يكون غير قابل للإمساك؛ كل جميل نستطيع إمساكه إمّا يفسُد، أو يفقد جزءًا كبيرًا من جماله.

مريم
10-07-2021, 05:03 AM
حرقتُ معدتي بإبريق كامل من القهوة ، كتبتُ كثيرًا و لم ينفذ تركيزي بعد
تمنيت لو أنه كان بإمكاني مشاركة نفسي حديثاً عن أي شيء إلا عن كيف أن الحرقة الحقيقية ليست في المعدة !
لكنني أعلم بأن هذا الحديث سينتهي بليلة سوداء تبكي كل شيء إلا دموعاً.
لن أجلس تحت نافذة المطبخ، لأنني أحب أضواء الشارع التي تصبح في الليل صفراء اللون ثم تبدأ في التسلل إلى مقدمة وجهي المتعطش لضوء الشمس ليل نهار..
سأحدثكِ اليوم عن حقيقة نداء الموت، عن شعور احتضان الشمس

مريم العزيزة :

رحمة الله على أرواحنا
لأنه من مات اليوم
لم يكن حيًّا بالأمس

سأخنق ألمي
بخيط من خيوط الشمس
سأحشر جرحي
قصيدة في قلب الشمس
سأنثر رماد ظلي
كلمة في وجه الشمس
ما أنا عليه اليوم
لا يشبهني

عندما أموت غدًا ،
سأعرِفُني .
هل أنا كاملة حتّى !

مريم
10-07-2021, 10:53 PM
اللاشيء
في فم الليل يبكي
لقمة
غصة
أو شهقة عذراء ..
هذه الحرارة
و هذه العذوبة
ليست إلّا مزيجًا
من الألم المُضيء ..
من عمق الاشتعال
سحبتُ يدي
مقطوعة الأمل
و كتبتُ خاطرة
بلون الجمر .

مريم
10-08-2021, 07:49 PM
إلى مريم :
أحببت فكرة مراسلتك فور فقداني للرغبة في التنفس لا أعلم ما إذا كانت هذه رغبة حقيقية صادرة مني أم أنها مجرد وهم آخر أبني به رسائلي لكنني أعلم جيدًا بأنها رغبة صادقة رغبة أحتاجها كل يوم لأكتب .

جالسة كنتُ أو واقفة صيف أو شتاء إنه تعفن مرير لا شيء قادر على إخفاؤه
أحببت فكرة قلي البصل و تحريك الخضار و مزج السباغيتي بصوص الطماطم فقط لأنني أكتب كثيرًا حينها يخزن عقلي آلاف النصوص كما يخزن أفكار سوداوية بشأن الحياة و فكرة واحدة تنتعش يومًا بعد يوم كلما كتبتُ نصًّا جديداً
هذه الفكرة تخصُّ الموت المنقذ

أعلم بأن رسالتي هذه غير متزنة أقفز من فكرة إلى أخرى بدون مقدمات ..

لكن سأقولها مباشرة وأُنهي هذه الرداءة التي أحدثتها الآن:

هل تخافين مثلي من فكرة وجود الغد ؟
أم أنك فقط لا تحبين فكرة وجودك في الغد ؟
أم أنني الوحيدة التي تفكر بهذه الطريقة ؟
هل تحبين الصباح، المرآة وجودك في الصباح، وجودك أمام المرآة ؟
هل تحبين فكرة أنك موجودة ؟
هل أنا بخير !



على الهامش :
راسليني بقلبك من فضلك فالعقل يقتل دومًا دهشتنا اتجاه الألم
ابقاي على خير

مريم
10-08-2021, 08:15 PM
" إنّ الشّاعر كلما كثر جمهوره، ضعفت شاعريته"!

_ أدونيس.

مريم
10-09-2021, 05:58 AM
الوقت الذي لا يحقّ لنا محاسبة أنفسنا عليه، أو الندم على ضياعه هو الذي نقضيه ونحن نحدّق في النوافذ، في اللاشيء البعيد الذي ننتظره ونلعنه إن تطلّب الأمر، ربما هذه الفسحة الوحيدة التي تسمح لنا أن نرى الحياة كما لم نرها من قبل، ونسأل ذواتنا كل الأسئلة المحرّمة.
صباح الخير للنوافذ التي تأخذنا للشرود

مريم
10-09-2021, 11:35 PM
إلى مريم :
لأن اللّيل طويل
لا أنام..
كي لا أنسى أشجار البرتقال وحيدة
ولأقف وقفة النخيل مع الحالمين
أحرس الوقت
وأرعى القلوب، في كل عاصفة
أجمع التائهين في ليلٍ واحد
وأكتبهم على سطرٍ واحد
سطر المتعبين
جرحى الحياة .

مريم
10-09-2021, 11:38 PM
لقد تغيرتُ كثيراً هذه الأيام، حتى أنّني لم أعد أُبصر الأشياء والأشخاص فحسب، أصبحتُ أعبر من خلال الرؤية، أنظرُ من خلالهم، وأسيرُ في مدن وقارات، وأدخلُ في حكاياتٍ كثيرة لم أكن أتوقعها أبداً.

مريم
10-09-2021, 11:46 PM
قال أحمد خالد توفيق :
"الحقيقة هي أننا أطفال خالدون. وكلما تقدّم بنا العمر ازددنا طفولة ورفضنا فكرة الشيخوخة.. لكننا نشيخ طيلة الوقت، ونموت، وينسانا أصدقاؤنا مهما بكوا علينا في البداية.. هذه هي الحقيقة.. قبولها نضج، ورفضها عته.. لكننا نفضل أن نكون معاتيه على أن نكون شيوخًا."

مريم
10-10-2021, 09:08 AM
إلى مريم :
الساعة الآن التاسعة وعشر دقائق، تعلمين جيداً أني أنتظرك، وأنك دائماً تتأخرين في الرد، وعدتك حتى في غيابكَ سأكتب حتى تعودي.. ما أودُّ إخباركِ به هذا الصباح الفارغ بدونكِ.. لا تثقي، خاصةً فيّ ! لن أقل لكِ إنني سريعة الذوبان، لا، أنا سريعة الاختفاء ...
وأكره الاعترافات، لأنها تُشبه الصخرة الساقطة من أعلى الجبل إلى منتصف الرأس.
صحيح أنني لا أجيد المواساة، كما أنني لستُ بالكريم الذي إذا وعد وفى !
انتظري .. لا تبتئسي ولا تحزني .. لم تجيء بعد تلك الرغبة التي توهمتي بها، أنني سأتوقف عن الكتابة إليكِ.
صدقيني أنا الآن مستمتعة بغرقك أقصد برسالتكِ الأخيرة حتى لو من بعد، فأنا أفهم الإيمانات المبطنة حتى لو كانت عبر مخلوق بجناحين، فقط واصلي الغرق وأنا سأواصل القراءة أو العكس لا يهم، أنا أغرق وأنت تواصلين القراءة .. هذا كل ما أستطيع فعله لكِ.
ولن أتوقف عن مراسلتك ( هذا ليس وعدًا)

محبتي وريحان ..

مريم
10-10-2021, 10:20 AM
مثل هذا الحديث لابد من تعديله أو حذفه من الأساس !!
الساعة الآن 12 ظهراً
عذراً مريم سأرسل لك لاحقاً !
أرجو أن لا تكوني قد قرأتِ ما كان قبل التعديل
انتظريني وسأنتظرك
flll:

مريم
10-10-2021, 11:58 AM
تأتي هكذا الكلمات، في غمرة الانفعال أحياناً، في منتصف عمليةِ تخزينكَ للمعلومات التي ستستخدمها لاحقاً، وربما ستخذلكَ هي الأُخرى، كما تخذلني كلماتي هذهِ الآن، تدورُ حولَ كل ما أقصدهُ، ولا تخرجُ مباشرةً.


ثمنُ الحقيقةِ باهظ، لكننا نحتاجها، لأن الكذب وإن طال ستنجلي عنه الغمامة، والحقيقةُ وإن تدارت عن الأعين، إلّا أنّها تحسها الروح، وتخبرنا بواسطةِ شعورٍ سيءٍ أنّها هنا، لكننا نختارُ إغفالَ عقولنا عنها، وصدُّ الإشارات.

مريم
10-10-2021, 08:08 PM
بحثتُ كثيراً اليوم، عن أي شيء يضحك الأصدقاء والمارين،
لا أعرف لماذا؟ ربّما لأنني مللتُ من حزني وأشعر بأنّ الجميع ملّ من القراءة لي، أو ربّما لأثبت بأنني أستطيع أن أضحك. ستقولون: يجب أن تكتبي، انتِ فتاة قويّة، لا تتأثري بالحديث. وغيرها من المواساة التي أكرهها. بدأتُ أكتب تعليقات مضحكة؛ ليضحك الجميع، طالما لم أستطع أن أنشر شيئاً مسلياً. نشرت في كروب "المرأة" عن أغنية شيرين، وكتبت: كلّما سمعتُ هذه الأغنية، لا أعرف أي رجلٍ سأهديه إياه؛ لكثرتهم. كنتُ سعيدة لأنني حصلتُ على بعض "الأضحكني"، وأنا التي بلا حبيب أو رفيق. هل أنا سخيفة بنظركم؟ ربّما، لكنني دائماً أكتب ما أفكّر، أعتذر.
على الهامش:
مريم تهذي ..

مريم
10-11-2021, 11:52 PM
كلهم يخافون
كلهم يهربون يا مريم
سأبدأ رسالتي هذه باعتذار عميق :
أعتذر لكِ عن تشاؤمي الدائم و حزني الذي لا ينتهي

هامش :
أقترح أن أتوقف عن مراسلتك فالحزن فيروس مُعدي
قبل أن تغيبي في الزحام، اهدني وردة
افعليها أنتِ، واهدني.. فقط وردة

مريم
10-12-2021, 12:29 AM
مريم.. آلمتني كثيراً رسالتكِ الأخيرة، خصوصاً حين قلتِ أنكِ ترغبين بالتوقف عن مراسلتي، وحجتّك في ذلك أن "الحزن مُعدي"!، ومع ذلك سأحترمُ رغبتكِ هذه رغم أنني ألِفتُ الكتابة لكِ بعض الشيء، وكلُّ ما كنتُ أُحاول فِعلهُ هو تعليمكِ كيف تصنعين من طينةِ البؤس مزهرية تبعثُ على البهجة..
هل تعتقدين أنني أعيش السعادة حتى أخاف العدوى؟ أنا مثلكِ تماماً، العالم الذي في رأسي أبشعُ بكثير من العالم الذي رأسي فيهِ، لكنني فقط تعودتُ على التعاسة وجعلتُ منها صديقاً لا يُبارحني، الحزنُ والكآبةُ أوفياء أكثرَ مما نتخيل، أقولُ هذا في حالةِ ما إذا لم تنتبهي للأمر، لكنني أتحايلُ على هذه الرفقة أحياناً، فأسمح لبعضِ السّعادة بالتسلّلِ إلى داخلي خلسة.. ولو أنني شرعتُ أنا الأخرى في الحديثِ عن معاناتي، وكيف أستيقظ كلَّ صباحٍ، وأنا أشعر أن شجرةَ سنديانٍ ضخمة قد نبتتْ على صدري وجذورُها امتدتْ إلى شقوقِ البلاطِ أسفلَ سريري، فتحصّنتُ بقوةٍ حتى أنّها لا تسمح لي بمغادرةِ مكاني لربما ستبكين لحالي، وربما لن تُصدقي أنني أعتبر نفسي" كاللاشيء في هذا العالم" لكنني أظلُّ أربت على قلبي بمقولة لفيكتور هيغو:

"أنا لا شيء أعلم ذلك لكنني أركِّب لاشَيْئيَّتي مع جزء صغير من كل شيء"
الفرق بيني وبينك أنني فقط أحب أن أحاول


على الهامش
راسليني متى أردتِ ..
عوضاً عنهم لا تنسي الوردة

مريم
10-12-2021, 06:40 AM
بتوقيت المدينة التي أسكن فيها تخطت العقارب الآن الواحدة وخمس وأربعون دقيقة صباحاً منذ خمس ساعات إلا ربع تقريباً، لذلك أستطيع أن أحتفل بيوم الرسائل العالمي: ١٢ أكتوبر ٢٠٢١، أنا وأنت نحتفل به منذ عدة أسابيع أو أقل، بالنسبة لي أتحدث عن نفسي، أنا أدرى بتركيبتي المعقدة ومدى تعلق قلبي ومزاجي بكل ما يمر بي خلال يومٍ بأكمله، لذلك لن أجعله صاخبًا.

تخيلتُ لو أنني تحدثتُ عن رسالة محددة بمناسبة هذا اليوم فلمن ستكون؟
لا أحد غيرها : فرجينيا وولف - بكل تأكيد - الرسالة الأخيرة لزوجها التي ألقتها في نهر قلبه مثل حجرٍ ثقيل.
كتبت في بدايتها :

"لقد عدتُ إلى الجنون مرة أخرى. ولا أظنّ أن بإمكاننا النجاة مجددًا من تلك الأوقاتِ السيئة. أنا لن أتعافى هذه المرّة. أصبحت أسمع أصواتًا كثيرة داخل رأسي، ولم أعد قادرةً على التركيز. لذلك سأفعل الأفضل لكلينا".

هل تعتقد أن هناك رسالة أخرى بنفس هذه القوة لندُّسها داخل رسائلنا في هذا اليوم ؟ لا، لا يوجد .

حتى نهاية الرسالة تؤكد مقولة سأحبكَ حتى الموت :

"أريد أن أخبركَ -والجميع يعلم هذا- لو كان لرجلٍ أن ينجح في إنقاذي فستكون أنت هذا الرجل. فقدتُ كلّ شيء يا ليونارد، عدا إيماني بكَ وبقلبكَ. لا أستطيع الاستمرار في إفساد حياتك".

أظن أنني سأستمرُ في إفسادِ حياتنا بمزيدٍ من الرسائل والكتابات السيئة، الأمر لا يستحقُ التوقف أبدًا، لا أريد أن أرمي نفسي في النهر الآن على الأقل، ليس قبل أن أنتهي من حلمٍ واحد أزرعه على أرض الصباح، أنقلهُ من منفى الحالمين إلى الضوء، أنا شجرةُ المنفى، أحبُّ الحياة لكنها لا تحبني. وسوف أستمر ...

على الهامش:
لا تتوقف عن الكتابة، أي كتابة لا يهم جنسها
رسالة هي أم قصيدة، أي حدود ترسمها بقلم رصاص
لا تتوقف أبدًا .

تحبتي وريحان.

مريم
10-12-2021, 01:57 PM
نرغبُ جميعًا في أن نمتلك الكثير من الأصدقاء، وأنْ تكونَ حياتنا أكثرَ سهولة، غير وحيداتٍ، متكئاتٍ على كتفٍ ما. لكن حين لا نجدُّ ذلك، نعي بأنّ بعض الأشخاص يجبُ أن يقفوا وحيدين، ربّما لأنّّهم حقائب سفرٍ مستمرّة، والعصافيرُ، لا الشجرة، فنبني بيوتًا لنا، نحملها على أكتافنا، وحين نتعبُ، نرتاحُ تحت السقف، والسقفُ هو نحن، لا شيء يهدمهُ، لا شيء ينالُ منهُ، كسلحفاةٍ ضخمةٍ، مُتعبةٍ، وحيدةٍ، حرّةٍ، حكيمةٍ، لكنّها تمضي، شيئًا فشيئًا، في طريقها لأنْ تكون نسراً ضخماً، يحملُ البيت، بيتهُ، ويسكنُ السّماء.
أنا وحيدة، وأعلم أنّك كذلك، لكن لا بأس.
أنا هنا دائماُ أكتب -لكَ لي لهم للحبّ للأمل للسلام للحياة- الرسائل، وهذه هي الصداقة الوحيدة، في عالم النّسور الشاسع..

https://up.boohalharf.com/uploads/163403610716821.jpg (https://up.boohalharf.com/)


على الهامش؛
"وداعًا يا ثيو، سأغادر نحو الرّبيع."

مريم
10-13-2021, 05:41 AM
يغفو الليل بين أصابعي
وعلى جسدي
يتنفسُ ..
من جلدي يلبسني،
ينمو بداخلي وخارجي
يتدفقُ مع دمي
ويخرجُ مع صوتي
أريدُ أن أقول:
إن الأوقات من دونك يا مريم
مشانق.
غاب الرّفاق فلا تغيبي !

هامش الساعة ٤٢ : ٥ فجراً
ليست كل الأشياء قابلة أن تُروى

مريم
10-13-2021, 06:12 PM
مضى النهار يا مريم .. أنا هنا، أنتِ هناك .
لا يهم مَنْ منا هنا ومَنْ هناك
مضى النهار يا مريم ..
كنتُ قد قلتُ -صباحاً- اليوم الأربعاء يجب ألا أخاف ، لكني خائفة .. لذلك كتبت ، لذلك أكتب الآن ..
أكتُب لأنّني أخاف وَحشة الأصابِع، والصّباحات، والظُلْمة، والجُدران المُغلقة، والكؤوس الوحيدة، والصّفحات البيضاء
أكتُب لأنّني أخافُ فَقد الأصدقاء، وتباطُؤ الشّمس، وتأخر الرسائل، وجفاء الرد، وزلَّة اللسان، ولأنّني أُحبُّ الله، والكُتُب.

مريم
10-13-2021, 07:00 PM
لستُ أملكُ من الأمر شَيئًا، ولا أُريد..
أمّا الآن. أمامي الليل الطّويل، وطاولةٌ صغيرة، عطشى لكُتُبٍ أكثر، ولخيباتٍ أقلّ، وأنا مُستلقِية، تسلّلَت إليّ شهيّة الاختفاء، أو النوم لِساعةٍ واحدة، يومًا، دهرًا، أو أكثر، ولكنّني في الحقيقة أحتاجُ شيئًا آخر، كأنْ أُدلي برأسي على الطاولة، وأرمي خلفَ ظهري أعواماً بعمري، مُعبّأة بالدّموع، والوحدة العَوجاء، وأنا أُدركُ تمامًا عدَم امتلاكي زاوية أهربُ إليها في كلّ الأحوال ولا مكان أُدثِّر فيه نفسي من الوحدة السوداء، فأرجِعُ مُنطوِية إلى السّرير البارِد، وفي رأسي قَول نِزار " وأعودُ أعودُ لِطاولتي، لا شَيء معي إلّا كلمات "

على الهامش :
اشتقت أبحث عن هامش
فساد السكوووووون
إلى مريم flll:

مريم
10-14-2021, 08:41 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/16341890177521.jpg (https://up.boohalharf.com/)

قبل كل شيء .
لحنُ هذا الصباح : "الدنيا ريشه في هوا"
أحب ذلك، أن يمتزج الصوت مع الضوء.
الخميس ١٤ أكتوبر ٢٠٢١
أريد أن أضع رأسي الآن على ورقة ، أنْ أخبركَ بكلّ الأحاديث التي ادخرتها من ليلة الأمس.

أخبرني أحدهم -يبقى بعضهم إلى النهار لا ينام- بأنني سوف أتوقف عن كتابة الرسائل بمجرد أن يتوقف الرد عليها !
لم أقل شيئًا، سكت، أظن أن الرد الأنسب لمثل هذا الكلام هو كتابة رسالة لك الآن وإن لم تكن في المكان الذي أريد أن أضعه فيها، لستُ أنا من أريد أو التي لا تريد، لكن حتى لا يساورك الشّك من قِبلي لم أضعها هناك، بيد أني كلما تطول الأيام في انتظار الرد، لا أستطيع ضبط انفعالاتي، وكلهم يعلمون جيداً -المستيقظّ منهم والنائم- أن رسائلنا تبقى هنا معلقة بلا رد، مريم أيضاً تدركُ أن كتابتها لرسالةٍ هنا لن تجعلها تستنزف كل قواها في انتظار رد، هذا أحد الأسباب الكثيرة التي تتطلب وقفات تاملية طويلة ولست بصدد ذلك جعلتني أكتب هنا والآن تحديداً !
حسناً .. ولعي بكتابة الرسائل للمجهول تُدركها خالتي التي تكبرني بخمسة عشر عاماً، اتخذتها صديقة لي، تحفظ أسراري عوضاً عن الأخت التي لم تُهديني إياها السماء.. تذكرتُ عندما أخبرتني بدورها أنها عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، كتبتْ رسائل كثيرة في أيامٍ قليلة ووضعتْ عليها بكل مصروفها طوابع بريدية، وبعد سبعة أيام تقريبًا، جاء ساعي البريد بكومةٍ من الرسائل فرحتْ كطفلٍ وجد أمه أخيرًا بعدما ضاع منها داخل سوق مزدحم، المفاجأة أن هذه الكمية لم تكن ردًا على رسائلها بل هي نفسها رسائلها، عادتْ من حيث ذهبتْ، لم يُستدل على عنوان المرسل إليه !
شعرتْ بالخيبة، لكنها لم تتوقف عن كتابة الرسائل .. تخيل معي هذا العمر، تشعر أنها قديمة جدًا ...
هل تعتقدُ يا صاحبي أنني سأتوقف بعدما أصبح الأمر سهلًا هكذا، لا أحتاج غير لوحة مفاتيح وشبكة إنترنت لكتابة رسالة طويلة أو قصيرة أو سطرًا أو حتى كلمة واحدة، لا أحتاج إلى ساعيٍّ للبريد من أجل توصيلها لا أحتاج غير ضغطة زر !
الأمر بسيط. وسيظل بسيطًا، لا أحد يعلم ما الذي يمكنهُ أن يجعل مريم تتوقف عن الكتابة عمومًا وليس فقط عن كتابة رسالة، لا شيء سيفعل مهما كان الأمر جريئاً أو غريباً، مهما وصف بأنه حديث الثرثارين (كتيرين الغلبة) لا شيء إلا إذا اتخذ الرب قرارًا بسحب ما زرعه فيَّ وأن يجردني من لغتي وهوايتي بمعنى آخر وأبسط :
لا يقدر عليّ إلا الله حتى لو أفرغ أحدهم الآن بقلبي كل ما يحمله مسدسه من رصاص ...
سأظل هنا فالكتابة تظل وإن غاب أصحابها

على الهامش:
لا أنتظر الرد ... اقترح عليّ أحدهم أن أتواصل معك عبر تويتر أو أي تطبيق آخر، اقتراح بائس فأنا لا أريد التواصل معك بأي طريقة أخرى غير الكتابة، فلستُ صديقةً مقربةً لكنني بكل تأكيد أريدكَ أن تكون بخير هنا أو هناك أو في أي مكان لا أعرفه.

من قلب الهامش:
سأظل هنا حتى ينقطع الإتصال
وسأكون هناك ولم أتوقف عن الكتابة...

تحيتي وريحان

مريم
10-14-2021, 08:36 PM
لَطالما أحبَبتُ قصَّ الأشياء عندما تطول، الأظافر ورؤوس النباتات حين تيبَس، والكلمات التي بلا نفعٍ قبل لفظِها، وأخذَت معي الأمور إلى العلاقات والحكايا وكلّ شيء يطاله الملل و فَيْض الوقت.
لأنّني على درايَةٍ، بأنّ الانقطاع الكبير يُحجِّم العلاقات. فكيفَ لفتاةٍ باعَت الوقت، أنْ تّدرِّب نفسها على الصّبر، وترقُّب نهاية الأشياء، و كبتِ الضّجر الطّويل!

هنا لمدةٍ طويلةٍ كمن ينتظرُ حافلة لا تأتي، عند مبادلة "سامانثا كينج" - ترجمة ضي رحمي- حيث يقول

"دعنا نتبادل الأدوار؛
استيقظ الليل كله
في انتظار مكالمة هاتفية لن تحدث مطلقًا
اخلد إلى النوم مستمعًا إلى الخواء بدلًا من صوتي
حاول أيضًا أن تشعر وكأنك تبذل كل ما لديك مقابل لا شيء"

ولأننا يا صاحبي لا نتبادلها أبدًا سأظل كما أنا في انتظار الحافلة التي لا تأتي في ساحةٍ تعالتْ بها أصواتُ الوهم والحقيقة، لأنّها ببساطة غيرتْ وجهتها، فعادت مريم وحيدة، قد تكون الكتابة لمريم يوماً وسيلةً لخلاصها..


على الهامش:
يوم الخميس ١٤ أكتوبر ٢٠٢١
غرقت السفينة بدمعِ مريم ..

مريم
10-15-2021, 10:28 PM
مريم ...
يوصونني بالأمل، أن أنقذ دهشتي الطفولية من الموتِ السّريري، يصفون كتاباتي بأنها جذعٌ مكسور، ولا يعلمون أنما قلبي هو المخلوع ..
ومنْ سيكتبُ للتعيساتِ فاقداتِ الأملِ -يا مريم-، وكيف سيعلمْنَ فيما بعد بأنَّ فتاةً ما قد عاشت قبلهن وعانتْ مِثلهن وتنفستْ من بشاعةِ الحياة حدَّ الاختناق .

إنني وإن كنتُ اليوم أريدُ أنْ أجدَّ كلّ ما يجعلني أكافحُ وأرغبُ في الحياة من جديد، سأقرأ فقط ما يشبهني ويجسدني، ولن أبخلَ على ذائقتي التي لا تُغريها سوى الأشعار المحقونة بالألم والوجع الشديد..
أن تجدي شِعرًا يتحدثُ عن معاناتكَ أن تجدي حضنًا دافئاً يُشبه جملة: أنا أشعر بكِ وأعلمُ جيدًا بشاعة ما تمرين به .
لقد همستْ لي أليخاندرا كما فعلتْ آن وسيلفيا والعديد من الشاعرات الأخريات: أنْ انظري أيتها الفتاة معاناتكِ هذه ما هي إلا ولادة لإبداعٍ فنّي فاستمري بالصمود ..
هل ترين ؟
بإمكاننا -با مريم- أنْ نُساعدَ بكتابةِ التّعاسة أيضًا، ولأنَّ هذهِ التّعاسة حقيقية تعيشُ عند مدخلِ الرُّوحِ لا يُمكن للخطوةِ أنْ تخرجَ نظيفةً من منزلٍ عتبتهُ ملطخة .
أما عني أنا، اليوم غدًا و بعد غد لن أكتبَ إلا حقيقةَ ما أشعرُ بهِ، وإنْ كانت هذهِ الحقيقة ستخلقُ قَدراً تعيساً لفتاةٍ لم تُخلق بعد فهذا ليس لأنني أكتب من أجلها بل لأنني أكتبُ من أجلكِ يا مريم..

الكثير من الحب .

مريم
10-16-2021, 08:58 PM
غاية ما أريدهُ منكَ أن أجدكَ كلَّما أتيتُ إليك، بكامل اللهفة ومنتهى الانتظار.
وأن تشعرَني أنَّ شكواي من انكسار ظفري تعادل انهيار العالم، أن تأخذني على قدر حزني وطفولتي في كلِّ مرَّة.

مريم
10-16-2021, 09:08 PM
الأسماء التي تمرّ أمامنا، يقلقنا تشابهها، ويجرحنا تطابقها، الأسماء ليست حروفاً عبثيةً متلاصقة، إنّها احتشادٌ كونيّ في سمعك وبصرك وقلبك وأنفاسك !

مريم
10-17-2021, 08:39 AM
لعلي لا أخشى الكذابين يوماً،
لكنّ من أخشاه - حقاً - من يبدو صادقاً

https://up4net.com/uploads4/up4net.com163444210264031.jpg (https://up4net.com/)

ملاحظة .. هذا مسمار ربط قديم وصدىء
فقط يحاول أن يكذب علينا ويخبرنا بأنه فراشة







https://up.boohalharf.com/uploads/163444911734811.jpg (https://up.boohalharf.com/)





ثمّة جزئيّة مهمّة مفقودة في حيواتنا السابقة، كأطفال، حيث أنّه لا يتمّ تربيتنا على استكشاف الحياة الخاصّة فينا كأفراد، ونعيش وفق نظريّات مسبقة للعيش، لمن سبقونا أو ربّونا، ومع الأسف نأخذ وقتًا طويلاً لنعي أو نتجرأ على الهروب من سجن التابوهات، وليس بالضرورة أن يكلّفك الهروب قطع الرّأس، لكنّنا بمرحلة ما، حتّى النظرة المستهجنة كردّ فعل غريب من قبل الآخرين على تصرّفاتنا، كان يخيفنا، ويأخّرنا ويشدّنا في كلّ مرّة إلى نقطة الصفر.

هل يمكن أن تُفسر لي، تلك الجملة التي تكونُ سبباً في استيقاظنا من النّوم بل فزعنا أو راحتنا؟

أنا متأكدة من أنكَ تكتب القصائد في نومك أو حتى رواية كاملة، كل ما يتبقى كتابتها على ورق؛ لذلك تسرع إلى تدوينها فور نهوضك، وربما تسقط أرضاً بحثاً عن قلمٍ وورقة، وكأنكَ تُسجل رقم هاتف صديقٍ عزيز رأيته صدفة في شارع بعد انقطاع، أو لعمل، أو مكالمة تنتظريها منذ زمن. نحنُ لا نستطيع الثّقة بالذاكرة، حين يتعلق الأمر بمسألة الحساب والتّدوين، كما لا نثق بما يبدو مُطَمْئناً وصادقاً فالوقت يجرح، ومع ذلك؛ هناك أشياء تحفظ بالقلب، كالوجه مثلاً حتى كل نفسٍ يخرج من فم الأحباب أو السطور التي تسحبك إلى قاعك أو تلك التي ترتفع بها إلى عليائك.
استيقظتُ على جملة: لا أعرف كيف ينام الإنسان وهو يظلم غيره؟ وكل ما فعلته، التقطتُ هاتفي بسرعة، وقعت عيناي على صورة المسمار وما قيل قبله وبعده فاقتبستها وشاركتها الحديث .



على الهامش ؛
أتمنى أن تكون بخيرٍ وأنتَ نائم، أو وأنتَ تمارس الكتابة أثناء نومك .


.

مريم
10-21-2021, 06:56 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/163483178561241.jpg (https://up.boohalharf.com/)

فيما مضى..
كنت أحفظ أسماء كلّ الذين تسكعتُ معهم
وكلّ الذين مروا في حياتي واستقروا حتى أولئك
الذين مروا وتاهوا في الزحام
كنتُ أدسّ مفتاح البيت في التّراب قبل الخروج
وأقفز كل ثلاث أو أربع درجات بخفة
اليوم..
أكتب اسمي على التّراب
ثمّ أدفنه بالماء
لأنّ القبر لا يتسع إلا لواحد
ولا أمتلك مفتاحاً وإن كان في بيتي
جدران وسقف !
ولا أعرف لماذا أبكي كلّما نظرتُ إلى أصابعي؟

مريم
10-21-2021, 07:59 PM
بالطبع،
يمكنني ألا أرسل رسالة لكلِّ الذين أحببتهم في الخفاء سرّا،
وألا أصارح أمي بأنني كنتُ في صغري أحبّها أكثر من والدي،
ولكنني الآن أقفُ دائماً معه حينما يجعلونني الحكم بينهما،
وألا أخبر صديقتي عن كراهيتي للرجل الذي تواعده،
وألا أشرب القهوة بكثرة أمام العائلة فيكثرُ لومهم وعتابهم.. ولكن، لا يمكنني
أن أتوقف عن خوفي عليهم جميعاً، أكثر من خوفي على نفسي!

مريم
10-21-2021, 09:20 PM
إلى مريم :
أين أنت ؟
لماذا قطعتي عني الرسائل، لماذا تتهربين مني
صرتي مثلهم.. تتناوبون الرحيل يا مريم !!
عرفت أنني لم أخرج من هذا النعش أبداً
وأن ما بدأتُه بالموت سينتهي به أيضًا .. أيامٌ كثيرة نسيتُ عددها نمتُ واستيقظتُ عاجزةً عن التفريق بين ظلمة النهار وسواد الليل..

على الهامش؛
أيها المارون بين الكلمات أتعرفون هذا الشعور:
أن تقضي حياتكَ داخل صندوق الرسائل منتظراً كلمة !!

مريم
10-22-2021, 06:43 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/163487415493222.jpg (https://up.boohalharf.com/)


" فليتَ شعريَ والدنيا مفرقةٌ
بينَ الرفاقِ وأيامُ الورى دولُ

هَلْ ترجعُ الدارُ بعدَ البعدِ آنسةً؟
و هلْ تعودُ لنا أيامنا الأولُ؟ "

مريم
10-22-2021, 09:44 AM
أتساءل لو استمرت الرسائل بيننا إلى ما لا أدري، كم قطعة منكِ ستقومين بتعريتها علنًا يا مريم؟ فلستُ بالقارئة الوحيدة هنا. إلى الآن لم أعري شيئًا أقصد الأشياء المدفونة التي لم أكتشفها فيَّ بعد !

قلتُ لنفسي كالعادة: لاشيء يبقى على حاله، لكنني متمسكة بأن تظل الرسائل بيننا في حالة يقظة، لن أقل دائمة. لست بعرافة ولا حتى أتقن قراءة الكفّ، تُزعجني كلمة " دائمة " لا شيء يدوم. فهناك لحظة حتى الأنفاس فيها تتوقف، ما أريده فقط ( حالة يقظة مستمرة )

أشعر أن الكلمات تمشي بجانبي، تمسك بيدي، أو تجرني من ذراعي، تشتمني وتنهال عليّ بالسباب - أحيانًا -، إنها تعيش معي مثل كائن حيّ لا هو بالأليف الذي يسهل ترويضه ولا بالشرس الذي يمكنني قتله، مرة تأتيني ناعمة كالحرير ومرة حادة كنصل سكين، مخملية - أحيانًا - وفي أوقاتٍ أخرى تجدينها كالرمال المتحركة تبتلعك أو كالأمواج الجارفة التي تتسبب في غرقك.


على الهامش
الورقُ يشعر !

مريم
10-23-2021, 01:18 PM
كنافذة وضوء موعدنا كل صباحٍ يا مريم

مريم
10-25-2021, 06:09 AM
أين يذهب اللّيل عند الفجر؟؟
إنّه يجثو على أكتافنا، ينام تحت أعيننا إلى أن يعود إلى موطنه.

مريم
10-25-2021, 06:11 AM
علمني يا الله كيف أكون شاعراً دون الحاجة لإراقة حياتي. ‏علمني ‏كيف أكتب الدمعة دون أن أبلل قميصي، وكيف أرسم الوطن ‏دون أن تنهشني المنافي، ‏أريد يا الله ‏أن أموت دون أن أنتبه !

مريم
10-25-2021, 06:25 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/16351321425812.jpg (https://up.boohalharf.com/)



الحبُّ هو أن تفكر بغيرك كما قال محمود درويش، هو الرأفة ببعضنا البعض في الحديث، وفي الفعل، وفي التخلي في رأي أحمد توفيق.
هو الهروب من ذلك الوجود اليائس الذي نحيا فيه بنظر كامو.. فمن الضروري أن نقع بالحبّ..
يصفُّ تولستوي بأننا جميعنا نائمين إلى أن نقع في الحب.
كما أن أوشو يقول أنه للفقر نوع واحد في هذا العالم.. هو عدم القدرة على الحب..
فكل إنسان يصبح شاعراً إذا لامس الحب قلبه بنظر أفلاطون.. وغوته يصف الحب كالملاك الحارس لنا دوماً.. بقوله عندما تنام كل العيون، تظل عيون الحب وحدها ساهرة..
الحبُّ هو الغفران.. الحبُّ هو الغفران.. هو المكان الأمثل للاختباء..
الحبُّ هو الحل.


ثمَّ صباح الخير لكل مَنْ يمر من هنا
وصباحكِ مريم

مريم
10-26-2021, 07:44 AM
في النّهاية أنك حين تتأخر يظلّ هاتفكَ يرنّ من والدتك ووالدك فحسب، إنَّ البلاد مع اتساعها تعجز عن احتوائك حين يملؤك الحنين إليها، فخياراتنا في الحياة، تحدد لنا ما نقول وما نفعل .
تمنيت أن أكون قوية في وجه من يكسرني
لا أبكي.. لا أنهار أمامه لكنّي بكيتُ وانهرت أكثر
حينما صفعني غيابهم!

إلى مريم :
أنت تستحقين رفاقاً يُبادلونك الاهتمام ويقدسون تفاصيلكَ الصغيرة ولا يقطعون الرسائل ..
ثمّ صباح الخير جداً لكلِّ مَنْ يمرّ من هنا
>::

مريم
10-26-2021, 08:07 AM
بِمَ تُفكِّرين يا مريم :
أُفكّر بوجه الدهشة الأحمر، وببرودته الآن، وبقفزةِ القلبِ الطفولية، وبعرجتهِ الآن، وبضحكةِ الروح المشاغبة، وبندوبها الآن.. أفكّرُ وأنا أقرأ حديثك عن بيتك القديم وإصرارك على الحفاظ عليه رغم كل هذه السنوات بأوراق الشوكولاة التي خبّأتها يوماً في دُرجي، لا أحبّ إلقاء مغلّفات الأشياء في المهملات، لديّ عقدة الذكريات، -قد يبدو الأمر مضحكاً أنت تتحدث عن بيت وأنا عن ورق شوكولاة-، أحبّ الاحتفاظ بالسيرة الأولى للأشياء التي أحبّها، أنظرُ إلى تلك المغلّفات القديمة وأنا أتساءل كيف أن تلك الأوراق المعبّقة برائحة الشوكولاة أغلى من سيرة الأشخاص الذين منحناهم إياها، أفكّر كيف أنّ ورقة شوكولاة مهملة تُصبحُ في لحظةٍ ما أغلى من شخص، لأنّها تُذكّرك بأنّك كنتَ إنساناً فائقاً، يقدّسُ حتّى العبق التائه في المكان، الوقت، الابتسامة، أوراق المسوّدات، الرسومات الذابلة، الإهداءات الأولى، وعلب البسكويت الفارغة، نعم لستُ حزينةً لأنني كنتُ في لحظةٍ ما تلك الطفلة المجّنحة، لكنني أحزنُ على أصابع الدهشة التي أصبحت باردةً جداً كثلج، وعلى صندوق الذكريات الذي أصبح ثقيلاً كجبل، ولم يعد فراشةً تداعبُ الروح بين الوقت والآخر.

مريم
10-26-2021, 08:09 AM
بم تفكرين مرة أخرى يا مريم :
أفكّرُ في الأشخاص الذين يعيشون معنا كممثلين، أفكّر في هذه المسرحية والتي لا يكتبها سينارست، لا يتخيّل أحداثها، إنّها تُكْتَبُ وفقاً لنزواتِ من ابتكروها، لإسقاطاتهم النفسية، لعصبيتهم البائسة، لصراخهم البشع، لكنني أتساءل وهم يفعلون ذلك، ويخدشون النصَّ المسرحيّ، إذ كان بإمكانهم أن يكتبوه بشكلٍ أجمل، أتساءل: لماذا احتاجوا مسرحيةً أصلاً، ما أبشعَ أن تقف فطرتكَ الجامحة وشغفكَ المحلّق وطفولتكَ الجميلة أمام ممثّلٍ بلا إنسانية، وأن تُفرَض على ذلك النصّ، فهو لن يكتملَ بدون بؤسكَ.
وأفكّر كيف لأولئكَ الأشخاصِ أنْ يعيشوا حياةً لطيفةً مُحلّقةً وهم يسحقون الوّردَ مزهوين بنشوةِ النّصر، يخطفونَ روحكَ الحلوة متباهين بأصواتهم الجارحة.
أفكّر ُجدّاً بأننّي لا يجب أن أكون جزءاً من إكمال ذلكَ النصّ المهترئ، أفكّرُ بأنّ احتمال أنْ أُدخِلَ يدي إليه لأكتب عليه، كمن يُدخلُ موسيقى لفيروز أو سلوى قطريب وسط ضجيج عالٍ لأبواقِ سيارات متزاحمة على مفترق طرق، لن يسمعكَ أحد! أفكّر بأنّه من الرائع أنني لم أزل أستطيع سماع ذلك الجمال رغماً عن كل هذا القبح في ظلّ العالم القاسي بكلِّ أزمانه وحروبه وحصاراته.

مريم
10-27-2021, 10:26 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/163536273336611.jpg (https://up.boohalharf.com/)



في الغياب،
نبتت فوق آثارِِ قدميك شجرةُ ياسمين
فعرفت حينها أنَّ العتبات هي منازلٌ مسكونةٌ بالحنين .
أصابعي مشتاقة لكتاب مدهش
يتحول إلى عاشقٍ مترَعٍ بالسهول
لا يشرب من كأس زجاجيّ لامع
بل من دلوٍ معلق على ساريةٍ بئرٍ ما
يتحولُ إلى قاربٍ ناعسٍ على حافةِ بحيرةٍ ساكنة
أو إلى أوركسترا صاخبة
أو ربّما رقصة زوربا عظيمة
أو ربّما
إلى انفلاتي مني .

مريم
10-27-2021, 10:39 PM
إلى مريم بعد الليل وبعد الوحدة :
أقتبس ما كتبهُ مظفر النواب لأقول:
"قلبي عتيقٌ عتيقٌ عتيق
ولكنه مثل كل البيوت القديمةِ
بيتٌ كبير"



لأنَّ قلبي كذلك أرسل لكَ وأنتظر رسائلك.

مريم
10-28-2021, 07:29 AM
مريم
إلى أين ؟
إلى الطريق الذي رسمهُ الله لنا منذ القدم، أنتِ ترهقين نفسكِ بهذا الأمر وتنسين أحيانا ما قاله ربنا لمريم حين بشّرها بعيسى " وكان أمراً مقضيّا "
وهذا الطريق هو الأروع والأجمل، غير أن تصور العقل الباطني من إنسان لآخر هو من يختلف، العقل الباطني هو من يرسمُ لك الطريق على شكلِ متاهة أو يرسم لك الطريق على شكل خط جميل، لكن الأمر القدري يرسم الطريق بأجمل شكل يمكن أنْ يُرسَمَ به، فتتدخلُ عين الإنسان لترى، فتراهُ عين الجاهل متاهة، وتراهُ عين العارف طريقاً سرمدياً فائقاً.. وأينَ ما استدرتِ هو طريقُ الله، وما كان طريق الله موحشاً، فالأنسُ به قرب، والوحشةُ به بعد.

روضي أشباحكِ يا مريم، وحاوري نفسك باستمرار لتعرفيها

مريم
10-29-2021, 05:09 AM
إلى مريم :
الجمعة ٢٩ أكتوبر ٢٠٢١

علمتُ بأنّكِ مصابة بداء الوحدة، ولولا الحب والكتابة؛ لانفجر رأسك المسكين.. أتعرفين يا فقيرة النّوافذ بأنني أكتب إليكِ الآن من مكانٍ لا نوافذ فيه ولا حتى أبواب، السّماء كلّها بين يدي، وعلى فمي زرعتُ أغنية، ولكنّ الضّجيج ذاته!

سأحدثكَ اليوم عن أشياء أسوأ من الجحيم:

تلك الجارة الفسّادة التي رأتني أُحدِّثُ نفسي وأبكي على سطح البيت؛ فأخبرت والدتي .

الفنجان الأوّل الذي ينتهي في المقهى، ولا أمتلك مالاً لشراء فنجانٍ آخر .

النّص الذي يشبهني وتكتبه فتاة غيري؛ فأتمنى أن أكون كاتبته .

مشاهدة والدي على كرسيٍ مُتحرك .

خروج أمي صباحاً إلى عملها دون أن أرى وجهها .

الرّجال الذين اقتربوا مني بدافع الفضول لا أكثر .

صديقي الذي غاب عن ساحة حرب، كلما عدتُ إلى الساحة -حين تشتد المعارك الضروس في رأسي- تذكرت قصة "لمن أشكو كآبتي/ وحشة" للروسي "تشيخوف". بطل القصة -سائق عربة الخيل- يدعى "أيونا"، يبحثُ عن إنسانٍ واحد يقول له همّه، عن ابنه الوحيد الذي مات هذا الأسبوع، لا العسكري ولا الأحدب ولا أي راكب ينصت إليه، وفي النّهاية لا يجد إلا فرسه يحكي له وجعه !
صديقي ترك الساحة وترك الحبر بمعيتي، وذهب يحكي لفرسهِ كما أيونا .

الاستيقاظ على وخزةٍ في القلب .

النّجمة التي تُذكرني بوحدتي كل ليلة .

النافذة المغلقة ليلاً .

كلمة "العدالة" .

المُعالج النّفسي .

حزن الأصدقاء .

الكتاب الذي لا يُبكيني .

كوني ما زلتُ إلى الآن على قيد الحياة، في هذا الليل المشاكس !


هامش آخر :
كوني أنت فقط وليذهب العالم إلى حيث يشاء .

مريم
10-29-2021, 03:53 PM


"قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَك يا مُوسَى"

اللهم شيئاً كهذا
لأمنياتنا، لانتظارنا، للهفتنا
لما غاب عن الناس وعلمتهُ أنتَ .

مريم
10-30-2021, 01:20 AM
الوقت يحملُ داخلهُ كلّ شيءٍ إلا المشاعر
نحصلُ عليها مرّة واحدة وأخيرة

مريم
10-30-2021, 11:59 AM
كتب الفيلسوف الهولندي سبينوزا في القرن السابع عشر بعد أن قرأ كل الكتب المقدسة والمعتقدات: ( لا أعرف إن كان الله فعلا قد تكلم .. ولكن إن فعل.. فلا أعتقد أنه قال شيئا غير التالي :

توقف عن الصلاة.. أريدك أن تخرج إلى العالم وأن تتمتع بالحياة.. أريدك أن تتمتع وتغني وتعمل.. وأن تتمتع بكل ماقمت به من أجلك.. توقف عن الذهاب إلى تلك المعابد المظلمة والباردة.. والتي بنيتها وقلت عنها أنها مسكني ! مسكني في الجبال والأشجار والوديان والبحيرات والأنهار.. توقف عن اتهامي بالمسؤولية عن فقرك.. لم أقل لك أبداً أن هناك شيئاً ما شريراً بداخلك.. ولم أقل أنك ارتكبت خطيئة .
توقف عن ترديد القراءات المقدسة التي لا علاقة لي بها.. فإذا لم تتمكن من قراءتي أثناء الفجر.. في منظر طبيعي.. في نظرة صديق.. في زوجتك.. في زوجك.. في نظر طفلك.. فلن تتمكن من أن تجدني في أي كتاب !!
توقف عن الخوف مني.. فلن أحاكمك، ولن انتقدك.. انا لا أغصب ولا أعاقب.. انا الحب الخالص !!
احترم المختلف معك ولا تفعل ما لا تريدهُ لنفسكَ.. كل ما أطلبه منك هو أن تنتبه لحياتك.. وأن تكون إرادتك الحرة هي موجهك.. وأن تشكل مع الطبيعة عنصراً واحداً.. لأنك جزء منها.. اعتنِ بها وستعتني بك.
لقد جعلتك حراً بشكل.. أنت حر في أن تخلق من حياتك جنة أو جهنم !!
ان تؤمن.. يعني أن تفكر وأن تتخيل وأن تتأمل.. لا أريدك أن تؤمن بي.. أريدك أن تحس بي في ذاتك.. حين تهتم بالحيوانات.. وحين تحتضن طفلك الصغير .
إياك أن تقتل من أجلي.. إياك أن تقطع رؤس الآخرين وتنهبهم من أجلي.. فأنا لست بحاجة إليك أن تفعل هذا.. ولا تبحث عني بعيداً.. فلن تجدني.. إنني هنا في الطبيعة.. أنا الكون.. أنا المحبة !!


على الهامش:
لا داعي أن ترميني بأي اتهام باطل
تأخذ مريم من حديثه ما يناسبها
وتتركُ ما لا يناسبها للرماد !
ثم صباح الخير جداً جداً

مريم
10-31-2021, 09:47 AM
إلى مريم :
ولأني في هذه اللحظة تحديداً أبكي وأفكر..
أبكي وأكتب.. أبكي وأكاد لا أرى الحروف فالدمع غزير..
جئتكَ يا مريم.. لا يقطعني عنك سوى تك تك تكتكة أصابعي على الهاتف
مِنْ أين أبدأ يا مريم ؟
ها.. أخبريني أنت من أين أبدأ ؟

أبدأ من النوافذ، من شعاع الضوء الأول، من الصباح، من الابتسام، من السماء، من اليد، من الكتب، من الموسيقى، من الحبر، أم من جملة قصيرة حفظتها عن ظهرِ قلب لطالما انتظرتها من أول النهار.
أريدُ الثرثرة كثيراً هذا اليوم، لن أطلب منكِ ذلك؛ لأنني أعرف بأنّك بمزاجٍ سيء ولأنّ لا صديق لي يعانقني في هذه اللحظات البشعة.
كوني صديقةً جيدة فقط لساعة.. لا أطلبُ غير ساعة !

لا صباح يختلف عن الآخر، أكره الأكاذيب الملعونة بأنّ غداً أفضل. حالي، يا له من حال، في داخلي غرفة للحداد. إنني جثة لا أكثر. ما الفرق بين البؤس الذي أعيش فيه والشّمس الخبيثة التي لا ترفض غرفتي؟ أليس الجحيم ذاته؟
أخبرتهم مراراًٍ لا تقتربوا
هنا شبح.. لا لا لا عشرات الأشباح
هنا لغم.. هنا قنبلة
في كل مرة أعود من الليل لأسأل: اين حصتي يا الله؟
ولكن من ماذا؟ إن كنت أحتاج لكلِّ حصة من كل شيء !
نعم نعم نعم.. أراكِ تتمتمين بكلمات غير مفهومة.. تتهمينني بالطمع ؟!
فقط لأني أقول حصة من كل شيء
أطرقُ باب الكريم، خالقي وخالق هذا الكون الفسيح ولا تريدين أن أسأله عن حصة من كل شيء ؟!

أنا في غاية التّعاسة والكآبة.
لو شخص واحد، يجعلني أضحك !
و منزل واحد، يحتويني !
لو رفيق واحد، يحبّ حديثي !
لو وطن واحد، يحبني مثل إله !
لو معطف واحد، يدفئ جلدي في البرد !
لو أغنية واحدة، تشبهني !
لو مرآة واحدة، تخبرني أنني حلوة في كل وقت!
لو نافذة واحدة، تحرسني من العتمات !
لو دمعة واحدة، تُصلب وتتوب من بعدها كل الدّمعات !
لو وردة واحدة، يهديها لي أحدهم مع قصيدة !
لو نجمة واحدة، تسهر لأجلي طوال الليل !
لو صوت واحد يناديني، يكرره مرتين !
لو أنّ " لو " تصبح حقيقة، لمرة واحدة فقط!
أوووووف أعلم أعلم اهدئي يا مريم لو تفتح عمل الشيطان
ها سكتت، لكن اعلمي أنني لم أثرثر ساعة كاملة وكنتُ قد طلبت ساعة !!
هل طالكِ السأم والملل مني، أم حديثي، أو معاً ؟؟

صمت، صمت، صمت. أستطيع أن أعيش حياتي كلها دون كلمةٍ واحدة. أتعرفين؟ أنا كل ما أحتاجُ إليه: العناق. سخطي تجاه الحياة يكبر، بل اتجاه كل شيء حي، تجاه المادة، الموسيقى، الظّل، الأصوات، صباح الخير حتى كل شيء دون استثناء.
لم أعد أجد في الكتابة لذة أو عملية إنقاذ مثلكِ، وربّما أتخيّل ذلك. أكتبُ إليكِ الرّسائل؛ لأنني أعرف بأنّك الوحيدة من تتحمل تعبي في الكتابة، من تقرأ لآخر حرف، بل وأنتظر رسائلك بفارغ الصّبر. امرأة غريبة تقرأ وتكتب لأخرى دون توقف.
على الهامش :
لماذا لا نبدأ من النهاية ثم نعود بسعادة إلى الخلف ؟

مريم
10-31-2021, 10:44 AM
مريم :
لا أعرف إن كانت هذه آخر أيامي بالكتابة لكِ يا مريم، أو ربّما سيبدأ عهدي بالكتابة الآن.. أكتبُ لكَ بصعوبة، أشعرُ بالحمى ولا أعلم إن كانت حمى أم أنها قلبي او ربما الكلمات التي تخرج مني، برودة تصيب أطرافي أيضاً قد تكون من البرد أو لربما كل الأشياء الهاربة في الصباحات الباردة النائحة هي من تسببت في ذلك.. لا يهم !
الحقيقة أني سأعترف لكَ بأمرٍ أفكر فيه وأنا أكتب.. سأستغلكَ تسمعين لي وفجاة أذهب وأبتعد، كل ذلك حتى أشعر لو لمرة واحدة بأنني التي بدأت بالابتعاد
كيف يكون ذلك الشعور ؟!
هل تراه مغريّ لذيذ أم أني أيضاً سأكون في دوامة الألم أني ابتعدتْ، أو الأصح من ابتدع طريق البعد، الذي بذلك الجرم ماذا يشعر !
نعم.. البعد يا مريم أسوء من الجحيم، الأسوء أن تخطفي الأمل من عيون من تغيبي عنه فيكون خارج نطاق اهتماماتك فجأة.. دون كلمة سأعود.. دون تلويحة وداع حتى، أو حتى وقفة للعناق ..
لكن كيف.. وأنا التي تبنيتُ منذ الصغر كلمات العودة بكافة اشتقاقاتها
سأعود إلى بلدتي يوماً ما
عدتُ إلى وجهي الذي أحبّ
سيعود أبي سالماً دون كرسيه الذي أكره
عاد أخي من السفر
أشياء ضمن أشياءٍ يطول شرحها ..

أعود إلى حديثي نهاية عالمي في الكتابة، إنني أشعرُ بفشلٍ عميق، تحدثتُ عنه كثيراُ هذه الأيام مع نفسي، القارئ الحقيقي يعرفُ ما أقصده. لا قدرة لي على قول شيء، ولا فتح عيوني الفارغة، يمكنني فقط الصّمت، هذه اللغة الجديدة، بتّ أتكلم عنها بسخرية حزينة. أريد أن تأتي أيامي الأخيرة، كل شيء تخلّى عني بالتّدريج، حتّى السماء فعلت ذلك. لا بأس، أنتظر حصتي الآن، حصة الموت. بائسة بطريقة مستفزة، يبكي الأطفال الأبرياء بداخلي والنّساء المحاربات، إنني مجموعة من الأشياء الممنوعة. أريد استراحة في المقبرة، المكان يهمني جداً، كل محاولاتي في النّجاة كانت زائفة. ربّما كنتُ الزّائفة الوحيدة في قصتي، وحان وقت أن أعرف الحقيقة كاملة!

مريم
10-31-2021, 12:07 PM
أعلم أنّني من الفتيات اللّواتي يستغرقن وقتًا طويلاً في إذابة جليد قلوبهنّ، لكنّه إذا ما ذاب، صار سيلاً من العاطفة المندفعة وأحيانًا الجارفة يا مريم. ولطالما حاولتُ أنْ أكون شخصًا وسطيًّا في حياتي، مع العائلة الأصدقاء، والنّاس، شخصًا متّزنًا عاقلاً، لديه هفّات جنونيّة أحيانًا، ليقفز فجأة عن كلّ الخطوط، يتعدّاها حين يفكّر في جوهر الأشياء، حين يهمّش الأصوات من حوله أو بالأحرى حينما تهرب منهُ، يقترب كثيرًا كلّما شعر أنّه بخير، ويتكوّر في زاويّة السرير كلّما شعر بسوء..
لكنّها استثناءات الحبّ التي يفرضها بنفسه، ومهما كان القلب ملذوعًا، يظلّ يرغب بالحبّ، إذ ما طرق بابهُ تعتريه رغبة دافئة في استقباله مهما كان خائفًا ومتردّدًا، يأتيهِ مثل طوق نجاة من رتابة الحياة وروتينها القاسي، من مسامرة صديق، ابتسامة، كلمة حلوة، لذا يدخله ببطء وحذر، يتلفتّ حوله مثل طفل ضائع، يستنجد الأيادي لتدلّه على طريق البيت، لكنه يصدق ويضيع !
كنتُ أعتقد أن لا وسطيّة في الحبّ مع الرفاق والأصدقاء، في حبّي لكَ يا مريم، آتي إليك حتّى حين أغضب منك، فأشكو منك إليك، وأشكو منهم إليكِ، فلا أحد غيرك يعرف ضبط إيقاع القلب، ولا أفضل منكِ في رؤيتي مخطئةً مهما تجاهلتُ ذلك، لا أحد يستطيع الإجابة عن كلّ التساؤلات التي تطحن رأسي في كلّ الأوقات مثلما تفعلين، جربتُ أن أصادق غيركِ لعلني أخففُ عنكِ كل هذا العبء ولو قليلاً لكنهم يسأمون بسرعة يا مريم، في زحام اليوم أحبّك، وعند الفجر أحبّك أكثر، فوحدك تعي أنّني في كلّ فجر أتبدّل من فتاة وسطيّة مع العالم، إلى امرأة تتجذّر فيمن يمرون فيِّ.

الآن يصعب عليّ يا مريم هذا البكاء، يصعب عليّ هذا الحديث المرّ، لكني أضعهُ بين يديكِ، نصب عينيّ لعلي لا أنسى، لعلي لا أفرح بالجمل القصيرة التي تناديني بغير صوتكِ أنت يا مريم !!

همسة / كوني معي.. أرجوكِ لا تتركيني ..

مريم
10-31-2021, 12:26 PM
مريم يا خُصلات الذكريات
يا لهفة الناي بين شفاه الرعاة
يا ضوء الفراديس المجهولة
يا صهيل الأطفال الخائفين
با بحر يدغدغُ أصابع قدميّ برقّة
يا محارة تخبّئ صوت البحر في أعماقها
يا حمّى الشغف
يا دوامة الدهشة
يا معركة الحلم
يا امراة يتحوّل حزنها إلى:
قصيدة،
ضحكات متتالية ثم نحيب،
لألمٍ في المفاصل،
أو
لشبحٍ يعانقنها

على الهامش :
أعشق الكلمات وتفاصيل السطور
وأحبّ أصحابها وأتعلقُ في تفاصيلهم
ووجوههم وأتخيل بعضها الذي لم أره
فيخرجون لي من كل الأماكن ..

على الهامش الطويل
بمسافة دمعة بين السماء والأرض :

حاولتُ أن أخرج من فمي النّكات، وللأسف باءت كل محاولاتي بالفشل، هل أنا مريضة اكتئاب حقاً؟ أخبرني صديقي بأنّ الاكتئاب لا يكون في الصّيف، فقررت أنا أقول هذا الكلام للحمقى. آخر رسالة تلقيتها على رابط الصّراحة: تحتاجين إلى طبيبٍ نفسي. آهٍ كم تحملتُ من الألم وما زلت ولا رغبة لي بأن يشاركني أي أحدٍ به. إذا كنت لا تعرف حياة غيرك؛ لماذا تصرّ دائما على قتله؟ أعود إلى عزلتي معكِ مريم، لا أحبّ التواصل مع أحد، ولكنني لستُ كئيبة إلى هذه الدّرجة، أمتلك عيونا جميلة، أمي قالت هذا. وأمتلك حناناً خاصاً، أبي قال هذا. وأكتب أشياء حقيقية وجيدة، أنا قلتُ هذا. أريدُ فقط أن يأتي اليوم الذي أجعل الكثير من الأصدقاء يضحكون بسببي، حتى لو لم أضحك أنا، هل يمكن أن أصبح مهرجة؟ أعرف أحتاجُ لدورة في ذلك، ولكنني أرغب بشدة، أو دعونا نتفق: سأقوم غداً بنشر صورة مضحكة وأنتم اضحكوا لأجلي، وليس هذا فحسب، بل أخبروني بأنني خفيفة دم، وأمتلك حسا فكاهيا جميلاً، أرجوكم !
ليس مهما أن أضحك في الحقيقة، يكفيني أن أخبر عائلتي بأنني أقول النكت والرّفاق يضحكون عليها، أحتاجُ لأن أشعر بأنني لستُ مملة في هذا الحزن. آهٍ، لو يحبني العالم كما أنا ! آهٍ، صدقوني أنا لطيفة، حتى وإن كنتُ يائسة !


حسناً .. لا تكفيني ساعة
قد أعود !

مريم
10-31-2021, 01:23 PM
كنتُ نائمة
حينما أخبرني الله بأن والدايّ
الآن على السّرير معا
وبعد تسعة أشهر ستلدني أمي
لم أخرج في ثورة
وحتى لم أقبل أو أرفض
كل ما فعلته واصلت النّوم.

رأيتُ وجه القابلة أثناء ولادتي
همست في أذني: موتي، أرجوكِ!
زوجي حفّار قبور
يجب أن يحصل اليوم على ميتٍ جديد؛
حتى نشتري العدس ونطعم الصّغار.

الله يريدني أن أعيش
والقابلة تريد مني أن أموت
وأنا لا أعرف غير الصّمت !
لكني نسيتهُ
منذ خروجي لهذا العالم التعيس
وأنا أكتب ..
سأجرب أن أعود لفطرتي
صمت .. سكوت
سكوت .. صمت
ص م ت
س ك و ت



{ فَكُلِى وَٱشْرَبِى وَقَرِّى عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِىٓ إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيًّا}

سورة مريم

مريم
11-01-2021, 09:00 AM
لا يوجد يوم فقط ..
توجد أيام محتشدة في يوم واحد، في يوم قد تضربك مئات الخيبات، وقد تطحنك دوامة الأفكار، في يوم واحد تصادف عشرات الأشخاص، منهم من يؤلمك ويبكيك، ومنهم من يجعلك تزهر من جديد ..

وفي نهاية اليوم نجلس كنصف أشخاص، كنصف إنسان، ننتظر.. ننتظر.. كلٌّ مِنّا ينتظر شيئاً ما.. نزور كل الأيام السابقة.. بدمعة أو ببسمة.. ندخل أبواب الحنين..
نكافح في صمتنا، نكافح في يومنا، في كل وقت نكافح..

على الهامش أغنية:
قالولي العيد بعيوني ع درب بعيد دلوني
غمضت عيوني تاشوف العيد
لا شفت العيد ولا درب بعيد
وبعتم الليل رميوني
*****
خبيت في قلبك أسراري يا ساكن ليلي ونهاري
ومهما الحبايب سألوني خليك بقلبي وعيوني
*****
قالولي العيد بعيوني ع درب بعيد دلوني
غمضت عيوني تاشوف العيد
بعيوني شفتك عيوني

مريم
11-02-2021, 08:13 PM
هذه المسافة ليست إلا دمعة كبيرة للعشاق
مِنْديلُها، نبضةٌ هاربةٌ من فيالقِ ألغام الساعات...

مريم
11-02-2021, 11:47 PM
كنتُ في الخامسة ربيعاً حين أهداني جدي دمية صوفيّة بثوبٍ أزرق تفوقني طولاً، كنتُ أقضي بصحبتها يومي المَرِحْ.. وأشاركها الفراشَ أضعها بقربي وتختلط جدائلي مع جدائلها، عوضتني عن افتقادي لوجود الأخت.. ثمّ كبُرتُ فأصبحت في العاشرةِ، وطالت قامتي أطول من لعبتي.. استبدلتُ الدميةَ بأرجوحة... علّقتها عند شجرة التين في دارِ جدي حيثُ كنا نسكن، كنتُ وصديقتي "أليس" نتبادل الأشواط عليها، وتعلو ضحكاتنا بعيداً... أبعد من قمة الشجرة، كانت جدتي تنهاني حتى لا أسقط، وكنتُ أزيد من سرعة الأرجوحة، مرضتُ لأيام ولم أزر أرجوحتي ولا الشجرة، قالت لي يومها اشتاقتكِ الشجرة، كلما حدقتي فيها أكثر تصبح خضراء أكثر، إنها دون عينيك بلا لون.. كبرتُ أكثرَ وطالت قامتي.. حتى بلغت الأربعة عشر عاماً..
استبدلتُ الأرجوحةَ بصندوق أساورَ ذهبية وعُقدٌ لؤلؤي وفستان أزرق، وأصبحتُ صديقةً صدوقةً للبحر القريب، كنتُ ألفتُ انتباه فتيات الحيّ عندما أنزل الشارع الطويل الذي ينتهي إلى البحر مردتية الفستان الأزرق وأتباهى أمامهن كما تتباهى الأميرات.. كانت عيناي تلمع مع تلك الأساور وأحببتها كأنها أغلى ما أملك.. حتى أنّني رفضت طلب "أليس" عندما أرادت استعارة مجوهراتي لأنّني أخاف عليهم الضياع..
سنينٌ.. سنينٌ.. سنينٌ..
كبرتُ.. بهتت الأساور.. صَغُرَ الفستان..
بلغتُ العشرين ربيعاً
استبدلت الأساور بالكتب..
ثلاثة.. أربعة.. لربما عشرات الكتب ! وبدأت القراءة..
كلَّ يومٍ أقرأ.. في السرير.. تحت شجرة التين.. على البحر صديقي الحبيب.. في كل مكان !
حتى تغيّرت مفاهيمي كلها، قرأتُ كيف أتعامل بلباقة.. قرأت عن الاحترام، عن الصدق، عن الحزن الذي أعيشه ويعيش فيّ، عن السلام والحرب.. قرأتُ عن الحبّ. عن اليُتْم.. عن الغربة... عن الخوف..
الغريب في الأمر أنني عندما قرأتُ.. توقفت عن الكِبَر.. لم أكبر.. لم تطلْ قامتي حتى! على عكس السنين السابقة..
أدركت حينها أنّ عقلي هو من كَبُرَ..
في السابق.. كنتُ لا أعرف شيئاً عن الحياة سوى وجعي وغربتي أنا، أما عندما قرأتُ تعلّمتُ الإيثار.. كيف أُعطي بلا مقابل.. تعلمتُ "سعادة العطاء".. أن تزرع في قلب أحدهم أثراً طيباً دون مقابل كما نفعل هنا في منفى الحالمين.
كان للكتب مفعولها السحريّ فقد أعطتني جناحين طفُت بهما كل العقول والأفكار.. والآن معظم كتبي مع صديقتي" أليس" كي تتعلم وتكبرُ مثلما كبرتُ أنا.

على الهامش :
كانت صورة بريئة جدّاً وهم في منتصف البحيرة,
ربّما لأنَّ الماءَ كان يبدو بجانبهم كطفل !

مريم
11-02-2021, 11:50 PM
(أ)
قصص الحبِّ تُشبه إلى حدٍّ ما صنعُ قطعِ الكعك. هكذا :
خلف السور.. في زواية دائرية.. ألتقيكَ.

(ب)
في البداية يكون كل شيءٍ
خام
منمّق
طازج
جميل
غير مشوّه
لم يختلط أيُّ مكوّن بآخر على نحو يجعلهما شيئاً لا يمكن فصله عن بعضه بعضاً.. يجعلهما -رغماً عنهما- يمارسان الاستمرارية اللذيذة !

(ج)
تبدأ أصابع الأيام بعجنِهما معاً
يمين يسار
يسار
ألم
أتألم
كل واحد يشكّ في أنه وجد حقيقياً هكذا
لا أحد يعرف السبب. تغيرت؟
أو فعلُ مجهولٍ؟

(د)
يحترق الكعك في الفرن
بفعل ذاكرةٍ عنيدةٍ
أبت أن تحفظ ما تحفظ
على مهلٍ
يحترقن
إلا واحدةً منهن
تنجو..
يموت قلبُ أحدهم إلى الأبد
والآخر
آه
يتجاوز الأمر وتستمر لديه الحياة خارج الفرن !

(ه)
الكعك الفاسد، كعكة لذيذة لكنّ مصيرها إلى القمامة
الكعكة الناجية: عدتُ وحدي ناقصة .
أستطيع البحث عمّن يعانق فُتاتي
أنتقل من فم إلى آخر
كانت مزحة أليس كذلك!

(و)
أرجوكم: أحبّوا بعضاً على نارٍ هادئة

(ز)
كتاب مقدّس
جرحٌ في الهاوية
كعكٌ محترق..
هو الحبّ

(س)
لا حبّ
لكنني أحبُّ الكعك..

ps
هذه حكاية الحبّ والكعك
والآن.. أتحبُّ الكعك؟!

مريم
11-02-2021, 11:56 PM
حين أخاف، أتذكّر اليوم الأوّل في الصفّ الأول، كان مؤلمًا للغاية، ولا أشعر أنّني أُبالغ حين أتحسّس قسوته حتّى اليوم، أرتعش رعشة خفيفة سريعة، حينما يمرّ في البال، وفي الوقت الذي تفتح فيه السّنة الدراسيّة أبوابها، أحمل همّ كلّ الأطفال الذين سيتركون أطراف أثواب أُمهاتهنّ، بالصّراخ، الدموع، الكلمات غير المفهومة، والمخاط. كأنّما يهيّئون أنفسهم لحياة قادمة، لن يعوا قسوتها إلّا لاحقًا.
ومراحل الحياة اللّاحقة، تحمل من الخوف أضعاف ذاك اليوم، لكن الفرق يكمن في كيفيّة التخلّص منه، أو تخفيف حدّته، يتفاقم الخوف فينمو جسدك نموًّا يجعلك سنة وراء أخرى تبتلعه، تكتمه في داخلك كطفل كبير يُعامل على أنّه إنسان بالغ، شجاع، صلب وثابت، لا تهزّه ريح ولا عاصفة.
لكنّنا أطفال، أطفال حين نبدأ مرحلة جديدة في الدراسة أو العمل، حين نحبّ ونشتاق، حين تعترينا رغبة عارمة في البكاء والتخبّط. أطفال حين ندخل بيوتنا ونجدّ أنّ أمهاتنا تجاهلوا تحضير أطباقنا المفضّلة. أطفال في العناد حين تُرفض رغباتنا، وحين نلين من كلمة.
إنّنا وبكلّ بساطة نُجبر أنّ نعيش حياة البالغين، ليأتي طفل صغير يبكي على حبّة سكاكر أمامنا، يصرخ في الدكّان دون اكتراث، متعجبين من ردّ فعله القوي على شيء صغير، متناسيين أنّنا الآن في هذه اللّحظة بالذّات نودّ أن نصرخ في المكان دون اكتراث، نودّ أن يُسمح لنا في الانفجار، نحنّ لأيّام عشنا فيها بمشاعر مكشوفة وواضحة، عكس اليوم، تأخذنا المشاعر إلى شقائنا، دون أن نسمح بأن يصدر منّا صوت بنبرة تميل إلى الحزن، يشير أنّنا هُزمنا.

على الهامش:
عض الكلمات تنقلنا فوق الغيم
وبعضها يخترقنا مثل الرصاص

مريم
11-02-2021, 11:58 PM
يأتيكَ اللّيل مثل مطرقةٍ فوق الرّأس، وشاحنةٍ فوق القلب.. فأهربُ مني إلى منفى الحالمين، سأحلمُ مجدداً: أنْ أصحو لأسمع أخباراً جديدة:
عن لصٍ قتل امرأة عشرينية بدافع السّرقة، وليس بدافع الشّرف !

عن امرأة تضع وشماً على صدرها، دون اتهامها بالانحطاط والعهر!

عن رجلٍ يُساعد عائلة فقيرة سراً، دون أخذ صورةٍ وتحميلها على "مواقع التواصل الإجتماعي"!

عن حبٍ متبادل دام لسنةٍ واحدة على الأقل دون أن تجور عليها المسافات، ويظلمه البشر !

عن عجوزٍ مات بنوبة حزن وليس بخطأ طبي !

عن ضرورة زيارة الطبيب النّفسي، إذ أصبح في بلدنا مثل طبيب السّكري والضّغط !

عن سرير النّساء الوحيدات في الليل، إذ صار ينام فيه مَنْ تقاسمه الروح والمسكن !

عن قبرٍ لا تدفع عليه ضريبة موتك !

عن حديقةٍ تزورها الفتيات العاطلات عن العمل؛ لأجل الترفيه، دون دفع رسوم الدّخول !

عن رجلٍ يبكي أمام نافذة غرفة العمليات على امرأته التي
ستولد !

عن أصدقاءٍ تقبلوكَ بِفكركَ المُختلف وإنْ كان ضد مبدأهم !

عن عالمٍ لا يسخرُ من جسدكَ، أو صوتكَ، أو عمركَ، وظيفتكَ، أهلكَ، بلدكَ، وكلك !

عن مسح مقولة سارتر: "الجحيم هو الآخر"!

مريم
11-03-2021, 12:16 AM
على الهامش :
كلُّ من يذكر كلمة "الشجرة" أو "الغرفة" أو "اليد" يكون خلفه قصة، أشبه بلوحة تحتاجُ للتحليل.

مريم
11-03-2021, 08:46 AM
إلى مريم :
أنتِ عاتبة، أعلمّ ذلك جيداً، لي مدة لم أكتب لكِ الرسائل، لا تنسي أنكِ أيضاً تتأخرين أحياناً
لا لا أبداً لم أفعلها حتى من مبدأ وحدة بوحدة صدقيني !
كنا قد اتفقنا مسبقاً على أن نكتب لبعضنا أي موقف او مشهد او حتى أغنية.

عند استيقاظي قرأتُ خوفك الملتصق بآخر رسائلك، بالأمس تركت الهاتف بعد مشاهدة أبشع جريمة يمكن لشخص أن يراها، حتى أنني لا أعرف كم كانت الساعة، أصبت بنوبة فزع داخلية، بعدها هجم عليّ التعب، شيءٌ يشبه الزكام إلى الآن لا أعرف ما الذي حدث معي ..
المشهد ملتصق برأسي كاللعنة، لستُ أنساه، وفضلت الابتعاد عن هاتفي ولابتوبي قليلاً، لأن الجميع يتحدث عنه، كما أن الڤيديو سرح على الحائط مثل أسراب النمل، قتل، ذبح، ورجل يحمل رأس المقتول في يده بمنتصف الشارع.
بصراحة أشفق على أي شخص حضر هذه الواقعة، لكِ أن تتخيلي أنا هنا في بلد أخرى بعيدة، رأيت المشهد من خلف الشاشة وكاد قلبي أن يتوقف فما بالك بمن شاهده دون حاجزٍ أو شاشة فنحن أكثر حظًا منهم بإمكاننا ايقاف الجريمة بضغطة زر، أو بضغطة أخرى سنمنع ظهور المنشور على الحائط مرة أخرى.

الأمر ليس سهلًا، أعرف، قلت في نفسي لو أنني هناك لضربت القاتل على رأسه من الخلف أو فعلت أي شيء يمكن أن يساعد في إيقافه أي شيء غير أنني أقف في إحدى الزوايا وأقوم بتصويره.

أيعقل أن تكون كل الأيادي الممدودة في لحظات مثل هذه - فقط- لتسجل وقوع الحادث!
أي بطولة هذه التي تكمن في تصوير قاتل؟
كم يد كان بإمكانها ترك الهاتف وفعل أي شيء، كأن ترشقه بحجر !



على الهامش :
سأنتشلكِ مما اقْترفتُهِ بحقك أعلاه
وأهديكِ بدوري أغنيةً لفيروز
أهداني إياها صديقي
ابتسمي :)

مريم
11-03-2021, 08:47 AM
أنا وهذه البلاد وجهان.. لتعب واحد..

مريم
11-05-2021, 10:37 PM
إلى مريم :
لو انّها تتسلق السماء وتصبح بعيدة عن الأرض
لو انّها تصيرُ غيمة من غيومها أو نجمة من نجومها
لو أنّها تظهرُ في النهار وتتوارى في الليل
لو أنّها تبكي في الشتاء، وفي الصيف تستريح من البكاء

إلّا أن تظل امرأة وحيدة.
إلّا أن تبقى امراة وحيدة
في الليل أسمع وقع خطاهم، ووقع خطاي
وأعرفها حين أمشي ويمشون خلفي
أرتّب ايقاعها في الطريق وأُطلق أوصافهم كي يمروا
وكي يعبروا واحداً واحداً في الأزقّة، أو يصعدوا درجاً ضيقاً عتّمته خطى العابرين وبهّته الارتفاع.
على مهلكم
على مهلكم
وأنتم نصعدون
أنفخُ الريح نحو الشبابيك حتى يمروا
دون لومٍ أو عتب
وراء القناع أشباحٌ كثيرة يا مريم .
أرى ما يراه القناع وأسمع صوت القناع
هاتِ يديكِ كي يشرب الضوء وجهي
و نفقأ الدّمع !

مريم
11-05-2021, 10:48 PM
أتأمل كشجرة
وأحلم كنافذة


على الهامش :
الكلمات الناقصة، الكلمات التي لم نكتبها
هي التي توقظ الدّمع فينا، ليس المطر !!

مريم
11-07-2021, 12:42 AM
رغم أنني لم أغيّر القفل
ولا زال مفتاح قلبي بيدكِ
إلّا أنني حين أنام
أتركُ البابَ مفتوحاً
فاعذريني
لعلّ مريم
تحتاج إلى حضنٍ
فتأتي..


مجرد شعور مريمي

مريم
11-07-2021, 12:52 AM
لقد اعتادنا كلب الجيران
وديكهم الفصيح
حين نخرجُ ليلًا لم يعد ينبح
حتى الديك لا يصيح
وآثار أقدامنا
صنعت ممشًى تُرابياً
بعدما جزّت العشب من الطريق
الذي نسلكه دائمًا
كذلك النجوم التي سمّيناها
معًا، في ليالي الصيف الصافية
غطّتها عباءة سحابات تشرين العظيم
ومع ذلك لا زلنا نعيش لهفة البداية
لا زلت أحبُّ أن
تمشّطي معي الشوارع
وأحبُّ كيف أن دماغي
يتعرّف على عطركِ العالق
على ثيابي
كمخدّر
وأحبُّ كيف أنك كلّما تُفلتين
قبضة يدايّ
أقول دائمًا:
تمسكي بي أكثر.
وندور
ندور
ندور
ونغني معاً
" فتحي يا وردة
غمضي يا وردة '
شششششششششش
كلهم نيام يا مريم
هيا لننام
أخبريهم أن يُخبرونا
عندما تذهبون للنوم
أرسلوا لنا حتى ننام
أحلامنا وأحلامكم
في سلام

مريم
11-09-2021, 08:45 AM
صباح الخير للمريم
سامحيني قد قل الحديث ما بيننا لكنكِ أنتِ القاطعة، دوماً تتأخرين في إرسال الرسائل، وإني أشكوكِ منكِ إليكِ، أشباحي يتذمرون من كتاباتي المستمرة لكِ لذلك اعذريني وسأعدكِ أن أعود لكِ دائماً كلما حجبتهم عني شمس الضياء بشرط أن تخفضي صوتكِ حتى لا يستيقظ أحدهم فيسارع لتمزيق الرسائل وقطع الوصال ..
ها أنا أكتبُ لكِ من جديد

إلى مريم :
أعرف كيف نخاف
من أن تتحوّل أقدامنا إلى أشجار
وكيف تقتلع الفتيات أقدامهنّ
كجذوع
من قلوب أمّهاتهنّ
كيف نحبّ
لكنّنا نرحل
وكيف نشتاق
لكنّنا لا نلتفت
وكيف يكون الخوف
كلّ الخوف
في حين تتشردق بالكلمات المعقوفة
أن لا تموت
بل أن تصدأ قدميك
إن توقّفت عن الركض.

على الهامش :
هم يكرهون الحقيقة
لستُ أعرف هل أنا الصباح
أم الصباح أنا ؟

مريم
11-09-2021, 09:07 PM
أضع حزني داخل جرّة
تشبه جرار جدّتي الوحيدة
في بيتها القديم
في الكوّة العالية
التي يدخلها النّور
ويصعب الوصول إليها
مع الوقت
كنتٌ أكبر
أُراقب جرار جدّتي
وأرى الكوّة تصبح أقرب
كنتُ أكبر
ويصبحُ الحزنُ أكثرَ ألفة
ترفعني أمّي لأتناولَ واحدةً من الجِرار
أخافُ
وأفرحُ
في الوقتِ نفسه
وأصبحُ قدمين
لأمّي
وإحدى جرار جدّتي
الوحيدة
أنادي الحلم
كي تطول يدي الشجرة
في أعلاها ثمرةّ جوافة
أخبرتكِ مراراً يا أمي:
مريم لا تُحب الجوافة
تصدرين الأوامر
جربيها.. كُلي.. تذوقي
لا أحبّ رائحتها يا أمي
تكررين وتعنفين
تتمتم مريم
ليتني ما استطعتُ الوصول
إلى أعلى الشجرة !


على الهامش :
بعض الأحلام يقتلونها بلا رحمة

مريم
11-09-2021, 11:47 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/163635682889591.png (https://up.boohalharf.com/)

مرحباً..
لي عادة مُرهقة قليلاً سأحدثك عنها. هل جربت في مرة من المرات أن تمشي في شارعٍ واسعٍ ثم تقف لعدة دقائق لتشاهد المارة؟ إذا لم تفعل ذلك؛ فأنت شخصٌ ذو ذهن صاف.

فلنُلقي نظرة ولنقُل مثلاً تلك السيدة الأربعينية. انظر ليديها يظهر عليها شقاء الحياة في تلك الثنايا المتشققة مثل الوادي الجاف، أما عن طريقة سيرها فهي تقدم رجلها الأولى وتجر الثانية وكأنها تقف على رجل واحدة منذ أيام، انظر الى ذلك السواد حول عينيها وذلك الحزن الذي يكاد يخرق عينيها ويبتلع المارة، تُرى ماذا تعيش تلك السيدة كل يوم وتخبئه خلف ذلك الجسد؟ حمداً لله أننا نرى فقد الظاهر وإلا ابتلعَتنا أحزان الناس وكُشفت أسرارهم.

انظر الى ذلك الرجل الذي أكل الشيب رأسه، لم يأكل الشيب رأسه فقط بل عمره أيضاً. سأتركك تدقق أنت وستعلم مقصدي.

لا تنسَ أن تَطلّع على المارة، سيكون جزؤك المفضل هو النظر للأطفال.



على الهامش:
على خطى أليس في بلاد العجائب:
كنت قد تعرفتُ مع صديقتي على رجلٍ أمام محطةٍ للسيارات، وقتها كانت تبكي عشقًا زائفًا، كنتُ في تناحتي المعتادة أُشاركها الوجع بذات الطريقة لا أعرف طريقة أخرى لمواساة الصديقات بغير نفس الوتيرة، فجأة وجدنا أمامنا يدًا ممدودة بمنديلٍ ورقيّ وبصوتٍ أخشن من اللازم قال: لا أحد يستحق.
لم أنظر إلى ملامحه حتى، خطفتُ المنديل من يده، نسيتُ نفسي ومددتُ أولاً لصديقتي كانت تمخطُ دمًا كانت حالتها مأساوية.
حينذاك وعن عمد اخترتُ أن نجلس في الجهة المعاكسة لطريقنا الصحيح، أي أننا وقفنا في المكان الخطأ الذي بسببه قابلنا هذا الرجل على رصيف المحطة في مكان لا أعرفه أصلًا.. حين رفعتُ رأسي وجدتُ ملامحاً لرجلٍ أربعينيّ ليس وسيمًا ولا قبيحًا، عاديّ.. تنتظرهُ على بُعد خطوات امرأة تبدو ملامحها أكبر منه سنًا، أكبر من أن تكون زوجته وأصغر من أن تكون أمهِ.. تخيل أنني نسيت علام كنت أبكي ومع مَنْ، جلست لعدة لحظات أفكر ما شكل العلاقة التي تربطهما أو ما علاقته بتلك المرأة التي بدت لي غريبة أو ما شابه، إلى الآن لم أتخلص من هذه العادة أن أرسم بخيالاتي علاقات العابرين من أمامي وطريقة معيشتهم من خلال ملابسهم وأحذيتهم لكني هنا لا أرمي أحدهم بسوء الظن، أنا فقط أبحث عن ملامح الوجع أو لنقل الفرح في ملامحهم كي أكتبه ربما، لا بخصني لماذا هم هنا أو لماذا هم مع بعضهم أو لماذا كانوا سوياً.
كنتُ أفكر في هذه السيدة التي تقف على بُعد خطوات لم يمنحني خيالي أكثر من أنها شخص التهمني بنظرة لم تعجبني. وجدتني أتبادل الحديث مع الرجل كأنني ولدتُ في حجره، والحق يقال هذا الرجل مستمع جيد، لم تتعب المرأة من الوقوف على ما يبدو اعتادت انتظاره، وجدتني أيضًا أذهب للسهر معهم دون أدنى تفكير، هكذا سحبني بمنديل ورقي وبصوتٍ خشن ولأول مرة يبهرني الضوء، أضواء صاخبة وضحكات عالية تحوم في الهواء وأغنيات، عالم داخل العالم لا شيء يشبه الخارج لا الناس ولا الضوء كل شيء يلمع إلا قلبي كان باهتًا. ماذا أقول؟ ما أجمل الغرباء قضيتُ سهرةً غريبةً لا تشبه أمثالي، مليئة بالصخب المخيف، والأضواء التي من كثرتها تُعمي العين، عرفت حينها أن للظلام ألوان !

سهرتُ كمن يقضي آخر ليلٍ له، وخرجتُ من المكان هربًا ! إنّ هذه الأماكن تتغذى على الليل ويخرج منها أصحابها ليسلموا الشمس لأهلها من البائعين الجائلين، والموظفين وطلبة المدارس فحين خرجت منها ركضًا كانت عقارب الساعة قد تجاوزت الثامنة والنصف صباحًا.

أنا صديقة الشمس، أكتبُ عن العتمة والظلام لكني أحبّ الشمس والصباح والسماء والشجر والبحر والورد، تقتلني الكلمة القاسية والظن السيء، لستُ مهرجاً ولا بهلواناً، أحبُّ أن أشاهد عرائس الماريونيت لكني لا أُجيد الإمساك بالحبال لتحريك العرائس أو الألعاب !
المهم.. خرجتُ من المكان الذي لم أزره يوماً ولم أعرفه إلا في خيالي!


همسة :
صباح الخير جداً
وردات البيت ترسل لكم سلاماتها
لا تخبروا سيدة أيامي أني خطفتُ
لورداتها صورة فأنا ممنوعةٌ عنها
لأني دائماً أُهملها وأنساها
وإلى أن نلتقي في عتمة أخرى.
محبتي وريحان

مريم
11-09-2021, 11:48 PM
إلى مريم :
في الشّارع
يقف البقّال والساعاتيّ والعطّار
وصاحب عربة الذرة
والعجوز بائعُ اليانصيب
وصائغ الذّهب
ليتأمّلوها وهي تَعبرُ
كما يتأمل الرضيع وجه أمّه
هذا المشهد العظيم الذي يضاهي
كسوفاً نادر الحدوث
أو تسارع الشّهب في أحد ليالي الصيف
تترنح هي في خطواتها
تدهس حبات التراب
فتتنهد الذّرات معلنةً أنها قد ثملت بوقْع الخُطا
الشارع يتمنّى
أن يكون شيئاً يَسهلُ تقطعيه تكرارا ً
بأخمصِ قدميها
كأن يتحول إلى
ثمرة ناضجة

"تغيبين عن أنظار الناس تتوارين في نهاية الشارع"
"ثمّ أسمع أصوات بكاءٍ "

الرّمان وبقية الفاكهةِ ، عقارب الساعات المتكاثرة ، البخّور العتيق ، حبات الذرة، أوراق اليانصيب، نوافذ المنازل ، وسبائك الذهب أخيراً..
كلها حزينةٌ
كل الأشياء في الشارع بدأت تبكي
و تبكي سوء حظّها
لأنها لم تُخلق فتاة _مثلكِ _ بل كانت جماداً




على الهامش :
وعلى مزاجي /
ممنّعةٌ لا يُمكنُ الطّيفَ نحوَها
صُعودٌ ولو أن المجرّة سُلَّمُ
تأتّيْتُها والنّسرُ في الأفْقِ واقعٌ
وبيضُ حَمامِ الأنجُمِ الزُهْرِ تُرجَمُ
وبتْنا كِلانا في العَفافةِ والتُقى
أنا يوسُفٌ وهْي الكريمةُ مَريمُ

ابن معتُوق

مريم
11-11-2021, 06:05 AM
في تشرين
أستطيع أن أمدّ يديّ إلى السّماء
وكلّي يقين أن الأمل
لي بمثابةٍ جناحين من حُب
لأني هنا، لأنكم معي
أستطيع أن أغسل أحزاني كلّها
لأجل أن تبقى روح -مريم-
محاطةً بلحنٍ سعيد
وأن تمسح عن أيام تشرين
حزناً ثقيلاً من حكايا الفقد والحنين
في تشرين لا أنظر الى الغيوم لأراها
ولكن لأصغي إلى أصواتها أيضاً


نحن بحاجة إلى أن نسمع الكلمات الجميلة، تلك التي تعزف لنا سيمفونية البحر، وتعيدنا إلى كينونتنا الأولى، تجعلنا نتحسس فطرتنا اللبنية، وجموحنا المتأجّج، إنّها تحوّلنا إلى فراشة تدخل النار فلا تحترق، وإلى مغامر يخوض البحر المتلاطم، فلا يغرق، وإلى فلاح كلّما تشققت يداه في الطين، شعر بالسعادة !

كنتُ في الصف الرابع الإبتدائي اختارتني مربية الصف لأُمثّل دورَ الملكة، ضمن برنامج لاحتفالية اليوم المفتوح، قالت لي: أنتِ الملكة، جئتها في اليوم التالي بعد الإلحاح على أمي أن تختار لي الفستان الذي يليق لذلك الدور، استخدمت كافة أسلحتي لاقناعها أن تشتري لي فستاناً خصيصاً للمنايبة وكأننا في يوم العيد، ذهبتُ إلى معلمتي وقد ارتديتُ زيّاً شعبياً جميلاً مزركشاً تحت سترتي الشتوية الثقيلة، قمتُ بالذهاب إليها خلسةً حتى تراني قبل الكل، وحتى أفاجئ البقية، كأنّها رأت أمراً عظيماً، وسعدتْ لسعادتي الهائلة كما أننا لم نُسعد مسبقاً-هذا ما شعرتُ به- لم تكن كلمتها عابرةً، لقد أصبحتُ بفعل كلمة رقيقةٍ منّها ملكة حقّاً..
والذي لا تُدركه أننّي كلّما رأيتُها ابتسمتُ لها ابتسامةَ إجلالٍ، وكنتُ أشعرُ أنها تبتسمُ لي كما تبتسم الحاشية للملوك..
يا إلهي ماذا تفعل الكلماتُ الحلوةُ بنا ؟
لو أدركَ هذا العالم قدرتها على الجذب والتغيير، لتخلّى عن صلفه وغروره، وعن كبرهِ وجبروته، فكل إنسانٍ لا يستطيع نطقَ الكلماتِ الجميلة، هو حصىً ثقيل وسط الطريق يزعجُ المارّة، شهيقٌ ثقيلٌ يعبرُ على الصدر وأكثر

مريم
11-11-2021, 06:05 AM
طيلة حياتي وأنا أُشبّه نفسي بأشياء ليست -بطبيعتها- بشرية، أضع نفسي في قوالبها، إنها تشعرني بالراحة، الأمر مختلف عن التشبه بالأشخاص، لم أجد حالة قريبة من حالتي كي أقول: أنا فُلان.

أحيانًا أحب أن أكون عصفورًا أو دولابًا فارغًا، وفي أفضل حالاتي أنا نهرٌ أو شجرة، وإن كنت سعيدة، أنا كلاهما، معًا.

على الهامش :
الآن أنا شجرة
أخاف أن تسقط أوراقي
على كل حال
ستبقى لي أغصان.

مريم
11-11-2021, 06:06 AM
إلى مريم:
يسألني الليل من أنا؟!
أنا التي لفظتني دروبٌ مكتظّةٌ بالخيبة
أنادي
أين الدرب
فتشرّع كفُّ السماء ملوحةً لي !
لأنني هنا معي
حديثٌ بيننا لن يموت
ستولد سعاداتٍ
ستشرق صباحاتٍ
ستشيخُ ذكرياتٍ
سنبني حول جلودنا لحظاتٍ نادرة
سنعود إلينا
بعد ما أعيتنا الحياة
و سأذكركُ طالما أنا أنا
لم أعرف قبلكِ إلا الظمأ
ولن أقصد بعدك مُستقَ

مريم
11-11-2021, 06:15 AM
إلى مريم ؛
وأنتِ هنا معي
أستمرّ بالغناء
"أطالع في هواك قلبي
وأنسى الكل
أنسى الكل
علشانك "
كفضاء شاسعٍ
طازجٌ
كأغاني الحنين

مريم
11-11-2021, 06:26 AM
على الهامش:
رسائلي إلى مريم
تستحق أن تعلّق على جدار غرفتي،
مثل صورة عائلية !

بعد الهامش:
بعد أن تصبح لي غرفة
هي الآن على جدران قلبي يا مريم

مريم
11-12-2021, 09:07 AM
وإنيّ أُلبي الشوق برتابة المجاز
متمردةً على قلق الساعات بأفكاري الحبلى
فلا شيءٌ سيسقط خطيئة الشعر
وإن ترددت الأوجاع على محارب القصائد..

فمصائب الماء بجرار الحروف يسقط سقطة الخطيئة..
وإن رقدت حنكة المتاب، على أسطر الحكم
فاحذر من وجع الأحلام، على أصدر الأجساد..

هذه قصائدي، تترنح بشعرها الغجري
فوق وجه الفجر
وهذه أنامل الرفاق تطير بخفة فوق التباس الأنفسِ
فرددي يا فراشة الحكمة:
من فوق أغاني البكاء
وأخاديد الاشهارِ
هذه أحلامنا، فلا المسافات
ولا مَعية عدم اللقاء
ستودعُ أكففَ وبكم الهوى

هذه الكلمات كلماتي، ومن مراقد الرياح
تصحو كي تسافر
في كل مكان
وإن تجلت صحوة المراقد بالغياب..



على الهامش
للعتمة نص واحد
حرفان يشبهانني كثيرا
اللغم في الخارج
جسدي في الحرب
من يجد النهاية ..


إلى مريم
لقاؤنا في الغد .. حيث السماء

مريم
11-12-2021, 09:23 AM
إلى مريم
أصعد مخاوفي مناكفةً لأجران المواعيد،
وأردّد فوق جموح الأحلام
-بأننيّ حرة-
ومن حبر النسائم
أمزج، مشاعر ناضجة
ودموع ساربة..

فأنا فتاة، تعودتُ كل صباح
أن أنظف حلقي بمعجون الأسنان
من تنز الخيبات
وولع الاتكاء..

فكم من حياة يكبحها ولاء الرفاق
وكم من أبواق نافخة خطب النهاية
على قارعة الفراق، تردد
هذا الجسد ليس ليّ، وهذا الرأس
قاحل لا دم ولا دمعة تحتويه..

هذا الصباح يكلله جموح المشاعر
فلا لحن الوعود ستبيضَ فوق الجنائز
ولا عطش الليل، سيعتذر للرسائل الممزقة من جوانح صمتهِ..

مريم
11-12-2021, 09:34 AM
ونشتاق للحرية اشتياقٌ يفيض منا
كنهرٍ خرج عن مجراه.

الجمعة ١٢ نوفمبر ٢٠٢١
أمتلك من الأحلام والعناد ما يكفي
لإشعال غابة !

مريم
11-12-2021, 09:26 PM
وماذا تفعلُ كلُّ أسباب الرحيل أمام عيون من تحب؟!
لا شيء
كانت مريم

مريم
11-13-2021, 04:33 PM
إلى مريم :
سوف نبقى هنا
https://youtu.be/wmzYHLNFVZ0

مريم
11-14-2021, 08:14 PM
إلى مريم :
إلى اللقاء أيها اللقاء..
العاصفة لم تهدأ بعد
الأحد ١٤ نوفمبر ٢٠٢١
كمن يخبئ سرًا
توقفت عن كتابة ما أشعر به.
سنلتقي يومًا مجرَّدِين من طبيعتنا الخشنة..
أنا بلا جسدٍ وأنتم بلا وداعٍ يليكم !

مريم
11-17-2021, 08:43 AM
الحبيبة مريم :
تنالُ منيّ الأيامُ الثّقالْ
تنافسني بقسوة
تركلني
فأنهار
لكنني سرعان ما أنهض
حالي حال الكثيرين
لا تجزعي عليّ
ولا تخافي
أؤمن دوماً أنّه علينا تجربة خطأ جديد كلّ يوم
تعلمين أني أودّ أحياناً ارتكاب خطأً متعمّد، خطأ ما..
يُعيدني إلى مريم فتعاودين أنتِ بنائي
أقسى من الصخر، أرق من ملمس فراشة
التعالي والبساطة في أرقى صورها

على الهامش :
اليأس غرفة عناكب المفجوعين
الأمل منبه صباحيّ يشجعكَ على النهوض
كل يوم بشكلٍ جديد

مريم
11-17-2021, 09:11 AM
بِمَ تفكرين يا مريم :
أفكّرُ بالذاكرةِ – الفخ- ، إنّها لا تشبهُ العشاءَ الأخير في شكله، حين ينتهي تبدأ هي، كما فعلاً مازالت القصائد تفتتح موشحاتها به، لا يجبُ أن تتجنب الوقوع بذاكرتك.
إنّ أسوأ شيءٍ يفعله المرء، أن يسير بحَذَرٍ عبر أروقةِ ذاكرته، يجب ألّا نكون جبناء، فلتنفجر الذاكرة في وجوهنا ولنتألم، ذلك الألم الصادق هو أعظم من مليون سنة ضوئية قد نعيشها في ترف خدعةٍ مراوغة ..

أفكّرُ أيضاً بذلك التكليف الربّاني للإنسان، والذي يتأرجح مع "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"، وذلك الدعاء الجميل في نهاية سورة البقرة "لا تُحمّلنا ما لا طاقة لنا به" ، فهل يمكن أن نحاول تحمّل ما لا طاقة لنا به، أم أن هذا الشعور يتعارض مع السنّة الكونية!

على الهامش :
الكبرياء: جدار الفصل العنصريّ
ما بين عاطفةٍ تودّ وعقلٍ يأبى .

مريم
11-18-2021, 06:28 AM
مهما تجلّت فيوضات النورِ من قلبها، ومهما كانت شمساً تفكُّ قمصان الحقول، وغيماً يجذبُ آهةَ البحار، وفراشةً تراوغُ اللهب، وقيثارةً مشْبَعَةً بالصدق، فإنّ من طُمِسَتْ عيناه، سيظلُّ أمامها أعمى .

مريم
11-18-2021, 06:38 AM
ما هي الطمأنينة يا مريم؟
هي النار والجنّة، ذلك اللغزُ الذي يسعى جلُّ النّاس لإيجادِ حلّه، فيبرهن التاريخ على عبقريةِ وجودهم، ثم يسلط عليهم بقعة الضوء المتوهجة، ليتفاجؤوا أن الضوء القادم من هناك يجب أن يخرج من داخلهم !

جميع الناس يفكرون فقط في كيفية حل الكلمات المتقاطعة، لكن لا أحد يفكر في أن يكون هو اللغز !

الطمأنينة هي أن تدرك الفرق بين اللغز وحلّه، تظلُّ الكلمات المتقاطعة سوداءَ حتّى تحلّها فينكشف بياضها، ولولا سوادها الأوليّ، ما استمتعت بانكشاف حلّها !
دع الناس يكشفون عن اسمك في كلماتهم المتقاطعة، لأنّك إن لم تكن بدايتك لغزاً، سيقرؤك الجميع بسرعة، ولن يستمتع بتوهجكَ أحد !
سيغنّي الكثيرون، وسيعلق قلّة في ذاكرة المسرح والجمهور.
سيكتب الكثيرون، وسيعلق قلة في ذاكرة الأدب
لا برزخ في الشهرة، إمّا أن تدرك نارها فتجتنبها، وإمّا أن تُدرك حقيقتها، فتدخل في جنّة المعرفة والحكمة .

الأمل يلحق الذين يلحقونه، فكم من إنسانٍ فتح له كل بابٍ وكل نافذة، فملكهُ حتى تحقق به اخضرار القلب والروح
وكم من إنسانٍ سدَّ البابَ في وجهه، فتسرب له من شقوق النوافذ، لكن بعدما أتعبهُ طوال الرقود !

على الهامش الصباحيّ
هنالك أشخاص بعيدون جداً لكننا نراهم دون أن يحضروا، نسمعهم دون أن يتكلموا، وحين يتنفسون ترتعش الروح، وهنالك قريبون يتحركون أمام أعيننا ولكن لا نراهم، يتكلمون ولا نسمع أصواتهم، يتنفسون لكنهم موتى في قلوبنا منذ زمن طويل.
ثم صباح كل الأشياء الجميلة التي حدثت والتي لم تحدث بعد

مريم
11-19-2021, 09:52 AM
يا مريم ..
عدتُ إليك راضيةً هذا الصباح، لا تسأليني عن السبب
المهم أني هنا، عدت لأكتب إليكِ، أكتبكِ، أكتبني لا يهم

كم مرّة أشعلتِ الغاز
ثمّ جاءت لك تلك الوسوسة:
لماذا لا تغلقي نافذة المطبخ والباب؟

كم مرّة قلتِ ووالدكِ يدخن:
هذه روحي التي تحترق؟

كم مرّة شعرتِ بأنّك وحيدة
في الوقت الذي يبنغي ألا يكون كذلك؟

كم مرّة كان قلبك
وجهكِ
صوتكِ
حياتكِ
أيامكِ
أشدّ من المُر؟

دعيكِ من ذلك كله، اليوم أشعر أني بمزاجٍ جيد، أشرب قهوتي وأعارك الأسئلة.. آه يا مريم لجمال الأسئلة
انتظريني لن أتأخر

شششششش وحدي وأنتِ سنظل هنا

مريم
11-19-2021, 10:29 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/163730305439831.png (https://up.boohalharf.com/)


فنجان قهوة وجمال الأسئلة //

هل أنتِ نادمة على شيء ؟
نعم، أنا نادمة على كل ثانية لم أحبّ بها الله كحبّي الشديد له الآن .
وعلى كل ثانية، لم أستشعر بها معيةَ الله، كاستشعاري لمعيتهِ الآن
ثمّ كم عمرك ؟
لا أدري، حقيقةً لا أدري، لكنني أشعر بأنني كبرت كثيراً، أكبر من المدة التي يحصيها التقويم، هذه الأعوام مجرّد كذبة، مدى عمق نظرتك واتساعها هي التي تحدد عمرك، وليس مهماً أن ترتدي نظارة مقعرة، أو أن ترتدي جاكيتاً ثميناً، المهم أن تسعى من أجل أن تعرف، وألا تستهين بطفلٍ، وألا تستهين بأمّيٍّ، وألا تستهين بأشعث أغبر، لأنه لو أقسم على الله لأبرّه .
ورغم شعوري هذا، إلا أنني ما زلت أحافظ على الطفل الذي في روحي، ما زلت أتحدث بعفوية، وأحب المغامرة، وأفعل ما أؤمن به دون تردد

وأنتِ تحلمين لا تنسي أن تسألي نفسك، أن تحاوريها..
أما من شيءٍ يتعبك الآن ؟
انظري يا مريم الإنسان عليه أن يحافظ على شيفرة جميلة بينه وبين الله عز وجل، ثم بينه وبين الحياة والأحلام، وكلّما انتهى من سؤالٍ في حياته وعثر على إجابته، سيجد سؤالاً آخر أمامه، وسيبدأ بالبحث عنه، هكذا هي الحياة، هذه فلسفة الأحلام، إنك لن تجد كل شي في لحظة واحدة.

ماذا بعد ؟
ليس هنالك شيء اسمه ماذا بعد يا مريم، فكما يقولون دائماً: ( هذا الوقت سوف يمضي )، السؤال الأهم الآن: ما هو الشكل الذي سيمضي به هذا الوقت ؟
ما هي التجربة التي ستتحدث عنها بعد هذا الوقت ؟
ما هو الاكتشاف الذي ستضيفه لك بعد هذا الوقت ؟
المهم ألا تجعله يمضي هكذا، يمضي حزيناً عليك،
لأنه في النهاية سوف يمضي..


أستطيع أن أقول بثقة: كبرتُ كما تحب مريم الطفلة أن ترى نفسها حينما تكبر،
راضية عن نفسي وإن أوجعتني الأيام


على الهامش:
"لا تتوقف الحياة بسبب بعض خيبات الأمل،
فالوقت لا يتوقف عندما تتعطل الساعة"








.

مريم
11-20-2021, 02:32 AM
إنها تمطر يا مريم ..
الآن في يومكِ الجديد، في تشرين شهر الحبّ
نعم تعرفين أني أحبّ الشّتاء، يلامس شعري بخفّة، وينصاع تلقائيًا كلّما نزلت عليه قطراته، أكفّ عن ترتيبه طيلة اليوم والقلق بشأن الخصل الّتي تظلّ هاربة، معلنةً تمرّدًا على رغباتي، يدخل قلبي، يربتُ عليه وينسيه بؤس الصّيف والرطوبة العالقة على أطرافه، يبحث عن أصغر خليّةٍ في جسدي ويطمئنني للبرد القادم، للأغطية الدافئة، ولحضن والدتي ووالدي .
أحبّ الشّتاء، يمنحني القدرة للتواصل، للتّعرف على نفسي
من جديد، لمعرفة أسراري الّتي تركتها تطوف خلال السّنة على السطح، تاركةً إياها تتلاعب بمشاعري الهشّة.
خلال البرد، أعرف كيف أهذبّها، وكيف أعتني بي، وأكفّ عن الرغبة في الاختفاء والاختباء من العالم. يمنحني المطر القدرة من جديد، للقول؛ بإني أريد البقاء، ويدغدغ داخلي برغبةٍ خفيةٍ للسّعي، بأنّ الأشياء تتحقق، حين يأتي المطر.

مريم
11-22-2021, 11:42 AM
الانشغال نعمة يا مريم ..
فلا وقت للتفكير في العثرات والخيبات، لا وقت للسطحيات والمشاعر العابرة، لا وقت للالتفات للوراء.
كم هو عظيمٌ ‏أن تكون حياتك مزدحمة، أن تستمر بصنع الإنجازات حتى لو صغيرة وروتينية، أن تهتم ببنائك ..
هي تفاصيلٌ صغيرة في يومك تقودك للسلام الداخلي والرضىٰ والحب.

على الهامش
في حقيقتنا شيءٌ من الأشجار
هكذا نورقُ تارة ونذبلُ تارة أخرى.

مريم
11-22-2021, 01:26 PM
ينتظركَ شيء ما في نهاية كل درب، ينتظركَ الحبٌّ لو قدمتَ الحب للناس، ينتظركَ الخيرُ لو قدمتَ الخير للناس،
ويترصدكَ الشرُ لو أسأتَ للناس، احرص على منح الأشياء الجميلة حتى تعود إليك بلا توقف، فكفّ المعطي لا تُقبض إلا ممتلئة بما قد قدّمت.

مريم
11-22-2021, 01:28 PM
لكن لا تنسَ ..
لا يكفي أن تكون بخير حتى تقول بأن الوضع جيد جداً، ينبغي أن تلتفت للجانب البعيد من العالم، حيث لا تشرق الشمس هناك أبداً.

مريم
11-24-2021, 09:41 AM
"المصلحة النبيلة"
هي أسلوب جميل لو اعتمدهُ الناس مع التغاضي
عن انطباعنا السلبي عن كلمة مصلحة لكانت الحياة أكثر هدوء وسلاسة وحدود وحرية ولذاذة ولطافة وهفهفة..
المصلحة النبيلة تعتمد على الصدق بأعلى درجاته
كي لا نقول صدق مطلق!

مريم
11-25-2021, 10:01 AM
ابحثُ عنكٓ فيكَ لا في حياة الآخرين، فأنتَ أنتَ، ولستَ أنتَ الآخرين.. ثق بأنك مليءٌ بالأشياء الجميلة التي تستطيع فعلها، والأمور التي تستطيع تحقيقها، فلا تهدر طاقتك في البحث بين الآخرين،
انظر لنفسكَ جيدًا، وانتشلها من ضيقِ أُفقها إلى سعةِ أُفق اليقين، ومن قوقعةِ الخوفِ إلى طريقِ المغامرة والتحدي، اهتم بالشيء المُهمل فيك، الذي يُمكنه أن يحقق لكَ سعادةً ولو بسيطة.
أما عن الأحلام فكأنَّنا الصَّفا والمروة، نحتاجُ ساعيًّا بيننا. يتطهر ويُحرم قبل أن يسعى، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال ليلقى القبول، وبعد السعي يتفجر بئر الود والعتاب كلّ ذلكَ خاصٌّ بكَ وبأحلامكَ،
والساعيّ بينكما أملٌ لا ينقطع ولا يسأم، يسقط ويقف، يخفت ويتوهج كما الحياة.

مريم
11-25-2021, 11:07 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/163782760227161.jpg (https://up.boohalharf.com/)


كم من القصائد مرّت على أشواقنا،
ولم تهجرنا ورود القوافي.

اللهم الأمل ثم الأمل.

مريم
11-26-2021, 05:13 PM
https://youtu.be/_fE5eYMOpDE

ريمي ❤️
لا تيأس

مريم
11-26-2021, 05:44 PM
إلى مريم :
يومًا ما
سنرسمُ بحروفنا التي نزفناها
معاً طوال الطريق
كم كان صعبًا أن نصل
ووصلنا
سنرسم أحلامنا
طريقنا
وكل المطبات التي وُضعتْ لنا
يومًا ما سنرسم
الطريق الذي تمنيناه
ومشيناه سوياً
أنا وأنتِ
ووصلنا له
وأول شيئًا سيُرسم حينها
ويُكتب
ويُحفظ
سيكون
أنتِ .
فور صعودنا يا مريم
إلى قمة أحلامنا ونجاحنا
سيأتي الكثير من أولئك الذين لم يدعمونا
والبعض ممن حاولوا إحباطنا بشتى الطرق
والبعض ممن سخروا واستهانوا
في النهاية
جميعهم تكاسلوا عن تشجيعنا
والإيمان بنا
سيأتون للتصفيق
وبينما نحن على القمة
لن نُلقي الصخور في طريقهم كما فعلوا
سنساندهم
ونساعدهم
حتى يصعدوا لنا لأننا لن ننزل لهم
وفور صعودهم سأصفق وستبتسمين لهم
ومن ثَم نُلقيهم من أعلى الحُلم
ليروا ماذا كانت كلماتهم تفعل بنا
فقط تحلي بالصبر والإيمان حتى نصل .

مريم
11-26-2021, 05:56 PM
الحروف دوامة
ومعصمي غُصن شجرة
يُزهر بكلمة
ويُكسر بحرف
عقلي بيد
وقلبي بأخرى

ماذا لو أن الكتابة تنتهي؟
ماذا لو أن يدي تذبل؟
ماذا لو تتوقف يدي عن التفكير فتموت مسممةً بالصمت؟
ماذا لو يتوقف نبض الأخري عن الكتابة؟

"يدي تبكي الكلمات، وألمي يُشكل سطورها"

على الهامش :
نعيد ونكرر:
"لو" تفتح عمل الشيطان

مريم
11-26-2021, 08:09 PM
أُفضِّل النّهار دومًا، انشغاله
وضوءه وضوضاءه ورفاقه،
اللّيل وليمة سهلة للحنين.

مريم
11-28-2021, 12:06 AM
يختفي الضباب في وجود الحقيقة
مريم وأنا
حلمٌ على حلم
حقيقةٌ على حقيقة
وهمٌ على وهم
ألمٌ على ألم
ظلٌّ على ظل
رسالةّ على رسالة
أنسحبُ أنا ويختفي كل شيء
انسحبتُ أنا واختفى كل شيء :
القصائد، الأحلام، الأغنيات ..

مريم
11-28-2021, 11:22 PM
"عن فرح غايب، عن قلب دايب
وعن حبايب كانوا هنا
عن بكرة طالع من المواجع
وعن عمر ضايع بحكي أنا

ليه كل ما تمشي ف سكة ياقلبي
تكون نهايتها طريق مسدود"


https://up.boohalharf.com/uploads/163812959093631.jpg (https://up.boohalharf.com/)


كنتُ كلَّما مرت بي هذهِ الأغنية، وقفت عند هذهِ الجزئية لأنَّ الحياة لا تسيرُ بشكلٍ عاديٍّ أبدًا بعد الفراق، البعض يرحل ويتركَ ندوبًا أو وشومًا أو حتَّى أجزاء ناقصة من الجسد، البعض يترك آثار تمزق أو آثار نهش.
والنادرون يتركون آثار عملية جراحية كبرى من أوَّل صمامٍ في الفؤاد حتَّى آخر مضيقٍ في الروح، يتركُون صفًّا متعرِّجًا من الغرزِ في الداخل تحتاجُ كلَّ قدرتك على النسيان والمكابرة كي لا تدعسَ عليهِ وأنتَ تتفقدُ نفسكَ من الداخل!
نقابلُ ونفارق والحياة لا تسيرُ بشكلٍ عاديٍّ لكنَّنا نطور قدرتنا على النسيان والاستمرار وعدم النظر للغرز.

على الهامش:
يا أطيافهم !
هذا قلبي وليس مقبرةً
أو بيتًا مهجور.

مريم
11-30-2021, 12:30 PM
أن تكونَ إنسانًا صادقًا كاتبًا يعني
أن تبدأ قلوبُ الناس عندَهم وتنتهي عندك !

مريم
12-02-2021, 08:20 PM
إلى مريم :
ساعاتٌ غريبة تلك التي تجعل يدك كأنما تمسك جمرة، تحثُّكَ على البوح، تُغريك دقات المطر على النافذة أنْ تفرد يدك لتنطفئ الجمرة !
اعذريني يا قلب المريم هذه الليلة كنتُ منغمسة ببعض الأعمال التي توجب عليّ الانتهاء منها ونسيتُ أنكِ تنتظريني في الشارع الفيروزي..
الشارع الذي يضج بصور فيروز، كم أحبها !
كلّ صباحٍ أسمعُها وأنا أُطارد الشّمس حتى تُشرق،
ولتظلَّ فيروز تغني للشتاء.
كلّ مساءٍ أُدندن معها ومع وديع ووردة في سهرة الحبّ.
أسمعها في كل حين ..
أنا مثلها حين غنتْ أحبُّ الأسماء ما شابه اسمها .
أحبُّ اسمي حين يناديني أهلي وأصدقائي الأحبّ إليّ
أحبُّ كيف يذوب في فمك
لا أطيق الجغرافيا لأنها جعلت بيني
وبين من أحببتهم كل هذا البعد
لا أطيق الرياضيات لأن أعداد سنين بعدهم تزداد
هلاّ جربتِ شيئًا جعلكِ تتخلصين من أشواقكِ؟
شوقكَ يجرحُ وجهي

على الهامش :
تجاوزت وتجاوزتني كل الأشياء
إلا الأغنيات والأحلام لا أتجاوزها

مريم
12-03-2021, 08:36 AM
لا يأس مع الحياة،
والحياة هي أبي ♥️

مريم
12-07-2021, 07:34 PM
إلى مريم :

هذا اليوم
كل شيء على حاله
إلا قلبي
على حالكِ أنتِ


في كل مرة يغيب
فيها صوت صديق وحبيب
أنعزل في هذه الغرفة
التي لا تتسع لوجودي
السرير صغير عليّ
وأنا أيضًا
أختنقُ مني !


صوتكٍ يا (مريم)
مزيجٌ من الأحلام
والموسيقى
وغناء الأمهات
للأطفال عند النوم
غني لي حتى أنام !
شششش
دندني همساً
لا توقظي الأشرار .



في غرفتي أربع حيطان
وبعض الذكريات
التي اقتات عليها
في لحظات ضعفي !




على الهامش
الٱن.. أنا والليل
أقتات على اللحظات
التي مرت في صباح هذا اليوم

مريم
12-11-2021, 10:26 PM
اعتدت أن أفعل ما يفعله الجميع حين يغضبون من أحبائهم: أن أُسجل أرقامهم على هاتفي بشتائم، لكنني كنت أهيل عليهم، بالرغم من ذلك، بالمكالمات التي غالبًا ما تتحول إلى فائتة بدلاً من أسفٍ طيبٍ مني،
أنا التي لا أُخطىء في شيء إلا في التصرف على سجيتي، وهي سجيةُ طيرٍ طليقٍ مُغردٍ مُغازل،
يحبُّ أنْ يحطَّ على أغصانِ روحٍ قريبة منه للدردشة عن الجمال والطقس المشمس، ويرى كل الطيور طيبة مثله، حتى الجارح منها حتى يجرحه..
فعلتُ ذلك مع الكثير من أصدقائي، يبلغ عددهم واحدًا آخر الليل، حين أكون وحدي، أفكر بكل من رافقني إلى الأغصان كلها، كي يتأكد أنني بخير، وبنى لي عشًا جميلًا في أكبر شجرة، شجرة الصداقة ..
لا أُسجل اسمه، كي لا أشتمه، ولا أتكبد عناء حفظ رقمه أيضًا، لأنني سأتكبد عناءً كبيرًا في نسيانه، أترك ما بيننا للريح، وأنامُ في عشهِ بقلق، آملة أن تضرب الريح بكل قوتها غصننا، وأصلي أن يكون ما بناه أقوى..




على هامش أحلام سعيدة (..........)
حين تقرأُ شيئاً ولا يحضرُ في ذهنكَ
غير شخص واحد
تُفكر فيهِ ليظل قلبكَ سالماً
السبت ١١ ديسمبر
٩:٢٢ ليلاً
ستظل الأيام كما هي :
الحلم لحنٌ سريعُ الركض.
سأظل كما أنا :
أحبّ أن ألتقيك
أحلم أن ألتقيك
كأغنيةٍ مفضلة.

مريم
12-16-2021, 06:08 AM
إلى مريم :
أعلمُ أنك تعتبين عليّ الغياب، صدقيني لستُ غائبة، ومثلكِ لا يغيب..
تريدين أن أُسهب في حديثي معكِ، وأنا أتتبع حميةً سرية كي لا تعجَّ الأماكن بأحاديث مريم
أخاف أن يمل منها الوقت
أخاف أن أبوح بأسرارنا أكثر.
أخاف أن أقول: أني أشتاق وهم معي.
وأفتقدهم حتى وأنا بينهم.
ما بال هذا الخوف يا مريم، كان ولا يزال يتعربش في رقبة الزمن.. جرحنا واحد يا فلا تجزعي !
يا مريم :
استغلي تعاستك المشتعلة، ولا تفوتي هذه الفرصة.. اخلعي جسدكِ من جلباب الكسل البارد الذي ارتداه مؤخرًا، أنا أيضًا سقطتُ في هذه الحفرة قبل أيام، وقيد التعب حركتي إلا أنه رغم كل شيء لم ينل من أصابعي.
بالأصل لم تخلق الكتابة للمرفهين، أصحاب اليأس الناعم، والندبات التي تزول. المقاومة لم تعد تجدي نفعًا فنحن نذهب من اليأس إلى يأسٍ أشرس منه ..
اكتبي الآن كمن قرر فجأة أن يحرق نفسه.

على الهامش:
نافذتي في هذه الساعة تجلب الهواء الدافئ كأنني أقفُ على فوهةِ مدفأة، من المضحك أنْ أسكنُ في ديسمبر داخل صيفٍ لا تنقطع أنفاسه.

مريم
12-16-2021, 06:21 AM
في كل ليلة
أرغب في موتٍ مختلف،
كأن أقف مثل شجرة وحيدة
وترتدي الرياح صوتك.

الخميس ١٦ ديسمبر
أتساءل:
ما الذي سأفعله بهذا الليل كله؟
وأين سأخبئ همس أشواقي؟

لا أبحث كثيرًا عن الإجابات
فكلها أنت..

مريم
12-19-2021, 08:36 PM
حبيبي الله

لستُ ممّن يشكون ألمه لأحد، اعتدت تغليفه بعيدًا عن الجميع
لستُ ممّن يتذمرّون من تبخر أحلامه على هذه الأرض
لستُ ممّن يتذمرّون من اختياراتك ليّ
أعرف جيدًا أن يدك التي ترّبتُ على قلبي وبذكرك تطمئنّ كُل القلوب المُتعبة ...
﴿الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّهِ أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ﴾
[الرعد: ٢٨]

مريم
12-20-2021, 10:17 AM
منخفض جوي، مرتفع معنوي!
الغيم لحاف الذكريات المنجَّد.
وهذه المدينة بلا مطرٍ
كالماضي بلا أهله..
والمطر بريد السماء.
صباح البركات يا مريم
من هنا أرسلي دعواتكِ
اطرقي أبواب السماء

مريم
12-20-2021, 10:23 AM
حبيبي الله

أيقنتُ أن التعلّق بغيرك مؤذي وأن كُل الأشياء التي تعلقت بها خذلتني وجعلتني أَوقَنَ أن التعلّق بك من يزهر الروح ..
حبيبي الله
الروح تشبه الزجاج والكلمة القبيحة مثل الحجرة عندما تُقال قد تكسرها ولا أحد قادر على تصليح الزجاج، لكنّك قادر على جبر وترميم الروح بقولك العظيم :

‏"إِذْ يقُولُ لصَاحِبِه: لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا"

الإثنين ٢٠ ديسمبر

♥️☁️

مريم
12-21-2021, 07:24 PM
هل جنينا يومًا شيئًا بالكتمان
والظهور بغير شعورنا؟
إذًا دعني أبوح بأنني منهكة جدًا ووحيدة جدًا ومريضة جدًا، أخشى النظر بالمرآة وتشعر كل خلية مني بالمعاناة والاعياء.
أنني مازلت أملك الكثير من البكاء القابع بجوفي لكني لم أملك وجهة تحملني وتحمله على الإطلاق.
على الإطلاق
ومن هنا تبدأ الثرثرة التي أمقتها
وتحبها مريم !!

مريم
12-21-2021, 07:42 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/164010488429142.jpg (https://up.boohalharf.com/)

إلى مريم :
وتسألين
كيف حالك ؟!
حسناً .. أنا لستُ بخير
الآن بات الجواب غير اعتياديٍ لسؤال اعتيادي
ما الذي ستفعلينه من أجلي ؟!
هل سترتدين بُردَةَ الشغف وتكتحلين بما تبقى لديك من الوله وتعبرين المسافاتِ على بُراق الشوق وتطوين الدروب طيَّا ؟!
هل ستفعلين هذا وأكثر من أجل أن تحتمي بضوء نافذتي الخافت الذي يُبدي أنينَ قلبي أكثرَ مِن بصيصِ الضوء عبر ستائره المحَّملة بذكريات السهد !
حسناً يا مريم .. أنا لستُ بخير
أقولها بأعلى الصوت !!
هل ستخرجين على أعراف القبيلة وعادات القوم المُقيتة وتقاليد الموروثِ الزائفِ كي تنقرين على باب قلبي كما تنقر العصافير على بابه كل صباح !!
هل ستكونين متمردة لتهاتفي ما تبقى من رصيد طاقتي وقوتي معلنةً ما تحملينه من جمر الشوق ولهيب التمنِّي , هامسةً لي سأركض معكِ _اليوم_ وسنغني سوياً أمامَ القبيلة كلِّها وأعيدُ ترتيبَ حضورِ كلينا على مسرح الحياة؟!
حسناً يا مريم .. أنا لستُ بخير
هل ستسترقين بعض الوقت لتقطعي عليَّ وحدتي وجفاف مواردي وقفار موائدي, لتعدي نفسك لي وجبةً شهيةً استثنائيةَ الطعمِ واللون، والعطرِ.
ها أخبريني ماذا ستفعلين من أجلي؟!
لا عليك مِنِّي ولا من حزني ولا ثلةٌ من أشباحي, تأنقي كعادتكِ، موسقي أمسياتكِ كما يليق بأنثى استثنائية
لا عليكِ من الفتيات التي يكتبن الرسائل أمثالي إنهن أكثر الناس حزناً
حسناً.. أنا لست بخير
فلا تتأخري عن موعد الحافلة التي ستُقِلكِ إلى مُدنِ الفَرحِ والجمال ولا تجلسي بجانب النافذة فالنوافذ مرايا الوجع. لا تبكي حالي _أرجوكِ_ ولا تبكي غائباً لن يعود، ولا تبكي قسوة الأيام ومرارتها ولا هجران الليالي المقمرة، وإياكِ أن تقرأي كتاباً.. إياكِ فقد أكون بين السطور .
أتسألين ؟!
حسناً .. أنا لستُ بخير

مريم
12-21-2021, 08:10 PM
في هذه المدينة التي لا تعرفك لا شيء فيها يدعو إلى الحياة، أينما أدرتَ وجهك تجدها تصفع المتعبون وكأنها تودُّ التخلص ممّن يحاولون التشبث بها..
في الأمس ترسخت في رأسي الجملة التي أطرقها علينا الأستاذ في الجامعة
" الموت الدائم هو الذي
ما نتعرض إليه يوميًا "
يقصد هُنا:
التعب النفسي الذي نجلد أنفسنا به نحنُ المنهكون من التفكير في الماضي والحاضر والمستقبل ...
لا شيء يعجبني
لا شيء يشدني نحو الحياة
لا أفعل شيء
سوى الركض في الفراغ
أنهكتُ قدميّ
وقلبي
وكليّ
ولم أصل إلى الٱن
والحقيقة أن بعد الذي حدث
لم يعد يهم وصول الأشياء من عدمها
فقد تأخرت حتى ضعتُ أنا !

مريم
12-21-2021, 10:04 PM
الليلُ وأنا
اثنين نبكي
وثالثنا الصوت الضائع
مَنْ يغني لبكائنا ؟؟


🖤

مريم
12-21-2021, 10:12 PM
حبيبي الله
هذا العالم أضيق من خرمِ إبرة
ثقلهُ قسم ظهري.
كُل الأشياء التي وددتها.. الآن أقولها..
لم تكن يوماً لي
أدعو دائمًا أن تُعانقني رحمتك وترُبّت على قلبي حتى يهدأ.

حبيبي الله
أعذرني لأني دائماً ألجأ إليك في ضعفي،
في بؤسي، وفي حاجتي إليك.
أعلم أن كل ما يحدث من أجل تُعيدني إليك
وأعلم أن الله لا يعيد اليد الممدودة إليه فارغة.
امنن علينا يالله
رحمة ورضا وصبر
"واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا "

مريم
12-22-2021, 12:17 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/164016432814721.jpg (https://up.boohalharf.com/)



أخبرهم يا حمام أن لحظاتهم تغني في داخلي ولا تصدأ
لم يعد بإمكاني أن أتوقف
عن التفكير بهم
ملتصقين بكل ما يتعلق
بمزاجي.
أراهم في حزني
وأرقي، والقلق الذي يغفو تحت عيني
أراهم في راحتي، ونومي.

أشعر بهم أكثر من شعوري بنفسي،
وأعيش الآن داخل الحرب الطاحنة
التي تدور في قلوبهم .

اشتقت
الكلمة التي أود إرسالها مع كل قدرٍ قاسٍ
يصيبهم ليخفف عنهم.

مريم
12-22-2021, 12:25 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/164016510047811.jpg (https://up.boohalharf.com/)


إلى مريم
حقيقتي عالقة في حلق الوقت
واستحالة المسافات واللقاءات المبتورة
أخبريني أنتِ
أين أجدني
في نسمة حب
في فكرة موت
أم في قصيدةٍ مبتورة
تلك النافذة أنا !!

مريم
12-23-2021, 06:07 AM
إلى مريم :
أعلم أن الحديث بينكِ وبين ذاك الشوق قد انقطع، أعلم على المرء أن يتجاوز كُل ما حدث معه.
توهمين نفسكِ قبلي أنك تجاوزتِ كلّ الأشياء التي كانت السبب في معاناتكِ
تتخلين عن كل من جعل الحزن يرتدي وجهكِ، توهمين الوقت أن دماغكِ تخلصت أخيراً من فوبيا المرتفعات إلّا فوبيا البحر، مازلتِ تركضين في الفراغ، فثمة شيء خفيّ تفتشين عنه..
ثمة أمور أودّ إخبارك إياها هذا الوقت تحديداً.. الوقت الذي أُحبّ.. سأُحدثكِ
عن نصفي الضائع، عن أوّل مرة صنعتُ فيها الحلوى ولم أحرقها
عن النبتة التي كبرتَ في غيابك
عن وقفتي أمام الجمهور والتي لم تحدث بعد.
عن تحسن علاقتي مع أشياء أمي
عن اعتيادي على الوحدة
عن شعوري عندما حصلتُ على معطفٍ بأكمامٍ كبيرة ليست مقاسي
وعن شعوري حين احتضنتُ طفلاً لا أعرفه، كان سيرتطم بالسيارة لولا ستر الله..
أعرف كل هذه الأشياء لا تعنيك
لكنّي وددتُ التحدث أكثر حتى أكسب الوقت الذي يتسرب من بين أصابعي!
الانتظار في محطةٍ فائتة _يا مريم_
يقتلُ لهفتنا اتجاه الأشياء المتأخرة.
يا إلهي المسافة لئيمة.. لئيمة جداً.
المسافات لئيمة وخبيثة فعلاً!

مريم
12-23-2021, 09:44 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/164028358316111.jpg (https://up.boohalharf.com/)


إلى مريم:

"كوني بخير
وإنسي الضيم
عدي الاحلام معي✨💗
جنبك رح أكون
قدام جنون العالم ما تتوجعي
إنسي كل شي بيوم كان يبكيكي
عيشي اليوم معي
نهزم الهموم
وعيونك تكون بيتي ومرجعي
متفكريش كتير والمر انسيه
إياكي بيوم تدمعي 🥺
بدي تكوني أسعد انسانة
وضحكك يغزي مسمعي"

إنه كلام الأغنيات يا مريم !!
وحدكِ أنتِ تعرفين عنواني
أسكنُ في جرحٍ يدعى وطن
لم أجدُّ كلمات تعبر عني في هذا المساء غير ما كتبته "مارغريت آتوود" :
"أودُّ أن أكون الهواء الذي يسكن رئتيك للحظة فقط. أودُّ أن أكون بتلك الخفة.. وبتلك الضرورة". " (افتقدتك)

مريم
12-23-2021, 10:32 PM
الصمتُ سلاحٌ قاتل
يدُسّ سمهُ في وجهك
حتى تُفتك روحك..

البكاء وسيلة
لتخليص الروح من قيود صمتك ..

المسافات خنجرٌ
ينحرُ خاصرتك شوقًا
لليد التي التفت حوله.

والغيابات جرحٌ
لن يضمّده الوقت.

مريم
12-24-2021, 05:30 AM
في هذا الليل الطويل، كل ما أحاول فعله هو النجاة من البكاء، ألعب بأصابعي، أهز قدمي، أعض شفتيّ حتى تنزف.
أخدش قلبي بأظافري _فقط_ من أجل أن يتعرض للهواء، ويذوب الثلج المتكدس عنه، وأنْ يتبخر دمع الندم من جفنيّ لكن دون أن أبكي!
لا أريد أن أسقط كل ما أودّه هو النوم الذي هجرني ..
والسؤال الذي يطحن روحي
إلى متى يا مريم ؟
إلى أين يا مريم ؟

مريم
12-24-2021, 11:33 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/1640378154121.jpg (https://up.boohalharf.com/)

أغنّي لأنّي سئمت الوِحدة
لو شئتُ أن أنسى.. تذكّرت
كيف أمنعُكم من الخفقانِ داخلي؟
مطر.. مطر..
منذ أعوامٍ وأنا أمشي دونكم
ليلاً
عائدة إليَّ ولم أصل !
يا مريم
أخبري حارس شجر اللوز
أن يحميني مني .

مريم
12-25-2021, 12:13 AM
مريم والأغنية :

تقول الأغنية :
"بقضي الليالي أنتظر
صابر على المقسوم
متعلق بطرف الأمل
يمكن يجيني نوم"


وتقول مريم :
على مضضٍ
أنتظرُ
في نشرة المساءِ الرّتيبة
المحشوة بالخوف وأصوات الحروب
ليذيعوا خبر رحيلك
كيف لا يفعلوا !؟
وهذا أقسى حدثٌ يمكنُ لذاكرةٍ
أن تُبنى عليه أيامها !
ذهبتَ ففقدتُ صوتي
لكثرةِ ما اسْتُهلكَ في قولِ "إلى اللقاء"
لكثرة ما أخذني إليك الحنين
أسيرُ وقد أغرق أجفاني الدمع
أُراقبكَ خلف سُّحبِ الغسق
تجرُّ قلبي إلى عالمِ السكون
حيثُ لا أحد هناك إلا أنا.
لي عالمي ولك عالمك
ولا نلتقي إلا لِمَاماً
ثم أنك تغني في داخلي

مريم
12-25-2021, 08:58 AM
احتمال كتف
احتمال سند
الأهم إنها لحظة صدق خالصة!

كثرٌ الذينَ يساعدون، يحاولون ويجربون
قلةٌ من تجدُ في عيونهم لهفة المساعدة،
ونية الحب بالنجدة دون مصلحة !!

مريم
12-25-2021, 08:59 AM
(معلش)
شمسُ تغفو على وجه قلب مكسور
تهبّ نسمة قائلة: ليتني وجهك !

على الهامش :
أغلبك يا نسمة تصحي هالشمس
متنا من السقعه برواية أخرى (البرد)

مريم
12-25-2021, 05:38 PM
انثري الرسائل يا مريم
قولي لهم :
ينحرُ الشوق
خاصرة الوقت
فتنهمرُ الدموع من قلبك المجروح
يا وحشة الأماكن ..
لقد كان لزاماً عليكم نزع ملامحكم
من وجه المدينة..
ما أقسى أن أُلوّح لكم بكل المارة
عند كل مفرق !

🌼♥️🌾

مريم
12-30-2021, 04:42 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/164082884619291.jpg (https://up.boohalharf.com/)



إلى مريم :
أعلم أنكِ تنتظرين مني رسالة تُخبرك عن أحوالي، أعلم جيداً أن أشباحنا يتهمونني بما ليس بي، أني أُحدثُ سواكِ عن أحوالي وأشاركهم أسراري!
لا تغاري عليّ يا مريم، هم منكِ مني ولا تلتفتي لثرثرات المغرضين الشامتين !!
حسناً حسناً ..
عليّ الاعتراف بأنّ طريقتي في التعبير
عن حُبي سيئة، لكنني أحاول أن أكون جيدة ما استطعت.
غيرتي مجنونة.. لكنني أُحاول إخفاءها.
مزاجي سيء ومتقلب لكنني أُحاول السيطرة عليه أيضاً !
سريعةُ الغضب، سريعةُ الحزن، سريعةٌ في المغادرة.
سريعةٌ في إلقاء الكلمات التي لا أُفكر فيها
لكنك تعرفين أني لا أفعلها مع سواكِ.. لا تخافي علي !
أُحاول أن أتفوق على نفسي، أن أُبطئ من تلك السرعة الطائشة التي لن تُوصلني إلى مكان.
عليّ الاعتراف بأنني عنيدة ومتشبثة بأفكاري
أنني أملك رأساً كحجر الصوان.
وحده الله يعلم أنني أحاول أن أصبح لينة.
قاسية وصاخبة ومتذمرة، مغرورة...ولئيمة..
أرفع شعار الرفض على أيّ شيء وكلمة نعم، لا أنطقها إلا في المناسبات، التعامل معي يصعب عليكِ، يُحيرك، يُشتتك، وفي أحيان تقفين عاجزة عن فهمي، ومداواتي.
عاجزة حتى عن الوصول إلي.
ومع ذلك لا تكفين عن المحاولة.
عليّ الاعتراف بأنني لم أنضج كفاية لكنني أُحبك.
عليّ الاعتراف بأنني أحاول دفن خصالي السيئة من أجلي أولاً.
من أجل ألا أشعر يوماً ولو لحظة بأنني لم أُقدر الحب الذي قُدم لي.
عليّ الاعتراف بأنك معي في يقظتي وحلمي يا قلبي الأخضر.. وبأنني أُحبك ولن أُفرط بك ولا يهنأ بالي للحظة واحدة بعيداً عنك !
ولا أعرف أأكتبكِ أم أكتبني ؟!
لستُ لئيمة ولا قاسية ولا صاخبة ولا متمردة..
لستُ سيئة يا مريم
من أنا ؟!
أأكتبكَ أم لا أعرفكِ ولستُ أعرفني؟!

ششششششش نامي نامي
ولتنم معكِ أشباحكِ الأوغاد منهم
والطيبين !!

مريم
01-02-2022, 11:03 PM
"شعرها ع كتفها نازل حزين
مخلوط بميّة ليل وهمْ وزعل
إيد ع الخد، وإيد رايحة ع العين
والوجع، زي الفضا، في كل محل"

سأعود يا مريم
عيناكِ تهربان من النظر .
شفتاكِ تهربان من الكلام .
يداكِ تهربان من التفسير .
جسدكِ ينتفض ويريد عناقاً
صوتكِ خائف لكني أصدقكِ الوعد
فلا تخافي .. سأعود
أقولها ووحدي أفعل !!

مريم
01-05-2022, 06:53 AM
إلى مريم :
صباحكِ وصباح قلبكِ يا صبية
واثقة أنك ستبقين عالقة في صدري
وأننا سنفرح بعد غد بعيد مهما تأخرت
الرسائل
وساد الصمت قليلاً
أنا وأنت
وقدرنا المتعب !
كم عشنا نراوغ المسافة
وأشلاء رغبةٍ وأشواق مكتومة
منذ عرّفني أحدهم عليكِ
صادر الفجر أكوام الحزن
في محطة أيام منسية
كم كنت فارغةً قبل الحلم
من كل شيء ..
واثقة أني لن أغرق بعدك
إيماني بك غوصٌ لا ينتهي
كالأمل يمشي داخل قلبي
واثقة أن حبك لنفسكِ وأحلامكِ
نهاية سعيدة لعتمةٍ كانت !
أن ما سيأتي لن يزرع ورود الخوف
فالحديث معك مهدىء روحي
خاصة في وقت كهذا تحديداً
دون وحوش تترصد
أو أشباح تفتح فاهها بعناد
هل أطلب من الله عينيك فقط؟
عينيك فقط يا غايتي الكبرى.



على الهامش :
نحن نخفي دائمًا الكلمة المناسبة، فعندما نشتاق لشخص مثلاً نستخدم صيغة الجمع ونقول "اشتقنا"
أو على سبيل المثال "افتقدناك"
وشخص وحيد الذي نشتاقه
و واحد الذي نفتقده.

مريم
01-07-2022, 08:06 PM
بلا توقف
أركض خلف تفاصيلك.
الجمعة ٧ يناير ٢٠٢٢
ما زلتُ هنا ..
يبدأ الصباح بأغنية
وينتهي ثم يعيد نفسه
من أوله ليكرر ضوءه.
ما زلتُ كما أنا
أُمارس لعبتي الخطرة:
أرمي قلبي داخل الحلم
داخل الأغنية، وأنتظر يدك !

على الهامش:
ما رأيك في الثلج؟
الجحيم الأبيض، فجأة تذكرت فيلمًا إسبانيًا شاهدته في العام الماضي " تحت الصفر" لسببٍ غير معلوم تأكدت بعد مشاهدته أن الجحيم ليس بالضرورة أن يكون حارقًا،
قد يكون داخل قرية مهجورة
على ضفاف بحيرة متجمدة، أو بداخلنا..

مريم
01-11-2022, 06:27 AM
صباح الخير يا مريم ..
مرحباً بكِ أيّتها الشّقية، الرّاغبة في الحصول على تذكرة الطّيران لملاحقة قدرك !
جئتُكِ مع الفجر على الموعد قبل بداية حصاد اليوم الجديد مثل طفلٍ يحبّ العيد، تُحبين الانتظار..
كل ما فعلتيه:
القفز!
أيتّها المرأة العطوفة، المتقدة أمام الشوق، التي كتبت لها الرّسائل من الأرض البعيدة وأنتِ غارقة في وحدتكِ حدّ الثّمالة، وجاءتْ إلى عالمٍ ليس فيه إلا سقف غرفتكِ.
لم تحبي مهنة اصطياد الفراش الطّائر فانشغلتِ بالتّفكير في الكلماتِ والنّوم بعينين مفتوحتين والجري داخلكِ دون توقف
كلُّ فجرٍ وكلماتكِ ومنفضةُ سجائرِ والدكِ
التي تحتفظين بها رغم إقلاعه عنها والأحلام البعيدة وصاحب الظل الطوبل وأنتِ نجاةً لكِ
"أحبّك"


على الهامش :
"أحبك" ..
كلمة واحدة تتسع لروحين لجسدين
كنافذة الريف !

مريم
01-11-2022, 01:27 PM
في جَوف الحنين طبيبٌ مريض
و حُشودٌ مِن الجرحى !

على الهامش :
الموسيقى هي تِلكَ البحّة الَّتِي هربت
مِنْ صوتِ السّحاب !

مريم
01-21-2022, 03:54 AM
أتعرفين
أودُّ أنْ أقول جملةً، تفسرُ كل شيء،
كتلك التي قالها ابن بلادي "غسان كنفاني"
لـ "غادة السمان"
(كل مافي داخلي يندفع صوبك بشراهةٍ،
لكن مظهري ثابت)
هكذاً تماماً..
لكن بفارقٍ بسيطٍ بيننا !
أنا لا أمتلك فصاحةَ غسان، ثم إن اللغةَ مهما طالت أذرعها، واستطالت مجازاتها، ستبقى عاجزةً عن الإحاطةِ بجسدِ ذاك الشعور .
تلك الأحاسيسُ التي يخلقها وجودك، ككرةِ صوفٍ ضاع رأسها بين يدي الأماني
بين الممكن واللاممكن
ذاك التناقضُ الرهيب والمحبب.
بين البارد والملتهب، بين الحلاوة والمرارة،
تلك اللذة اللاذعة في فم قلبي،
وفي لعبةِ عضِ الأصابعِ بيننا والصبر الطويل .

هكذا فجأةً ،
ومن غيركِ يا "مريم" أستطيعُ أنْ أُحادثه في هذا الوقت المتأخر، اعذريني إن أيقظتكِ.. وجدتُ نفسي مغزوةً بجيشٍ من المشاعر، كتلك التي غزت -غسان-، ودفعتهُ بعد عشقِ سنينٍ، لكتابةِ جملةٍ، تُفسرُ ذاك الشعور..

على الهامش :
أقول لنفسي:
ما أكثر الليل
الذي ينقصه جنونك.
أعرف:
الصمت قد يقتل الدفء
لكنني لا أتوقف عن إشعال الحطب.
استمعي إلى الموسيقى
فالمسافة بيننا مجرد لحن !!

مريم
01-21-2022, 09:00 PM
أتساءل الآن:
كيف نتخلص ممّا يثقل قلوبنا؟
هذا العالم ثقيل, مظلم وبارد
كيف نكف يده عن صفعنا
كيف أصبح خفيفة كريشة تطير مع الهواء
أودّ لو إني كنت غيمة في حضن السماء
كيف اتخلص من دمعة عالقة في جفن عيني
رغم إني بكيت كثيراً لكنها مازالت أشعر بثقلها..
وضعتُ مساحيق التجميل
ظننتها ستخفي كل أثار الحزن لكنها لم تفعل شيء
مازالت الأثار في وجهي هذا ما تقوله المرآة كلما سألتها..
في الليل صوت الهدوء يقتله صوت الجار الثمل
وهو يصفع زوجته المسكينة.
هذا العالم سكين موضوعة على أعناقنا جميعاً !!

مريم
01-21-2022, 09:07 PM
إلى مريم
لا أحد يُحب إمرأةً تبكي كثيراً
امرأة تكتب من تحت الجلد.
لا أحد يحب إمرأةً تطفو فوق بحرٍ من الحُزن
مثل فلينةٍ لا تصلح للنجاة.
لا أحد يحب إمرأة، تغلق كل أبواب البيت وشبابيكه،
لتتستمع لأشباحها دون أن يزعجها
غناء عصفورٍ أو هديل حمامة..
لا أحد يبحث عن إمرأةٍ ذائبةٍ في الخيال
إمرأةٍ لا تخرج من البيت
امرأةً كل ما تفعلهُ أن تتنزه بعينيها خلف أوراق الكتب ولوحة مفاتيح هاتفها المحمول..
صدقيني..
لا أحد يحب إمرأةً تصرخُ كثيراً تبكي كثيراً
وتموءُ مثل قطةٍ وحيدةٍ في منزلٍ خاوٍ وبعيد .
إمرأة، إن ضحكت ولو شذراً،
بانت ضحكتها على سبيل المواساة..
هل عرفت يومًا السعادة بلا سبب
والحزن لكل الأسباب؟
إن لم تعرفي فقلبك لا يزال أخضر
يحتاج أن ينضج.. أن ينضج !!

على الهامش:
في الحياة من الأسئلة ما يكفي للبكاء الطويل،
ومن الأجوبة ما يكفي لنصرخ من الدهشة ..
الخلاصة أننا سنعيشُ حتى نأخذ قسطنا الكافي
من الألم والأمل والشوق .


همسة هامشية:
لا تكتبي وأنت في هذه الحالة !
كفي عن الثرثرة .

مريم
01-23-2022, 01:12 PM
لدي شغف لأكتشف من يكون. ذلك القابع خلف كل معنى، لدي شعور أني أعرفه، أعرفه منذ زمن بعيد!
المجهولية تخلق نهمة السؤال !!

مريم
01-23-2022, 01:32 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/164293377353981.jpg (https://up.boohalharf.com/)




حديث اثنين
أي اثنين
في أي زمان
وأي مكان ..
سنلتقي عند غروب الشمس
سيتغير لون السماء
وسيعمُّ نورٌ برتقاليٌّ
في كلِّ مكانٍ
ستهبُّ رياحٌ خفيفة
تحملنا على راحتيها
كالنسيم العليل القادم
من حدائق السعادة السرية
ستسقط الأوراق الجافة
كما تسقط الدموع
وستغسل الأمطار الغزيرة
الأرض وقلوب البشر
لن يكون هناك
أي "قيود"
ولا "عادات مريضة"
تُفرّق بيننا
كل ما سيبقى
في قلبينا المشتعلين
نداء حياة
عندما يأتي ذلك اليوم
سنصبحُ واحداً للأبد.

مريم
01-23-2022, 08:47 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/164295808023041.jpg (https://up.boohalharf.com/)

في أحيان كثيرة
نكتبُ أحلامنا
نُخرجها من تهويمها
وتكتمها
كمن يخض كوكباّ
وينفلهُ في الهواء
لتسعى الأشياء
وتروي روايتها
كما تشتهي
دون تدخل.

مريم
01-23-2022, 08:49 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/164295938002521.jpg (https://up.boohalharf.com/)


يحدثُ ليلاً
أتشاجر مع النافذة
ألمس حنجرتي
في الأصواتِ أترقّبكَ
من الهواءِ
أنتقيكَ بحدْسي
وأُرشدُكَ اليّ !!

مريم
01-24-2022, 09:01 PM
مشاعرنا صادقة، مثل حزننا الذي يبلل قلوبنا، مثل الألم الذي يترافق مع أعمارنا المكدسة فوق بعضها، مثل الوجع الذي يلتحم مع إيماننا العميق بفكرة البقاء، مثل الموت الذي يسرق الفرحة قبل أن تخرج مع أنفاسنا الأخيرة، نحن ننمو مع الحزن، يكبر فينا ومعنا، يتربى كفرد من العائلة، نهرب فيهرب إلى جانبنا، ويأخذ من بعض الأجساد ساترًا ليحتمي من بشاعة الموت، نحن لا نتخلى عن مشاعرنا التي يصنعها القلب، نحن ننتمي لكل ما هو فينا، حتى لو كان مؤلما لأن هذه المشاعر حقيقية وصادقة.

مريم
01-25-2022, 05:46 PM
‏لم يحدث شيء
الوحوش -فقط- ‏خرجت من حكايا جداتنا ‏وأكلتنا.

مريم
01-26-2022, 04:46 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/thumbs/164320431900982.jpg (https://up.boohalharf.com/uploads/164320431900982.jpg)


الأغنية اليوم شجن

قلبي هناك..
في منطقةٍ شديدة البياض
حيث الموت البطيء
وأنياب الجوع
وعضة البرد والصقيع
الذي يلتهم الجلد والأصابع
والأقدام ونبض القلب
حيث لا كفوف ولا جوارب
حيث الوجه الشرس للجمال
الوجه الناعم الذي يأكل
الأجساد من الداخل
ويجمدها من الخارج
هناك في المخيمات
حيث تحتفل الجثث
بالثلج والشتاء ..

مريم
01-26-2022, 04:48 PM
من خلف زجاج النافذة
شاهدت تكوّم الغيوم
يا إلهي.. ستمطر
غرفة باردة وبطانية ثقيلة
كيف نخرج من فراشنا
كيف ننهض لننفض جناحيّ الحياة
كمن يحاول استعادة قوته ورغبته فيها ؟!
هل يستحق أهل الخيام كل هذا الألم ؟
نظراتكم مثل الخنجر الذي ينحر
لكن ليس هناك خنجر
أوجاعكم التي تنحر قلبي.

مريم
01-28-2022, 12:05 AM
حبيبي الله
أدرك جيداً أن كل ما يحدث وما سيحدث سيكون لخير
كتساقط الأوراق الصفراء من شجرة
فقط من أجل إظهار قوتها بتجددها وباخضرارها
كأمطار السماء، لأن رزق الأرض متعلق بها
كهجرة الطيور في فصل الشتاء، لأنها لا تحتمل
هذا البرد الذي ينخر ضلوع البشر.

حبيبي الله
كل ما سيأتي منك سأتقبله دائماً
لن أفعل أي شيء
لن أترك وردتي تذبل
لن أبكي
لن أفتح باب قلبي لوسوسات الشيطان
لن أقول " لو"
لن أمزق روحي، لأنني وددت ما أبعدته عنيّ.
يا إلهي
هذه الأيام ثقيلة على قلوبنا
صب الصبر في قلبي وقلب كل مُتعب
كما فعلت بقلب أم موسى
منَّ على قلوبنا المرتجفة بالسكينة.

مريم
01-30-2022, 10:55 AM

إلى مريم:
لم يعد الأمر كما كان
لم تعد الأشياء في مكانها
الطريق الوحيد الذي
كان يؤدي إليكِ
يمضي إلى الغابة.
وأنا هنا أترنح
أرسم على كفي الصغيرة
نافذة وشجرة ياسمين
وعلى كفي الأخرى
وجوه مَن تجاهلوا أحزاننا
رغم درايتهم بها
فقط كي أقسو
فمتى يا "مريم "
ترديني إلي !

مريم
01-30-2022, 10:59 AM

https://up.boohalharf.com/uploads/164352949003911.jpg (https://up.boohalharf.com/)


أنا الفراغ الذي رأى التفاصيل يا "مريم "
أشعر بأن ما أعرفه ينفصل بحدّه عما أراه
فأرى شيئاً لا أعرفه بالضبط
وأعرف شيئاً لا أراه بالضبط
نحن استثناءات الزمن العادي
خلود اللحظة عبر السنوات
راقبي الماء كي تفهمي شيئًا
لم يفهمه أحد حتى الآن
يدعى: التغير
راقبي الماء لتفهمي الجنون !

مريم
02-02-2022, 09:03 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/164378171760571.jpg (https://up.boohalharf.com/)


دائماً ما تحمل شمس الصباح بين أشعتها زخماً
قد يغفل الكثيرون عنه، من ذلك أن ترى العصافير وهي تتألق في الأفق وتزاحم الأمنيات بقدرتها على التحليق رغم قيود الليلة الماضية، فالانفكاك من العتمة يحوي معنى أن ننفتح لخيار حدوث ما قد يجعل تناول الشاي في بداية اليوم حدثا فارقا بلا تحميله أكثر من التلذذ بمذاقه في كل مرة. هذا اليوم حدث بالأمس وقد يحدث بذات تفاصيله وحلقاته في الغد، لكن مهمتنا لا تتوقف عند الركون لاصراره في المضي إلى نهاية ندرك ملياً حضورها. مهمتنا ومهمة كل من يعيش يفرزها الشغف من ركام الرتابة والملل. أعرف فتاة تحمل قلباً يُعانق الفراشات ويستشف حبورها، وصوتاً يجعل الحبق أكثر نفوذاً. هكذا أستوعب كيف يستطيع الإنسان تقبل الحياة، إنها رحلتنا المقدسة في الوصول.

مريم
02-02-2022, 10:45 PM
لا شيء يتغير يا مريم،
إلا أشيائي القديمة صارت أكثر توحشًا.
أُداريها بحروفي.. أُداري بها جوعي وعطشي
وأسراري وحقائق مُرّة !

مريم
02-05-2022, 04:49 AM
أحبني الكثير.. لأنّ أصابعي، عيني، روحي، صوتي، وجهي وبعض تفاصيلي تشبه أحبابهم الذين رسموهم في خيالاتهم أو أحبة رحلوا عنهم ولم تعد بهم الحياة ليلتقوا !
وهاجموا حزني، كلماتي؛ لأنّها تشبهني.

ماذا أفعل بنفسي وما ذنبي؟
السّاعة الرابعة قبل الفجر بقليل سأنتحر،
كل يومٍ أجهز أدوية بمقدار تسع علب
وألبس فستانًا أبيضًا وكأنني في مشهدٍ كلاسيكي أمام التّلفاز، وأشربُ الكثير من القهوة، التي لم أتذوقها يوماً، وكأنّها آخر مرّة لي. ودائمًا أفشل؛ لأنني أخاف على إصبعي الأخير الذي لم يحصل على العلبة العاشرة، أن يبقى وحيدًا معلقًا في الحياة. هو ذات الأصبع الذي أخرج به إلى الشمس حينما تخونني عناوينها في لحظة تيه !
أريدُ أن أنام لمرّة واحدة من غير قلق
وألا أستيقظ باكرًا على قلق
وألا أهتم بأخبار العالم البشع
وألا أتذمر من كوني لم أحصل على أخت
وألا أتكوم داخل وحدتي مع رواياتي وأفلامي
ألا يزجون بي إلى السجن بحججهم الواهية وافتراءات زمنهم البغيض، يريدوننا مكسورات، جثث على قيد حياة،
أن يأتي والدي واقفاً على قدميه، ويقلب السجن رأسًا على عقب ويأخذني بين ضلوعه ويقبّل رأسي قائلاً:
أيّها الأوغاد، صغيرتي بريئة، وهذا المجتمع هو السّاقط !!

مريم
02-05-2022, 05:13 AM
ستكونين وحيدة هذه الليلة مثل كل ليلة تستمعين لموسيقاكِ المفضلة، تأخذين صورة سريعة في العتمة، تتأملين ملامحك، كيف تبدو في الساعة الرابعة قبيل الفجر، ستفكرين بمرض والدك المسكين، كعادتكِ اللعينة تسيرين على أطراف أصابعك، كل ساعتين، تترقبين أنفاسه، تعلو وتهبط بسلام، تعودين لغرفتك عسى أن يزورك النوم، فتتلصص عليكٍ أشباحك الحمقى، ستحاولين الكتابة ولن تتمكني من كتابة سطرٍ واحد،
أنتِ مخذولة، خائفة، حزينة، وحيدة كلياً،
لا أحد يفهمك، لا أحد يتقبلك بوجعك،
الكل كسرك، وبحث عن بديلٍ آخر
والآن.. تعيشين في النّدم، تقولين:
ليتني لم أثق بأحد، ليتني لم أحب يوماً واكتفيتُ بالعزلة..
لن تقولي الآن لأي أحدٍ: أحبّك !!
أنتِ الآن جثة على قيد الحياة
لن تشعري بالحب بعد اليوم
إنّك امرأة مكسورة
إنك امرأة اليأس والألم
لم يتركوا شيئا فيكِ إلا دمروه حتّى قلبك.
مريم.. مريم .. ما هذا الهراء؟!

أنجديني منهم بالله عليكِ.. أسكتي أصواتهم المتوحشة، أخبريهم بأن لديَّ حبيب بألف حبيب، أني لستُ وحيدة، أنهم يعبثون بي، وأن صوت الحياة أعلى من أصواتهم بمسافة ثمانية أعوام ولن تزيد !!

مريم
02-06-2022, 12:07 AM
كلٌ منا جميل بطريقةٍ ما..

مريم
02-06-2022, 09:52 AM
صباح الخير جداً يا حياة
صباح الخير يا مريم ..

ولنا حزننا.. وابتساماتنا حين تخفي فقدنا،
أو انتظاراتنا لأشياء وأهداف صغناها بصدق وأمل.
قد يصل الحزن إلى مرحلة اللاتفسير، ويطفحُ منكَ كما يطفحُ الموج في لحظات عاصفة ليحضن الشواطئ ويرتد بثورة عارمة.
تُزيحُ في لحظة ترابَ الحياة وتربة الماضي, ما حدث وما لم يحدث بعد، فتعثر فيها على هيكلٍ لطقوسك القديمةِ أو مقبرةْ. وكأَنكَ تعرف ما لا تعرفُ، والحزنُ هنا يفقدُ أَسبابهْ. وتتعلق بأحدٍ لا تعرفه، أو تعرفُ أن لا وجه له، وتُحبّ ولا تستطيع وصف مَن تُحب من شدة الحُبّ، وتحزنُ أيضاً في دفقاتٍ، والحزنُ هنا لا بيتَ ولا بوّابة..
كوضوءِ المدينةِ في الصباح الباكر، يشبه تعبيرَ عيونٍ دقيق. وشيئاً فشيئاً يُبيدُكَ شيء.. ثم تنتشلكَ يدّ، فلا تُضِّع الطريق، سِرّ هناك قرب الضواحي التي قربَ المحيط وقاوم ..


"يأسك وصبرك بين إيديك
وإنت حر
تيأس ما تيأس الحياة راح تمر
أنا دقت من ده ومن ده
وعجبي لقيت
الصبر مُرّ وبرضه اليأس مُرّ "

-صلاح جاهين

مريم
02-07-2022, 11:28 AM
كيف يمكن أن تنهر طفلاً يتيماً،
وتبتسم في وجه آخرين؟
كيف يمكنك أن تحسِن وتطعن باليد الثانية؟!
كيف تخدع نفسك والآخرين!
ممن نستجدي العطف والإنسانية والرأفة
من منافق ؟!
حتى لو زرع في حديقة بيته ألف شجرة ورد
لن تصير الشوكة في قلبه وردة!

مريم
02-13-2022, 10:23 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/thumbs/164473698880241.jpg (https://up.boohalharf.com/uploads/164473698880241.jpg)

كل ما قالت فيروز :
"بعدَك بقلبي وردة الوردات
ومفتّحة ورقة على ورقة
لنقش على ترابك الغنيات
وعلّق ع بابك خرزة الزرقا"

بحس حالي وَطَن



حسناً.. أما قبل:
افتحوا قلوبكم للصباحات، تخففوا من الكُره والمشاعر السلبية، ببساطة لأن مثل ذلك الشعور هو ثقيلٌ كجبل، والحب مهما عَظُم، خفيفٌ كفراشة، رشيقٌ كغزال، يتمادى في الأرجاء كالضوء، ألقوا بكل تلك الصخور من جيوب قلوبكم، واختاروا الأجنحة، اختاروا المحبة، اختاروا التحليق.

على الهامش الصباحي :
'القلب خُلق ليُحبّ
فإذا ما امتلأ بغيره ناء"

مريم
02-13-2022, 10:50 AM
كنتُ قد قرأتُ أن الكاتب ”صلاح عبد الصّبور“ جُرح بقلبه بسبب اتهامات صديقه رسام الكاريكاتير بهجت عثمان، ذلك الصّديق الذي اتهمه بخيانته للقضية.
هذا وأنّ شريكة حياته "سميحة الغالب، لم تسمح له بالتّطاول على زوجها في تلك السهرة المشؤومة التي مات فيها هذا الرّجل الحساس، حتّى بعد أن سكت هو نفسه ومجموعة من أصدقائهم المشتركين المتواجدين آنذاك مثل: أمل دنقل وعبلة الرويني وأحمد حجازي، صرختْ في وجه "بهجت عثمان"، حتّى انسحب من بيته "حجازي".
كان الأمر إذاً بسبب كلمة جارحة.. ثمّ النّهاية، نهاية رجلٍ حتّى في الحب كان حزينًا، يقال بأنّه في حياته سافر إلى الهند؛ لنسيان حبه الأول، ويقال بأنّ هذا الخبر غير صحيح.. المهم .. نُقل البائس ”صلاح عبد الصبور“ إلى المشفى ومات بذبحة صدرية بسبب كلمة!

بتّ أدرك جيدًا مدى تأثير الكلمة التي نقولها، أو نكتبها، وأعرف أن مثلنا حُبِّيَ بها، وأننا نؤثِّرُ بها، أملاً وحبًا وعتابًا ووفاءً وإخاء، أكثر من الطرق المعتادة، من نسيان وتجاهل ومقاطعة لذلك نستخدمها بكل الحب الممكن والمتاح..


على الهامش :
قلبي المصاب بالألم على معنى الكلمة يكتب الآن :
أن تغرز سكين في جسد أحدهم
أسهل بكثير من أن تجرحه بكلمة !

مريم
02-14-2022, 11:15 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/164477883739941.jpg (https://up.boohalharf.com/)

يحدثُ أنْ تتوهَ فيه، والنور في قلبك
والبوصلة على جبينك
أن تأكل الشجارات والمشكلات
كالحلويات الرخيصة دون قلق
من تسوّس أسنانٍ أو هشاشة كبرياء
الحبُّ شعور مجيد لمن يستحق .

على الهامش :
"زعلي طوّل أنا ويّاك
وسنين بقيت
جرّب فيهن أنا إنساك
ما قدرت نسيت"

مريم
02-14-2022, 11:16 AM
يحدث أنْ ترفع رايةً بيضاء مُضرجة بالحنين
إذا ما غاب مَن تهواهُ ثوانٍ خمس.
أن تتقيأ همومك بعيداً وتضحك معه
وكأنك ما حزنتَ يوماً وتبكي على كتفه فرحاً
وكأنك تسقي غابة من شجر الأرز

مريم
02-14-2022, 11:18 AM
https://up.boohalharf.com/uploads/164478620840371.jpg (https://up.boohalharf.com/)

أكرهُ عطش المسافات وأشعرُ به يتسلّل يوماً بعدَ يومٍ
إلى قلبي حين أفكر كثيراً في مضمون البعد.
لكن كلّما أحاطَ الرّملُ بي شكوتهُ للريح، فتجيءُ عاصفةً محمّلةً بعبقِ الصبر، لتفرُش صحراءَ سُهدي بورود أبتكرُ لها أسماء كي لا يكتشفها الخريف.
الوفاء وحده ينجيها من خيانات شهرُ آب
وموت البعد البطيء .

مريم
02-14-2022, 01:19 PM
حين أغلقتُ النافذة
في المشهدِ الأخير
قبل أن يداهمنا النوم
ظلّتْ رائحةُ الياسمين
تمسكُ المارّة في الصباح
تأتي بهم إلي
يسألونني عن السّر
فتُعاد إلى ذات اللحظة
ونفس الوصف.

مريم
02-14-2022, 06:58 PM
أخبريهم يا مريم
أنَّ صمت الحجارة يكسرهُ صوت ارتطام المطر !

🌧

مريم
02-14-2022, 09:48 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/thumbs/164486219106651.jpg (https://up.boohalharf.com/uploads/164486219106651.jpg)

ربيّت قلبي على حبّ الكتب والقراءة والكتابة والأصدقاء رغم قلتهم في حياتي والزهور والشجر والميناء وعائلتي، وتعلّمت كيف تساهم المحبّة
في مسح الأذى عن القلب،
وكيف تجعل القلب يتسّع ويكبر ويصير مطاطًا،
ليأتي على مقاس الأشياء الّتي تصادفنا.



وهنا باتت الإجابات واضحة..
يصير الحبّ طوق نجاة، حين يُنقذنا
حتى من الأيام الّتي تترك أثرًا
على جلدنا وقلبنا.

مريم
02-14-2022, 10:11 PM
أحمد رامي
رياض السنباطي
أم كلثوم .
أعتقد أنّ هذا الثالوث العظيم هو أهم الثلاثيات التي أبدعها الفن أو الحياة..
لم يكن ينقص هذه الثنائية سوى الحب والكلمات التي تُكتب بحب، فكانَ أحمد رامي.. مجنون أم كلثوم."
أم كلثوم حينما سألتها إحدى المذيعات عن «أحمد رامي»، قالت عنه: «إنه شاعري يحترق لينير طريقي»، وكانت تؤكد دائما أنها تحب فيه الشاعر وليس الرجل،
رامي نفسه يصف عدم مقدرته على التحكم في مشاعره تجاه كوكب الشرق أم كلثوم، بقوله: «ح أفضل أحبك من غير ما أقولك...>>

رغم أن «رامي» لم ينل من أم كلثوم كلمة تطفئ نار الحب في قلبه، اكتفى بأن تشدو حنجرة بأشعاره وأغنياته..

ما شُغِلَ بِحُب لن يموت أبداً

عوّدت عيني على رؤياك
حيرت قلبي معاك
أقبل الليل
على بلد المحبوب
ذكريات
هجرتك
يا ظالمني
جددت حبك بيه
غلبت أصالح فيك روحي
وغيرها الكثير ..

هي ليست مجرد عناوين أغنيات
كُتبت ولُحِّنت من أجل المال والمردود المادي
بل هي قصص حبّ حقيقيّة تلوي ذراع الكونِ
وتعصرُ قلبَهُ وتجعلهُ يقفُ على قدمٍ واحدة !

على الهامش:
قلبي مع الشعر وكلام الأغنيات

مريم
02-14-2022, 10:16 PM
و الآن
إلى مريم :
وحدكِ تعلمين سِرّي
كلها مجرد محاولةٌ لخلقِ الدفء
بأصابعَ باردة يصعبُ تحريكها !
فهذا العالم أكثر بؤساً مما كنتُ أتخيل .

مريم
02-16-2022, 01:17 AM
وبما أني أمتهن تقمص شخصيات يخترعها خيالي.. تخيل أنك على متن سفينة تمخر بك فوق البحر الغامض تحت قباب ليل ساحر ونجوم لامعة تُراقبك، يقف بجانبك شريكك يستنشق معك نسيم صيفي يشفي القلوب المعتلة، للأسف قلبك مُعتل بشدة فشريكك الآخر خائن، ولا أقصد بذلك أنه يخونك مع طرف ثالث.. تلك الدراما صارت رديئة من فرط هرسها تحت أقدام الكُتاب، هو خان مواثيقًا إنسانية ووعود كانت قد أُبرمت في لحظة ودّ، منحك شعور أنك الأكثر تميزًا في حياته وأنتَ للأسف مجرد محطة مثل زهرة ضاع رحيقها بعد استنزافك ليرحل تاركًا إياكَ خاويًا ليشق طريقه وحده ..
لديك خيارين لا ثالث لهما إما أن تدفعه إلى قاع البحر ويكون وجبة شهية للتماسيح مستغلًا الوضع وآلا أحد سيعرف بفعلتك أم أنك ستكمل المسرحية للنهاية مكتفيا بدور الضحية التي ستبكي خسارتها في نهاية المطاف؟
هل جربت يومًا أن تختلي بعقلك أو بالأصح هو من يختلي بك ويزين لك كل الجرائم التي تود ارتكابها؟
على سرير الضوء ؟!!

مريم
02-16-2022, 09:04 PM
https://up.boohalharf.com/uploads/164503271534551.jpg (https://up.boohalharf.com/)

حين غفوتُ فوقَ خدّ الكمان آخرَ مرةٍ،
رأيتُ حروف اللغة تتراقص حولي
لمحتُ " زاياً " هاربة إليّ، توسدتْ عنقي
ارتدتْ خصل شعري خواتمَ في أصابعها
عانقتني نسماتها الباردة وهمستْ لي: "حنّ"،
ولشدّة ما عانقتُها غلّت بين الحاء والنون، وآلت إلى "حُزن"!
سرعان ما جاء المطر يلملم حزن الكون عن صدري
كما تلملمُ الرّيحُ السحابَ وتأخذه بعيداً !

مريم
02-24-2022, 10:18 PM
فعلاً الجحيم هو الآخر..
يعتقد أن عليه التقليل من الآخرين للحصول على مساحته في هذا الكون، وأن شرط وجوده هو إلغاء الآخرين أو سرقة مساحاتهم.
لا يعلم أن الكون يتسع للجميع
للجميع ويفيض..
ذلك هو الجحيم على هذه الأرض بأبشع أشكاله..

مريم
02-26-2022, 08:54 PM
إنهم يغرفون من النفاق يا مريم
ويهيلون على رأس البياض
إنهم يضحكون بثيابهم المُبتلة بالأحقاد
وعيونهم الغائرة بالظلمة
وأظافرهم النَّاشبة على جسد المحبة
وأقدامهم الدامية من غير مسير
من غير أثرٍ على الرِّمال
كانوا يضحكون ويضحكون
في مثل هذه الحروب لا منتصر
كلنا نخسر؛ فالنفاق خراب الإنسان
تتركه خلفها كائن لا يشبه إلاها !!

على الهامش:
تخففوا من مشاعركم السلبية وسواد القلوب
ألقوا بصخورها من جيوبكم قلوبكم واختاروا الحب
اختاروا التحليق، اختاروا الأجنحة
فالملائكة لا تتلو أسماء الذئاب

مريم
02-26-2022, 09:08 PM
ويبقى الصدق رشيقٌ كغزال
متمادٍ في الأرجاء كضوء
مهما حجبوه وحاربوه !

ما رأيك أن تقصّ قطعة صغيرة
من السماء لتغلف بها قلبك ؟!

مريم
03-05-2022, 09:38 AM
إلى مريم :
كنتُ قد كتبتُ وذيلتها توقيعي
"قديماً.. تمنيتُ أن أجدَّ شخصًا
يحب وحوشي
الذئاب التي أُطعمها
الشياطين التي أغني لها لتنام
النمر المحبوس في قلبي
بعضي الذي لا أتكلم عنه."


ومن باب "الذي يُقال يُنسى، والذي يُكتب يبقى"

ما زلتُ أذكر قول صديقي
"جئتك يا مريم في الصباح
في الوقت الذي تصحو فيه الشمس
لتبدأ غزو غرفتك التي لا تدخلها إلا بصعوبة
لتبحث عن أصبع قدمك الصغير
جئتك
وقد تعايشت مع وحوشك فأحببتها
وذئابك قد أصبحت تأكل من يدي
دون زمجرة أو نية للقتل
شياطينك ذاتها قد تعودت أن تنام
على غنائي الصاخب النشاز
وبعد أن حررت - أخيراً - النمر المحبوس
في قلبك فراح يقاتل لجوارك
بعد أن أصبح بعضك الذي لا تتكلمين عنه..
لحناً ندياً في حنجرة فيروز"

أقرأ ذلك وأبتسم، فمنذ ذلك الحين
-في الساحة الحرة-
تعلمتُ الغناء
تعلمتُ الركض والققز
تعلمتُ الحديث عما يؤلمني
بشكل سويّ
تعلمتُ كل الأشياء
إلا الغضب عما يدور بداخلي
فضلتُ البقاء صامتة أحياناً
بلعتُ كل الكلمات مرة واحدة
لذلك قررتُ أن أغني
لعل كل الحزن في هذا العالم
يجد كلمة على مقاسه فيخرج مني
قررت أن أركض لعله يسقط مني
وقد حدث !!


على الهامش الأوركيدي الأصيل:
قد نصمت أو تأخذنا الأيام
ولا أمتلك وطناً !
و عندما يتغنى الشعراء
بأسماء مُدنهم المفضلة
و بلدانهم الأصلية
لا يسعني إلا التّغني
بكلمات الأصدقاء الاستثنائيين
وعيون الصدق في وجوههم
شكراً
لصوتكَ عالج جروحي وهذا ليس جديد
لطالما كنتَ رجل الضمادة في دفتري
"مريم بين كفّ وسماء"

مريم
03-05-2022, 09:48 AM
وأخيراً يا مريم
زارني صوتكِ الرقيق صباحاً
فاستيقظتُ باسمةً مُستبشرة ..
أرجو أن يكون تفسير حُلمي
أنكِ قلقة عليّ، اطمئني
لقد أصبحتُ أكثر جمالًا وصحة !

لنا لقاء هناك..

🌹🙏

مريم
03-13-2022, 10:54 PM
محتار الواحد من وين يتلقاها.
من الهامل ولا من الحاسد ولا من الحاقد
ولا من الناقص ولا من وجع الأسنان!!

وعجبي يا زمن ..