نبيل محمد
09-05-2021, 10:08 PM
ذات يوم ، وفي وسط زحام الحياة ، كان هناك رجل يركب إحدى حافلات
النقل ، وكان اليوم عاصف ، وممطر بطريقة شديدة ، الأمر الذي دعا
الناس إلى اللحاق بأية حافلة ، يركبون فيها ، حتى يحتموا من المطر ، والجو
القاسي ، وكان ذلك الرجل ، ينظر عن منظر الناس ، الذي هلعوا إلى
الركوب في السيارات ، دون أن يفكر أي منهم في أي شيء آخر ، المهم هو أن
يجد الناس مكانًا يفرون إليه .
كان الرجل يحتل المقعد الأمامي في الحافلة ، وبينما كانت الحافلة تسير ، إذ
وقفت عند مظلة مخصصة للانتظار ، وكان تحت المظلة أناس كثيرون ،
أعياهم الجو القاسي ، وتعرقلت حركتهم ، نتيجة إلى الأمطار ، التي أغرقت
الشوارع ، كان من بين أولئك الواقفين تحت المظلة ، رجل عجوز مسن ،
فبمجرد أن وقفت الحافلة ، هم الرجل ، حتى يركب فيها ، ليأمن على نفسه
من ذلك الجو العاصف ، شديد هطول الأمطار .
الغريب في الأمر ، أن ذلك الرجل المسن عندما صعد إلى الحافلة ، كانت
جميع المقاعد ممتلئة ، وأغلبيتها من الشباب ، الذين يستطيعون بدورهم ،
أن يتحملوا الوقوف طيلة الطريق ، ولكن من العجيب أنه لم يقم أي من
الجالسين ، ليمكن العجوز من الجلوس في المقعد مكانه ، نظرًا لكبر سنه ،
وعدم تحمله لأن يقف طوال الطريق في الحافلة ، حزن الرجل الذي كان
يجلس في المقعد الأمامي من البداية حزنًا شديدًا ، وسخط على جميع من
يجلسون على مقاعد الحافلة .
وعلى الفور نهض الرجل من مقعده ، وذهب إلى الرجل المسن ، وحياه ،
وأقبل ، ليمسك الرجل المسن من يديه ، برفق ، ولطف شديد ، وطلب من
ذلك الرجل أن يقوم بمرافقته ، حتى يتمكن من الجلوس ، أخذ قسط من
الراحة ، في المقعد ، بدلًا منه ، نظر الرجل المسن إلى ذلك الرجل ، وتعجب
من أمره ، وما يفعله تجاهه ، ويقدمه له من رعاية ، على غير ما فعله جميع
الركاب الجلوس على مقاعد الحافلة ، فلما رأى الرجل دهشته ، وتعجبه
الشديد من ذلك الأمر ، أخذ يحدثه بعبارات رقيقة ، غاية في الرقي ،
والاحترام .
فقال للرجل المسن : ” لا داعي للدهشة يا جدي ، فما أفعله ما هو إلى واجبي
نحوك ، وما هو في الأصل ، إلا تطبيق لتعاليم الإسلام ، ولا داعي للانشغال
بأي تصرف آخر قام به أحد ، فهو لا يمت لتعاليم ديننا الحنيف في شيء ،
فالدين الإسلامي قائم على الاحترام ، والتهذيب ، ويجب على الصغير أن
يحترم الكبير ، ويوقره ، وأن يرعى الصغير الكبار في السن ، كما يرعى الكبار
الصغار ، في أول أعمارهم ، فلا يحزنك شيء ، ولا يضرك يا جدي العزيز ،
فأنا لم أقوم إلا بجزءمن واجبي تجاهك
مما راق لي
النقل ، وكان اليوم عاصف ، وممطر بطريقة شديدة ، الأمر الذي دعا
الناس إلى اللحاق بأية حافلة ، يركبون فيها ، حتى يحتموا من المطر ، والجو
القاسي ، وكان ذلك الرجل ، ينظر عن منظر الناس ، الذي هلعوا إلى
الركوب في السيارات ، دون أن يفكر أي منهم في أي شيء آخر ، المهم هو أن
يجد الناس مكانًا يفرون إليه .
كان الرجل يحتل المقعد الأمامي في الحافلة ، وبينما كانت الحافلة تسير ، إذ
وقفت عند مظلة مخصصة للانتظار ، وكان تحت المظلة أناس كثيرون ،
أعياهم الجو القاسي ، وتعرقلت حركتهم ، نتيجة إلى الأمطار ، التي أغرقت
الشوارع ، كان من بين أولئك الواقفين تحت المظلة ، رجل عجوز مسن ،
فبمجرد أن وقفت الحافلة ، هم الرجل ، حتى يركب فيها ، ليأمن على نفسه
من ذلك الجو العاصف ، شديد هطول الأمطار .
الغريب في الأمر ، أن ذلك الرجل المسن عندما صعد إلى الحافلة ، كانت
جميع المقاعد ممتلئة ، وأغلبيتها من الشباب ، الذين يستطيعون بدورهم ،
أن يتحملوا الوقوف طيلة الطريق ، ولكن من العجيب أنه لم يقم أي من
الجالسين ، ليمكن العجوز من الجلوس في المقعد مكانه ، نظرًا لكبر سنه ،
وعدم تحمله لأن يقف طوال الطريق في الحافلة ، حزن الرجل الذي كان
يجلس في المقعد الأمامي من البداية حزنًا شديدًا ، وسخط على جميع من
يجلسون على مقاعد الحافلة .
وعلى الفور نهض الرجل من مقعده ، وذهب إلى الرجل المسن ، وحياه ،
وأقبل ، ليمسك الرجل المسن من يديه ، برفق ، ولطف شديد ، وطلب من
ذلك الرجل أن يقوم بمرافقته ، حتى يتمكن من الجلوس ، أخذ قسط من
الراحة ، في المقعد ، بدلًا منه ، نظر الرجل المسن إلى ذلك الرجل ، وتعجب
من أمره ، وما يفعله تجاهه ، ويقدمه له من رعاية ، على غير ما فعله جميع
الركاب الجلوس على مقاعد الحافلة ، فلما رأى الرجل دهشته ، وتعجبه
الشديد من ذلك الأمر ، أخذ يحدثه بعبارات رقيقة ، غاية في الرقي ،
والاحترام .
فقال للرجل المسن : ” لا داعي للدهشة يا جدي ، فما أفعله ما هو إلى واجبي
نحوك ، وما هو في الأصل ، إلا تطبيق لتعاليم الإسلام ، ولا داعي للانشغال
بأي تصرف آخر قام به أحد ، فهو لا يمت لتعاليم ديننا الحنيف في شيء ،
فالدين الإسلامي قائم على الاحترام ، والتهذيب ، ويجب على الصغير أن
يحترم الكبير ، ويوقره ، وأن يرعى الصغير الكبار في السن ، كما يرعى الكبار
الصغار ، في أول أعمارهم ، فلا يحزنك شيء ، ولا يضرك يا جدي العزيز ،
فأنا لم أقوم إلا بجزءمن واجبي تجاهك
مما راق لي