نبيل محمد
08-23-2021, 07:33 PM
كان هناك رجلٌ من عقلاء العرب يدعى شن ، لما رغب في
الزواج قال : والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها ، وبينما
هو في مسيرة للبحث ، رافقه رجل في الطريق ، فسأله شن عن
وجهته ؟ فقال له الرجل : موضع كذا ؟ فرافقه شن حتى إذا سارا
في طريقهما ، قال له شن : أتحملني أم أحملك ؟ فقال له الرجل
: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب ، فكيف أحملك أو تحملني ؟
فسكت شن .
وظلا على سيرهما حتى إذا قربا من القرية المقصودة ، إذا بزرع
حصد قد استحصد ، فقال شن للرجل : أترى هذا الزرع قد أكل
أم لا ؟ ، فقال له الرجل : يا جاهل ترى نبتًا مستحصدًا فتقول:
أكل أم لا ؟ فسكت أيضا شن ، ولم يرد على كلام الرجل ، حتى
إذا دخلا القرية ، وجدا أمامهما جنازة ، فقال شن : أترى صاحب
النعش حياً أم ميتاً ؟ فتعجب الرجل من سؤاله !
فلما وصلا إلى القرية ، رفض الرجل أن يترك شن حتى يصحبه
معه إلى منزله ، وكان له ابنة يقال لها : طبقة ، فلما دخل عليها
أبوها ، حدثها بما دار بينه وبين شن من حديث ، فقالت : يا أبتِ
ما هو بجاهل ، أما قوله : أتحملني أم أحملك ، فإنما قصد بها
أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا ، ولا نشعر بطول المسافة ،
وأما قوله : أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟ فإنما قصد بها هل باعه
أهله ؛ فأكلوا ثمنه أم لا ؟
وأما قوله في الجنازة فقصد به هل ترك المتوفى ولدًا يحيا به
ذكره أم لا ؟ ، ولما فطن الرجل لمقصد شن ، خرج إليه وقعد
معه ، وأخبره بجواب أسئلتها التي طرحها عليه ، فقال شن : ما
هذا بكلامك ، فأخبرني من صاحبه ؟ ، قال الرجل : ابنتي طبقة
، فلما سمع شن بها ، ورأى رجاحة عقلها ، خطبها منه ، وزوجة
الرجل إياها وحملها إلى أهله ، فلما عرفوا عقلها ودهاءها قالوا :
وافق شَنٌّ طَبَقَة .
مما راق لي
الزواج قال : والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها ، وبينما
هو في مسيرة للبحث ، رافقه رجل في الطريق ، فسأله شن عن
وجهته ؟ فقال له الرجل : موضع كذا ؟ فرافقه شن حتى إذا سارا
في طريقهما ، قال له شن : أتحملني أم أحملك ؟ فقال له الرجل
: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب ، فكيف أحملك أو تحملني ؟
فسكت شن .
وظلا على سيرهما حتى إذا قربا من القرية المقصودة ، إذا بزرع
حصد قد استحصد ، فقال شن للرجل : أترى هذا الزرع قد أكل
أم لا ؟ ، فقال له الرجل : يا جاهل ترى نبتًا مستحصدًا فتقول:
أكل أم لا ؟ فسكت أيضا شن ، ولم يرد على كلام الرجل ، حتى
إذا دخلا القرية ، وجدا أمامهما جنازة ، فقال شن : أترى صاحب
النعش حياً أم ميتاً ؟ فتعجب الرجل من سؤاله !
فلما وصلا إلى القرية ، رفض الرجل أن يترك شن حتى يصحبه
معه إلى منزله ، وكان له ابنة يقال لها : طبقة ، فلما دخل عليها
أبوها ، حدثها بما دار بينه وبين شن من حديث ، فقالت : يا أبتِ
ما هو بجاهل ، أما قوله : أتحملني أم أحملك ، فإنما قصد بها
أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا ، ولا نشعر بطول المسافة ،
وأما قوله : أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟ فإنما قصد بها هل باعه
أهله ؛ فأكلوا ثمنه أم لا ؟
وأما قوله في الجنازة فقصد به هل ترك المتوفى ولدًا يحيا به
ذكره أم لا ؟ ، ولما فطن الرجل لمقصد شن ، خرج إليه وقعد
معه ، وأخبره بجواب أسئلتها التي طرحها عليه ، فقال شن : ما
هذا بكلامك ، فأخبرني من صاحبه ؟ ، قال الرجل : ابنتي طبقة
، فلما سمع شن بها ، ورأى رجاحة عقلها ، خطبها منه ، وزوجة
الرجل إياها وحملها إلى أهله ، فلما عرفوا عقلها ودهاءها قالوا :
وافق شَنٌّ طَبَقَة .
مما راق لي