صمت المسافة

[الوتر]

https://up.boohalharf.com/uploads/162396488803981.gif (https://up.boohalharf.com/)



السبت 16 صفر 1442أيها الطين الممزوج بالدمِ والماء ..!
أيها الطين .. شغوفٌ بتنشُّقِ الهواء!
أنسيتَ توْأمةَ الفصولِ فامتلأتَ بشغفِ الربيع ؟
قمْ واتلُ ما تبقى منكَ قبلَ سطوةِ الخريف ...
واعلم أنَّ الزهرَ في غيرِ الربيعِ لا عطْرَ له .

[الوتر]

للصمتِ هَوَسٌ يأتي بكلِّ شيءٍ إليك .

[الوتر]

الوقوف أمام الذاكرة ليسَ استجابةً
لرغبةِ الأمس.وليسَ تحقيقا لهوى.
أمَّا عندما نتنفس بمثل : " ليت "
فهذا حجةٌ جيدةٌ على تسمُّمِ الهواء.

[الوتر]

عندما استوقفه ذلك الناي
كان يرى رجلا يتذوقه الشتاء هجرة
لا تقرر مكانا للمبيت .
كان عندما يتمتمُ للحصى تملأُ رئتيه
رائحة الغروب .
كان يرى امرأةً تحتفظُ بطعمِ السنابلِ
وتغني للقطيع .
كان يرى الشرفة ، وناصية الطريق
وذلك المقعد .
أي جرم يقترفه هذا الناي ؟!

[الوتر]

ماذا لو استسقى الشتاءَ ذلك التلُّ والنخلةُ
والظلُّ المستلقي على خطوط أصابع طفلة ؟
ماذا لو نسيَ المطرَ ــ هذه المرة ــ خوفا على
بناية الطين ؟
ربما اتهموه بخيانة الشمس والنجوم وقتل
السحاب ..!

[الوتر]

( أيها الساهرُ تغفو
تذكرُ العهدَ فتصحو
وإذا ما التام جرحٌ
جدَّ بالتذكارِ جرحُ )
هُنَاكَ من لا يتصفُ بالوقتِ
مثل الماءِ تماماً نحتاجُهُ كلَّ يوم.

[الوتر]

تلكَ المسافةُ بين الشفاهِ وكلمة " أحبُّك "
طويلةٌ جدَّا .
وذلكَ العبث في " الألم و والأمل "
فوضويةُ حرف ... فقط.

[الوتر]

الروحُ التي تقنعُ نفسها بإمكانية التحليق ..!
هي مادة تستحقُ وصفها بالسخافة .
أليسَ كذلك أيها المتمردُ على وطني ؟
أحدُ البلهاء أخذَ وقته في رسم بعض الخطوطِ
في الهواء . ربما هي التعبير عما تعنيه تلكَ
السجون .

هرطقةُ مابعدَ سيجارتي الأولى.

[الوتر]

أشتاق للهمسِ في أذنها
سيدتي ..
أنتِ مخلوقة من نور ِ السماء.
وابتسامة رطبة في بدايات الشتاء.

فهل أستطيع حينها تحطيم أسطورة الضلع ..؟

[الوتر]

ربما لا أحمل أساطير الحب المعلقة في
رسائل أؤلئك الفلاسفة .
ولا أحقق المعجزات.فأنا لا أسكن مصباحا
ضاع في الجزر المظلمة .
بل اكتفيت بنحت ِ الريح أهبها طهارةً من ماء القداسة .
وعندما يشتاق رحمُ الأرض ِ سأسوق ُ له جبال َ مشارقي.

[الوتر]

العاطفة .. ذلك البناء العظيم الذي
نصنعه بأيدينا ،ونعيش تحته.
نحاول البقاء في ظله ليمنحنا لذة
الحياة أو يسقط علينا فيقتلنا.
العاطفة طفل عابث يبحث عن شيء يسعده تحت ضلوعنا .
العاطفة شيخ ناضج يخاف القبر الذي يحتفظ به صدر هذا الإنسان.

[الوتر]

سأدعو على عبثِ الانتظار .

فامنحيني من عينيك طرفا أذبحُ به ركودَ الريحِ
وعجزَ الأشرعة.
واحملي لي بين يديكِ نبيذا جاشَ إذْ ارتاعتْ
الكأسُ المُترعة.

[الوتر]

تتسلَّلُ فينا الحياةُ لتَتْلوَ علينا حـقـوقَ
الجنون. ونحنُ لا ننتظِـرُ ، ولا نحتضر .
نتحدَّثُ دائما عن لذَّة العجائِبِ وشذورِ
الاشْتِيَاق والنداءاتِ الدَّؤوبةِ والغِوَاية.
ثمَّ نتداعى غُرَبـَـاء .

[الوتر]

يوجهونَ أصابعهم نحوهُ ويتهامسون ..
( هذا الذي عرفَ وجهَ أنثاه رغمَ الزِّحام. )

يا سيدتي ..
ليتني أرضـعتُ غيـابَـكِ الحنـيـنَ الـذي
لا يزالُ يُصدِّقُ طفولةً حلَّت الوَرِيدَ
وتكبرُ كلَّ يوم.
ليتكِ عرفتِ أنَّ السماءَ التي لكِ فـي
هذا الجسدِ لا تنفكُّ تُسَيِّرُ الجوى.
أمَّا ما تبقى من الرَّوحِ التي أغـرسُها
فوقَ لساني تنتظرُ الحروف.

[الوتر]

الوقتُ يدعو أحيانا إلى السخرية .
أحرقتُ الاكتراثَ هذا الشتاء و أنا
أتابعُ الزمن و هو يتساقطُ شيـئـا
فشيئا من ذلك الحائط ِ المتضجر.
لم أنتظر روحا تنسلُّ من ذاكرتي
إلاَّ وأشعلتُ {سيجارة} فـتـبـعـثُ
على ارتفاعِ وتيرة السعال.
فيخرجُ الألمُ نقياً كـهـواء الصحراء.
وأعوِّدُ النفسَ على عدمِ الإكثـارِ
من طرحِ الأسئلة، وأهـاجـرُ إلى
أرضٍ خاليةٍ من الملحِ والعطش.
فهل رحلتُ خارجَ النصِ هنا ....؟

[الوتر]

يثأرُ الوجعُ من سذاجةِ البعض ويحملُ
من الجمرِ هـجـرة تــؤُم ضلعا في كل
صلاة .
لا يملكُ البردُ غيرَ معصية هذا الشتاء،
فأصنعُ من الحزنِ دفئا أوهنَ من ليلةِ
الصقيع.
وأكذبُ على ذلكَ المقتولِ في داخلي
وأقنعهُ أن الليلَ حتى وإن انتهى هنا
ليبدأ في مكان آخر فهو يحاولُ الهربَ
من ذبحهِ بيدِ الشمس.

[الوتر]

مَتى ادَّعَيْتُ استطَاعَتِي خلعَ كلِّ
الأحْلامِ لأعيشَ حرِّيَتي ، فاعْلَـمِي
حاجَتِي لتُخْبِريني عنِ تلكَ الأشْياءِ
المُسْتعْصِيَةِ كصوتِ البحرِ
و النَّبْـضِ والخلْخَال.

[الوتر]

إنْ راودكِ قلبُكِ عني ابتسمي لي ..
فعلى سبيلِ الهِدايةِ آمنتُ أنَّ الصَّبابةَ
كتَبَتْ استقامةَ القلبِ هنا.
فبَينكِ وبينكِ حدثيني بما شـئتِ حتى
لا أسمَعُكِ ، وبيني وبيني أكتبُ العِشقَ
حرْفاً كلما اشتهيتُ العِناق.

[الوتر]

على هامش ِ الــ ....

كنتُ أرتبُ أحلامي قبل نومي والغباء
يقنعني أنها ستكون في المنامِ كما رتبتها .
وغالبا كنتُ أرى أنني سأحركُ القمرَ
بإصبعي وسأملكُ ليلا بلا ضجر .
وفي الحقيقة كان القلب يصحو دائما
على الكثير من الصور ِ المذعورة.
أبحثُ عن الهواء خلفَ ذلكَ الزجاج
وأجدُ السخريةَ من كل الأشياء طريقا
إلى السعادةٍ .

[الوتر]

ليلةٌ شتويةٌ .. تحملُ بعضَ الأمنياتِ وشيئاً
من الأغنياتِ .
هلْ ستنْسى أُهزُوجةَ الموجِ وذلكَ الغروب ؟
سأُنصِتُ مع الطّلِّ والرجاء
سأرسمُ رقصةً حافيةً تُطاردُ البردَ ، وتُحيِي
الأحلامَ برنَّةِ خلخالِها.
ربما وشْوَشْتُهَا بشيءٍ من ..
( كل عامٍ وأنتِ أجمل )
مثل البرْدِ والمطَرِ ... وأنا .

[الوتر]

الشتاء والموسيقى ..
شفافية تجعل روحك بين كفيك
وأنت بنصف وعيك ..!

[الوتر]

كلُّ الأفكارِ هالكةٌ ، قابلةٌ للتلاشي
ماعداكِ أنتِ،فكرةٌ قائمةٌ ترفضُ الموت.
رأيتُ الحياةَ مفهوما استعصى على
التأويل ، والموتَ معنى شائكا جدا
لا تحملهُ الكلماتُ، ولم تُفـسِّـرْهُ غيومُ
الشعرِ وقد آثرتِ الرحيلَ بالماءِ
والظمأُ هنا وفير.

[الوتر]

ذلك المثلث بضلعين اثنين وزاوية واحدة .. إذا أردنا
حساب مساحته الكاملة نجدُ قلباً مثقلا بالغربة .
_________________

[الوتر]

عندما تتدلَّى من أدراجِ الليلِ نحوَ
مواقِدِ النَّهار وقدْ عبـثَـتْ بكَ أحـلامٌ
تـرى بها قاتـلا يختبـئُ تحتَ الزهرِ ،
وأنتَ تمشي فوقَ الماءِ.
فالعمرُ يكبرُ بكَ ، و الّأمنياتُ تتضخـم ،
والـروحُ تموت.

[الوتر]

ذلكَ التيهُ جنةُ عربيدٍ لا ينفكُ يتلو من
كتابِهِ ماتيسَّرَ كلما تمرَّدَ خيالُهُ وهاجَت
مشاعرُه.
هُوَ يعلمُ ــ دائما ــ أنَّ المواقِدَ بها ثمَّةُ
حكايةٍ لا تُتْلى جهْراً على المسامع .

[الوتر]

شكرا أيها الضباب ..
أخذْتُ من عتَمَتِكَ ابتسامة ، واشتريْتُ من بُطْئِكَ انتظارا.
ورأيتُ في حكمَتِكَ المزعومةِ تَوَدُّداً كي يعود الموت
إلى غفوتِه.
حجَبْتَ الظِّلَّ وقلبَ الزهرةِ وتلكَ الشجرة ، وأضعتَ الطريقَ
في مسافاتِ الشتات.
أيها الليلُ القصير ..
لا تُصَلِّ لتَحْلُمَ بامرأةٍ تُقْبِلُ إليكَ في منامِكَ الأقصر من رغْبة.
أَ تُمَنِّي نفْسَكَ بها ، أم تتجلَّدُ عن تقبيلِ كلِّ النساءِ وكلُّ
حواسِّكَ تستنْشِقُ رائحةَ الأنثى ؟!
أيُّها الليل .. الوفاء ، البقاء ، النبض والوعود .
بأيِّ ذنْبٍ قُتِلَتْ ؟
أيُّها الضباب ..
شكرا ، وتباً ، ووداعا.

[الوتر]

هذا المساء ..
عرفت رائحة المطر والفقـد
الذي يطارده.
رأيت الانتظار على ناصية
الخريف . والصلاة لمجيء
الشتاء الذي لم ينس ـ دائما ـ
الموقد وأغنية المساء .
هذا المساء لا يشبهه سوى خدَّي عذراء
تتفاجأ بعاشقها يطلبها .. قبلة.

[الوتر]

عندما منحها كُلَّهُ لم ينتظرْ جزءا منها ...
كان يعلم أنَّ الوقوف على حافة الانتظار
أصدق من التقدم بخطوة أخرى كيلا يقعَ
في كذبة استردادها مجددا.

[الوتر]

كم أستطردُ في تَصًوّرِ يدي تخنُقُ هذا الحزنَ المسافرَ
في دمي ، وأسمعُ ليلاً يئِنُّ مُثقلاً بالسّهادٍ وزائرات
المحاجر .
أرجمُ هذا الجوى ولا أنتظرُ منه معصيةً يُثقلني بها
وإذا بهِ يتمسّكُ بصهوةِ العنادِ ويحتفظُ برائحةٍ لا تشبهُ
تراتيلَ سفري.
للألمِ ثمرةٌ لا يُغْني أكلُها ولا يُعصرُ منها زيتٌ ولا نبيذ.
أمّا كأسُكَ أنتَ فلا آخرَ له سوى ضرْبِ الفراغِ بالفراغ وعصْرِ
الجرْحِ بالألم ، ويجعلُ الحاجةَ للبكاءِ أكبر ــ أحيانا ــ من
الحاجةِ للهواء .

[الوتر]

يُقال : الطفولةُ والصِّبا لاغَيْرَةَ فيهما ولا أَلم.
ويُقال : بينَ المرأةِ والشيطانِ رجلٌ لا تعلمُ
الأنثى ماذا يفعلُ بعيدا عنها.
وبين الرجلِ والملائكةِ امرأةٌ تستَبِدُّ بغيْرتِهِ
بعيدا عنه.
وطُرْفةُ وجودِها حنينٌ كَمُهَنَّدٍ هاربٍ من غمْدهِ
المُرصَّعِ ويُقْسِمُ على ضلعِ أشْعثَ ليرتَوِي.
يا مخاضَ العِنَبِ المُعَتَّق ..!
أ تحِلُّ شفاعةٌ لتُنجِيَ زهورَ العمرِ قبلَ ذبولِها ؟

[الوتر]

الحقيقةُ كائـِنٌ خُرافيٌّ نـرسمُ ملامحـَهُ عندما نريدُ
إخفاءَ المزاعِم التي نخادعُ بها غيرَنـا منَ البشرِ .

ربما أصبحت الحقائقُ كالأقنعة !

[الوتر]

ستنامُ خارجَ معبدي؟!
سأتركُ لك صقيعا ينال من زرعك
كما أهديتني عمرا يغفو على
أكتاف الانتظار.
لن أنشُدَ حتى راحتيك عندما يتسكَّعُ
الليل والفقد فوق أضلعي.
ولن أبحثَ عن وجهك بين أولئك
العابرين في النسائم الباردة.

[الوتر]

غصونُ لهفتِي ستُوْرِقُ على شفتيك
توقفي وأغْمضِي عينيْك ، على قدر
الغيابِ والفقْد.. تغتَسِلُ تلكَ اللهفة.

[الوتر]

احْتطبِي ما شِئتِ من أضْلُعِه
فأنتِ لاتزلينَ في عينيْهِ الغائبتين