المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بابٌ أُشْرِع"


محمد علي هادي مدخلي
06-25-2021, 04:32 PM
✍️ " بابٌ أُشْرِع"


كانت الدار في غمرة من الفرح . فجأةً! انتصب جارنا، صارخاً في وجه أبي : الأرض الجنوبية أرضي، و"أعلى ما في خيلك اركبه...!"
غلى الدم في عروقي، أسرعتُ نحوه كالمأفون، بَطَشْتُ به،وجهت إليه لكمة قوية. ارتطم رأسه بالجدار، فخرّ صريعاً...!
امتلأ المكان بالتوتر. مسحتُ العرق عن وجهي، وجثوتُ على ركبتي. وضعت يدي المرتجفة على صدره.... فارق الحياة!.

حُدِّدَت حيثيات القضية وفَحصَ الطبيب الشرعي الجثة.
إصرارُ ابن القتيل على تنفيذِ القصاص، أوصدَ كلَّ الأبواب المشرعة لإقناع أصحاب الدم بالتنازل وقبول الدّية.
أخذوني من العنبر إلى الأدلة الجنائية لمطابقة البصمات، والتصوير وإنهاء الإجراءات القانونية.
حدّثتُ نفسي : انتهى الأمر، ولم يبق سوى الموت .
عدتُ إلى سجني بتثاقل،أجرّ قدميَّ جرّا.
ينسحب ضوء الشمس رويدًا رويدا من النافذة الصغيرة... ويحل الظلام.
تجمدتُ في مكاني متكورا، غارقٌ في لجة لاتنتهي. شعرتُ أني في فراغ كبير، فانتظار الموت أصعب من الموت.
سُعال صدري المتقطع مزّق السكون، شعرتُ بإعياء شديد وضيق في التنفس.
تم نقلي إلى المشفى العسكري.
أظهرت التحاليل إصابتي بمرض كوفيد-19.
أُبْلِغ أهل الدم بأن القضية تأجلت حتى أتماثل للشفاء.
أخبرتني الممرضة بأن ثمة زائرًا في الخارج. رفعتُ بصري صوب الباب الزجاجي.
إنه ابن جارنا!. عرفته من عينيه.
افترت مني ابتسامة بائسة، وددتُ لو يصدقني بأني لم أقصد قتل أبيه.
ظل يحدق بضغينة وسُخط.
طلب الاتصال بي، رفعتُ السماعة بقلق بالغ.
بدا مرتعشًا ومتهدجا،
قال بصوتٍ أبح مكتوم :
"لقد عفونا عنك، لوجه الله ".

محمد علي مدخلي

النقاء
06-25-2021, 04:39 PM
عودة تليق بسموك يارائع

ختم ورفع للتنبيهات ومنح المكافاة تستاهل اكثر واكثر

رانيا
06-25-2021, 06:06 PM
لي عودة تليق بمقامكم

البنفسج
06-25-2021, 06:18 PM
سِعة من الإله ذي العرش
أن أُشرع بابا للحياة فقد كانت النبضات مصوبة للسماء

يحق لنا أن نفخر بما وصلت إليه
وحق لحرفك يامحمد أن يُعلق على ناصية المدائن
أنت مدهش ومذهل
تنسج القصص في منوال
يجعل جمالها كالسحب المضيئة

ليس الضوء كالنور
فالنور يسطع داخلنا لكن الضوء نراه من علو

تحية عميقة وتقدير يليق بك

flll:

*قلادة طهر..!
06-25-2021, 06:19 PM
تسلسل اجبرنا على المتابعه
بحماس وترقب

كانت النهايه مُبكيه
رغم ان الاحداث ليس بها
دراما البُكاء
ولكن لا اعلم اي شعور اتى
عند قراءة خبر العفو

كثير هذا بواقعنا للاسف
ازهاق ارواح لمجرد انفعال ..!

سلمت

أوراق كادح
06-25-2021, 06:57 PM
جميله ويبقى باب الفرج والأمل حاضراً


قصه جميله جداً وبها المحتوى المثمر


محمد علي مدخلي


شكراً لإشراكنا في قراءة هذه الرائعه


سلمت يا نقي

عطاف المالكي
06-25-2021, 07:07 PM
لي عودة بإذن الله

النقاء
06-25-2021, 08:56 PM
يالله يالله يامحمد/ وخالقي أدمعت عيوني من هول الموقف
وسبحان من فتح له الفرج وله بالحياة بقاء
الكاتب القدير / محمد مدخلي
هذا الموقف نتيجة التسرع والغضب وعدم ضبط النفس
والشيطان دومًا عدو متوعد للأنسان يدخل مدخل شر من إي ثغرة كانت
هو كذلك الله عز وجل يعطي ويمنع ويقدر مالم نعلم
كان مرض كوفيد-19 سبب والله عز وجل أنجاه من موت الحق
ولكل تاخيره خيره لانعلم بها

الكاتب الراقي…
أجدت السرد ومن أجمل الأحداث والقصص الهامة لهذا الموقف

شكرًا تتكاثر لروحك الجميلة هناااا

بُشْرَى
06-25-2021, 09:28 PM
.

.

ليتها مثل هذه الأبواب تُشْرَع دائما .
والقلوب تهرول نحو الصفاء ..
والعفو من شيمنا ...يكون

سردٌ مصقولٌ بعناية
دون أية فجوة ..
أنتَ جواد القصة .. flll:
عناقيد لغة تتدلى من فيض محبرة فاخرة ..
kh:

بدرية العجمي
06-25-2021, 11:16 PM
:eek:




القدير نبراس القصة
(( محمد مدخلي ))
لقد تطرقت لموضوع في غاية الاهمية الا وهو
الغضب الذي يخرج عن سياسة العقل والدين ولا تبقى للمرء معه بصيرة ونظر ولا فكرة ولا اختيار
وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الغضبان مكلف في حال غضبه ، ويؤاخذ بما يصدر عنه
ومن رحمة الله تعالى بخلقه أن شرع لهم القصاص إبقاءً لحياة النفوس وحفاظاً عليها، وقد تقع الجناية على النفس عمداً لغضب أو غير ذلك
ومن هدي النبي، صلى الله عليه وسلم، أن الشخص إذا كان واقفًا عليه أن يجلس، وإذا كان جالسًا عليه أن يستلقي أو أن يغيّر من هيئته أو أن يتوضأ حتى يذهب عنه هذا الغضب، مُفيدًا بأن الغضب دائمًا ما تكون عاقبته وخيمة،
والاسلام يحثنا على العفو وخير مثال على ذلك حديث النبي
ما في حديث أنس
قـال: »مـا رأيـت النبي صلى الله عليه وسلم رفع إليـه شيء فيه قصـاص إلا أمر فيه
بالعفـو ) وإن المتأمـل في واقعنـا يظهر له بجلاء ظهـور هذه البادرة
وفي قصتك هذه لامست واقعنا الذي كثرت به مثل هذه الاحداث التي اصبحت خطراً تجاة الذات والآخرين‏..!!


عابرة مرت من هنا…!!

محمد علي هادي مدخلي
06-27-2021, 05:34 AM
عودة تليق بسموك يارائع

ختم ورفع للتنبيهات ومنح المكافاة تستاهل اكثر واكثر

صباح الخير
حروفي المتواضعة في انتظار مشرط نقدك الهادف البناء .

شكرا لك >::

محمد علي هادي مدخلي
06-27-2021, 05:38 AM
لي عودة تليق بمقامكم


صباح الخير
حروفي المتواضعة في انتظار مشرط نقدك الهادف البناء .

شكرا لك >::

عطر
06-27-2021, 05:54 AM
قصة جميلة تصلح لعمل درامي ،، ولكن !!
حقيقة العفو والغفران والصفح والتسامح !!
لا أدري لماذا لا أصدقها ؟!!
المهم أنك قاص بارع جدا ،،
تحياتي وتقديري لقلمك .

محمد علي هادي مدخلي
06-27-2021, 05:56 AM
لي عودة بإذن الله


صباح الخير
حروفي المتواضعة في انتظار مشرط نقدك الهادف البناء .

شكرا لك >::

الغيث
06-27-2021, 02:16 PM
نص قصصي جميل وبارع
سبق وأن علقتُ عليه في مكان آخر
شكرا حبيبنا محمد ودام تألقك
محبتي
>::>::>::>::>::

محمد علي هادي مدخلي
06-28-2021, 12:55 AM
سِعة من الإله ذي العرش
أن أُشرع بابا للحياة فقد كانت النبضات مصوبة للسماء

يحق لنا أن نفخر بما وصلت إليه
وحق لحرفك يامحمد أن يُعلق على ناصية المدائن
أنت مدهش ومذهل
تنسج القصص في منوال
يجعل جمالها كالسحب المضيئة

ليس الضوء كالنور
فالنور يسطع داخلنا لكن الضوء نراه من علو

تحية عميقة وتقدير يليق بك

flll:
ضاقت عليه دنياه بما رحبت، وفتح الله له بابا من السماء.

شكرا لك ولذائقتك الراقية 🌹

إلهام
06-28-2021, 02:05 AM
من تلك اللحظة فقط بدأ تاريخه وعمره الحقيقي

شكراً من الأعماق

الحكيم
07-01-2021, 02:35 AM
ليس الشديد بالصرعة
إنما الشديد
من يمسك نفسه عند الغضب
جميل هذا التداعي الحر
والسرد القصصي
ووضع نور في آخر النفق
قصة تربوية بكل امتياز
ويقيني أنها أقرب من حبل الوريد
فكل من يقرأها لن ينساها

مارن
07-01-2021, 05:13 PM
إبن المجني عليه رءا أن الكورونا مصيبة أكثر من الإعدام
....
في الواقع كثير من قضايا الإعدامت أُسقطت بداعي الرأفة
قصة جميل
شكرا لك