المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استحضار الموت ....!!


غالي
06-17-2021, 11:24 PM
ثمة شيئين لا يمكن أن يحدق فيهما المرء: الشمس والموت". عبارة فلسفية
.
لا أعلم لماذا بمحضر الموت لأشخاص أمامنا لا تستطيع عقولنا أن تستحضر الموت لنا !! دوما نجعله كشعور الغريب أو بعيد المنال أو أنه حاليا ليس بقريب منا ..ليس من باب علم الغيب لكن من باب التهدئة النفسية لخواطرنا .
.
دوماً يسرح فكري بمقولة النورسي : "إن الموت في حقيقته تسريح وإنهاء لوظيفة الحياة الدنيا، وهو تبديل مكان وتحويل وجود، وهو دعوة إلى الحياة الباقية الخالدة ومقدمة لها؛ إذ كما أن مجيء الحياة إلى الدنيا هو بخلق وبتقدير إلهي، كذلك ذهابها من الدنيا هو أيضاً بخلق وتقدير وحكمة وتدبير إلهي؛
.
تخيلت الموت ......لكن لم استشعر به ..لا أعلم هل هو الخوف من الموت ومحاولة استبعادهــ !!.. فأنا أؤمن إيمان قاطع ... أن منذ ولادتي يجب أن أجهز لمماتي . لكن هكذا جبلنا على الهرب ... وعدم تصوره يحل علينا .. لذلك قيل أنك تستطيع أن تكرهــ الحياة لكنك يستحيل أن تكرهــ الموت لعدم تواصلك معه بعد أن ينفصل التوأمان الروح والجسد .
.
هناك من يرى أنك يجب أن تستحضر الموت كل يوم وأن تتقبله .. وان تصورهــ بشكل يهون عليك مواجهـته عند قدومه :

"في كل يوم تهيأ للموت لكي يتسنى لك ، حين تزف الساعة ،أن تموت بسلام فالمصاب حين يأتي ليس بالبشاعة التي كنت تخشاها ... اجتهد كل صباح أن تهدئ من روعك ،وتخيل لحظة تمزق أو تخترق جسدك السهام و الطلقات النارية و الرماح والسيوف ،لحظة تجرفه الأمواج العظيمة ويلقى في النار ويصعقه البرق ويبتلعه زلزال ويسقط في هاوية أو لحظة يقتله المرض أو حادث مفاجئ . مت بالفكر كل صباح فلن تعود تخاف الموت"__ همنغواين
.
من جانب أخر يٌحتمل أن اقسى لحظات الموت لمن هم بحولك ..تكمن بشعورك بالاحتياج بالبوح وإعادة جهدك بالوفاء والعطف لهم ...كان هذا الامر لوالديك أو لحبيب او زوج أو حتى صديق قريب لك ومنك بالحيل ..هذا الفقدان الذي جعل من ذهابهم عنك اشتياق بداخلك وأحيان ندم وحسره على ضياع الفرص بعدم بوحك وإفصاحك لحبك لهم كثير منــا كانت تمنعنا موانع بداخلنا للبوح لمن هم حولنا بما يتأجج بداخلنا لكن بعد فقدانهم أوجعنا بحق كتمان ما كنا نبحث عن مخرج للبوح لهم به ...يقال .." ليس الموت وحدهـ الذي يعطينا الدرس الذي لا نستوعبه أبداً وإنما أشكال الرحيل فنندم على تأخرنا في الحديث وتأتأتنا في الكلام وتلكعنا في السير والكلمات التي صارت بلا معنى " أو ربما كان لها معنــى قوي لكن وقتها فأت !! فماذا يعني انتظارك في المحطة بعد مرور القطار ...!! وماذا يعني وصولك المطار بعد إقلاع الطائرة ؟؟ وماذا تعنــي عبارة (( أحبــــــــــــــــك )) بعد (( الوداع )) " ..!!

لا تكرهوني عند الحديث عن الموت لكن هو " آت " ... غالي .
.

بُشْرَى
06-18-2021, 12:08 AM
.
.

في ثنايا هذا النص .. أمور كثيرة
نحناج تأملها ..
وفعلا . الحديث عن الموت ..
أو موت الأشياء فينا . وإدراكنا إياها بعد فوات الأوان شكل من أشكال الموت داخلنا ..

لي عودة أيها الأديب
الختم والتقييم
وللنشر .
>::

غالي
06-18-2021, 12:18 AM
جميل بحق أن تفهمي القصد فليس الموت هو المعني بقدر ماهية الموت علينا وبنا ....سعيد بهذا الفهم ..غالي .

النقاء
06-18-2021, 12:26 AM
مرحبًا بك كاتب الألق/ غالي

سلامتك الف سلامة
وامد الله لك من العمر عمر تسعد به نفسك ومن حولك

لاشك غالي نخاف الموت ونخاف من سماعه لاننا نعلم إنه نهاية بشريه للشخص
وانقطاع عن الحياة كامله
والموت لايقتصر على الموت الحقيقي فقط
فهناك ماهو مشابه بعض الشيء منه
موت المشاعر موت الشعور بمن حولك
يحسسنا بالذنب وكأن كل شي إنتهى لارجعه فيه
طيب لماذا نخاف من الموت ونحن لا نستطيع إدراكه أو رؤيته أو حتى الشعورَ به أبداً
إذن هو حالة عدم الشعور ونعيش نفس لحظة ولادة آخرى
فالحياة نفسُها تؤلم أكثر من الموت الذي يغلب عليه انتهاء الوجود من الأساس

مقال فاخر من شخص فاخر

شكرا تتكاثر لروحك الجميلة هناااا

النقاء
06-18-2021, 12:26 AM
منح المكافأة لسموك تستاهل اكثر…..

غرياف
06-18-2021, 04:50 AM
ولِمَ الكره ياغالي
ففي مقالك هذا تذكير والذكرى تنفع المؤمنين
فعلاً نحن لانستحضر الموت لأننا نخشاه رغم انه آت
نحن بحاجة للتذكير به على الدوام حتى نستعد له وللقاءنا مع الله

اليوم ياغالي الناس بعدت عن الله وعن احبابها حتى المتجاورون من اهل واقارب وجيران انقطع التواصل بينهم ، سرقتنا ملهيات الحياة فأصبحت مشاعرنا مؤجلة مع احبابنا ولا نشعر بهذا إلا بعد الرحيل للأسف فيأكلنا الندم ولا ينفع الندم حين يحين..

دائماً اقول اطلقوا عنان مشاعركم ، تسامحوا ، تحابوا ، تواصلوا ، لاتأجلوا كلمة حب ، اعتذار ، سؤال مع من يعز عليك ونسأل الله حسن الختام ..

جُزيت خيرا..

هادي علي مدخلي
06-18-2021, 06:27 PM
ستكون لي عودة تليق بك

هادي علي مدخلي
06-20-2021, 04:12 AM
هي تذكرة وعظة وعبرة
الموت هو كأس على كل إنسان
في هذه الدنيا أن يشربه
الموت داء لا دواء له
إلا التقى، والعمل الصالح
والخوف من الموت هو غريزة
حية داخلنا .........
نسأل الله أن يحسن خاتمتنا
وأن يتقبلنا برحمته
بارك الله فيك أخي الكريم
طرح طيب مبارك

*قلادة طهر..!
06-26-2021, 05:25 AM
لامست شيئا بدواخلنا
وكأنك تحكي حال الكثيرين
الموت ليس موت من فقدنا
وكان هول وداعهم الاخير لازال
في اعماقنا كـ جرح بالروح
الموت هو موتنا بعد فراقهم وصورهم العالقه بنا
في كل خبر موت ومشهد موت نُصاب
باغمأه وكأنها استفاقه لمده من الزمن
ونستشعر الموت ونستصغر هذه الحياه
وما أن تمر الايام حتى ننسى
ولكن الحمدلله
لازال هُناك خوف ومحاولة استمرار في التقويم
والاستعداد لذاك اليوم

اطال الله في اعمارنا في حبه ورضاه

سلمت

إلهام
06-26-2021, 05:49 AM
سرد بديع وواقعي جداً
رغم أن الموت هو الحقيقة الوحيدة المطلقة
الشاهد: لا تنتظر الوقت المناسب، ولا تراهن على الزمن

شكراً تليق

شعور
06-27-2021, 10:55 AM
-

غالي . . جعل الله لك من معرفك
نصيب بالدنيا والآخرة

طبت أخي الفاضل وطابت أيامك
أحببت طرحك جداً ، فالحديث عن الموت لم أره يوماً ترهيب بل آراهُ تشويق
لدار البقاء الأبديه وقربنا من الله وأحبائنا الراحلون

أعتذر منك أن أعقب على الموضوع من وجهة نظري :

بالنسبة لمن يرى وجوب أستحضار الموت وأنتظاره ، أنا أختلف معه .. اعتقد أن أنتظار الموت
هو موتٍ آخر ، واؤمن بضرورة التهيء له الايمان به وليس أنتظاره

دائماً ما أشبه لحظة الحياة والموت بـ دخول قاعة أختبار ، فالطالب يتوجه للباب الاول الذي يدخله
القاعة ويستخدم ورقة يملئها وهناك وقت معلوم لانتهاء الاختبار ثم يخرج من باب الآخر ..
فالباب الاولى هو الولادة .. والوقت هو العمر ، والاختبار هو سجلنا وما نكتب هي أعمالنا والوقت عمرنا
المحدود الذي سنكون مجبرين ما أن انتهى أن نخرج من الباب الآخر ونعبر الموت بسلاسه

برأيي أن أستحضار الموت دائماً ما يساعدنا على العمل الصالح والتزود به فهو الأرث الباقِ .. والعلم بتفاصيل ما بعد القبر للمسلمين قد تعينهم على الزهد بالدنيا وتحمل اعبائها ، أي أن هنا ذكر الموت
شيءٍ محمود أولاً وأخيراً

من خارج السرب قرأت خاطرة لشاعرٍ ما قال بها :
تجين نموت؟!
يجوز أن الممات أحلى ، مادام أول فصل ابيض ..

هنا رأيت الجانب الآخر نعم ، أول فصل أبيض [ كفن بـ لون الفجر ] ومسك وكافور ..
اضافة إلى كونه موعد اللقاء الأبدي فلا فاقد ولا مفقود ولا كره ولا حقد فقط
محبه وموده ، يومها فقط شعرت أن روحي تتوق للموت الذي تموت فيه كل لحظات
التعاسة والشقاء وتبدأ فصول جديدة آخرى هي بعلم الغيب .. وللصالحين هي وعد
الله ونعيمٍ لا يزول


جميل أن نفكر بالموت على إنه هو البقاء الأبدي والحياة هي الموت الفعلي ، أظن إنهم بهذا
سيعكسون العبارات بدلاً أن يقول عاشق لآخر : سأموت من فراقك .. سأحيى أن فارقتك ! جنون
قلم ليس لا


شكراً على هذه المساحة الجميلة والتذكير
الاجمل

جعل الله لك الفردوس نزلاً ووهبك طمأنينه
الدآرين

شعور