علي المعشي
03-26-2021, 01:28 PM
المهموم .. 🍃
بقلم / علي معشي
ذهبت صباحاً أجر خلفي أمنياتي الثقيلة ، كانت الطريق معبدة منسابة ، يسير الناس عليها بسهولة، لكنها كانت وعرة جداً أمامي ، فقد تعثرت مراراً في عقبات التردد والتلكؤ التي كانت تتربص بي في كل زاوية من طريقي.
رأسي مثقلة بجلاميد الهموم والمشكلات العالقة في ذهني منذ أيام ، بينما أحاول التقاط أنفاسي وغرس وجهي في أي مصدر هواء لأملأ رئتي بنسمات نقية تعيد إلي أنفاسي العميقة ، التي لم تعد تبلغ عمقها المعهود في صدري .
كان القرار هو اقتحام الطريق الوعرة نحو البحر المحتضن للمدينة من طرفها الغربي .
وصلت أخيراً إلى الشاطئ وترجلت عن مركبتي البائسة حين تلقفني هواء البحر ونسيم الشاطئ بذراعين رحبتين بينما تتهادى الأمواج وترقص طرباً بوصولي من مدينة حظي العاثر ، ورويداً رويداً سرقتني ابتسامة من بين براثن تجهمي وعبوس وجهي، فتبعتها بحدسي الذي تاه مني في كومة الهموم القابضة على أنفاسي منذ زمن ، نعم ابتسمت أخيراً وأطلقت أول تتهيدة سكنتني وحبست في قفصي الصدري ، حتى وجدت طريقها إلى الهواء ، فغادرت ثم تبعتها تنهيدات حبيسات منذ زمن .
انطلقت خلف تنهيداتي عشيرة كاملة من طيور النورس تستعرض صفوفها أمامي وكأنها تقدم عرضاً عسكرياً ، بينما احتضنني أحد المقاعد المنتشرة في الجوار ، كأنما جاء يشهد حفلة الافراج عن أنفاسي الحزينة خلف قضبان ضلوعي .
رفعت بصري أخيراً لأحدث الشاطئ الساحر عن جمال البحر وعنفوانه وهو يردد على مسامعي إيقاعات طرقه على الصخور السوداء المصطفة على حافته .
ألقيت بين يديه قصيدتي العصماء ورسالتي الحزينة ، فأخذها في زجاجة مغلقة ليبعثها إلى الأفق البعيد على امتداد ذراعي المبللين بدعواتي بأن يفرج الله عني وعن كل المهمومين ما أهمهم .
********
بقلم / علي معشي
ذهبت صباحاً أجر خلفي أمنياتي الثقيلة ، كانت الطريق معبدة منسابة ، يسير الناس عليها بسهولة، لكنها كانت وعرة جداً أمامي ، فقد تعثرت مراراً في عقبات التردد والتلكؤ التي كانت تتربص بي في كل زاوية من طريقي.
رأسي مثقلة بجلاميد الهموم والمشكلات العالقة في ذهني منذ أيام ، بينما أحاول التقاط أنفاسي وغرس وجهي في أي مصدر هواء لأملأ رئتي بنسمات نقية تعيد إلي أنفاسي العميقة ، التي لم تعد تبلغ عمقها المعهود في صدري .
كان القرار هو اقتحام الطريق الوعرة نحو البحر المحتضن للمدينة من طرفها الغربي .
وصلت أخيراً إلى الشاطئ وترجلت عن مركبتي البائسة حين تلقفني هواء البحر ونسيم الشاطئ بذراعين رحبتين بينما تتهادى الأمواج وترقص طرباً بوصولي من مدينة حظي العاثر ، ورويداً رويداً سرقتني ابتسامة من بين براثن تجهمي وعبوس وجهي، فتبعتها بحدسي الذي تاه مني في كومة الهموم القابضة على أنفاسي منذ زمن ، نعم ابتسمت أخيراً وأطلقت أول تتهيدة سكنتني وحبست في قفصي الصدري ، حتى وجدت طريقها إلى الهواء ، فغادرت ثم تبعتها تنهيدات حبيسات منذ زمن .
انطلقت خلف تنهيداتي عشيرة كاملة من طيور النورس تستعرض صفوفها أمامي وكأنها تقدم عرضاً عسكرياً ، بينما احتضنني أحد المقاعد المنتشرة في الجوار ، كأنما جاء يشهد حفلة الافراج عن أنفاسي الحزينة خلف قضبان ضلوعي .
رفعت بصري أخيراً لأحدث الشاطئ الساحر عن جمال البحر وعنفوانه وهو يردد على مسامعي إيقاعات طرقه على الصخور السوداء المصطفة على حافته .
ألقيت بين يديه قصيدتي العصماء ورسالتي الحزينة ، فأخذها في زجاجة مغلقة ليبعثها إلى الأفق البعيد على امتداد ذراعي المبللين بدعواتي بأن يفرج الله عني وعن كل المهمومين ما أهمهم .
********