المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عازف الحب .. ❤ الجزء الثاني


علي المعشي
03-11-2021, 06:01 PM
عازف الحب ..❤( 2 )
بقلم / علي معشي


حبيبتي جوليانا..
طاب يومك ..
ها أنا ذا استطعت أخيراً أن أكمل رسالتي بخط يدي التي لم تعد على طبيعتها السابقة ولم أعد استطيع العزف بها على البيانو منذ ليلة الرحيل التي انتزع فيها قلبي نزعاً وأنا أسافر بعيداً عن عينيك الجميلتين وصدرك الدافئ بالحنان وقلبك النابض بالحب والوفاء .
كانت هذه هي السطور الأولى التي قرأتها جوليانا بالقرب من البيانو العتيق قبل وصول خادمتها ومغادرتهما منزل فرانكلين .
وحينما دخلت حجرتها مسرعة استكملت بقية محتوى الرسالة الثمينة التي وقعت يدها عليها في حالة من الذهول وانبثاق الأمل مجدداً في معرفة أي شيء بطمئنها على "فرانكلين" الحبيب الغائب وعاودت استكمال قراءة الرسالة وقد جاء فيها :
(وها أنا أكتب إليك وأنا جالسٌ في الزاوية المظللة من الحانة الواقعة في قلب المدينة النائية التي احتضنتني بعد رحلة شاقة وعناء كبير ، حيث اعتدت على الجلوس في هذا المكان أراقب البحر وأمواجه المتصارعة واستنشق هواءه العذب ليعيد إلي بعض توازني الذي افقده كلما عصفت الرياح بالموج حيث أنها تذكرني بالظلم الذي يمارسه البشر ضد بني جنسهم والعنصرية المقيتة والطبقية الجائرة .
وقد تتساءلين يا حبيبتي لماذا رحلت بعيداً عنك دون أن أخبرك بنية الرحيل؟
ولماذا لم أعد أعزف مجدداً منذ ذلك المساء ؟
ولماذا لم آتي لاصطحابك في رحلتنا التي خططنا لها سوياً في تلك الليالي الحالمة التي غنت لنا فيها الأحلام أغاني الغرام.
ولكن اذا عرفت ماذا حدث لي ستعذرينني حتماً، فقد تعرضت حياتي للخطر يا حبيبتي وخشيت أن يتسبب بقائي في المدينة بضرر لك ولعائلتك، ففررت الرحيل تاركاً كل شيء لما وجدت أن المواجهة لن تجد نفعاً مع أولئك المتنفذين في مدينتكم .
حبيبتي جوليانا ..
أتذكرين تلك الليلة التي عزفت البيانو فيها في حفلة ماريا ابنة الرجل الثري اليكسندر وسط عدد من العائلات الارستقراطية ؟ لا بد أنك تذكرينها جيداً .! لقد حدث بعدها شيء غريب .! ومهول جداً .
فبعد أسبوع أو أسبوعين من تلك المناسبة وفي وقت متأخر من الليل طرقت سيدة علي باب منزلي وحينما فتحت الباب دخلت عنوة وهي في كامل زينتها وأناقتها وقالت أنها معجبة جداً بطريقة عزفي وترغب أن أعزف لها معزوفة كتلك التي عزفتها في الحفلة الماضية .
حاولت التملص من طلبها وتظاهرت بالتثاؤب والرغبة في النوم ولكنها كانت مصرة على أن ألبي طلبها ، وبالفعل بدأت العزف وهي تترنم على صوت الموسيقى إلى أن بدأت تتناول مشروباً أحضرته معها في حقيبة يدها ، وبدأت الرقص حولي في انسجام تام مع معزوفتي تلك ولم أشعر إلا وهي تقترب مني وتحاول ملامسة كتفي وعنقي وقد اختلط عطرها النفاذ مع رائحة الكحول إلى أن طلبت مني ما لا أقدر على تلبيته ، فرفضت بشدة وقلت لها بكل وضوح : آسف سيدتي فليس في قلبي إلا أمرأة واحدة وستكون زوجتي في القريب العاجل .
جن جنون المرأة المخملية الثرية ، فلم تكن تتوقع أن أرفض طلبها وهددتني بالقتل والابعاد من المدينة إن لم أصغ لطلباتها ، ولكنني بقيت ثابتاً على موقفي وطلبت منها أن تغادر منزلي فوراً.
غضبت مني كثيراً وقالت لي :
ستندم على فعلتك هذه أيها المغرور ، من تظن نفسك ؟ حتى تطردني من بيتك .؟! وخرجت متجهمة جداً كأنما تغلي دماؤها في عروقها .
في بادئ الأمر ظننتها فورة عابرة ما تلبث أن تهدأ ويتلاشى تأثير الكحول عليها ثم تتراجع عن فكرة الانتقام، لكنني فوجئت في مساء اليوم التالي.
***
هل انتقمت تلك السيدة المغرورة من فرانكلين وما هي الأحداث التي سترويها الرسالة ؟
في الحلقة القادمة تفاصيل أكثر بمشيئة الله.

هادي علي مدخلي
03-11-2021, 08:49 PM
تمنح مكافأة المنتدى
ولي عودة تليق

سليدا
03-11-2021, 10:02 PM
تنفسنا عطر الياسمين بين سطورك
في انتظار بقية الحديث المستطاب

لك مني كل التقدير سيدي

الحكيم
03-11-2021, 11:14 PM
صدق أحمد شوقي حين قال :
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق

لقد قرأت الجزء الأول وكنتُ في حيرة
بسسب غيابه المفاجئ
وكنتٌ في فضول لمعرفة محتوى الرسالة
وذهلت في بعد معرفة التفاصيل
وهذا أسلوب رخيص من أساليب القمع
الثراء لا يعني أن تشتري قلوب الناس
اخي علي المعشي
نص قصصي عميق
وذكي في مناولته للغرض
فاستحق الواجهة بكل امتياز
في شوق لما فعلته تلك المتعجرفة
في الجزء الثالث
تقديري وكل الود

النقاء
03-12-2021, 02:59 AM
مع الحكيم. يا أستاذ الجمال انتظر. محتوى الرسالة
قرائتها بشوق وانتظر سردك وجودك حرفك. بشوق

تقديري لحسن الطرح الباهي ....

( حرف )
03-12-2021, 04:54 AM
الرائع والأديب المخضرم علي المعشي . .
هل أنت متأكد بأن هذا ماكان بنص الرسالة وليست
تلك التي طرحتها أنا لك سابقاً ؟
أحببت أن أتأكد فقط وأرجو ان يتسع صدرك لذلك , , تماماً كما
أصبحت أنت بقلمك تسكن داخل صدري .
تحيتي

علي المعشي
03-12-2021, 08:22 AM
تمنح مكافأة المنتدى
ولي عودة تليق
سعيد جداً بمتابعتك واهتمامك استاذ هادي
وشاكر لدعمك الكبير

علي المعشي
03-12-2021, 08:24 AM
تنفسنا عطر الياسمين بين سطورك
في انتظار بقية الحديث المستطاب

لك مني كل التقدير سيدي

طاب مقامك سيدة الحروف الذهبية 🌹

علي المعشي
03-12-2021, 08:27 AM
صدق أحمد شوقي حين قال :
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
لقد قرأت الجزء الأول وكنتُ في حيرة
بسسب غيابه المفاجئ
وكنتٌ في فضول لمعرفة محتوى الرسالة
وذهلت في بعد معرفة التفاصيل
وهذا أسلوب رخيص من أساليب القمع
الثراء لا يعني أن تشتري قلوب الناس
اخي علي المعشي
نص قصصي عميق
وذكي في مناولته للغرض
فاستحق الواجهة بكل امتياز
في شوق لما فعلته تلك المتعجرفة
في الجزء الثالث
تقديري وكل الود
السيد الحكيم والكاتب الكريم
شكراً من القلب لقراءتك الجزلة وحضورك الراقي مع القصة
سعدت بك

علي المعشي
03-12-2021, 08:29 AM
مع الحكيم. يا أستاذ الجمال انتظر. محتوى الرسالة
قرائتها بشوق وانتظر سردك وجودك حرفك. بشوق
تقديري لحسن الطرح الباهي ....

القديرة / النقاء
سيدة الأدب والبهاء
شكراً لمرورك العطر

علي المعشي
03-12-2021, 08:32 AM
الرائع والأديب المخضرم علي المعشي . .
هل أنت متأكد بأن هذا ماكان بنص الرسالة وليست
تلك التي طرحتها أنا لك سابقاً ؟
أحببت أن أتأكد فقط وأرجو ان يتسع صدرك لذلك , , تماماً كما
أصبحت أنت بقلمك تسكن داخل صدري .
تحيتي

الفاضل / الحرف
مرحباً بحرفك الجميل وروحك اللطيفة
وكل النهايات والرسائل يمكن أن تكون صحيحة ومتوقعة ولكل منا طريقة في قراءة الأحداث
وربما اتجهت أنت إلى موت البطل وانهاء الحدث بشكل سريع ورأيت أنا أن غير ذلك .
وتقبل شكري على متابعتك وتفاعلك العميق .

هادي علي مدخلي
03-14-2021, 12:41 AM
يالله ما أجمل
الوفاء لأطيافهم
وما أجمل الحقيقة المرة
التي نتجاهلها ونصوغ من أجلها العبارات
المنمقة لكي ترسوا على جراحاتنا
كبرياء في قصة حب أسطورية
كم هو يحبها وهي كذلك
لكن الطبقة المخملية لها
أهداف أخرى
وترى أن المال ممكن أن يجلب كل شيء
استمر في عزفك على أوتار الحياة
فما أروع عزفك
بارك الله لكـ وزادك رفعة وقدراً
ننتظر محتوى الرسالة

رانيا
03-15-2021, 05:28 PM
القدير علي المعشي: بمهارة تحيك الحبكة
وبسلاسة السرد تشدني للقراءة
الأحداث مشوقه شدتني قصتك من اولها لاخرها
روايه ماتعه ووصف متقن لكل مشهد
ابدعت واصفق لك بكلتا اليدين
وما زلت انتظر النهاية
لانفاسك الكادي