المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سراب شغف


محمد المنصور
09-25-2020, 12:03 AM
باتت تئن من جراح موغلة عبر أعوام حبلى بالمصاعب ؛أسيرة لأوهام افتعلتها وخشيت أن تتبدد تتلوى من ألم البعد وحرقة الهجران ،صفعات مرتبكة بصمها على وجنة الأسى والقهر والخذلان ،أدمن الشكوى من تنكر قريب سوف في مشاعر حق له أن لا يرتاب ،ذاق مرارة الطعن في وقت رامت فيه أن يُعاتِب، تسوَّر جدران النجاة فرارا من صلف المكر وعقيم التودد ،وقد شرب من أسى الصمت المريب حتى الثمالة
ظن أن "تجري الرياح بما يشتهي السفِن" ، وخبت بشائر أمل أن الحاضر أحلى، قزمت مرارات الأمس بصيص ذرات مستقبل غدا يبابًا ،سرد ذواته ليطفو بخيالها كي تلفظ أنا نيتها ،وعجبها الممقوت بتقاسيم خجلى ،فما يئس وما اعتبرت.

بسواها لن يقدح بعنجهية ممهورة بغرور، وبسواه لن تجد منه غير العنت وعظيم الإحن، ظلت تحلم بماض أكل الدهر عليه وشرب، تفاخر بسفور وقاحة اللؤم، تستكين للخلود خلف ثقة زائفة تنسل من عالمها الحالك ،ترمل خلف ماض تراه شمس غدها المنتظر ،ظل يسخر من غبائها وعبطها ، ما انفك يتحسر على خيبة أمل رسمه بخطوط على ظهر رمل وتراب.

قادها شغفها أن تستعيد عشقها، أمعنّت في اللهاث نحو ماضيها وحلمها العتيق ، فما أدركته ولا انتظرها، توسلَت بمرارات خبَّأتها فانتزعتها ساعة أن رست على مرفأ أطلال جمعتها به، شرعت تبثها إليه ؛فما اصاغ لها أذنا ،خَسِرَت فما اتعظت ولا ارعوت، ظلَّ حزينا على غبائها وعَبَطِها ،ممتنا لخالقه أن بالكون من هو أكثر شقاءُ وتعاسة منه ،لم تؤثر في صبوتها وصبابتها تلميحاته القاسية ، وفد تجمدت عاطفنه تجاهها، أقبلت إليه تلثم ظاهر اليد والقدم ،فما احتوته وأبى أن يكون هو البديل.

استدار عائدًا إلى عشه القديم ليضع بيض عمره في حضن ماض ضمَّه فما ماطله، فيما سارت خلف مجون عنادها وتضخم ذواتها فما أدركت غدها ولا احتوت حاضرها ،ماض لم يعد ينتظرها وحاضر لفظها، ومستقبل يحاذر منها ، لم يعد بكنانتها سلاح جذب ،إلا أن تريح وتستريح.

‏يَمَامْ.!
09-25-2020, 01:22 AM
وكم من منتظر لسراب بشغف
وقهقهاته لا تصل لأذن محب ولا قلبه

المشهد المشهد حي في حرفك
ألحظ أبطاله في تصويرك
شكرا للجمال الشاهق
تقديري لك

سلطان الزين
09-25-2020, 04:35 AM
جميله جدا ورائعة...

لك الورد

سليدا
09-25-2020, 10:47 AM
هو حال من ضيع فرص البوح والاحتوا ء
كلمات صحبها الألم مع روعة الأسلوب
والمتعة والشوق عند القراءة
أبدعت كاتبنا القدير
اعجابي الشديد

الختم والاضافة مع النشر

لقلبك الفرح

عواد الهران
09-26-2020, 07:14 AM
ماشاء الله , طرح هادف.

والله يعافيك على هذا الجهد.

بارك الله فيك ...

ولك الشكر الدائم

قلب الحدث
04-09-2021, 01:20 AM
أثمرت حروفك وأزرعت
لك الود والتقدير والاحترام

كراميل نور
09-30-2021, 08:48 PM
ابشع أمر في الوجود أن تقع في إيدي إمرأة عقور تنهش العواطف وتتركها مسخاً ثم ترحل والكرامة تنساب من تحت قدميها
لتبحث عن نزوة أخرى تتسلى بها وتجلب معها مزيداً من الحظ العاثر

الذي يعرقلها في نهاية المطاف كما حدث لبطلة القصة

تعود لتبحث عما القته في الماضي لكن هيهات اذا سقط القناع كشف عورة النذالة

اشكرك أستاذي على روعة القصة

المميز
10-24-2021, 02:35 PM
سراب
بحث عنها دون فائدة

إلهام
10-24-2021, 04:43 PM
مؤلمة هذه النهايات نحس بمذاقها الحاد طول العمر

تقديري

الغيث
11-05-2021, 04:53 PM
ما شاء الله تبارك الرحمن
أستاذي القدير محمد
أعرف أنا قلمك السامق وفكرك الشاهق
وأمامي هنا قصة قصيرة في منتهى الروعة
نسجا وأسلوبا وصيغا وحبكة
ولي أن أقف هنا لأحييك وأصفق لك كثيرا بكل حواسي
والحقيقة أن الله سبحانه وتعالى يحب هذا الرجل
فأكرمه وصرف عنه قبح من كان سيتعلق بحبالها
لك مني خالص الود والتقدير
والمحبة
>::>::