المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فأين ماتولوا فثم وجه الله


المهرة
03-05-2021, 12:57 PM
إذا كان الضعف قد بنى حولك سجنا ضيقا لا تستطيع الخروج منه!
إذا حاصرتك الحاجات، وداهمتك الخطوب، وأخذت روحك في الهرب إلى المجهول، فأنت ساعتها بحاجة أن تصمد إليه..
إسم الله (الصمد) سيمدك بكل ماتحتاجه لتكون قويا في هذه الحياة، وتجابه واقعك بشموخ، وتجاوز عقدك بعزيمة!
ابدأ مع الصمد عهدا جديدًا، ثم ثق أن الغد سيكون أفضل من اليوم بكثير... وبكثير!



معنى الصمد
الصمد" في اللغة: صفة مشبهة لمن اتصف بالصمدية
الفعل صمد يصمد، صمداً
هذا الفعل يأتي على عدة معانٍ
منها السيد المطاع، "الصمد" السيد المطاع الذي لا يقضى دونه أمر، بالتعبير المعاصر: بكل تجمع يوجد رجل قوي لا يقضى دونه أمر

ومنها "الصمد" الذي يُطعِم، ولا يُطعَم

ومنها "الصمد" هو السيد الذي ينتهي إليه السؤدد في كل شيء، كل أنواع العظمة تنتهي إليه، فله الصمدية المطلقة.

وقيل "الصمد" هو الدائم الباقي بعد فناء خلقه.

وقيل "الصمد" هو الذي يصمد إليه الأمر، يعني يرجع إليه الأمر، فلا يقضى دونه، وليس فوقه أحد

وقيل "الصمد" الذي صمد إليه كل شيء، أي الذي خلق الأشياء كلها، ولا يستغني عنه شيء



أمواج
إذا أعلن قائد الطائرة أن عجلاتها رفضت التحرك ولذلك سيأخذ جولة على المطار إلى أن تحل المشكلة، ينسى ركاب الطائرة كل الشخصيات المهمة، ولايتذكرون إلا الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه.

وعيناك على رسام القلب، تنظر إلى تلك الخطوط المتعرجة ومريضك تخفت أنفاسه، وتتضاءل نبضاته، وتلك الخطوط تأخذ قليلا قليلا في الهبوط، لحظتها تنسى إسم الممرضة، ويتبخر من رأسك وجه الطبيب وتقول في رجاء: يالله كن معه!



أفكار الزيف
جاء شيخ أعرابي إسمه الحصين إلى رسول الله ﷺ ، فسأله النبي ﷺ :
كم تعبد يا حصين ؟
فقال : سبعة ، ستة فى الأرض و واحد فى السماء ..
فسأله النبي ﷺ من لِرَهِبكَ ؟ قال : الذى فى السماء ..
قال : من لِرَغبكَ ؟
قال : الذي فى السماء
فقال له النبى ﷺ : فأترك الذين فى اﻷرض وأعبد الذى فى السماء ، فأسلم الحصين !!


لقد اقتنع بسبب معنى الصمدية، لأن من تصمد إليه وقت الرهبة والرغبة هو وحده من يستحق أن تسجد له!
إن الإيمان أسهل فكرة في الوجود، لا تحتاج إلى كتب ولا إلى فلسفة، ولا إلى سبر وتقسيم، هي كلمة قلها بإخلاص، ثم اتركها لتشتت أفكار الزيف..
يختصر القرآن ذلك فيقول :﴿ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرهُم في خَوضِهِم يَلعَبونَ﴾
كلمة ((الله)) وحدها.. كفيلة بإسكات أكبر أكاذيب الحياة..
في عمق كل إنسان، وداخل كل خلية، وحول كل شريان أشياء تعرف الله جيدا، وتسجد له، وتسبحه..
إن الكافر وهو كافر إذا سمع القرآن يخضع..
ومن قصص السيرة الشهيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم على مشركي مكة في المسجد الحرام، وما إن انتهى حتى سجدوا.. كلهم سجدوا.. حتى أولائك الذين طردوه وآذوه وخططوا لاغتياله سجدوا!
تلك الأشياء التي في خلاياهم وشرايينهم تفجرت فيها طاقة إيمانية رهيبة فجعلتهم يخرون للأذقان سجدًا..




الكواكب
امرأة يخلوا بها فاجر في إحدى الخلوات فيراودها عن نفسها، ولكنها تأبى! فيقول حاثا لها : لايرانا إلا الكواكب
فترد بشموخ :فأين مكوكبها؟! أين الله؟!
إنه قلب صامد إلى الله، يراقبه، متيقن أنه عليم خبير سميع بصير محيط!


ضع يمين قلبك ماشئت ويساره ماشئت! ولكن أمامه لاتضع إلا مرضاة الله، إلا مراقبة الله، إلا حب الله



اصّمد إليه
يجب أن تعلم أنه لو لم يأذن للدواء أن يؤدي مفعوله في جسدك لما ارتفع عنك ذلك المرض، فاصمد إليه إلى أن يشفيك..
يجب أن توقن أنه لو لم يصرف تلك السيارة المتهورة عنك لكنت الآن في عداد الموتى، فاصمد إليه أن يحفظك..
جعل في داخلك حاجة لأن تقول اسمه، هناك أمن يعمّ كيانك إن قلت يا الله، فإذا لم تقلها اختيارا، قلتها اضطرارا، وإن لم تذكرها إيمانًا، ذكرتها قهرا، وإذا لم تكن كلمتك في الرخاء، كانت صرختك في الشدة!..




البوصلة
لماذا ننتظر جائحة تردنا إليه؟!
ومصيبة تذكرنا باسمه؟!
وكارثة نعود بها إلى المسجد؟!
ألا يستحق أن نخضع ونلتجئ إليه دون جوائح وكوارث ومصائب؟!
هل كل ما أعطانا إياه من حياة وصحة وإيمان وأمان وسعادة قليل حتى لا ننكس رؤوسنا إليه إلا ببلية تنسينا كل أوهامنا؟ ولا يبقى في عقولنا معها إلا الله؟!
عدل بوصلة قلبك باتجاه ثم سر إليه ولو حبوًا على ركبتيك، ستصل ﴿وَلِلَّهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَليمٌ﴾




حقيقة
اللحظة التي تصمد فيها إليه لأجل حاجتك، هي نفسها اللحظة التي تصبح حاجتك ملك يمينك!
لاعبور لأي رغبة إلا من طريق الله، لا وجود لأي حاجة إلا في ساحة الله، لا إمكانية لحدوث شيء إلا بالله، فإنه وحده الذي لاحول في الوجود ولاقوة إلا به
لايمكن لخلية أن تتحرك ولا لذرة أن تكون ولا لقطرة أن تتبخر ولا لورقة شجر أن تسقط إلا بحوله وقوته
لايستطيع العالم كله أن يمسّك بسوء لم يرده الله لك، ولا يستطيع العالم كله أن يدفع عنك سوءًا قدره الله
إذًا فاجعل وجهك إليه، وألجئ ظهرك إليه، وفوض أمرك إليه
فهو الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد..


اللهم أصمد قلوبنا إليك، واجعلنا لانطلب غيرك ولا نسأل سواك ولا نستغيث بأحد من خلقك يا الله




مقتطفات من كتاب [ لأنك الله ]
للشيخ علي بن جابر الفيفي
معنى الصمدية د/ النابلسي

البنفسج
03-05-2021, 03:03 PM
سبحانه ربي جلّ في علاه
ليس لنا منجا ولا ملجأ إلا إليه
مقتطفات عظيمة وجليلة بوركتِ يامهرة
وجزيتِ الجنة

flll:

النقاء
03-05-2021, 03:09 PM
اللهم أصمد قلوبنا إليك، واجعلنا لانطلب غيرك ولا نسأل سواك ولا نستغيث بأحد من خلقك يا الله

موضوع قيم وثري. مقططفات جميلة ومهمه في حياتنا

اشكرك يالعسل
لكِ التقيم والختم. تستاهلين.......

محمد القصاب
03-06-2021, 03:59 AM
نقلاً جامعاً نافعاً

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم

جزيتِ الخير

هادي علي مدخلي
03-06-2021, 05:07 PM
بارك الله في جهودكم ورفع الله قدركم بامثالكم نفخر
من أجمل ماقرأت اليوم

احمد الحلو
03-07-2021, 08:51 PM
جُزيت خيرا

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو

بُشْرَى
03-08-2021, 06:28 PM
.



.

جزاك الله خير جزاء وجعله بميزان حسناتك
طبت ياألق ..


بوركت ..

الروآد
03-09-2021, 09:31 AM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
..

المهرة
03-09-2021, 04:30 PM
سبحانه ربي جلّ في علاه
ليس لنا منجا ولا ملجأ إلا إليه
مقتطفات عظيمة وجليلة بوركتِ يامهرة
وجزيتِ الجنة
flll:

وياك يارب ، أهلًا بنفسج

المهرة
03-09-2021, 04:31 PM
اللهم أصمد قلوبنا إليك، واجعلنا لانطلب غيرك ولا نسأل سواك ولا نستغيث بأحد من خلقك يا الله
موضوع قيم وثري. مقططفات جميلة ومهمه في حياتنا
اشكرك يالعسل
لكِ التقيم والختم. تستاهلين.......

والشكر لك ، أهلًا نقاء

المهرة
03-09-2021, 04:31 PM
نقلاً جامعاً نافعاً
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
جزيتِ الخير

وياك يارب ، حياك أخي محمد

المهرة
03-09-2021, 04:32 PM
بارك الله في جهودكم ورفع الله قدركم بامثالكم نفخر
من أجمل ماقرأت اليوم

شكرًا لك ، حياك أخي هادي

المهرة
03-09-2021, 04:37 PM
جُزيت خيرا

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو




شكرًا لك ، حياك أخي أحمد

المهرة
03-09-2021, 04:38 PM
.



.

جزاك الله خير جزاء وجعله بميزان حسناتك
طبت ياألق ..


بوركت ..


وياك يارب ، أهلًا بشرى

المهرة
03-09-2021, 04:40 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
..

جُوزيت بالمثل ، حياك أخي رواد

الشاهين
03-12-2021, 01:45 PM
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ