آخرُ أنبياءِ المَطر

[زائرُ الفَجر]

كان يعرفُ أن وجودهُ لكِ، لكنهُ بقي مُختبئاً خلف ملامحكِ
فذاك الشروقُ الخارجِ عن التأويلِ في وجهكِ يُصيبهُ بحالةٍ من الرُعبِ أن يفقدَ عيناه
كانَ يرقبُ الكسوف ليتحدَ مع ملامحكِ على إستقامةِ واحدة
وما إن تعودينَ للشروقِ .. يكتنزُ الحفيف ويعود

[زائرُ الفَجر]

صباحُ الخيرِ لكلِ الصامدين الصابرين ، الذين لا يحملونَ في صدورهم غِلاً ولا حقداً، الذين يحملونَ لك الخيرُ في دعواتهم وأمنياتهم ، الذين ينتظرون على بابِ اللهفةِ لتشرقوا سوياً كالفجر.

[زائرُ الفَجر]

صباحُ الخيرِ للفكرةِ التي تشدُ النصَ من بُنصرهِ

[زائرُ الفَجر]

كرجلٍ حكيم
يضعُ السعادةُ في سلالِ
يوزعها على الناس
ويمضي

[زائرُ الفَجر]

كبرتُ !
كبرتُ كثيراً
وأمي لا زالتَ توبَخني
أن أغسلَ يدي !

كيفَ !
والطينُ الذيَ كُنا نلعبُ بِهِ
عالقُ بين أصابعي

أخافُ أن أغسلهُ
فيسيلُ منهُ عصيرُ وردٍ
ووَجهُكِ!

صباحُ الخير

[زائرُ الفَجر]

صباحُ الخير
للقمحِ المُحلقِ منِ فمكِ إلى أفواهِ العصافيرِ

[زائرُ الفَجر]

سَنلتقي يوماً
حين تفتحُ الكلمةَ فمها
وتلتقطُ القصيدة !

سَنلتقي ..
حين يتلونُ البُكاء
ويزفرُ أخر شهقاتِ
الليلْ !

سَنلتقي ..
من خلفَ الزُجاجِ
عِند ولادةِ الفكرة !

سَنلتقي ..
حينَ يتشققُ جلدُ
الرصيفِ
عِند تفتحُ وردة !

سنلتقي

[زائرُ الفَجر]

صباحُ الخيرِ لُعمري القادمِ
الذي أخشى أن لا أعاملُهُ برفق
الذيَ أخشىَ عليهِ
من الفرحِ المُتأخر
والهزيمةَ بعدَ الهزيمة

[زائرُ الفَجر]

حينَ حاولتُ أن أرتبَ النص
جَرحتني الفاصلة !

[زائرُ الفَجر]

صباحُ الخيرِ
أليس هذا النمشُ مألوفاً للقصيدةِ
أليس هذا عَرقكِ !

[زائرُ الفَجر]

تاه في حادثِ شتاء
والجميلاتُ اللاتي أحببنه
يعزينَ بعضهن !
كان الفراغُ مع نحيبهن
أشبهُ بالموسيقى
وكأنه يطرقُ نعشَ
قصيدتهِ الأخيرة

[زائرُ الفَجر]

لم تكُن إمرأةً عادية
كانت تَشقُ غشاوةَ الغيمِ
كأخرِ الفراشاتِ
وشاماتهُا تَسبحُ
في أفقِ القصائدِ
كأخرِ تنهيداتِ الحبر

[زائرُ الفَجر]

المرأةُ التي أُحب
أشبهُ بسُنبلةِ شمس
تَشمُ الضوءَ عند إتقادِ القمر !

[زائرُ الفَجر]

مساءُ الخير
للشُهبِ الساقطةِ على شاماتكِ
للعنادلِ المُحلقةِ حولَ صوتكِ
ولخُمرةِ السُكرِ على فمكِ

[زائرُ الفَجر]

أنا في إنسكابِ
من يَقطعُ حبلِكِ السُري
عن جنوني
من يوصدُ بابَ الريحِ خلفي
من يُكبلُني كالنوارسِ
في يداكِ

[زائرُ الفَجر]

عانقيني
فأنا صلصالٌ صنعتهُ أصابعُ الريح
خذلني الفضاءُ والأبجدية

[زائرُ الفَجر]

صباحُ الخيرِ
للمطرِ المغمورِ بالعطشِ
وأنتِ

[زائرُ الفَجر]

وَكُلما كتبتُكِ
ينفذُ الضوءُ في ليلكِ
فيحترقُ الرمادُ