المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بكاء الخريف (الكهل )


كراميل نور
02-24-2021, 06:35 PM
http://www.hamsatq.com/kleeja/uploads/150625988639891.jpg
كان صوت المذياع يصم الآذان وصوت التلفاز ايضا
وبالرغم أنه كان يعلم مدى انزعاج جيرانه من تلك الأصوات التي تصدر من شقته
كل ليلة إلا أنه لم يكن يبالي ... أشعل كل ثريات الشقة كعادته
وجلس منزويا على أريكته
يبكي كالطفل الصغير حتى ذهب في سبات عميق ودموعه قد
أغرقت ثيابه
وبعد الفجر مباشرة خرج على الفور قبل ان تنهال عليه
اعتراضات جيرانه وعاد ليلا الساعة الحادية عشر تماما وأسرع
ليفعل ما يفعله كل ليلة
فتح المذياع والتلفاز والثريات وجلس على أريكته يبكي كالطفل
حتى يذهب في سباته ودموعه التي لا تجف
.................
القى السيد عماد الصحيفة من يديه في غيظ وقال وهو يجز على أسنانه .....
= لقد سئمت من هذا الجار المزعج منذ ان سكن هنا من ستة اشهر
كل ليلة هكذا ويخرج اللئيم ونحن نائمون ويعود لشقته كاللص كيف لاادري
أخ..... اتمنى ان اقبض عليه متلبسا هكذا واخنقه بيدي ذلك الكهل حتى يفارق الحياة
سوف اصعد اليه الآن
ردت الزوجه التي كانت تخيط زر قميص زوجها في برود

http://www.hamsatq.com/kleeja/uploads/1506259065912.jpg = اياك ان تفعل وإلا مت انت مختنقا من رائحة شقته النتنة لقد دق على بابه مرة جارنا علي
وجلس فترة طويلة على الباب حتى فتح الكهل وعندما
فتح باب الشقه شم الرجل رائحة يقول انه لم يشم في مثل قذارتها قط وشاهد وضع الشقة
في إهمال عظيم أنه كهل يا عزيزي لا يستطيع ان يخدم نفسه
صعد الرجل بلا مبالاة من تحذير زوجته والغضب يتملكه ودق باب الكهل ولكن لم يفتح له الكهل
فصرخ الرجل بغيظ اكثر
= افتح فلن ارحل حتى تفتح الباب وأضع حلا لهذه المهزلة ايها الكهل اللئيم......وإلا سأبلغ عنك الشرطة
.ولكن بلا جدوى ..........لم يفتح الكهل
وبقي الجار قابعا في إصرار حتى طلوع شمس اليوم
التالي .........ولم يخرج الرجل !!!!!!!!
بعدها قرر الرجل النزول يائسا ولكنه قرر ابلاغ الشرطه لتضع حدا لهذا الرجل اذا لم يكف عن فتح المذياع
والتلفاز على آخره .........
وبعد ثلاثه ايام صعد الجار مسرورا ووقف امام باب الكهل الذي توقف صوت مذياعه وتلفازه العالي
وقال في امتنان مبطن بالسخرية
= رائع آراك تسمع جيدا يبدو انك تخشى الشرطه يا عزيزي
لقد توقفت عن ازعاجك لنا بصوت مذياعك وتلفازك... احسنت \
ولكن اتمنى ان تنظف بيتك ايضا فرائحة العفن تزداد يوما بعد يوم والا .........هه .......الشرطه
وأطلق الرجل ضحكة فرحا بانتصاره الذي فشل في تحقيقه جاره
(علي) ثم استطرد
=سلام يا كهلي ونزل الرجل متبخترا
وفي اليوم الرابع
فوجيء الرجل بعد عودته لبيته سيارة نجده وسيارة اسعاف تقف امام البناية
اسرع تجاه شقته مذعورا خشى على اهله من ان يكون قد اصابهم مكروه
ولكنه هدأ حينما وجد سكان المبنى مجتمعون في شقة الكهل والشرطة كذلك
دخل ليستطلع الأمر وجد الكهل على اريكته وقد تحللت جثته وعيناه قد اضناها الحزن
وبعد فحصة تبين موت الرجل بأزمة قلبيه ......وأعلن الطبيب ان انه مات منذ ثلاثة ايام
في الساعة الثانية عشرة صباحا
وقف الجار مذهولا ولم يستطيع ان ينطق ببنت شفه ......ففي
نفس الليلة التي صعد فيها ونفس الساعة التي يحادثه كان
الكهل قد مات!!!
وأثناء تحفظ الشرطة على ممتلكات الكهل وجدت شريطا
مسجل فيها صوت الكهل يتخلله حشرجة البكاء المر
وقد كانت رسالة لولده في الخارج يقول فيها
لما لاتجيب على رسائلي يا بني .؟




عد أرجوك..... فقد اصبحت كهلا ...وقلبي يؤلمني أنا وحيد لا يرغبني أحد بسبب كهولتي



http://www.hamsatq.com/kleeja/uploads/150625906592523.jpg




ماتت امك من ستة اشهر وأصبحت وحيدا
انا لا املك ثمن اجراء العملية ......
ولا حتى ثمن العلاج
عد حتى اموت ثم أرجع لزوجتك مرة أخرى فأيامي قليلة






حان موعد موتي عد لكي تدفنني ......
عد فالوحدة تقتلني






والخوف والبرد ا اثقلا عظامي وخنقني الصمت كل ليلة .
ولم استطيع التغلب عليه حتى
بصوت المذياع والتلفاز العالي



.......




واختفت حشرجة صوته كليا بعدما تعالت ........وبقى صوت الجار مسجلا وهو يصرخ
= افتح فلن ارحل حتى تفتح الباب وأضع حلا لهذه المهزلة ايها الكهل اللئيم..... أفتح والا سأبلغ عنك الشرطة






ليتنا نكرم من حولنا لكي نشعر بإنسانيتنا


http://3shaqi.com/up/do.php?img=409

النقاء
02-24-2021, 07:30 PM
الكاتبة القديرة/ كراميل نور
نعم صدقتي فا إكرام النفس مطلب مهم يجعل الإنسان يعيش بحياة هنيئًه
وتكون عزيزا لا يقبل الذل
و لا يقبل أن يقود أحد
فالترفع عن صغائر الأمور إيثارك للغير. يجلب الحسرة
مساعدة الغير حسب امكانيات الشخص يترك له مكانه ولو طالت
هناك جزاء يعود عليه
ومن يقدر المسؤاليه يتعاضم قدره ومكانته

رائعه الفكر وقطفها مثمر.

اشكرك. ياجميلة ......
فكم فيه من تنفيس للكربات وزيادة للمودات وازالة للعداوات واقامة للمروءات
يخلق غيمة حتى ينثر الحزن المشتعل أملا مورقا
هو الحزن الكثيف حين لايطفأ بقطرات أمل يصير قاتلا

هادي علي مدخلي
02-24-2021, 07:30 PM
ليتنا نكرم من حولنا لكي نشعر بإنسانيتنا

عبارة اختصرت كل الكلام
تحمل القصة في أبعادها المرجعية
الرؤية الإنسانية لمن أصبح في خريف العمر
وتخلى عنه كل من حوله
نجحت كراميل في إيصال الفكرة او القضية المراد طرحها
بطريقة سرد مُشوقة ومكثفة ولم تُشتت ذهن القارئ
حيثُ أن النهاية كانت شبه متوقعة لي
مع الاختلاف في التفاصيل البسيطة
التي كشفتها في النهاية
فكانت القفلة مدهشة ومؤلمة للجميع
تقديري الكبير لكِ مع مكافأة المنتدى flll:

وشاآية حرف
02-24-2021, 09:34 PM
هنا أنا وقلمي
حتى قراءة تشبع
جوع الشغف ..

//

فتحي عيسي
02-24-2021, 10:20 PM
إنه العقوق ياسيدتي هو من يدفع إلى هذا المصير المؤلم
ما أصعب الحياة عندما تجبرنا المعاناة على تحمل ما لانقواه
موجعة هذة القصة وإن كانت اليوم تمر مرور الكرام
من فقدان الرحمة والإنسانية من تلك النفوس العطبة
كفانا الله وإياكِ شرها وأبعدها عنا
ورحمنا برحمتة سبحانه وتعالي
القديرة كراميل نور
أحييك وهذا التجلي الرائع
وإسلوبك المتمكن الجميل
سلمتِ والنبض
مودتي وإحترامي

سفير المعرفة
02-25-2021, 12:14 AM
قصة حزينة
تملأ خطواتها دموع العصافير
فعلاً هي استثنائية كما أنتِ
قصة جميلة وذات مغزى
تربوي اجتماعي
بعض الأباء في دار المسنين
دمتِ الكاتبة كراميل ودام حرفكِ
تقديري

سليدا
02-25-2021, 08:16 AM
ليتنا نكرم من حولنا لكي نشعر بإنسانيتنا

نهاية مؤلمة أيتها الرائعة

ولكنها انتهت بحكمة بالغة من الأهمية

هي دروس وعبر لكل مستفز يتسرع في الحكم على الاخرين

دون السماع لهم أو معرفة دوافع حزنهم ....طيشهم ....
لله درك ايتها الرائعة لامستِ قلوبنا بهذه الروعة

أبدعت

اعجابي وتقيمي

مع نجومي فايف ستار *****

محبتي

البنفسج
02-25-2021, 02:58 PM
لو يعلم الأبناء بأن الدائرة تدور
وأنهم سيشربون من نفس الكأس المر
لما تركوا آباءهم تأكلهم الوحدة
ويقضي عليهم الهم في خريف حياتهم
أصعب مايجنيه الآباء في كبرهم
قسوة أبناءهم ومن حولهم

كراميل نور
جميل هذا النص السردي العميق
المتماسك بناءً ولغة
والذي يبين حال عالمنا من الجرح إلى الجرح

أنتِ مبدعة جدا

flll:

نجـ سهيل ـم
02-26-2021, 03:59 AM
تبكينا تاره وتضحكنا اخرى..
هذة كراميل نور..
الواقع والخيال والجمال في كتاباتها..
تحياتي لك..

بدرية العجمي
03-01-2021, 03:41 AM
:eek:




ولا غيره يقتله الحنين
فقد أصبح بلا وطن
بلا صحب..
بلا أهل..
يرنو صوب نهايته
شمعته مزقها الصمت
غريب تلقيه الشبابيك
وكأنه في رحلة بحث مضنية وشاقه
احتياج يرسم الفقد
ولم يتبقى سوى الرحيل
لتهدأ تلك النفس
وتنتهي كل معاناته
فقد استقل المطر طائرته الاخيره
احساس القلم.
(( كراميل نور ))
حكاية تجسد الواقع الذي بات يسكن
أحداق الكثير من الأياء والامهات
فجحود الابناء مثل علقم يتجرعه الآباء
ابدعتي ايتها الانثى الجميلة
ولقلبك جنائن الفل .والارجوان...



عابرة مرت من هنا..!!

بُشْرَى
03-06-2021, 08:50 PM
.


.

شيخٌ تخطى العمر حتى هرم
وأخذت منه الحياة راحته وأمانه
يا لقسوتها حين تختزل من أرواحنا المؤنس القريب
هذا واقع
خريفٌ مريع
الوحدة تهدد مستقبل هؤلاء ..
ليتنا نشعر ونعامل بإنسانيتنا
ونعي أنه بيوم سيمرّنا هذا الخريف


كاتبة دون شك

قصة عالية بمفرداتها ..وشدوها




بُشْرَى